ملفات خاصة

 
 
 

"أشباح" سورية في "كانّ"

محمد صبحي

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

بدأ أسبوع النقاد في مهرجان "كانّ 77" بفيلم تجسّس مثير سنسمع عنه الكثير في وقتٍ لاحق من العام. "الأشباح" (أو "محاكمة أشباح"، وفقاً للعنوان الإنكليزي)، وهو إنتاج فرنسي-بلجيكي-ألماني مشترك من إخراج الفرنسي جوناثان ميلييه، عبارة عن قصة تجسّس مشدودة تدور أحداثها على خلفية أزمة اللاجئين في الحرب السورية، مع أداء آسر للممثل الرئيسي آدم بيسا في دور مدرّس يُحتجز خلال الحرب الأهلية السورية في سجن صيدنايا سيء السمعة، وبعد إطلاق سراحه هرب إلى أوروبا، وبعد سنوات قليلة، يبحث عن أحد مواطنيه في ستراسبورغ.

بهذا الفيلم، يقدّم جوناثان ميلييه، الذي عمل في أفلام وثائقية قصيرة، حول حدود سبتة أو القارة القطبية الجنوبية أو اختفاء لغة تاوشيرو في منطقة الأمازون البيروفية، تمريناً في الدقة البنائية والدراميّة في سرد ​​ما هو بالأساس تشويق مثير بلا أي نوع من الإثارة. يقدم ميلييه فيلماً أولياً لافتاً يتناول موضوعات المنفى والعدالة والهوية تحت غطاء قصة منظمة سرية تبحث عن مجرم حرب سوري سابق.

العالم الذي يجذب الجمهور إلى الفيلم، هو عالم الصوت. عالم من الصراخ المكبوت، والتنفس المخيف، والخطوات المحسوبة للاقتراب من أتباع الجحيم الذي يبدو أن الشخصية الرئيسية قد هربت منه. لقد مات على أية حال، كما علّق أحد جنود الأسد في المشهد الافتتاحي، بعدما ترك حامد (آدم بيسا) مع سجناء آخرين في الصحراء. الجندي ليس مخطئاً تماماً. لقد مات جزء من أستاذ الأدب السابق، الذي اعتُقل مثل عدد لا يحصى من منتقدي النظام. الجزء الذي لا يزال على قيد الحياة يفعل ذلك لغرض واحد فقط. في فرنسا، بصفته عضواً في منظمة سرّية، يتتبع الجلادّين الذين كان عليه أن يعاني بشكل مباشر من أفعالهم. لم ير وجه الرجل قط، لكنه يعتقد أنه يميّز صوته أينما ذهب، إلى أن يجد ضالته في جامعة ستراسبورغ. وهناك يتقرَّب أكثر فأكثر من طالب الكيمياء المشتبه به (توفيق برهوم)، مهنياً ونفسياً. عملية مؤلمة ذات معنى مزدوج هي محور هذا الإنتاج الدقيق.

حبكة الفيلم، المبنية على أحداثٍ حقيقية، تترك عمداً رعب التعذيب الذي لا يمكن تصوّره في الظلام من أجل استحضاره بشكل أكثر إثارة للقلق. تسجيلات روايات الضحايا التي يسمعها حامد ليلاً تسمح بتظهير صدمته. يدمج المخرج وكاتب السيناريو الدراما النفسية في آليات تليق بفيلم نوع، كما يشكك في تصرفات وموثوقية بطل الفيلم. "الأشباح"، العنوان الأصلي الغامض للفيلم، هي الظلّ الطويل لنظام الأسد الإرهابي، وجلاديه السرّيين الذين دخلوا أوروبا كلاجئين، وأخيراً وليس آخراً، أشباح الماضي. هذه الأخيرة تصيب الشخصية الرئيسية المكلومة في الليل، بشكلٍ عضوي قمعي. تمثيل مدروس وبنية مكثَّفة ولوحة من الألوان الزرقاء والرمادية والسوداء يستحضران تشابك اللاوعي لإنشاء باكورة سينمائية مصقولة يزداد توترها بسبب الأبعاد الأخلاقية والوجودية للأحداث.

لاجئاً في فرنسا، يجوب حامد شوارع ستراسبورغ بحثاً عن أحد جلّاديه السابقين. حامد عضو في مجموعة سوريين تتعقّب مجرمي الحرب في أوروبا، ولا يملك في البداية سوى صورة غير واضحة للجلاد، أحد "الأشباح" في الفيلم، والذي يشير عنوانه أيضاً إلى زوجة البطل وابنته المتوفيتين. من قصة الحداد هذه، يرسم جوناثان ميلييه تحقيقاً على حافة فيلم تجسّس، ولكن بناءً على بنية وتأثيرات متكررة. بشكل متزايد، تعمل لقطات قريبة وطبقات سميكة من الموسيقى الإلكترونية على دفع المطاردة بين الضحية وجلّادها المفترض، حتى يُعثر عليه في النهاية داخل أسوار الجامعة. في حين أن الحبكة تترك بعض الشكّ حول الهوية الحقيقية للجلاد، إلا أنها تصبح أكثر وضوحاً في تصوير لعبة شدّ الحبل التي يمارسها حامد. يلتقي بامرأتين، تجسّد كل منهما آفاقين متعارضين: من ناحية، سعي تنفيسي للانتقام عبر تحقيق عدالة قصاصية، ومن ناحية أخرى، احتمال الحداد بسلام.

هذه هي المعضلة (الزائفة) في قلب المشاهد البعيدة لفيلم "الأشباح"، على سبيل المثال عندما يلجأ حامد إلى منزل إحدى المرأتين بعد إصابته على يد الأخرى - الأولى، لطيفة وهادئة، تطبّب حرفياً الجروح التي سبّبتها الثانية، اليائسة والغاضبة. يقوّض الفيلم تقاليده البنائية والنصّية (يسود غموض بوليسي رغم إمكان المتفرج تخمين النتيجة مبكراً)، ويكافح من أجل البروز، باستثناء تسلسلات تبدو مدمجة بعناية للتعويض عن افتقاره إلى التفرّد. هذا هو الحال مع الفترات التي يتواصل فيها حامد مع الحرّاس السوريين الآخرين في شكل لعبة حرب متعددة اللاعبين، حيث يمكنهم تبادل المعلومات دون الكشف عن هويتهم. اللقطة النهائية، الأكاديمية للغاية، والتي ينظر فيها السجين السابق نحو الكاميرا في نهاية سعيه للتحرّر، تقودنا إلى خلاصة: من خلال الأشباح، نرى في الغالب الروابط.

 

المدن الإلكترونية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

فيلمه الغنائي مرشّح قوي لـ «السعفة»:

جاك أوديار يزرع الفوضى في شوارع المكسيك

رسالة كان/ شفيق طبارة

كان | بعد بداية فاترة تقريباً، ثم الزلزال الذي أحدثه فيلم «ميغالوبوليس» لفرانسيس فورد كوبولا، وصل «مهرجان كان السينمائي الدولي» إلى يومه الخامس من دون فيلم يرقى إلى نيل «السعفة الذهبية». كان هذا الفيلم مفقوداً، إلى أن وصل الفرنسي جاك أوديار مع «إميليا بيريز». في الثانية والسبعين من عمره، وصل أوديار إلى «كان» وكسر كلّ توقعاتنا. قفز فوق الهاوية، وغامر بفيلم غنائي، ومسرحية موسيقية حول تاجر مخدرات في المكسيك قرّر تغيير جنسه لتحقيق حلم طفولته. والنتيجة لا يمكن إلا أن تكون مثيرة للإعجاب، سواء لمهارة الفرنسي السينمائية، أو لقدرته العبقرية على النقد والإدانة. إذاً، أوديار مرشّح بقوة لنيل «جائزة السعفة الذهبية»، للمرة الثانية بعد فيلمه «ديبان» (2015) بفضل حبكة مدهشة، وخصوصاً بالطريقة التي يراقص فيها عناصر فيلمه على الشاشة، ويدمج الغناء المسرحي بالرومانسية وبالعنف. وفي الوسط ميلودراما عن شخصية أنثوية خُلقت لتكون رئيسة العصابة والأم والأب والأخت والصديقة والحبيبة.ريتا (زوي سالدانيا) محامية تكره عملها بسبب إجبارها على الدفاع عن الرجال الذين يعنّفون زوجاتهم. في إحدى الليالي، تُختطف وتُنقل عند مانيتاس ديل مونتي (كارلا صوفيا غاسكون)، رئيس أكبر وأخطر كارتل مخدرات في المكسيك. يريد ديل مونتي منها العثور على أفضل جرّاح في العالم، لأنه قرّر تحقيق ما كان يريد أن يكون عليه منذ طفولته: امرأة. يتحول مانيتاس إلى إميليا بيزير (كارلا صوفيا غاسكون تلعب الشخصيتين)، ويختفي الرجل لتأتي مكانه امرأة بعيدة كل البعد عن الإجرام، تحاول تصحيح ماضيها، ولكنّ هذا التغيير سوف يتسبّب في الكثير من المشكلات، وخصوصاً مع زوجته (سيلينا غوميز).

في هذا الفيلم الغنائي، يفرض أوديار مقاطع غنائية سواء عن طريق مزج كوريغرافيا غنائية، أو تحويل الواقع اليومي كخشبة مسرح، فيبث الفوضى في شوارع المكسيك لتتحول إلى مسارح غنائية. وضع أوديار كل أوراقه على الطاولة منذ البداية بطريقة مدهشة، وخلق معجزة من التمثيل والخيال والموسيقى والانتقال بين السيناريوهات. في «إميليا بيريز»، يقفز أوديار من دون حماية، فهذا الفيلم الذي يعدّ الأكثر طموحاً، هو هذيان صاف حيث الميلودراما والمخدرات والسينما والسياسة والموسيقى بطريقة لم نكن نتوقعها.

كان أوديار جريئاً بالطريقة التي تعامل بها مع الواقع المكسيكي، وجامحاً بنهجه الأخلاقي للفيلم، إذ يلقي نفسه بلا خوف في موضوع المكسيك والمخدرات بطريقة لم يسبقه إليها أحد. وكان مدهشاً في تعامله مع مواضيع العنف والغموض والغفران، التي تثير أسئلة كثيرة مثل: كيف يمكن أن نغفر لقاتل؟ أو نفاق هؤلاء الذين يريدون تصحيح ماضيهم العنيف؟ يُحسب لأدويار أنه تعامل مع هذه المواضيع بشكل مباشر، من دون الابتعاد عن علاقة المكسيك التاريخية والمعاصرة المتضاربة مع تجارة المخدرات.

في النهاية، لا بد من أن نتحدث عن الممثلة كارلا صوفيا غاسكون (المتحوّلة جنسياً عام 2018)، التي وضعت وجهها على النسخة الذكورية والأنثوية لإميليا، التي لن تغير جنسها فقط، بل أيضاً أخلاقها، لتتحول من جلّاد مخيف إلى منقذة مشهورة.

 

الأخبار اللبنانية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

«إثراء» يحتفي بـ«الأصوات المبدعة» في «كان السينمائي»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

نظّم مركز إثراء جلسة حوارية بعنوان ”أصوات مبدعة“ لتسليط الضوء على المواهب السينمائية السعودية الشابة على هامش فعاليات الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي.

وعُقدت الندوة داخل الجناح السعودي في هيئة الأفلام، بحضور عدد من الحضور من العاملين في صناعة السينما العالمية.

وناقش المشاركون في الندوة المشاريع الـ 15 التي فازت بدعم برنامج إثراء للإنتاج السينمائي، بما في ذلك 11 فيلماً قصيراً وأربعة أفلام طويلة.

ووفقًا للمخرج السينمائي حمزة جمجوم، فإن الفرص الحالية للمخرجين السعوديين قد تحسنت بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة، مما يسمح لهم بعرض القصص المحلية من خلال أعمال سينمائية تعكس الثقافة السعودية على المستوى الدولي.

وقالت المخرجة رنيم المهندس، التي عرضت فيلمها ”أرجوحة“ لأول مرة في عام 2022 بدعم من إثراء، إن المملكة العربية السعودية تزخر بمجموعة غنية من الروايات الجاهزة للاستكشاف السينمائي ذات الجاذبية العالمية.

وقال منصور البدران منسق برنامج إثراء للسينما في إثراء إن هذا البرنامج نقل صناعة الأفلام المحلية إلى مستوى جديد.

وأضاف ”لقد أنتجنا فيلم ’هجان‘ ضمن برنامج إثراء السينمائية الذي فاز حتى الآن بتسع جوائز في مهرجانات سينمائية محلية وإقليمية، وتم اختياره ليكون فيلم الافتتاح أو الختام في مهرجانات مرموقة“.

وأكد البدران أن فيلم ”هجان“ هو خير مثال على المشاريع السينمائية التي يعمل عليها إثراء.

وأشار إلى أن إثراء يهتم بالقصص المستوحاة من الثقافة السعودية الثرية ويهدف إلى رفع مستوى صناعة الأفلام في المجتمع المحلي من خلال ورش العمل والندوات.

بالإضافة إلى ذلك، سلط الضوء على تعاون إثراء مع جمعية السينما لاستضافة مهرجان الأفلام السعودية الذي يعد منصة رئيسية لعرض المواهب الصاعدة في صناعة السينما.

تضمنت فعالية ”إثراء“ في الجناح السعودي مأدبة غداء جمعت ممثلي المنظمات التي تدعم صناع الأفلام في المملكة العربية السعودية. وكان الهدف من ذلك هو تعزيز العلاقات وتشجيع تبادل الخبرات السينمائية بين المتخصصين في الصناعة السينمائية والمتحمسين لها.

 

####

 

ينافس في المسابقة الرسمية لـ «كان السينمائي الـ77» ..

نظرة أولى | (أكفان) لـ ديفيد كروننبرغ محاكاة ساخرة لشواهد القبور الرقمية

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

ما مدى الظلام الذي تريدين الذهاب إليه؟“ الرجل الذي يسأل هذا السؤال اسمه كراش (فينسنت كاسيل)، وهو جالس في مطعم بسيط وأنيق يتناول الغداء مع فتاة عمياء (رغم أنها كما تشير إلى ذلك، كيف يمكن أن يكون الشخص أعمى في عصر جوجل؟)، لكن الشخص الذي يطرح السؤال حقًا هو ديفيد كروننبرغ، كاتب ومخرج فيلم الأكفان (les linceuls) – الذي ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ 77، ولقد كان يسأل هذا السؤال - للجمهور - طوال حياته المهنية، وبالنسبة له كانت الإجابة دائمًا هي نفسها: كلما كان أكثر قتامة كان ذلك أفضل.

ومع ذلك فإن كروننبرغ لديه نوع خاص من الظلام. في فيلم ”الأكفان“، كراش هو رجل أعمال ينتج أشرطة فيديو صناعية، ولديه شقة أنيقة في تورنتو تطل على برج سي إن إن، لكنه أيضًا شريك في ملكية المطعم الذي يجلسون فيه، ومزود ما في الحديقة المجاورة له، مقبرة حيث شواهد القبور عبارة عن أجهزة تكنولوجية، والجثث ملفوفة بأكفان مستقبلية تسمح بالنظر إلى التابوت الموجود تحتها ورؤية كيف أن من تحبهم الراحلين الأعزاء.. يتعفنون.

دفنت زوجة كراش، التي توفيت بسبب السرطان، تحت أحد هذه الأكفان. وباستخدام كاميرا الكفن، يحب التحديق عن قرب في جثتها وتخيل أنه في التابوت معها يتعانقان.

مع فيلم ”أكفان“، يضاعف كروننبرغ من رعب الجسد ثلاث مرات. إنه في الحادية والثمانين من عمره الآن، وقد تكون هذه هي طريقته في القول إنه لن يذهب بلطف إلى تلك الليلة الطيبة. إنه يريد أن يعيد الأمور إلى سابق عهدها بضربة قوية. لكن المعضلة الغريبة في أفلام كروننبرغ الأخيرة هي أنه كلما أصبح مهووساً بالجسد، بدا أنه يقود ذلك من الرأس.

يمكن القول أن يكون فيلم ”أكفان تقريبًا محاكاة ساخرة لكروننبرغ من ”ساترداي نايت لايف“. فالفيلم يدور حول الحب والموت والسرطان والمؤامرة والهلوسة. وفي كل مرة يضيف الفيلم عنصراً جديداً، يبدو الفيلم وكأنه يسأل: ”إلى أي مدى تريد أن تذهب في الظلام؟ .

أسس كراش في الفيلم شركة مستقبلية لشواهد القبور المتلصصة، بدافع الرغبة في البقاء مع زوجته. يقول: ”لقد استنزفت سائل الحزن الذي كان يغرقني“.

لكن كروننبرغ عالم موهوب في الخيال يذهب بأفكاره إلى حد أنه يخلق منها عالمًا. هل الزوائد اللحمية التي تنمو على عظام زوجة كراش نوع غريب من سرطان ما بعد الموت - أم أنها أجهزة تتبع؟، يتضح ذلك عندما يتم تدنيس عشرات من شواهد القبور، نتيجة أجندة خاصة بالشركات.

يجسد جاي بيرس دور الزوج السابق الأشعث البائس المهووس بالقرصنة الإلكترونية لأخت زوجة كراش الراحلة، ويضفي على الفيلم لمسة من جنون العظمة التي تزيد من الانحراف.

تلعب بطلة الفيلم ديان كروغر أدوارًا عدة، لا سيما زوجة كراش الراحلة (تظهر في الفلاش باك) وشقيقتها الطبيبة البيطرية النزقة التي تحولت إلى مربية كلاب. كلتاهما امرأتان قويتان، وتسمح كروغر لنفسها بالذهاب إلى أقصى حد مع غرور كروننبرغ، تاركةً عريها يستخدمه كرونبرغ كنوع من القماش الذي يمكن أن يرسم عليه كل أنواع الدراما.

هناك شخصية أخرى هي سو-مين (ساندرين هولت)، التي تندمج في مخيلة كراش مع زوجته، كما لو كان الفيلم يحاول أن يكون عملاً متقاطعًا مع فيلم ”الدماغ الذي لا يموت“.

ومع استمرار فيلم ”أكفان“، يصبح أكثر جدية وأكثر جنونًا، لدرجة أن المشاهد سيصدق ما يحدث، وكأنه نسخة طويلة من أحلامه الخاصة.

 

####

 

كيت بلانشيت تتحايل على المنع السياسي .. فستان بألوان علم فلسطين في مهرجان كان

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس الثلاثاء، بصور الممثلة الأسترالية الأمريكية، كيت بلانشيت، في مهرجان كان للسينما، في دورته الـ77، التي تشارك فيها بطلة فيلم The Apprentice.

والمعروف أن المهرجان، وإدارته بشكل خاص، لا تؤيد المواقف السياسية العلنية، خشية اتهامها بالتحيز، ما جعلها تفرض قواعد صارمة على المشاركين في المهرجان، من ضيوف، لتفادي هذا الاتهام، وهو موقف قديم قدم المهرجان نفسه، الذي كانت دورته الأولى في 1946، في محاولة للرد على المناخ السياسي الذي كان مهيمناً على أوروبا والعالم، بعد الحرب العالمية الثانية.

وتزامنت دورة 2024، مع استمرار الحرب في غزة، والمآسي الإنسانية التي تسببت فيها، ما دفع بعض المشاهير إلى تبني مواقف سياسية صريحة ضد الحرب، وضد الموت، ولكن بلانشيت اختارت اليوم في كان، أن تقف على السلم المغطى بالسجاد الأحمر، بألوان العلم الفلسطيني، الأبيض والأحمر، والأخضر، إضافة إلى أحمر السجاد الشهير، ما أشعل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد، ومعارض.

ولم تتطرق بلانشيت إلى الموضوع ورفضت التعليق رغم مطالبتها بذلك، ولكن سبق لها إعلان معارضتها الصريحة للحرب والقتل، وطالبت في نوفمبر الماضي، في كلمة توجهت بها إلى البرلمان الأوروبي، بصفتها سفيرة النوايا الحسنة لدى المفوضية العليا في الأمم المتحدة للاجئين، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن كل الرهائن المدنيين، لدى الجانبين.

واعتبر كثيرون أن الممثلة، نجحت في تمرير رسالته المناهضة للحرب، دون ضجة، مكتفية بفستانها الأسود بالكامل تقريباً، لتعرض أمام المصورين، ذيله الطويل بالأخضر والأبيض على خلفية، أو أرضية حمراء، لتكتمل بها رباعية العلم الفلسطيني.

ويبدو أن الممثلة الأسترالية نجحت في تفادي غضب المعارضين، وكسبت تأييد المناصرين لغزة، دون ضجيج ولا صخب، بفستان أنيق ابتكره المصصم الفرنسي الشهير جان بول غوتيي.

 

####

 

إطلاق إجراءات قضائية لما اعتبره «تشهيراً بحتاً»..

ترامب غاضب بعد عرض فيلم عن حياته في مهرجان كان الـ 77

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

عُرض فيلم "ذا أبرنتيس" (The Apprentice)، عن سيرة دونالد ترامب المشارك في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، الاثنين، ضمن المنافسة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، في عمل دفع بالرئيس الأميركي السابق إلى إطلاق إجراءات قضائية رفضاً لما اعتبره "تشهيراً بحتاً".

ومن خلال هذا الفيلم الروائي، يخطو المخرج الإيراني الدنماركي علي عباسي خطواته الأولى في هوليوود بعد إخراجه أفلاماً عُرضت في المهرجان الفرنسي العريق، أبرزها "حدود" الحائز جائزة فئة "نظرة ما" عام 2018، و"عنكبوت مقدس" الذي عُرض في المهرجان عام 2022. يتتبع العمل بداية مسيرة ترامب قطباً للعقارات في السبعينيات والثمانينيات في نيويورك.

ويصوّر الفيلم ترامب في بداية مسيرته بصورة مهني ساذج إلى حد ما، لكن الرجل (الذي يؤدي دوره سيباستيان ستان، المعروف بدوره في فيلم "كابتن أميركا") ينحرف عن مبادئه عندما يكتشف حيل السلطة، جنباً إلى جنب مع معلمه المحامي روي كوهن (يؤدي دوره جيريمي سترونغ المعروف بدوره في مسلسل "ساكسيشن")، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بمافيا نيويورك.

ويبدأ الفيلم برسالة رفع مسؤولية تنص على أن الكثير من الأحداث المعروضة على الشاشة من نسج الخيال. يظهر أحد أقوى المشاهد في الفيلم ترامب يغتصب زوجته الأولى إيفانا (تؤدي دورها ماريا باكالوفا). كذلك صوّره الفيلم يتناول حبوب الأمفيتامين، ويخضع لعملية شفط دهون وجراحة لزرع الشعر.

وكان عباسي قد صرّح لمجلة فانيتي فير أخيراً: "أردنا أن نصنع فيلماً تاريخياً بأسلوب بانك روك، ممّا يعني أنه كان علينا أن نحافظ على طاقة معينة، وروحية معينة، و(ألا) نكون انتقائيين للغاية بشأن التفاصيل وما هو صحيح أو خطأ".

وأثار الفيلم استياء شديداً لدى دونالد ترامب الذي أعلن فريق حملته الانتخابية "بدء إجراءات قانونية في مواجهة التأكيدات الكاذبة تماماً لهؤلاء الذين يُسمّون أنفسهم سينمائيين"، مندداً بما اعتبره "تشهيراً خبيثاً بحتاً". وقال الناطق باسم فريق حملة دونالد ترامب في بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس: "هذا التجميع (من المَشاهد) هو محض خيال يضخّم أكاذيب دُحضت منذ فترة طويلة".

يحمل سيناريو فيلم "ذا أبرنتيس" توقيع غابرييل شيرمان، وهو صحافي تابَع سوق العقارات في نيويورك في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وكان يتواصل بانتظام مع ترامب خلال هذه الفترة. رسمياً، هذا الفيلم مستوحى من أعمال رئيسية عائدة لتيار "هوليوود الجديدة" السينمائي في أواخر الستينيات والسبعينيات، من بينها أفلام "تاكسي درايفر" و"نتوورك"، وخصوصاً "ميدنايت كاوبوي".

ورداً على سؤال عما إذا كان يمكن لامرأة أميركية أن تكون موضوعية بشأن فيلم عن رئيس بلادها السابق، وعدت رئيسة لجنة التحكيم غريتا غيرويغ بمشاهدته "بعقل وقلب منفتحين، مع استعداد للمفاجأة".

 

####

 

أفلام منتظرة في الأيام المقبلة بـ «كان» ..

«لامور أوف» لـ جيل لولوش الخميس و«بذرة التين المقدس» للإيراني محمد رسولوف الجمعة

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

بعد سبعة أيام من العروض، أصبح فيلم "إميليا بيريز" من الأعمال الأوفر حظاً لخلافة "أناتومي أوف إيه فال" للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، وتقديم السعفة الذهبية الثانية لمخرجه الفرنسي أيضاً جاك أوديار، بعد "ديبان" سنة 2015. كذلك، لقي عددٌ من الأفلام الروائية الأخرى استحساناً كبيراً، مع تصفيق من الحاضرين استمر 11 دقيقة، فيلم "ذا سابستنس" النسوي للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا مع ديمي مور.

ويترقب جمهور مهرجان كان أفلاماً عدة في الساعات والأيام القليلة المقبلة، من بينها عمل جديد عن مدينة نابولي للإيطالي باولو سورنتينو من المقرر عرضه اليوم الثلاثاء، وفيلم جيل لولوش الجديد بعنوان "لامور أوف" الخميس، و"بذرة التين المقدس" للإيراني محمد رسولوف الجمعة.

وقد استحوذت شركة نيون على حقوق عرض فيلم ”بذرة التين المقدس“ في أمريكا الشمالية، وتدور أحداثه - التى يشارك في بطولتها ستاره عبدالملكي وزهرة رستمي وأمينه مزروعي أراني ونيوشه أخشي فردوغ - حول إيمان، قاضي التحقيق في محكمة الثورة في طهران، الذي يعاني من انعدام الثقة والارتياب مع اشتداد الاحتجاجات السياسية في جميع أنحاء البلاد واختفاء مسدسه في ظروف غامضة. وبسبب اشتباهه في تورط زوجته نجمة وابنتيه رضوان وسناء، يفرض إجراءات صارمة في المنزل، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات.

وتُعلن قائمة الفائزين بجوائز المهرجان خلال حفل الختام الذي يقام مساء السبت المقبل.

 

####

 

يعرض اليوم ضمن قسم «نصف شهر المخرجين» ..

«شرق 12» فيلم مصري بالأبيض والأسود يكسر حواجز الزمان والمكان

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تنتظر المخرجة المصرية هالة القوصي عرض فيلمها الروائي الطويل “شرق 12” اليوم في مهرجان كان السينمائي بفارغ الصبر، بعد أن انضمت إلى نخبة من المخرجين المصريين الذين سجلوا أسماءهم في هذا المحفل الفني العالمي.

ويعرض الفيلم ضمن قسم “نصف شهر المخرجين” الذي يشمل 21 فيلماً ويقام بالتوازي مع الدورة السابعة والسبعين للمهرجان المرموق التي انطلقت في 14 مايو الجاري وتستمر حتى 25 من نفس الشهر.

وأبدت هالة سعادتها بكونها أحدث المخرجين المصريين المنضمين لهذا القسم الملحق بالمهرجان بعد انقطاع 33 عاما.

وقالت “مبدئياً كنت أتمنى المشاركة في مهرجان كان لأن الذهاب إليه جائزة لأيّ مخرج، لكن ‘نصف شهر المخرجين’ تحديدا يتميز بفكرة التركيز على رؤية المخرج، والاختيار فيه كان بمثابة تقدير خاص، لأنه يضعني في سياق مختلف تماما، سياق يقدّر المخرج، والمخرج المؤلف تحديدا”.

وأضافت “لذلك كانت فرحتي مضاعفة لأنني انضممت إلى مجموعة مهمّة جدا من المخرجين، ولأن المصريين الذين سبقوني لهذه المسابقة هم يوسف شاهين ويسري نصرالله وعاطف الطيب وتوفيق صالح، وهذا يزيدني شرف

وتقام أربعة عروض للفيلم أيام 21 و22 و23 مايو الجاري لينطلق بعدها في جولة في فرنسا قبل أن يبدأ مشاركاته في المهرجانات السينمائية الدولية، وهو ما يفتح آفاقا أرحب أمام مخرجته.

وقالت هالة “هي فرصة كبيرة جداً، والآفاق التي فتحت أمامي عريضة. ما كنت أتصوره عن المهرجان شيء وما عشته شيء آخر، سواء بالنسبة إلى حجم المؤسسة واهتمامها وتنظيمها ومتابعتها”.

وأضافت “بعد عرضه في كان، الفيلم سيعرض في باريس في يونيو وتتوالى العروض 30 مرة، وهذا اتفاق ملزم مع المهرجان، كما سيعرض في سويسرا. هذا شيء لم أكن أحلم به”.

وتابعت قائلة “جاءت أيضا عروض كثيرة للحصول على حقوق توزيع الفيلم رغم عدم عرضه بعد، لكن اختياره ضمن المهرجان في حد ذاته يعتبر خاتم جودة”.

ويتناول “شرق 12″، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني لمخرجته، قصة مجموعة من الشبان يضيق بهم المكان الذي يعيشون فيه ويتطلعون للخروج منه لكنهم يصطدمون بالجيل الأكبر منهم الذي يرى أن الأوضاع القائمة أفضل كثيرا من أيّ شيء بعيد ومجهول.

والفيلم إنتاج هولندي – مصري – قطري مشترك تقوم ببطولته منحة البطراوي وأحمد كمال وعمر رزيق وفايزة شامة بالاشتراك مع أسامة أبوالعطا وباسم وديع.

ويشير الاسم إلى منطقة متخيلة لا وجود لها في الواقع تدور فيها الأحداث دون إطار زمني معروف، وهو ما شكل تحولا عن أفلام سابقة للمخرجة كانت فيها القاهرة حاضرة بروحها ومعالمها.

وقالت هالة “عندما انتهيت من فيلم ‘زهرة الصبار’ قلت لفريق العمل معي، الذي شارك معظمه في ‘شرق 12’، إننا إذا صنعنا فيلما جديدا فسيكون فيلما صعبا بالنسبة إلينا جميعا، سأصنع فيلما يكون بالنسبة إلى كل منكم هو الأصعب في مشواره”.

وبالفعل قامت بتصوير الفيلم على خام السينما بالأبيض والأسود ليكون أول فيلم مصري يتم تصويره بهذه التقنية منذ أكثر من 10 سنوات بعد التحول إلى التصوير الرقمي.

وقالت “أردت أن أصنع فيلما لا ينتمي للحظة بعينها، أردته فيلما يعيش لأطول وقت، يمكن مشاهدته دون أن يشعر المتفرج أنه قديم أو تجاوزه الزمن، وخام السينما خدم الفكرة”.

وأضافت “هو نمط يشبه الحواديت، مثل ألف ليلة وليلة، نحن لا نعرف لها تاريخا محددا، لكننا نقول إنها حدثت في الماضي، لتظل الشخصيات والحكمة المستخلصة باقية بغض النظر عن تفاصيل المكان والزمان”.

لكن هذا الاختيار قادها هي وفريقها إلى صعوبات إنتاجية أخرى أصرت على تجاوزها لإيمانها بقيمة ما تصنع.

وقالت “التكلفة لم تكن في حد ذاتها العائق الأكبر لأننا أجرينا بروفات كثيرة وحفظ الممثلون أدوارهم جيدا وكانوا على وعي بطبيعة الاعتماد على خام السينما”.

وأضافت “الصعوبة الحقيقية تمثلت في أن معمل التحميض كان مغلقا منذ نحو عشر سنوات، وكذلك الحصول على المركبات الكيميائية اللازمة، وإعادة تشغيل أجهزة لم تستعمل منذ سنوات”.

وبعد اجتياز الكثير من الصعوبات لإخراج الفيلم إلى النور وفرحة اختياره ضمن برنامج “نصف شهر المخرجين” كان آخر ما واجهه الفريق هو تأخر الحصول على تأشيرة السفر إلى فرنسا بسبب ضيق الوقت بين إعلان الأفلام المختارة والفترة المعتادة لإصدار التأشيرات من مصر.

لكن هالة التي تحمل الجنسيتين المصرية والهولندية استطاعت السفر إلى مهرجان كان برفقة مدير تصوير الفيلم عبدالسلام موسى ولحق بها بعد أيام باقي فريق العمل.

وعن تكبّدها كل هذه الصعاب من أجل صنع فيلم سينمائي قالت “لا أصنع أفلاما من أجل أن تكون لديّ أفلام، أصنع أفلاما لتعيش، لتبقى في الذاكرة، لتكون مؤثرة، كل فيلم استغرق ما بين 7 و8 سنوات من عمري، أبحث عن مردود أدبي وفني لأن المردود المالي لا يمكن أن يعوض هذه السنين”.

القوصي من مواليد القاهرة عام 1974، ومتخصصة في التصوير الفوتوغرافي وحاضرت عن التصوير الفوتوغرافي في الجامعة الأميركية.

شاركت في تدشين مبادرة جمعية الصور المعاصرة، وهي مبادرة يديرها الفنانون في القاهرة، وأسست في العام 2014 أرشيف “فوتو مصر” وهو معنيّ بإتاحة الصور الفوتوغرافية من مصر منذ بدايات الفوتوغرافيا وحتى نهاية القرن العشرين للباحثين والمهتمين في جميع المجالات.

وإلى جانب كونها مصوّرة ومخرجة هي تكتب وتحاضر بشكل دوري عن الصورة كوثيقة لقراءة التاريخ، وتتناول في أعمالها التاريخ غير الرسمي لمدينة القاهرة من خلال تجارب حياتية عادية لسكان المدينة وتستخدم في تناولها وسائط التصوير الفوتوغرافي والتركيب في الفراغ والنص المكتوب والفيديو. سبق أن أخرجت فيلم “حكايات على الهامش” عام 2005 و”تل النسيان” عام 2010 و”البحث عن مدينة في أوراق سين” عام 2011.

 

####

 

كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين «المذهلة والملهمة»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

دعت سفيرة النوايا الحسنة لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت أمس الاثنين الصناعة السينمائية على إدراج قصص النازحين "المذهلة" في الأفلام.

وقالت الممثلة الحائزة جائزة أوسكار في كلمة ألقتها خلال مهرجان كان السينمائي إنّ "للنازحين صوتاً، ولديهم قصة".

وأضافت أن "قصصهم مذهلة وملهمة جداً".

ولاحظت بلانشيت التي تلتقي اللاجئين منذ تعيينها مبعوثة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2016، إن 114 مليون شخص نزحوا حول العالم بسبب العنف والحرب.

واستغربت "عدم تناول المزيد من الأفلام بشكل مباشر أو غير مباشر هذا الأمر".

واعتبرت أن عدم تطرق الأعمال السينمائية إلى المواضيع المتعلقة باللاجئين هؤلاء يساهم "في تهميشهم أكثر".

وتزور بلانشيت مدينة كان الفرنسية لحضور العرض الأول خارج المنافسة لفيلم "شائعات" (Rumours) غير المدرج في المسابقة الرسمية.

 

####

 

كان 2024 | هالة القوصي - مخرجة «شرق 12» :

النساء في فيلمي حاملات للقصص وكاتبات للتاريخ

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

الفنانة التشكيلية التي تحولت إلى مخرجة سينمائية تضيف لمسة ساخرة إلى مهرجان كان الـ 77، حيث تعرض أجيالاً تتصارع أملاً في حياة أفضل.

شاب يستخدم الموسيقى للتمرد على النظام القائم، بينما تروي امرأة مسنة قصصاً. في فيلم ”شرق 12“ للمخرجة المصرية هالة القوصي، الذي عُرض اليوم في أسبوعي المخرجين في مهرجان كان، والذي صوّرته هالة القوصي من خلال أحداث تدور في زمن غير محدد، تتصارع أجيال أملاً في حياة أفضل - في الماضي والحاضر والمستقبل.

أجرى موقع «سينيوروبا» لقاءاً مع المخرجة عن الفيلم، وما يطرحه من أفكار، وطريقة تصويره بالأبيض والأسود، وكان الحوار التالي ..

** هناك الكثير من المرح في فيلمك - هل هذا لأنك قادمة من الفنون البصرية؟

ـ قررت أن أقدم فيلمي الروائي الطويل الأول ”زهرة الصبار“، لأنني تشجعت بحقيقة أن فيلمي القصير السابق، رغم أنه كان مخصصًا للمتاحف وصالات العرض، إلا أن مبرمجي المهرجانات اختاروه، ولذلك بالفعل - أردت أن أصنع الأفلام بطريقتي الخاصة. وفي الواقع، أردت أن أكون مرحة قدر الإمكان. وأصبح هذا هو الهدف، ثم حالفني الحظ مع صندوق هولندا للأفلام وصندوق موندريان، الذي لديه برنامج خاص للفنانين الذين يصنعون الأفلام. وبمجرد أن انضممت إليهم، أصبحت الأمور أسهل.

** أجزاء من هذه القصة غامضة، لكن أحدهم يقول: ”لقد كانوا خائفين للغاية لدرجة أن خيالهم هرب“. هذه جملة جاءت في الوقت المناسب، ما الذين كنتي تقصدين؟.

ـ عندما تصنع فناً، السؤال هو: ”لماذا تصنعه الآن“؟ يجب أن يكون ذا صلة بالموضوع. أردت التحدث عن مواضيع كبيرة والتأكد من أنها ذات مغزى - اليوم. هذا العالم مضطرب للغاية، ولا يبدو أننا نسير في الاتجاه الصحيح. ثم مرة أخرى، توصلت إلى استنتاج مفاده أنني إذا وضعت هذه القصة خارج الزمن، فقد أكون أكثر حرية. نعم، إنها في الوقت المناسب تمامًا، لكنها يمكن أن تعيش لأنها تتحدث عن المعركة بين الصغار والكبار، والخيال والسلطة، والتذكر والنسيان.

وتتابع القوصي : أنا أم لمراهق؛ كما أنني شاركت في الثورة المصرية عام 2011. خلال ذلك الوقت المميز، كان هناك تلاشي للحواجز الاجتماعية والعمرية. للحظة وجيزة، كان الجميع يريد الشيء نفسه، وكان هناك هذا الشعور بالمساواة والعدالة. بدأت أتحدث إلى أشخاص أصغر سنًا بكثير، وأعجبني اندفاعهم: كانوا متمسكين حقًا بمثلهم العليا. وعندما لم تسر الأمور بالطريقة التي تمنيناها، واتخذت منعطفًا نحو الأسوأ، عانوا أكثر من غيرهم. معظم التغييرات المهمة لا يحدثها كبار السن أو الحكماء. في الفيلم، أنا أعطي هؤلاء الشباب الاحترام الذي يستحقونه.

** في بعض الأحيان، يبدو فيلم ”شرق 12“ وكأنه فيلم واقعي إيطالي جديد - ثم تصبح الأمور غريبة. لماذا قمتي بالتصوير بالأبيض والأسود؟

ـ صوّرت على فيلم أبيض وأسود 16 ملم وفيلم ملون 35 ملم. كان ذلك لإبعاد نفسي عن العالم الحالي. بعد 50 عامًا، لن يظن الجمهور أن الفيلم ينتمي إلى عام 2024. الملابس والديكورات تضللك أيضًا.

** وكذلك شخصياتك: ليس كل الشباب صالحين وليس كل الشيوخ سيئين. امرأة مسنّة تتحدث عن حياتها وتتحدث عن ”عدم كونها ملاكًا“. كيف أردتِ إظهار النساء؟ إنها منفتحة للغاية، حتى أنها تناقش الإجهاض في مرحلة ما.

ـ ترد القوصي : ”لا توجد ملائكة في الجحيم“. لقد كان إدراكًا شخصيًا لأنك كلما كبرت في السن، تتقبل حقيقة أنك عندما تتخذ خيارات معينة، لا يمكنك الهروب من الذنب. كانت هناك أغنية ذات مرة يتوسل فيها المغني ”سامحني يا حبيبي، كنت مشغولاً بمحاولة إنقاذ العالم.“ هناك كل هذه الأشياء التي يجب أن تفعلها والأشخاص الذين يجب أن تعتني بهم، ولكن أيضًا كل هذه المُثُل التي تود أن تسعى لتحقيقها. في النهاية، أنت عالق في مكان ما في المنتصف. نسائي مراعيات ومرحات. إنهنّ مرنات - أحب هذه الكلمة لأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكونهنّ نساء، وليس فقط في منطقتنا من العالم. يجب أن يكنّ على هذا النحو: فهن يضطلعن بالعديد من الأدوار. كما أنني أجعل منهن أيضًا حاملات للقصص وكاتبات للتاريخ. وبهذا المعنى، أعطيهم القوة ومفتاح المستقبل.

** يقول أحدهم في الفيلم: ”نبدأ من جديد“. هل هو تفاؤل، أم أنه يعني أننا نكرر نفس الأخطاء دائمًا؟

ـ أعتقد أنه كلاهما. لماذا سُمح للأمل بالهروب من صندوق باندورا؟ هل يعني ذلك أنه شر أيضاً، أم أنه خير؟ كان رامبو يقول إن أكثر شيء لا يطاق هو أن كل شيء يمكن تحمله، ونحن نستمر لأن لدينا أمل، ولدينا أمل لأننا نستمر. وطالما لدينا رؤية للمستقبل، حتى لو كان الأمر يبدو مستحيلاً في الوقت الحالي، فهناك أمل.

 

####

 

في ختام يوم الأفلام الوثائقية السنوي لمهرجان كان ..

«بيت أبي» للفلسطيني مهدي فليفل يفوز بخدمات ما بعد الإنتاج (تابع قائمة جوائز 2024)

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تم اليوم على هامش فعاليات كان السينمائي الـ 77، الكشف عن الفائزين بجوائز Docs-in-Progress Awards. ، وتكرم هذه الجوائز المرموقة من خلال التعاون مع المؤسسات الشريكة، الأفلام الوثائقية الواعدة في المراحل النهائية من الإنتاج، وتحظى بتقدير كبير في صناعة الأفلام الوثائقية.

في كل عام، يتعاون مهرجان كان للأفلام الوثائقية مع مؤسسات عالمية لعرض أفلام وثائقية مختارة بدقة في مراحلها النهائية من الإنتاج، والتي تستعد للعرض في غضون أسابيع أو أشهر.

وعلى مدار ثمانية عروض، يضم كل منها أربعة مشاريع، تُعرض هذه الأفلام الوثائقية من خلال عروض حية ومقتطفات 10 دقائق من المقاطع الأولية التي تم إعدادها بشكل استراتيجي لجذب صانعي القرار في مجال الأفلام الوثائقية ومبرمجي المهرجانات ووكلاء المبيعات.

تم اختيار الفائزين هذا العام من قبل شخصيات مرموقة في مجال الأفلام الوثائقية، آنا أليس دي مورايس، وراسموس ستين، وأوبال إتش بينيت.

وكشفوا النقاب عن الفائزين خلال الحفل الذي أقيم في ختام يوم الأفلام الوثائقية السنوي لمهرجان كان، وهو احتفال يستمر ليوم واحد يجمع مجتمع الأفلام الوثائقية على هامش كان السينمائي، في سلسلة من الجلسات التفاعلية والمناقشات والدروس الرئيسية.

جوائز يوم الفيلم الوثائقي لهذا العام مقدمة من الرابطة الدولية للمواهب السينمائية الناشئة، والجزيرة الوثائقية، و”هيفنتي“، و”رايز آند شاين وورلد سيلز“، و”ألفاباندا“، و”ثينك-فيلم للإنتاج المؤثر“، و”رابطة الأفلام الوثائقية في أوروبا“.

وفيما يلي قائمة الفائزين لهذا العام:

** جائزة IEFTA للأفلام قيد التنفيذ

تشمل هذه الجائزة قيمة نقدية 10,000 يورو ومتابعة المشروع من قبل - الرابطة الدولية للمواهب السينمائية الناشئة.

الفائز (فقط على الأرض، Only on Earth) للمخرج روبن بيتري (الدنمارك، إسبانيا) - معرض دول الشمال الخمس.

** جائزة الجزيرة الوثائقية

تتيح هذه الجائزة للجزيرة الوثائقية المشاركة كمنتج مشارك مع مساهمة لا تقل عن 15,000 دولار أمريكي.

الفائز (عليا، يريدا ـ Aliyá, Yeridá ) للمخرج رافائيل غيندلمان (تشيلي) - معرض تشيلي.

** جائزة هيفنتي لما بعد الإنتاج

تشمل هذه الجائزة منحة بقيمة 5,000 يورو في خدمات ما بعد الإنتاج.

الفيلم الفائز (بيت أبي، My Father’s House ) للمخرج مهدي فليفل (فلسطين، الدنمارك) - معرض فلسطين.

** جائزة ”صعود وتألق"

للمشروع الذي يتمتع بأفضل الإمكانات الدولية ولا يوجد وكيل مبيعات مرتبط به حتى الآن. تتكون الجائزة من جائزة نقدية بقيمة 3000 يورو تُمنح لمنتج المشروع.

الفائز (المسافر الثابت، The Stationary Traveller)، لفيرناندو لافاندروس وسيباستيان بيريرا (تشيلي) - معرض تشيلي,

** جائزة ألفاباندا

توفر هذه الجائزة جلستين من الاستشارات التسويقية مع أعضاء فريق ألفاباندا وإنشاء عمل فني للفيلم.

الفائز: (دومًا، Always ) لديمين تشين (الصين، الولايات المتحدة الأمريكية) .

** جائزة ثينك-فيلم التأثير

توفر هذه الجائزة ورشة عمل عن التأثير الاستراتيجي وجلسة تدريب على عرض التأثير، يقدمها فريق Think-Film Impact Production.

الفائز: (الحالمون، Dreamers ) للمخرج إمام حسنوف (أذربيجان) - معرض سيركل.

** جائزة DAE

تشمل هذه الجائزة عضوية مجانية لمدة عام واحد للفريق، مع جميع المزايا المرتبطة بها، واستشارة تقريبية مع أحد كبار مستشاري مؤسسة دبي لصناعات الطيران والفضاء.

الفائز: (بورتريه الصداقة، Portrait of Friendship) لفائزة نكوزاد (ألمانيا) - معرض CIRCLE Showase

 

####

 

ضمن مسابقات الدورة الـ 77 لـ «كان السينمائي»

غداً .. الواقع المأساوي لحياة اللاجئين الفلسطينيين في فيلم «إلى أرض مجهولة»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

يترقب المتابعون يوم غدٍ الأربعاء 22 مايو 2024 العرض العالمي الأول لفيلم «إلى أرض مجهولة» إخراج الفلسطيني الدانماركي مهدي فليفل، ضمن مسابقة أسبوعا السينمائيين في الدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي.

يسلط الفيلم الضوء على الواقع المأساوي لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتحديدًا في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان.

«إلى أرض مجهولة» يروي قصة المحاولات اليائسة لإثنين من أبناء العم الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في أثينا لإيجاد وسيلة للوصول إلى ألمانيا، يدخر شاتيلا ورضا المال لدفع ثمن جوازات سفر مزورة للخروج من أثينا، عندما يخسر رضا أموالهما التي حصلا عليها بشق الأنفس بسبب إدمانه للمخدرات، يخطط شاتيلا لخطة متطرفة تتضمن التظاهر بأنهم مهربين وأخذ رهائن في محاولة لإخراجه هو وصديقه من بيئتهما اليائسة قبل فوات الأوان.

فيلم «إلى عالم مجهول» إنتاج أوروبي مشترك بين جيف أربورن، مهدي فليفل، وموريسيت من فرنسا وألمانيا، وماريا درانداكي اليونانية، وليلى ميجمان ومارتن فان دير ڤن الهولندي، وصندوق البحر الأحمر للإنتاج من المملكة العربية السعودية، وحصل المنتج المصري محمد حفظي على حقوق توزيعه بمنطقة الشرق الأوسط.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004