ملفات خاصة

 
 
 

"رفعت عيني للسما"

إنجاز سينمائي من صعيد مصر

سيد محمود سلام

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

يضعنا فوز الفيلم المصري "رفعت عينى للسما" بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الحالية رقم 77، أمام تساؤلات كثيرة جدا، فى مقدمتها، لماذا تلك النوعية التى تتعامل مع الواقع بصدق هي التى تصعد إلى مسارح التتويج فى كبريات المهرجانات العالمية؟ ولماذا يأتي الاعتراف والإشادة بمواهب ومجهودات من يقدمون تلك التجارب فجأة، وكأنهم أتوا إلينا وإلى السينما من عالم آخر.. هنأتهم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والمجلس القومى للمرأة، وجهات عدة، بما قدموه من إنجاز يحمل اسم مصر فى أهم مهرجان سينمائي عالمي، دون مطالب بتمويل، أو دعم مادي أو لوجيستي، أو أن يقف أحدهم على باب وزارة، أو مركز سينمائي، فقط بعض ممن يؤمنون بقضايا بلادهم الحقيقية راحوا يصنعون سينما من قلب الصعيد من محافظة المنيا.

عن قصة مجموعة من الفتيات يعملن على إحياء الفلكور الشعبي الصعيدي في قريتهن بمحافظة المنيا؛ من خلال مسرح الشارع ودورهن في تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا المهمة.

وهي ليست المرة الأولى التى تبدع فيها المخرجة ندى رياض، ومعها أيمن الأمير وإنتاج فلوكة فيلمز، بل قدمت تجارب مهمة من قبل فهي مخرجة مصرية وممثلة شاركت بالتمثيل في فيلم "أوضة الفئران"، وقامت بإخراج فيلم "نهايات سعيدة" الذي شارك في مهرجان إدفا الدولي عام 2016.

وفيلم "رفعت عيني للسما" بطولة فريق مسرح بانوراما برشا بالصعيد، ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، وقوبل الفيلم باستقبال حافل في عرضه العالمي الأول بمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان، بحضور المخرجين وفريق العمل وبطلات الفيلم من فريق بانوراما برشا، كما حصل على إشادات نقدية محلية وعربية وعالمية، وكتبت عن الفيلم الصحف العالمية، منها: اللوموند فارايتي وسكرين دايلي.

تلك التجارب تضعنا أمام تساؤلات ليس منها فقط أننا نكتشف فجأة أن لدينا صناع أحلام حقيقيين، وليس تجار سينما، لدينا من يقدمون لنا سينما من لحم ودم، من الشارع، سافروا إلى مدينة كان بفرنسا وهم يحملون حلمهم؛ ليحققوا أجمل إنجاز فى عام 2024، إنجاز يحسب لهم قبل أن يحسب للسينما، بينما تتشاحن جهات وشخصيات على من أهدر ومن باع ومن اشترى.

قد يفتح فوز فيلم "رفعت عينى للسما" الأبواب لإفاقة سينمائية، للبدء فى إنتاج سينما بأقل التكاليف، سينما من هموم الناس، حيث توجد عشرات السيناريوهات فى جهات المفروض أنها منوطة بالإنتاج الروائي القصير والتسجيلي، وتحتاج إلى أن يعاد النظر في خرائطها، وهيكلة طرق إنتاجها، والكلام عنها يحتاج إلى سطور أخرى، لكن هنا نحتفي بحدث مصري عالمي وهو فيلم صنعه عشاق السينما، حلم يتحقق من صعيد مصر.

 

بوابة الأهرام المصرية في

26.05.2024

 
 
 
 
 

جوائز مهرجان "كان" انتصرت للسينما العالمية الشابة

"أنورا" الفائز ب"السعفة الذهبية" أعاد المجد الأميركي والسينما الهندية تفرض نفسها وجائزة خاصة للمخرج الايراني الهارب

هوفيك حبشيان 

ملخص

بين الغث والسمين من الافلام في دورة هذا العام، توج  مهرجان "كان" الفيلم الأميركي "أنورا" بالسعفة الذهبية، ورد الاعتبار إلى السينما الهندية بالجائزة الثانية، وكرم المخرج  الإيراني محمد رسول آف الذي تمكن من الهروب من بلاده إلى المهرجان.  

بعد 13 عاماً على آخر فوز أميركي، عادت "سعفة" مهرجان "كان" السينمائي الذي اختتم دورته الـ77 مساء أمس السبت إلى أميركا، مع نيل المخرج شون بايكر إياها عن فيلمه "أنورا" الذي كان نافس 21 فيلماً من جنسيات مختلفة ضمن مسابقة ترأست لجنة التحكيم الخاصة بها الممثلة والمخرجة الأميركية غريتا غرويغ صاحبة "باربي". السينما الأميركية هي الأكثر فوزاً بالجائزة المرموقة عبر التاريخ، إذ نالت إلى اليوم 13 منها، وكان آخرها عام 2011 عندما أُسندت إلى ترنس ماليك عن "شجرة الحياة".

شون بايكر ذاع صيته كأحد ممثلي تيار السينما المستقلة في الولايات المتحدة، هو في الـ53 اليوم، وسبق أن شارك في "كان" بأفلام عدة، آخرها "صاروخ أحمر" في المسابقة قبل ثلاث سنوات. جديده "أنورا" أشاد به كثير من النقاد كأحد أقوى أفلام المسابقة. بدا الأوفر حظاً في إغواء غرويغ لأنه يحمل شيئاً من روح السينما المستقلة، ومن المعروف أن غرويغ تأتي من هذه السينما، مع التذكير بأن القرار ليس في يدها وحدها. هذه الجائزة تُعد انتصاراً للسينما الأميركية المستقلة المثابرة التي تأتي من خارج نظام المصنع الكبير، وشكّل عرضه في المسابقة أشبه بنسمة هواء منعش. يطرح الفيلم مواضيع مثل الصراع الطبقي والتنصل من المسؤولية عند الأثرياء، مع الانتصار لقضية عاملات الجنس ووصمة العار المرتبطة بهن والنظرة المجتمعية إليهن. ولم يتوانَ بايكر خلال تسلمه الجائزة من يد جورج لوكاس، عن توجيه رسالة قال فيها إنه من أجل الاستمرار بالسينما، فعلى الأفلام أن تُعرض في الصالات"، الكلمة التي نالت تصفيقاً حاداً من الجمهور.  

أنورا (ميكي ماديسون)، أو آني اختصاراً، اسم الفتاة التي تقوم ببطولة الفيلم. إنها متعرية في أحد نوادي الليل في نيويورك وتقدم خدمات جنسية لزبائنها. تتعرف ذات مساء على إيفان (مارك أيدلستاين)، ابن عائلة ثرية من الأوليغارشية الروسية. وهكذا تنشأ علاقة بينهما. الشاب طائش متهور أفسده مال الأهل الكثير والامتيازات التي يحظى بها، من دون أن يضطر إلى العمل. بعد بضعة أيام يمضيانها معاً، مقابل مبلغ كبير من المال يعطيه إيفان إلى أنورا، يطلب منها خلال وجودهما في فيغاس أن تتزوجه، فتوافق لما في ذلك من فائدة مالية. لكن الأمور تتطور على نحو يتجاوز التوقعات، عندما يعلم الأهل بهذا الزواج، فيتم تكليف ثلاثة رجال لفك الارتباط وحل المشكلة مهما كلف الثمن. 

الفيلم يبدأ بقصة قد تبدو رومانسية من الصنف الذي نراه في أفلام المراهقين، ثم يدخل في مزاج آخر كلياً، مع دخول الرجال الثلاثة على الخط وبحثهم عن إيفان بالتعاون مع أنورا. هذا البحث يفضي إلى سلسلة مواقف كوميدية يصورها المخرج بذكاء شديد، مستخدماً حساً ساخراً أقرب إلى الرسوم المتحركة، بشخصيات قاسية ولكن غير خطرة أو شريرة. هذا كله يعكس قدرة عالية في بناء خطاب بعيداً من الكليشيهات والتوقعات، مع لعب صريح برموز الفيلم الرومانسي التقليدي. باختصار، ما أنجزه شون بايكر مع "أنورا" هو ضربة معلم!. 

الجائزة الثانية من حيث الأهمية، أي الـ"غران بري"، ذهبت إلى الفيلم الهندي "كل ما نتخيله كضوء" للمخرجة الشابة بايال كاباديا (38 سنة) التي قدمت عملاً إنسانياً جميلاً، وكان الفيلم قبل الأخير الذي يُعرض في المسابقة، وجذب اهتمام كثيرين. ناقد "ذا غارديان" بيتر برادشو تحمّس له وأعطاه خمس نجوم. تزجنا أحداث الفيلم في الواقع الهندي المعاصر من خلال مدينة مومباي المزدحمة وعلاقة المقيمين بها، من خلال يوميات ثلاث ممرضات يعملن في أحد المستشفيات ونتابع همومهن اليومية ونتعرف إلى أحلامهن، لنكتشف تفاصيل العيش اليومي في مدينة تسحق الإنسان، وحيث النساء يتعرضن إما للإهمال أو يصبحن ضحية للحتمية الاجتماعية التي تؤطرهن ضمن دور معين لا خروج منه. الفيلم متقن على مستوى الصنعة، ويبث نفحة من الدفء الإنساني. ترد كاباديا الاعتبار إلى السينما الهندية بعد أعوام من الغياب في مسابقة "كان"، وصرحت في كلمة خلال تسلمها الجائزة بأنها تأمل في ألا ينتظر المهرجان ثلاثة عقود أخرى قبل أن يختار فيلماً هندياً من جديد.

جائزة لجنة التحكيم ذهبت إلى "إميليا بيريز" للمخرج الفرنسي جاك أوديار الذي يروي في هذا الفيلم الـ"ميوزيكال" قصة تحول زعيم ترويج المخدرات في المكسيك إلى امرأة (قامت بدور العابرة جنسياً كارلا صوفيا غاسكون، ونالت جائزة أفضل ممثلة جماعية مع شريكاتها الثلاث في التمثيل). الفيلم كان أحد أقوى المرشحين لـ"السعفة" منذ عرضه في بداية المهرجان. بدلاً من المعالجة التقليدية لقضية المخدرات، اختار أوديار المشاهد الغنائية الراقصة لأفلمة قصة مأسوية لا تتناول البحث عن الهوية الجنسية فحسب، بل تتطرق أيضاً إلى فقدان الأمهات المكسيكيات لأبنائهن بعد تعرضهم لتصفية حسابات بين مروجي المخدرات. وعلى رغم الآراء الإيجابية في حق الفيلم، فإن كثراً لم يتفاعلوا معه كما يجب.

جائزة الإخراج نالها "جولة كبرى" للبرتغالي ميغيل غوميز، فيلم تبدأ أحداثه في ميانمار الحالية ويحملنا إلى بلدان آسيوية عدة، متعقّباً خطى موظف بريطاني يحاول الهرب من خطيبته التي تحاول أن تجده لتتزوجه بعد علاقة استمرت سبعة أعوام. حكاية بين شخصين سرعان ما تتحول إلى حوار بين بلدان وناس وأماكن، في مزج للثقافات. من خلال هذا العمل، يعود غوميز لحقبة الاستعمار والعلاقة بين المستعمِر والمستعمَر. فيلم يمزج بين الأسود والأبيض والألوان، ويعيد موضعة السينما البرتغالية ذات الإطلالات النادرة في لائحة جوائز المهرجان بعد غياب طويل، ولمّح المخرج إلى هذا الأمر، في معرض إلقائه التحية على المعلّمين البرتغاليين اللذين تتلمذ على أيديهما، وهما أوليفيرا ومونتيرو.

أغرب ما في جوائز هذا العام هو ابتكار جائزة خاصة عُرفت بـ"الجائزة الخاصة" لإعطائها لـ"بذرة التين المقدس" للمخرج الإيراني محمد رسول آف الذي استطاع الهرب من إيران إلى "كان" بعدما كان صدر في حقه حكماً يقضي بسجنه عقب اتهام السلطات له بتهديد الأمن القومي بفيلمه هذا. رسول آف من الذين اعتادوا المشاركة في "كان"، وعرض فيه أفلاماً عدة، وله تاريخ طويل من المناكفة مع سلطات بلاده، ومع ذلك لم يتوقّف عن التصوير طوال الأعوام الأخيرة. فيلمه الجديد يدخلنا في حياة ناس في ظل الاحتجاجات التي شهدتها إيران في أيلول 2022، بعد مقتل مهسا أميني، وتدور تفاصيله حول عائلة الأب فيها يؤيد النظام وابنتاه من المعارضة.

جائزة السيناريو أُعطيت إلى "المادة" للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا التي كانت جاءت بفيلم مقزز يصوّر كيف أن نجمة تلفزيوينة خمسينية تتحول إلى مسخ بعد تلقيها تركيبة كيماوية تعيد لها الشباب. الفيلم أثار القرف والضحك، وهو تنويعة جديدة لفيلم الثائر، مع انتقاد متطرف للتمييز بين البشر على أساس العمر. 

أخيراً، نال الممثل الأميركي جس بليمونز جائزة التمثيل عن دوره في "أنواع اللطف" للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس الذي قدّم عملاً جديداً من تلك الأعمال الغريبة التي اشتهر بها، فالممثلون نفسهم يقومون بأدوار مختلفة في ثلاث حكايات منفصلة بعضها عن بعض. 

اللحظة الأجمل في حفلة الختام بعد 12 يوماً من ماراثون سينمائي، تجسدت في تسلّم المخرج الأميركي جورج لوكاس الجائزة الفخرية التي منحها له المهرجان من يد صديق العمر فرنسيس فورد كوبولا (الذي لم تكُن تحفته "ميغالوبوليس" على ذوق لجنة التحكيم). وقال في كلمة موثرة إنه مجرد طفل ولد ونشأ في كاليفورنيا، بين مزارع الكروم، قبل أن ينجز الأفلام مع صديقه فرانسيس. مسك أحدهما يد الآخر في واحدة من الصور التي ستبقى من هذا المهرجان. 

كان في هذه الدورة الغث والسمين، أُعطيت خلالها الفرصة لأصوات جديدة وللسينما الشابة، مع تألق واضح للشاشة الأميركية وحضور كثير من نجومها، بعد فترة كان قد تراجع حضورها هنا. ولا يمكن الإتيان بحكم نهائي للتشكيلة إلا بعد معاينة كل الأفلام التي شاركت في الدورة (أو الجزء الأكبر منها)، داخل كل الأقسام. ويتطلب هذا بضعة أشهر. في النهاية، يجب الاعتراف أن مهرجان كان ينطلق فعلاً بعد ختام دورته، عندما تصبح الأفلام متوافرة للجمهور العريض وتسافر عبر صالات العالم. 

 

الـ The Independent  في

26.05.2024

 
 
 
 
 

احتفاء بمخرج إيراني وحظر الرموز الفلسطينية..

هل جاء مهرجان كان خاليا من السياسة؟

أسامة صفار

دفع التناقض في التصريحات والمواقف الذي أظهرته إدارة الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي بعض الفنانين إلى تحدي القواعد التي حددتها المدينة ورئيس المهرجان العالمي، خاصة بعد الدعم السياسي الواضح للمخرج الإيراني محمد رسولوف على السجادة الحمراء، في مقابل منع الرموز الفلسطينية وحظر التظاهر.

وقد جاءت جائزة لجنة التحكيم متوقعة تماما، بل ومنتظرة، إذ مُنحت للمخرج الإيراني عن فيلمه "بذرة التين المقدس" (The Seed of the Sacred Fig)، وذلك بعد استقبال حافل حظي به عند وصوله.

ومنح رسولوف الفرصة خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد مساء يوم الجمعة الماضي، ليحكي قصته وينتقد السلطات الإيرانية التي حكمت عليه بالسجن 8 أعوام، كما استعرض قصة هروبه من طهران للتقدم بفيلمه في المهرجان.

وجاء الاحتفاء بالمخرج البالغ من العمر 52 عاما لافتا للنظر، لكنه معتاد مع الفنانين الإيرانيين وبينهم المخرج جعفر بناهي الذي شارك من قبل بفيلم لم يصنعه واضطر إلى شرح ما كان يود تنفيذه في الفيلم على شاشة خصصت له.

تناقض في المواقف

وكانت إدارة المهرجان -تحت رئاسة تيري فريمو أيضا- تبنت موقفا مغايرا في نسخة العام 2022 إبان اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، حين ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو في حفل الافتتاح، ووعد بأن بلاده ستنتصر وسط تصفيق الجمهور.

إلا أن تزامن عقد الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، أبدى تناقضات واضحة لمواقف القائمين عليه بين تبني بعض المواقف السياسية وحظر تناول قضايا أخرى.

وكانت الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 200 يوم على قطاع غزة، أثارت ردود فعل غاضبة بين فئات مختلفة من المجتمع الدولي، أشهرها اعتصامات الطلاب في الجامعات الأميركية، وما أحدثه ترشيح مطربة اسرائيلية في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" من احتجاجات ومظاهرات.

وتجنبا لمظاهر مشابهة لما شهدته مدينة مالمو السويدية التي استضافت "يوروفيجن"، حظرت مدينة كان المظاهر السياسية على طول شاطئ كروازيت، حيث يقام المهرجان.

وجاء تصريح رئيس المهرجان تييري فريمو في ليلة الافتتاح واضحا، إذا قال: "قررنا هذا العام أن يكون المهرجان بدون جدلية، لنحرص على أن يكون الاهتمام الرئيسي لنا جميعا هو السينما، فإذا كانت هناك جدليات أخرى فهذا لا يعنينا".

لكن في المقابل، عام 2018، سُمح بمظاهرة ضمت أكثر من 80 امرأة بينهن النجمات كيث بلانشيت وكريستين ستيوارت وسلمى حايك وغيرهن، للمطالبة بالمساواة بين الرجال والنساء في صناعة السينما.

سياسة على السجادة الحمراء

وبالعودة إلى نسخة العام 2024 من مهرجان كان، نقل موقع "هوليود ريبورتر" أن المخرج الإيراني محمد رسولوف هرب من بلاده سيرا على الأقدام قبل بضعة أسابيع، بعد أن حُكم عليه بالسجن 8 سنوات. وأثناء سيره على السجادة الحمراء في مهرجان كان لحضور العرض العالمي الأول لفيلم "بذرة التين المقدس" مساء الجمعة، رفع رسولوف صور الممثلتين الرئيسيتين في الفيلم، ميساغ زاره وسهيلة كلستاني اللتين منعتهما السلطات من مغادرة بلادهما.

وبحسب الموقع الأميركي، فإن المخرج الإيراني بدا "متحديا، لكنه كان مرتاحا وواثقا في الوقت نفسه". وفي مؤتمره الصحفي، قال مازحا إن طاقم فيلمه وصفوا أنفسهم بأنهم "رجال العصابات السينمائية" لانتهاكهم كل قواعد الرقابة الحكومية الإيرانية في صناعة العمل.

ويخالف فيلم "بذرة التين المقدس" كل القوانين الرسمية الإيرانية بانتقاده الصريح للنظام، وتصويره نساء وفتيات لا يرتدين الحجاب، وإظهار عنف الشرطة ضد المتظاهرين.

وقال رسولوف مازحا: "لو أردنا أن نرى الكوكايين، لكان الأمر أسهل من صناعة هذا الفيلم".

كما أشار المخرج الذي يعيش في ألمانيا حاليا، إلى "إنه سيواصل انتقاد النظام الإيراني من خارج البلاد"، وأنه انضم إلى "إيران الثقافية الموجودة خارج حدودها".

رموز فلسطينية رغم المنع

في المقابل، دفع تناقض إدارة المهرجان بعض الفنانين لتحدي تصريحات فريمو، وبينهم الفرنسي عمر سي، ونجمة الأوسكار كيث بلانشيت وغيرهم ممن عبروا عن دعمهم للفلسطينيين كل على طريقته.

إعلان

عضو لجنة التحكيم بالمسابقة الرسمية للمهرجان عمر سي، قال في منشور له على إنستغرام: "ليس هناك ما يبرر قتل الأطفال في غزة أو أي مكان آخر".

أما نجمة الأوسكار كيث بلانشيت، فهي صاحبة الضجة الأكبر، حيث أطلت بفستان قيل إنه يمثل 3 من ألوان العلم الفلسطيني الأخضر والأبيض والأسود، بينما استكملت السجادة الحمراء باقي ألوان العلم.

وأثناء تصويرها على السجادة الحمراء، رفعت بلانشيت الجزء الخلفي من فستانها لتكشف عن البطانة الخضراء، وبالنظر إلى لون السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي اعتبر البعض ألوان الفستان رسالة مبطنة للتضامن مع الفلسطينيين، وهو ما لفت الأنظار وأثار جدلا على منصات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان فستانها رسالة دعم خفية لفلسطين.

وارتدى الممثل الأسترالي رشاد ستريك، سفير النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الكوفية الفلسطينية في المهرجان، أما الممثلة الفرنسية الشابة باسكال كان، فتحدت القوانين الصارمة هذا العام حين ارتدت قميصا كتب عليه باللغة العربية "فلسطين".

كما أعلنت الممثلة الإيطالية جاسمين ترينكا والممثلة الفرنسية ليلى بختي دعمهما لفلسطين من قلب المهرجان، وظهر الممثل الأسترالي غي بيرس على السجادة الحمراء بسوار مصنوع من ألوان العلم الفلسطيني.

المصدر الجزيرة

 

الجزيرة نت القطرية في

26.05.2024

 
 
 
 
 

"أنورا" المتوّج في "كانّ".. هجاء كوميدي للحلم الأميركي

محمد صبحي

فاز الفيلم الكوميدي "أنورا" للمخرج الأميركي شون بيكر بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي أمس السبت. ويحكي الفيلم قصة راقصة شابة تتعرَّف على ابن أحد الأثرياء الروس الذي يقع في حبها وتبدأ مغامرتهما معاً.

كما لو أن الأخوين صفدي قد أخرجا نسخة للبالغين من الفيلم التسعيني الأيقوني "وحدي في المنزل"، يأتي فيلم شون بيكر الجديد عملاً كوميدياً سريع الوتيرة ومكثفاً ومبهجاً، يتمثّل أعظم إنجازاته في استعادة الدافع الكوميدي الفائق لأفضل أفلام النوع في عصره الذهبي، ولكن منقولاً إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي لعصرنا الحالي، عصر المال المعولم والتجاوزات بجميع أنواعها. يستعيد "أنورا" أيضاً الروح العدوانية والمتمردة للعديد من أفلام السبعينيات ويضيف لمسة من الخفّة اللائقة بشخصٍ قرّر عدم أخذ ما يقوله بطريقة جدّية مفرطة.

المرجع الآخر الذي يمكن الوصول إليه لفهم ما يدور حوله "أنورا"، بالمعارضة، فيلم تسعيني أيضاً والمعني هنا "امرأة جميلة" (1994، غاري مارشال)، حيث أن ما يُسرد هنا هو العلاقة الرومانسية الناشئة بين مليونير وعاملة جنس. ولكن هنا تنتهي المشابهة. صحيح هناك شيء من الحكاية الخيالية هنا - فتاة ذات دخل منخفض تكتشف الحياة الجيدة والمجوهرات والملابس باهظة الثمن من خلال الارتباط برجلٍ ثري - ولكنها مرشّحة مبالغ فيها وفي النهاية جوفاء تماماً وغير مستدامة، مهما وأينما نظرت إليها. المليارديرات اليوم لم يعودوا كما في السابق. والحبّ مجرد ورقة موقّعة بين الطرفين ولا تفيد كثيراً في النهاية.

ميكي ماديسون هي البطلة الحصرية لهذا الفيلم الاستثنائي. تتألق ممثلة مسلسل "أشياء جميلة" Better Things بأداء يفيض كثافة وطاقة لا يمكن إيقافهما. تلعب دور أنورا، وهي فتاة تبلغ من العمر 23 عاماً تعمل في نادٍ للتعري في نيويورك، وتكسب عيشها من خلال الرقصات الخاصة والزيارات المنزلية العَرَضية أو خارج النادي. ذات ليلة "أمرها" صاحب الملهى الليلي أن تعتني بشابٍ روسي يُدعى إيفان/فانيا (اللطيف جداً مارك إيدلشتاين)، حيث أن الفتاة من هذا الأصل وتفهم اللغة بشكل أو بآخر وتتحدثها قليلاً. في الواقع، إنها لا تحتاج إلى ذلك حقًا، نظراً لأن فانيا البالغ من العمر 21 عاماً رجل متحمس يملك الكثير من المال، وبعد وقت قصير من مقابلتها، يطلبها لجلساتٍ منزلية يدفع مقابلها آلاف الدولارات في الساعة.

حين نقول "منزل" فالمقصود قصر فاره من عدة طوابق وغرف غزيرة، مع مرآب يحوي عدة سيارات جديدة ويبدو أن كل شيء مزيّن من قبل شخص على حافة الذوق السيئ دون الوقوع تماماً في هاوية الفن الهابط. وسرعان ما تكتشف آني -كما تحبّ أن تُنادى- أن الصبي ابن أحد الأثرياء الروس، الذين لا يعرف المرء كيف حصلوا على أموالهم، وأن هذا أحد المنازل العديدة التي يمتلكها. الحقيقة أن فانيا متحمس، ولطيف، ويتواصل معها، ويدعوها لقضاء المزيد والمزيد من الوقت معاً (يدفع لها بالساعة أولاً ثم بالأسبوع لاحقاً)، وهي سعيدة بذلك. بشكل أساسي، بسبب الأموال الواردة (تتقاسم آني منزلاً صغيراً في ضواحي نيويورك مع شقيقتها)، ولكن أيضاً لأن فانيا لطيف ولديه أصدقاء مرحون ولا يبدو أنه يشكّل أي خطر. ليس حباً أو عشقاً، هذا واضح جداً، لكن بالنظر إلى الخيارات، فهو ليس سيئاً على الإطلاق.

في رحلة مع الأصدقاء إلى لاس فيغاس وبعد ليلة أخرى من الشرب والاحتفال، يتقدّم فانيا لخطبة آني. إنها طريقة بالنسبة إليه للتوقّف عن الاعتماد على والديه والحصول على الجنسية الأميركية، كما يقول، ولكنه في الوقت نفسه يبدو مغرماً بالفتاة. تقبل آني عرضه، وتترك عملها ويبدو أن كل شيء يسير على ما يرام حتى يكتشف والدا الشابّ الأمر، ويرسلان "رجالهما" - بلطجية روس وأرمن أقوياء البنية - لتسوية الأمر، ويصاب فانيا بالذعر ويهرب بمفرده، تاركاً آني للتعامل مع الحرّاس الأشدّاء. وهكذا يبدأ فيلم ثانٍ من هذا الوضع: مجموعة خرقاء من بلطجية الأوليغارشية الروسية ينهزمون مرات عديدة أمام ذكاء وعدوانية وشجاعة الفتاة الصغيرة ولكن القوية من برايتون بيتش، نيويورك.

يوضّح بيكر نواياه الكوميدية منذ اللحظة التي قرّر فيها عدم استخدام الأسلحة أو المواقف الخطيرة الفعلية. ففي حين يتضح التوتر والعنف الجسدي بجلاء، فإن مخرج "مشروع فلوريدا" يهندم كل شيء باعتباره كوميديا ​​تهريجية، نسخة من "توم وجيري" حيث تنكسر الأشياء ويتعرّض الناس للضرب، ولكن لا شيء يقع في خانة "الحياة أو الموت". وهذا الاختلاف مع المتوقَّع أحد القرارات العظيمة التي اتخذها الفيلم. بعبارة أخرى توضيحية، ليس من المناسب أن نقول أكثر مما يحدث في الدقائق القليلة الأولى، ولكن ما يبدأ كـ"سندريلا"، يستمرّ كـ"امرأة جميلة" Pretty Woman، وينجرف إلى "أثر الثمالة" The Hangover، ويمتلك أشياء من "Uncut Gems"، ثم يصبح نسخة محدَّثة من "بعد ساعات" After Hours. يقوم بيكر بتصوير كوني آيلاند بشكل لم يسبق له مثيل، ويجرّب يده في أنواع فيلمية متعددة ويتفوَّق فيها جميعاً، بالرغم من سيادة الكوميديا​. التفاعل الناتج بين ماديسون وإيدلشتين أولاً، ثم المساهمات المضحكة التي لا تقل إمتاعاً مع الثلاثي توروس (كارين كاراغوليان)، وغارنيك (فاشي توفميسان)، وإيغور (يورا بوريسوف)؛ تجعل من "أنورا" متعة سينمائية نادرة في هذه الأيام من الإنتاج المحسوب والمتوقَّع والصائب سياسياً.

منشغلاً بالعاملين والعاملات في صناعة الجنس، وبالاختلافات الطبقية والشقوق والتناقضات في المجتمع الأميركي، يجد السينمائي المستقل شون بيكر في "أنورا" فيلمه الأكثر شعبية وتجارية (على الرغم من أن مدته البالغة 138 دقيقة قد تكون مفرطة بالنسبة للجمهور العام) ومن الواضح أنه الأكثر حدّة ومتعة في مسيرته المهنية. لافتٌ في مشهديته، كما في الحوارات الثاقبة، وتنوّع النغمات والمناخات، وقبل كل شيء في الأداءات التمثيلية الرائقة والممتعة. نعم، هذا فيلم يستحق السعفة الذهبية.

 

المدن الإلكترونية في

26.05.2024

 
 
 
 
 

"أنورا" المتوّج في "كانّ".. هجاء كوميدي للحلم الأميركي

محمد صبحي

فاز الفيلم الكوميدي "أنورا" للمخرج الأميركي شون بيكر بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي أمس السبت. ويحكي الفيلم قصة راقصة شابة تتعرَّف على ابن أحد الأثرياء الروس الذي يقع في حبها وتبدأ مغامرتهما معاً.

كما لو أن الأخوين صفدي قد أخرجا نسخة للبالغين من الفيلم التسعيني الأيقوني "وحدي في المنزل"، يأتي فيلم شون بيكر الجديد عملاً كوميدياً سريع الوتيرة ومكثفاً ومبهجاً، يتمثّل أعظم إنجازاته في استعادة الدافع الكوميدي الفائق لأفضل أفلام النوع في عصره الذهبي، ولكن منقولاً إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي لعصرنا الحالي، عصر المال المعولم والتجاوزات بجميع أنواعها. يستعيد "أنورا" أيضاً الروح العدوانية والمتمردة للعديد من أفلام السبعينيات ويضيف لمسة من الخفّة اللائقة بشخصٍ قرّر عدم أخذ ما يقوله بطريقة جدّية مفرطة.

المرجع الآخر الذي يمكن الوصول إليه لفهم ما يدور حوله "أنورا"، بالمعارضة، فيلم تسعيني أيضاً والمعني هنا "امرأة جميلة" (1994، غاري مارشال)، حيث أن ما يُسرد هنا هو العلاقة الرومانسية الناشئة بين مليونير وعاملة جنس. ولكن هنا تنتهي المشابهة. صحيح هناك شيء من الحكاية الخيالية هنا - فتاة ذات دخل منخفض تكتشف الحياة الجيدة والمجوهرات والملابس باهظة الثمن من خلال الارتباط برجلٍ ثري - ولكنها مرشّحة مبالغ فيها وفي النهاية جوفاء تماماً وغير مستدامة، مهما وأينما نظرت إليها. المليارديرات اليوم لم يعودوا كما في السابق. والحبّ مجرد ورقة موقّعة بين الطرفين ولا تفيد كثيراً في النهاية.

ميكي ماديسون هي البطلة الحصرية لهذا الفيلم الاستثنائي. تتألق ممثلة مسلسل "أشياء جميلة" Better Things بأداء يفيض كثافة وطاقة لا يمكن إيقافهما. تلعب دور أنورا، وهي فتاة تبلغ من العمر 23 عاماً تعمل في نادٍ للتعري في نيويورك، وتكسب عيشها من خلال الرقصات الخاصة والزيارات المنزلية العَرَضية أو خارج النادي. ذات ليلة "أمرها" صاحب الملهى الليلي أن تعتني بشابٍ روسي يُدعى إيفان/فانيا (اللطيف جداً مارك إيدلشتاين)، حيث أن الفتاة من هذا الأصل وتفهم اللغة بشكل أو بآخر وتتحدثها قليلاً. في الواقع، إنها لا تحتاج إلى ذلك حقًا، نظراً لأن فانيا البالغ من العمر 21 عاماً رجل متحمس يملك الكثير من المال، وبعد وقت قصير من مقابلتها، يطلبها لجلساتٍ منزلية يدفع مقابلها آلاف الدولارات في الساعة.

حين نقول "منزل" فالمقصود قصر فاره من عدة طوابق وغرف غزيرة، مع مرآب يحوي عدة سيارات جديدة ويبدو أن كل شيء مزيّن من قبل شخص على حافة الذوق السيئ دون الوقوع تماماً في هاوية الفن الهابط. وسرعان ما تكتشف آني -كما تحبّ أن تُنادى- أن الصبي ابن أحد الأثرياء الروس، الذين لا يعرف المرء كيف حصلوا على أموالهم، وأن هذا أحد المنازل العديدة التي يمتلكها. الحقيقة أن فانيا متحمس، ولطيف، ويتواصل معها، ويدعوها لقضاء المزيد والمزيد من الوقت معاً (يدفع لها بالساعة أولاً ثم بالأسبوع لاحقاً)، وهي سعيدة بذلك. بشكل أساسي، بسبب الأموال الواردة (تتقاسم آني منزلاً صغيراً في ضواحي نيويورك مع شقيقتها)، ولكن أيضاً لأن فانيا لطيف ولديه أصدقاء مرحون ولا يبدو أنه يشكّل أي خطر. ليس حباً أو عشقاً، هذا واضح جداً، لكن بالنظر إلى الخيارات، فهو ليس سيئاً على الإطلاق.

في رحلة مع الأصدقاء إلى لاس فيغاس وبعد ليلة أخرى من الشرب والاحتفال، يتقدّم فانيا لخطبة آني. إنها طريقة بالنسبة إليه للتوقّف عن الاعتماد على والديه والحصول على الجنسية الأميركية، كما يقول، ولكنه في الوقت نفسه يبدو مغرماً بالفتاة. تقبل آني عرضه، وتترك عملها ويبدو أن كل شيء يسير على ما يرام حتى يكتشف والدا الشابّ الأمر، ويرسلان "رجالهما" - بلطجية روس وأرمن أقوياء البنية - لتسوية الأمر، ويصاب فانيا بالذعر ويهرب بمفرده، تاركاً آني للتعامل مع الحرّاس الأشدّاء. وهكذا يبدأ فيلم ثانٍ من هذا الوضع: مجموعة خرقاء من بلطجية الأوليغارشية الروسية ينهزمون مرات عديدة أمام ذكاء وعدوانية وشجاعة الفتاة الصغيرة ولكن القوية من برايتون بيتش، نيويورك.

يوضّح بيكر نواياه الكوميدية منذ اللحظة التي قرّر فيها عدم استخدام الأسلحة أو المواقف الخطيرة الفعلية. ففي حين يتضح التوتر والعنف الجسدي بجلاء، فإن مخرج "مشروع فلوريدا" يهندم كل شيء باعتباره كوميديا ​​تهريجية، نسخة من "توم وجيري" حيث تنكسر الأشياء ويتعرّض الناس للضرب، ولكن لا شيء يقع في خانة "الحياة أو الموت". وهذا الاختلاف مع المتوقَّع أحد القرارات العظيمة التي اتخذها الفيلم. بعبارة أخرى توضيحية، ليس من المناسب أن نقول أكثر مما يحدث في الدقائق القليلة الأولى، ولكن ما يبدأ كـ"سندريلا"، يستمرّ كـ"امرأة جميلة" Pretty Woman، وينجرف إلى "أثر الثمالة" The Hangover، ويمتلك أشياء من "Uncut Gems"، ثم يصبح نسخة محدَّثة من "بعد ساعات" After Hours. يقوم بيكر بتصوير كوني آيلاند بشكل لم يسبق له مثيل، ويجرّب يده في أنواع فيلمية متعددة ويتفوَّق فيها جميعاً، بالرغم من سيادة الكوميديا​. التفاعل الناتج بين ماديسون وإيدلشتين أولاً، ثم المساهمات المضحكة التي لا تقل إمتاعاً مع الثلاثي توروس (كارين كاراغوليان)، وغارنيك (فاشي توفميسان)، وإيغور (يورا بوريسوف)؛ تجعل من "أنورا" متعة سينمائية نادرة في هذه الأيام من الإنتاج المحسوب والمتوقَّع والصائب سياسياً.

منشغلاً بالعاملين والعاملات في صناعة الجنس، وبالاختلافات الطبقية والشقوق والتناقضات في المجتمع الأميركي، يجد السينمائي المستقل شون بيكر في "أنورا" فيلمه الأكثر شعبية وتجارية (على الرغم من أن مدته البالغة 138 دقيقة قد تكون مفرطة بالنسبة للجمهور العام) ومن الواضح أنه الأكثر حدّة ومتعة في مسيرته المهنية. لافتٌ في مشهديته، كما في الحوارات الثاقبة، وتنوّع النغمات والمناخات، وقبل كل شيء في الأداءات التمثيلية الرائقة والممتعة. نعم، هذا فيلم يستحق السعفة الذهبية.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

26.05.2024

 
 
 
 
 

فى ختام كان.. السعفة الذهبية لـ «أنورا» الأمريكى..

والنجوم يتضامنون مع فلسطين

د. أحمد عاطف درة

فاز فيلم «أنورا»، وهو فيلم امريكى كوميدى ومؤثر عن راقصة شابة تتورط مع ابن أحد الأثرياء الروس، بجائزة السعفة الذهبية فى الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي.

وتفوق فيلم المخرج الأمريكى شون بيكر على 21 فيلما آخر فى المسابقة الرسمية، بما فى ذلك أفلام لمخرجين كبار مثل فرانسيس فورد كوبولا وديفيد كروننبرج. يواصل فيلم «انورا» سلسلة من الأفلام التى تركز على العاملين فى مجال المتعة من إخراج بيكر، بما فى ذلك فيلم «ريد روكيت» فى مهرجان كان لعام 2021 وفيلم «مشروع فلوريدا» لعام 2017 من بطولة ويليم دافو.

وقال أثناء تسلمه الجائزة إن هذا الفوز إهداء إلى «جميع العاملين فى هذا المجال فى الماضى والحاضر والمستقبل»، كما شكر نجمة الفيلم ميكى ماديسون وزوجته والمنتج.

يقوم فانيا، الذى يلعب دوره مارك إيدلشتين، بتعيين أنورا لتكون صديقته لمدة أسبوع. هذا القرار أزعج والديه الرافضين.

وحصل مخرج «حرب النجوم» والمنتج العالمى جورج لوكاس على السعفة الذهبية الفخرية من مهرجان كان فى حفل الختام لوكاس قال فى كلمته : «لقد جئت إلى هنا اليوم لأشكركم جميعًا. أنا مجرد طفل نشأ فى وسط كاليفورنيا، وسط مزارع الكروم وأنتج أفلامًا فى سان فرانسيسكو مع صديقى فرانسيس كوبولا. وهكذا قمنا بمسيرتنا المهنية بأكملها. لم يسبق لى أن صنعت فيلمًا فى هوليوود كمخرج، لذا إنه لشرف عظيم أن أكون هنا».

وبقية الجوائز جاءت كالتالي: جائزة لجنة التحكيم للفيلم الهندى «كل ما نتخيله كضوء» للمخرجة بايال كاباديا، جائزة لجنة التحكيم إلى الفيلم الفرنسى المكسيكى (إيميليا بيريز) للمخرج جاك أوديار، جائزة أفضل مخرج إلى البرتغالى ميجيل جوميز عن فيلم «الرحلة الكبرى»، جائزة خاصة منحت إلى «بذور التين المقدس» للمخرج الإيرانى محمد رسولوف، جائزة أفضل ممثل إلى جيسى بليمونز فى فيلم «أنواع من اللطف» للمخرج اليونانى يورجوس لانثيموس، جائزة أفضل ممثلة مناصفة بين كل من أدريانا باز، زوى سالدانيا، كارلا سوفيا جاسكون، سيلينا جوميز فى فيلم (إميليا بيريز) للمخرج جاك أوديار، جائزة أفضل سيناريو تذهب إلى «كورالى فارجي» عن الفيلم الفرنسى الامريكى المادة. الفائز بالسعفة الذهبية للفيلم القصير هو «الرجل الذى لا يستطيع الصمت» للمخرج نيبوجا سليجيبيتش، جائزة الكاميرا الذهبية للفيلم الطويل الأول تذهب إلى «أرماند» للمخرج هالفدان أولمان تونديل..

تنويعات لدعم فلسطين فى مهرجان كان

رغم حظر مدينة كان الفرنسية التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت، حيث يقام المهرجان، وتأكيد رئيسه تييرى فريمو «أن يكون بدون جدلية، لنحرص على أن يكون الاهتمام الرئيسى لنا جميعا هو السينما»، ارتدت النجمة الفرنسية ياسمين ترينكا دبوسا عليه علم فلسطين. وسجلت الفنانة الفرنسية -من أصل جزائري- ليلى بختى رسالة لمنظمة اليونيسيف لصالح أطفال غزة، كما وضعت دبوسا أحمر على شكل بطيخ خلال مرورها على السجادة الحمراء تعبيرا عن تعاطفها مع الفلسطينيين.

كما نشر عضو لجنة تحكيم المهرجان الممثل الفرنسى «عمر سي» دعوة لوقف إطلاق النار على إنستجرام فى وقت سابق من هذا الأسبوع. وعارضة الازياء العالمية بيلا حديد ظهرت بفستان مفصل بشكل كامل من الكوفية الفلسطينية.

وصنع المخرج رشيد مشهراوى عددا من البابيون على شكل الكوفية الفلسطينية ارتداها عدد من نجوم المهرجان على السجادة الحمراء. منهم الفنانة درة والمنتجة المغربية لمياء شرايبي. أما نجمة هوليوود الأسترالية كيت بلانشيت، فأثارت الكثير من التكهنات، إذ أطلت على الحضور بفستان قيل إنه يمثل 3 من ألوان العلم الفلسطينى الأخضر والأبيض والأسود، بينما استكملت السجادة الحمراء باقى ألوان العلم.

الجوائز الموازية بمهرجان كان

كما هو الحال فى كل عام، افتتح أسبوع النقاد موسم توزيع الجوائز فى مهرجان كان السينمائي. ومنحت لجنة التحكيم الجائزة الكبرى للأرجنتينى فيديريكو لويس عن سيمون دى لا مونتانا. وحصل فيلم «بلو صن بالاس»، للمخرج كونستانس تسانج، على جائزة اللمسة الفرنسية. مُنحت جائزة مؤسسة لويس-رويدرر إلى البرازيلى ريكاردو تيودورو، عن تفسيره لكتاب الطفل، لمارسيلو كايتانو. أخيرًا، مُنحت جائزة اس اه سى دى إلى ليوناردو فان ديجل وروث بيكوارت عن سيناريو فيلم «جوليا تصمت».

وجوائز قسم اسبوعى السينمائيين جاءت كالتالي. حصل فيلم سبتمبر بدون تأخير، للمخرج جوناس تروبا، على جائزة يوروبا سينما لابيل. تم منح جائزة جمعية المخرجين والمؤلفين إلى حياتى الشخصية، اخراج صوفى فيليير. وذهبت جائزة جديدة، وهى «اختيار الجمهور»، إلى «لغة عالمية» اخراج ماثيو رانكين.

تم إطلاق جائزة السينما الإيجابية فى عام 2016، وهى مبادرة من مهرجان كان السينمائي. رأس لجنة التحكيم الممثل صامويل لو بيهان، واعضاؤها جاك أتالي، جولشفته فرحاني، كاميل إتيان، راى وديان كروجر، وقد منحوا جائزة السينما الإيجابية، هذه السنة ، الى عمل يلهم الأمل والمرونة والخير الإنسانى : لفيلم اغلى البضائع، لمشيل هازانافيشيوس.

قسم نظرة ما: ثانى اهم اقسام المهرجان:

ترأس لجنة التحكيم الممثل والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الكندى كزافييه دولان، وضمت لجنة التحكيم كاتبة السيناريو والمخرجة الفرنسية السنغالية ميمونة دوكوري، والمخرجة المغربية أسماء المدير، والممثلة الألمانية-اللوكسمبورجية فيكى كريبس، والناقد الأمريكى تود مكارثي. وجاءت الجوائزإشارة خاصة للفيلم السعودى نورة اخراج توفيق الزايدي؛ جائزة الشباب الى بقرة مقدسة اخراج لويز كورفوازييه؛ أفضل ممثلة أناسويا سينجوبتا عن فيلم فى الوقح؛ افضل ممثل أبو سنجاريه عن قصة سليمان: أفضل مخرج مناصفة روبرتو مينيرفينى عن الملاعين ورونجانو نيوني.. عن «أن تصبح طائر عرعر». جائزة لجنة التحكيم قصة سليمان اخراج بوريس لوجكين. وجائزة مسابقة نظرة ما .. «كلب أسود» اخراج جوان هو.

وقد علق عدد من المخرجين باسلوب غير مباشر على الوضع فى غزة، حيث دعا المخرج كزافييه دولان الى وقف فورى لاطلاق النار باسم لجنة التحكيم التى رأسها، وهى لجنة تحكيم نظرة ما، وعلقت نادين لبكى خلال تسليمها جائزة لجنة التحكيم للمخرج الايرانى رسولوف، بانه لا يمكن النظر الى السينما بعيدا عن مآسى العالم ومع موت النساء والاطفال فى كل لحظة، ملمحة الى غزة دونما ذكر مباشر لها او فلسطين .

ولبنى الزبال، رئيسة لجنة تحكيم الفيلم القصير، دعت لتحرير جميع الرهائن دون شروط ووقف فورى لإطلاق النار

كورالى فراجيت اثناء تسلم جائزة افضل سيناريو: قالت: «الفيلم يدور حول المرأة وما تعيشه فى العالم وكيف لا يزال العنف موجودًا… أعتقد أننا بحاجة إلى ثورة ولا أعتقد أنها بدأت بالفعل بعد، فلنبدأ كل ذلك معًا».

 

####

 

المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى: عرضنا أفلامًا عن غزة فى خيمة داخل «كان»!

سيد محمود

أثارت مبادرة «أفلام من المسافة صفر» جدلا كبيرا فى مهرجان «كان» السينمائى فى دورته السابعة والسبعين، حتى أصبحت أحد أهم معززات القضية الفلسطينية داخل أروقة المهرجان رغم أنه ليس برنامجا داخل قسم من أقسامه، بل واجهت أفلامه محاولات للمنع فى أثناء عرضها بالمهرجان مما استدعى قيام القائم عليها المخرج الفلسطينى المخضرم رشيد مشهراوى بعرضها داخل خيمة تشبه خيام اللاجئين بمدينة رفح.

«من المسافة صفر» مجموعة أفلام روائية ووثائقية وتحركية و«فيديو آرت» تحمل هذا الاسم، وأطلقها رشيد مشهراوي، الذى شاركت أفلامه فى أهم المهرجانات العربية والدولية، وحازت عشرات الجوائز العالمية، وقد أشرف على المشروع فنيا وسينمائيا بمساعدة مهنيين من العالم العربى والأجنبي.

يقول «مشهراوي»: إن «مبادرة أفلام من المسافة صفر» بدأت منذ الشهر الثانى للعدوان الإسرائيلى الشامل على غزة، بسبب كابوس العدوان الإسرائيلي، وحجم الدمار المترتب عليه، فلم يكن هما شخصيا لى بل قلت: «أمنح الفرصة للسينمائيين الموجودين فى غزة»، لرصد وتصوير ما يحدث هناك وتوثيقه، فهم الحكاية، وهم «الرواي»، وذلك فى أفلام تبدأ من ست دقائق، بكل الفئات: روائية وتحريك .

ويضيف: كان من الضرورى أن تكون الأفلام على مستوى تقنى عال، لتشارك فى مهرجانات وجامعات، وملتقيات، وهو دورهم فى غزة كى ينقلوا الواقع، ومن ضمن الأهداف أن نخرجهم من حالة الوجع التى يعيشونها فيقدمون بسلاحهم، وهو السينما، ما يدينون به جرائم الاحتلال.

ويتابع: لقد قاموا بدورهم على أتم وجه رغم أنهم واجهوا ظروفا صعبة من انقطاع الكهرباء ، والإنترنت، والتنقل بالكاميرات، ومنهم من فقد حياته، ومنهم من يعيش فى خيام حاليا.

وحول ما حدث فى مهرجان «كان» قال: كنا نعلم جيدا أننا سنواجه صعوبات فى عرض أفلامنا، فلم نكن ضمن برنامج المهرجان الرسمي، لكننا أقمنا النشاط فى خيمة تشبه خيام اللاجئين الفلسطينيين الموجودين على نفس البحر من الجانب الآخر، وهو البحر المتوسط، ونقلنا كلمات بث مباشر من غزة، وعرضنا الحياة فى القطاع من داخل خيمة بمهرجان «كان»، من منطلق أن هذا العالم الرافض أن يشاهدنا أو يرى الحقيقة، لا بد أن ننقل له غزة فى «كان»، وبقوة.

ويواصل: «حضر معنا ضيوف مهمون من رؤساء مهرجانات، وإعلاميين ونجوم، وسينمائيين، ومئات من المتابعين للمهرجان.. لقد تعاطفوا مع فلسطين فى «كان»، ففرحنا لأننا أفشلنا خطط المهرجان بعدم التعامل مع أفلام عن غزة أو فلسطين .

ويكشف أن الأفلام ستُعرض فى أكثر من 30 مهرجانا فى العالم، كما ستُعرض فى مهرجان القاهرة السينمائي، فهو مشروع فنى سياسى تضامني، ولدينا الأفلام التى نوفرها لكل من يريد عرضها.

ويؤكد أن هذا المشروع «أعاد الى العاملين فيه الثقة بالنفس، وروح المبادرة، وأسهم فى تجاوزهم مشاعر اليأس والإحباط، وبثّ فيهم قدرا كبيرا من الأمل والتفاؤل».

 

الأهرام اليومي في

27.05.2024

 
 
 
 
 

أنورا الأميركي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي

البلاد/ مسافات

حصل فيلم "أنورا" للمخرج الأميركي شون بيكر على السعفة الذهبية في الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي مساء السبت.

ومنحت لجنة التحكيم، برئاسة المخرجة غريتا غيرويغ، التي أخرجت فيلم "باربي"، الجائزة المرموقة لبيكر عن قصته عن راقصة تعرٍّ تدعى "آني" تلتقي بابن أحد الأثرياء، الذي يتزوجها، ما أثار استياء والديه، حيث فعلا كل ما في وسعهما لإثنائه عن العلاقة.

والفيلم يتسم بتتابع سريع للأحداث، وهو مزيج من الكوميديا والدراما، وأثار الإعجاب بأحداث غير متوقعة والكثير من الفكاهة.

وقال بيكر في كلمته أثناء تسلم الجائزة: "كان هذا هو هدفي الوحيد لأني مخرج على مدار الأعوام الثلاثين الماضية".

وتابع مازحاً "لست متأكداً حقاً مما سأفعل في باقي حياتي، لكني أعلم أني سأواصل النضال من أجل السينما لأن علينا في الوقت الحالي باعتبارنا صناع أفلام أن نبقي السينما حية".

وقال بيكر إن مشاهدة فيلم في المنزل "أثناء تصفح هاتفك ومتابعة رسائل البريد الإلكتروني والتركيز بقدر ما .. ليس هو الحل".

وقال: "مشاهدة فيلم بصحبة آخرين داخل دار السينما واحدة من التجارب الجماعية العظيمة. فنحن نتشارك الضحك والحزن والغضب والخوف ونأمل أن نحصل على التنفيس مع أصدقائنا والغرباء. لذلك أقول إن مستقبل السينما هو حيث بدأت، داخل دور السينما".

واكتسب بيكر شهرة كبيرة بعد عرض فيلمه الكوميدي المستقل "تانغرين" في 2015، والذي صوره بالكامل بأجهزة آي فون.

وذهبت جائزة كان الكبرى، ثاني أهم جائزة في المهرجان، إلى فيلم "كل ما نتخيله كالضوء" للمخرج الهندي بايال كاباديا. وحصل الفرنسي جاك أوديار على جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه الموسيقي "إميليا بيريز".

وكرم المخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي غادر إيران بعد الحكم عليه بالسجن، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وولد المخرج في 1972، وفر من إيران عبر منطقة حدودية جبلية سيراً على الأقدام قبل أن يحصل على مأوى في ألمانيا، حيث تدرس ابنته الطب.

وفيلمه "ذا سيد أوف ذا ساكريد فيغ" عن الاحتجاجات في إيران بعد وفاة الكردية مهسا أميني في سبتمبر 2022.

وتقاسمت جائزة أفضل ممثلة أربع نساء هذا العام، هن كارلا صوفيا جاسكون، وزوي سالدانا، وسيلينا غوميز، وأدريانا باز عن أدوارهن في فيلم "إميليا بيريز".

وحصل جيسي بليمونز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "كايندز أوف كايندنس  للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس، وهو مخرج فيلم "بور ثينغس" الذي عرض في العام الماضي.

وفاز المخرج البرتغالى ميغيل غوميز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم "غراند تور". وحصلت المخرجة والكاتبة الفرنسية كورالي فارجيت على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "ذا سابستانس" بحسب د ب أ.

 

####

 

بدعمٍ من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي

ختام مهرجان كان: "نورة" و"رفعت عيني لللسما" إنجاز سعودي وعربي لافت

البلاد/ مسافات

اختتم مهرجان كان فعاليات دورته الـ77 يوم السبت الماضي الموافق 25 مايو 2024م، وحظيت هذه النسخة بإنجازات عربيةٍ لافتةٍ بأفلامٍ سينمائية فريدة شقت طريقها نحو النجاح بدعم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، على رأس هذه الإنجازات الفيلم المدعوم من قبل صندوق البحر الأحمر الفيلم السعودي "نورة" لمخرجه توفيق الزايدي، الذي نافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ضمن قسم "نظرة ما" وحصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم الجائزة، محققًا بذلك إنجازًا جديدًا كأول فيلم سعودي ينافس في مهرجان كان السينمائي ويحوز على إعجاب النقاد والحضور، كما لاقى الفيلم إقبالًا جماهيريًا واسعًا حيث نفدت تذاكر عرضه بعد ساعات قليلة من فتح باب الحجز. "نورة" من بطولة النجم السعودي الصاعد يعقوب الفرحان، والنجمة ماريا بحراوي، وبمشاركة استثنائية للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة للفنان القدير عبدالله السدحان.

على الجانب الآخر، ظفر الفيلم الوثائقي "رفعت عيني للسما" من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير؛ بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي مناصفة مع الفيلم الفرنسي “إرنست كول: فقد ووجد” ضمن أسبوع النُّقَّاد في الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي، ليصبح بذلك أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة منذ انطلاق مهرجان كان العريق.

يقدم فيلم "نورة" تجربة سينمائية درامية منقطعة النظير تدور أحداثها داخل قرية صغيرة في تسعينيات القرن العشرين، حيث تقضي نورة معظم وقتها بعيداً عن عالم القرية، و"نادر" الفنان الذي تخلى عن شغفه في الرسم وانتقل لتعليم أطفال في ذات القرية غرب المملكة العربية السعودية، في رحلة درامية غير مسبوقة. شارك في البطولة النجم يعقوب الفرحان بدور "نادر"، والنجمة ماريا بحراوي بدور "نورة" والفنان القدير عبدالله السدحان بدور "أبو سلام".

عُرض الفيلم السعودي "نورة" للمرة الأولى عالميًا في الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في ديسمبر 2023م، وحصد خلالها جائزة أفضل فيلم سعودي برعاية فيلم العُلا، كما صُوِّر بالكامل في مدينة الفن والتاريخ "العُلا" الواقعة شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتكون طاقم العمل بنسبة 40% من السعوديين، في إشارة واضحة للدعم الكبير الذي تحظى به الصناعة السينمائية محليًا.

تدور أحداث فيلم "رفعت عيني للسما" حول مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي، بشوارع قريتهن الصغيرة لتسليط الضوء على القضايا التي تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلامًا كبيرة. عرض الفيلم ضمن أسبوع النُّقَّاد في الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي، وحظي بإشادات سينمائية واسعة من قبل النقاد والحضور، كما لاقى احتفاءً يليق به في مصر، نظرًا لكونه أول فيلم وثائقي مصري يحقق هذه الإنجاز الجديد في تاريخ مهرجان كان.

على مدار السنوات الماضية، قدمت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي دعمها للمئات من المشاريع السينمائية الفريدة والمواهب السينمائية الصاعدة، عبر برامجها الرائدة: صندوق البحر الأحمر، سوق البحر الأحمر، معامل البحر الأحمر، التي قدمت دعمها لأعمال سينمائية سطع نجمها في العديد من المهرجانات والجوائز العالمية، على رأسها فيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية، الذي تمكن من المنافسة في سباق جوائز الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي.

مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هي جهة مستقلة غير ربحية تم تأسيسها لتحويل المملكة العربية السعودية والعالم العربي إلى مركز عالمي لصناعة الأفلام، وتأتي تحت مظلتها عدة أقسام شاملة لجميع جوانب الصناعة السينمائية تساهم معًا في تشكيل هيكلها وبناء كيانها، وهي: سوق البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر، ومعامل البحر الأحمر، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

تُعتبر المؤسسة منصة رئيسية لصُنّاع الأفلام الواعدين في الصناعة، حيث تُمكنهم من ترك بصمتهم في المشهد السينمائي العالمي مع الحفاظ على تراث السينما العربية الكلاسيكية.

تلعب مؤسسة البحر الأحمر السينمائي دوراً محورياً في رعاية الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام، كما أنها تعمل على بناء صناعة أفلام مستدامة في المملكة العربية السعودية وإفريقيا وآسيا.

يحتفي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بعرض أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية في مدينة جدة؛ عروس البحر الأحمر. حيث ينطوي البرنامج السينمائي للمهرجان على فئات وأقسام متنوعة من الأفلام من جميع أنحاء العالم، تبدأ من الكنوز السينمائية الدفينة المرمّمة بأحدث تقنيات العرض، وتنتهي بأفلام المواهب الواعدة. كما يستضيف المهرجان نخبة من المواهب الفنّية وصنّاع الأفلام ومحترفي الصناعة من العالم العربي وباقي أرجاء العالم عبر منصّته، جنبًا إلى العديد من مسابقات الأفلام في الفئات الطويلة والقصيرة، مع احتضان الحفلات الموسيقيّة، واستضافة العديد من الندوات وورش العمل التي تهدف إلى دعم وتنمية وتشجيع المواهب الصاعدة. 

 

البلاد البحرينية في

27.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004