ملفات خاصة

 
 
 

زعيم ترويج مخدرات يتحول امرأة ويصفع جمهور "كان"

فيلم "إميليا بيريز" للفرنسي جاك أوديار يعتمد "الميوزيكال" ليروي حكاية ميلودرامية قاسية

هوفيك حبشيان 

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ملخص

يروي فيلم "إميليا بيريز" للمخرج الفرنسي جاك أوديار قصة تحول زعيم ترويج المخدرات في المكسيك إلى امرأة، معتمداً "الميوزيكال" لمداواة التراجيديا والتخفيف من قسوة الفيلم وجعله مثيراً على المستوى الفني

نال "إميليا بيريز"، عاشر أفلام المخرج الفرنسي الكبير جاك أوديار الذي سبق أن حاز "السعفة" عن "ديبان" في عام 2015، أطول تصفيق أثناء عرضه الرسمي في الدورة الحالية من مهرجان "كان" السينمائي في الـ14 من مايو (أيار). حتى الحضور في العرض الصحافي عبر عن حماسة شديدة، لم أرَ مثيلاً لها مع أي من أفلام المسابقة المعروضة حتى الآن، والتي بلغ عددها حتى أمس 10 ولا يزال هناك 12 فيلماً تتسابق على "السعفة" سنعاينها في الأيام القليلة المقبلة. هذا يعني أنه لا مكان للحسم، على رغم أن زميلة همست في أذني فور صعود جنريك النهاية، أن الفيلم سينال جائزة ما، لكونه يتناول كل ما يعجب أعضاء لجان التحكيم في زمننا هذا الذي تسيطر عليه الصوابية السياسية وسياسات الهوية وثقافة الصحوة.

يقول أحد المواقع الإلكترونية الفرنسية إن الصحافيين الذين كانوا على موعد مع أوديار لإجراء مقابلات، انتظروا ربع ساعة إضافية على الموعد المتفق عليه. فالرجل ما عاد قادراً على مواصلة حياة طبيعية لكثرة ما أصبح "مطلوباً" من كل حدب وصوب، بعد الكشف عن تفاصيل فيلمه في "كان". صحف أخرى وصفت الفيلم بـ"الصفعة". يجب الاعتراف بأننا أمام عمل يخرج عن المألوف. لقد استخدم أوديار "الميوزيكال" ليروي حكاية تنطوي على عناصر ميلودرامية، ولكنها في الأصل ليست ميلودرامية، ذلك أنه خطر في باله أن يصور قصة مروج مخدرات زعيم كارتيلات في المكسيك يحلم أن يتحول إلى امرأة منذ طفولته ويباشر في تحقيق مشروعه هذا مع بداية الفيلم، وتساعده فيه محامية بارعة سئمت من الدفاع عن المجرمين، على رغم معرفتها المسبقة بارتكابهم الجرائم. المحامية هي التي ستتولى تفاصيل التحويل، من إيجاد الطبيب الذي يجري الجراحة إلى تهريب عائلة الرجل الذي سيصبح اسمه إميليا بيريز إلى سويسرا، إذ في انتظار الجميع حياة جديدة. اللافت أن الممثلة التي تلعب دور إميليا عابرة جنسياً (منذ عام 2018)، وتدعى كارلا صوفيا غاسكون، ولا شك أنها ترسم خطوط كاريكاتيرها مستلهمة من تجربتها الشخصية. حتى هذه النقطة هي لمصلحة الفيلم كي ينال جائزة. 

هذا فيلم أحد أسياد الإخراج في السينما الفرنسية الحالية، وسبق أن قدم أفلاماً بديعة مثل "نبي" و"على شفتي" و"عن الصدأ والعظم"، وله في الأقل ميزة واحدة، اختياره في هذا الفيلم موضوع شائك جعله يتحرك على أرض ليست أرضه (المكسيك) وباللغة (الإسبانية) ليست لغته. يستحق أوديار التحية على حسه المغامر وهو في الـ72، بل على عدم اكتفائه بالتربع على عرش السينما الفرنسية، علماً أنه طالما نوع في الأصناف السينمائية التي تطرق إليها. ومن أجل تجسيد رؤيته على أدق وجه، لم يوفر لا في الإمكانات المادية ولا في الموارد البشرية، فاستعان بنجوم من الصف الأول من مثل زووي سالدانا ("أفاتار" لجيمس كاميرون) والممثلة والمغنية سيلينا غوميز. إذاً، نحن أمام مشروع سينمائي طموح، بنمر موسيقية راقصة وتصوير متقن، وهذا لا يلغي أن جزءاً من الفيلم غارق في الحميمية التي تغيب عادة عن هذا النوع من الأفلام، لعل أوديار تميز في هذا.

يبلغ طول الفيلم ساعتين وثلث الساعة. الإجراءات والاستعدادات لجراحة التحويل تبدأ باكراً وتنتهي باكراً. لن يتطلب تحول مانيتاس دل مونتيه إلى إميليا بيريز كثيراً من الوقت. بقية الفيلم ما هي سوى أحداث كثيرة مترابطة، من المستحيل حتى الإتيان بفكرة بسيطة عنها، ولكن يمكن اختصارها من خلال القول إنها ستكون قصة توبة وتحقيق ذات واستعادة للحرية، خارج الجسد الذي كان حبس فيه البطل. الفيلم يتعامل مع قضايا جدية هي العبور الجنسي والمخدرات بأسلوب غير تقليدي، رافضاً أن يتحول إلى ملف عن واحدة من هذه القضايا. 

عوضاً عن المعالجة التقليدية، سيرقص الجمهور ويغني على قبور المأساة، من دون أي اعتبار لحقيقة أن الفيلم يتحدث عن الجريمة المنظمة التي تتسبب كل عام في مقتل آلاف الناس، وتجعل أمهات يبكين أولادهن ويبحثن عن جثثهم، جراء تصفية حسابات بين المجرمين. يقبل الجمهور نمط الفيلم أو يرفضه، أميل إلى الشريحة الثانية، الذين شدوا على يد أوديار أعجبتهم أن مداواة التراجيديا بالموسيقى تخفف من حدة الفيلم، بالتالي تجعله مثيراً على المستوى الفني، ومن رأى عكس ذلك، هو الذي لم ينجح في الدخول في الفيلم، خصوصاً أن من الصعب أن نتعلق بالشخصيات، وهذا واحد من أكبر العوائق بين المشاهد ومطلق أي فيلم. 

يحملنا الفيلم من مكان إلى آخر لدرجة فقدان البوصلة وفك الارتباط باستمرار مع أي بقعة، وهذا بوتيرة لا تهدأ وأحداث تتعاقب وشخصيات تتحدث كثيراً وتتفاعل في ما بينها، بروحية لاتينية. تبقى براعة أوديار في رصد مناخات وإشاعة أجواء تهيمن عليها خيارات جمالية بألوان دافئة. أوديار سيد صورة وإيقاع بلا شك، مايسترو يلعب الكاميرا على أصابعه، ودائماً ثمة ما يبهر في زاوية من الكادر. فما بالك إذا كان مدعوماً بموسيقى وأغان تتبلور بموازاة الأحداث في نوع من حوار بين الشخصيات وما يحل بها، مع تنويه خاص بأغنية جورج براسنس "العابرات" التي تحضر في الفيلم بنسخة إسبانية. 

لكن، وعلى رغم هذا كله وللأسف الشديد، نبقى على مسافة من هذا الاستعراض الذي يحرص على إلغاء أي حكم قيمة، ليغوص في أعماق البشر مستخرجاً ما ليس لديهم القدرة على إخراجه بمفردهم، إلا بعد تعرضهم لصدمة أو تجربة قاسية، تجلهم ينتقلون من ضفة إلى ضفة معاكسة. ينسحب هذا على إميليا بيريز التي تحاول أن تعوض عن كل ما تسببت به من مآس.

مجدداً، هذا فيلم يعجب كل الذين يؤمنون بدور المرأة، ولو كان رجلاً في حياة سابقة، في تطوير المجتمع والاضطلاع بدور أساس في تغييره، خصوصاً في بلد تحصد فيه أفعال الرجال الأرواح باستمرار. فمن سيقف في وجه فكرة مماثلة؟ خصوصاً إذا نقلت إلى الشاشة بحساسية عالية ومع تفاد لكل صور المطبات التي يحفل بها هذا النوع من الأفلام، ولكن للأسف بلا روح.

 

الـ The Independent  في

20.05.2024

 
 
 
 
 

فيلم «ميغالوبوليس»: كوبولا يقدم شهادته ووصيته للعالم

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: فيلم «ميغالوبوليس» لفرانسيس فورد كوبولا، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته السابعة والسبعين، أكثر الأفلام التي شاهدناها هذا العام، استقطابا وإحداثا للانقسام، فعند انتهاء العرض الصحافي تعالت صيحات الاستهجان بقدر ما تعالى التصفيق، وتراوحت الآراء بين كونه محض ادعاء فكري وتثاقف، إلى أنه فيلم يحمل رؤية ورسالة ووصية أحد أكبر المخرجين للعالم.

ووسط هذا الانقسام الكبير نرجح كفة الرأي القائل إن «ميغالوبوليس» فيلم يحفل بالتجريب والإبداع، ويقدم خلاصة روح وفكر ورسالة فرانسيس فورد كوبولا ورؤيته للعالم. كوبولا، مخرج علامات فارقة في تاريخ السينما مثل «العراب» و«المحادثة» و«نهاية العالم الآن»، في غنى عن محاولات الإبهار، ويكفينا أن نتذكر إرثه السينمائي لنعلم أنه لا حاجة له لإثبات موهبة أو فكر.

«ميغالوبوليس» فيلم ثوري تجريبي مجدد، من حيث الصورة والإخراج، وفي الآن ذاته يحمل خلاصة فكر كوبولا ورؤيته لأمريكا والعالم، وهي رؤية مستقاة من انغماسه الفكري في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، التي يقارن في الفيلم بين مراحل سقوطها وتداعيها مع الولايات المتحدة. في «ميغالوبوليس» يقدم كوبولا فيلما لا يعرف التنازل، لإرضاء جمهور أو المنتجين، فهو فيلم مجنون حاد مبدع فريد متفرد. يرى كوبولا أن التاريخ صالح لتفسير الحاضر واستشراف المستقبل، ولهذا يقدم في هذا الفيلم رؤيته لأمريكا، وفلسفته السياسية والفكرية مستقاة من تاريخ روما العريقة وقادتها وسياسييها. «ميغالوبوليس» التي تمنح الفيلم عنوانه هي مدينة ضخمة، تذكرنا بنيويورك، تتنازعها الأطماع والطموحات السياسية والمصالح المادية للعديد من أصحاب النفوذ، فيها رجل حالم صاحب رؤية استشرافية للمستقبل، يريد أن يزيل عنها الفساد، ويبني مدينة فاضلة تعنى بأهلها وسكانها. مدينة ميغالوبوليس في الفيلم مدينة متخيلة، ولكنها ليست بالخيالية، فهي تحمل صراعات ونزاعات ورؤى وأحلاما لا تنطبق فقط على نيويورك، بل على العديد من الحواضر والعواصم الكبرى في العالم.

قد يجد البعض أن كوبولا يعقد مقارنات سطحية تفتقر إلى العمق، بين روما وتاريخها والواقع الأمريكي، وقد يرون أنه يدعي أو يتثاقف، وقد يرى آخرون أنه يقدم استشرافا فذا لمستقبل الولايات المتحدة، مسترشدا بتاريخ روما، ونرى أن الفيلم حمال أوجه، منفتح على كل هذه التفسيرات، فهو فيلم يحتاج إلى روية وتمهل، ولا يحتاج مشاهدة متسرعة. لا يزخر الفيلم بتاريخ روما وشخوصها فقط، بل بالفن والمعمار والشعر والعلم والفلسفة والحلم. يقدم كوبولا، صاحب الثمانين عاما ونيف، فيلما شابا فتيا فيه من التجريب الكثير تصخب في الرؤى والأحلام والأمنيات والتجارب.

سيزار كاتالينا (آدم درايفر) هو المهندس المعماري المسؤول عن التخطيط العمراني في مدينة ميغالوبوليس. هو ليس معماريا فقط، ولكنه عالم ومبتكر ومجدد، وهو صاحب اختراع مادة الميغالون، التي حاز جائزة نوبل لابتكارها. مادة الميغالون تلك ذات مرونة وصلابة عالية في آن، ويمكن استخدامها لتطوير المدينة عمرانيا وجماليا، بما يخدم مصالح الناس. ومادة الميغالون تلك لها استخدامات طبية أيضا، يمكنها ترميم الجروح وإصلاح العطب في جسد الإنسان. ولكن سيزار كاتالينا يواجه معارضة كبيرة من فرانكلين سيسيرو، عمدة المدينة (جيانكارولو إسبوزيتو) الذي يرى في استخدام الميغالون إهدارا للوقت والمال، ويريد بناء مجمعات ترفيهية استهلاكية، تجذب أهل المدينة والزائرين وتدعوهم إلى الإنفاق والاستهلاك. أما القطاع المصرفي في المدينة فيتحكم فيه هاملتون دراسيوس (جون فويت)، وهو عم سيزار كاتالينا، وابن دراسيوس هو كلاوديو (شيا لابيف)، الذي يرى في نفوذ سيزار تهديدا لمصالحه، ويود أيضا الاستحواذ على أموال والده المسن. جوليا (نتالي إيمانويل) هي ابنة عمدة المدينة، تشغف حبا بسيزار، رغم سياساته التي تتعارض مع أبيها، وتود أن تقرب وجهات النظر بين الرجلين. في يد هذه الحفنة من الشخصيات المتنفذة، يكمن مصير ميغالوبوليس، وتشتعل بينهم الصراعات للاستحواذ على النفوذ والسلطة، بخلاف سيزار الذي يشغله حقا تحسين حياة أهل المدينة، وجعلها مدينة ذات نظام مواصلات كفء ومعمار هندسي ذي جمالية وكفاءة عاليين.

قد يجد بعض المتبصرين بتاريخ روما، أن كوبولا يقدم رؤية مختزلة لتاريخ هذه المدينة ولتاريخ الإمبراطورية الرومانية. وقد يجد البعض أن محاولات إيجاد مقاربات ومقارنات بين تاريخ روما وحاضر الولايات المتحدة تبسيط للأمور، أو عقد مقارنات تفتقر للأساس الفكري الصحيح، ولكن كوبولا لا يسعى لتقديم عمل تاريخي، بل يستقى من الماضي عبرة ودرسا وتجربة. كل ما يطلبه منك هو محاولة تنحية الانحيازات والأفكار المسبقة جانبا، والإنصات لرؤيته وتأملاته، علك تجد فيها ما ينفع، ويطلق العنان لفكره ولإبداعه السينمائي، فنرى العجب في مدينة ذات تصميم مستقبلي فريد. إنها رؤية عبقري سينمائي بلغ ذروة إبداعه وأطلق العنان لأفكاره وتأملاته، بل إنه في أحد المشاهد يكسر الإيهام بالواقع كلية، ليصعد رجل إلى خشبة المسرح موجها أسئلة لسيزار، الذي يجيب على الشاشة. سائل على المسرح أمامنا ومجيب على الشاشة، ونندهش لما نراه، ولكننا ندرك أن هذا جزء التدفق الإبداعي لكوبولا.

في أحد مشاهد الفيلم يقف سيزار على لوح فولاذي يمثل جزءا من هيكل ناطحة سحاب، بل إنه وحبيبته يتنقلان من لوح إلى آخر على ارتفاع شاهق دون السقوط، بل إنها تطلب من سيزار أن يوقف الزمن فيوقفه. وهذا تحديدا ما يفعله كوبولا مع المشاهد أثناء الفيلم، فهو ينقلنا من ذروة إلى أخرى ومن مشهد مجنون إلى آخر ولا يطلب منا إلا الإصغاء لفلسفته ورؤيته، علنا نوقف الزمن عن الدوران كما فعل سيزار.

يحفل الفيلم بالكثير من العناصر والشخصيات والمؤامرات والمكائد. هناك راو عليم يقص علينا الأحداث ويعقب عليها، نجد اقتباسات من سير شخصيات تاريخية، نجد اقتباسات من «هاملت» لشكسبير. كما نجد علاجات سحرية ترمم أوجه وأجساد من أصيبوا بعطب، وهناك نظام مواصلات يقل الناس كما لو كانوا يحلقون فوق المدينة. نجد مهاجرين وفقراء ونجد أزياء وحفلات ماجنة صاخبة. نجد الغيرة والمكائد والعشق، ونرى تبدل مصالح وتغير ولاءات.

«ميغالوبوليس» فيلم يدعو لإعادة المشاهدة، بل وقد يتطلبها. هو فيلم يمتع العين ويعمل العقل ويحفل بالكثير الكثير. وحتى نستوعب هذا كله علينا التوقف والإصغاء وإمعان النظر والتفكر. وحاله حال الكثير من الأفلام العظيمة، نفرغ من مشاهدة ‹ميغالوبوليس» ولكنه يبقى معنا، يعتمل في فكرنا وذاكرتنا، حتى المشاهدة التالية.

 

القدس العربي اللندنية في

20.05.2024

 
 
 
 
 

«من المسافة صفر»..

سينمائيون فلسطينيون يحكون قصص غزة غير المروية في «كان»

رانيا الزاهد

من قلب مهرجان كان، أطلق المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي مبادرة بعنوان "من المسافة صفر" حيث عرضت أفلام وعقدت مناقشة بحضور صناع السينما من غزة لحكاية القصص غير المروية.

وأكّد المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أنّ الحرب على غزة غيّرت نظرته إلى الغرب، واصفاً المواقف الغربية التي تتجاهل ما يحدث من قتل ودمار في القطاع بـ"خلل في الإنسانية يستعصي علاجه".

وأضاف مشهراوي: "السينمائيين الفلسطينيين من غزة هم أبطال مبادرة المسافة صفر، هم الراوي وهم الرواية، ونحن الجسر السينمائي الرابط بين حصارهم والعالم".

وقدم "مشهراوي" الشكر لكل الداعمين لمشروعه وقال: "أقدم كل المحبة والشكر للمستشارين الفنيين المتطوعين في مبادرة افلام غزة (من المسافة صفر) عبد السلام الحاج ورسمي دامو وميشيل كمون وحسام هندي ودرة بوشوشة و ليالي بدر و لورا نيكلوف ونادية عليوات".

يذكر أن فكرة المشروع بدأت كنوع من التوثيق السينمائي، من خلال صناعة مجموعة من الأفلام التسجيلية توثق الأحداث، لتبقى إلى ما بعد انتهاء الحرب، كمستند حي للتاريخ ضد الرواية الإسرائيلية، وسرعان ما تطورت الفكرة إلى سقف أرحب يترك حرية الاختيار للسينمائيين أنفسهم، على أن تكون الأفلام المنتجة ملكًا خاصًا لصناعها، سواء في ما يخص حقوق العرض ــ بأي وسيلة ــ أو المشاركة في المهرجانات السينمائية. نتج عن التجربة ما يزيد على عشرين فيلمًا  تتنوع بين التسجيلي والروائي والتجريبي، بالإضافة إلى أفلام التحريك، وقد بلغ عدد العاملين في المشروع من سينمائيين ومساعدين وخلافه ما يقرب من 100 شخص.

 

####

 

بالتزامن مع عرضه في كان..

إطلاق التريلر الرسمي لفيلم «شرق ١٢»|فيديو

رانيا الزاهد

ينتظر جمهور مهرجان كان السينمائي غدا الثلاثاء العرض الأول لفيلم شرق ١٢ للمخرجة هالة القوصي ضمن عروض نصف شهر المخرجين التي تضم ٢١ فيلما والمقامة على هامش النسخة الـ77 لمهرجان كان الذي تستمر فعالياته حتى ٢٤ مايو الجاري.

وبالتزامن مع عرضه أطلقت الشركة المنتجة للفيلم التريلر الخاص بالفيلم الذي تم تصويره على خام السينما وهو أول فيلم يتم تصويره بهذا الشكل منذ ما يزيد على عشر سنوات.

ومن المقرر أن يحظى فيلم شرق ١٢ بأربعة عروض خلال فعاليات المهرجان، حيث سيكون عرضه الأول  غدا الثلاثاء ٢١ مايو - الساعة ٥ وربع مساء في  Theatre Croisette كما سيكون عرضه الثاني يوم الأربعاء ٢٢ مايو - الساعة ١١ ونصف صباحا في  - Cinema Les Arcades/Salle 1 كما يعرض مرة أخرى في الساعة ٧  مساء في - Cinema Alexandre III 1

وسيختتم الفيلم عروضه في كان يوم الخميس٢٣مايو-الساعة ٤ ونصف مساء في-CinemaLeRaimu

ومن المقرر أن يحضر أبطال الفيلم وصناعه عرضه في المهرجان حيث يلعب بطولة الفيلم منحة البطراوي، وأحمد كمال، كما يشهد أول ظهور سينمائي للموهبتين الصاعدتين عمر رزيق وفايزة شامة، بمشاركة أسامة أبو العطا وباسم وديع.

الفيلم تأليف وسيناريو وحوار وإخراج هالة القوصي وأنتجته شركة فريزا وسيريوس فيلم (هولندا) بالتعاون مع نقطة للإنتاج الفني (مصر) بدعم من دي فيربيلدنج (الخيال) -وهي جائزة ممنوحة من قبل صندوق موندريان وصندوق الفيلم الهولندي- وألوان سي أي سي وفوندز ٢١ وصندوق أمستردام للفنون ومؤسسة الدوحة للأفلام،  
وتصوير عبد السلام موسى، وموسيقى أحمد الصاوي، وتصميم شريط الصوت عبد الرحمن محمود وجايم ساهوليكا، وتسجيل حوار محمد حسن، ومونتاج بوبي رولوفس وهالة القوصي، وتصميم رقصات شيرين حجازي، ورؤية فنية وملابس هالة القوصي، وديكور عمرو عبدو، ومخرج منفذ فاضل الجارحي، ومدير انتاج محمد جمال الدين
.

وينتمي فيلم شرق ١٢ لنوعية الكوميديا السوداء، حيث يدور في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مغلق خارج الزمن، يتمرد فيه الموسيقار الشاب عبدو (عمر رزيق) على شوقي البهلوان (أحمد كمال) الذي يدير المكان بخليط من العبث والعنف وجلالة الحكاءة (منحة البطراوي) التي تخفف عن الناس بحكايات خيالية عن البحر الذي لا يعرفه أحد. ويخطط عبدو، مستعينا بموهبته، مع الشابة ننة (فايزة شامة) لكسر قبضة شوقي ونيل الحرية في عالم أرحب.  

يذكر أن هالة القوصي هي فنانة بصرية ومخرجة تعمل في مصر وهولندا وقد أنتجت عدد من الأفلام القصيرة التي عرضت في مهرجانات ومعارض دولية. ويعد فيلم شرق ١٢ فيلمها الروائي الثاني، حيث عرض فيلمها الأول زهرة الصبار للمرة الأولى في مسابقة مهرجان روتردام الدولي وحصل على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي الدولي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أسوان لسينما المرأة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان القومي للسينما وجائزة أحسن ممثلة مساعدة في مهرجان جمعية النقاد.

 

####

 

مهرجان كان| "كيت بلانشيت" على السجادة الحمراء بالعلم الفلسطيني

أحمد السنوسي

حظت الفنانة العالمية كيت بلانشيت، باحتفاء دولي بعد ظهورها على السجادة الحمراء لمهرجان كان الدولي بالعلم الفلسطيني.

وتألقت كيت بلانشيت، عبر ارتدائها فستان أسود، في زهري فاتح، لتفاجئ الجمهور، أن الفستان من الخلف يحتوي على لون أخضر عند رفع ذيله، وهو ما اعتبرته الصحافة والجمهور، دعم من الممثلة للشعب الفلسطيني، بطريقة غير مباشرة.

وتشهد مدينة كان الفرنسية، توافد عدد كبير من نجوم العالم، للمشاركة في فعاليات الدورة ٧٧ من مهرجان كان السينمائي الدولي، والتي تقام من ١٤ مايو إلى ٢٥ من الشهر ذاته.

ومن المقرر أن يحظى الفيلم المصري  "شرق 12" بـ4 عروض خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الحالية، كتالي:

- العرض الأول.. غدًا الثلاثاء 21 مايو - الساعة 5 وربع مساءً في  Theatre Croisette.

- العرض الثاني.. الأربعاء 22 مايو - الساعة 11.30 صباحًا في - Cinema Les Arcades/Salle 1.

- العرض الثالث.. الساعة 7 مساءً في Cinema Alexandre III 1.

- العرض الرابع.. الخميس 23 مايو- الساعة 4.30 مساءً في -CinemaLeRaimu.

 

####

 

أفلام «المسافة صفر» الفلسطينية تطير من «كان» إلى «مالمو»

رانيا الزاهد

أعلن محمد قبلاوي مؤسس مهرجان مالمو للسينما العربية إن أفلام مشروع "المسافة صفر" التي يشرف عليه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، ستعرض لأول مرة في مالمو ضمن برنامج مهرجان مالمو للسينما العربية، قسم "ليال عربية" بعد عرضها في سوق مهرجان كان السينمائي.

وأضاف قبلاوي على هامش مهرجان كان: "المسافة صفر هي عبارة عن قصص من غزة لم تروى بعد، ومجموعة أفلام لمخرجين من غزة ستعرض ضمن قسم "ليال عربية".

أطلق المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي مبادرة بعنوان "من المسافة صفر" في مهرجان كان حيث عرضت أفلام وعقدت مناقشة بحضور صناع السينما من غزة ليحكوا عن القصص غير المروية في خيمة تشبه الخيام التي يسكنها أهل غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية.

وأكّد المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أنّ الحرب على غزة غيّرت نظرته إلى الغرب، واصفاً المواقف الغربية التي تتجاهل ما يحدث من قتل ودمار في القطاع، بـ"خلل في الإنسانية يستعصي علاجه".

وأضاف مشهراوي :"السينمائيين الفلسطينيين من غزة هم أبطال مبادرة المسافة صفر، هم الراوي وهم الرواية، ونحن الجسر السينمائي الرابط بين حصارهم والعالم".

قدم مشهراوي الشكر لكن الداعمين لمشروعه وقال:" اقدم كل المحبة والشكر للمستشارين الفنيين المتطوعين في مبادرة افلام غزة (من المسافة صفر) عبد السلام الحاج و رسمي دامو وميشيل كمون وحسام هندي ودرة بوشوشة وليالي بدر ولورا نيكلوف ونادية عليوات.

يذكر أن فكرة المشروع بدأت كنوع من التوثيق السينمائي، من خلال صناعة مجموعة من الأفلام التسجيلية توثق الأحداث، لتبقى إلى ما بعد انتهاء الحرب، كمستند حي للتاريخ ضد الرواية الإسرائيلية، وسرعان ما تطورت الفكرة إلى سقف أرحب يترك حرية الاختيار للسينمائيين أنفسهم، على أن تكون الأفلام المنتجة ملكًا خاصًا لصناعها، سواء في ما يخص حقوق العرض ــ بأي وسيلة ــ أو المشاركة في المهرجانات السينمائية. نتج عن التجربة ما يزيد على عشرين فيلمًا  تتنوع بين التسجيلي والروائي والتجريبي، بالإضافة إلى أفلام التحريك، وقد بلغ عدد العاملين في المشروع من سينمائيين ومساعدين وخلافه ما يقرب من 100 شخص.

 

####

 

شاهيناز العقاد تدعم السينما والمواهب في مهرجان كان السينمائي الدولي

رانيا الزاهد

للسنة السادسة تشارك المنتجة شاهيناز العقاد في مجموعة من الفعاليات في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي من بينها حلقة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان "الأردن: دراسة حالة في النمو المستدام" والتي نظمتها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالتعاون مع مركز السينما العربية وسوق الأفلام بمهرجان كان.

شارك في الجلسة كل من مهند البكري المدير العام للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والنجمة الأردنية صبا مبارك، والمنتجة الأردنية رولا ناصر، والمخرج الأردني باسل غندور، والمنتجة المصرية شاهيناز العقاد، والمنتج الدنماركي جاكوب جاريك. وتناقش الحلقة كيف تحولت صناعة السينما الأردنية إلى نموذج عالمي لكيفية بناء بنية تحتية محلية لسرد القصص ولتحقيق نجاح مستدام على المدى الطويل. وأدار الحلقة نيك فيفاريلي من مجلة فارايتي.

يذكر أن مركزالسينما العربية اختار شاهيناز العقاد في قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية وذلك خلال مهرجان كان السينمائي الدولي، بالإضافة إلى فيلم إنشالله ولد الذي شاركت شاهيناز في إنتاجه نافس على جوائز النقاد للأفلام العربية حيث رشح لست جوائز  هي جائزة أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثلة، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل مونتاج، وفاز منها بجائزتي أفضل ممثلة لبطلته منى حوا، وجائزة أفضل تصوير سينمائي لكانيمى أونوياما. كان فيلم إنشالله ولد قد شهد عرضه العالمي الأول في الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائي حيث فاز بجائزتين هما جائزة جان فاونديشن وجائزة ريل دور، ثم واصل جولته في المهرجانات الدولية حيث شارك في حوالي 30 مهرجانًا دوليًا وحصد 14 جائزة.

نجحت شاهيناز في دعم السينما والمواهب من خلال Lagoonie Film Production في المشاركة بإنتاج عدد من الأفلام الناجحة والحاصلة على جوائز من مهرجانات دولية من بينها فيلم ريش للمخرج عمر الزهيري الفائز بجائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان، والفيلم الأردني الحارة للمخرج باسل غندور، وفيلم علم للمخرج الفلسطيني فراس خوري والذي فاز بجائزة الهرم الذهبي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

كما شاركت في إنتاج عدد من الأفلام الناجحة جماهيريًا أحدثها فيلم أنف وثلاث عيون بطولة ظافر العابدين وصبا مبارك وسلمى أبو ضيف، وفيلم الرحلة 404 للنجمة منى زكي ومن إخراج هاني خليفة.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

20.05.2024

 
 
 
 
 

«البحر الأحمر السينمائي» يكرّم سلمى أبو ضيف في «كان»

الفنانة المصرية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن النجاح فاق توقعاتها

القاهرةمحمود الرفاعي

كرّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الفنانة المصرية سلمى أبو ضيف، بالتعاون مع مجلة «فانيتي فير - أوروبا»، خلال استضافته مبادرة «المرأة في السينما»، التي أقيمت على هامش الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي.

وباختيار المهرجان لسلمى أبو ضيف تكون الفنانة المصرية الوحيدة المكرمة بجوار كل من كاتبة السيناريو الشهيرة راماتا تولاي سي، والممثلة السعودية أضوى فهد، والممثلة والمغنية السعودية أسيل عمران، والممثلة الهندية كيارا أدفاني، والنجمة التايلاندية ساروتشا تشانكيمها الشهيرة بـ«فرين».

وأبدت سلمى أبو ضيف سعادتها البالغة لتكريمها من مبادرة «المرأة في السينما» و«مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أعيش لحظات رائعة في عام 2024، واكتملت تلك اللحظات بتكريم أفتخر به كثيراً من مبادرة المرأة في السينما، ومن مهرجان البحر الأحمر السينمائي؛ أي من دولة عربية أفتخر بها وأحبها».

وأضافت: «كما أن التكريم جاء خلال مهرجان كان السينمائي أهم مهرجان سينمائي في العالم، فأشكر كل من اختارني، وخصوصاً أن التكريم جاء في السنوات الأولى للمبادرة التي تكمل هذه الأيام عامها الثالث».

ولفتت إلى أن تكريمها من مهرجان البحر الأحمر في «كان» برفقة نجمات في مجالات عدة ومن دول مختلفة، «وضع على عاتقي عبئاً كبيراً، علي حالياً أن أجتهد أكثر، كما علي أن أحلم بشكل أكبر».

وقالت الفنانة المصرية: «مهرجان البحر الأحمر من المهرجانات المحببة لقلبي، ولا أنسى أن أحد أهم أفلامي التي قدمتها (أنف وثلاث عيون) عرض لأول مرة قبل 5 أشهر ضمن فعاليات المهرجان الذي يعد مهرجاناً عالمياً على أرض عربية».

وأشارت إلى أنها لم تكن تتوقع أن تحقق كل هذا النجاح في عام 2024، موضحة: «النجاح فاق توقعاتي، بداية من نجاح مسلسل (بين السطور)، مروراً بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة)، وأيضاً في السينما مع عرض فيلم (أنف وثلاث عيون)، وسأجتهد لكي تكون أعمالي المقبلة هذا العام على المنوال نفسه، بل أتمنى أن يفوق نجاحها ما حققته».

وأرجعت سلمى سبب تطور أدائها التمثيلي خلال السنوات الماضية إلى «الاجتهاد وخوض ورش تمثيل عديدة، والسفر للخارج، كما أن ثقتي بنفسي قد زادت، ولا أنكر أيضاً فضل زملائي الذين يشاركونني بطولة أعمالي، فقد استفدت كثيراً من خبرتهم الفنية».

يذكر أن الفنانة سلمى أبو ضيف كانت قد استغلت وجودها في مهرجان كان السينمائي، وأعلنت عن خطبتها من رجل الأعمال المصري إدريس عبد العزيز، الذي يحمل أيضاً الجنسية السويسرية.

ويشار إلى أن سلمى أبو ضيف يعرض لها حالياً مسلسل «إلا الطلاق» مع الفنانة دينا الشربيني والفنان إياد نصار، وكانت قد شاركت في رمضان 2024 بمسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» خلال النصف الأول من شهر رمضان الماضي، وشارك في بطولته ليلى زاهر، وإسلام إبراهيم، وانتصار، وهو من تأليف سمر طاهر وإخراج ياسمين أحمد كامل.

 

####

 

كان يا ما كان... مجوهرات صاغتها «شوبارد» لمهرجان «كان»

من وحي حكايات الطفولة والأساطير قطع ثمينة تنافس النجوم بريقاً

لندن: «الشرق الأوسط»

شهر مايو (أيار) بالنسبة لدار «شوبارد» ليس ككل الأشهر. إنه الشهر الذي تستعرض فيه إمكانيات ورشاتها وحرفييها في صياغة مجوهرات رفيعة تتحدى المتعارف عليه فنياً وتقنياً. العمل على هذه الإبداعات يجري على قدم وساق في مختبرات الابتكار والتصميم والتنفيذ الواقعة في سويسرا. أما العيون فمصوبة نحو الريفييرا الفرنسية، وتحديداً مهرجان «كان السينمائي». فهذا المهرجان أصبح ميدانها منذ أن أصبحت شريكه الرسمي في عام 1998. تصول وتجول فيه بأجمل الإبداعات وأغلى الأحجار التي تتزين بها النجمات. ببريقها وابتكارها لا تعرف إن كان ذلك يزيدهن بريقاً أم لا، وهن يختلن بها على السجادة الحمراء. الطريف أن هذه المجموعات السنوية أيضاً بعنوان «السجادة الحمراء».

أقراط باسم «فراشات» تظهر فيها فراشتان من الذهب مرصعتان بحجرين من الزبرجد على شكل كمثرى. يعطيان الانطباع كما لو أنهما تطيران وتحلقان برشاقة قبل أن تحطا على أزهار لتلقيحها وزرع بذور الحياة فيها.

هذا العام قررت كارولين شوفوليه، الرئيسة المشاركة والمديرة الإبداعية لدار شوبارد أن تذهب أبعد مما عودتنا عليه. لم تقتصر مجموعتها هاته على إتحافنا بصرياً. دخلت المنافسة السردية مع الأفلام السينمائية المتنافسة على سعفتها الذهبية. نسجت حكايات تُلهب الخيال تبدأ كل واحدة منها بـ«كان يا ما كان» ثم تتفرع إلى أخرى تحمل كل واحدة منها حكاية لوحدها.

تعتقد كارولين أنه في كل الأزمان وكل الثقافات «تعد الحكايات والأساطير جزءاً من الخيال الجمعي، تدعونا منذ الطفولة لدخول أبواب الغابات المسحورة، والممالك البعيدة، والحيوانات الناطقة، والمخلوقات ذات القوى السحرية». من ذكريات الطفولة وقراءاتها استلهمت كارولين شوفوليه، سيناريو مجموعتها لعام 2024، جمعت فيه 77 قطعة فريدة وحكاية يختلط فيها الخيال بمهارة حرفيين.

أبطال هذا السيناريو المثير مُشكلون من حيوانات ونباتات يعيشون في وئام ويمنحون الحياة معنى السعادة. ضخَت كل واحد من هذه الكائنات بتفاصيل دقيقة جعلتهم في بعض الأحيان يتحركون بشكل يعطي الانطباع كما لو أنهم يتنفَسون. من بين هذه الحكايات، تلفت قلادة مستوحاة من شجرة بلوط الأنظار، يسكنها ويحتمي بها عدد من الحيوانات الصغيرة والحشرات والطيور. استغرقت حبكتها وصياغتها بالذهب الوردي والتيتانيوم الأخلاقي، ستة أشهر على يد أربعة حرفيين.

أسفل هذه الشجرة الوارفة والغنية بالألوان، يظهر خاتم على شكل فطر مصنوع من الذهب الوردي، غطاؤه الرقيق والمضلع، مرصع بالألماس الأبيض والبرتقالي والبني، في تدرج لوني مثير. لحبك الحكاية، كان مهماً أن تأتي التفاصيل بأهمية الأحجار والمعادن. أوراق الشجرة مثلاً جاءت من التيتانيوم والتسافوريت؛ وأزهارها مُرصعة بالكامل بياقوت باللون الأصفر مقطوع بتقنية «بريوليت». أما أوراق ثمرة البلوط فجاءت منحوتة وملونة بشكل مثير بفضل استعمال التيتانيوم.

وطبعاً لا تكتمل هذه الحكاية من دون غصن من زنبق الوادي مصنوع من التيتانيوم، زرعته كارولين شيفوليه على الجانبين ليسند أزهاراً على شكل أجراس مرصعة بالألماس ومدقاتها الصغيرة من الذهب الأصفر. عند ارتداء هذا الغصن كـ«بروش» فإنه يُغني عن كل ما سواه.

تجدر الإشارة إلى أن التيتانيوم، وهو مادة نادراً ما تستخدم في المجوهرات التقليدية، بات منذ بضع سنوات، أداة قوية في يد حرفيي الدار يتجاوزون به الكثير من القيود التقنية التي تفرضها أحيانا معادن أخرى مثل الذهب. فهو يتميز بميزتين، الأولى خفة وزنه التي تجعل تطويعه سهلاً، والثانية إمكانية تلوينه بألوان أكثر تنوعاً عن طريق الأكسدة. عند الانتهاء من عملية التلوين يصبح جاهزاً وكامل الأوصاف لا يحتاج إلى أي أحجار كريمة تُزينه. يمكن أيضاً ترصيعه بأحجار بنفس الألوان. في هذه الحالة يكون التأثير مختلفاً، حيث يبدو فيها مثل الحرباء بانعكاس ألوانه.

في حكاية أخرى تعكس حياة النباتات، يظهر عقد طويل متعدد الألوان، تتفتح فيه زهرة من الروبليت والتسافوريت وألماس ملون في قلب كريستال تحيط به تسع زهور من التيتانيوم مصنوعة يدوياً بشكل فردي. تم ختم هذه اللوحة المصغرة بلآلئ صغيرة تستحضر ندى الصباح وهو يزين أوراق التسافوريت.

بعد انتهائها من قصة الفراشات، تعرج كارولين وفريق العمل على مخلوقات أخرى لإثراء الحكاية. تظهر ضفدعتان صغيرتان تحضنان خاتماً مصنوعاً من الذهب الأصفر و التيتانيوم، تُرصِعهما بأحجار الزمرد على شكل كمثرى، فتدعمان تاجاً مرصعاً بالروبليت والألماس الأبيض والأصفر. وفي وسط هذا العمل يتموضع حجر روبليت مقطوع بشكل دائري بوزن 17.7 قيراط.

وطبعاً لأن حكايات الطفولة لا تكتمل من دون «جنية طيبة» تتمتع بقوى خارقة من شأنها أن تغير مسار حياة أي شخص، تبرز في هذا التاج واحدة في قمة الدقة تأخذ مكانها وسط تاج هيكلي وهي محاطة بمجموعة من النجوم تجسدها قطرات من الماس الصافي. أما جناحاها فمصنوعان من عرق اللؤلؤ. بحركة بسيطة تُلوِح عصاها السحرية، فتتحول إلى بروش أنيق، يعكس قوتها وقوة «شوبارد» الكامنة في تقنياتها وتوهج ألوانها.

 

####

 

«سيلين» تعيد «التوكسيدو» للصدارة في مهرجان «كان»

ونادين لبكي تتحدى شخصيته الذكورية بأنوثتها

لندن: «الشرق الأوسط»

إذا كان هناك شيء واحد سلطت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي الضوء عليه في مهرجان «كان» الأخير، فهو أن الموضة خيار يعكس حالة مزاجية وشخصية. أكدت لنا إطلالتها في حفل الافتتاح أيضاً أنه كما للفستان، بذيله الطويل وأكتافه المكشوفة جمالياته في المناسبات الكبيرة، كذلك للتايور أو «التوكسيدو» تأثيره الدرامي. الأول يضفي الأنوثة ويحرك ذكريات الطفولة وصوراً حالمة للأميرات، والثاني يعكس القوة والاستقلالية، مع لمسة تمرّد على المتعارف عليه، إن احتاج الأمر.

كل هذا جسّدته لنا نادين لبكي في حفل افتتاح الدورة 77 لمهرجان «كان» بارتدائها «توكسيدو» بطابع رجالي عوض فستان طويل. «التوكسيدو» من علامة «سيلين» وتصميم هادي سليمان. لم تحاول أن تُذوِّب شخصيته الذكورية أو تخفف منها، بالعكس لعبت على هذه النقطة، كأنها تتحداه بأنوثتها، أو فقط تحترم الحقوق الأدبية لقطعة يعدّها الرجل ملكه الخاص. سواء كان هذا أو ذاك، فإنها إطلالة ميَزتها عن باقي المشاركات في حفل الافتتاح. صُنع الجاكيت من الموهير الخفيف والناعم، نسقته مع قميص أبيض كلاسيكي من القطن، وبنطلون أيضاً بقصة سموكنغ. كل التفاصيل تحتضن طابعه الرجالي، من القصة المستقيمة والخط الساتاني الذي يمتد من أعلى الخصر إلى أسفل، والحزام، والـ«بابيون»، الذي يعدّ لحد الآن من الإكسسوارات الرجالية التي لم تسرقها المرأة بعد.

ليست هذه أول مرة يُسجل فيه «التوكسيدو» حضوره فوق السجادة الحمراء. سبق وألهبت أنجلينا جولي مواقع التواصل الاجتماعي والمجلات البراقة في حفل توزيع جوائز «البافتا»، بإطلالة مشابهة بتوقيع دار «سان لوران» في عام 2014، التي كان هادي سليمان، مصمماً لها قبل التحاقه بدار «سيلين». حينها أيضاً كانت الإطلالة درامية لفتت الأنظار إلى مهارته في تصميم بدلات تغوي الرجال والنساء على حد سواء.

تجدر الإشارة إلى أن كثيراً من النجمات ظهرن بـ«التوكسيدو» في مناسبات سابقة، مثل بيانكا جاغر في السبعينات، وكايت بلانشيت وكاري موليغان وغيرهن. فهذه القطعة كما نعرفها اليوم زرع الراحل إيف سان لوران بذرتها في بداية السبعينات. لكن ولا نجمة استطاعت أن تُزحزح أنجلينا جولي عن عرشها وتلك الصورة التي خلقتها في عام 2014، بالقميص الأبيض والربطة القصيرة التي تركتها مفتوحة تتدلى من الجانبين. ثم جاءت نادين لبكي لتنافسها، وذلك بتقديم هذه الإطلالة الذكورية بترجمة مختلفة ومتميزة، ساعدها في خلقها الفنان وخبير الأزياء سليمان ضياء، محترماً شخصيتها كفنانة وأسلوب هادي سليمان كمبدع لهذه القطعة.

صحيح أن الأب الروحي لهذه القطعة هو إيف سان لوران، إلا أن هادي سليمان يمنحها في كل موسم، وفي أغلب تشكيلاته لـ«سيلين» روحاً تتمرد على الفروقات الاجتماعية لمفهومي الذكورة والأنوثة. ربما يعود الفضل إلى مقولة شهيرة لبيير بيرجيه شريك المصمم الراحل أنه «إذا كانت كوكو شانيل قد حرَرت المرأة، فإن إيف سان لوران منحها القوة». وهذا تحديداً ما يقدمه في كل موسم، و جسدته إطلالة نادين لبكي برسمها لوحة لامرأة تحضُن أنوثتها وتفرَدها بقوة.

 

الشرق الأوسط في

20.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004