ملفات خاصة

 
 
 

مخرج وموسيقي أميركيان يدهشان مهرجان البندقية

داميان شازيل وجاستن هرفيتز أبدعا أفلام "ويبلاش" و"لا لا لاند" و"الرجل الأول" ونالا الـ"أوسكار"

هوفيك حبشيان

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثمانون

   
 
 
 
 
 
 

واحدة من أجمل لحظات مهرجان البندقية السينمائي الذي يختتم هذا المساء بحفلة توزيع الجوائز، كانت درس السينما الذي أعطاه المخرج الأميركي داميان شازيل والموسيقي الأميركي جاستن هرفيتز، حين تحدثا عن صداقتهما وتعاونهما الذي أنتج أفلاماً خمسة أشهرها "ويبلاش" و"لا لا لاند" و"الرجل الأول". مع الإشارة إلى أنهما ولدا في العام نفسه (1985) ونالا كلاهما الـ"أوسكار" عن عملهما. اكتشف الحضور من خلال هذا الحديث تفاصيل مفيدة عن كيفية التعاون المثمر القائم على الاحترام والحوار المتواصل بين تأليف السيناريو وتأليف الموسيقى، وهما اثنان من أهم عناصر صناعة الفيلم

لم يكن شازيل في البندقية لهذا الغرض، فهو أيضاً رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ80، تسلم مهمة على هذا المستوى من المسؤولية، وهو فقط في الـ38 من عمره، لكنه مدعوم بتجربة سينمائية قوية، علماً أنه سبق أن افتتح "الموسترا" مرتين، مع "لا لا لاند" و"الرجل الأول".

التقى شازيل وهرفيتز في الإطار الجامعي في هارفرد يوم كانا طالبين فيها، وجمعتهما الموسيقى منذ اللحظة الأولى، قبل أن يتشاركا معاً غرفة واحدة. ويقول شازيل عن رفيق دربه بأنه كان دائماً في زاوية الغرفة يعمل على تأليف الألحان، بينما هو في زاوية أخرى يكتب السيناريوهات. "السينما جاءت أولاً في حياتي، ثم الموسيقى كشيء أثرى تجربتي"، يوضح المخرج الذي ذاع صيته دولياً مع "ويبلاش". 

خلال سنوات مديدة كان شازيل، الذي أنجز مع "لا لا لاند" واحداً من أجمل ميوزيكالات هوليوود في تاريخها، عائداً بهذا النوع إلى عصره الذهبي، محاولاً إحياء نوع من السينما كان انقرض، يعتقد أن هذه الميوزيكالات غير قادرة على التعبير عن المشاعر العميقة، وفي طريقة واقعية كالأفلام غير الموسيقية. يقول "كنت شاهدت العديد من الميوزيكالات، لذا لم يكن الأمر كما لو أنني أجهل الكلاسيكيات العظيمة في هذا النوع، ولكن لسبب من الأسباب، لطالما أثار هذا النوع إزعاجي وضايقني بشدة. كنت أتابع القصة وأدخل في تفاصيلها، ثم تبدأ الشخصيات في الغناء بلا أي سبب يبرر ذلك. كان ذلك يزعجني جداً".

إكتشاف حاسم

ولعل اكتشافه "مظلات شربور" للمخرج الفرنسي جاك دومي في عمر مبكر كان حاسماً وغير المعادلة. يقول شازيل إنه أحدث انقلاباً في حياته، ليغدو مع الوقت الفيلم الذي غير حياته بامتياز. يتذكر قائلاً: "بمجرد أن بدأ الفيلم، أدركت، وهو الأمر الذي أثار رعبي، أن كل الأحداث ستروى بالغناء. شيئاً فشيئاً على غرار تفاعل كيماوي غريب حدث شيء ما. ومع إشراف الفيلم على نهايته كنت في حالة من الفوضى الشاملة، هذا جعلني أعود إلى مشاهدة الميوزيكالات التي لم أكن أحبها سابقاً. لقد وجدت أن نظرتي بأكملها قد تغيرت. بدلاً من الانزعاج من اللحظات التي تصدح فيها الأغنية في سياق الأحداث صارت تلك الأغنية تشعرني بالنشاط. أصبحت أقدر هذا التحدي وأشعر أنه شكل من أشكال السينما الطليعية، والسينما التي تكسر القواعد. وإذا نظرت إلى بعض من ميوزيكالات هوليوود المهمة كـ"أميركي في باريس" ترى فيها ذلك الخط الطليعي التجريبي، ولكن في إطار المعالجة الأكثر قرباً من روح الجمهور. وهكذا أصبحت مدمناً تماماً للميوزيكالات". 

أول فيلم أنجزه شازيل وألف موسيقاه هرفيتز هو "غاي ومادلين على مقعد حديقة" الذي بدأ تحضيره في 2007 وعرض في 2009، وهو يتركز بشكل خاص على موسيقى الجاز. آنذاك كان الرفيقان في الـ22 من عمرهما. حظي الفيلم بموازنة محدودة، ولهذا السبب اضطر هرفيتز إلى تسجيل الموسيقى في براتيسلافا (عاصمة سلوفاكيا). يتذكر هرفيتز: "أعطيت لنا جلسة واحدة مدتها أربع ساعات لتسجيل كل الموسيقى وكل الأغاني. كانت هذه المرة الأولى التي يعزف فيها موسيقيون ما ألفته من ألحان، وكنت كتبتها على الورق بخط يدي. في جامعة هارفرد كانوا يرغموننا على كتابة الموسيقى ليس فقط على الورق بل بالحبر، ولم يكن يسمح لنا باستخدام قلم الرصاص. وهذا يأتي من (فلسفة) مفادها أنه إذا ارتكبت خطأ ما فيجب عليك تبييض نسختك مجدداً، مما يجعلك تفكر أكثر قبل كتابة أي شيء. كنت كتبت موسيقى هذا الفيلم على الورق ولم أسمعها قط قبل موعد التسجيل. أتذكر أنني قفزت حرفياً من مكاني عندما انطلق عزف المقطوعة الأولى، وكان مهندسو الصوت يضحكون عليَّ وهم يرونني في هذه الحالة. كان هناك الكثير من الأشياء التي لم تكن ناجحة أو لم تعمل كما اعتقدت، ولم أفكر في تطبيقها العملي، مثل المكان الذي يتنفس فيه الموسيقيون، لم يخطر ذلك في بالي".

في فيلمهما الثاني معاً "ويبلاش" (2014) تفادا الكثير من الأخطاء التي وقعا فيها خلال إنجاز الأول، وكان النجاح الجماهيري والشعبي في انتظارهما، علماً أن هذا الفيلم هو "تطويل" لفيلم قصير كان أخرجه شازيل ونال عنه جائزة في مهرجان ساندانس للسينما المستقلة. الفيلم بأكمله عن عازف جاز يطمح في أن يصبح موسيقياً كبيراً. يقول شازيل: "عادة ما يكون لديَّ مخزن كبير لموسيقى جاستن، قبل أن أبدأ في كتابة السيناريو. وفي هذا الفيلم قمت بالعكس. الفيلم نفسه هو تأويل لموسيقاه. إنه ذهاب وإياب مستمران بدلاً من انتظار أحدنا الآخر".

تعاون خلاق

يشبه شازيل العمل بينهما بلعبة البينغ بونغ، تتخلله نقاشات كثيرة، وهو ما يميز تعاونهما عن غيره، خلافاً للعمل التقليدي الذي يقتضي بأن ينتهي السيناريو ثم تؤلف الموسيقى بناء عليه. درسهما السينمائي في البندقية أكد بأن كل واحد منهما يتغذى من الآخر. ويضيف على إنتاجه. حتى إن شازيل اعترف بأن "الرجل الأول" عن غزو الفضاء من خلال عيني نيل أرمسترونغ لم يكن سوى تأويل لموسيقى هرفيتز الذي استخدم آلة الثيرمين القادرة على خلق إحساس خاص جداً، خصوصاً أن صوتها يذكر بالصوت البشري. وكشف شازيل عن أن من الصعب عليه فرض هذه الموسيقى على أرباب الاستوديو الذي أنتج الفيلم، وكانت هناك محاولات كثيرة لإزاحتها واستبدال أخرى بها، وكانت هذه أصعب تجربة عاشها الثنائي. 

في معظم الأحيان تأتي فكرة الأفلام عند شازيل من موسيقى هرفيتز. مهما يكن نوع هذه الموسيقى والهدف الذي كتبت من أجله، فتغدو مقطوعات موسيقية تلهم المخرج وتساعده على البدء في عملية الكتابة، هذا ما يسميه شازيل بـ"المهرب الصوتي". عن مراحل إنجاز "لا لا لاند" يقول هرفيتز: "هذا هو الفيلم الوحيد الذي عملت على موسيقاه، انطلاقاً من معالجة وليس من سيناريو مكتمل. عادة، أحصل على السيناريو، أقرأه، ثم نبدأ في تحليله. نقرر أين نضع موسيقى وأين لا نضعها. أبدأ في ابتكار تيمات على البيانو باستخدام الآلات الافتراضية قبل أن نسجل".

يعتبر شازيل أن المخرج حتى ولو تغاضى عن النزاهة الفنية فعليه أن يظل صادقاً تجاه أي مشروع يقوم به. يضيف "هذا من الأشياء التي يحاول الآخرون إقناعك بها. لم أقابل يوماً شخصاً أكثر عناداً من جاستن، وقادراً على التمسك برؤيته على رغم كل الصعوبات التي تجعل معظم الناس يستسلمون. كان هناك الكثير من التحديات على طول طريق كل هذه الأفلام التي أنجزناها". 

على رغم كل التوافق الذي يظهر بوضوح من حديثهما فالخلافات ليست عملة نادرة بينهما بحسب اعترافهما، ولكن هناك دائماً مبدأ يلتزمانه كي لا يفسد الخلاف للود قضية، وهو العمل المتواصل إلى أن يرضى كلاهما عن النتيجة. 

 

الـ The Independent  في

09.09.2023

 
 
 
 
 

مهرجان البندقية (5): نجم مثلي، دمية حكيمة، وقاتل متفلسف

محمد صبحي

من بين العناوين المنتظرة في نسخة هذا العام من مهرجان البندقية السينمائي، فيلم "مايسترو"، وهو سيرة ذاتية عن حياة الموسيقار يونارد بيرنشتاين من إخراج برادلي كوبر، الذي لم يتمكّن من الحضور بسبب الإضراب (حيث يقوم ببطولة الفيلم إلى جانب إخراجه) لتقديم فيلمه الذي يعتبره كثيرون أحد الأفلام المفضّلة لجوائز الأوسكار المرتقبة، وهو فيلم أكاديمي، إذ يتألق كوبر في الإخراج أكثر من السيناريو والتمثيلالفيلم الثاني،"بريسيلا" لصوفيا كوبولا، يحكي قصة "الملك" إلفيس بريسلي من وجهة نظر زوجته السابقة بريسيلا بريسلي، التي وصلت شخصياً لحضور العرض الأول والإجابة على بعض أسئلة الصحافيين. أما أفضلهم، الفيلم الثالث، فهو "القاتل"، وفيه يدخل ديفيد فينشر إلى ذهن قاتل محترف على إيقاع أغنيات الروك الستينية، ليؤكّد نفسه كأحد السينمائيين الأميركيين العظماء النشطين حالياً.

مايسترو.. فرصة مهدورة؟

حين عُرض فيلم "مايسترو"، السيرة الذاتية عن حياة الموسيقار ليونارد بيرنشتاين من إخراج برادلي كوبر، صار شبح غياب نجوم هوليوود عن المهرجان حقيقياً تماماً، بالرغم من أنه كان واضحاً منذ وقت مبكر أن برادلي كوبر، المخرج والممثل الرئيسي وكاتب فيلم السيرة الذاتية، سيبقى بعيداً من البندقية تضامناً مع إضراب الكتّاب والممثلين في هوليوود. بدا المهرجان مهجوراً حرفياً، حتى مع تصدّر المخرجين لتقديم أفلامهم بأنفسهم. المعجبون الحقيقيون لا يدعون هذا الغياب يحبطهم على أي حال؛ بل يثابرون ويقفون خارج قصر السينما حتى أثناء النهار.

لكن هذا العام أكثر هدوءاً، وهو ما يلفت الانتباه بشكل طبيعي إلى الأفلام من ناحية، وليس إلى مسألة ما إذا كان أحد الممثلين الرئيسيين قد بصق على آخر في العرض الأول (كما حدث العام الماضي في أحد الأفلام الأميركية المشاركة). لكن في هذه "الهدنة" أو "الدايت" النجومي، إذا جاز التعبير، ربما يتردّد صدى الإجابة على السؤال بشأن مدى حاجة السينما - والبندقية - لنجومها أيضاً.

وهذا ملحوظ بشكل خاص في سينما النجوم مثل "مايسترو"، والذي صُمّم خصيصاً للممثل الرئيسي وشريكته كاري موليغان بحيث يُمنحان العديد من اللقطات المقرّبة ذات الدلالة. بعد الظهور الأول لكوبر في مقعد الإخراج بفيلمه "مولد نجمة"، كان من المتوقع أن يكون هناك مشروع آخر لإظهار الطموح والإيغو الفنّيين، لكن من الواضح أن هذا الإنتاج الفاخر من "نتفليكس" يهتم بالشخصية الأنثوية أكثر من سابقه. في "مايسترو"، تنتقل فيليسيا مونتيليغري، التي تلعب دورها موليغان، من كونها مساوية للمايسترو كفنّانة، إلى مجرد ربّة منزل وأمّ، حتى أنها – وأثر من إحباطها وخيبة أملها بسبب مغامرات زوجها المثلية – تلملم شتات نفسها وتصير من جديد بطلة حياتها الخاصة.

الفيلم، الذي شارك في إنتاجه مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ، يركّز على قصة حبّ بيرنشتاين مع فيليسيا مونتينيغرو، التي كانت زوجته لسنوات رغم خيانات الموسيقار مع رجال آخرين. لا يقوم كوبر بتبييض الشخصية - على الرغم من أنه لا يضع إصبعه عليها أيضاً - لكن الفيلم يبدو أكثر تكريساً لتمجيد العلاقة بين الزوجين بدلاً من تسليط الضوء على تروما الشخصية لعدم قدرتها على أن تكون على حقيقتها (من المعروف أن برنشتاين كان مزدوج الميل الجنسي، ولم يصرّح أبداً بمثليته). كما أننا لا نعرف الكثير عن العملية الإبداعية للموسيقار. بهذا المعنى، فالعلاقة "التخاطرية" مدى الحياة بين ليونارد وفيليسيا - على الرغم من كل تلميحات العبقرية الموسيقية التي ينظمها الفيلم (دون استيعاب أهمية برنشتاين خاصة بالنسبة للموسيقى الأميركية الشعبية في القرن العشرين) - هي القصة الحقيقية لـ"مايسترو". في التترات، يأتي اسم موليغان أولاً. أكثر من مجرد لفتة، بل هو في حقيقته جوهر الفيلم ذاته.

من جهته، يحاول كوبر جاهداً في كل لقطة أن يصبح بيرنشتاين، لكنك ترى دائماً ممثلاً يقدّم كل ما لديه، من دون نسيان أن برادلي كوبر هو الموجود أمامك على الشاشة. لكن الأمر ليس كذلك مع كاري موليغان، الممثلة ذات الطبيعة الغامرة التي تتألق كعادتها. بالنسبة إليها، الحديث تحديداً عن الفصل الثالث من الفيلم، الذي يركّز على مرضها، وهو أيضاً أسوأ أجزاء الفيلم. إذا كان كوبر قد اختار خلال بقية فيلمه بعض التقشّف العاطفي، فهو هنا يلقي بنفسه تماماً في الميلودراما.

على الرغم من ذلك، يُظهر "مايسترو" مرة أخرى - كما حدث سابقاً مع "مولد نجمة" - أن كوبر صانع أفلام جيّد. المشهد الأول في الفيلم رائع، مع نافذة تشبه الستارة وظهور البطل وإلى جانبه رجل. افتتاحية تحدّد ازدواجية الشخصية الرئيسية من دون الحاجة إلى التحدّث كثيراً عنها، وفي لقطة طويلة بالأبيض والأسود يدلفنا الفيلم إلى المسرح. هناك ومضات من العبقرية في الميزانسين، كما في تلك التحولات الجميلة وبعض المشاهد الرائعة، مثل أول لقاء جنسي/ موسيقي بين كوبر وموليغان أو مناقشة ملتقطة من كاميرا ثابتة وبعيدة، من دون إبراز الدراما، ولا فرد عضلات الممثلين بلا مبرر، بل من موضع محايد وأنيق. كما يُظهر ذكاءً في استخدام موسيقى برنشتاين كعنصر سردي. لكن رغم هذا، فمن المؤسف ألا يشعر المرء أبداً بالتأثّر بقصة من المفترض أن تدفعه إلى حافة البكاء.

بريسيلا.. سيرة مضادة

على عكس الفيلم الأول، وصل الممثلون الرئيسيون في فيلم "بريسيلا" لصوفيا كوبولا، إلى الليدو، حتى لو لم تكن هناك طوابير خارج قاعة السينما بانتظار جاكوب إلوردي وكايلي سبايني، بطلي الفيلم. صوَّر "بريسيلا" خارج نظام الاستوديو (بتمويل من شركة A24، النجم الصاعد في سماء الصناعة الأميركية) وبالتالي لا يقع ضمن سلطة اختصاص جمعية منتجي هوليوود. حصلت شركة "موبي" Mubi على حقوق البث والتوزيع. نظرة سريعة على شعار الشركة الذي يتصدّر بشكل متزايد عديد الأفلام، ستعطيك فكرة جيدة عن التطورات الحالية في صناعة السينما الأميركية.

بطريقة ما، يعدّ "بريسيلا" بمثابة فيلم مضاد لفيلم باز لورمان من العام الماضي حول سيرة إلفيس بريسلي، ليس فقط لأن ورثة "الملك" رفضوا إعطاء صوفيا كوبولا حقوق استخدام أغانيه. لكن بخلاف ذلك، لم يكن من الممكن تصوّر فيلم عن زواج بريسيلا وإلفيس، يأخذ وجهة نظرها. كان أيضاً قراراً حكيماً أن يمتنع سبايني وخاصة إلوردي عن التقليد المبالغ فيه، وهو الأمر الذي سئم منه المرء في فيلم السيرة الذاتية الثالث في مسابقة هذا العام.

إلا أن كوبولا، التي كتبت السيناريو أيضاً، تظلّ وفية لصيغ وتقاليد سينما السيرة الذاتية لفترات طويلة في فيلمها. يشق "بريسيلا" طريقه بإخلاص منذ لقائهما الأول في العام 1959 في قاعدة عسكرية في ألمانيا حتى انفصالهما في العام 1973. ولا مجال كبير للمفاجآت.

ومع ذلك، فبريسيلا بريسلي نفسها، التي سافرت لحضور العرض الأول للفيلم (هي المنتجة)، قدّمت فورة عاطفية في المؤتمر الصحافي، حيث انفجرت أخيراً في البكاء لفترة وجيزة خلال جلسة الأسئلة والأجوبة: "كان من الصعب مشاهدة فيلم عن نفسك وحياتك وحبك الكبير. لقد قامت صوفيا بعمل رائع".

تبذل كوبولا أيضاً جهوداً كبيرة لتبرير حقيقة أن بريسيلا بوليو (اسمها الحقيقي) كانت تبلغ من العمر 14 عاماً فقط عندما التقت بإلفيس. تقول بريسلي عن هذا في المؤتمر: "يعتقد الناس جميعاً، أن الأمر كان يتعلق بالجنس. لكنه لم يكن كذلك، لم نمارس الجنس حينذاك. لقد كان لطيفاً جداً، ومحباً للغاية. لقد تقبَّل حقيقة أنني كنت في الرابعة عشرة من عمري فقط. كانت تربطنا علاقة روحية.

لكن بعد وقت قصير من زفافهما، تصبح بريسيلا سجينة في غريسلاند (حيث عاش ملك الروك): دمية جميلة وضحية لأهواء نجم البوب، الذي أصبح مدمناً بشكل متزايد على الحبوب. تفسير كوبولا للدراما الزوجية – التي يليق بها تماماً فيلم من توقيع دوغلاس سيرك -  وحياة بريسيلا بريسلي، أبعد ما يكون عن محاولة القيام بشيء مماثل لما فعله بابلو لاراين مع جاكي كينيدي، على سبيل المثال. تبدو خزانة ملابس كايلي سبايني وتسريحات شعرها مذهلة، لكن هناك فراغاً كبيراً خلف الواجهات الجميلة. بصمة لا تتغيّر في أغلب أفلام صوفيا كوبولا، التي، للإنصاف، تتطلّب مشاهدتها أكثر من مرة للجزم بشأنها.

"القاتل".. رحلة في عقل قاتل متسلسل

حاول ديفيد فينشر الدخول إلى رؤوس القتلة المتسلسلين مرات عديدة، لكنه كان يفعل ذلك دائماً من وجهة نظر الشخص الذي أمامه. من رجال الشرطة الذين يحاولون فهم كيفية عمل رأس المرء في "سبعة" (1995)؛ ومن هوس الصحافيين بآخر في "زودياك" (2007)؛ ومن اجتماع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي معهم لمحاولة رسم ملفهم النفسي في مسلسل "مايندهانتر". عبر هذا المسعى في مطاردة وفهم القتلة، قام أيضاً برسم صورة للمجتمع في كل زمن من أزمنة هذه الأعمال.

إلا أنه لم يفعل ذلك حرفياً حتى "القاتل"، فيلمه الجديد المقتبس من رواية مصوّرة بالعنوان ذاته للمؤلف الفرنسي ماتز والرسّام لوك جاكامون. "القاتل" هو الوجه الآخر لعملة العناوين المذكورة أعلاه. هنا، وللمرة الأولى، وجهة النظر التي تنطلق منها القصّة هي وجهة نظر مَن يضغط على الزناد، وبالتالي فالدخول في ذهنه سيكون كما هو، لأنه، كما في النصّ الأصلي، يتقدّم السرد بفضل التعليق الصوتي الذي نسمع فيه أفكار هذا القاتل البارد والهادئ (يجسّده مايكل فاسبندر)، الذي تمكّن من جعل جسده أفضل سلاح للتفسير ونقل حالة هذا الرجل الغامض الرمادي غير القابل للاختراق.

"القاتل" - الذي سيصدر في منصة "نتفليكس" في 10 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل - مقسّم إلى فصول، تدور أحداث كل منها في مدينة مختلفة، ويبدأ بفصلٍ في باريس حيث يوضّح فينشر مرة أخرى أنه أحد أفضل المخرجين في الوقت الحالي. يُعتبر نصف الساعة الأول من الفيلم تمريناً في صناعة الأفلام الدقيقة والمحكمة والسريعة، بتوضيحه أن الوتيرة لا تعتمد على حدوث الكثير من الأشياء بسرعة أو التحرير/المونتاج السريع، ولكن على كيفية بناء قصّتك ودفعها للأمام.

فصلٌ أول يقلب توقعات الفيلم رأساً على عقب، إذ إن ما نراه هو الروتين المنفر لقاتل متسلسل ينتظر وينتظر في شقّةٍ باريسية ضحيةً لا تظهر أبداً. مفتتحٌ بأصداء "النافذة الخلفية" لهيتشكوك، حيث تتحرّك كاميرا فينشر الماهرة بين الجدران الأربعة لمساحة عمل مشتركة بين اليوغا وأغاني فرقة ذا سميثز The Smiths، لأن أغاني فرقة الروك البريطانية - وهنا تفصيل آخر للعبقرية - تساعد هذا القاتل على خفض معدّل ضربات قلبه ليتمكّن من استخدام بندقيته التلسكوبية. بإضافة أغنيات مثل "هذا الرجل الساحر"، أو "السماء تعلم أنني بائس الآن"، أو "متى يحين الوقت المناسب؟"، إلى الموسيقى التصويرية الرائعة لمتعاونيه المنتظمين أتيكوس روس وترينت ريزنر؛ نصبح أمام إحدى أقوى المقطوعات الموسيقية السينمائية لهذا العام.

وأوضح فينشر السبب وراء اختياراته الموسيقية بالقول:"لا أعتقد أن هناك مكتبة موسيقية لفنان يتمتع بهذا القدر من الطبيعة الساخرة والذكاء في الوقت ذاته. ليست لدينا معرفة كافية بماهية هذا الرجل، وفكّرتُ أنه من الممكن أن تمنحنا لائحة الموسيقى التي يستمع إليها، نافذة مناسبة للدخول إليه".

على كل مَن يتوقع فيلم أكشن مثيراً طوال مدّته، أن يبحث في مكان آخر. هنا قصة تشويق لا تشوبها شائبة ولا مزاح فيها، حادة وذكية، توزّع جرعات الأدرينالين، بحيث ينخفض نبض المتفرّج بعد جريمة القتل الأولى، ما يسمح بمرور الوقت حتى تصل جريمة قتل أخرى. فيلمٌ يظهر من خلاله عالم في حالة انحلال، مجتمع فردي حيث لا مفاهيم مثل الحظ أو العدالة، يتأمّله القاتل أثناء استعداده للانتقام بعد مهمة فاشلة.

يتحدث فينشر مرة أخرى عن العالم المحيط بهذا القاتل، وعلى الرغم من أنه لا يفعل ذلك بشكل واضح مثل النصّ الذي يرتكز عليه، إلا أنه يثير تأملات حول مفاهيم مثل الحقيقة، وتجريد الإنسان من الإنسانية بواسطة التكنولوجيا، وتفاهة الشرّ، وغياب أي نوع من القيم. "أريد من المتفرّج أن يشكّ في هوية الشخص الذي يقف وراءه"، قال فينشر في المؤتمر الصحافي. واللافت، أن مخرجَين عادة ما يمتلكان قدراً معتبراً من السخرية في أفلامهما، مثل يورغوس لانثيموس (راجع الرسالة الثانية من المهرجان) وديفيد فينشر، يتطابقان في إنتاج عملين، رغم إظهارهما لعالمٍ فاسد ومتحلّل، يشيران إلى غياب السخرية وإلى الاتحاد باعتباره الخلاص الوحيد.

ينظم فينشر فيلمه بناءً على توليد تناقضٍ مستمر. ما تفكّر فيه شخصيته، وما نراه في الواقع. يبرّر القاتل أفعاله بانعدام القيم في العالم كذريعة أخلاقية لغياب قيمه. يلعب الفيلم على هذه التناقضات، بدايةً من الميزانسين. عندما يتغيّر المنظور وتغادر وجهة النظر رأس القاتل، يتغيّر شريط الصوت في الفيلم، وتُسمع الأغاني بقوة مختلفة، وحتى إن التصوير يهتزّ (يستخدم الكاميرا المحمولة، التي يندر وجودها في أفلامه).

ومن المثير للسخرية أن شعار هذا القاتل، الذي يداوم على تكراراه مثل تعويذة ليصدّق أكاذيبه، هو أنه يجب على المرء دائماً "الالتزام بالخطة وعدم الارتجال". وللمفارقة، أن هذه العبارة - التي كتبها أندرو كيفن ووكر، المُشارك مع فينشر في كتابة "سبعة" - تأتي في فيلمٍ لمخرج تسبقه سمعته باعتباره مهووساً بالسيطرة والتفاصيل؛ شخص قادر على تكرار تصوير لقطة ما لتحريك الكادر ملليمتر أو شيء من هذا القبيل، شعاره – كما قال زميله ستيفن سودربيرغ ذات مرة - أن "هناك مئات من الطرق المختلفة لتصوير شيء ما، ولكن في نهاية المطاف لا يوجد سوى طريقتين فقط، إحداهما خطأ".

هنا يُظهر مرة أخرى قدرته على العثور على الكادر المثالي، ويحقّق لحظات لا تُنسى، مثل مشهد قتال بالأيدي يكون فيه الصوت والمونتاج أساسيين ولازمين، ومواجهة مع تيلدا سوينتون تستذكر المشهد الافتتاحي لفيلم "الشبكة الاجتماعية" من حيث القدرة على استخراج جوهرة سينمائية من محادثة مطوّلة على طاولة بار. صحيح أن "القاتل" ربما لا يتمتّع بعمق "الشبكة الاجتماعية" أو حتى "زودياك"، لكنه يؤكّد فينشر كأحد كبار أساتذة السينما العاملين حالياً بهذا العمل اللافت الذي يسهل تصوُّر 99% من مخرجي العالم يحاربون ويتقاتلون من أجل وضعه في سيرتهم المهنية.

 

المدن الإلكترونية في

09.09.2023

 
 
 
 
 

من الأوفر حظاً للفوز بالأسد الذهبي لـ «فينيسيا السينمائي الـ 80»؟

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

تُوزَّع الليلة جوائز الدورة الثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي التي طبعها الإضراب المستمر في هوليوود، وتتجه الأنظار إلى فيلمين يُعتبران الأوفر حظاً للفوز، أحدهما "فرانكنشتاين" بنسخة نسائية من بطولة إيما ستون، والثاني ينتقد وضع المهاجرين في أوروبا.

ويتنافس 23 فيلماً على جائزة الأسد الذهبي، التي نالها العام الفائت فيلم عن أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة من إخراج لورا بويتراس.

ومن أبرز الأعمال الطامحة إلى لقب "موسترا" فيلم "بور ثينغز" الذي تؤدي فيه إيما ستون دور مخلوق يتحول مسخاً على طريقة شخصية فرانكنشتاين الشهيرة. وتولى إخراج "بور ثينغز" اليوناني يورغوس لانثيموس الذي تُدرج أفلامه باستمرار في المهرجانات، وأنتجته إيما ستون التي تربطها صداقة وثيقة برئيس لجنة التحكيم في هذه الدورة داميان شازيل.

وقد تُفضِّل لجنة التحكيم إرسال إشارة سياسية قوية إلى إيطاليا، التي تتولى السلطة فيها حكومة يمينية متطرفة، من خلال منحها الجائزة لعمل من توقيع مخرجة أوروبية كبيرة أخرى هي البولندية أنييشكا هولاند. ولقيَ فيلمها "غرين بوردر" المصوَّر بالأبيض والأسود، ومدته ساعتان ونصف ساعة، استحساناً واسعاً لإظهاره الوضع المأساوي للمهاجرين الآتين من سورية وأفغانستان وأفريقيا الذين تعرّضوا للتقاذف بين بولندا وبيلاروسيا عام 2021، وتحوّلوا أسرى لعبة دبلوماسية تتجاوزهم.

ومن الأفلام التي حازت أيضاً الإعجاب في البندقية، "إيفل داز نات إكزيست" للياباني ريوسوكي هاماغوتشي، الذي سبق أن حصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن "درايف ماي كار". كذلك برز فيلم "لا بيت" (La Bete) للفرنسي برتران بونيلو من بطولة لِيا سيدو، إحدى النجمات الفرنسيات النادرات اللواتي حظين بشهرة دولية. وهذا الفيلم بمثابة رحلة على طريقة المخرج والممثل الأميركي ديفيد لينش.

ولكن إذا حصلت سيدو على جائزة أفضل ممثلة، فهل ستحضر لتسلّم جائزتها؟ هذا السؤال مطروح نظراً إلى أنها كمعظم النجوم العالميين، لم تمشِ على السجادة الحمراء بسبب إضراب هوليوود، حيث يخوض كتّاب السيناريو والممثلون مواجهة تاريخية مع الاستوديوهات.

وأدى هذا الحراك الاجتماعي الهادف إلى تحسين الأجور وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي إلى شلّ قطاع السينما والمسلسلات، ومنع النجوم من الترويج للأفلام، باستثناء الإنتاجات المستقلة. وكان الموسترا أول مهرجان سينمائي عالمي يدفع ضريبة إضراب هوليوود.

فقد غابت إيما ستون عن "موسترا"، وكذلك فعل برادلي كوبر الذي أدّى دور الملحّن وقائد الأوركسترا الراحل ليونارد بيرنستاين في فيلمه "مايسترو"، الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي ويستكشف فيه حياة الموسيقيّ الشهير الخاصة.

ولم تأت إيما ستون ولا برادلي كوبر، مؤلف ومؤدي فيلم السيرة الذاتية عن ليونارد بيرنستاين لحساب "نتفليكس".

إلا أن نجوماً آخرين حضروا، كآدم درايفر الذي يؤدي دور إنزو فيراري في فيلم عن سيرته من إخراج مايكل مان، والدنماركي مادس ميكلسن بطل "ذي بروميسد لاند"، وجيسيكا تشاستين بطلة فيلم "ميموري" للمكسيكي ميشال فرانكو. وحرص هؤلاء على أن يعربوا عن دعمهم للمضربين.

ولاحظت تشاستين، أمس الجمعة، أن البعض كان في كثير من الأحيان يُفهِم الممثلين "أنّ عليهم التزام الصمت لحماية حياتهم المهنية".

ولم تقتصر محاولات الإفادة من مهرجان البندقية لرفع الصوت على المطالب النقابية.

فالحركات النسوية سعت أيضاً إلى التعبير عن مواقفها من خلال تحركات في المدينة، نددت فيها بالمكانة التي خصصها أقدم مهرجان في العالم لسينمائيين تستهدفهم حركة "مي تو" التي تندد بالعنف الجنسي أو التحيّز جنسياً ضد النساء.

وفي مقدّم هؤلاء مخرج فيلم "دوغمان" المشارك في المسابقة الفرنسي لوك بيسون (64 عاماً)، الذي اتهمته الممثلة ساند فان روي عام 2018 بأنه اغتصبها، قبل أن يُغلق ملفه القانوني في نهاية يونيو، بعدما أسقطت محكمة التمييز بشكل نهائي هذه التهم.

أما وودي آلن (87 عاماً) الذي تعرّض للنبذ من قطاع السينما برمّته في الولايات المتحدة لكنه ليس مطلوباً للقضاء، فشارك من خارج المسابقة بفيلمه Coup de Chance، وهو الخمسون في مسيرته.

وفي المقابل، لم يحضر إلى فينيسيا المخرج رومان بولانسكي المقيم في أوروبا بمأمن من القضاء الأميركي، الذي يلاحقه منذ أكثر من 40 عاماً بعدما أدانه بإقامة علاقات جنسية مع فتاة قاصرة، في حين أن فيلمه "ذي بالاس" الذي عُرض أيضاً من خارج المسابقة تلقى انتقادات لاذعة من النقاد.

وبرّر رئيس مهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا دعوة المخرجين الثلاثة إلى الموسترا بوجوب "التمييز بين الإنسان والفنان".

 

####

 

تعرف على | أبرز جوائز الدورة الـ 80 لـ «فينيسيا السينمائي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

أقيم حفل توزيع جوائز الليلة الختامية لمهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الثمانين، وكانت أفلام "Poor Things" للمخرج يورغوس لانثيموس، و"Green Border" للمخرجة أنيسكا هولاند ، و"Evil Does Not Exist" للمخرج ريوسوكي هاماجوتشي، من بين العناوين الأكثر ترشيحًا لجوائز المسابقة الرسمية، التي وضعت أمام لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج الحائز على جائزة الأوسكار داميان شازيل.

وفاز فيلم "Poor Things" بجائزة الأسد الذهبي، إنتاج المملكة المتحدة، ويدور الفيلم في إطار من الخيال العلمي والرومانسية، يدور العمل حول امرأة تُدعى بيلا باكستر، ورحلتها من الموت إلى العودة للحياة مجددًا على يد العالم الغامض دكتور جودوين باكستر.

الفيلم بطولة إيما ستون، ريني كوالي، ويليم دافو، مارك رافالو، كريستوفر أبوت، رامي يوسف، إخراج يورجوس لانثيموس.

وفيما يلي قائمة جوائز مهرجان فينيسيا لدوته الـ 80:

** المسابقة الرسمية

ـ جائزة لجنة التحكيم الكبرى: "الشر غير موجود" للمخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي.

ـ الأسد الفضي لأفضل مخرج: "أنا الكابتن" ماتيو جاروني

ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم "الحدود الخضراء" أنيسكا هولاند

ـ أفضل سيناريو: فيلم "الكونت" غييرمو كالديرون، بابلو لارين

ـ كأس فولبي لأفضل ممثلة: فيلم "بريسيلا" كايلي سبايني

ـ كأس فولبي لأفضل ممثل: فيلم "الذاكرة" لبيتر سارسجارد

ـ جائزة مارسيلو ماستروياني لأفضل ممثل شاب: فيلم Me Captain، سيدو سار

** جوائز آفاق:

ـ أفضل فيلم: «شرح لكل شيء» للمخرج غابور ريسز

ـ أفضل مخرج: «الجنة تحترق» ميكا جوستافسون

ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: «أحد لا نهاية له» للمخرج آلان باروني

ـ أفضل ممثلة: «إل بارايسو» مارجريتا روزا دي فرانسيسكو

ـ أفضل ممثل: «مدينة الرياح» تيرجيل بولد إيردين

ـ أفضل سيناريو: «إل بارايسو» إنريكو ماريا أرتالي

ـ أفضل فيلم قصير: «رحلة قصيرة» لإيرينيك بكيري

** أسد المستقبل

ـ جائزة لويجي دي لورينتيس لأفضل فيلم أول: "Love is a Gun" للمخرج لي هونغ تشي.

 

####

 

«جرعة الشر غير موجودة» و«أحد لا نهاية له» يفوزان بجائزة النقاد «فيبريسى» فى فينيسيا السينمائي

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

منحت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما "فيبريسى" جائزتين في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي: واحدة لفيلم طويل في قسم المسابقة الرسمية والأخرى في الأقسام الجانبية لأسبوع أوريزونتي وأسبوع النقاد.

ذهبت جائزة فيبريسى للفيلم الطويل في المسابقة إلى فيلم "جرعة الشر غير موجودة" للمخرج ريوسوكي هاماجوتشي، وقالت لجنة التحكيم فى دوافع الاختيار إنه فيلم شديد التعاطف يستكشف التأثير الشخصي المؤلم للحظة البيئية العالمية الحالية.. إنه فيلم ذو جمال غير عادي، وتوصيفات معقدة، وخاتمة غامضة ورائعة ومنتصرة".

بينما ذهبت جائزة فيبريسى الثانية لفيلم "أحد لا نهاية له" للمخرج آلان باروني في قسم آفاق وقالت فى حيثيات الجائزة "من أجل اللغة السينمائية القوية في الإخراج، من أجل الأداء المذهل للممثلين الشباب الثلاثة والشعور المزدوج بالغربة والانتماء إلى تم تصوير المدينة الخالدة كأم أجداد بطريقة مجزأة ولكن عضوية".

ضمت لجنة التحكيم: دانييل كوثنشولت، ألمانيا، كيفن ماهر، المملكة المتحدة، باولا كاسيلا، إيطاليا أدريانا فرنانديز، المكسيك، ورامي عبد الرازق حسن، مصر، وآنا ماريا باسيتي، إيطاليا.

 

####

 

جوائز «فينيسيا السينمائي الـ 80» تنتصر لـ المخلوقة المذهلة إيما ستون وللمهاجرين إلى أوروبا

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

فاز فيلم "Poor Things" بالأسد الذهبي في حفل ختام الدورة الثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي، حيث جسدت إيما ستون دوراً نسائياً مذهلاً مستلهماً من الوحش الشهير "فرانكنشتاين". وجاء هذا التتويج في أعقاب إضراب هوليوود وتوجيه اتهامات بالاعتداء الجنسي لبعض صناع السينما.

ويشكّل الفوز بهذه الجائزة المرموقة تكريساً انتظره طويلاً المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس، المشارك باستمرار في المهرجانات، والمعروف خصوصاً بفيلميه "ذي لوبستر" و"ذي فيفوريت".

ويقدّم الفيلم ما يشبه النسخة الأنثوية من المسخ فرانكنشتاين، بأسلوب فانتازيا باروكي، بجزء كبير بالأبيض والأسود. ويمزج العمل بين الطابع الترفيهي والمنحى الهادف المشحون بالرسائل الاجتماعية بشأن القواعد المفروضة على النساء.

وتؤدي النجمة الأميركية إيما ستون، وهي أيضاً منتجة الفيلم، دور كائن ساذج يتلقى تربية عاطفية وجنسية. ولم تتمكن ستون من حضور مهرجان فينيسيا بسبب الإضراب الذي يشلّ هوليوود منذ أشهر.

وقال يورغوس لانثيموس عند تسلمه جائزته إن الفيلم وشخصيته الرئيسية بيلا باكستر، "المخلوقة المذهلة، ما كانا ليريا النور لولا إيما ستون، المخلوقة المذهلة هي الأخرى".

وفي إيطاليا التي يحكمها اليمين المتطرف، أرسلت لجنة التحكيم برئاسة داميان شازيل (مخرج "لا لا لاند" و"فرست مان")، أيضاً رسالة سياسية من خلال منح جوائز عدة لأفلام تدين تعامل أوروبا مع المهاجرين المتدفقين إلى أراضيها.

وحصلت أنييشكا هولاند، وهي من أبرز الأصوات في السينما البولندية، على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمها "غرين بوردر"، الذي يعرض المصير المأساوي للمهاجرين من سورية وأفغانستان وأفريقيا، الذين تعرّضوا للتقاذف بين بولندا وبيلاروسيا عام 2021، وتحوّلوا أسرى لعبة دبلوماسية تتجاوزهم.

وحصل السنغالي الشاب سيدو سار على جائزة أفضل ممثل واعد، عن دوره كمهاجر شاب يعبر أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، معرضاً حياته للخطر للوصول إلى إيطاليا، في "إيو كابيتانو" للمخرج ماتيو غاروني، الفيلم الذي حصل أيضاً على جائزة الأسد الفضي لأفضل إخراج.

وعلى صعيد التمثيل، فاز الممثل الأميركي بيتر سارسغارد ومواطنته كايلي سبايني بجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة.

ونال سارسغارد البالغ 52 عاماً، جائزة أفضل ممثل عن تأديته شخصية رجل يعاني الخرف، في فيلم "ميموري" لميشال فرانكو من بطولة جيسيكا تشاستين.

كما فازت سبايني البالغة 25 عاماً، بجائزة أفضل ممثلة عن تأديتها شخصية بريسيلا زوجة إلفيس بريسلي في فيلم "بريسيلا" للمخرجة صوفيا كوبولا.

وخلافاً لنجوم كثيرين يؤدون أدواراً في أفلام من إنتاج الاستوديوهات الكبرى، والذين لم يتمكنوا من المجيء إلى فينيسيا بسبب إضراب هوليوود، صعد الفائزان على خشبة المسرح لاستلام جائزتيهما.

وانتهز بيتر سارسغارد الفرصة للتعبير عن دعمه للإضراب، وشنّ هجوماً لاذعاً ضد استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو موضوع يطالب كتّاب السيناريو والممثلون بوضع ضوابط تنظيمية له.

ولفت الممثل الأميركي إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد تكون له تبعات "مرعبة"، مشيراً إلى أنه في حال خسر المضربون في هوليوود معركتهم، فإن هذه التقنية ستُستخدم في ميادين أخرى مثل الطب أو الحرب، ما قد "يفتح الباب أمام فظائع".

وأدى هذا الحراك الاجتماعي في الولايات المتحدة إلى شلّ قطاع السينما والمسلسلات، ومنع النجوم من الترويج للأفلام، باستثناء الإنتاجات المستقلة. وكان الموسترا أول مهرجان سينمائي عالمي يدفع ضريبة إضراب هوليوود.

فقد غابت إيما ستون عن الموسترا، وكذلك فعل برادلي كوبر، فيما حضر عدد قليل من النجوم مثل آدم درايفر ومادس ميكلسن وجيسيكا تشاستين، وحرص كل منهم على تقديم دعمه للمضربين.

ولم تكن مطالب النقابات وحدها التي تردد صداها في فينيسيا.

فالحركات النسوية سعت أيضاً إلى التعبير عن مواقفها من خلال تحركات في المدينة نددت فيها بالمكانة التي خصصها أقدم مهرجان في العالم لسينمائيين تستهدفهم حركة "مي تو" التي تندد بالعنف الجنسي أو التحيّز جنسياً ضد النساء.

 

موقع "سينماتوغراف" في

09.09.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004