ملفات خاصة

 
 
 

«نورة».. السعودية أنارت كان للمرة الأولى

أندرو محسن

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

تعدو السينما السعودية بلا توقف من أجل تعويض ما فات فنانيها في سنوات الغياب. فبعد ظهور لفت الأنظار بفيلمين في دورة مهرجان تورنتو الفائتة: “ناقة” لمشعل الجاسر و”مندوب الليل” لعلي الكلثمي، حان موعد المشاركة في أكبر وأهم المهرجانات السينمائية العالمية، وهو مهرجان كان في دورته السابعة والسبعين.

للمرة الأولى تشارك السعودية في ثاني أهم مسابقات كان بعد المسابقة الرسمية الكبرى، وهي مسابقة “نظرة ما” Un Certain Regard التي اختارت الإدارة الفنية لـ كان أن ينافس فيها الفيلم السعوي “نورة” للمخرج توفيق الزايدي، ليشهد عرضه الدولي الأول بعد أن افتتح عروضه العالمية العام الماضي في مهرجان البحر الأحمر، وفي استثناء نادر من مهرجان كان أن يقبل بعرض دولي وليس عالميّ أول.

وجود عبارة “أول فيلم سعودي في مهرجان كان” يضيف ثقلًا كبيرًا للفيلم وصناعه، بل إنه منذ عدة ساعات حصل أيضًا على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة. إذن سيشاهده الكثيرون، ليس بصفته فقط أحد أفلام المهرجان أو مسابقة “نظرة ما”؛ ولكن بصفته الفيلم الذي يعبر عن السينما السعودية ككل، وهي مسؤولية كبيرة بالفعل إن وضعت على عاتق أي فيلم، فكيف كان الحال مع “نورة”؟

تدور أحداث الفيلم في إحدى القرى النائية في المملكة العربية السعودية في النصف الثاني من التسعينيات، حيث يصل المدرس الجديد نادر (يعقوب الفرحان) لتعليم أبناء القرية، بينما نتابع الفتاة الشابة/المراهقة نورة (ماريا بحراوي) التي تحيا مع عمتها بعد رحيل والديها، والتي ينطبق عليها ما ينطبق على جميع نساء القرية، إذ لا تخرج من البيت إلا للضرورة مع الالتزام بارتداء النقاب، ولكن نورة تختلف عن الباقيات في كونها تتابع المجلات الفنية التي تحصل عليها خلسة، وتجد في المدرّس منفذًا لتحقيق أحلامها.

منذ لقطات الفيلم الأولى يمكن أن نشاهد اهتمام المخرج بكل التفاصيل الفنية التي تتعلق بجماليات الصورة، مع استخدام ألوان مميزة تتماشى مع البيئة الصحراوية المسيطرة على المكان بطبيعة الحال.

تُطهى شخصيات وأحداث الفيلم على مهل، لكن دون ملل، ويبدو المخرج متأثرًا بشكل ما بالسينما الإيرانية خاصة في مشاهد المدرسة التي تذكرنا بفيلم “أين منزل صديقي؟” لعباس كياروستامي (1987). 

وعندما نقول المدرسة فإننا نبالغ نسبيًا إذ أن الأمر لا يعدو مجرد فصل واحد يضم أولاد الرعاة وسكان القرية، هؤلاء الذين يوافقون على حصول أبنائهم على قسط من التعليم.

كانت مشاهد المدرسة/الفصل من أفضل ما في الفيلم، إذ يظهر فيها الكثير مما أراد المخرج قوله ببساطة، سواء في عدم اهتمام أغلب الأهالي – في تلك الفترة وذلك المكان- بأكثر من تعليم أولادهم بعض المهارات الأساسية من الحساب والقراءة، أو في اختفاء بعض الأطفال فجأة من الفصل لأن الأهل قرروا أن حتى هذه المهارات ليست مهمة والأفضل أن ينضم الابن لوالده في رعاية الغنم.

يبدو واضحًا أن المخرج يستعرض مرحلة قريبة من التاريخ السعودي المعاصر، ولكن المدرسة كانت مجرد نقطة ثانوية في ما أراد أن يسرده، إذ يتوقف بالأحرى عند نورة التي تمثل الفتيات السعوديات في مرحلة التزمّت الشديدة. تعرف هذه الفتاة الحالمة عن طريق أخيها التلميذ لدى الأستاذ نادر، أن هذا الأخير يجيد الرسم وهكذا تطلب منه أن يرسمها، ليجد كل منهما في الآخر شيئًا كان يحتاجه، هي ستحقق حلمها في وجود صورة لها، وهو يحفز خياله، بينما يجد أهل القرية فيهما خارجان على كل المبادئ والأعراف.

لكن ما يقدمه المخرج كأساس لسريان الأحداث في فيلمه، يصبح في الآن ذاته المأخذ الأكبر على الفيلم. فمنذ الدقائق الأولى يمكننا أن نستنتج إلى أين ستذهب الأحداث، وربما لا يكون هذا بمثابة مشكلة في بعض الأفلام التي لا ننتظر منها مفاجآت في القصة بل نكتفي بمتابعة الشخصيات التي تحرك الأحداث، ولكن في ”نورة“ لا تبدو الشخصيات قادرة في حد ذاتها على الإتيان بجديد، بخلاف ما يمكن مشاهدته في أفلام مشابهة، فالمدرس مثالي جدًا، ونورة حالمة جدًا، وكبير القرية أبو سالم (عبد الله السدحان) قاسٍ جدًا. هكذا تفتقر الشخصيات للأبعاد التي يمكن أن تصنع صراعًا يعزز من الدراما في الفيلم، أو اختلافًا يميزه.

تذكرنا مغامرة الأستاذ في رسم نورة ولو من بعيد بفيلم” Portrait of a Lady on Fire“ (لوحة لامرأة تشتعل) إخراج سيلين سياما (2019). ولكن الفيلم الفرنسي، الذي أيضًا يمكن استنتاج سير أحداثه، حمل الكثير من التفاصيل داخل الشخصيتين الرئيستين مما جعل منه فيلمًا استثنائيًا.

كذلك عندما نضع الفيلم في سياق الأفلام السعودية الأخرى، فإننا سنجد في “ناقة” مثلًا الكثير مما أراد “نورة” أن يقوله عن قيود المجتمع السعودي على المرأة. ولكن في الفيلم الأول طُرحت الكثير من الأفكار بشكل غير اعتيادي وغير متوقع، لا للمشاهد السعودي الذي يعلم طبيعة الأمور في بلده ولا لغيره الذي يسمع عنها فقط ولم يرها على الطبيعة. بينما في “نورة” فإن السيناريو ربما احتاج إلى طبقة أخرى من العمق تُضاف إلى أحداثه وشخصياته لتصنع عنصر المفاجأة للمشاهد، أو للدقة احتاج أن يضيف شيئًا سعوديًا لا يمكن أن نجده في غيره من الأفلام.

فيلم “نورة” هو شهادة ميلاد لمخرج ذي ملكات بصرية واضحة، ونجد هذا في كل لقطة، لكنه احتاج إلى المزيد من العناية في السيناريو، وفي جميع الأحوال سيظل إلى الأبد “أول فيلم سعودي في مهرجان كان”.

 

####

 

جاك أوديار يجدّد شبابه مع «إميليا بيريز»

شفيق طبارة

لا يمكن لأحد أن يتهم جاك أوديار بأنه مخرج يكرّر نفسه، أو أنه غير قادر على تنويع أشكاله السينمائية. الفرنسي الذي بدأ مشواره السينمائي في الثمانينيات ككاتب سيناريو، قادر على تغيير نغمة أفلامه من البداية إلى النهاية، وهذا ما فعله في فيلمه الجديد «إميليا بيريز»، الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لـ «مهرجان كان »، والمرشح القوي لنيل السعفة الذهبية

جديد أوديار فيلم غنائي، من مفاجآت هذا المهرجان الكثيرة، تلعب فيه زوي سالدانا، دور محامية مفلسة تتقاضى أجراً زهيداً في مكسيكو سيتي، وفي بداية الفيلم تبدأ بالغناء حول غياب العدالة في بلدها. ثم تتلقى مكالمة هاتفية من تاجر مخدّرات لا يرحم، يخبرها بأنّه يريد أن يحوّل جنسه إلى امرأة. ويريدها أن تنظم له الأمور كلها مقابل مبلغ كبير من المال. ثم تأتي إميليا بيريز (كارلا صوفيا غاسكون)، الاسم الذي اتخذه رئيس الكارتيل السابق، لتبدأ حياتها من جديد، وتكون بمثابة فرصة للتكفير عن الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها في جسد رجل. لكن مع تغيير الجنس، تبدأ المشاكل خصوصاً مع زوجته جيسي (سيلينا غوميز).

«إميليا بيريز» فيلم كبير بقدر ما هو متمرد، هبط فيه المخرج الفرنسي على الكوازيت وفاجأ الجميع، هو الذي حصل على السعفة الذهبية بفيلمه «Dheepan» عام 2015، يضع عينيه على سعفة ذهبية ثانية مستحقة. لم تكن هناك موسيقى في المهرجان مثل موسيقى الفيلم، الذي يتحرك على إيقاع النغمات، ويرتقي عندما يستسلم لروح موسيقى البوب المعاصرة. وفي الوقت نفسه، كان أوديار يمسك فيلمه ويغيّر الأنواع من الميلودراما إلى الفكاهة إلى التشويق والرومانسية بالكثير من الحساسية. هناك شيء مثير للاهتمام في عناصر روح العصر التي تجتمع معاً في «إميليا بيريز»، بدءاً من قضية المتحولين جنسياً وصولاً إلى دراما العنف ضد المرأة، مروراً بتفكك الميثاق الاجتماعي المكسيكي على أيدي كارتيلات المخدرات.

لا يتناول الفيلم الاجرام والفداء فحسب، بل يتطرق أيضاً إلى الجوانب الواقعية الاجتماعية في المكسيك، محققاً توازناً سردياً يبلغ ذروته في لحظات التوتر الشديد والمأساة. «إميليا بيريز» هو عمل رائد يتحدى التوقعات ويقدم استكشافاً غنياً ومتعدد الأوجه للهوية والتحول. فيلم جاك أوديار ليس فقط شهادة على قوة السينما في سرد القصص المعقدة، لكنه أيضاً تذكير بأهمية التمثيل الأصيل على الشاشة، والأفلام الغنائية التي بدأت تنقرض في أيامنا هذه.

يسير المونتاج والموسيقى والقصة جنباً إلى جنب لتكوين تلاعب بالألوان والأشكال التي يصبح جمالها في هذه اللحظة طاغياً، مما يجعل «إميليا بيريز» يترك احساساً لا يمكن تصوّره. سواء أخذ أوديار السعفة الذهبية أو لم يحصل على أي جائزة (وهذا مستبعد)، يظل فيلمه انتصاراً سينمائياً، حقق فيه المخرج السبعيني هدفه، بتقديم كل ما هو مختلف في مسابقة المهرجان هذه السنة.

 

####

 

تفاصيل ختام وجوائز الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي

فاصلة

اختتمت اليوم، 25 مايو، الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي الدولي، بعد أيام عشرة من السينما والنجوم التي أضاءت مدينة كان الساحلية التي يحمل المهرجان اسمها، وحولها إلى قِبلَة للسينما الدولية وقلبًا لسحرها وإبداعها ونجومها وصحفييها. وأتاح لعشاق الفن السابع فرصة مشاهدة أحدث الأفلام واستعادة الكلاسيكيات السينمائية وأيضًا إفساح المجال أمام الاحتفال بالسينما والمشاركة الاجتماعات والمحاضرات المرتبطة بالمهرجان. نجح المهرجان في دورته الجديدة في تحقيق هدفة المتجدد سنويًا برفع مستوى الوعي وتعزيز السينما الدولية بجميع أشكالها كفن وترفيه وصناعة بروح من الحرية والحوار.

قائمة جوائز المسابقة الرسمية

السعفة الذهبية لأفضل فيلم: Anora للمخرج شون بيكر.

الجائزة الكبرى: All We Imagine as Light للمخرجة بيال كابديا.

جائزة لجنة التحكيم: Emilia Perez للمخرج جاك أوديار

جائزة أفضل مخرج: ميغيل غوميش عن فيلم Grand Tour

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: محمد رسولوف عن فيلم The Seed of the Sacred Fig.

جائزة أفضل ممثلة: أدريانا باز، وزوي سالدانيا، وكارلا سوفيا جاسكون، وسيلينا غوميز عن فيلم Emilia Perez.

جائزة أفضل ممثل: جيسي بليمونز عن فيلم Kinds of Kindness.

جائزة أفضل سيناريو: كورالي فارجيت عن فيلم The Substance.

قائمة جوائز مسابقة «نظرة ما»

تنويه خاص من لجنة التحكيم للفيلم السعودي «نورة» للمخرج توفيق الزايدي.

جائزة أفضل فيلم Black Dog للمخرج الصيني جوان هو.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة The Story of Souleymane للمخرج بوريس لوجكين.

أفضل مخرج روبرتو مانفريني عن فيلم The Damned.

أفضل مخرج رانجانو نيوني عن فيلم On Becoming a Guinea Fowl.

أفضل ممثلة أنسويا سينجوبتا عن فيلم The Shameless.

أفضل ممثل أبو سنغاري عن فيلم «The Story of Souleymane».

جائزة الشباب لـ فيلم Vingt Dieux للمخرج لويز كورفوازييه.

قائمة جوائز مسابقة «العين الذهبية»

لـ فيلم رفعت عيني للسما للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير.

وفيلم Ernest Cole للمخرج راؤول بيك.

قائمة جوائز «أسبوع النقاد»

أفضل فيلم لـSimon of the Mountain  للمخرج الأرجنتيني فيديريكو لويس.

جائزة اللمسة الفرنسية للجنة التحكيم لـ دراما المهاجرين Blue Sun Palace  للمخرجة كونستانس تسانغ.

جائزة النجم الصاعد لمؤسسة لويس روديرر لـ الممثل البرازيلي ريكاردو تيودورو، عن فيلم Baby للمخرج ريكاردو كايتانو.

جائزة أفضل فيلم قصير للمخرج الفرنسي جيل سيلا عن فيلم Montsouris Park.

جائزة مؤسسة جان للتوزيع السينمائي، وجائزة جمعية المؤلفين «SACD» لـ فيلم Julie Keeps Quiet للمخرج البلجيكي ليوناردو فان ديجل

جائزة قناة «كانال بلس» لـ أفضل فيلم قصير لـ فيلم Absent للمخرج التركي جيم ديميرير.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

25.05.2024

 
 
 
 
 

أنورا.. يتوج بالسعفة الذهبية في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي

خالد محمود

أعلن مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ77، جوائزه بحفل الختام الذي أقيم مساء اليوم السبت، بقصر المهرجانات في منطقة كروازيت المرصعة بالنجوم على شاطئ الريفييرا الفرنسية. وجاءت جوائز المسابقة الرسمية التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة الأمريكية جريتا جيرونج في معظمها حسب توقعات النقاد، بينما جاء بعضها مخالفا لتلك التوقعات.

وبين هذا وذاك، فإن دورة هذا العام جاءت حافلة بمجموعة من الأفلام المهمة والمتميزة، التي تبارى فيها المخرجون والنجوم لتقديم أدوار وقصص وحكايات ورؤى فنية عميقة وجديدة وكاشفة عن أبعاد جديدة لفن السينما - بحسب إيريس نوبلوخ رئيسة المهرجان، وتييرى فريمو المندوب العام . وحصد فيلم "أنورا" للمخرج شون بيكر جائزة السعفة الذهبية.

فيما فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى فيلم "كل ما نتخيله كالنور" -إخراج بايال كاباديا. وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى ميجال جوميز عن فيلمه "جولة كبرى". وحصدت جائزة أفضل ممثلة مناصفة بين كارلا صوفيا جاسكون وسيلينا جوميز عن فيلم "إميليا بيريز".

وفاز بجائزة أفضل ممثل جيسى بليمنز عن دورة بفيلم أنواع اللطف وذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى أندريا أرنولد عن فيلم "الطائر" - ، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم إيميليا بيريز للمخرج جاك أوديار.

وكانت المسابقة الرسمية قد شهدت منافسة ساخنة بين 21 فيلما، طرحت العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة.

وفى مسابقة "نظرة ما"، فاز بجائزة المسابقة الكبرى الفيلم الصيني "كلب أسود" إخراج جوان هو، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم الفرنسى "قصة سليمان" إخراج بوريس لوجكين. فيما حصد الفيلم الفرنسي "عشرون إلهًا" إخراج لويز كورفوازييه على جائزة الشباب، وفازت بجائزة أفضل ممثلة "أناسويا سينجوبتا" عن فيلم "الوقح"، وأفضل ممثل "أبو سنجاريه" عن فيلم قصة سليمان، وفاز بجائزة أفضل مخرج كل من روبرتو مينيرفيني. وعن فيلم " للملعونين"، ورونجانو نيوني عن فيلم "أن تصبح دجاج غينيا".

فيما حصل الفيلم السعودي "نورا" للمخرج توفيق الزيدي على تنويه خاص في أول مشاركة للسينما السعودية في مهرجان كان السينمائي. وكان الفيلم المصري "رفعت عيني للسما" للمخرجين ندى رياض، وأيمن الأمير قد توج بجائزة العين الذهبية كأفضل فيلم تسجيلى بالمهرجان وسط احتفاء كبير بابطاله وقدرتهم على تقديم عمل فني إبداعي يتناول قضايا إنسانية مهمة بطريقة مؤثرة، وهذا الفوز يعزز مكانة مصر على خريطة السينما العالمية، ويؤكد قدرة السينما المصرية على المنافسة بقوة في المحافل الدولية".

 

الشروق المصرية في

25.05.2024

 
 
 
 
 

فيلم "أنورا" للأميركي شون بيكر يفوز بـ"السعفة الذهبية" في مهرجان كان

كان-وكالات

فاز فيلم "أنورا"، للمخرج الأميركي شون بيكر، بجائزة السعفة الذهبية في "مهرجان كان" السينمائي، السبت.

وقالت رئيسة لجنة تحكيم المهرجان جريتا جيرويج خلال الإعلان عن الفائز بالجائزة الأرفع لهذا الحدث، في ختام دورته السابعة والسبعين: "هذا الفيلم رائع ومليء بالإنسانية (...) لقد حطم قلوبنا".

 وفيلم "أنورا"، هو دراما إثارة تتحدث عن راقصة شابة تتورط مع ابن أحد الأثرياء الروس، ويروي انتقالها من الأحياء الفقيرة في نيويورك، إلى الفيلات الفاخرة للأوليغارشية الروسية.

وتفوّق فيلم "أنورا" على 21 فيلماً آخر في المسابقة، بما في ذلك أفلام لمخرجين معروفين، مثل فرانسيس فورد كوبولا وديفيد كروننبرج.

ووجه شون بيكر في كلمته أثناء تسلم الجائزة، نداءً من أجل عرض الأفلام في صالات السينما، قائلاً: "يحتاج العالم إلى أن يتذكّر أن مشاهدة فيلم على الهاتف الخلوي، أو في المنزل ليست الطريقة المناسبة لمشاهدة الأفلام". وشدد على أنه خلال المشاهدة "في الصالة نتشارك الحزن والخوف والضحك".

ويبدو فيلم "أنورا" في بدايته أشبه بنسخة 2024 من قصة سندريلا، ثمّ تأخذ قصته منعطفاً درامياً، قبل أن تتحول إلى مشاهد كوميدية صريحة في هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ساعتين و18 دقيقة، والذي يعيد التذكير بكلاسيكيات السينما الأميركية ويصوّر الجانب الآخر من الحلم الأميركي.

الفائزون في الفئات الرئيسية لجوائز مهرجان كان 2024:

السعفة الذهبية: "أنورا" لشون بيكر

الجائزة الكبرى: "آل وي إيماجن آز لايت" لبايال كاباديا

جائزة الإخراجميجيل جوميس عن "غراند تور"

جائزة لجنة التحكيم: "إميليا بيريز" لجاك أوديار

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "بذرة التين المقدس" لمحمد رسولوف

جائزة أفضل سيناريو: "ذي سابستنس" لكورالي فارجا

جائزة أفضل ممثلةممثلات "إميليا بيريز" لجاك أوديار: كارلا صوفيا جاسكون وزوي سالدانيا وسيلينا جوميز وأدريانا باز

جائزة أفضل ممثلجيسي بليمونز عن دوره في "كايندز أوف كايندنس" ليورجوس لانثيموس

جائزة الكاميرا الذهبية: "أرمان" لهالفدان أولمان توندل

السعفة الذهبية للفيلم القصير: "ذي مان هو كود نات ريماين 

جيسي بليمونز أفضل ممثل

وحصلت ممثلات الفيلم الكوميدي الغنائي "إميليا بيريز" للمخرج جاك أوديار، ومن بينهن كارلا صوفيا جاسكون وسيلينا جوميز وزوي سالدانيا، على جائزة مشتركة في فئة أفضل تمثيل للنساء.

وحصل الأميركي جيسي بليمونز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في "كايندز أوف كانيدنس" Kinds of Kindness  للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس.

ولم يكن بليمونز (36 عاماً)  الذي شارك أخيراً في فيلم "سيفيل وور"، موجوداً على المسرح لتسلم جائزته.

ويجسّد بليمونز في الفيلم شخصية مدير عادي يختلّ روتينه اليومي عندما يطلب منه رئيسه ذو الشخصية الجذابة (ويلم دافو) ارتكاب فعل لا يمكن إصلاحه

وأُعلِن خلال مهرجان كان، أن جيسي بليمونز وإيما ستون سيتوليّان دور البطولة في فيلم لانثيموس المقبل الذي يحمل حالياً عنوان "بوجونيا" Bugonia.

السعفة الفخرية لجورج لوكاس

ووسط عاصفة من تصفيق الحضور وأعضاء لجنة التحكيم وقوفاً، تسلّم مبتكر سلسلة أفلام "ستار وورز" ("حرب النجوم") الشهيرة جورج لوكاس من صديقه المخرج فرانسيس فورد كوبولا، سعفة ذهبية فخرية، عن مجمل مسيرته خلال الاحتفال الختامي للدورة الـ77من مهرجان كان.

وطلب المهرجان بعد ذلك من لوكاس تسليم السعفة الذهبية إلى المخرج الأميركي شون بايكر عن فيلمه "أنورا".

وقال لوكاس لدى تسلمه جائزته "فرانسيس صديق كبير وأخ كبير، وأشكر له ما فعله دائماً من أجلي". وأضاف "جئتُ إلى هنا اليوم لأشكركم. أنا مجرد طفل نشأ بين الكروم في كاليفورنيا. إنه لشرف عظيم أن أكون هنا". 

 

الشرق نيوز السعودية في

25.05.2024

 
 
 
 
 

المخرج الإيراني محمد رسولوف: يصعب التنبؤ بالأحداث السياسية، لكن ثمة أمل دائماً

(فرانس برس، العربي الجديد)

حصل المخرج الإيراني محمد رسولوف الذي نجح أخيراً في الهرب من إيران على ترحيب حار من الحاضرين في مهرجان كان السينمائي الجمعة، إذ صفّقوا له وقوفاً لمناسبة عرض فيلمه في المسابقة الرسمية للمهرجان.

وقد حضر محمد رسولوف شخصياً إلى المهرجان لمواكبة عرض فيلمه "دانه انجر مقدس" (بالإنكليزية: The Seed of the Sacred Fig، وبالعربية: بذرة التين المقدس) الذي يتنافس على السعفة الذهبية للدورة السابعة والسبعين من الحدث السينمائي، بعدما نجح في المغادرة "سراً" من بلاده. وحمل رسولوف لدى وصوله للمشاركة في الحدث صورتين لبطلي فيلمه الجديد، الممثلة الإيرانية سهيلا غلستاني ومواطنها الممثل ميثاق زاره.

ويشكّل حضور رسولوف، الملاحق من النظام الإيراني الذي حرمه من جواز سفره وحكم عليه بالسجن، رسالة قوية يريد من خلالها المهرجان الفرنسي تأكيد دعم حرية التعبير.

اعتلى رسولوف سلالم المهرجان برفقة ابنته باران، والممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني التي تعيش في المنفى في فرنسا منذ نحو 15 عاماً.

وقال المخرج بعد عرض فيلمه: "آمل أن يزول جهاز القمع والديكتاتورية برمته في إيران"، متوجهاً بأفكاره إلى "جميع من أتاحوا تنفيذ هذا الفيلم، وجميع من هم هنا، وأيضاً جميع من مُنعوا من المجيء".

وكان محمد رسولوف قال خلال مشاركته في برنامج "سيتافو" التلفزيوني الفرنسي مساء الخميس: "عندما عبرتُ الحدود، استدرتُ، وألقيتُ نظرة أخيرة على موطني، وقلتُ لنفسي: سأعود إلى هنا". وأضاف خلال أول ظهور علني له، إلى جانب الممثلة غولشيفته فرحاني: "أعتقد أن جميع الإيرانيين الذين اضطُروا إلى المغادرة بسبب هذا النظام الشمولي يحتفظون بحقائبهم جاهزة في المنزل، على أمل تحسن الأمور".

محمد رسولوف من أبرز المخرجين الإيرانيين، ويُعرف بتحديه الدائم لهيئات الرقابة، ولم يأتِ إلى مهرجان كان السينمائي منذ عام 2017 حين حصل على جائزة فئة "نظرة ما" عن فيلمه A Man of Integrity (الرد بالنسخة الفارسية الأصلية)، وهو عمل يتمحور حول الفساد. وعام 2020، مُنع رسولوف من مغادرة إيران لتسلّم جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عن فيلم There Is No Evil (شطان وجود ندارد بالنسخة الفارسية الأصلية)، والذي يتطرق إلى عقوبة الإعدام. ويعد فيلمه الجديد بمزيد من الإزعاج للسلطات الإيرانية، إذ يروي قصة قاضي تحقيق غارق في جنون العظمة، في وقت تندلع فيه تظاهرات ضخمة في العاصمة طهران.

ومن خلال الترحيب به شخصياً، يرسل المهرجان الفرنسي بنسخته السابعة والسبعين إشارة "إلى جميع الفنانين الذين يعانون في العالم العنفَ والانتقام بسبب تعبيرهم عن فنهم"، على ما أكد المندوب العام للمهرجان تييري فريمو لوكالة فرانس برس.

كما أن هذه الرسالة موجهة بصورة أوسع إلى معارضي النظام القائم في إيران، حيث يستمر القمع في التزايد. وتفيد منظمة العفو الدولية بأن إيران، التي اهتزت بسبب حركة احتجاجية نهاية عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني، أعدمت 853 شخصاً عام 2023، وهو أعلى رقم منذ 2015.

ويُتهم السينمائيون الإيرانيون بانتظام بالدعاية ضد النظام، في بلد يستحوذ المحافظون فيه على كامل مقاليد السلطة. ومن غير المرجح أن يتغير الوضع بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي قبل أيام في حادث تحطم مروحية.

محمد رسولوف: اخترت المنفى

بعد تحدي الرقابة لسنوات، اضطُرّ محمد رسولوف، الذي حُكم عليه عند الاستئناف بالسجن ثماني سنوات، خمس منها قابلة للتطبيق، إلى التسليم بقرار الفرار من البلاد. وأوضح رسولوف: "كان عليّ الاختيار بين السجن ومغادرة إيران، وبقلب مثقل، اخترت المنفى".

وكان هروبه سرياً، في رحلة محفوفة بالخطر استمرت ساعات عبر الجبال لاجتياز الحدود سيراً على الأقدام. وأوضح رسولوف الذي وصل بأمان إلى ألمانيا حيث وجد ملجأ له، أنه كان قادراً على الحفاظ على سرية "هوية الممثلين وطاقم العمل، بالإضافة إلى تفاصيل الحبكة والسيناريو". وأبدى ارتياحه لأن بعض الممثلين "تمكنوا من مغادرة إيران" في الوقت المناسب. لكن الكثير من أعضاء الفريق الآخرين ما زالوا هناك "وأجهزة المخابرات تمارس ضغوطاً عليهم. وقد خضعوا لاستجوابات طويلة. وجرى استدعاء عائلات بعضهم وتهديدها".

تُعتبر المهرجانات الدولية وما توفره من اهتمام إعلامي واسع شكلاً مهماً من أشكال الاعتراف بالسينمائيين الإيرانيين الذين يكافحون ضد ممارسات النظام، مثل جعفر بناهي أو سعيد روستايي، وقد باتوا ضيوفاً دائمين في هذه الأحداث رغم القمع الذي يتعرضون له.

وعبرت شخصيات سينمائية عدة عن دعمها للمخرج محمد رسولوف في رسالة مفتوحة، من بينهم الممثلة الإيرانية التي لجأت إلى فرنسا زار أمير إبراهيمي، ونجمة فيلم Anatomy of a Fall ساندرا هولر، أو حتى صانعي الأفلام مثل فاتح أكين وأنيسكا هولاند، ولورا بويتراس، إضافة إلى اثنين من المتنافسين على جائزة السعفة الذهبية لعام 2024، وهما بايال كاباديا وشون بيكر.

ومن المنتظر إعلان قائمة الفائزين في مهرجان كان السينمائي مساء اليوم السبت.

عشرون عاماً من التدريب لصنع فيلم

قال محمد رسولوف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، على هامش وجوده في مهرجان كان السينمائي، إن التوصل إلى إخراج فيلم جيد بطريقة سرية "يتطلب تدريباً لمدة 20 عاماً". وأوضح: "يتطلب تعلّم ذلك 20 عاماً من التدريب، وإلا لكان في وسع أيّ كان صنع فيلم سري جيد! بمعنى أكثر جدية، بقدر ما تُمضي وقتاً في الاستجوابات لدى أجهزة الاستخبارات، تتعلّم كيفية تعطيل أساليب عملها. فهي تُطلعك على رسائل بريدك الإلكتروني، فتفهم كيف يجب أن تكتبها (لتجنب اكتشاف ما تعدّ له). وهي تعرض لك بياناتك المصرفية، فتدرك أنك لم يكن ينبغي أن تستخدم بطاقتك الائتمانية. في كل مرة، من خلال التعاطي مع هذه الأجهزة، ستفهم كيف وجدوك، وما يجب أن تفعله كي لا يجدوك في المرة المقبلة. أعترف أن مسألتي تشبه إلى حد ما عمل العصابات، لكنّ السجن مكان جيد لتعلم هذه الأمور".

وحين سئل عمّن يمكنه حماية من بقوا في إيران، أجاب: "أعتقد أن من الواجب ممارسة الضغط السياسي على النظام الإيراني حتى يوقف القمع والرقابة على الفنانين. ببساطة، إن وصف وضعهم، والتحدث عن الضغوط التي يتعرضون لها، تشكّل بداية جيدة. قد يكون في الاعتقاد بأن هذا الضغط السياسي سيأتي بشيء من المثالية، لكنني مقتنع بأنه السبيل الوحيد لتحقيق التغيير.

أما عن رأيه في إمكانية تغير النظام الإيراني من الداخل، خاصة بعد مقتل إبراهيم رئيسي الذي فتح مرحلة من الغموض، فأكد أنه "ثمة أمل دائماً، ولكن من الصعب التنبؤ بالأحداث السياسية. وأنا غير قادر على فعل ذلك. كل ما آمله هو أن يأتي هذا التغيير وأن يتمكن الشعب الإيراني من التنفس".

 

العربي الجديد اللندنية في

25.05.2024

 
 
 
 
 

كانّ 77 - "المادة": ديمي مور مسخاً في فيلم نسوي!

كانّ - هوفيك حبشيان

"المادة" للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا، خنق المشاهدين بلقطات مقززة دموية صادمة وأثار قرفهم رغم ان كثرا لم يمتنعوا عن الضحك داخل الصالة لشدّة ما يتحوّل الرعب أمام كاميرا مخرجة "انتقام" إلى ملهاة لا مأساة. الفيلم قصّة نجمة تلفزيوينة تلعب دورها ديمي مور، وهي خمسينية لا يزال جسدها مثيراً يبعث على الرغبة، لكن ليس هذا رأي مديرها الذي يصرفها من العمل لاستبدالها بواحدة تصغرها سنّاً. ثمة مادة ستتجرعها صديقتنا ووداعاً لـ"يا ليت الشباب يعود يوماً"، لأنه سيعود بقوة ولكن بنتائج كارثية، اذ ستخرج من جسدها شابة (مارغريت كويلي)، وهذه الشابة ستُعيَّن مكانها، لتبدأ معركة وجود بين السيدتين.

نحن أمام فيلم "جانر"، نوع فيلم الثأر، وقد شاهده الكثيرون في كانّ وأياديهم على أعينهم، من كثرة الدماء والأمعاء والسوائل اللزجة التي سيفرزها جسد النجمة أثناء تحوّلها إلى مسخ، بعدما خالفت الفتاة التي "أنجبتها" أحد شروط الحفاظ على الشباب.

قورن الفيلم بأعمال جوليا دوكورنو، لكن هذه المقارنة تصرف النظر عن جدية #أفلامها، في حين الأمر يتعلّق هنا بشيء أقرب إلى الدعابة، يعيد الاعتبار الى المرأة بعيداً من سنّها. لكن نسوية المخرجة الفاقعة، المعحبة بـ"ذبابة" كروننبرغ، لم تمنعها من ان تستعير الكثير من أفلام ل#سينمائيين كبار، واللائحة طويلة: هيتشكوك، كوبريك، كاربنتر وخصوصاً براين دبالما. فخاتمة الفيلم تحاكي نوعاً ما خاتمة "كاري" لدبالما. تحية أم سرقة موصوفة؟ هذا سجال كبير. الأكيد انها لا تزعج نفسها في وضع يدها على الريبيرتوار السينمائي من أجل فيلم ينظر إلى التجاوزات في معايير الجمال وعمليات التجميل بشيء من الضحك والشفقة والعنف، ولا يتوانى عن ادانة التمييز بناءً على العمر، تمييز تتعرض له النساء قبل الرجال، وفي مجالات عدة.

رغم ان البعض رأى ان الفيلم غير جدير بالمسابقة، فثمة متعة في احتكاكنا بهذا الجسد الغريب داخل الصالة، مع تنويه خاص لديمي مور في دور النجمة/ المسخ وهي تعود إلى الصدارة بعد اطلالات متواضعة لتلعب دور سيدة في الخمسين وهي تبلغ اليوم الحادية والستين، وقد صرّحت في كانّ ان التجربة جعلتها تتقبّل نفسها أكثر.

 

النهار اللبنانية في

25.05.2024

 
 
 
 
 

فتيات مصريات يمثلن ويرقصن سينمائيا في مهرجان "كان"

فيلم وثائقي فاز ب"العين الذهبية" يصور الحياة اليومية في بيئة قبطية

هوفيك حبشيان 

ملخص

 في فيلم "رفعت عيني للسما" تجول كاميرا المخرجين المصريين ندى رياض وأيمن الأمير في قرية مصرية  قبطية، وتصور الحياة اليومية التي يعيشها الناس هناك، ومنهم مجموعة من المراهقات يهوين التمثيل والغناء والرقص.

في "رفعت عيني للسما" لندى رياض وأيمن الأمير، الفيلم المصري المعروض في "أسبوع النقاد" الذي فاز بـ"العين الذهبية" (جائزة تمنح للأفلام الوثائقية على هامش الجوائز الرسمية) ضمن الدورة الـ 77 لـ "مهرجان كان السينمائي" خلال الفترة من الـ14 وحتى الـ25 من مايو (أيار) الجاري، نتعرف على مجموعة مراهقات يشكلن فرقة مسرحية تقدم عروضاً في الشارع، ويقدمن الغناء والرقص والتمثيل في محاولة دؤوبة لتغيير عقلية البيئة التي يعشن فيها وهي قرية في جنوب مصر، بينما يتعقب المخرجان خطى بضع شخصيات منهن لتوثيق التطور الحاصل في داخلهن.

إنها فكرة الفن الهادف بوصفه أسلوب حياة وأداة تغيير واكتشاف للذات من خلال أدوات الفيلم الوثائقي التقليدي، إذ لا تغيب عناصر من الفيلم الروائي ويدخلنا في تفاصيل عيش شريحة من الناس، وهذا بطول أناة وبحث ورغبة في التقاط التناقضات، وإصرار على الفهم والإحاطة بكل جوانب واقع الشخصيات وعلاقتها بمحيطها، في ظل استحقاقات الحياة المقبلة على هؤلاء والتي لا ترحم أحداً، ولكل شخص طريقة تعامل مختلفة معها.

ما هو مغاير في الفيلم ويميزه عن كثير من الوثائقيات المصرية أن المخرجين يموضعان الكاميرا في بيئة مسيحية، مما يوفر للفيلم احتمالات جديدة في تجاوز واضح للأفلام التي تجري أحداثها في البيئة المسلمة، حيث الصراع بين ارتداء الحجاب من عدمه على سبيل المثال، ويتحول إلى رمز للتحدي، أما المشاكسة هنا فلها مفاهيم أخرى ولو أن ثمة تقاطعات كثيرة بين البيئتين المسلمة والمسيحية، ويبقى أن المسألة مسألة تفاصيل و"هذا القليل الذي يصنع الفرق الكبير"، ولو أننا نصل في نهاية المطاف إلى أماكن متشابهة سواء حدث هنا أو هناك.

ونظراً إلى وقوع مسرح الفيلم خارج المدن الكبرى حيث حضور الحياة الثقافية أقوى، فهذا يبعث على مزيد من الفضول للاحتكاك بهذه الأماكن الهامشية والناس الذين لا يهتم بهم أحد، وهذه إحدى وظائف "الوثائقي".  ويتجاوز الصراع هنا لقطة بعد لقطة البيئة والأشخاص وصولاً إلى الصراع الذي يعيشه الإنسان منذ الأزل، بين أن يبقى وفياً لرغباته فيواجه تحديات متواصلة، أو أن يدخل في قمقم المجتمع الذي سيسهل حياته، وهذه الثيمة ليست أكثر من جزئية في الفيلم، لكنها قادرة على قضم سواها من الثيمات، لأنها أهم ما يقال وتتيح للفيلم الانتقال من محليته إلى كونية تجعل كثيراً من الأشخاص، والفتيات خصوصاً، يجدون أنفسهم فيه. 

في الفيلم شخصيتان والخيارات التي تقومان بها واحدة، تختار الذهاب إلى نهاية الطريق مدفوعة بالفضول للخروج من أسوار القرية التي نشأت فيها، والثانية للأسف تختار البقاء لأنها استسلمت وأُغرمت بشاب يفرض عليها التزام المنزل، وينقل الفيلم في أمانة وواقعية تطورات مرحلة معينة من العمر والتي من المفترض أن ترسم مصير الإنسان بقية حياته. من أين يتأتى الوعي عند بعض الفتيات؟ وكيف يتكون ليصبحن كوردة وسط أرض قاحلة؟ قد لا يطرح الفيلم هذا التساؤل مباشرة، لكننا نخرج من الصالة وفي بالنا رغبة في معرفة مزيد عن هذا الشأن. 

تقول المخرجة ندى رياض إنها قابلت هؤلاء الفتيات في القاهرة عندما كانت تعمل لمصلحة منظمة نسوية تدعم الأعمال الإبداعية عند الفتيات اللاتي يعتبرن من الفئات المهمشة في مصر، وفي هذ الإطار سافرت والمخرج أيمن الأمير إلى جنوب مصر حيث تعرفا إلى البنات اللاتي رأين في الأداة السينمائية طريقة أخرى للتعبير. 

صناعة "الوثائقي" تحتاج إلى نظرة دقيقة تجمع الأخلاقي بالجمالي، وخصوصاً إذا دخل الفيلم في يوميات الأشخاص، وهذا يفترض تأسيس علاقة قوية بين من هم خلف الكاميرا وأمامها، فكيف قاما بالتصوير في مثل هذه المساحات الصغيرة من دون أن يعرقل وجود فريق العمل الحياة اليومية للشخصيات وعائلاتهم؟ سؤال يُطرح عليهما فيرد عليه أيمن الأمير على نحو يكشف شيئاً عن طريقة عملهما، "نحن فريق عمل مكون من ثلاثة أو أربعة أفراد، مما يساعد الشخصيات في الشعور بالراحة أمام الكاميرا، ولحسن الحظ لم يتغير فريق العمل كثيراً خلال أعوام التصوير الأربعة، ويستغرق تصوير كل مشهد بين ثلاث وأربع دقائق إلى ساعتين أو أكثر، ونصور حتى يحدث شيء ما". 

وتقول ندى رياض إنهما أمضيا كثيراً من الوقت مع الشخصيات حتى أنهما في معظم الأحيان كانا يتوقعان تقريباً ما سيحدث، ولكن هناك دائماً مفاجآت. وفي رأيها أن الفيلم الوثائقي مدرسة في الصبر والفطرة، فقد استغرق تصوير الفيلم أربعة أعوام إضافة إلى عامين من التحضير في القرية، وخلال هذه الفترة فتحت عائلات الفتيات بيوتها أمام مخرجي الفيلم ودار كثير من النقاش، مما أدى إلى نشوء علاقة ثقة ضرورية.

ويروي الأمير أنهما أمضيا وقتاً طويلاً في هذه القرية حتى إن إحدى النساء عرضت عليهما شراء منزل لهما. ويقول الأمير عن البيئة التي يحدث فيها الفيلم وعلاقته بمسرح الشارع إن "هؤلاء أقباط ولكنيستهم تقاليد مسرحية غنية جداً، وتستمد هايدي، وهي الشخصية الرئيسة في الفيلم وتريد أن تصبح راقصة، كثيراً من إلهامها من مقاطع الفيديو التي تجدها على الإنترنت".

وتروي رياض أنها في المرة الأولى التي رأت فيها أداءهن المسرحي شعرت بأن الأمر عبارة عن معجزة صغيرة، "جميعهن لديهن أمهات تقليديات جداً ويرغبن في أن يكن فقط ربات بيوت، ومن خلال هذه المنظمة النسوية التي ذكرتها سابقاً تمكّنا من مقابلة كثير من الناس والتحدث معهم والاستلهام منهم، ولكن بالنسبة إلي أهم شيء هو هذا المجتمع الذي أنشأته، حيث يمكنهن أن يصبحن ما يردن بعيداً من القيود المفروضة عليهن".  ولحسن الحظ أن الامور في الفيلم ليست في حكم الأسود أو الأبيض، فحتى العائلات تختلف في مدى انفتاحها، فمثلاً تحاول عائلة هايدي إقناعها بعدم ترك الفرقة المسرحية لتبدي انفتاحاً أكبر منها.

ويرى الأمير أن من المهم فهم أن العلاقة مع الفتيات وعائلاتهن ليست من طرف واحد، ويقول "في هذا المشهد حين يقنع الأب ابنته بعدم التخلي عن الفرقة والشروع في فكرة الارتباط، طلب مني الأب تصوير المحادثة، ولا شك في أنه كان يأمل في أن يساعده وجودي في تغيير رأي ابنته"، وتؤكد رياض الفكرة نفسها قائلة، "في بعض الأحيان منحت الكاميرا الشخص حرية أن يفعل ما يريد، وفي هذا المشهد أراد والد هايدي أن نساعده في مواجهة ابنته".

 

####

 

غادر بلاده سرا... ترحيب حار بالمخرج الإيراني رسولوف في "كان"

قال إنه يأمل في زوال "القمع والديكتاتورية" في إيران وحضوره يشكل رسالة قوية يريد من خلالها المهرجان تأكيد دعم حرية التعبير

أ ف ب

ملخص

محمد رسولوف، وهو من أبرز مخرجي إيران ويعرف بتحديه الدائم لهيئات الرقابة، لم يأت إلى مهرجان "كان" منذ عام 2017. وفي 2020 منع من مغادرة إيران لاستلام جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عن فيلم There Is No Evil الذي يتطرق إلى عقوبة الإعدام.

حصل المخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي نجح أخيراً في الهرب من إيران، الجمعة على ترحيب حار من الحاضرين في مهرجان "كان" السينمائي، إذ صفقوا له وقوفاً لمناسبة عرض فيلمه في المسابقة الرسمية للمهرجان.

وقد حضر المخرج الإيراني شخصياً إلى المهرجان لمواكبة عرض فيلمه "دانه انجر مقدس" (بالإنجليزية The Seed of the Sacred Fig أي "بذرة التين المقدس") الذي يتنافس على السعفة الذهبية للدورة الـ77 من الحدث السينمائي، بعدما نجح في المغادرة "سراً" من بلاده.

وحمل رسولوف لدى وصوله للمشاركة في الحدث، بيديه صورة لبطلي فيلمه الجديد، الممثلة الإيرانية سهيلا غلستاني ومواطنها الممثل ميثاق زاره.

أمل رسولوف في أن "يزول القمع" في إيران. وقال "آمل في أن يزول جهاز القمع والديكتاتورية برمته في إيران"، متوجهاً بأفكاره إلى "جميع من أتاحوا تنفيذ هذا الفيلم، وجميع من هم هنا، وأيضاً جميع من منعوا من المجيء".

دعم حرية التعبير

ويشكل حضور المخرج الملاحق من النظام الإيراني الذي حرمه من جواز سفره وحكم عليه بالسجن، رسالة قوية يريد من خلالها المهرجان الفرنسي تأكيد دعم حرية التعبير.

وقد اعتلى رسولوف سلالم المهرجان برفقة ابنته باران والممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني، التي تعيش في المنفى في فرنسا منذ نحو 15 عاماً.

وكان رسولوف قال خلال مشاركته في برنامج "سيتافو" "C a vous" التلفزيوني الفرنسي مساء الخميس، "عندما عبرت الحدود، استدرت، وألقيت نظرة أخيرة على موطني وقلت لنفسي سأعود إلى هنا".

وشدد خلال أول ظهور علني له، إلى جانب الممثلة غولشيفته فرحاني "أعتقد أن جميع الإيرانيين الذين اضطروا إلى المغادرة بسبب هذا النظام الشمولي، يحتفظون بحقائبهم جاهزة في المنزل، على أمل أن تتحسن الأمور".

منع من مغادرة إيران

محمد رسولوف، وهو من أبرز مخرجي إيران ويعرف بتحديه الدائم لهيئات الرقابة، لم يأت إلى مهرجان "كان" منذ عام 2017 حين حصل على جائزة فئة "نظرة ما" عن فيلمه A Man of Integrity ("لرد" بالنسخة الفارسية الأصلية)، وهو عمل يتمحور حول الفساد.

وفي عام 2020 منع رسولوف من مغادرة إيران لاستلام جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عن فيلم There Is No Evil ("شطان وجود ندارد" بالنسخة الفارسية الأصلية)، الذي يتطرق إلى عقوبة الإعدام.

ويعد فيلمه الجديد بمزيد من الإزعاج للسلطات الإيرانية، إذ يروي قصة قاضي تحقيق غارق في جنون العظمة، في وقت تندلع فيه تظاهرات ضخمة في العاصمة طهران.

ومن خلال الترحيب به شخصياً، يرسل المهرجان الفرنسي بنسخته الـ77 إشارة "إلى جميع الفنانين الذين يعانون في العالم العنف والانتقام بسبب تعبيرهم عن فنهم"، على ما أكد المندوب العام للمهرجان تييري فريمو لوكالة الصحافة الفرنسية.

كما أن هذه الرسالة موجهة بصورة أوسع لمعارضي النظام القائم في إيران، حيث يستمر القمع في التزايد.

إعدام 853 شخصاً في 2023

وتقول منظمة العفو الدولية إن إيران، التي اهتزت بسبب حركة احتجاجية نهاية عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني، أعدمت 853 شخصاً في عام 2023، وهو أعلى رقم منذ 2015.

ويتهم السينمائيون الإيرانيون بانتظام بالدعاية ضد النظام، في بلد يستحوذ المحافظون فيه على كامل مقاليد السلطة. ومن غير المرجح أن يتغير الوضع بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي قبل أيام في حادثة تحطم مروحية.

"اخترت المنفى"

وبعد تحدي الرقابة لسنوات، اضطر رسولوف، الذي حكم عليه عند الاستئناف بالسجن ثماني سنوات، خمس منها قابلة للتطبيق، إلى التسليم بقرار الفرار من البلاد.

وأوضح رسولوف "كان عليَّ أن أختار بين السجن ومغادرة إيران، وبقلب مثقل، اخترت المنفى". وكان هروبه سرياً، في رحلة محفوفة بالخطر استمرت ساعات عبر الجبال لاجتياز الحدود سيراً على الأقدام.

وأضاف رسولوف، الذي وصل بأمان إلى ألمانيا حيث وجد ملجأ له، أنه كان قادراً على الحفاظ على سرية "هوية الممثلين وطاقم العمل، إضافة إلى تفاصيل الحبكة والسيناريو".

وأبدى ارتياحه لأن بعض الممثلين "تمكنوا من مغادرة إيران" في الوقت المناسب. لكن كثيراً من أعضاء الفريق الآخرين ما زالوا هناك "وأجهزة الاستخبارات تمارس ضغوطاً عليهم. وقد خضعوا لاستجوابات طويلة. وجرى استدعاء عائلات بعضهم وتهديدهم".

ضيوف دائمون

تعتبر المهرجانات الدولية وما توفره من اهتمام إعلامي واسع شكلاً مهماً من أشكال الاعتراف بالسينمائيين الإيرانيين الذين يكافحون ضد ممارسات النظام، مثل جعفر بناهي ("تاكسي طهران") أو سعيد روستايي ("إخوة ليلى")، وقد باتوا ضيوفاً دائمين في هذه الأحداث على رغم القمع الذي يتعرضون له.

أعربت شخصيات سينمائية عدة عن دعمها محمد رسولوف في رسالة مفتوحة، من بينهم الممثلة الإيرانية التي لجأت إلى فرنسا زار أمير إبراهيمي، ونجمة فيلم Anatomy of a fall ("تشريح السقوط")، ساندرا هولر، أو حتى صانعي الأفلام مثل فاتح أكين وأنيسكا هولاند، ولورا بويتراس، إضافة إلى اثنين من المتنافسين على جائزة السعفة الذهبية لعام 2024، وهما بايال كاباديا وشون بيكر.

وإضافة إلى "بذرة التين المقدس" تنظر لجنة تحكيم مهرجان "كان" برئاسة غريتا غيرويغ الجمعة أيضاً في آخر عمل من بين 22 عملاً في المسابقة، وهو "La plus precieuse des marchandises" ("أثمن السلع") لميشال هازانافيسيوس ("ذي أرتيست")، وتدور قصته حول محرقة اليهود (الهولوكوست).

ومن المنتظر الإعلان عن قائمة الفائزين بمهرجان "كان" السينمائي مساء السبت.

 

####

 

رسولوف: إنتاج فيلم سري في إيران يحتاج إلى التدريب 20 عاما

أكد أن وقتاً يقضيه المخرج في الاستجوابات لدى أجهزة الاستخبارات يعلمه كيفية تعطيل أساليب عملها

  أ ف ب

ملخص

المخرج محمد رسولوف يرى أن مخرجي الأفلام السرية في إيران يتعلمون تفادي أجهزة الاستخبارات بقدر الأوقات التي يخضعون فيها للاستجواب

قال المخرج الإيراني محمد رسولوف في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية على هامش وجوده في مهرجان "كان" السينمائي الذي أطل فيه للمرة الأولى علناً منذ مغادرته إيران سراً، إن التوصل إلى إخراج فيلم جيد بطريقة سرية "يتطلب تدريباً لمدة 20 عاماً".

خلال وجود رسولوف وراء قضبان السجن، ولد في ذهنه فيلم "دانه انجر مقدس" بالإنجليزية (The Seed of the Sacred Fig) أي "بذرة التين المقدس" الذي برز في السباق إلى السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي.

وهذا الفيلم الذي صور سراً لكن إخراجه متقن يروي قصة قاضي تحقيق غارق في جنون العظمة، في وقت تندلع فيه تظاهرات ضخمة في العاصمة طهران، تذكر بحركة الاحتجاج الواسعة ضد النظام عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني.

ماذا يعني تصوير فيلم سراً في إيران؟

يتطلب تعلم ذلك 20 عاماً من التدريب، وإلا لكان في وسع أي كان أن يصنع فيلماً سرياً جيداً، بمعنى أكثر جدية، بقدر ما تمضي وقتاً في الاستجوابات لدى أجهزة الاستخبارات، تتعلم كيفية تعطيل أساليب عملها، فهي تطلعك على رسائل بريدك الإلكتروني، فتفهم كيف يجب أن تكتبها (لتجنب اكتشاف ما تعد له)، وهي تعرض لك بياناتك المصرفية، فتدرك أنك لم يكن ينبغي أن تستخدم بطاقتك الائتمانية.

في كل مرة، من خلال التعاطي مع هذه الأجهزة ستفهم كيف وجدوك، وما يجب أن تفعله كي لا يجدوك في المرة المقبلة، أعترف أن مسألتي تشبه إلى حد ما عمل العصابات، لكن السجن مكان جيد لتعلم هذه الأمور.

حملت في "كان" صورتي اثنين من الممثلين الذين تعاونوا معك؟

كل أعضاء فريق العمل الذين بقوا في إيران مهددون وقلقون، سواء المصور أو مصمم الديكور أو مصمم الأزياء أو المسؤول عن الماكياج، الجميع. كل من عمل في هذا الفريق وفي هذا الفيلم هو حالياً هدف لهذا الترهيب، واخترت هؤلاء الممثلين كرمز لهذا الفريق لأن لي يدين اثنتين فحسب.

من يمكنه حماية من بقوا في إيران؟

أعتقد أن من الواجب ممارسة الضغط السياسي على النظام الإيراني حتى يوقف القمع والرقابة على الفنانين. ببساطة، إن وصف وضعهم والتحدث عن الضغوط التي يتعرضون لها يشكلان بداية جيدة، قد يكون في الاعتقاد أن هذا الضغط السياسي سيأتي شيء من المثالية، لكنني مقتنع بأنه السبيل الوحيد لتحقيق التغيير.

قلت إنك تأمل في أن تنتهي الديكتاتورية، علام تبني أملك؟

قبل نحو عامين، عندما بدأت حملة تحرير المرأة (المرأة، الحياة، الحرية)، لم يكن أحد يعتقد أن الناس سيتظاهرون بعد وفاة مهسا أميني كما فعلوا، إذاً أعتقد أن لدى شعب إيران غضباً كبيراً، لكنه يتحين الفرصة لإظهاره.

يفتح مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي مرحلة من الغموض، هل تعتقد أن النظام يمكن أن يتغير من الداخل؟

ثمة أمل دائماً، ولكن من الصعب التنبؤ بالأحداث السياسية، وأنا غير قادر على أن أفعل بذلك، كل ما آمله هو أن يأتي هذا التغيير وأن يتمكن الشعب الإيراني من التنفس.

ما وضعك الآن بعدما غادرت إيران؟

ليست لديَّ خطة للعودة فوراً إلى إيران، بل سأعمل وسأصنع أفلاماً وسأبدأ بمشروع آخر بسرعة كبيرة، ربما مشروع تحريكي، بتقنية "إيقاف الحركة" مع شخصيات من معجون، أو أي شيء آخر، الأكيد أنني سأستمد الإلهام مجدداً بسرعة كبيرة من تجربتي في السجن.

 

الـ The Independent  في

25.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004