ملفات خاصة

 
 
 

نوافذ سعودية مفتوحة أمام جميع الوافدين

أسباب ثلاثة لوصول المهرجان إلى مرحلة النضج

جدّةمحمد رُضا

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

بعد تسعة أيام حافلة أسدلت الستارة على الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر»، الذي انطلق في 30 من الشهر الماضي واستمر لتسعة أيام عرض فيها قرابة 150 فيلماً في مختلف أقسامه التي يتقدمها، بطبيعة الحال، قسم المسابقة الرسمية التي يرأس لجنتها المخرج الأسترالي باز لورمَن.

في هذا القسم، وكما سبق أن أشرنا، فيلمان سعوديان ذَوَا أهمية وجودة هما: «نوره» و«مندوب الليل». وخارج المسابقة ما لا يقل عن 20 فيلماً سعودياً أخرى، من بينها تسعة روائية طويلة، بما فيها الفيلمان المذكوران.

تدلف بنا هذه الحال إلى ثلاث ملاحظات مهمّة تستدعي الاهتمام والتداول؛ لأنها منصبّة في إطار النشاط الذي تعيشه السينما السعودية اليوم.

الملاحظة الأولى هي أن العدد الغفير من الأفلام السعودية المعروضة في أكثر من قسم هو إعلان واضح عن نجاح المؤسسة الرسمية في خطّتها لدعم صناعة السينما المحلية. صار بالإمكان الحديث عن «سينما سعودية خالصة»، في مقابل ما كان الوضع عليه حتى سنوات قليلة سابقة حين كان التعبير عن وجود هذه السينما محدداً بعبارة «أفلام سعودية».

والملاحظة الثانية هي أن ما افتقده المخرجون السعوديون قبل ولادة هذا المهرجان الحيوي كان الفرصة لعرض الأفلام من حيث إنه إذا لم يكن هناك نافذة يطل الفيلم منها على الجمهور، من دون هذه النافذة، فلا تستطيع السينما السعودية تحقيق أي شيء ملموس.

تعبير وعبور

لا يؤكد المهرجان هذه الحقيقة للمرّة الأولى؛ إذ سبق أن شاهدنا بدايات النهضة السينمائية السعودية عندما فتحت أربع مهرجانات سابقة له هذا المجال.

جميع هذه المهرجانات كانت إماراتية؛ أولها «أفلام من الإمارات» الذي وسّع عروضه ليحتوي على أفلام خليجية، و«مهرجان دبي السينمائي» و«مهرجان أبوظبي» (ولو بحدود أخف؛ كون معظم المخرجين الخليجيين فضلوا التعامل مع المدير الفني لمهرجان دبي مسعود أمر الله)، و«مهرجان أفلام الخليج» الذي كان امتداداً كبيراً للسينما الخليجية.

بعد توقف كل هذه المهرجانات، لأسباب مختلفة (رغم نجاحها) لم تُحرم السينما السعودية من منفذ تعبير وعبور وحدها، بل أصاب الوضع نفسه صناعة الأفلام الإماراتية، التي شعر مخرجوها بأن البساط سحب من تحتهم. الأمر نفسه بالنسبة للأفلام العراقية التي نشطت في مطلع هذا القرن مع ولادة مهرجان دبي، ثم انطفأت شعلتها مع نهاية تلك الفترة النشطة.

الملاحظة الثالثة تتكوّن من المخرجين أنفسهم.

معظمهم من الجيل الجديد تلا جيل هيفاء المنصور ومحمود صباغ. ليس أن فارق العمر كبير، لكن الظروف التي أدّت إلى تحقيق هذين المخرجين أفلامهما («وجدة» و«المرشّحة المثالية» للمنصور، و«عمرة والزواج الثاني» و«بركة يقابل بركة» للصبّاغ) قبل سنوات ليست بعيدة وليست كالظروف الحالية. آنذاك (قبل 10 سنوات فقط) كان الاندفاع لتحقيق «وجدة» و«عمرة والزواج الثاني» انطلق فردياً. عبّر بطبيعة الحال عن الخطوة التي ستعتمدها المملكة قريباً على نحو رسمي.

الظرف الجديد بالنسبة للمخرجين السعوديين خلال السنوات الأربع الأخيرة يختلف في أن خطوة المملكة باتت في حيّز التنفيذ. لم تعد طموحاً ولا رغبة ولا أملاً، بل واقعاً.

«هيئة الأفلام»، المؤسسة الرسمية التي يرأسها عبد الله آل العياف، الذي بدوره كان مخرجاً سينمائياً ممتازاً، تتعامل ضمن هذه الوثبة لإتاحة الفرص أمام المخرجين والمؤسسات الإنتاجية المختلفة.

الخطوة الكبرى كانت وضع السينما السعودية كلها تحت مظلّة واحدة اسمها تفعيل كل قطاع ممكن من أجل قيام صناعة سينمائية لا تشكو من أي نقص. وبالفعل هناك، لجانب الأفلام المنتجة محلياً، صندوق الدعم لإنتاجات عربية وأجنبية (مثل «جان دو باري» الفرنسي، و«أربع بنات» التونسي، و«إن شاء الله ولد» الأردني)، وإصدار كتب عن السينما، وإيجاد مجلة سينمائية متخصصة («كراسات السينما») ومهرجانان، عوض واحد هما «البحر الأحمر»، الذي يعنى بالصفة الدولية، ومهرجان «أفلام السعودية» الذي يتخصص في استقبال وعرض كل فيلم سعودي أنتج من سنة لأخرى.

أفلام العرب

هذه الملاحظات هي أيضاً الأسباب التي تقف وراء هذا النشاط الكبير للأفلام السعودية. وهي أسباب تكمّل بعضها بعضاً، ولا يمكن أن يغيب أحدها من دون أن يؤثر نوعياً ومادياً على ما تشهده السينما السعودية من انطلاقة فعّالة.

بالنظر إلى ما توفر من أفلام سعودية خلال هذه الدورة من «مهرجان البحر الأحمر»، فإن التعداد أكبر من إيجازه هنا. الحال نفسها بالنسبة لما لم نستعرضه بعد من أفلام المسابقة، فهناك سبعة أفلام عربية في المسابقة يستوقفنا منها فيلم «إخفاء صدّام حسين» للعراقي هلكوت مصطفى، الذي يحدد مراميه بالحديث عن الفلاح الذي أخفى رئيس العراق السابق في مزرعته تحت الأرض. يصرّ المخرج على أن الفيلم ليس سياسياً لكن السياسة تنساب منه كما سنرى في عرض لاحق له.

هناك كذلك، ومن الإمارات العربية المتحدة، «دلما» لحميد السويدي: دراما تشتغل عليها الكاميرا جيداً عن امرأة إماراتية ورِثت منزلاً فوق جزيرة صغيرة، فانتقلت من مدينة أبوظبي إلى ذلك المكان، حيث وحدتها تصبح حالة دائمة، وسبباً لمشكلة طارئة.

أفلام قصيرة

ما هو مثير للتقدير أيضاً أن الأفلام السعودية القصيرة تشكّل موقعاً مناسباً للتعبير عن أوضاع اجتماعية تتمحور حول الطامحين (والطامحات) لتحقيق الذات على نحو مزدوج. فمن ناحية، هي شخصيات داخل الأفلام، ومن ناحية أخرى هي تعبير عن محاولات المخرجين الوصول إلى تحقيق طموحات مشابهة.

نجد في «حوض» لريما الماجد ما يؤدي بنا إلى بعض ما سبق ذكره. بطلته فتاة تحلم بتحقيق فيلمها الأول. كتبت بنفسها السيناريو ووضعت فيه الكثير من ذاتها ثم سعت لإخراجه.

فيلم آخر يحمل همّ الفنان الباحث عن نفسه وهويّته نراه في فيلم جوانا الزهراني «الخيط الأخير»؛ إذ تجد بطلة الفيلم أن مهنتها ممثلة تتطلب منها تجاوز المعيقات الاجتماعية والمؤثرات الخارجية التي ستصطدم بها إذا ما أكملت مشروعها الفني.

التحديات المذكورة لا تأتي في نطاق بحث بعض الشابات عن مستقبلهن وهويّتهن كونهن فنانات يحاولن إثبات تجربتهن الشخصية عبر الفن. هناك أفلام كثيرة من بطولة المرأة في شتّى حالاتها، وفي فورمات مختلفة (قصيرة، طويلة، أنيميشن، وتسجيلي). بين أفلام الرسوم اللافتة «سليق» لأفنان باويان، و«وحش من السماء» لمريم خياط.

النشرة الضرورية

الجهود المبذولة من جانب إدارة المهرجان ومن جانب المخرجين الساعين لعرض أفلامهم فيه، هي بدورها أكبر من أن تُستعرض في خلاصات. على الجانب الأول هناك كل تلك المسائل التي على الإدارة (من القمّة وما دون) حلها أو مواجهتها إذا ما وقعت فجأة. وفي هذا الإطار، ورغم ملاحظات لمسائل على الدورات المقبلة مراعاتها، فإن التنظيم جيد، علماً بأن تنظيم مهرجان بهذا الحجم هو أضعاف ما يتطلّبه مهرجان أصغر حجماً أو طموحاً.

واحدة من المشاكل التي لا بدّ من بحثها هي كيف يمكن جذب المشاهدين لتنويع مشاهداتهم؟

الواقع أن الإقبال الأكبر على ثلاث هويّات سينمائية: الأفلام السعودية، والأفلام العربية، والأفلام الهندية. بالنسبة للأفلام السعودية، فإن هذا الإقبال حالة نجاح محسومة؛ لأن إحدى رسالات المهرجان الأهم، هي تشجيع السينما السعودية لا بالنسبة لعروضها فقط، بل صوب دفعها لتكون أول اهتمامات شركات التوزيع الأجنبية. أكثر من فيلم سعودي كان حقق هذه النقلة وآخرها «نوره» الذي وقّع منتجوه على عقد توزيع مع شركات «فرونت رو» لتوزيعه في عموم دول الشرق الأوسط والمغرب العربي.

الإشكال يقع في خانات الأفلام غير السعودية والعربية والهندية، حيث الحضور قد لا يتجاوز حفنة من المشاهدين. بعض ما يمكن فعله في هذا الاتجاه تمييز هذه الأفلام مسبقاً بكتابات إعلامية مسبقة تبين أهمياتها على الصعيدين الفني والدرامي.

وجود نشرة عربية يومية، وهو الأمر الغائب عاماً بعد عام، ضروري لمثل هذه المهمّة، كذلك تخصيص عروض مسبقة للصحافة والإعلام لأجل الكتابة عن هذه الأفلام مسبقاً لعروضها الجماهيرية.

حدث في هذه الدورة

صرّح السفير الأميركي لدى السعودية مايكل راتني بأن المملكة حقّقت خلال السنوات الخمس الماضية «انفجاراً غير عادي في الفضاء الثقافي وبطموح غير عادي».

كشفت الممثلة هالي بيري في حديثها خلال المؤتمر الذي عُقد خلال المهرجان عن أنها تستعد لمزاولة الإخراج قريباً بعد فيلم عنوانه «مود ف مود» (Maude v Maude).

أدار المخرج ورئيس لجنة التحكيم باز لورمَن حواراً جيداً مع الممثل الأميركي (أصله أسترالي - كلورمَن) تحدّث فيه الممثل عن سنواته الفنية منذ انتقاله إلى هوليوود.

نقلة مهمّة لمحطة «MBC» التي كانت قد دخلت مجال الإنتاج بقوّة منذ سنوات؛ إذ قررت توسيع رقعة اهتماماتها السينمائية بتأسيس قسم للخدمات التقنية والإنتاجية للأفلام الأجنبية.

 

####

 

شاشة الناقد

جدّةمحمد رُضا

فيلمان يربط بينهما إسناد البطولة إلى أستاذ مدرسة... في «نورة» هو مدرّس أطفال همّه الوحيد التعليم وتوسيع المدارك... في «الأستاذ» هو شخصية متشابكة في عالم معقد

نوره ★★★★

إخراج: توفيق الزايدي | المملكة العربية السعودية | 2023

الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج السعودي توفيق الزايدي يبدو كما لو كان نتاج حرص شديد على إصابة أكثر من هدف واحد. في المقدّمة هو لمنح المشاهدين دراما اجتماعية تدور في رحى زمن قريب مضى. من ناحية ثانية هو تجسيد لرغبة المخرج في إنجاز الفيلم الذي سيأخذه إلى نجاحات محلية وعالمية معاً. في ناحية ثالثة، هناك الطموح لكي ينجز الفيلم بأسلوب خاص به.

ينجز المخرج هذه الأهداف على نحوٍ شبه متساوٍ؛ يمنح الفيلم مشاهديه شريحة مِن وضع مضى كان الفن فيه محرّماً أو فعلاً يمارسه أشخاص لا يمكن الوثوق بهم. هذا من خلال حكاية تستأثر بالاهتمام ذات بطولة مزدوجة. من ناحية هناك الفتاة نورة (ماريا بحراوي) التي تريد ترك القرية الصحراوية حيث تعيش، والهجرة إلى المدينة حيث يعيش جدها. من ناحية أخرى، هناك المعلّم نادر (يعقوب الفرحان) الذي ترسله الحكومة للتدريس في تلك القرية.

التمهيد سريع، والمخرج ليس لديه وقت يصرفه على التمهيدات. الكاميرا تحكي كل شيء في البداية كاشفة عن البيئة الصعبة والتقاليد القائمة في إطار عام 1992، كما يذكر الفيلم في مطلعه. يبدأ الأستاذ بتعليم الأولاد الصغار الأبجدية والكتابة والتفكير معاً؛ هو أوعى من أن يلتزم بالحروف وحدها عادّاً أن المطلوب هو توسيع المدارك العامّة من دون الخروج عن المتاح من التقاليد. على ذلك، يرتكب ما يعدّه آخرون فعلاً غير مقبول: تعليم الرسم.

نورة، بدورها، التي كانت مُولَعة بالمجلات الفنية ترغب في أن يرسمها... مهمة لها عواقبها إذا ما عرف أهل القرية بذلك، وهو ما يحدث بالفعل.

المهمّة التي يتصدى الزايدي لها صعبة؛ يرغب في الحديث عن الحاجة للتطوّر من دون أن ينتقد التراث والتقاليد، وهو يحقق ذلك عبر سيناريو وطريقة سرد تضع كل الاحتمالات على الطاولة، عندما يبدأ المشاهد بالتساؤل عما إذا كان الأمر سيتجاوز علاقة حذرة وبعيدة عن التفاعل العاطفي بين الشخصين، وإذا ما كان الوضع سينفجر على نحو عنيف. لكن الزايدي أكثر احتراماً لقوانين تلك البيئة بحيث يصِمُها بما يتجاوز مجرد رفضها لمواصلة الأستاذ عمله وترحيله من المكان.

يحتاج المخرج لضمان قدر من التنويع بصرياً. الكاميرا تحترم النبرة الهادئة للفيلم والمعالجة المتأنّية لما يسرده، لكنها تلتزم بمسافات وأحجام لا تتغيّر كثيراً معتمدة على قرارات ثابتة حول أين ستكون الكاميرا وأين سيقف الممثل (أو الممثلون) قربها أو بعيداً عنها. عدا ذلك، كان يمكن للسيناريو الاستفادة أكثر من بعض الشخصيات التي بقيت بعيدة عن الصورة، على الرغم مما كانت تستطيع أن تستفيد الدراما بحضورها. إلى ذلك، رسم خطين متوازيين من البطولة ينزع قليلاً من حقيقة أن المعنية، حسب العنوان، هي نورة وليست الأستاذ نادر. بكلمات أخرى، كان يمكن لشخصية أحدهما أن تدلف إلى الأخرى عوض أن تصاحبها على نحو متوازٍ لحين لقائهما في النصف الثاني من الفيلم.

هذه ملاحظات لا تترك أي شوائب فعلية بالنسبة للجمهور، والفيلم بنفسه تعبير عن موهبة تولَد ناضجة بلا ريب.

عروض مهرجان البحر الأحمر.

 

الأستاذ ★★★★

إخراج: فرح النابلسي | بريطانيا | 2023

في نهاية هذا الفيلم، نسمع مذيعة تلفزيونية تتحدّث عن ضحايا فلسطينيين إثر غارات الجيش الإسرائيلي. هذا الفيلم أُنجز كاملاً قبل الحرب الحالية، لكن ما تفيد به النهاية هو حقيقة أن قصف غزة، بالطائرات أو سواها، لم يتوقف عملياً منذ سنين يصعب حصرها.

هذا ليس الأمر الوحيد الذي يربط الفيلم بالحاضر. الحكاية بأسرها تفعل ذلك بيُسر وإقناع. المخرجة فرح النابلسي التي قدمت سابقاً فيلماً ساحراً قصيراً بعنوان «الهدية» (عن أبٍ اشترى ثلاجة من الجانب الإسرائيلي يريد العودة بها إلى الجانب الفلسطيني، لكن جنود الحاجز يمنعونه ويعنّفونه أمام ابنته الصغيرة) تعرف كيف تخطو خطواتها المحسوبة حيال مسألة شائكة: لا تريد تمييع القضية المطروحة في الفيلم، ولا تريد أن تخسر شروط التعامل مع المُشاهد الغربي فترميه بخطابات أحادية. في هذا الصدد، تنجز المخرجة فيلماً واعياً ومدروساً كتابةً وتنفيذاً.

هو (صالح بكري) أستاذ في مدرسة. من تلامذته شقيقان لديهما والعائلة حقل من الزيتون. ذات يوم يُهدم منزل تلك العائلة بقرار من المحكمة (لا داعيَ للفيلم أن يدخل في تفاصيل السبب؛ فهو مجرد تبرير للهدم) ما يؤدي إلى هجرتها لمأوى آخر. بعد أيام قليلة يهرع الشقيق الأكبر صوب الحقل بعدما شاهد مستوطنين يهوداً يحرقون شجر الزيتون. المشاجرة سريعة وقاتلة يسقط بعدها الشقيق قتيلاً برصاص أحدهم.

في خط موازٍ هناك مندوبة للأمم المتحدة (إيموجين بوتس) تتعرّف عن كثب عما يدور وتحضر المحاكمة التي تطلق سراح القاتل «لعدم توفر الأدلة»، القرار الذي يبني عليه الشقيق الأصغر قراره الخاص: سينتقم لأخيه من المستوطن ذات يوم. يجد الأستاذ نفسه في حالة حرجة عندما تزوره مجموعة ومعها جندي كانت قد خطفته لتتركه عنده. تطالب بإطلاق سراح رهائن (سبب آخر للتفكير بالوضع الحالي) مقابل إطلاق سراح الجندي المختطَف.

في هذا الوقت نتعرّف على والدي الجندي، وتمنحهما المخرجة فرصة التعبير عن أن الخسارة واحدة؛ فهما، في نهاية المطاف، والدا الجندي. حالة أخرى تتطوّر في سياق هذا السرد، هي العلاقة بين الأستاذ والمندوبة؛ إذ تتحوّل لعاطفة يحتاج إليها كل من الآخر.

على وفرة هذه الخطوط، لا يوجد أي تشابك أو ضعف في سرد الحكاية والاعتناء بكل هذه الجوانب. تتقن المخرجة معالجة الموضوع المطروح رغم مناطق قليلة يخشى فيها الناقد أن تتم التضحية بأبعاد الفيلم ومفاداته لصالح بعض المفارقات. لكن فرح النابلسي تدرك أيضاً هذه المحاذير.

ما لا تنجح به مسألة واحدة شائكة: صالح بكري ممثل جيد في صمته وفي حضوره، لكن لديه مشكلة حين يتحدّث بالإنجليزية. لا أقصد أنه يرتكب أخطاء لغوية أو قواعدية، لكنه يفتقد الإلقاء الطبيعي الذي يمارسه في العربية. هو مدرّس لغة إنجليزية، بالتالي قاموسه من المفردات يجب أن يكون أوسع كذلك في تلقائية الحديث بتلك اللغة عوض أن يبدو كما لو كان يتذكر ما سيقول أو يقرأه.

عروض مهرجان البحر الأحمر

 

أم كل الأكاذيب ★★★

إخراج: أسماء المدير | المغرب | 2023

ما زال السؤال عن قيمة فيلم تسجيلي يدور حول المخرجة أو حول أحد أفراد عائلتها أو حول كل أفراد العائلة، موضع تساؤل حاد عند هذا الناقد.

في حين لم يحقق جهابذة الإخراج أفلاماً تسجيلية عن حياة كل منهم، نجد أن الأعوام العشرين الأخيرة حفلت بأشرطة تجمع ما بين الذكريات والصور والتعليقات والمقابلات التي تدور حول ما لدى المخرج قوله في هذا الشأن. هل هو قول مهم؟ إذا كان مهمّاً للمخرج؛ فهل لا بد أن يكون مهمّاً للمُشاهد؟

يندرج فيلم أسماء المدير «أم كل الأكاذيب» تحت هذا النطاق، علماً بأنه ليس فيلماً رديئاً، بل على العكس مشغول بحذق وذكاء. المشكلة ربما في «الثيمة».

تنطلق المخرجة من التساؤل حول السبب الذي من أجله لا توجد لها إلا صورة واحدة في منزل العائلة، وتصل إلى نتيجة أن الصور كانت محرّمة بأمر من جدتها المتشددة التي كانت تستطيب إهانة ابنتها وحفيدتها أسماء.

هنا تعود أسماء إلى جدتها طالبة إيضاحات. الجدة ليس لديها كثير لتقوله. لكن أسماء تصر، وإصرارها يقود الفيلم إلى ردح نفسي وذهني بين عقليّتين متناقضتين؛ لا الجدة ستغادر موقعها ولا الحفيدة ستسمح لنفسها بالانضواء تحت سطوة جدتها.

هذا ما يعيدنا إلى السؤال الأول: لماذا؟

هناك، من الناحية الفنية، جهد في مكانه الصحيح تبذله المخرجة للجمع بين عناصر كان يمكن لها أن تتشتت: رسوم وصور وتعليقات وتسجيل حوارات ساخنة بين الجدة وابنتها والمقابلات نفسها. بالإضافة إلى التصوير الداخلي لوجه سيّدة تعكس عيناها إصراراً كبيراً، ولا يزال لسانها لاذعاً. هناك اشتغال على المحيط الاجتماعي بقدر ما يتسنى لفيلم. في كليّته، صُنع فوق مستوى معظم ما حُقّق من أفلام شبيهة.

عروض مهرجان البحر الأحمر

ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

 

####

 

إشراق ونور... ممثلتان تونسيتان تنطلقان من «بنات أُلفة»

قالتا لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم وضعهما على الطريق الصحيحة

جدةانتصار دردير

قالت الممثلتان التونسيتان إشراق مطر ونور قروي إنهما حظيتا بفرصة مهمة ستشكل علامة فارقة في مسيرتهما الفنية بمشاركتهما في فيلم «بنات أُلفة» للمخرجة كوثر به هنية، الذي عرض ضمن برنامج «روائع عربية» بالدورة الثالثة لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، وأكدتا أنهما تم اختيارهما عن طريق Casting وأنهما شاهدتا شرائط مصورة للفتاتين الحقيقيتين «رحمة وغفران الشيخاوي» قبل أن تبدآ التصوير.

ويتناول الفيلم التونسي قصة حقيقية وقعت عام 2016 لسيدة تونسية تدعى «أُلفة» لديها 4 بنات، تُفاجأ بانخراط اثنتين منهما للقتال في صفوف «تنظيم داعش» بليبيا، ويمزج الفيلم بين التوثيق والدراما، حيث تشارك به ألفة وابنتاها الأصغر، آية وتيسير الشيخاوي، فيما تؤدي دور الأم في مشاهد درامية الفنانة هند صبري، بالفيلم الذي يمثل تونس في منافسات الأوسكار المقبلة.

تلعب إشراق مطر شخصية غفران الشيخاوي، فيما تؤدي نور قروي شخصية شقيقتها رحمة، ويعدّ الفيلم العمل الأهم في بداية مسيرتهما الفنية، إذ لا تزال كل منهما تستكمل دراستها، فبينما تدرس إشراق السيناريو والإخراج، فإن نور تدرس اللغة الإنجليزية والعلاقات الدولية، ولكل منهما تجارب عديدة بالمسرح التونسي.

تقول إشراق: «هذا ثالث فيلم يجمعني بالمخرجة التونسية الكبيرة، فقد اختارتني لدور صغير في فيلمها السابق (الرجل الذي باع ظهره) وجمعني مشهد بالنجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، كما شاركت بدور آخر في فيلم قصير لها بعنوان (مسرح السعادة) يعرض حالياً عبر منصة (نتفليكس)، وشاركت في أفلام أخرى لم تعرض بعد، وقدمت عروضاً مسرحية عديدة»، فيما تؤكد نور أنها قدمت ثلاث مسرحيات ويعد «ألفة» أول أعمالها السينمائية.

تجمع إشراق ونور مشاهد عديدة وهما ترتديان النقاب الأسود وتواجهان الأم ألفة وتسترجعان انضمامها للتنظيم وكيف حاولتا التأثير على شقيقتيهما الصغرى للانضمام لهما.

تكشف نور: «لم نتمكن من مقابلة الفتاتين لوجودهما في السجن، لكننا شاهدنا الفيديوهات التي تتحدثان فيها عن كيفية انضمامهما إلى صفوف (داعش)، وقد ساعدتني لكي أفهم الشخصية وأعرف دوافعها، فقد انضمت رحمة للتنظيمات الإرهابية وعمرها 14 سنة، لذا فقد كانت صغيرة، بل طفلة من السهل التأثير عليها».

وتضيف إشراق: «صورنا كثيراً من المشاهد التي جمعتنا بكل من ألفة الأم الحقيقية والفنانة هند صبري التي تؤدي دورها، وكنت متشوقة لأشاهد الفيلم الذي أعجبني حين شاهدته وأعجبني أكثر تأثيره في حياة ألفة وبناتها منذ كنا في التصوير، فقد كان بمنزلة (مختبر علاجي)، وأذهلتني ردود فعل الجمهور من مهرجان (كان) وفي (البحر الأحمر)، حيث حظي بإعجاب رجال ونساء أشادوا بالفيلم بعد عرضه».

فيما تقول نور: «صورنا لثلاثة أسابيع، في تجربة مختلفة فنياً وإنسانياً، وكنا نشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الفيلم، ورغم أنني لا أشبه رحمة شكلاً فإنني اقتربت من شخصيتها، بينما إشراق تشبه غفران، وقد كانت أصعب مشاهدي مع الأم ألفة وأنا أتهمها بأن (مصيرها إلى جهنم إذا لم تنضم معنا إلى التنظيم الإرهابي)».

يُعدّ العمل مع المخرجة كوثر بن هنية فرصة كبيرة لكل من إشراق ونور إذ تؤكد إشراق: «سعدت بالعمل معها لأنها مخرجة كبيرة وذكية، وحين أخبروني بقبولي لأداء الدور فرحت كثيراً لأنني كنت أعرف أنه ليس فيلماً عادياً ويعد مغامرة فنية كبيرة، وهو الأمر الذي تؤكده نور: كوثر بن هنية مخرجة لديها ذكاء إنساني، فهي لا تسبب ضغطاً نفسياً للممثل، بل تتعامل برفق إذا شعرت بتوتر الممثل وخوفه، وتعمل على تهدئته، وقد حدث لي هذا التوتر قبل تصوير أول مشهد مع الفنانة هند صبري فهدّأت من قلقي».

وتؤكد كل من إشراق ونور أن الفيلم يمثل تجربة فارقة في بداية مسيرتهما الفنية، وهو ما تعبر عنه إشراق بقولها: «فخورة جداً بالمشاركة في هذا الفيلم وأنا عادة أختار أدواري بدقة ولا أعمل سوى ما أقتنع به، لذا سأواصل طالما كانت الأدوار مهمة وبها إضافة للإنسانية، وأتمنى أن أحظى بفرص مماثلة مستقبلاً لأنني أحب التمثيل والفن عموماً»، وتضيف نور: «بعد (بنات أُلفة) أنتظر أعمالاً في مستوى هذا الفيلم، وأجد أفلاماً تحمل قضايا مهمة، لكن هذا لا يحدث دائماً للممثل، فهذا حلم وليس طموحاً».

وكان فيلم «بنات ألفة» قد شارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ76 وفاز بجائزة «العين الذهبية» لأفضل فيلم، كما فاز بجائزتي «السينما الإيجابية»، وحصل على تنويه خاص من لجنة جائزة الناقد «فرنسوا شالي» بالمهرجان نفسه، كما حاز جائزة أفضل فيلم دولي في مهرجان «ميونيخ» وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان «جوثام الدّولي».

 

الشرق الأوسط في

07.12.2023

 
 
 
 
 

تحدث عن بدايته في هوليوود وتجربته مع «سبيدرمان» ..

التفاصيل الكاملة لجلسة حوار أندرو غارفيلد في «البحر الأحمر السينمائي»

جدة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير

شارك النجم الأوسكاريّ والحائز على جائزة الغولدن غلوب أندرو غارفيلد، أفكاره حول أيامه الأولى في هوليوود، وتجاربه في العمل على سلسلة Spider-Man، وأفكاره حول البحر الأحمر السينمائي خلال جلسته الحوارية في المهرجان اليوم.

شارك اللقاء مع المنتج السعودي ورئيس مؤسسة البحر الأحمر للأفلام محمد التركي، وهو صديق قديم عمل معه في الفيلم المستقل 99 Homes في عام 2014. وهو من إخراج الإيراني الأمريكي رامين بحراني، خلال فترة الركود. فترة أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما فقد العديد من الأمريكيين منازلهم.

يتذكر غارفيلد قائلاً: "لقد كانت مجموعة مثيرة للاهتمام منا هي التي صنعت هذا الفيلم، كان هناك رامين الذي كان مخرجًا أمريكيًا ولكن من تراث ثقافي مختلف تمامًا، ثم محمد التركي من التراث السعودي وأنا من التراث الإنجليزي. لذلك كانت هناك مجموعة من الأشخاص الذين شعروا أنهم ربما كانوا غرباء بطريقة معينة، يروون قصة عما يعنيه أن تكون غريبًا".

وتحدث غارفيلد أيضًا عن أيامه الأولى في هوليوود، قبل أن يحصل على أول فرصة كبيرة له، عندما كان يتسكع مع مجموعة من الممثلين البريطانيين الشباب الطموحين، بما في ذلك جيمي دورنان، وروبرت باتينسون، وتوم ستوريدج، وتشارلي كوكس.

وقال غارفيلد مازحاً إنه على الأقل كان يعيش مع صديقته بينما البقية جميعهم زملاء في الغرفة: "لوس أنجلوس مكان غريب بالنسبة للإنجليز". "لقد كان وقتًا مثيرًا ومميزًا جدًا للدخول والخروج من شقق بعضنا البعض، وعدم القدرة على شراء أكثر من مشروب واحد، ومقارنة النصوص التي كنا نقرأها."

أصبحت جميع أفراد المجموعة منذ ذلك الحين نجومًا كبارًا، ولكن في ذلك الوقت كانوا جميعًا يكافحون معًا، وتابع: "إنه أمر نادر أن تكون 50% متحمسًا جدًا ومليئًا بالدعم لزملائك الفنانين والأصدقاء، ثم 50% يشعرون بالغيرة الشديدة، وقال غارفيلد: "لكننا تمكنا من التعبير عن ذلك لبعضنا البعض - كان من الصحي جدًا أن نمتلك تلك المشاعر وألا ننكر ذلك".

وتحدث أيضًا عن شعوره بالرعب عندما كان لأول مرة في موقع التصوير الأول له على الإطلاق - الدراما السياسية لروبرت ريدفورد Lions For Lambs - وهو شعور لم يتمكن من التخلص منه حتى الآن بعد أن كان يعمل منذ ما يقرب من عقدين ويبلغ من العمر 40 عامًا، وقال إنه صُدم عندما أنهى ريدفورد، الذي لعب دور البطولة أيضًا في الفيلم، لقطته الأولى وسأله عن رأيه في كيفية سير الأمور. "قلت، يا إلهي، نعم، كان ذلك رائعًا! لقد كان ذلك تواضعًا حقيقيًا، فأنت لا تعرف أبدًا ما إذا كان سيتواصل أم لا".

وقارن أيضًا إطلاق ريدفورد لمهرجان صندانس السينمائي بما كان التركي يبنيه عبر البحر الأحمر، موضحًا أن ريدفورد أخبره أنه بدأ المهرجان في البداية لمساعدة أحد جيرانه في ولاية يوتا الذي كان مهددًا بفقدان أرضه.

بعد شراء الأرض لصديقه، كان على ريدفورد أن يجد طريقة لاستخدامها: «وهكذا قرر إنشاء مهرجان لصانعي الأفلام الشباب الطموحين، وقد تطور من شيء صغير جدًا. جاء الدافع من الظلم الذي كان يراه هذا الرجل، الذي كان على وشك أن يفقد منزله، وكان يقول، حسنًا، لا أستطيع أن أسمح بحدوث ذلك إذا كانت لدي القدرة على المساعدة.

ثم تحدث التركي عن مهرجان البحر الأحمر في دورته الثالثة، ومؤسسة البحر الأحمر للسينما التي مولت حتى الآن أكثر من 257 فيلماً. وقالت التركي وسط صيحات التهليل والتهليل من الغرفة: "لقد ضم مهرجان كان هذا العام تسعة أفلام لمخرجات تم اختيارها رسميًا، وأربعة منها كانت مدعومة من البحر الأحمر".

بالطبع، ريدفورد هو مجرد واحد من العديد من صانعي الأفلام البارزين الذين عمل معهم غارفيلد، وهي قائمة تضم أيضًا مارتن سكورسيزي (Silence)، وميل جيبسون (Hacksaw Ridge)، ولين مانويل ميراندا (Tick, Tick…Boom!). وفي إشارة إلى عمليات التعاون هذه، قال غارفيلد: "ما تعلمته من كل هؤلاء الأساتذة هو أن المخرج العظيم يجب أن يكون واثقًا بما يكفي للتعاون مع زملائه الفنانين. إذا كان لديك مخرج أفلام يريد فقط أن يكون محركًا للدمى، ويتحكم في كل جانب من جوانبها، فأنت تخنق إبداع الآلاف من الفنانين المذهلين".

وجاء الحدث الأبرز بالنسبة للعديد من الشباب في الجمهور عندما بدأ غارفيلد يتحدث عن التحضير لدوره في The Amazing Spider-Man في عام 2012: "لقد أحببته، وشعرت بضغط كبير لأنه كان شخصيتي المفضلة منذ أن كنت في الثالثة من عمري. لم أنم كثيرًا، كنت أتواجد في صالة الألعاب الرياضية كثيرًا، كنت أتناول الحساء والتوت، وكنت أتدرب على الباركور والجمباز واليوجا. لذلك كان وقتًا مكثفًا حقًا، حتى رأيت نفسي في الدور على الشاشة".

 

####

 

نيكولاس كيدج في «البحر الأحمر السينمائي» :

غيرت اسمي لأتجنب اتهامات الواسطة وعمي سخر مني يوم فوزي بالأوسكار

جدة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير

تحدث النجم الأمريكي نيكولاس كيدج بعمق عن أهم المحطات في مسيرته الفنية بجلسة حوارية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة مع الإعلامية ريا أبي راشد، كاشفًا سبب تغيره لاسمه وتعامله مع اتهامات الواسطة وعن اتجاهه للدراما التلفزيونية بدلا من السينما.

قال نيكولاس كيدج أنه غير اسمه في بداية مسيرته الفنية من "نيكولاس كوبولا" إلى "نيكولاس كيدج" لسببين، والسبب الأول هو موقف حدث أثناء تصويره لفيلم Fast Times at Ridgemont High.

حكى كيدج: "بعض الممثلين في موقع التصوير ظنوا أنني غير موهوب لأنني ابن شقيق المخرج فرانسيس فورد كوبولا (مخرج The Godfather)، وقاموا بالسخرية مني عن طريق ترديد مقولة من فيلم Apocalypse Now".

وأضاف نيكولاس أن هناك سبب آخر وهو: "المخرجون أنانييون جدًا، ولا أعتقد أن أيا منهم سيوافق على رؤية اسم "كوبولا" فوق عنوان فيلمه"، مشيرًا إلى أن اسم كوبولا سيخطف انتباه المشاهد.

ومع ذلك فإن نيكولاس كيدج يقول أنه فخور أنه تربى وسط فنانين، وأشار إلى أن المخرج فرانسيس فورد كوبولا سخر من تغييره لاسمه بعد أن فاز بأوسكار أفضل ممثل عن فيلمLeaving Las Vegas ، إذ أرسل له خطابًا يقول "مبروك من فرانسيس كيدج، إلينور كيدج، رومان كيدج، وباقي العائلة".

وأعطى الممثل تفاصيل عن كواليس فيلمه Moonstruck: "شير حاربت الشركة المنتجة كي يعينوني في الفيلم، وسافرت إليها كي أسألها عن سبب رغبتها في العمل معي لهذه الدرجة، وقالت إنها شاهدتني في فيلم Peggy Sue Got Married واضطرت للعمل معه".

في الوقت الحالي، يخطط نيكولاس كيدج للاتجاه للدراما التلفزيونية، مشيرًا إلى أنه استنفد قدراته الابداعية في السينما، وقال "شاهدت Breaking Bad مع ابني ورأيت بريان كرانستون يحدق على حقيبة لمدة ساعة، بينما أنا لا أنظر لحقيبة لمدة ساعة، فقررت أن أتجه للمسلسلات".

وأضاف كيدج: "لن أرفض جميع الأفلام المعروضة علي ولكنني لدي ابنة تبلغ من العمر 15 شهرًا وأود أن أقضي وقتًا معها، فالاتحاه للمسلسلات قرارا منطقيًا للعائلة".

وانتهت الجلسة بحديث نيكولاس كيدج عن فيلمه المقبل Dream Scenario الذي اعتبره واحد من أفضل 5 سيناريوهات قرأها على مدار مسيرته التيطالت 45 عاما، وقال أن باقي القائمة تتضمن Vampire's Kiss وLeaving Las Vegas وRaising Arizona و Adaptation.

 

####

 

كرم نيكولاس كيدج في حفل ختامه :

بالصور | القائمة الكاملة لجوائز الدورة الثالثة لـ «البحر الأحمر السينمائي»

جدة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير

تحت شعار "قصتك بمهرجانك"، اختتمت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، مساء أمس الخميس، بحفل ضخم لتوزيع الجوائز، في جدة بالمملكة العربية السعودية، وسط حضور عدد كبير من نجوم هوليوود وبوليوود وعرب وصناع الأفلام.

وكرم المهرجان نيكولاس كيج، احتفالًا بمسيرته التي استمرت 45 عاماً. وبرفقة الرئيس التنفيذي للمهرجان، محمد التركي، قدم عضو لجنة التحكيم والممثل السويدي جويل كينمان الجائزة، وقال: "إنه شرف لي أن أقدم العظيم نيكولاس كيدج، وهو واحد من أفضل الممثلين على الإطلاق، وأعتقد أنه الأجرأ أيضاً، فهو ذو شجاعة تلهم جميع من يعمل معه، وهو قادر على خلق شخصيات أيقونية يتذكرها الجميع".

وحرص كيج أثناء استلامه الجائزة ، على إلقاء التحية على الحضور باللغة العربية، قائلاً : "السلام عليكم يا جدة، شكراً يا محمد وشكراً يا جويل، إنك ممثل عظيم وعميق وصديق جيد ومضحك وأتمنى العمل معك مجدداً".

وأوضح كيج أنه حرص على ارتداء بدلة حمراء، تكريماً للبحر الأحمر، قائلاً: " شكراً لكم على هذا التكريم وعلى دعوتي لهذه الأرض الساحرة".

ذهبت جائزة اليُسر الذهبي للفيلم القصير لفيلم "بتتذكري" للمخرجة داليا نمليش، وتدور أحداثه عن قصة زوجين يواجهان الانفصال الوشيك.

وذهبت جائزة اليُسر الفضي للفيلم القصير تذهب لفيلم "حقيبة سفر" للمخرجين سمان حسينبيور وأكو زندكاريمي.

وحاز على جائزة الجمهور من فيلم العُلا فيلم "فاقد الأمل" للمخرج كيم تشانغ هوون، وجائزة أفضل فيلم سعودي من فيلم العُلا ذهبت، للفيلم السعودي "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، بطولة الفنان السعودي عبدالله السدحان، والعمل تم تصويره كاملاً في مدينة العلا واستغرق تحضيره 5 إلى 6 سنوات.

وذهبت جائزة الشرق لأفضل وثائقي لفيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية، وبطولة هند صبري.

وحصد الممثل الفلسطيني صالح بكري جائزة أفضل ممثل عن أدائه في فيلم "الأستاذ"، فيما حصدت الممثلة منى حوا جائزة أفضل ممثلة، عن أدائها في الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد".

وحصل فيلم "فاقد الأمل" للمخرج كيم تشانغ هوون على جائزة الجمهور من فيلم العُلا.

وفازت نور الخضراء بجائزة النجم الصّاعد من شوبارد، والتي تهدف إلى دعم المواهب الواعِدة في عام السينما.

وحصد فيلم "ما فوق الضريح" لِلكاتبين كريم بن صالح وجمال بلماهي، جائزة أفضل سيناريو.

وفاز فيلم "في ألسنة اللهب" لِلمخرج زارّار كان على بجائزة اليُسر الذهبي لِأفضل فيلم طويل.

وحصد فيلم "عزيزتي جاسي" لِلمخرج تارسم سينج داندوار على جائزة اليُسر الفضّي للفيلم الطويل.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "الأستاذ" لِلمخرجة فرح النابلسي.

وحصد المخرج شوكير خوليكوف جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "الأحد".

وفاز فيلم "نذير شؤم" بجائزة أفضل مساهمة سينمائية.

ومن أبرز النجوم الذين حضروا الحفل، جيسون ستاثام، وأندرو غارفيلد، وغوينيث بالترو، وأدريان برودي، وعليا بهات، ونيكولاس كيج، وفريدا بينتو، وهالي بيري، وصوفيا فيرغارا، ويسرا، وسمية رضا، وأحمد مجدي، ومحمد سامي، وسوسن بدر، وأمينة خليل، وهالة سرحان، وإلهام شاهي، وعلا رشدي، وأمير رمسيس، ودرة، ولجين عمران، وميلا الزهراني، وغيرهم العديد.

واختتم الحفل بعرض فيلم الختام الأمريكي فراري، ضمن قسم "روائع العالم"، وهو فيلم روائي طويل، إخراج مايكل مان، ويشارك في بطولته آدم درايفر، وبينيلوبي كروز، وشايلين وودلي، وباتريك ديمبسي.

وتدور أحداثه حول قصة بطل السباقات السابق "إينزو فيراري" في صيف 1957 حينما واجه تحديات مالية أثرت على المصنع الذي بناه مع زوجته "لورا" قبل عشر سنوات، ومن ثم انتهاء زواجهما بعد فقدانهم لابنهم "دينو"، ليجد فيراري نفسه غير قادر على تكبد خسائر أخرى مع شريكته الجديدة لينا لاردي، وتتطور الأحداث حين يقرر سائقي المشاركة والفوز في سباق الألف ميل في "ميل ميليا" في إيطاليا.

 

موقع "سينماتوغراف" في

07.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004