ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان البندقية كشف عن أفلامه المهمّة غداة الافتتاح:

استقبال لانثيموس بالأحضان وبوسون يعود إلى نفسه

هوفيك حبشيان

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثمانون

   
 
 
 
 
 
 

جنس، عمليات جراحية، مَشاهد عنف وتوحّش وأشكال مخيفة… هذا بعض ممّا جاء في جديد المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس المنتظر، "كائنات مسكينة" (مسابقة)، الذي شاهدناه أمس في #مهرجان البندقية (30 آب - 9 أيلول). نال الفيلم تصفيقاً حاراً، وذلك فور صعود الجنريك وظهور اسم المخرج (بات له العديد من الهواة حول العالم)، وبدا هذا التصفيق الأقوى حتى الآن، ولم يتوقف الحضور عن الضحك طوال مدة العرض التي تجاوزت الساعتين وعشرين دقيقة.

اقتبس لانثيموس فيلمه هذا من رواية للكاتب الاسكتلندي ألازدير غراي صدرت قبل عشر سنوات، وفضلها كبير في نجاح الفيلم وتفوقّه. فنحن أمام عمل فانتازي علمي-خيالي سوريالي مشغول بالسرد وبقول حكاية، بقدر اهتمامه بالتعليق والإضافة وربط هذا كله بتاريخ سينما معينة، هي سينما الكائنات المشوهة والغامضة الشريرة من ذوات القلب الكبير. يأتينا لانثيموس بحكاية يرويها بشكل خطي، واضح، محترماً عقل المُشاهد، فنغرق حتى الرأس في تفاصيلها الكثيرة والمثيرة، ولا فكاك من تأثيرها الضاغط علينا حتى بعد الخروج من الصالة. لا فذلكات ولا تعقيدات، وطبعاً، ما من مصادفة، إذ ثمّة تشابه كبير بين الرواية والأجواء والتفاصيل والأفكار التي قدّمها لانثيموس إلى الآن في أفلامه. 

دكتور باكستر (ويلَم دافو في دور يبرع فيه) دكتور غريب يعاني تشوّهات في الوجه تحوّله مسخاً بشرياً. تبدأ الحكاية مع انتشاله جثّة سيدة (إيما ستون في ذروة فنّها) ألقت بنفسها من أعلى الجسر هرباً من ممارسات زوجها. تتمّة القصّة من أغرب ما يكون: سيبدل الدكتور مخ مَن سيسمّيها بيلا، بمخ طفلها الذي لم يولد بعد. نعم! من متخلّفة عقلياً بعد خضوعها للجراحة العجيبة، ستغدو بيلا تدريجاً إنسانة جديدة لها قرارها الخاص وحرة في خياراتها، ممّا سيجعلها تنتقل إلى باريس حيث ستسلّم نفسها لرغباتها الجنسية.

العالم الذي تجري فيه الأحداث يتناسل من مخيلة لا تنضب، بألوانه وجمالياته وارتباطه الوثيق بالقصص الخرافية أو حتى بالقصص المصوّرة، وإنْ أُعطيت بعض الأماكن أسماء كلندن أو لشبونة أو باريس. أما النبرة التي استعان بها لانثيموس، فهي تلك المترجحة بين الكوميديا والسوريالية وصنفٍ من الأفلام يحرص على تصوير أحشاء الإنسان وتقطيع الأطراف وإجراء أغرب العمليات الجراحية من دون أي اعتبار لأصحاب القلوب الضعيفة. من هذا الكونتراست بين مستوى هزلي وآخر أكثر سوداويةً في مقاربته للطبيعة البشرية، يستمد الفيلم جماله ورونقه، فهو مزيج من هذا وذاك، وأغلب الظن ان هذا النهج هو سبب إعجاب النقّاد به. 

***

فيلم ثان أبهرني أيضاً وأبهر كثيرين غيري: "دوغمان" للفرنسي لوك بوسون المعروض في المسابقة، وهو الفيلم الذي يعيد مخرجه إلى أفلام دافئة وإلى سينما لطالما كان يملك سرها، مثلما يملك صانع الأجبان سر مكوّنات منتوجه. بعد مجموعة اخفاقات كان تعرض لها في السنوات الأخيرة نتيجة انخراطه في مشاريع سينمائية ضخمة، ساد اعتقاد ان بوسون "انتهى" فنياً، لكن عرض الفيلم في البندقية أول من أمس (أول مشاركة له فيه)، ناقض التوقّعات وبثّ الإحساس بأنه عاد إلى شؤونه السابقة، لكن من دون ان يكرر نفسه.

مجدداً، نحن أمام فيلم يعود الفضل الأكبر في جماله إلى جمال حكايته التي ترتكز على شخصية دوغلاس (كلايب لاندري جونز)، كائن معذّب عاملته الحياة أقسى معاملة، اذ رماه والده المختل إلى الكلاب عندما كان طفلاً وحبسه معها في قفص، قبل ان ينجح في الهروب من سطوة الأب وتواطؤ الأخ الأكبر وتجاهل الأم لمأساته، علماً ان الأخيرة كانت هي أيضاً ضحية زوجها المريض. هذه المأساة العائلية سيظل يجرها خلفه، سواء نفسياً أو جسدياً على شكل اعاقة ستمنعه من المشي بل ستسمّره في كرسي متحرك. بيد ان الانتقام طبق يؤكل بارداً، ويعرف دوغلاس إلى أي صدر سيوجّه سهامه. أما خلاصه الشخصي، الذي يتحقق خارح إطار المجتمع، فيجده في صحبة الكلاب التي تربى معها وبينها. هذه الحيوانات ستمّده بالحبّ والحنان وستضع نفسها في خدمته، مهما بلغ ما يطلبه منها "سوءاً" في بعض الأحيان. أخيراً، وليس آخراً، هناك الفنّ الذي يلجأ اليه دوغلاس ليجعل حياته قابلة للتحمّل، فالمسرح والغناء وفنّ الاستعراض، متنفس سيداوي ألمه ويضمد جراحه.  

يروي "دوغمان" حكاية هروب. لكن إلى أين؟ فكلّ الطرق مسدودة أمام الكائن الذي يعاني من تروما؛ ماضيه مكلوم، بلا مرجعية، بل يشعر بغربة في عالم لا يقيم له وزناً، ولا يتحدّث لغته. هذا كله يدسه بوسون في "سطور" الفيلم الذي يذكّر بعض الشيء بـ”الجوكر" نسخة واكين فينيكس، ذلك ان دوغلاس رمز لهذا الغضب الدفين ضد المجتمع الذي ينمو في داخل الإنسان ويتحوّل لهيباً. لكن يدسّه بوسون بذكاء، بأناقة، وأحياناً بفجاجة. كيف نلومه والحكاية بأكملها عن الغضب والألم وقسوة التعامل مع الطفل في أكثر سنواته هشاسة وحاجة إلى الحبّ؟ 

رغم العنف الذي يتسرب كالرمال من بين الأصابع، هناك رقّة لا متناهية في الفيلم، منبعها كلّ لقطة، كلّ ضحكة لدوغلاس، وهي حاضرة حتى في النحو الذي يقرر فيه بوسون تصوير النزول التدريجي إلى الجحيم. أما على مستوى الشكل، فالأجواء التي يؤسس لها الفيلم تضغط على المُشاهد بشتى الطرق، هذا كله مدعوم بموسيقى إريك سيرا التي تعزز مناخات القلق المتواصل والجريمة التي على وشك ان تقع.

يعلم بوسون ان لا فنّ بلا مجازفة فيستثمر فيها. هذه ليست بسابقة في سينماه. والمجازفة لا تصادفه، بل هو الذي يسعى خلفها. سينماه لا تعرف أنصاف الحلول، إما تلمس القلب مباشرةً، أو تبقى تحوم حوله. هذه هي حال المغامر السينمائي الذي بدأ يصنع الأفلام وهو في سن المراهقة. اليوم، بعد نحو أربعة عقود على بداياته، ها هو يؤكد أنه لا يزال على بريقه، يحتفظ بتلك اللمسة السحرية التي تحوّل فكرة بسيطة إلى عمل فنّي سيسحق قلوب الملايين حول العالم. على الأقل هذا ما نتمنّاه.

يمكن تلقّي "دوغمان" كفيلم شخصي، يكشف أفكار المخرج ويصفّي حساباته مع الحياة. وتجلى هذا بوضوح في المؤتمر الصحافي الذي عقده بوسون في البندقية وبدا فيه متأثّراً يحاول ان يحبس دمعة، فقال ان "الفنّ والحبّ وحدهما ينقذان الإنسان". هذا هو الاستنتاج الذي خرج به السينمائي المتمرد بعد 19 فيلماً خاطب بها أجيالاً عدة من المشاهدين. وعليه، ففي انتظار الحبّ، هذا الفيلم الذي جاءنا به، هو عن غياب الحبّ. وبين الحضور والغياب، هناك عالم كامل متكامل يرسمه مخرج "ليون" براديكالية لا تحسب خط العودة. 

 

النهار اللبنانية في

02.09.2023

 
 
 
 
 

بولانسكي يطلق زوبعة "الهتك السياسي" في البندقية

في فيلمه الأحدث "القصر" لا يوقر أحداً ويقدم طبقة معينة من الناس ليكشف مدى تفاهتهم ونزقهم في أسلوب كاريكاتوري

هوفيك حبشيان

في فيلمه الأحدث، "القصر"، لا يوقر رومان بولانسكي أحداً، بل يمرغ الجميع في الوحل: من أصحاب الأموال التي لا تحرقها النيران إلى الروس وكومبيناتهم التي لا تنتهي، مروراً بهواة عمليات التجميل ذوي الوجوه المنتفخة وممثلي أفلام البورنو المعتزلين... وصولاً إلى حفنة من كبار القوم الرأسماليين الذين يجتمعون في فندق سويسري فخم يقع في جبال الألب، للاحتفاء برأس السنة ومواكبة هذه اللحظة المجيدة على طريقتهم، أي بالكثير من الكحول والكافيار، فيما العالم يترقب ذعر الولوج إلى العام 2000، مع ما يعني ذلك من خلل معلوماتي منتظر ومخاوف من انتهاء العالم. أما الفندق الذي يؤويهم، فيساعدهم كي "تخرج فقاعات الشمبانيا من أنوفهم وآذانهم"، كما يتوقّع مدير الفندق في مفتتح الفيلم، وهو يحاول تحفيز الموظفين تحضيراً للسهرة الشهيرة التي ستفسدها عدة أحداث مفاجئة لم تكن في الحسبان.

أما مدير الفندق نفسه، هذا الرجل الكاريزماتي الذي لن يفعل سوى الانتقال من غرفة إلى أخرى طوال مدة الفيلم للاستجابة لطلبات هؤلاء النزلاء ذوي الإيغو المتضخم، فهو صلة الوصل بين كل الأطرف، كل شيء يمر به وعبره، إنه الحد الفاصل بين عالمين، عالم شديد الثراء يقيم في برجه العاجي، وآخر يتألف من الموظفين والطهاة وعاملات النظافة والسمكريين والبوابين والنادلين الذين يجندون كل قواهم في سبيل إنجاح السهرة، ولا يحق لهم التذمر، حتى إذا تعرضوا لأفظع الإهانات. فالمال هو الذي يحكي في هذه الأجواء الفندقية، وله الكلمة الأخيرة دائماً.

في عمر التسعين، وقف صاحب "عازف البيانو" خلف الكاميرا، لإنجاز هذه الفيلم الكوميدي الساخر واللئيم الذي عُرض أمس لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي الحالي، فيلم يضرب بعرض الحائط كل المفاهيم والقيم، ويدين تجاوزات الطبقة المخملية بشكل مباشر، بلا أدنى رحمة ولا أي شعور بالاكتفاء. وكأن، بعد تسعة عقود على هذه الأرض، هذا ما توصّل اليه بولانسكي من نظرة إلى الأثرياء الذين من حوله، وألقاها في عمل لا بد من تلقيه كوصية معلم سينمائي لا يشبه أي معلم آخر. يجب القول إن مدير المهرجان ألبرتو باربيرا كان قد حذرنا سابقاً عندما قال عن الفيلم: "إنه زوبعة من الشخصيات البشعة والسوريالية". طوال ساعتين، هذا ما يرسمه بولانسكي بعبقرية تضعه بضع درجات فوق مستوى الكثير من الأفلام المعروضة في المهرجان، علماً أنه يشارك خارج المسابقة.

إذاً يجمع بولانسكي وكاتب السيناريو يرجي سكوليموفسكي طبقة معينة من الناس، ليكشفا مدى تفاهتهم ونزقهم في أسلوب كاريكاتوري بعيداً كل البعد عن الصواب السياسي الذي يهمين على العقول في هذه الأيام. الفيلم يشبه في بعض جوانبه، "مثلث الحزن" لروبن أوستلوند (سعفة "كانّ" 2022)، لكنه أقل ادعاءً بكثير، إذ يختار بولانسكي الكوميديا على طريقة المدرسة القديمة، لدرجة نخال أنفسنا في "الحفلة" لبلايك إدواردز، مع لحظات قد تذكرنا بـ"سحر البورجوازية الخفي" للويس بونويل. الضحك هنا هو على الشخوص، وعلى ما لا يرونه في أنفسهم، وعلى حماقتهم التي لا يدركونها، والتي يراها المُشاهد جيداً، لأن بولانسكي لا يرينا الا ذلك، مسلطاً الضوء عليه وواضعاً كل شيء آخر في الظل. 

الفيلم مبهج نخرج منه بشعور الرضى، فهو يحرص على توفير متعة كبيرة للمشاهد. كل شيء فيه ممتاز على المستوى الفني. التقطيع والإيقاع وأحجام الكادر والعناية بالتفاصيل... هذا كله يشير إلى أن خلف الكاميرا هناك سينمائي كبير يجيد صناعة فيلم له تأثير في المشاهد. لا كوميديا جيدة بلا سيطرة على الإيقاع، وهذا ما يبرع فيه بولانسكي. أما حفنة الممثلين الذين استعان بهم، من ميكي رورك ذي الوجه المتورم جراء عمليات التجميل، إلى جون غليز في دور الملياردير الثمانيني المتزوج بفتاة في العشرين، والذي يعطينا مشهد موته واحد من أكثر اللحظات طرافةً، مروراً بفاني آردان وميلان بيشيل. ثمة اختيار صائب لوجوه يعتمد عليها الفيلم لإدخالنا في خفايا هذا العالم، من خلال نبذة عن أنماط تفكير أوسلوكيات هؤلاء أولاً، والمأكل والمشرب ثانياً. مع تنويه خاص للممثل الألماني أوليفر مازوتشي الذي نتماهى معه في دور مدير الفندق الذي يشهد على كل شاردة وواردة من داخل الفندق، محاولاً المحافظة على برودة اعصابه وطول أناته. إذا كان لنزلاء الفندق المال، فله الذكاء والحنكة للاستفادة منهم. 

"كائنات مسكينة"

بولانسكي ليس الوحيد الذي أضحكنا في البندقية أمس. طوال ساعتين و20 دقيقة لم يتوقف الجمهور من القهقهة أمام "كائنات مسكينة"،جديد المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس، لكنها كانت ضحكات مختلفة، تنبع من أماكن وأسباب اخرى، وحظي الفيلم في النهاية بإعجاب شديد من النقاد، فصفقوا له تصفيقاً حاراً. هذا الفيلم الذي يُعرض في المسابقة أحد أجمل ما شاهدناه في البندقية إلى الآن، ويمكن وصفه بالصادم والغني والمتشعب، حد أنه من الصعب أن يترك أي مشاهد غير مبال تجاهه. 

اقتبس لانثيموس الفيلم من رواية للكاتب الإسكتلندي ألازدير غراي صدرت في العام 2013، أي قبل وفاته بست سنوات. الرواية جميلة وسوريالية، فيها عناصر تنتمي إلى عالم الخيال، وتنطلق من دكتور مشوه الوجه يعثر على سيدة منتحرة، فيبدل مخ طفلها الذي في بطنها، بمخها، من خلال عملية جراحية. تواصل السيدة حياتها ولا تتوقف عن التطور، وعندما تكتشف اللذة الجنسية، يفتح هذا أمامها آفاقاً جديدة. وهكذا تصبح صاحبة قرار حر وتفرض خياراتها. يضطلع بدور الدكتور ويليام دافو في واحد من أعظم ما أُسند له من شخصية، أما السيدة التي تُعطى فرصة حياة ثانية واسمها بيلا، فتحمل ملامح إيما ستون في دور جريء يضعها في دائرة أقوى الممثلات للحصول على جائزة التمثيل.

للنص فضل كبير في أهمية الفيلم، فهو يوفّر تأرجحاً مستمراً بين السوداوية والخفة، ومن هذا المزيج يولد عمل مسخ لا يقاوَم ولا يمكن مقارنته مع أي عمل آخر، لكونه يحمل لمسات المخرج اليوناني الذي يميل إلى النظر في الطبيعة البشرية بطريقته الخاصة جداً. الحكاية مبتكرة إذاً وتخرجنا من مزاج الأعمال التي تدّعي الواقعية وكشف قضايا كبيرة. لكن السر هنا في النبرة التي تُعالَج بها، إذ نجد أنفسنا داخل حكاية خرافية قابلة للتصديق والغرق في تفاصيلها الكثيرة.

يحدث هذا نتيجة قدرة لانثيموس على الإمساك بكل عناصر الفيلم، بدءاً من الإخراج، وصولاً إلى التأليف فالتصوير والتمثيل. في النهاية، هذا فيلم عن المرأة، في دورة تنطوي على الكثير من الشخصيات النسائية القوية والمصممة على القفز فوق أسوار التخلف المجتمعي والسجن الذكوري، ولكن كل ذلك بما يرضي ذوق لانثيموس وهواه الفني.

 

الـ The Independent  في

02.09.2023

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا: بولانسكي الجديد صانع كوميديا بلا ضحكات

3 أعمال تختلف في المضمون وتتفاوت في القيمة

فينيسيامحمد رُضا

أتاحت جائحة «كورونا» في عام 2020، إمكان القدوم إلى الصالات في مهرجانات العالم من دون تذكرة. تكفي بطاقتك الصحافية التي منحها المهرجان، فتدخل الصالة وتجلس حيث تشاء. إذا وجدت أنّ أحداً سبقك إلى مقعدك المفضّل، تختار سواه. صورة جميلة وبسيطة وسهلة.

بعد «كورونا»، أراد البعض الاستفادة من الحاجة للتفرقة بين مقاعد المشاهدين بتخصيص مقعد خالٍ بين كل اثنين، كما لو أنّ هذا كافٍ. لكن عملية الدخول والجلوس باتت اليوم معقّدة: عليك أولاً زيارة «السيستم» الذي يُعْلِمك بالمقاعد المُتاحة. تختار مقعداً لا ترغب فيه عادة، فالرسم البياني للصالة يشير إلى أنّ غالبية المقاعد محجوزة. كيف، وأنت من أوائل الداخلين؟ لا تعرف، ولا فائدة من السعي إلى المعرفة. تختار المُتاح فقط.

عليك فعل ذلك كل يوم أو يومين، وفي الصباح الباكر إذا أصررتَ على اختيار مقعد مناسب، وليس في آخر الصالة أو في مقدّمتها أو على الجانب البعيد يميناً أو يساراً.

هذه هي الشكوى الوحيدة التي سمعتها حتى الآن، إذ ما تبقّى من عروض أفلام وحفلات ونظام عام في حالة جيدة.

الأفلام مثيرة للاهتمام، متنوّعة ونسبة منها جيدة، لكن معظمها فوق خط الوسط. لا يخلو الأمر من مفاجآت.

بينوشيه مصاص دماء

بعد فيلم الافتتاح، «قائد»، الذي لم ينل إعجاباً استثنائياً، دخل المهرجان في أجوائه الفعلية عبر الفيلم التالي، وهو «إل كوندي» للمخرج التشيلي بابلو لاران الذي حامت أفلام عدّة له فوق شخصيات سياسية كما في «بوست مورتم» (2010) و«نيرودا» (2016)؛ أو اجتماعية مثل «جاكي» حول زوجة جون ف. كندي (2016)، و«سبنسر» عن الأميرة ديانا (2021).

من خلال فيلمه الجديد بالأبيض والأسود؛ يعود أدراجه للتطرّق إلى الفترة السياسية التي عصفت ببلاده ما بين 1973 و1990، وهي التي حكم فيها أوغستو بينوشيه تشيلي بيد من حديد. الفترة المذكورة وردت على أكثر من نحو في أفلام سابقة للاران مثل «توني مانيرو» و«نو». في تلك السِيَر، لم يحاول المخرج نقل وقائع الحياة، بل بنى عليها. لم يهتم لسرد «بيوغرافي»، بل تناول الشخصية من وجهة نظر تاريخية عامة، لتصبح محوراً لما حدث من خارجها، إنما بسببها.

هذا ما يحدث، إذ لا نشاهد قصة بينوشيه، ولا عرضاً لمراحل مختارة من حياته، بل نتعرّف إليه وهو يعيش في مزرعة نائية مع زوجته (غلوريا منشماير) ومساعده فيودور (ألفريدو كاسترو) وأولاده الخمسة. هو الآن مصاص دماء، يفكر في فعل ما يتيح موته، مقرراً عدم شرب الدم في البداية، ما يلقى تجاوباً من أولاده كونهم يتوقون إلى وراثته. لكن بينوشيه يعدُل عن قراره ويبدأ باصطياد ضحاياه. طريقته ليست العضّ كما «دراكولا»، بل اقتلاع القلب من مكانه بعد حزّ الرقبة. يُعْلِمنا الفيلم بأنّ بينوشيه يضع القلوب في الثلاجة ليعصرها مع مُساعده ويشربا الدماء.

الرمز مفهوم وواضح. بينوشيه هدر دماء شعبه وتحكم في حياته. استخدمت أفلام رعب سابقة هذا الرمز اجتماعياً، لكن الفيلم يتجاوزها لجهة وضوح القصد، والوجهة المرعبة المختلفة عن الرعب الذي نراه عادة في أفلام مصاصي الدماء. قَدْر من العنف والفجاجة يؤرجح الفيلم على الحافة بين قبوله كإدانة ورفضه كأسلوب إدانه.

حياة على عجلات

فيلم آخر عن حياة أخرى، هو «فيراري»، عن مصمم سيارات السباق إنزو فيراري في حقبة محدّدة من حياته، تلك التي راهن فيها على تحقيق النجاح في ميادين السباق بسيارة تحمل اسمه ومن صنعه. هذه الحبكة تُدمَج بالوضع العائلي للشخصية، مع تأجيج مشاعر تكمن في صدر فيراري وتحول بينه وبين شعوره بالسعادة، إلى أن يتحقق الفوز المُشتهى.

هذا الفيلم الأول للمخرج مايكل مان منذ «بلاكهات» قبل 8 سنوات. كان أكثر نشاطاً في التسعينات، من ثَم في العشرين سنة الأولى من هذا القرن، وبنجاح مبهر، قدّم أفلاماً من بينها «حرارة» (1995) و«ذا إنسايدر» (1999) و«علي» (2001) و«ميامي فايس» (2006)...

عودته إلى العمل ليست ضرباً في المجهول، فهو صرف على الفيلم نحو 3 سنوات، يدرس ويكتب ويعيد الكتابة، قبل أن ينطلق لتصويره في العام الماضي. النتيجة فيلم جيد عن كفاح صانع سيارات فيراري، الذي انتهى بنجاح، رغم عقبات بعضها يكمن في الحياة الزوجية (بينيلوبي كروز) التي تعلم خيانته لها مع امرأة (شايلين وودلي) كانت أنجبت منه ولداً قبل 10 سنوات.

يؤدّي أدام ساندلر دور فيراري ويصمد حيال شخصية ليس لديها كثير من التموّجات. بعض مَشاهد الفيلم لا تصل ناصعة وجيدة التنفيذ أسوة بأخرى. تلك التي تدور في ميدان السباق ناجحة، لاعتمادها على توليف وقنوات تقنية وتصوير، استُخدمت فيه كاميرات مختلفة الأحجام والأنواع والبؤر.

أشواك بولانسكي

خارج المسابقة، ثمة أفلام أنجزها مخرجون تجاوزوا الثمانين: ليليانا كافاني، أغنيشكا هولاند، ودي ألن ورومان بولانسكي... هل هي الوقفة الأخيرة لهؤلاء؟ لجيل؟ لسينما؟

قد يكون فيلم رومان بولانسكي الجديد «القصر»، المعروض هنا، الوقفة الأخيرة أو لا يكون (صرّح أنه سيتقاعد وقد بلغ التسعين). إنه سبب وجيه لتقديم فيلم رائع وقيِّم... لكن «القصر» لا يحمل أياً من هذه الأوصاف.

القصر الموصوف هو فندق سويسري كبير في منطقة جبلية بعيدة، يستقبل منذ الصباح الزبائن الآتين لتوديع عام 1999 واستقبال عام جديد. ربما يتذكر البعض كثرة الحديث عن نهاية العالم مع اقتراب عام 2000. «إنها ليست نهاية العالم»، العبارة الأولى في الفيلم، يقولها مدير الفندق هانسولي (أوليفر ماسوتشي) لموظفيه قبيل بدء وصول النزلاء. إنه الشخصية الوحيدة من بين كل مَن سنراهم، الذي لن ينتقده المخرج. النزلاء جميعاً شخصيات غبية، وإن لم تبدُ كذلك. وآثمة ومنفعلة أيضاً. تستخدم ثراءها ببلاهة وتشرب حتى الثمالة، مما يدفع المُشاهد للتساؤل حول جدوى الجمع الحاشد الذي ليس من بينهم مَن يصلح ليكون سوياً.

الجواب هو أنّ المخرج أراد ذلك لوصم هذا المجتمع. رغب في صنع كوميديا ساخرة تتناول تصرّفات هؤلاء، وإن بدت مفتَعلة وأدّى ذلك إلى فيلم منتفخ بما يحويه.

الكوميديا في البداية، تتحوّل تدريجياً إلى سوداء. والنوعان يفتقران إلى ما يمكن مدحه. ليس لكون الضحكات قليلة فقط، بل لأنّ كل ما يدور يمرّ تحت ثقل من التكلّف والرغبة في تكثيف أخطاء هؤلاء لصنع ما يمكن عدُّه ترفيهاً. بولانسكي المهمّ، أولى مهمّة هذا الفيلم لبولانسكي الذي يريد أن يكون خفيفاً، لكنه لا يزال ثقيلاً. رغم أعماله المهمّة السابقة، مثل «ماكبث» و«عازف البيانو» و«الكاتب الشبح»، يُبعثر موهبته في فيلم لا يشكل نقطة بلوغ ولا نقطة انعطاف. النقطة الأولى تنحسر والثانية تأتي في غير مكانها وزمانها لكونه بلغ التسعين من العمر.

هذه الشخصيات المجتمعة من غير موعد تريد الاحتفاء بالعام الجديد، لتحدث قبل ساعات من منتصف الليل مفارقات، مثل وفاة زوج بالغ الثراء ومحاولة زوجته إخفاء ذلك، ومثل إفراغ كلب ما في معدته فوق الأسرّة بعدما أطعمته امرأة متصابية (فاني أردان) الكافيار. هناك رجل يشتم كثيراً ويُحقّر الآخرين طوال الوقت، وآخر يلجأ إلى أحواض الزارعة ليلبّي حاجته... هل هذا فعلاً ما يودّ مُشاهد ينتظر عملاً لبولانسكي مشاهدته؟

هناك فيلم بعنوان «فندق» للمجهول ريتشارد كواين أنجزه عام 1967، عادي الصفات، لكنه أكثر ترفيهاً إذا ما كان الترفيه هو بيت القصيد.

 

الشرق الأوسط في

02.09.2023

 
 
 
 
 

«فيراري» مايكل مان: مدهش بنهايته المرعبة!

رسالة البندقية/ شفيق طبارة

ثماني سنوات، هي المدّة الزمنية التي استغرقتها مرحلة ما قبل الإنتاج لصنع فيلم «فيراري» (2023 ــ 130 د) للمخرج مايكل مان الذي يشارك في المسابقة الرسمية للدورة الثمانين من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي». منذ عام 2015، بدأ مان ببناء الفيلم وكان من بطولة كريستيان بيل في الأصل، ولكن الأخير ترك المشروع لأنّه كان قلقاً بشأن عدم قدرته على الوصول إلى الوزن المناسب للشخصية. هيو جاكمان كان الخيار التالي، ولكنّه وقتها كان يصوّر أفلاماً أخرى، إلى أن وقع الاختيار على آدم درايفر الذي وصل في ليلة الافتتاح إلى جزيرة الليدو في البندقية. وذلك على الرغم من إضراب الممثلين والكتّاب الهوليوديين، وهو واحد من قلّة من المشاهير الذين ظهروا في هذا الحدث، لأنّ «نقابة ممثلي الشاشة ــ الاتحاد الأميركي لفناني الراديو والتلفزيون» (ساغ ــ أفترا) أعفت الممثل والمخرج الأميركي وسمحت له بترويج الشريط كونه أُنتج خارج نظام الاستديوات الرئيسية الكبيرة. خلال المؤتمر الصحافي للفيلم، انتقد آدم درايفر استديوات هوليوود الكبيرة، بما في ذلك نتفليكس وأمازون، لرفضها تلبية مطالب الكتّاب والممثلين. وقال: «أنا سعيد للغاية لوجودي هنا لدعم هذا الشريط، وفخور أيضاً لأكون ممثلاً في فيلم ليس جزءاً من AMPTP (تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون)». وتساءل درايفر: «لماذا يمكن لشركة توزيع صغيرة (مثل «نيون» التي توزّع «فيراري» في الولايات المتحدة) أن تمتثل لمطالب (النقابة) في حين لا تستطيع شركة كبيرة مثل نتفليكس أو أمازون ذلك؟».

وأشار إلى أن الإعفاء الذي استفاد منه الفيلم «يوضح بشكل أكبر حقيقة أن البعض مستعدون لدعم الأشخاص الذين يتعاونون معهم، والبعض الآخر لا»، مضيفاً: «لكل هذه الأسباب، لا داعي للقلق بشأن اتخاذ قرار بدعم نقابتكم، وأنا هنا من أجل ذلك، لإظهار تضامني والتأكيد أن ما يهم حقاً هم الأشخاص الذين تعملون معهم».

من ناحيته، أوضح مان أنّه تم تصوير الفيلم بسبب تنازل الأشخاص الذين عملوا عليه عن نسب كبيرة من رواتبهم، فيما عمل منتجون بشكل أساسي من دون بدل مالي: «لم يتم إنتاجه بواسطة استديو كبير، ولم يصرف لنا أي أستديو كبير شيكاً».

مودينا عام 1957، حيث يعيش «إنزو فيراري» (آدم درايفر)، السائق السابق وصانع أشهر السيارات في العالم، أزمة شخصية ومهنية وهو على مشارف سن الستين. الشركة التي أنشأها من الصفر قبل عشر سنوات مع زوجته «لورا» (بينيلوبي كروز)، تواجه أزمة مالية كبيرة. كما أنّ زواجهما يواجه أزمة بعد وفاة ابنهما الوحيد «دينو» قبل عام، وعندما اكتشفت «لورا» أنّ «إنزو» لديه ابن ثانٍ من علاقة خارج نطاق الزواج مع «لينا لاردي» (شايلين وودلي). بحثاً عن مخرج، يقرّر «إنزو» أن يراهن بكل شيء في سباق السرعة، سباق الألف ميل الأسطوري.

«فيراري» لمايكل مان ليس فيلم سيرة ذاتية تقليدي عن «إنزو فيراري»، ولكنّه قصة محدّدة عن فترة في حياته، قرر المخرج إطلاعنا بصرامة سينمائية على الصورة العامة والخاصة لرجل معقّد بشكل كبير. فخرج بفيلم يبدو في الظاهر أنّه دراما كلاسيكي، ولكن بعد توالي الأحداث والتعمّق أكثر، يستحيل شريطاً نفسياً مرعباً، يتشرّب من أفلام المافيا ليقدم لنا صورة الرجل والمرأة المضطربَيْن في خضم مشكلات نفسية ومالية لا مجال للخروج منها.

يلعب الموت دوراً كبيراً، من البداية حتى مشهد الحادث الكبير في النهاية. وكأنّ العمل بأكمله يأخذنا إلى هذه اللحظة المؤلمة ليتحطّم في وجهنا، كما تحطمت سيارة الفيراري خلال السباق. قدّم مان فيلمه بصرامة شكلية وحوارات دقيقة جداً وسريعة. كل شيء في الفيلم يجري بسرعة ولكن كل مشهد وحوار يظهر في وقته المناسب. هناك الكثير من الألم. ألم الحب والفقد، وحتى ألم الربح الذي تتخلّله خسارة الأصحاب. «فيراري» لمايكل مان، عمل مدهش وغامض. يعرف مان كيف يكتب قصة ويسرد حبكة ويقدّم مشاهد سباق بأسلوب مرعب يحمل الكثير من الخطورة للفيلم.

 

الأخبار اللبنانية في

02.09.2023

 
 
 
 
 

مهرجان البندقية (2).. سيارات قاتلة وغوّاصات ووحوش دكتاتورية

محمد صبحي

افتتح مهرجان البندقية السينمائي دورته الـ80 بعرض فيلم إيطالي يعيد التذكير بشخصية بطولية من زمن الحرب العالمية الثانية، لكنه يحمل في الوقت ذاته حنيناً مريباً وخطاباً دعائياً. فيما عرض مايكل مان فيلم "فيراري"، عن سيرة إنزو فيراري، مع التركيز على الأحداث القاسية التي غيّرت حياة رجل الأعمال الإيطالي في العام 1957. بينما قدّم التشيلياني بابلو لاراين أول الأفلام "الثقيلة" في مسابقة هذه النسخة، بعملٍ يعيد إحياء الديكتاتور بينوشيه الذي لم يمت ولكنه صار مصّاص دماء عجوز، قرّر بعد 250 عاماً في هذا العالم أن يموت نهائياً، بسبب أمراض ناجمة عن شعوره العار.... ثلاثة أفلام من المسابقة الرسمية تتباين موضوعاتها وجودتها.
"
القائد"..
هل يمكننا حقاً أن نتوقع ألا يخلّف التحوّل السياسي نحو اليمين في إيطاليا بصماته على مهرجانها السينمائي، الذي ظل عالمياً على مدى عقود من الزمن؟ بالطبع لا. الدليل حاضر منذ البداية في "البندقية"، الذي لم يبخل وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجيوليانو (تولّى منصبه بناءً على اقتراح من رئيسة الوزراء ما بعد الفاشية جيورجيا ميلوني)، بذكره في صولاته اللفظية. حتى الآن، فضّل الوزير إلقاء اللوم على تمويل الأفلام في وصولها إلى ما يصفه بـ"ديكتاتورية الصواب السياسي". برأيه، لا يُسمح بإنتاج إلا "أفلام يسارية"، بعد فحص مسبق لمواقفها. هذه السيادة اليسارية المزعومة ينوي الآن استبدالها بسيادة "يمينية"، بادئاً بشبكة التلفزيون الوطنية RAI (التي عمل فيها سابقاً) والتي طلب منها إنتاج المزيد من أفلام السيرة الذاتية عن العظماء المقربين من الفاشية مثل غابرييل دانونزيو ولويجي بيرانديللو
.

في ضوء هذه المعطيات، قد يكون فيلم "القائد" Comandante من إخراج إدواردو دي أنجيليس، الفيلم الافتتاحي للمهرجان، المستوحى من قصة حقيقية من الحرب العالمية الثانية تبرز بطولة قبطان غوّاصة إيطالي؛ فيلماً يروق للوزير اليميني. فالبطل هو سالفاتوري تودارو (يؤدّي دوره بييرفرانشيسكو فافينو)، الذي، خلافاً للوائح الإيطالية والألمانية، أصرّ على إنقاذ ضحايا السُفن العدوة التي أغرقها. ما يُصوَّر درامياً هنا على أنه انتحار صريح، باستخدام مثال إنقاذه طاقم سفينة شحن بلجيكية تبحر تحت العلم البريطاني، لم يمنع الألمان لاحقاً من منحه وسام الفارس الصليبي الحديدي.

"القائد"، الذي حلّ في افتتاحية البندقية بديلاً طارئاً للأميركي "متحدّون" للمخرج لوكا غواداغنينو، والذي وقع ضحية إضراب ممثلي هوليوود؛ هو فيلم حرب صاخب، على الطراز القديم، قصة رجال تُبعد فيها النساء إلى الهامش، ويجري التركيز الحثيث على الغواصة وطاقمها تحت قيادة رجل لطالما عُرف بمتانته وصلابته. المخرج عبارة عن صفحة بيضاء تقريباً، والممثل الرئيس نجم على هذا الجانب من جبال الألب، يجسّد أبطالاً متناقضين يتمتّعون بصفات محبّبة، وفي النهاية، عندما يتعلّق الأمر بما على المحكّ، يملك بوصلة أخلاقية سليمة.

لكن إنتاج "نتفليكس" هذا بعيد كل البعد عن المحتوى السلمي الذي قدّمه فيلم حربي آخر مثل "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية"، بالرغم من كل المؤثرات الخاصّة. إنه ذلك الفيلم الذي نجد فيه غوّاصاً محكوم عليه بالفشل يكاد ينقذ غوّاصته، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فيما يتلو مونولوجاً داخلياً عن حوريات البحر. أو حيث يقوم بحَّار عاري الصدر بإطلاق النار على طائرة معادية من السماء على أنغام موسيقى عسكرية قادمة من الغرامافون. أو يكون الاحتفال الرسمي بضحايا الغواصات الإيطالية في الحرب العالمية الثانية مصحوباً بموسيقى من "Cavalleria Rusticana". وفي أحلك اللحظات يطلب القبطان من طبّاخه أن يستحضر وحدة إيطاليا من خلال قراءة أسماء الأطباق المحلّية، كما لو كان يتلو صلاة أخيرة.

مرة واحدة فقط يؤتى على ذكر موسوليني، ويحضر اسمه على نحو إيجابي نسبياً؛ لأن السياق المعني يتعلّق بالثقافة. ومع ذلك، لا تُقال كلمة واحدة عن الخلفية السياسية للحرب العالمية الثانية. لا يمكن للمرء بلع وتخيُّل فيلم كهذا إلا من بلدٍ لم تعد فيه الفاشية كلمة قذرة بالنسبة لمَن يحكموه. ما يدعو للتساؤل حقاً، هو لماذا بدأت السينما الإيطالية الآن تحديداً تحكي قصصها البطولية من عصر موسوليني، الخالي تقريباً من البطولات؟

هناك تلك النكتة الأوروبية حول أقصر ثلاثة كتب في العالم: "أسرار الطبخ الإنكليزي"، و"ألف عام من الفكاهة الألمانية"، و"الحكايات البطولية الإيطالية". ولكن بصرف النظر عن مدى واقعية قصة الفيلم نفسها، قد يبدو غريباً أن يُعرض في افتتاح مهرجان البندقية فيلم حربي لا يناهض الحرب بشكل واضح في أوقات الحرب على أوكرانيا والتحوّل نحو اليمين في إيطاليا. وقد لا يبدو الأمر غريباً على الإطلاق، بالنظر لسوابق سينمائية قديمة تحضر فيها البطولة والحرب والشوفينية في مزيجٍ دعائي يتوجّه صوب دغدغة المشاعر الوطنية والقومية. في أحد مشاهد الفيلم، يجيب القبطان الإيطالي زميله البلجيكي الذي يسأله متشكّكا لماذا أنقذه هو ورجاله: "لأننا إيطاليون"!

"فيراري"

سيارات سريعة وبزّات أنيقة وأدرينالين. "فيراري"، فيلم مايكل مان الجديد، من بطولة آدم درايفر، هو فيلم الافتتاح الحقيقي للمهرجان. ولأسباب وجيهة.

المؤتمر الصحافي لتقديم الفيلم في المهرجان كان واحداً من أكثر المؤتمرات المنتظرة لهذا الحدث، وذلك لسببين: أولاً، التوقعات الكبيرة التي يوقظها كل إصدار جديد لمايكل مان، والذي أصبح ينجز أفلامه على فترات متزايدة باستمرار؛ ثانياً، الطبيعة الاستثنائية لحضور الممثل آدم درايفر، في خضم إضراب ممثلي هوليوود.

وأكّد درايفر أن نقابة ممثلي الشاشة والاتحاد الأميركي لفناني الراديو والتلفزيون  (SAG-AFTRA)منحت تصريحاً استثنائياً (عبر اتفاقٍ داخلي) لطاقم الفيلم للحضور إلى الليدو للترويج له خلال المهرجان. وأتيح إبرام هذه الاتفاقية لأن الفيلم من إنتاج شركة STX Entertainment وتوزيع شركة O1 Distribution؛ وكلتاهما مستقلتان، أي أن العمل وُلِد خارج دائرة الاستوديوهات والمنصّات الكبرى. وقال درايفر: "أنا فخور جداً بوجودي هنا كتمثيل مرئي لماهية الإنتاج المستقل، وفعالية التنازلات التي تسمح بإنتاج أفلام مستقلة"، موضحاً أن زيارته لا تمثل سوى خدمة بسيطة "لوقف النزيف في عالم السينما قليلاً والسماح للناس بمواصلة العمل"، لكنه شدّد على أنها تطرح في الوقت نفسه سؤالاً كبيراً: "لماذا يمكن لشركة توزيع صغيرة (مثل "نيون" التي توزّع فيلم "فيراري" في الولايات المتحدة) أن تمتثل للمطالب (النقابية) في حين لا تستطيع شركة كبيرة مثل "نتفليكس" أو "أمازون" ذلك؟".

وأشار إلى أنّ الإعفاء الذي استفاد منه الفيلم "يوضّح بشكل أكبر حقيقة أنّ البعض مستعدّون لدعم الأشخاص الذين يتعاونون معهم، والبعض الآخر لا"، معبّراً عن "السعادة والفخر بالمجيء إلى البندقية لدعم هذا الفيلم". وأضاف: "لكلّ هذه الأسباب، لا داعي للقلق في شأن اتخاذ قرار بدعم نقابتكم، وأنا هنا من أجل ذلك، لإظهار تضامني والتأكيد أنّ ما يهمّ حقاً هو الأشخاص الذين تعملون معهم". وقد أيّد مايكل مان موقفه، وأكّد من جديد استقلالية إنتاج فيلمه: "لقد قطعنا أنا وآدم رواتبنا لجعل التصوير ممكناً، ولم يكسب أحد في الاستوديو أموالاً من الفيلم".

في الحقيقة، قرّر مايكل مان القيام بهذا الاقتباس "قبل عشرة أو اثني عشر عاماً على الأقل"، كما يتذكّر باتريك ديمبسي، الذي يمنح الحياة للسائق بييرو تاروفي في الفيلم. ويقول المخرج، الذي شارك أيضاً في إنتاج أحدث أفلام سباقات السيارات التي حققت نجاحاً كبيراً بين النقاد المتخصصين، فيلم "لومان 66" للمخرج جيمس مانغولد: "لقد رنّت أجزاء من حياته مع رؤيتي للوجود، على الرغم من أننا مختلفون تماماً". إلا أن "فيراري" لا يريد أن يكون سيرة ذاتية، ولا تعليقاً على مسؤولية إنزو فيراري عن الوفيات العديدة التي ابتليت بها حلبات السباق في الخمسينيات (مات 39 سائقاً)، حتى إن داومت الصحافة على الإشارة إلى هذه الحقائق وإبراز تصريحات رجل الأعمال القاسية وغير المسؤولة. عبارته الأشهر تقول: "كلما جعلتهم [السائقين] غير مرتاحين، كلما قادوا بشكل أفضل".

يوضّح درايفر بقوله: "سيكون لكل شخص رأي مختلف حول فيراري، لكن هذا الفيلم يدور حول الخسارة، وعن العلاقة التي كانت تربطه بكل النساء في حياته". النساء اللائي يشير إليهن هن، زوجته والمؤسسة المشاركة لشركة المحرّكات لورا فيراري (بينيلوبي كروز)، وعشيقته لسنوات، لينا لاردي، والدة ابنه الثاني بييرو (شايلين وودلي). ولم تحضر أي منهما المؤتمر الصحافي للفيلم. يشرح مايكل مان: "لقد اخترت هذا العام، 1957، لأن فيه تلتقى العديد من الصراعات التي ميّزت حياة إنزو: تُفلس الشركة، ويفقد ابنه الأول، وينهار زواجه، ويبدأ بييرو في الشك في عائلته... هذه الصراعات عالمية وتجتمع في حياة فيراري بطريقة أوبرالية ودرامية للغاية".

من ناحية أخرى، يبدو أن الممثل الأميركي لا يولي أهمية خاصة للدورين اللذين جسّد فيهما أيقونتين إيطاليتين: في فيلم "بيت غوتشي" للمخرج ريدلي سكوت، إلى جانب ليدي غاغا، بصفته حفيد مؤسس شركة الأزياء؛ والآن في "فيراري"، تحت قيادة مايكل مان، يؤي دور إنزو فيراري مؤسس شركة السيارات الإيطالية. إلا إن اهتمام المخرج بحقائق قصّة وسيرة المؤسس الإيطالي ثانوي، ويوضّح هذا بقوله: "السير الذاتية خطّية ويمكن العثور عليها في أي قناة وثائقية، فهي لا تهمّني. أن تموضع قصة شخصية في مودينا، في العام 1957، يعني إعطاء لحظة ملموسة للغاية للحدث، الذي لا يزال دراما مصدرها الحقيقي أفضل بكثير مما يمكنني اختراعه على الإطلاق". ويكمل مان فكرته: "بالرغم من أن هذا يشبه أنثروبولوجيا ثقافية: عليك الدخول في الهياكل الاجتماعية لمكانٍ وزمانٍ ملموسين للغاية (...). فإن أصعب شيء يمكن فهمه هو السلوك والسيكولوجية الاجتماعيين: ما كان طبيعياً وما لم يكن كذلك. علاقته مع لينا لاردي أو لورا، التي كانت امرأة عادية جداً في وقتها".

أراد مان أن يجعل استعادة المشهد تجريدية، لكن هذا لا يعني أن إعادة بناء العالم المعني غابت عنها العناية بالتفاصيل: "أنا مهووس بتنفيذ الأمر بشكل صحيح". وأوضح المخرج أن السيارات التي ظهرت في الفيلم صُنّعت باستخدام نسخ مطابقة للأصل، وقاموا بمسحها وتصنيعها من الصفر، في حين أن ضجيج المحركات المسموع في الفيلم يعود إلى سيارات ذلك الوقت. والفيلم أيضاً لا يدور حول السيارات، كما يعترف صنّاعه. يقول آدم درايفر: "لسنا مهتمين بالسباقات ولكن بالحالة الذهنية التي يدخل فيها المتسابقون. في اندفاعة السباق، تصبح أكثر انتباهاً ويجب أن يكون لديك تركيز كامل، لأنك في خطر مطلق". ويقول عن إنزو، شخصيته، "لقد حمى نفسه من الموت من خلال بناء المحركات والحضور المطلق". قبل أن يختم حديثه بالقول: "من الصعب ألا تتفلسف حين تتحدّث عن محرك سيارة. كيف تترابط الأجزاء، انتظار التوقيت والإيقاع المثاليين، والثقة في ردود أفعالك وحدسك.... إنه شعور جميل جداً ويجعلك تدرك عدد الأشياء التي يمكن أن تذهب في الاتجاه الخطأ".

حين رؤيته، يتمتع "فيراري" بالفعل بخصائص العمل المتأخر المميّز لصانعه، إذ يعاود من جديد الفكرة المركزية لمان: رجال في حركة مستمرة، مدفوعون بعملهم. آدم درايفر في دور إنزو فيراري اختيارٌ مضاد تقريباً، لأن لعبته التمثيلية ترفض أي ديناميكيات خارجية. في سينما الحركة (التي يعدّ "فيراري" جزءاً منها، إضافة إلى كونه بمثابة دراسة للشخصية) يجسّد درايفر جمود الجمهور، ما يخلق توتراً داخلياً لافتاً. "فيراري" هو سينما الرجال المستأنسة: كل شيء يدور في فلك "الحديدة" التي يرسل فيها إنزو سائقيه لخوض سباقات الحياة والموت، لكن هذا الجسم الفولاذي يحتوي أيضاً مأساة ذاتية. هذا عمل سينمائي على الطراز القديم بطريقة كلاسيكية، دون أن ينجح في أن يكون مُنعشاّ. مؤامرة هوليوودية تقليدية ومثيرة وميلودرامية. فيلم غير قادر على نقل الشخصية والطاقة والعاطفة. على الرغم من أن مخرجه فنان موهوب بشكل استثنائي في السرد البصري، إلا أنه لا يقدم جديداً في طرح موضوعه أو إنجازاً على مستوى الشكل.

"الكونت".. سياسة ووحوش

أصبح التشيلياني بابلو لاراين معروفاً لكثيرين في السنوات الأخيرة بأفلام سيرية جريئة وأصلية مثل جاكي (2017)، حول جاكي كينيدي المذهولة بالحزن في الأيام التي تلت مقتل زوجها رئيس الولايات المتحدة؛ ودراما الملكية والقصور الخانقة "سبنسر" (2021)، عن الأيام الأخيرة من زواج الأميرة ديانا بمَن سيصبح لاحقاً ملك بريطانيا. وهو الآن يركّز مرة أخرى على الصدمة التي تعرّض لها وطنه والتي ألهمت أفلامه الأولى: دكتاتورية بينوشيه.

في جديده، "الكونت"، المنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، يخلق لاراين عالماً شبحياً بديلا/موازياً باللونين الأبيض والأسود، مستوحى من التاريخ الحديث لتشيلي. يصوّر الفيلم بينوشيه، رمز الفاشية العالمية، كمصّاص دماء، لم يمت أبداً، بل أصبح خالداً يعيش مختبئاً في قصرٍ مدمّر في الطرف الجنوبي البارد من القارة. يغذّي شهيته للشرّ ليحافظ على وجوده. بعد 250 عاماً من الحياة، قرّر بينوشيه التوقف عن شرب الدماء والتخلّي عن امتياز الحياة الأبدية. لم يعد باستطاعته تحمُّل أن يتذكّره العالم كلصّ وطفيلي. على الرغم من الطبيعة المخيبة للآمال والانتهازية لعائلته، يجد إلهاماً جديداً لمواصلة عيش حياة مليئة بالعاطفة الحيوية والثورة المضادة من خلال علاقة غير متوقعة.

ما يقدّمه لاراين هنا عبارة عن مزيج لافت بين الرعب والهجاء السياسي، نسخة لاتينية و"فامبيرية" من مسلسل "خلافة" Succession. عملٌ ساخر وحزين وشديد السواد، يستحق كتابة منفردة حين يُعرض في "نتفليكس" منتصف الشهر الجاري، بعد أن تبدأ عروضه في صالات بعض البلدان الغربية، الخميس المقبل.

 

المدن الإلكترونية في

02.09.2023

 
 
 
 
 

عرض فيلم MAESTRO ضمن فعاليات اليوم الرابع بمهرجان فينيسيا

ميادة عمر

تشهد فعاليات الرابع للدورة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، العرض الأول للفيلم الأمريكي المنتظر MAESTRO للممثل الشهير برادلي كوبر، على أن يقام في مساء اليوم السجادة الحمراء للفيلم.

حفل افتتاح الدورة 80 لمهرجان فينيسيا

وأقيم حفل افتتاح الدورة الـ ٨٠ لمهرجان فينسيا السينمائي  الدولي، والذي جاء باهتًا، وغير مفعم بالحيوية والزخم، بسبب خلو السجادة الحمراء، من حضور النجوم العالميين، بسبب إضراب ممثلي هوليوود، الذي يمنعهم، من المشاركة في أي فعاليات أو مهرجانات.

الدورة الـ ٨٠ لمهرجان فينيسيا 

وتتجه أنظار عشاق الفن السابع بدءًا من اليوم، ولمدة ١٠ أيام، للمدينة الساحرة البندقية، لمتابعة فعاليات الدورة الـ 80، لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والذي يبدأ من 30 أغسطس، ويستمر حتى السبت 9 سبتمبر ٢٠٢٣.

البوستر الرسمي للدورة الـ ٨٠

وكشف رسميا عن البوستر الرسمي لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ80، والذي تميز بالألوان الخشبية المبهجة، وتصدره سيارة مكشوفة يقودها رجل وبجانبه امرأة.

 

####

 

مهرجان فينيسيا.. البث المباشر الأول للعرض العالمي La Parte Del Leone

بوابة أخبار اليوم

انطلق منذ قليل، السجادة الحمراء للعرض العالمي لفيلم La Parte Del Leone، ضمن إطار خطة اليوم الرابع للدورة 80 لمهرجان فينيسيا الدولي.

وعلى صعيد متصل، تشهد فعاليات الدورة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، العرض الأول للفيلم الأمريكي المنتظر MAESTRO للممثل الشهير برادلي كوبر، على أن يقام في مساء اليوم السجادة الحمراء للفيلم.

أقيم حفل افتتاح الدورة الـ ٨٠ لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي، والذي جاء باهتًا، وغير مفعم بالحيوية والزخم، بسبب خلو السجادة الحمراء، من حضور النجوم العالميين، بسبب إضراب ممثلي هوليوود، الذي يمنعهم، من المشاركة في أي فعاليات أو مهرجانات.

الدورة الـ 80 لمهرجان فينيسيا

تتجه أنظار عشاق الفن السابع بدءًا من اليوم، ولمدة ١٠ أيام، للمدينة الساحرة البندقية، لمتابعة فعاليات الدورة الـ 80، لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والذي يبدأ من 30 أغسطس، ويستمر حتى السبت 9 سبتمبر ٢٠٢٣، البوستر الرسمي للدورة الـ 80 وكشف رسميا عن البوستر الرسمي لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ80، والذي تميز بالألوان الخشبية المبهجة، وتصدره سيارة مكشوفة يقودها رجل وبجانبه امرأة.

 

بوابة أخبار اليوم في

21.08.2023

 
 
 
 
 

POOR THINGS بعد عرضه في مهرجان فينيسيا.. صدمة بسبب مشاهد العري «فيديو»

يوسف دياب

تسبب فيلم POOR THINGS، في إثارة الجدل وأصبح حديث العالم، بعد عرضه العالمي الأول، أمس، ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ 80.

وحصد فيلم POOR THINGS على إشادة الجمهور والنقاد، ووجهوا تحية خاصة لـ يورجوس لانثيموس، مخرج العمل الذي بلغت مدته ساعتين و21 دقيقة، ومن المقرر أن يعرض في السينمات العالمية يوم 8 ديسمبر المقبل.

فيلم POOR THINGS

وبمجرد انتهاء العرض، حصل فيلم POOR THINGS، على العلامة الكاملة 100٪، على موقع التقييمات الأشهر حول العالم، Rotten Tomatoes، وأجمع النقاد على أن POOR THINGS، سيفوز بأفضل فيلم في مهرجان فينيسيا، وسيكون مرشحا للفوز بالأوسكار أيضا.

وقال ناقد فني عن فيلم POOR THINGS: «عمل عظيم، إنه أفضل فيلم ليورجوس لانثيموس، قصة غريبة وجذابة من شأنها أن تبهجك وتنال إعجابك، هذا ليس مجرد فيلم آخر تراه، إنه أحد أفضل الأفلام الخيالية على الإطلاق».

مشاهد جريئة في فيلم POOR THINGS

ورغم الإشادة الكبيرة به، شكل فيلم POOR THINGS صدمة لعدد من المشاهدين، بسبب مشاهد والعري الصريح، مؤكدين أنه يحتوي على مشاهد أكثر مما شوهد في أي فيلم آخر منذ وقت طويل.

إيما ستون في فيلم POOR THINGS

وبعد عرض فيلم POOR THINGS تلقت النجمة إيما ستون، مديح وإشادة كبيرة من النقاد، بسبب أدائها في العمل الذي رشحها الجميع لنيل جائزة الأوسكار الثاني في مسيرتها الفنية.

افتتاح الدورة 80 لمهرجان فينيسيا

يذكر أن حفل افتتاح الدورة الـ 80 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، جاء باهتا، وغير مفعم بالحيوية، بسبب خلو السجادة الحمراء، من حضور النجوم العالميين، بسبب إضراب ممثلي هوليوود، الذي يمنعهم من المشاركة في أي فعاليات أو مهرجانات فنية.

 

الأسبوع المصرية في

02.09.2023

 
 
 
 
 

جائزة الأسد الذهبي.. تكريم توني ليونج في مهرجان فينيسيا

 قسم الفن

كرم المهرجان الأشهر في قارة أوروبا، الممثل الشهير توني ليونج، عبر منحه جائزة الأسد الذهبي، لإنجاز العمر، وذلك خلال فعاليات اليوم الرابع للدورة ٨٠ من مهرجان فينيسيا.

منح توني ليونج جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر

وشكر توني ليونج، مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، قائلًا: "هذا شرف عظيم.. أود أن أعرب عن امتناني لزوجتي، وعائلتي، وأصدقائي، في جميع أنحاء العالم... أنا ممتن جدًّا لأنني نشأت خلال صناعة السينما، في هونج كونج، أريد أن أشارك هذه الجائزة مع جميع الأشخاص الذين عملت معهم طوال هذه السنوات الـ 41، وأن أهديها لسينما هونج كونج"

حفل افتتاح الدورة 80 لمهرجان فينيسيا

وأقيم حفل افتتاح الدورة الـ ٨٠ لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والذي جاء باهتًا، وغير مفعم بالحيوية والزخم، بسبب خلو السجادة الحمراء، من حضور النجوم العالميين، بسبب إضراب ممثلي هوليوود، الذي يمنعهم، من المشاركة في أي فعاليات أو مهرجانات.

وشهد حفل الافتتاح مشاركة عدد من نجوم أوروبا مثل الممثلة الإيطالية، بيانكا بالتي، أول الحاضرين، حيث تألقت بفستان يشبه لون السماء.

اعتذارات نجوم هوليوود عن عدم حضور فينيسيا

وكشف ألبرتو باربيرا، رئيس مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، أن عددا من النجوم، اعتذروا عن عدم حضور الدورة الـ ٨٠ لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، مثل بينلوبي كروز، وفلورنس بيو، وآنا هاثاوي، ونيكول كيدمان، وغيرهم، بسبب إضراب ممثلي هوليوود، الذي بدء الشهر الماضي، موضحا أنه يتفهم سبب اعتذارهم.

حمامة على السجادة الحمراء

وشهدت السجادة الحمراء، للدورة 80 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، موقفا طريفا، حيث فوجئ الحاضرون، بوجود حمامة على السجادة الحمراء، وحين حاول المنظمون طردها، لم تستجب، وأصرت على التجول على السجادة الحمراء، ما جعلها تخطف الأضواء من الحاضرين، لتتوجه إليها جميع عدسات المصورين لتوثيق اللحظة الطريفة.

 

####

 

فيلم فرنسي فلسطيني يشارك في مهرجان فينيسيا السينمائي

 محمد نبيل

يشارك فيلم باي باي طبرية للمخرجة الفلسطينية الفرنسية لينا سوالم في الدورة ال 80 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في فئة "ايام فينيسيا" ، ويعد "باي باي طبريا" هو الفيلم الوثائقي الطويل الثاني للمخرجة سوالم  بعد الفيلم الأول جزائرهم.

ملخص الفيلم

في أوائل العشرينيات من عمرها ، غادرت هيام عباس قريتها الفلسطينية لتحقق حلمها بأن تصبح ممثلة في أوروبا ، تاركة وراءها والدتها وجدتها وشقيقاتها السبع.

و بعد ثلاثين عامًا ، تعود بصحبة ابنتها المخرجة لينا سوالم إلى القرية لتقوم  هذه الأخيرة بمسألة خيارات والدتها وللمرة الأولى ، واختبارها للمنفى والطريقة التي أثرهذا الغياب والرحيل على النساء في عائلتهن وعلى حياتهن. بين الماضي والحاضر.

 ويجمع Bye Bye Tiberias صورًا لليوم ، ولقطات عائلية من التسعينيات وأرشيفات تاريخية لتصوير أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات اللواتي يحافظن على قصتهن وإرثهن من خلال قوة الروابط ، على الرغم من المنفى والنهب ، والحسرة.

سيرة ذاتية

ولينا سوالم هي ممثلة ومخرجة فرنسية - فلسطينية - جزائرية ، مولودة في باريس، و بعد دراسة التاريخ والعلوم السياسية في جامعة السوربون ، عملت لينا سوالم كمبرمجة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان في بوينس آيرس.

فيلمها الوثائقي الطويل الأول قام بعرضه العالمي الأول في مهرجان Vision du reel عام 2020 ، وحصل على جائزة الفيلم الأول في مهرجان مونبلييه الدولي للسينما المتوسطية ، وجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي في مهرجان الجونة السينمائي ، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان سينيمانيا السينمائي. 2021 ، من بين عشرات الجوائز الأخرى.

 كما مثلت لينا سوالم في ثلاثة أفلام طويلة من إخراج حفظية حرزي وهيام عباس وريحانة. تعمل حاليًا كمؤلفة للأفلام الروائية والوثائقية والمسلسلات التلفزيونية.

 

صدى البلد المصرية في

02.09.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004