ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان - 3:

خمس فئات لمخرجي «كان» هذا العام

جدد ينتظرون وقدامى مخفقون وكوبولا على القمة

لندنمحمد رُضا

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

كل مخرج اشترك سابقاً أو يشترك حالياً حلم بمغادرة المهرجان بعد حفل الاختتام وهو يحمل السّعفة الذهبية، هذا طبيعي، فالمخرج الجيد والفنان هو المخرج الطموح الذي يريد تبوء المكانة التي تتيح له أن يفخر بما أنجزه خلال حياته.

وهذا ينسحب على الجميع في أصغر المهرجانات وأكبرها. الجائزة هي أكثر من دليل تفوّق. هي تأكيد على الإبداع والموهبة وصعود مكانة مرموقة في العالم الذي ينتمي إليه السينمائي.

مهرجان «كان» هو أكبر الملاعب السينمائية. جائزته هي الأولى بين المهرجانات كافة والثانية في الشهرة بعد الأوسكار. وربما توازيه نظراً لتفاوت المزايا والمعايير التي تتحكم في كل من الجائزتين الأميركية والفرنسية.

من فرنسا وخارجها

هذا العام، وفي هذه الدورة الـ77 التي بدأت منذ أيام في 14 مايو (أيار) وتنتهي في 25 منه، هناك 22 مخرجاً يتوقون للفوز بالسعفة الذهبية.

سبعة من هؤلاء يشتركون في المسابقة لأول مرّة.

أغاثا رايدنجر هي واحدة من 3 مخرجين فرنسيين جُدد، وتدخل المسابقة بفيلم «ماس مجنون» (Mass Diamond). الفرنسيان الآخران هما كورالي فارجت عن فيلمها الروائي الطويل الثاني لها تحت عنوان «المادّة» (The Substance)، وجيل ليلوش وهو ممثل في نحو 80 فيلماً سبق أن حقق أربعة أفلام لم تدخل هذا المهرجان سابقاً. فيلمه الخامس هو «قلوب نابضة»، وهو يجمع بين الدراما والنوع الموسيقي.

الباقون الآتون من خارج فرنسا ضمن هذه المجموعة التي يشترك من فيها للمرّة الأولى في المسابقة هم الهندي بايا كابديا عن «كلنا نتخيل كضوء» (We All Imagine as Light)، والإيراني محمد رسولوف عن «بذرة التين المقدّسة»، والسويدي ماغنوس ڤون هورن يتسابق بفيلمه الدرامي الذي تقع أحداثه في عام 1919 تحت عنوان «الفتاة ذات الإبرة» (The Girl with a Needle).

وهناك المخرج الروماني (القادم من تحت جناح التمثيل أيضاً) مانويل بارڤو عن «ثلاثة كيلومترات حتى نهاية العالم» (The Kilometers to the End of the World).

خمسة من الموجودين سبق لهم أن اشتركوا مرة واحدة من قبل وهم كريم عينوز (جزائري الأب، برازيلي الأم)، الذي سنشاهد له «موتِيل دستينو» (Motel Destino)، وعلي عبّاسي (وُلد في طهران ويعيش في الدنمارك) ويقدّم هنا «المتدرب»، وشون بايكر (بريطاني صوّر فيلمه الجديد في نيويورك) الذي يدخل المسابقة بفيلم كوميدي عن تجارة الأجساد في الحانات الليلية.

هناك كذلك البرتغالي ميغويل غوميز الذي سيقدّم «جولة كبرى» (Grand Tour)، وهو الذي سبق وقدّم جولته المتميّزة في العقد الماضي عبر ثلاثية مستقاة من حكايات «ألف ليلة وليلة» تحت عنوان «ليالٍ عربية».

زبائن دائمون

هناك فئة ثالثة يمكن تمييزها هنا بأنها اشتركت مرّات عديدة من دون أن تُحرز السعفة. يقودها الكندي ديفيد كروننبيرغ العائد بفيلمه الجديد «الأكفان» (The Shrouds)، وهو كان اشترك آخر مرة قبل عامين عندما عرض هنا «جرائم مستقبلية» (Crimes of the Future).

مثله في تعدّد الزيارات والعودة بلا سعف، الإيطالي باولو سورنتينو الذي كان عرض هنا «شباب» (Youth) سنة 2015. حالياً يدفع بفيلمه الجديد «بارثينوب» (Parthinope) عن امرأة ومدينة بالاسم نفسه.

المخرج الصيني المتميّز بأفلام تأملية بديعة جيا جانغي يتقدم بـ «محبوسة بالمد» (Caught by the Tides)، والروسي كيريل سربرنيكوڤ يعاود الكرّة «ليمونوف» (يقاطع المهرجان أي فيلم مُنتج روسياً لكن «ليمونوف» موّل من شركات أوروبية غربية).

المخرجة الآيرلندية أندريا أرنولد اشتركت مرّتين وتعود هذا العام بفيلمها «بيرد» (Bird) ومثلها الفرنسي ميشيل أزاناڤشيوس (سبق ونال أوسكاراً عن فيلمه «الفنان» سنة 2018 لكنه بعد ذلك لم ينل جائزة كبيرة أخرى). هذه المرّة يصوّب بندقيته نحو «كان» من جديد ويقدّم فيلم أنيميشن بعنوان «أعلى الشحنات قيمة» (The Most Precious of Cargoes).

ضمن هذه الفئة هناك ثلاثة مخرجين اشترك كل منهم مرتين سابقاً هم اليوناني يرغوس لنتيموس الذي ينبري بفيلم جديد هو «أنواع اللطف» والأميركي بول شرادر، الذي يودع المسابقة فيلمه الجديد «أو كندا»، والفرنسي كريستوف أونوري الذي يعرض «مارشيللو ميو» (Marcello Mio).

أصحاب السعفتين

الفئة الأخيرة هي تلك التي فازت فعلاً بالسعف سابقاً يقودهم فرنسيس فورد كوبولا، فهو خرج بالسعفة لأول مرّة عن فيلمه «المحادثة» (The Coversation) سنة 1975 وفي عام 1979 نالها عن «القيامة الآن» (Apocalpyse Now) سنة 1979 (مناصفة مع الألماني ڤولكر شلندروف عن فيلمه «الطبل التنك»). بذا هو الوحيد المشترك هذه العام وفي خلفيته أكثر من سعفة.

الفرنسي جاك أوديار كان فاز بدوره بسعفة واحدة عن «ديبان» (Dheepan) سنة 2015.

كوبولا في الواقع هو واحد من ثمانية مخرجين فاز كل منهم مرتين. هو الوحيد المشترك بينهم في سباق هذا العام. الآخرون هم البريطاني كن لوتش، والدنماركي بيل أوغست، والنمساوي ميشيل هانيكه، والبلجيكيان جان بيير ولوك داردين، والبوسني أمير كوستريتزا، والياباني شوهاي إيمامورا، والهولندي روبن أوستلند.

إذا فاز كوبولا في هذه الدورة فسيكون الأول والوحيد بين كل مخرجي العالم الذي فاز بالسعفة ثلاث مرّات.

 

####

 

شاشة الناقد: أفلام عن المرأة

لندنمحمد رُضا

ثلاثة أفلام عرضها مهرجان «كان» في يوميه الأولين تدور حول المرأة في ظروف شتى. بطبيعة الحال هي أبعد ما تكون متساوية.

THE GIRL WITH A NEEDLE ★★★☆

إخراج: ماغنوس ڤون هورن | دراما تاريخية | السويد | 2024

يختار المخرج ماغنوس ڤون هورن الزمن الذي يريد سرد حكايته فيه والمكان الذي ستقع فيه الأحداث بعناية موازية للعناية التي يوفّرها لكيفية ما سيقدّمه. «الفتاة ذات الإبرة» دراما آسرة تراجيدياً محلّاة بأسلوب عمل فني جيد ورؤية هادفة للحديث عن المرأة في بعض أسوأ ظروفها.

إنها نهاية الحرب العالمية الأولى والمدينة هي كوبنهاغن، والبيئة هي تلك التي تعاني الفقر والبؤس. الضحية الماثلة، من دون أن تكون الوحيدة، هي كارولين (ڤك كارمن سون) التي تواجه ظروفاً أصعب مما تستطيع تحمّله، لكنها - ولعدم وجود بديل - عليها أن تواجه تلك الظروف وتتألم.

زوجها غائب منذ مطلع الحرب، ولا تستطيع قبض معونة حكومية من دون إثبات موته. في مطلع الفيلم تحاول إقناع صاحبة الغرفة التي تشغلها بإبقائها فيها، لكنها لم تدفع إيجاراً منذ أسابيع طويلة ووضعها يزداد سوءاً عندما تعاشر صاحب المصنع الذي تعمل فيه وتحبل منه. هذا يتخلّى عنها في الوقت الذي يعود فيه زوجها من تلك الحرب، وقد عانى من ويلاتها. ليس لديه الكثير مما يقوله لزوجته بأنه ما زال حياً (يستخدم الفيلم عدم الإفصاح عذراً لتجاوز عقدة لا يراها ضرورية) تقرّر كارولين أنها لا تريده في حياتها. قرار لا يصمد طويلاً كون البؤس هنا هو ما يجمع شتات الضحايا.

في ذلك الحين كان الإجهاض ممنوعاً، لذا كان عليها وأمامها أن تختار إما أن تضع المولود وتتخلى عنه أو تطرح حملها. لكن هذه المشكلة العويصة في حياتها تحصيل حاصل لحياة ليس فيها ضوء يساعدها على قرار صحيح أو يمنحها أمل فعلي.

جماليات الفيلم نابعة من دَكَانة صورته ودَكَانة موضوعه معاً. إنه ليس تراجيديا موجهّة لاستعطاف المُشاهد، بل دراما مأخوذة من أحداث واقعية عالجها المخرج ببعض الإيحاء من السينما التعبيرية الألمانية ما يجعله يبدو - لولا أنه بالفعل من إنتاج زمننا الحالي - أشبه بواحد من تلك الكلاسيكيات التي تصف الناس والأمكنة بدكانة مناسبة لزمن تصفه إحدى الشخصيات في الفيلم بقولها «العالم مكان فظيع». حتى المرأة التي توجه هذه العبارة لكارولين (وهي المرأة التي استقبلت مولودها) تكشف عن شخصية تقتنص الفرص وتضع مصلحتها فوق أي مصلحة أخرى حتى ولو كانت الضحية ماثلة أمامها كحال كارولين.

* عروض: مهرجان «كان» (المسابقة).

WILD DIAMOND ★★★

إخراج: أغاثا رايدنجر | دراما | فرنسا | 2024

يلتقي «الفتاة ذات الإبرة» مع «ألماس مجنون» المعروض كذلك في المسابقة في أنهما يتعاملان مع موضوع الفتاة الشابة التي تطأ أرضاً غير ثابتة في حياتها. غير ذلك، لكلِّ فيلم قصّته المختلفة ورموزه الزمنية.

فيلم رايدنجر ينقلنا إلى الزمن الحالي. تختار المخرجة حكاية فتاة في التاسعة عشرة من العمر اسمها ليان (مالو خبيزي) تعيش ما تعتقده السبيل الوحيد للحياة. هي فتاة لا يمكن الشعور حيالها إلا بمزيج من الشفقة واللوم.

نتعرف عليها وهي تسرق من أحد المحلات. وما تحتاجه ويشغل بالها هو عمليات تجميل ومظاهر جذب كونها تحلم (كما بطلة فيلم «نورة» لتوفيق الزايدي) بالشهرة. ليان تطمح لأن تكون أي امرأة ناجحة لدرجة الشهرة. هذا يعني أن عليها أن تتجمّل وأن تطبع وشمة على جسدها وأن تنفخ شفتيها وتحيط بكل ما يلزم من متطلّبات لكي تبرهن للغير أنها جميلة وأهل لمكانة أعلى من تلك التي تعيشها.

حين تظهر في برنامج من نوع «رياليتي شوز» تبدأ في الاعتقاد أن هذه هي الخطوة الأولى وأن عليها أن تتقدم إلى المعنيين بطلب توظيفها في برامج أخرى. لكن لا شيء يحدث ما يزيد من توترها ومخاوفها من فشل حتى من قبل أن تبدأ فعلياً.

يتحدّث الفيلم عن وضع المرأة الشابة (وإلى حد الشباب أيضاً) في عالم يوهم ولا يمنح. تتلألأ أضواؤه الجاذبة لكن الوصول إليه صعب. ثم كيف أن هذا البعض في حياة اليوم يترك كل شيء آخر ويحاول تطوير نفسه ليناسب بيئة ليست له بالضرورة. عالم قد يقضي على الحالم وهو ما زال في مكانه.

تدرك المخرجة ما تريد طرحه في هذا الفيلم وتحققه، وهذه ليست مشكلة. ما يمكن اعتباره عثرة هو أن الفيلم وموقفه من الحياة المعاصرة التي يدفن فيها البعض أحلامه في أوهام «السوشيال ميديا» والظهور على الشاشات المختلفة، هي أنه واضح أكثر من اللزوم.

القصة التي تسردها المخرجة قابلة جداً للتصديق، لكن الفيلم يعاني من منوال تفعيل أسلوب عمل واحد لا يتطوّر بل يتمدد.

* عروض: مهرجان «كان» (المسابقة).

FURIOSA: A MAD MAX SAGE ★★

إخراج: جورج ميلر | أكشن | الولايات المتحدة | 2024

من تابع هذا المسلسل منذ ولادته على يدي المخرج جورج ميلر سنة 1979 إلى اليوم، ووصولاً للحلقات الأخيرة منه (وبينها هذا الفيلم) يدرك أنه بدأ وصفياً لحال عالم مقبل على كارثة ويتضمن بعض الفلسفة في مسألة صراع الإنسان ضد الإنسان لاستحواذ ما يريد امتلاكه، إلى فيلم أكشن يعتمد المؤثرات عوض التوصيف، ويميل إلى الإبهار البصري بديلاً لتشغيل الذهن في أمور حياة ما بعد الكارثة.

بكلمة، «ماد ماكس» أصبح من الجزء السابق (Road Fury) «ماد ماكسين» وليس «ماد ماكس». البطولة الرجالية في ذلك الفيلم قبل نحو 4 سنوات تضاءلت، وفي هذا الفيلم تضاءلت أكثر. البطولة الأساسية للمرأة رغم وجود من يعاونها لبعض الوقت.

هذا جانب آخر من التقهقر. عوض البحث عن أفكار جيدة ومضامين فريدة بصرف النظر عمّن يقوم بالبطولة، قرّر ميلر والجهة الداعمة (وورنر) تحويل السلسلة إلى أكشن تقوده امرأة أخرى لا شخصية حقيقية لها، كما كان الحال في العديد من أفلام الأكشن وأفلام الجاسوسية الأخيرة التي مُنحت قيادتها للجنس الأقوى (الناعم سابقاً).

عدا ذلك، وتأكيداً له في وقت واحد، هذا الفيلم الخامس من السلسلة، لا يترك مجالاً للشك في أن الباع بات طويلاً بين بدايات «ماد ماكس» ونهاياته الحالية.

التأكيد على دور المؤثرات وإيقاع الفيلم بأكمله (عبر توليف سريع طوال الوقت) هما ميزة هذا الفيلم الجديد الذي تقوم آنا - تايلور جونز ببطولته.

ينطلق الفيلم باندفاع يماثل سرعة الدّراجات والمركبات السريعة التي يستخدمها. بطلة الفيلم فوريوسا (تايلور) كانت صغيرة عندما خسرت والدتها والآن كبرت وقرّرت الانتقام ممن قتل أمها. هذا الخيط الرفيع يتضخّم فقط بصرياً. لا دراما كبيرة في هذا الموضوع ولا مجال لتكون الشخصية من اكتشافات ذاتية لنقل مثلاً على غرار شخصية سيغورني ويڤر في سلسلة Alein. هناك محطة للراحة في منتصف الفيلم عندما تشعر فوريوسا بود صوب شاب انبرى لمساعدتها صد تلك الهجمات المتكررة (توم بورك)، لكن معظم الفيلم قبل ذلك اللقاء وبعده، من بطولتها منفردة وهي - كممثلة - تبرهن عن قدراتها البدنية ولو أن هذا وحده لا يكفي للتمييز وكان من الأجدر منحها شيئاً آخر في الحياة يمنحها بعض التلوين والعمق.

المطاردات نفسها جيدة التصوير، ومن لا يهتم لوجود حكاية بشخصيات تعكس كل منها شيئاً ما، فإن الفيلم من النوع الذي يجعل المُشاهد مُثاراً ولو على نحو ساذج. «ماد ماكس» ليس «أڤاتار» أو «سيد الخواتم» أو أي سلسلة أخرى أتاحت لنفسها أن تقصّ الحكاية وظلالاتها العميقة.

كان يمكن، على سبيل المثال، تعميق ذلك الخط الانتقامي عبر مواقف متعددة. الماثل هو رغبة فوريوسا في الانتقام. الغائب هو معرفة كيف تكوّنت رغبتها تلك، وهل ستتردد في تنفيذها أو، أساساً، هل هي قادرة على التنفيذ. ما الذي يدفعها حقاً؟ أهو مجرد أنها تحوّلت من فتاة كان يمكن لها أن تشق حياة أخرى وكيف؟

مشاهد الأكشن فقط تقول ذلك، لكن لا شيء آخر في المحاذاة. ليس أن الحكاية المسرودة في أكثر من ساعتين، لا مكان لديها لتوفير مثل تلك الإطلالات على مكوّنات الشخصية نفسها. في الواقع ينتقل الفيلم من فترة كانت فيها فوريوسا فتاة صغيرة إلى حين أصبحت امرأة. يتابع هذا النمو لكن استعراضياً، مما يترك الشخصية حين تكبر كما لو كان قرارها بالانتقام لا علاقة له بحياتها السابقة، بل أقرب إلى شعور طاغٍ و- إلى حد ما - مفاجئ.

مشاهدو الحلقات الأولى من هذا المسلسل هم، بدورهم، من جيل قدّر قيمة المضامين المجتمعية التي كانت أفلام الستينات والسبعينات من هذا النوع المحارِب تقوم عليه. المشاهدون اليوم يقبلون التخلي عن هذه المضامين واستبدالها بأخرى فردية. جورج ميلر يدرك ذلك ويواكبه. يرضى به مضطراً وفي باله صنع سلسلة أسطورية تزداد ضراوة فيلماً بعد آخر.

* عروض: مهرجان «كان» (خارج المسابقة).

ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

 

الشرق الأوسط في

16.05.2024

 
 
 
 
 

فيلم «ألماس خالص» لأغات رييدينجيه: حلم الخلاص عن طريق السوشيال ميديا

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي» : حين تكون الحياة قاسية ولا تعد بالكثير، يأتي وقت الحلم، الحلم بالثراء والنجاح والشهرة. وفي وقتنا هذا يصبح الحلم، والسبيل إلى تحقيقه في آن، هو وسائل التواصل الاجتماعي، والإنستغرام وتيك توك وتلفزيون الواقع.

في فيلمها الروائي الطويل الأول، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين (14 إلى 25 مايو/أيار) تقدم المخرجة الفرنسية أغاث رييدانجيه، تشبث فتاة بهذا الحلم المراوغ لتحقيق الشهرة والثراء عن طريق تيك توك وتلفزيون الواقع.

ليان (مالو خبيزي في أداء متميز) هي فتاة في التاسعة عشرة، تأتي من أسرة فقيرة وبيت مفكك في فريجوس في فرنسا، هي فتاة تواجه قسوة الحياة بصلابة وقوة، تواجه المتحرشين من الشباب المحيطين بها، تحتال على شظف العيش بسرقات صغيرة من متاجر العطور والملابس، وتدّخر المال لتتأهب لحلمها الأكبر، أن تصبح في شهرة وثراء نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان. ولتحقيق هذا الحلم هي في حاجة للمال، لإجراء عمليات لتكبير الثدي والأرداف والشفاه. لا تتوانى رييدينجيه في إظهار الواقع الصعب الذي تحياه ليان، فنرى الأثاث المتهالك والبيت الرث، والأم التي لا تلقي بالا للصغار. ويأتي أداء خبيزي وحضورها الكبير، ليمنح الفيلم الكثير من القوة، لكن افتقار الفيلم إلى حبكة حقيقية في بعض أجزائه، وتفكك سرده في أجزاء أخرى يحد من تأثيره. ويبدو لنا كما لو أن الفيلم يعطي شرعية ومشروعية لحلم الشهرة والثراء السريع عن طريق التيك توك، شهرة تفتقر إلى الموهبة أو المجهود، وتكرّس لتصوّر معيّن لجسد المرأة ومقومات جمالها، تصور قائم على عمليات التجميل، وتسليع المرأة وجسدها.

في مشهد من مشاهد الفيلم تصيح ليان في تحدٍ أنها ترتدي ما يحلو لها لأنها حرة، لا يملي عليها أحد ما تفعل أو ترتدي، لكنها في الواقع محكومة بنموذج الجمال وجسد المرأة، الذي تراه على تيك توك ويجذب المشاهدين، وتنفق المال الذي ادّخرته لتتحول لتلك الصورة المختلقة للجمال.

بعد نشأة مفككة، تعيش ليان بضع سنوات تحت وصاية الرعاية الاجتماعية، لكنها تعود لاحقا إلى المنزل لرعاية أختها الصغرى، التي تحاول تحويلها لصورة مصغرة من نفسها، ذات حواجب كثيفة رسمت رسما بالوشم، وحركات رقص موحية، رغم عمرها الذي لا يتجاوز عشرة أعوام. وتقدم المخرجة هذه المحاولات من ليان لتحويل أختها إلى نسخة مصغرة منها كأمر واقع، ولا تقدم أي تساؤلات عن الأمر. لليان آلاف المتابعين على الإنستغرام، وهي تعزز صورتها وشهرتها يوما عن يوم، لكنها تحلم بفرصة أكبر تمنحها الثراء والانتشار على نطاق واسع. وتأتي الفرصة عن طريق اتصال من برنامج لتلفزيون الواقع، كانت ليان قد أرسلت إليه مقطع فيديو راقص فيه الكثير من الإغواء. يمنحها الاتصال فرصة لتجربة أداء في البرنامج، تسبقها مقابلة شخصية معها، لكنها مقابلة تختلف عن تصورنا للمقابلة الشخصية. نتصور المقابلة الشخصية للحصول على وظيفة بملابس رسمية أمام لجنة اختبار في زي رسمي أيضا، لكن ليان تكتشف أن عليها لاختبارها، أن ترتدي ملابس موحية تكشف الكثير من جسدها، وعليها أن ترسم شخصية مغوية، لأن هذا ما يجلب المشاهدين للبرنامج. تقول لها المسؤولة عن تقييمها، التي لا نراها قط، إن على عاتقها مسؤولية كبيرة إذا فازت بدور في البرنامج، فهي بحصولها على هذا الدور تعطي أملا للكثير من الفتيات مثلها بالشهرة والنجاح والمال. ربما من الأمور المثيرة للانتباه في الفيلم هي استخدام المخرجة لتعليقات المعجبين التي تتلقاها ليان من جمهورها على الإنستغرام كنص مكتوب على الشاشة، كما لو أن هذه التعليقات هي ما تؤمن به ليان حقا، حتى تصبح عقيدتها ودينها الخاص، فهي تردد تلك العبارات لتستمد منها التشجيع، والإعجاب بالذات والقدرة على الاستمرار.

ربما أكثر المشاهد تأثيرا في الفيلم هو ذلك المشهد الذي تستخدم فيه ليان إبرة ساخنة لرسم وشم على بطنها، نراها ترتعد خوفا وتهتز يدها توترا ونرى الألم جليا واضحا على وجهها حتى أنها تكاد أن تفقد وعيها. لكنها رغم الألم ترسم ابتسامة مغوية على وجهها، وتبدأ تسجيلا حيا على الإنستغرام للحصول على دعم متابعيها ومعجبيها. يصبح الألم أمرا هينا أمام الرغبة في الشهرة والانتشار والثراء. تلتقط رييدينجيه برهافة تلك العلاقة المتشابكة بين الرغبة في الظهور والشهرة، والرغبة في الثراء حتي إن كان ذلك سيسبب الكثير من الألم.

ليان هي مركز الفيلم ومحوره، وبفضل أداء خبيزي نجد أنفسنا منجذبين لها، متابعين لحركاتها وسكناتها. يمكننا القول إن ليان هي الشخصية الوحيدة المرسومة بعناية في الفيلم، أما بقية الشخصيات فهي واهية كرتونية إلى حد كبير. نحن لا نعرف قط ما العلة في شخصية الأم، وما سبب عدم اعتنائها بأبنائها، وصديقات ليان لا نعرف عنهن شيئا، بخلاف أنهن يصحبنها إلى المرقص. حتى صديقها الذي يهواها ويتمنى أن تبادله المشاعر ذاتها، ليست له شخصية واضحة المعالم، ولا يخدم وجوده إلا في إيضاح رغبة ليان في التخلي عن كل ما يربطها بماضيها فور فوزها بدور في برنامج تلفزيون الواقع. في نهاية الفيلم نراها في الطائرة متجهة إلى موقع تصوير البرنامج تطل من النافذة على واقعها الجديد مبتعدة عن كل ما يربطها بالماضي.

ثمة مشهد في الفيلم تركض فيه ليان للفرار من حراس متجر في أحد مراكز التسوق، بعد إمساكهم بها، بعد محاولة سرقة بعض الملابس. تركض ليان وتركض حتى تصل إلى حفل أنيق فتدخله للاختباء وسط الضيوف، وهناك تقابل مجموعة من الرجال مرتدي الحلل الأنيقة في منتصف العمر، فتعرض عليهم أن ترقص لهم مقابل الحصول على ألف يورو. وفي غرفة فندق ترقص ليان رقصا موحيا مغويا، بينما يشتعل الرجال رغبة، لكنها فور حصولها على النقود تفر من الغرفة. يضعنا هذا المشهد في حيرة من أمرنا، فهل يبرر الفيلم هذا التصرف ويجده طريقة مبررة ومستساغة لكسب النقود. يضعنا الفيلم أمام الكثير من التساؤلات حول كيفية الحصول على المال والشهرة، لكنه يتركنا في حيرة من أمرنا، عما إذا كان يقر استخدام المرأة للإغواء ولجسدها للحصول على الثراء.

 

القدس العربي اللندنية في

16.05.2024

 
 
 
 
 

كريس هيمسورث وأبطال «Furiosa» في مهرجان كان

هناء حمدي

شهد اليوم الثاني من فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 77، حضور عدد من النجم وكان أبرزهم نجوم وصناع فيلم « Furiosa: A Mad Max Saga» الذين حضروا العرض الأول للفيلم وذلك بعد 9 سنوات من عرض الجزء الأول للفيلم « Mad Max: Fury Road» والذي عرض أيضا ضمن فعاليات مهرجان كان.

وحضر العرض الخاص للفيلم أبطاله كريس هيمسورث وآنيا تايلور جوي وأليلا براون وتوم بيرك ولاتشي هولم وجوران دي كليوت وناثان جونز وجوش هيلمان وجون هوارد وأنجوس سامبسون وتشارلي فريزر وكوادن بايلز ومخرج الفيلم جورج ميلر.

اقرأ أيضًاعرض فيلم "THE GIRL WITH THE NEEDLE" بمهرجان كان

يذكر أن ‏الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي والتي انطلقت أول أمس الثلاثاء وتستمر حتى 25 مايو الجاري تضم مشاركة 8 أفلام عربية وهم «نورة» من السعودية و«شرق 12» و«رفعت عيني للسماء» من مصر وفيلم «القرية المجاورة للجنة» من الصومال و«الكل يحب تودا» و«البحر البعيد» من المغرب وفيلم «إلى أرض مجهولة» من فلسطين وأخيرا فيلم «بعد الشمس» من الجزائر.

 

####

 

جبار جودي: بروتكول تعاون بين مهرجان بغداد وكان السينمائي الدولي

نانيس إيمن

أعلن نقيب الفنانين العراقيين مدير عام  دائرة السينما والمسرح الدكتور جبار جودي عن توقيع بروتوكول للتعاون بين مهرجان كان السينمائي الدولي ومهرجان بغداد السينمائي .

وأشار إلى أن هذا البروتوكول سيمهد الطريق للاستفادة من التجربة والخبرة العريضة لمهرجان كان السينمائي على صعيد التنظيم والاعداد والتخطيط

ولفت الدكتور جبار جودي الذى يتواجد في مدينة كان جنوب فرنسا للمشاركة في عدد من فعاليات مهرجان كان السينمائي قائلا بان مهرجان كان يمثل الحدث السينمائي الاهم دوليا وعلينا الاستفادة من الخبرات العريضة لفريقة المتميزة

وتابع نقيب الفنانين العراقيين مدير عام  دائرة السينما والمسرح قائلا :  على مدي الايام الماضية من مهرجان كان السينمائي الدولي تم عقد مجموعة من الاجتماعات واللقاءات مع المدير الفني لمهرجان كان تيري فريمو ومدراء عدد من التظاهرات والمسابقات وايضا سوق المهرجان الدولية حيث تم التوصل الى بروتوكول تعاون مشترك كما ندرس جديا المشاركة في العام المقبل بجناح يمثل السينما العراقية في سوق كان الدولية

واستطرد قائلا : وخلال هذة المشاركة تم زيارة عدد من الاجنحة العربية مثل الجناح السعودي ومركز السينما العربية ومشاهدة مجموعة من ابرز الافلام التى عرضت ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ومن بينها عدد من احدث نتاجات السينما العربية والتى ستكون معنا في مهرجان بغداد السينمائي في دورته المقبلة

وأكد الدكتور جبار جودي ان التواجد في مهرجان كان السينمائي ساهم وبشكل مباشر في مد جسور التواصل مع عدد من اهم شركات الانتاج والتوزيع العالمية حيث تم مناقشة جملة من القضايا والموضوعات من بينها الدخول في شركات انتاجية وايضا الحوار بشأن التصوير في عدد بارز من المواقع العراقية الهامة

هذا وقد ضم  الوفد العراقي بالاضافة للدكتور جبار جودي . ايضا مدير مهرجان بغداد السينمائي رئيس قسم السينما في جامعة بغداد الدكتور حكمت البيضاني الذى اشار بدورة الى ان النجاح الفني والاعلامي الذي حصدته الدورة الاولي لمهرجان بغداد السينمائي كان بمثابة الحافز لفريق عمل المهرجان لمزيد من التحرك للاستفادة من الخبرات العالمي في مجال تنظيم المهرجانات وعلى رأسها مهرجان كان السينمائي الدولي . كما ان التواجد في مهرجانات كان فتح الباب على مصراعية من اجل التخطيط لنقله جديدة في تاريخ صناعة الانتاج السينمائي العراقي وايضا تنظيم المهرجانات والملتقيات السينمائية

وقال الدكتور جبار جودي في ختام تصريحه من مهرجان كان السينمائي ان الدعم الذى تحظي به الثقافة والفنون والسينما والمسرح على وجه الخصوص في العراق من لدن رئيس مجلس الوزراء محمد  شياع السوداني وايضا وزير الثقافة العراقي احمد فكاك البدراني تأتى ثماره جلية وواضحة من مجموعة التظاهرات والمهرجانات والانشطة والفعاليات التى تتواصل على مدار العام مما كان له ابعد الاثر في عودة النشاط الثقافي والفني للعراق يزدحم جدولنا الثقافي والفني بكم من الانشطة التى تتعدد وتتنوع بما يرسخ مكانة العراق والشعب العراقي العاشق للثقافة والمتذوق للفنون .

 

####

 

تعرف على مواعيد عرض فيلم شرق 12 في مهرجان كان

أحمد السنوسي

ينافس فيلم شرق ١٢ للمخرجة هالة القوصي ضمن عروض نصف شهر المخرجين التي تضم ٢١ فيلم والمقامة على هامش النسخة الـ77 لمهرجان كان الذي تستمر فعالياته حتى ٢٤ مايو الجاري.

ومن المقرر أن يحظى فيلم شرق ١٢ بأربعة عروض خلال فعاليات المهرجان، حيث سيكون عرضه الأول  يوم الثلاثاء ٢١ مايو - الساعة ٥ وربع مساء في  Theatre Croisette.

كما سيكون عرضه الثاني يوم الأربعاء ٢٢ مايو - الساعة ١١ ونصف صباحا في  - Cinema Les Arcades/Salle 1.

كما يعرض مرة أخرى في الساعة ٧  مساء في - Cinema Alexandre III 1 وسيختتم الفيلم عروضه في كان يوم الخميس٢٣مايو-الساعة ٤ ونصف مساء في-CinemaLeRaimu.

ومن المقرر أن يحضر أبطال الفيلم عرضه في المهرجان، حيث وصل إلى كان مجموعة من صناع الفيلم على أن تشهد الأيام القادمة وصول باقي فريق العمل.

يذكر أن فيلم شرق ١٢  يدور في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مغلق خارج الزمن.

ويلعب بطولة الفيلم منحة البطراوي، وأحمد كمال، كما يشهد أول ظهور سينمائي للموهبتين الصاعدتين عمر رزيق وفايزة شامة، بمشاركة أسامة أبو العطا وباسم وديع.

 الفيلم تأليف وسيناريو وحوار وإخراج هالة القوصي وتصوير عبد السلام موسى، وموسيقى أحمد الصاوي، وتصميم شريط الصوت عبد الرحمن محمود وجايم ساهوليكا، وتسجيل حوار محمد حسن، ومونتاج بوبي رولوفس وهالة القوصي، وتصميم رقصات شيرين حجازي، ورؤية فنية وملابس هالة القوصي، وديكور عمرو عبدو، ومخرج منفذ فاضل الجارحي، ومدير انتاج محمد جمال الدين.

وينتمي فيلم شرق ١٢ لنوعية الكوميديا السوداء، حيث يدور في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مغلق خارج الزمن، يتمرد فيه الموسيقار الشاب عبدو (عمر رزيق) على شوقي البهلوان (أحمد كمال) الذي يدير المكان بخليط من العبث والعنف وجلالة الحكاءة (منحة البطراوي) التي تخفف عن الناس بحكايات خيالية عن البحر الذي لا يعرفه أحد. ويخطط عبدو، مستعينا بموهبته، مع الشابة ننة (فايزة شامة) لكسر قبضة شوقي ونيل الحرية في عالم أرحب.  

الفيلم ناطق بالعامية المصرية وتم تصويره في ٢٢ يوم في القاهرة والقصير عام ٢٠٢٢

كما تم تصوير الفيلم على خام السينما وهو أول فيلم يتم تصويره بهذا الشكل منذ ما يزيد على عشر سنوات وتم تحميض الفيلم في معامل مدينة السينما وتم مسحه رقميا في قسم الترميم في مدينة الإنتاج الإعلامي كما تمت أعمال الصوت النهائية في ستوديو دولبي أتموس في مدينة الإنتاج الإعلامي.

وقد بدأ التحضير للفيلم في ٢٠١٨ بالتعاون مع الموسيقار أحمد الصاوي ومهندس الصوت عبد الرحمن محمود حيث أن بطل الفيلم عبدو يعزف موسيقاه على آلات من اختراعه، وتم تصنيع الآلات وكتابة موسيقى خاصة لعبدو يعزفها عمر رزيق في الفيلم، كما تمت تجربة خام السينما وكاميرات التصوير في الفيلم القصير لا أنسى البحر بطولة منحة البطراوي وأحمد مالك قبل الإبحار في مشروع الفيلم الروائي الطويل.

 يذكر أن هالة القوصي هي فنانة بصرية ومخرجة تعمل في مصر وهولندا وقد أنتجت عدد من الأفلام القصيرة التي عرضت في مهرجانات ومعارض دولية. ويعد فيلم شرق ١٢ فيلمها الروائي الثاني، حيث عرض فيلمها الأول زهرة الصبار للمرة الأولى في مسابقة مهرجان روتردام الدولي وحصل على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي الدولي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أسوان لسينما المرأة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان القومي للسينما وجائزة أحسن ممثلة مساعدة في مهرجان جمعية النقاد.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

16.05.2024

 
 
 
 
 

الظروف مؤاتية لنجاح سوق السينما في مهرجان كان بعد سنوات الجائحة

(رويترز، العربي الجديد)

 تبدو جميع العناصر مواتية لإنجاح سوق السينما في مهرجان كان السينمائي، وذلك بعد عدة سنوات باهتة بسبب جائحة كوفيد-19. ويستدعي مهرجان كان السينمائي مشاهد المشاهير على السجادة الحمراء وفي حفلات اليخوت، لكن عامل الجذب الرئيسي هو سوق السينما حيث يجتمع جميع لاعبي الصناعة، كباراً كانوا أم صغاراً، لإنجاز أعمال تجارية.

ومن المتوقع أن تستقبل تلك السوق، التي فتحت أبوابها أمس الثلاثاء وتستمر حتى 22 مايو/ أيار، عدداً قياسياً من المشاركين يزيد على 15 ألفاً من أكثر من 140 دولة. وهناك أفلام من المحتمل ترشيحها لجوائز أوسكار، مثل فيلم المخرج علي عباسي "ذا أبرينتس" (المتدرب) الذي يصور دونالد ترامب شاباً.

وصرّح كينت ساندرسون، رئيس شركة بليكر ستريت لتوزيع الأفلام المستقلة، لـ"رويترز" حول الأفلام المشاركة في مهرجان كان: "مجموعة الأفلام قوية للغاية". فهي تتضمن عدداً أكبر من الأفلام الناطقة بالإنكليزية وأفلاما لمخرجين كبار مثل بول شريدر وفرنسيس فورد كوبولا. ويرى سكوت روكسبورو، مدير المكتب الأوروبي لمجلة ذا هوليوود ريبورتر، أنّ "القائمة أفضل ومستواها أعلى، على ما أظن، مما رأيته من قبل".

"المتدرب" في مهرجان كان

يتطرق فيلم "المتدرب" للمخرج الدنماركي من أصول إيرانية علي عباسي الذي تم اختياره للمسابقة الرسمية في مهرجان كان إلى الحياة المبكرة لواحد من أكثر الشخصيات استقطاباً في عصرنا. ويستكشف الفيلم، المسيرة المهنية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كقطب عقارات طموح في مدينة نيويورك في السبعينيات والثمانينيات، ويتعمّق في علاقته مع روي كوهن، المدعي العام في المدينة نفسها، والذي يعتقد أنه كان لديه دور كبير في نجاحه ووصوله للرئاسة.

التقى ترامب وكوهن لأول مرة في نادي Le Club، وهو ملهى ليلي للأعضاء فقط في شرق مانهاتن في الخمسينيات من القرن الماضي، وفقًا للرئيس السابق، وسرعان ما أصبحا صديقين وزميلين بعد أن سعى ترامب إلى الحصول على الخبرة القانونية للسيد كوهن لتمثيله في مختلف التعاملات التجارية والقضايا القانونية. ومع ذلك، أصبح كوهن أكثر من مجرد محامي ترامب؛ أصبح مرشدًا ومقربًا، حيث قدم دونالد ترامب للعديد من الشخصيات القوية في دوائر الأعمال التجارية والسياسية في مدينة نيويورك.

ووفقًا للمخرجة آيفي ميروبول، فإن كوهن "مهد الطريق أمام ترامب ووضعه مع الأشخاص المناسبين" قبل أن يترشح للرئاسة، بمن في ذلك بول مانافورت وروجر ستون، حسبما صرحت لمجلة فانيتي فير في عام 2020، مضيفة أنهم الأشخاص الذين "ساعدوه في الوصول إلى البيت الأبيض". من المتوقع أن يكشف الفيلم العلاقة بين الرجلين وسيتناول موضوعات تشمل السلطة والفساد والخداع، وفقًا لمبدعي الفيلم.

ويجسد الممثل سيباستيان ستان شخصية ترامب في فترة ما قبل "تويتر"، في حين يلعب جيريمي سترونغ دور الرجل الذي جعل من ترامب شخصاً مميزًا وهو روي كوهن. كما تؤدي الممثلة ماريا باكالوفا شخصية زوجة ترامب الأولى إيفانا، وإيميلي ميتشيل شخصية ابنته إيفانكا، أما الممثل المخضرم مارتن دونوفان فيؤدي دور ترامب الأب.

 

العربي الجديد اللندنية في

16.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004