ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي:

المهرجان الإيطالي يواجه إعلاماً غير حياديّ

متّهم بإثارة القضايا لمصلحته أولاً

فينيسيامحمد رُضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثمانون

   
 
 
 
 
 
 

لقاء قصير عند بوابة مكاتب مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، أتاح سؤالاً واحداً: «كيف تُقيَّم هذه الدورة في ظلّ المستجدات المتعلقة بالإضراب، الذي قد يمنع نجوم السينما من حضوره».

الجواب قبل أن تتسارع الخُطى لدخول مقرّه: «النجوم سيحضرون. أمر شبه مؤكد. لكن المسألة برمتها لا تهدد الدورة لأننا عملنا ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على تحضير الدورة وإنجازها بنجاح. شاهدنا أكثر من 2400 فيلم منذ ذلك الحين، والتأثير الوحيد حتى الآن هو، استبدال فيلم الافتتاح. كان لدينا البديل المناسب. الوضع جيد على الرغم من كل شيء».

صيد سهل

النجوم سيحضرون، ليس فقط من أوروبا التي لا تمتثل لإضراب أميركا، بل من الولايات المتحدة نفسها، كما تُشير آخر التطوّرات.

لكن هناك تحدّيات أخرى غيرت احتمالات حضور النجوم أو غيابهم. في الواقع حضورهم أو غيابهم ليس مسألة سلبية بالكامل، بل هناك إيجابيات مختلفة، من بينها أن الاهتمام سينصبّ بدرجة أعلى من المعتاد على قيمة الأفلام المختارة بحد ذاتها، وعلى كيفية نجاح المهرجان في جعل الدورة الثمانين منه (بدأت في 30 أغسطس (آب)، وتنتهي في 10 سبتمبر (أيلول)، ناجحة كما كانت الدورات السابقة منذ اعتلاء باربيرا الرئاسة.

بالحكم على حجم الحجوزات الفندقية، لا مشاكل في إلغائها إلا بالنسبة نفسها كالتي كانت تحدث في كلّ عام. الصالات على كبر حجمها وقدرة استيعاب بعضها مليئة بالمشاهدين. حتى لو عمد المرء لحجز مسبق فإنه قد لا يجد المقعد الذي يريده أو قد لا يجد أي مقعد على الإطلاق.

المشكلة في الواقع هي مشكلة الإعلام مع أي مهرجان دولي كبير، القنوات والصحافة الإعلامية في المهرجانات تحضر لتغطي الأخبار وتصطاد الفضائح وترقب تصرّفات النجوم (هذه كسرت كعب حذائها، ذاك شوهد يحتضن امرأة ليست زوجته... إلخ). لتكتب عن قصور هنا وآخر هناك. لتُجري المقابلات التي تسأل المحتفى بهم عن كيف كانت الرحلة إلى المهرجان، أو هل صحيح أنك تأخرت في الوصول إلى مكان التصوير أكثر من مرّة؟ أو كيف تشعرين وأنتِ في رحاب هذا المهرجان للمرّة الأولى؟

هذه المسائل تبيع. وهذا لا ريب فيه. والمهرجانات الكبيرة وجدت نفسها، ومنذ سنوات، في ورطة من يحتاج إلى الدواء لمعالجة الداء.

سوابق لا تغتفر

الموضوع المفضل والتلقائي الذي بات جاهزاً للتداول عبر منصات الإعلام المختلفة هو عمّا إذا كانت هناك مساواة في الأفلام نسائية الإخراج أم لا. مهرجان «فينيسيا» نال نبالاً مُسوّمة من إعلام يلوك الموضوع ليبيع «اللايكات ويرفع من حجم القراءة اليومي، كما لو أن المسألة الحتمية هي عددية: هناك 20 مخرجاً ذكراً، ولا بدّ أن يكون هناك 20 مخرجة أنثى وإلا.... لم يَسبق في التاريخ أن أُقحمت مسائل كهذه في كيان مهرجانات السينما إلا في السنوات القليلة الماضية، علماً بأن العدد الغالب في صناعات عديدة هو ذكوري، نسبة لعوامل اجتماعية متوارثة. هل تستطيع المرأة مثلاً العمل في مناجم الفحم؟ ولماذا الصّمت حيال أنّ معظم الرحلات الجوية يقودها رجال؟ هل يرتاح الركّاب بمن فيهم النساء إذا ما أُعلن أن قائد الطائرة المتجهة من لوس أنجليس إلى باريس أو لندن أو سواهما هو امرأة؟ لماذا لا نرى عدداً مساوياً من النساء في المسالخ مثلاً؟

تجدّد خلال العام الحالي الحديث كذلك عن اختيار المهرجان ثلاثة أفلام لمخرجين كانوا عرضة لتحقيقات في تصرّفات جنسية. الثلاثة هم، وودي ألن، ورومان بولانسكي، ولوك بيسون. يعرض الأول فيلمه الجديد «انقلاب حظ»، ويندفع الثاني لعرض آخر أفلامه «القصر». أما لوك بيسون فيعرض هنا «دوغمان» (Dogman).

لا يكترث الإعلام كثيراً لحقيقة أن بيسون وألن خرجا بريئين من التهم، ولا يكترث أن رومان بولانسكي عُوقب بضراوة وأن المعتدى عليها سامحته. سبب عدم هذا الاكتراث بسيط: لو اكترث الإعلام الشعبي لهذه الحقائق لما كان هناك ما يمكن إثارته.

هذا يذكّر بحقيقة موازية وهي أن اهتمام محطات التلفزيون الأميركية (أساساً لكن غيرها أيضاً) بمتابعة خبر عن قتل شرطي أبيض مواطن أسود، لا يعود إلى موقف منتقد للعنصرية بقدر ما هو ناتج عن اهتمام شركات الإعلان بمثل هذه التقارير إدراكاً منها أن جموع الأميركيين يتابعون الحدث على المحطات التلفزيونية. وعليه فإن الفرصة مناسبة لإمطار الشاشة بالإعلانات، مما يرفع من إيرادات المحطات. ومن ثَمّ متى كانت آخر مرّة بدأت نشرة الأخبار بخبر إيجابي يحمل تفاؤلاً أو سروراً للناس؟ اسأل العملية الهندسية بين التلفزيون وشركات الإعلان.

حياد الناقد

بالنسبة لبولانسكي وألن وبيسون (من حسن الحظ أن جوني ديب ليس لديه فيلم هنا، وإلا لكانوا ضمّوه إلى المجموعة)، فإن الخط الفاصل بين الحياة الشخصية والعمل الفني هو ما يستند إليه مهرجان «فينيسيا» في ردّه على المنتقدين. باربيرا كرّر القول بأنه ليس قاضياً بل رئيس مهرجان ويحكم على الأفلام وليس على البشر.

من ناحية أخرى، من الخطر جمع اثنين من هؤلاء المخرجين، اللذين تمت تبرئتهما من الذنب مع مخرج حكمت عليه المحكمة ولم تبرئه. خطرٌ من حيث أن الحالتين مختلفتان. الخطر الثاني أن المزيد من القيود غير المنظورة تجعل أيّاً من هؤلاء الثلاثة ضحية رأي عام حتى بعد براءته.

الحال هو أنه بدءاً من هذا اليوم ستتابع عروض أفلام هؤلاء المخرجين، وفي بال العديد من المشاهدين أنهم يشاهدون أفلاماً لمخرجين جرى تأليف الرأي العام عليهم على نطاق واسع.

موقف الناقد في هذه الحالة هو الحياد، إذا ما كان محترفاً. الحياد بالنسبة للنقد هو أحد أهم عناصر عمله. حيادٌ في الموضوع السياسي، وحياد في البلد الذي ينتسب إليه الفيلم، وحياد في حياة المخرج الشخصية التي قد لا تثير عطفه أو إعجابه لكنه يعمل في حقل نقد الأفلام وليس في نقد الأشخاص.

ما سبق لم يترك تأثيره على حجم الراغبين في عرض أفلامهم في هذه الدورة، ولا في نوعية المخرجين الذين يعرضون أفلامهم فيها. عدد كبير منهم، أي من تلك الأسماء الكبيرة في عالم اليوم، لم يحتجّ أيٌّ منهم على وجود مخرج آخر في المسابقة أو خارجها.

من بين هؤلاء نجد التشيلي بابلو لاران، في فيلم «El Conde» الذي حققه بالأبيض والأسود، عن الرئيس التشيلي أوغستو بينوشت، والأميركي برادلي كوبر «مايسترو»، والبولندية أنييشكا هولاند «الحدود الخضراء»، والإيطالي ستيفانو سوليما «أداجيون»، والأميركية صوفيا كوبولا «برسيليا»، واليوناني يورغوس لاتيموس «أشياء فقيرة» (Poor Things) والعديدين سواهم.

 

####

 

لقاء مع المخرج إدواردو دي أنجيليس.. «فيلمي ليس عن الحرب بل ضدها»

فينيسيامحمد رُضا

* على عكس بعض أفلامك السابقة، «The Vice of Hope» مثلاً، لم يأخذ منك هذا الفيلم وقتاً طويلاً لتحقيقه. نحو سنة واحدة أليس كذلك؟

- بلى، فقد بدأنا التصوير قبل أقل من سنة، لكن التحضيرات بدأت مباشرة بعد انتهائي من تصوير «غير قابل للقسمة» (Indivisible) سنة 2018. أنجزت الكتابة في العام التالي، وكثّفت الاتصالات الضرورية لتأمين عناصر الإنتاج.

* بما في ذلك الغواصة القديمة التي يعود صنعها إلى الأربعينات على ما أعتقد.

- صحيح. كان لا بدّ من العمل مع جهات عسكرية لا لتأمين الغواصة فقط، بل أيضاً وأساساً، للتأكد من أن السيناريو لم يخطئ على مستوى التفاصيل وواقعية الأحداث. ما هي شخصية الكابتن سلفاتوري تودارو في الواقع؟ كيف يمكن لي أن أحيطها بالاهتمام الذي تستحقه من دون تكلّف؟

* هل القصد من الفيلم تقديم بطولة شخص واحد أو هو توفير جانب وطني لم نَره في الأفلام الإيطالية خلال تلك الفترة؟

- بالتأكيد هناك الجانب الوطني، ومعك كل الحق، ليست هناك أفلام إيطالية صُنعت للحديث عن بذل الإيطاليين في الحرب، ربما لأن النتيجة لم تكن انتصاراً، لكن هناك رسالة أخرى، وهي معالجة ما قام به الكابتن تودارو مدفوعاً بأحاسيس إنسانية. فيلمي ليس مع الحرب بل ضدها. ربما سيجده البعض دفاعاً عن موسيليني، لا أدري. لكنّ هذا ليس صحيحاً.

* هو فيلم مختلف أيضاً بالنسبة لقصّةٍ تقع في غواصة حربية. شاهدنا العديد مثلها، لكنه مختلف عنها.

- شكراً. هذه نقطة مهمّة منذ بداية العمل. لم أكن أرغب في فيلم «أكشن»، أو فيلم تشويق ومغامرات كحال الكثير من الأفلام الأميركية. هذا كان بدوره غاية مهمّة بالنسبة إليّ.

 

####

 

شاشة الناقد  Commondate

فينيسيامحمد رُضا

Commondate ***

إخراج: إدواردو دي أنجيليس | حربي | إيطاليا | 2023

«قائد» فيلم عن الحرب، تقع أحداثه في عام 1940 في فترة العلاقات السياسية والعسكرية المتميزة بين إيطاليا وألمانيا. لا يتطرّق لجوانب هذه العلاقة، ولا إلى السياسة لأي جانب أو طرف، لكنه يوفّر غطاءً مختلفاً عبر موضوع لم تُثره السينما من قبل، وإن فعلت فليس على نحو معروف.

الطريقة التي اشتغل عليها المخرج إدواردو دي أنجيليس لتنفيذ هذا العمل ليست مختلفة عن التوقع، ذلك لأنه إذا ما كان جزء من اهتمامه الحديث عن الحب الذي يكنّه الكابتن سلفادور تودارو لزوجته، وهو ما يتكرّر أكثر من مرّة خلال الفيلم بعدما يعتلي الكابتن الغواصة ويبحر بها، فإنه من الطبيعي البدء بتوفير جوٍّ لتلك العلاقة والمشاعر العاطفية المتبادلة بينه وبين زوجته.

بعد ذلك يمرّ على مشهد نجده فيه يقود سرّية البحارة متجهين، في لقطة طويلة، إلى الغواصة. أصوات نِعالهم القوية على الرصيف تختلط بإطلاقهم نشيداً وطنياً بصوتٍ متّحد وواضح وعالٍ. لا يبدو أن الغاية هنا هي شحن الأجواء للإثارة على الطريقة الهوليوودية، بل هي تتمّة لرسم تاريخ مختصر يجمع بين عاطفته حيال زوجته وعاطفته حيال وطنه.

على ذلك، نجد الكابتن أبعد ما يكون عن تجسيد شخصية سعيدة بما تقدم عليه. على العكس يعتلي وجه الممثل بييرفرانشيسكو فافينو حزناً لا يسعى الفيلم لتبريره، لكنه يرسمه على ملامحه، مما يعني أنّ الغاية بعيدة بدورها عن تخليد الكابتن بطلاً، بل الاحتفاء به إنساناً.

هناك وحدة معالجة لهذا الفيلم، وسير بالاتجاه الصحيح لبلورة عمل جيد يطرح ما يُثير الاحترام من دون خطابة، أحياناً على نحو متوقع، لكنه ليس ساذجاً أو إثارياً. ما يضر إلى حدٍ بعيد هو أن الفيلم في النهاية لا يتطوّر صوب أهمية شخصية أو سينمائية فعلية.

هناك مناطق درامية مضطربة لأن العمل على تجسيد شخصية ترنو لأن تكون أشبه بشخصية شاعر لديه قلب ينبض بالعاطفة يتعارض إلى حدٍّ ملحوظ، مع إطلاقه ما يفيد بأنه سيدمّر كل الأعداء، ومن ثَمّ إنقاذه بحارة بلجيكيين بعدما دمّر باخرتين عسكريّتين تعرّضتا له. الوازع الإنساني نفسه لم يتبلور كصفة، بل كاختيار لحظوي يمرّ به بطله.

في كل الحالات، يعكس «القائد» كذلك رغبة حذرة في القول إن إيطاليا لم تخطئ باختياراتها السياسية وإن جنودها وبحارتها لا يقلّون شجاعة عن أترابهم من الحلفاء. هذه منطقة أخرى تغوص فيها القدم بالوحل: من ناحية، من الجيد أن نتابع فيلماً ينبري لتقديم صورة معاكسة لتلك الكاريكاتيرية والنمطية لا عن الإيطاليين فحسب بل عن الألمان أيضاً. لكن في غمار ذلك، وهذا بعض مناطق الوحل، هناك تلقائياً غزل بالمرحلة الفاشية وموسوليني (يأتي ذكره بضع مرّات). لو كان الفيلم أُنجز على أيام القائد الفاشي لمنحه ذهبية «فينيسيا»، المهرجان الذي أسسه القائد الإيطالي بقرار جريء.

افتتاح مهرجان «فينيسيا» 2023

 

Smugglers **

إخراج: ريو سيونغ - وان | أكشن | كوريا | 2023

الموضوع الذي اختاره هذا المخرج الكوري الجديد والنشط، إذ أنجز 13 فيلماً من 2000، وحتى الآن، مثير وغريب. إنه عن نساء عاملات في إحدى مدن كوريا المطلة على البحر. تقع الأحداث في عام 1970. كلا الناحيتين (المرأة العاملة خصوصاً في تلك الحقبة)، هما جديدان على العين في فيلم كوري. أمر شبيه بالأعمال اليابانية، كأفلام شوهاي إيمامورا مثلاً.

نساء كوريا قبل انقسامها، كنّ يعملن في الأرض والبحر على حدّ سواء. نساء كدن ينكرن الذات في سبيل العمل والعائلة. هنا نرى المرأة تعمل في صيد محار البحر، تغوص بمهارة وتستخرج ما تبيعه لتعتاش من ورائه. نساء الفيلم يبذلن كثيراً في سبيل تحصيل القوت، على عكس الرجال الذين يشترون الصيد بأبخس الأسعار ويمنعهن من بيعها لسواهم. في أحيان كانت عصابات السوق السوداء ترمي حصيلتها في البحر حين تطاردها قوارب الشرطة. هنا تغوص النساء في البحر لالتقاطها وإعادتها للعصابات.

يوفر الفيلم بعض الوقت لتأسيس هذه الحقائق، ومن ثَمّ يُضيف مشكلة تلوّث البحر، مما يؤدي إلى البطالة مع عزوف النساء عن الغوص لأنه بات مشكلة صحية.

ما الذي تستطيع امرأة بلا مواهب غير الغطس بحثاً عن المحار، فعله في المدينة؟ الجواب جاهز. الفتاة التي يتمحور حولها الفيلم تضطر لاستجداء الرزق بالتحوّل إلى فتاة ليل، لكن من هذه النقطة وصاعداً يفقد المخرج قبضته على عمل كان من الأفضل له أن يتبع نهجاً جاداً وليس ترفيهياً أو ميلودرامياً كونه تصدّى لمشكلة اجتماعية غير مطروقة على هذا النحو. هذا مع العلم أنّ الفيلم لم يخلُ من مفاجآت واستدارات مواقف و-على صعيد آخر- من تقسيم الشاشة إلى نصفين (في مشاهد أولى من الفيلم) واستخدام موسيقى ذات مرجعية أميركية بدورها (تذكّر ببعض ما كتبه لالو شيفرِن أو جيري غولدسميث لأفلامهما في السبعينات). هذه تأتي مصاحبة لتوجه الفيلم صوب مشاهد «أكشن» بطلها عشيق الفتاة النازحة (بارك جيونغ - مِن).

من عروض مهرجان لوكارنو، 2023

 

Retribution *

إخراج: نمرود أنتال | أكشين | الولايات المتحدة | 2023

تصوَّر الوضع التالي: أنت تقود سيارتك في شوارع المدينة مصطحباً أسرتك أو بعض أفرادها. يوم عادي لا يبدو مختلفاً عن أي يوم آخر. فجأة يرنّ هاتف محمول دُسّ في السيارة: «ألو، نعم أنا هو. من يتكلّم». لا يهم من يتكلم بل ما يقوله: «في سيارتك قنبلة موقوتة تنفجر إذا ما أوقفتها».

بصرف النظر عن المسبّبات، وهي ترد في السيناريو لكن بكتابة من قفا اليد، التي تدعو لمحاولة قتل رجل بهذه الطريقة، فإنّ الناتج مزعج بالتأكيد ويعد بفيلم مشوّق. كيف يمكن لبطل هذا الفيلم، ليام نيسن، الذي شاهدناه في مواقف حرجة كثيرة في السنوات العشرين الماضية، أن يُوقف سيارته لإنزال ولديه أو حين الوصول إلى مكتبه؟ أو ماذا لو نفد الوقود من سيارته؟

هذه الأسئلة تتبادر إلى الذهن خلال الساعة الأولى قبل أن يبدأ ليام نيسن بالاهتداء إلى حلّ لا أستطيع البوح به هنا وقبل دخول البوليس ليحقق فيما يدور. لكن خلال ثلث الساعة الأولى من الفيلم، تدرك أنه منسوخ كفكرة من فيلم يان دي بونت «سبيد» (1994) مع بعض الاختلافات التي تجدر الإشارة إليه: في ذلك الفيلم الذي قدّم كيانو ريفز وساندرا بولوك إلى الشهرة، يمتطي الاثنان حافلة عامّة زُرعت قنبلة فيها على أساس أن سرعتها لا يجب أن تتباطأ وإلا انفجرت العبوة المزروعة داخلها.

الفارق ليس كبيراً باستثناء أن المخرج دي بونت قدّم في ذلك العمل فيلماً ممتازاً بمشاهد تشويق صافية، لكن هذا الفيلم الجديد لديه الفكرة ولا شيء أكثر. كنت أرغب في عدم الخوض في الأسباب التي يوردها الفيلم لتبرير حكايته، لكن عند هذه النقطة من النقد بات ذلك ضرورياً لتأكيد سخامة ما سبق: العملية تستهدف قيام ليام نيسن بتحويل عشرات ملايين الدولارات إلى حساب خارجي (كيف سيفعل ذلك مسألة أخرى)، وعليه قتل شريكه أيضاً. يحاول المخرج - الكاتب نمرود أتال، تغطية كل شيء بابتداع مواقف وإدخال تطوّرات على القصة، لكن كلما أمعن تحوّل الفيلم إلى مهزلة.

عروض: صالات أوروبية

ضعيف* | وسط**| جيد ***| ممتاز**** | تحفة*****

 

الشرق الأوسط في

31.08.2023

 
 
 
 
 

"غواصة" التسامح في الحرب الثانية تفتتح مهرجان البندقية

فيلم "الكونت" التشيلي يفشل في رسم شخصية الطاغية بينوشيه رغم التهام الأكباد والقلوب

هوفيك حبشيان

فيلمان ضعيفان ثرثاران غير مفهومين إلى حد ما، شاهدنهما ضمن المسابقة في أول يوم عروض مهرجان البندقية السينمائي "30 أغسطس (آب) - 9 سبتمبر (أيلول)" الذي انطلق، أمس الأربعاء، محتفلاً بدورته الـ80. الأول هو "كومندانتي" للمخرج الإيطالي إدواردو دي أنجليس الذي افتتح "الموسترا"، والثاني أحدث عمل للمخرج التشيلي بابلو لاراين المعنون بـ"الكونت". صحيح أن الفيلمين بعيدان واحدهما عن الآخر، إن على مستوى الحكاية أو زمن الأحداث أو حتى المعالجة البصرية والسردية، لكن ثمة تقاطعات بينهما. فكلاهما يموضعان حكايتهما ضمن سياق تاريخي لعالم مضطرب، حيث القتل شربة ماء لا أكثر. أما في ما يتعلق بالمخرجين، فكلاهما في منتصف الـ40 من عمرها، مع اختلاف كبير بين الإيطالي الذي لا يزال لديه الكثير ليثبته، في حين سبقه التشيلي المكرس سينمائياً بأشواط، من خلال أفلام مثل "لا" و"توني مانيرو" عن ماضي بلاده الدموي، قبل أن يباشر في صناعة مجموعة سير عن شخصيات نسائية ملهمة مثل جاكي كينيدي والأميرة ديانا. 

في "كومندانتي" ينقلنا المخرج إلى الحرب العالمية الثانية، هذه الحقبة التي لا يزال الأوروبيون يتحدثون عنها كما لو جرت أمس، من شدة ما تركت في نفوس آبائهم وأجدادهم تروما لا تمحى، لكن التاريخ هنا ليس تاريخاً فحسب، بل هو موصول بالحاضر، ولو غمزاً، فثمة حوار بين الأزمنة، بين حروب أمس ومآسي اليوم، تتحاور من خلال السينما، ولا عجب إن استعمل المخرج فصلاً من التاريخ للفت نظر الناس عن أحداث تقع اليوم. 

إنقاذ الأعداء

بطل الفيلم هو سالفاتوري تودارو (بيارفرنتشسكو فافينو)، قبطان الغواصة التابعة للأسطول الملكي الإيطالي. ذات يوم يطلب منه أن يقود مهمة صعبة تحمله إلى عرض المحيط الأطلسي. بعد إغراقه سفينة نقل بلجيكية في ظروف الحرب التي نعرفها، يقرر هذا الرجل المتعنت والصارم في قراراته، إنقاذ حياة 26 بلجيكياً كانوا على متنها، والسماح لهم بالصعود إلى غواصته، فأخلاقيات الحروب في نظره تطبق ليس فقط براً بل بحراً، ولا يجوز تركهم في المياه. 

هذه الأحداث غير التقليدية تحول الغواصة "كوناً مصغراً"، فنرى الأضداد يتعايشون بعضهم مع بعض، مرغمين على النظر في ما يجمعهم لا في ما يفرقهم، وفي هذا المجال يقدم الفيلم درساً في التسامح على غرار فيلم "عيد ميلاد سعيد" لكريستيان كاريون، لكن، للأسف، النيات الحسنة لا تصنع سينما كبيرة، بل مجرد عمل سليم، يسقط في لحظات وينهض في لحظات أخرى، على نحو متكرر ومتواصل. 

باختصار شديد: هذا فيلم يدعو إلى التسامح، ذاك الذي يحتاج إليه الإنسان حتى في أحلك الظروف. في تعليق مختصر كتبه المخرج يقول فيه إنه يجب ألا ننسى أن أعداءنا بشر حتى ونحن نحاربهم، لا بل يمكن الانتصار عليهم وإنقاذهم في الحين نفسه. كلام يدل على نيات المخرج ونيات إدارة المهرجان التي اختارت عمله هذا، ليس فقط لمستواه الفني الذي يبقى متواضعاً في نهاية المطاف، لكن للخطاب السياسي الذي يحمله إلى العالم، في زمن تشهد إيطاليا موجات متواصلة من الهجرة غير الشرعية التي مصدرها بلدان أفريقية. في أي حال، لا يخفي دي أنجليس الشيء الذي جذبه في هذه الحكاية، إذ يروي أنه تحمس لها، بعدما سمع قائد الأسطول البحري جيوفاني بيتورينو يتحدث عن سالفاتوري تودارو خلال انتقاده سياسة الحكومة الإيطالية في ما يخص اللاجئين. "هذا فيلم يحمل نداء عاجلاً لوضع القيم والمناقبية فوق المنطق العنيف للبروتوكولات العسكرية"، هذا ما قاله أيضاً مدير المهرجان باربيرا في معرض دفاعه عن الفيلم. 

حظي الفيلم بموازنة كبيرة بلغت 15 مليون يورو، وصممت من أجله غواصة بطول 70 متراً، وحصل على مساعدة من الجيش الإيطالي، لكن هذا كله لم يفضِ إلى فيلم مهم وملهم، رغم كلام باربيرا عن عودة السينما الإيطالية إلى الواجهة، فنحن إزاء عمل مسطح، بلا مشاعر، جاف، يدور كثيراً حول نفسه طوال ساعتين، في دوامة تثير الملل، خصوصاً أن معظم الأحداث يدور في مكان واحد، داخل غواصة.

"الكونت العنيف"

في المقابل، ما قدمه بابلو لاراين في "الكونت" أشد عنفاً ورعباً، إذ يتخيل السفاح التشيلي أوغوستو بينوشيه الذي حكم تشيلي 17 عاماً بعد الانقلاب على خلفه سالفادور أليندي، في إطار شخصية مصاص دماء يعبر الأزمنة. تبدأ القصة في زمن الثورة الفرنسية قبل أن تحط في القرن 21. في هذا الخيار (عبور قرنين ونيف) شيء من الجرأة التي قد تصيب أو تخيب، وأميل إلى الاعتقاد أنه يخيب. مبدأ "كلما كبرت الكذبة صار تصديقها أسهل" لا يأتي بنتائج مضمونة في كل مرة.

في أي حال، من شاهد أول أفلام لاراين، يرى بوضوح اهتمامه العميق بمرحلة الديكتاتورية العسكرية التي حكمت بلاده، التي تجسدت في فيلمه "لا" بصورة واقعية، لدرجة أنه كان مسألة وقت قبل أن يتطرق إلى رمز تلك الحقبة حيث ولد لاراين، وأعني به بينوشيه، الرجل الذي تسبب بقتل –واختفاء- أكثر من ثلاثة آلاف معارض، وتعذيب معتقلين سياسيين بلغ عددهم 38 ألفاً. أي فيلم يمكن أن يختزل قضية بينوشيه وحضوره في الذاكرة الجمعية، سؤال قد طرحه لاراين على نفسه، فهو كأي مخرج مهموم بالسينما والتاريخ، يولي أهمية للنحو الذي يحكي فيه القصة ولنمط المعالجة. ويمكن الجزم أن الطريقة التي يحكي فيها حكاية بينوشيه تخرج عن المألوف تماماً، لدرجة تثير السخرية أحياناً، إذ يحتاج المشاهد إلى جهد كبير، كي يبقى على تركيزه ويلتقط الخيط الرفيع الذي يعبر الأحداث، ثم يجمعها في رأسه ويعطيها معنى، هذا من دون الحديث عن المشاهد المقززة لأكل الأكباد والتهام القلوب، رغم أن اللونين الأسود والأبيض، يخففان قليلاً من الجانب المقرف. 

يقول لاراين في مقابلة أنه لجأ إلى الكوميديا السوداء، ليحلل الأحداث التي حصلت في تشيلي وفي العالم، خلال السنوات الـ50 الأخيرة. وإذا كان يعتقد أن هذا التصريح يشرح أمراً ما، فهو لا يفعل الا إضفاء طبقة من الغموض على الغموض.

مهما يكن، لا أعتقد أن استخدام الكوميديا السوداء للحديث عن شخصية دموية كهذه كان فكرة موفقة، خصوصاً أن الكوميديا هذه لا تضحك البتة ولو على مضض. وأيضاً لأن لارين سبق أن طرح بدرامية فائقة حكايات أقل خطورة من هذه، كمعاناة جاكي كينيدي بعد مقتل زوجها. وغالب الظن أن الفيلم المرجعي الذي كنا ننتظره عن بينوشيه بكاميرا أحد أكثر السينمائيين التشيليين موهبة، لم ينجز بعد. 

 

الـ The Independent  في

31.08.2023

 
 
 
 
 

رسالة مهرجان البندقية السينمائي (1): أفلام بلا نجوم

يكرّم المهرجان المخرجة ليليانا كافاني والممثل توني ليونغ

محمد صبحي

مهرجان البندقية السينمائي الدولي، الذي انطلق أمس الأربعاء في شاطي الليدو، لديه ما يتطلّع إليه وما يكافح معه. برنامجه لم يتأثر تقريباً بالإضراب المزدوج في هوليوود، لكن تأثيراته ستطاوله بلا شكّ. هناك فيلم واحد فقط مفقود من اختيارات هذا العام: دراما الحبّ الرياضية "متحدّون" Challengers للمخرج الإيطالي لوكا غواداغنينو لم يُعرض في الافتتاح، كما كان مخططاً له في الأصل.

وبدلاً من ذلك، في بداية النسخة الثمانين من "البندقية"، عُرضت دراما حربية بعنوان "القائد" Comandante للمخرج الإيطالي أيضاً إدواردو دي أنجيليس، تدور أحداثها حول قبطان الغواصة الإيطالية سلفاتوري تودارو، الذي أغرق سفينة تجارية بلجيكية في الحرب العالمية الثانية ثم أنقذ طاقمها، معرّضاً نفسه وطاقمه للخطر.

وبصرف النظر عن غواداغنينو وممثليه، فالكثير من مشاهير هوليوود سيأتون إلى الشاشة هذا العام. في المسابقة، تقدّم المخرجة صوفيا كوبولا فيلم السيرة الذاتية "بريسيلا" الذي تدور أحداثه حول بريسيلا بوليو، التي أخذت في ما بعد لقب زوجها إلفيس بريسلي. كما قام برادلي كوبر بإنجاز فيلم عن حياة الموسيقار ليونارد برنشتاين مع "مايسترو"، أضطلع فيه كوبر نفسه بدور البطولة. وفي فيلم "فيراري" يروي مايكل مان أيضاً حياة أحد المشاهير، سائق السباق وصانع السيارات الرياضية لاحقاً إنزو فيراري. كما يقدّم ديفيد فينشر أيضاً فيلمه الجديد "القاتل"، من إنتاج "نتفليكس"، والذي يدشّن عودته إلى المهرجان الإيطالي بعد ربع قرن تقريباً من عرض فيلمه الشهير "نادي القتال".

ممثلو هوليوود أبرز الغائبين

يبدو كل شيء في "الليدو" سائراً كالمعتاد، حيث تُعرض (وربما تتوَّج) الأفلام المرشّحة لجوائز الأوسكار القادمة بشكل تقليدي في "البندقية". لكن مع فارق بسيط، فمن غير المرجح أن يظهر العديد من نجوم هذه الأفلام على السجادة الحمراء. بسبب الإضراب المزدوج الحاصل في هوليوود، من المرجح أن يبتعد ممثلو هوليوود عن المهرجان السينمائي بشكل كامل نظراً لعضويتهم وانتمائهم إلى نقابة الممثلين  SAG-AFTRA والتزامهم بقراراتها؛ حتى برادلي كوبر الذي يقوم بدورٍ مزدوج كممثل ومخرج.

وقد تكون هناك استثناءات للأفلام الأميركية المنتَجة خارج نظام استوديوهات هوليوود، مثل فيلم "فيراري" لمايكل مان. لكن ربما يبقى الممثلان الرئيسيان للفيلم، آدم درايفر وبينيلوبي كروز، في منزليهما بداعي التضامن؛ رغم ما أعلنته متحدثة باسم المهرجان من ترجيح حضورهما.

وفي نهاية يوليو/تموز، قال مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، في مؤتمر صحافي، إن الإضرابات التي تؤثر في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الولايات المتحدة منذ مايو/أيار سيكون لها "تأثير متواضع" في المهرجان و"السجادة الحمراء لن تكون فارغة" كما توقعت الصحافة المتخصصة. ووفقاً لما نشرته مجلة "فارايتي" هذا الأسبوع، فإن آدم درايفر، وكاليب لاندري جونز، ومادس ميكلسن، وجيسيكا تشاستين، هم من بين الممثلين الذين سيحضرون في "البندقية"، بعد حصولهم على إذنٍ من نقابة الممثلين للمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الترويجية للإنتاجات المستقلة وليس أعمالاً من إنتاج الاستوديوهات الكبرى.

لكن في الأخير، يبقى "البندقية" موعداً مهماً ومهرجاناً نجماً، وبالتالي لا داعي لقلق الحضور والزائرين بشأن السجادة الحمراء الفارغة على أي حال، حيث يمكن توقُّع الكثير من النجوم من أجزاء أخرى من العالم. يشارك المخرج الفرنسي برتراند بونيلو مع بطلته ليا سيدو في فيلمهما المنافس على جائزة الأسد الذهبي "الوحش" La bête، فيما يشارك النجم الدنماركي مادس ميكلسن في فيلم مواطنه نيكولاي أرسيل "أوغاد" Bastards، المنافس بدوره في المسابقة الرسمية؛ بينما يلعب الألماني فرانز روجوفسكي الدور الرئيسي في فيلم "لوبو" للإيطالي جورجيو ديريتّي. ومن بين النجوم الإيطاليين، يتواجد بييرفرانشيسكو فافينو مرّتين: مرّة كممثل رئيس في فيلم افتتاح المهرجان، "القائد"، وأيضاً في فيلم "أداجيو" Adagio لستيفانو سوليما. ومن ألمانيا، يتنافس فيلم النوار "نظرية كل شيء" للمخرج تيم كروغر على جائزة الأسد الذهبي.

إذاً، حتى لو ظل نجوم هوليوود بعيدين إلى حد كبير، هناك ما يكفي من النجوم الأوروبيين لرؤيتهم على السجادة. هذا الاهتمام والحديث الكثير عن حضور النجوم الأميركيين يعيد التذكير بإمكانية وجود سينما وحدث سينمائي دون الحاجة لشركات واستديوهات كبرى. وبقدر ما في هذا التذكير من بداهة، يحمل في الوقت ذاته إدراكاً مريراً لحقيقة أنه لم تعد هناك مهرجانات بدون شركات كبرى بعد الآن، على الرغم مما يُفترض فيها أنها مكرّسة لفنّ السينما بالأساس.

وهذا يمسّ مشكلة أساسية لا علاقة لها بالمهرجانات الكبرى في كانّ أو برلين أو البندقية بقدر ما تتعلق بالصناعة نفسها: السينما، مثل بقية الأنشطة في العالم، تعاني حالة من التباين والعوار المتزايد عاماً بعد عام. فمن ناحية، تحقق أفلام ناجحة مثل "باربي" أرباحاً قياسية تقدّر بالمليارات ويشاهدها ملايين المشاهدين. لكن من ناحية أخرى، فإن أعداد جمهور صالات السينما لم تنمو على الإطلاق، بل انخفض في العديد من البلدان.

بولانسكي وآلن خارج المسابقة

ومن المتوقع أيضاً حدوث أعمال شغب واحتجاج فنّيين في هذه النسخة التي تشهد اختيار المهرجان عرض أجدد فيلمين لكل من رومان بولانسكي وودي آلن، وهو الاختيار الذي طاولته انتقادات شديدة بسبب اتهامهما بالاغتصاب (بولانسكي) أو الاعتداء الجنسي (آلن). وأُدين بولانسكي أيضاً بجريمة "ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج مع قاصر". ويعود بولانسكي إلى المهرجان بعد حصوله في العام 2019 على جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلمه "إني أتّهم".

حينها كان حضور بولانسكي في المهرجان أول ظهور له في حدثٍ سينمائي كبير منذ طرده من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في أيار/ مايو 2018. وخلال المهرجان، صرّحت رئيسة لجنة التحكيم حينها، الأرجنتينية لوكريثيا مارتيل، لبيان مدى تعقيد مهمة التعامل مع حالات مماثلة: "لا أفعل ذلك. لا أفصل المرء عن فنّه. أعتقد أن جوانب مهمة من العمل تظهر في شخصية الفنان ذاته. [...] مَن يرتكب جريمة بهذا الحجم ثم يُدان، وتعتبر الضحية نفسها راضية بالتعويض، هو شيء من الصعب بالنسبة لي أن أحكم عليه... من الصعب تحديد النهج الصحيح الذي يجب أن نتبعه مع الأشخاص الذين ارتكبوا أفعالاً معيّنة وحُكم عليهم بسببها. أعتقد أن هذه الأسئلة جزء من النقاش في عصرنا".

جوائز وتضامن

هذه المرّة، حاول المهرجان التخفيف من شدّة عواقب اختياره، فبرمج الفيلمين خارج المنافسة، مثل الفيلم الجديد للمخرجة الإيطالية ليليانا كافاني (90 عاماً)، التي تعود إلى المهرجان بعد مرور ما يقرب من 50 عاماً على فيلمها الكلاسيكي والإشكالي "البوّاب الليلي" (1974). فيلمها الجديد بعنوان "نظام الزمن" L'ordine del tempo، استناداً إلى كتاب يحمل الاسم نفسه للفيزيائي كارلو روفيلي، ويمكن للمرء أن يترك العنان لفضوله بشأنه.

ولن يقتصر ظهور السينمائية المخضرمة في مهرجان بلدها على حضورها العرض العالمي الأول لفيلمها الأخير، بل سيجري تكريم مسيرتها بمنحها جائزة "جائزة الأسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة"، والتي من المقرر أن تتسلّمها من يدّ الممثلة البريطانية شارلوت رامبلينغ، بطلة فيلمها الكلاسيكي إياه، وكان أداؤها الاستثنائي فيه بمثابة انطلاقتها في عالم الجوائز والسينما العالمية. وقدّمت ليليانا كافاني على مدار 6 عقود أعمالا ناجحة وحائزة جوائز عالمية، سواء في التلفزيون أو المسرح أو السينما، وتدور دائماً أحداث أفلامها في إطار تاريخي، وشخصياتها معقدة تعيش حالة من الصراع مع المجتمع.

وسيمنح المهرجان أيضاً "جائزة الأسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة" للممثل الهونغ كونغي توني ليونغ تشيو واي. ويرأس لجنة التحكيم التي ستمنح جائزة الأسد الذهبي المخرج الأميركي داميان شازيل.

ودعا المهرجان، السبت المقبل، إلى تظاهرة تضامنية مع نساء ورجال إيران، بعد الحكم على المخرج سعيد رستائي ومنتجه بالسجن ستة أشهر، بسبب عرض أحدث أفلامهما، "إخوة ليلى" في مهرجان "كانّ" وما رأته السلطات الإيرانية في خطاب الفيلم من "معاداة للنظام الإسلامي في إيران". وفي 6 أيلول/ سبتمبر، سيستضيف المهرجان يوماً مخصصاً لأوكرانيا، لإعادة تأكيد التضامن مع شعب البلاد التي غزتها روسيا ومناقشة وضع صناعة السينما الأوكرانية.

 

المدن الإلكترونية في

31.08.2023

 
 
 
 
 

قنوات ART تُشارك في مهرجان فينيسيا السينمائي بالفيلم التونسي "وراء الجبل"

أحمد السنوسي

تشارك قنوات راديو وتلفزيون العرب ART، في فعاليات الدورة الـ80 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بالفيلم التونسي "وراء الجبل" تأليف وإخراج محمد بن عطية، حيث سيتم عرض الفيلم ضمن مسابقة "آفاق" يوم ٤ سبتمبر بحضور طاقم العمل.

تدور أحداث الفيلم حول رحلة رفيق الذي خرج للتو من السجن بعدما قضى ٤ سنوات، ولا توجد أمامه سوى خطة واحدة، وهي أن يصطحب ابنه في رحلة إلى ما وراء الجبال حتى يريه اكتشافه المذهل.

جدير بالذكر أن الفيلم تشارك قنوات ART في إنتاجه، وتمتلك حقوق توزيعه الحصري في العالم العربي، ويقوم ببطولته مجد مستورة، سامر بشارات، وليد بوشيوة، وسلمى الزغيدي وحلمي الدريدي.

 

####

 

بالأبيض.. ريا أبي راشد تتألق في مهرجان في حفل مهرجان فينيسيا

أروى حمدي

حرصت الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد علي حضور مهرجان حفل افتتاح مهرجان البندقية السينمائي بدورته الثمانين للعام 2023.

وظهرت ريا ابي راشد وهي مرتدية فستان تصميم رامي العلي، باللون "الأبيض" كما انه منفذ من التول القاسي المطرز بالأحجار اللؤلؤية وبه ريش التي زخرفت الكشاكش التي ازدان بها أسفل الزي.

 ومن الناحية الجمالية وضعت مكياجا ناعما يتناسب مع جمالها، وتركت شعرها منسدلا علي كتفيها.

ويذكر أن تضم لجنة تحكيم المهرجان بقيادة المخرج الأمريكي داميان تشازيل؛ متخصصين بارزين آخرين في هذا المجال مثل الممثل الفلسطيني صالح بكري، والممثلة وعارضة الأزياء التايوانية من هونغ كونغ شو تشي، والمخرجة النيوزيلندية جين كامبيون، والمخرجة الإيطالية غابرييل ماينيتي، والمخرج والكاتب المسرحي البريطاني الأيرلندي مارتن ماكدونا، والمخرجة الأمريكية لورا بويتراس، والمخرجة والممثلة الفرنسية ميا هانسن لوف، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري.

 

####

 

كاترينا مورينيو بإطلالة جذابة على الريد كاربت في مهرجان فينيسيا

أروى حمدي

حرصت النجمة الإيطالية كاترينا مورينيو علي حضور أفتتاح حفل مهرجان البندقية السينمائي بدورته الثمانين للعام 2023.

وظهرت كاترينا مورينيو وهي مرتدية فستان طويل باللون "الأحمر" بدون أكمام، وتركت شعرها منسدلا علي كتفيها، ووضعت مكياجا ناعما يتناسب مع جمالها.

وشهد حفل افتتاح مهرجان فينيسيا في دورته الـ 80، عرض فيلم المخرج الإيطالي إدواردو دي انجيليس comandante، وذلك بعد انسحاب فيلم زيندايا المنتظر Challengers بسبب إضراب هوليوود.

ويذكر ان تضم لجنة تحكيم المهرجان بقيادة المخرج الأمريكي داميان تشازيل؛ متخصصين بارزين آخرين في هذا المجال مثل الممثل الفلسطيني صالح بكري، والممثلة وعارضة الأزياء التايوانية من هونغ كونغ شو تشي، والمخرجة النيوزيلندية جين كامبيون، والمخرجة الإيطالية غابرييل ماينيتي، والمخرج والكاتب المسرحي البريطاني الأيرلندي مارتن ماكدونا، والمخرجة الأمريكية لورا بويتراس، والمخرجة والممثلة الفرنسية ميا هانسن لوف، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

31.08.2023

 
 
 
 
 

يتنافس عليها 7 مشاريع من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

13 ألف دولار جائزة لدعم فيلمين بورشة «فاينال كات فينيسيا»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

تقام ورشة "فاينال كات فينيسيا" خلال الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر في ليدو دي فينيسيا، ويشارك في دورة هذا العام 7 مشاريع أفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال عرض مشاريع الأفلام التي تم اختيارها للمشاركة بالورشة أمام مجموعة المنتجين، الموزعين، ومبرمجي المهرجانات السينمائية، وتختتم الورشة بمنح جوائز للأفلام الفائزة لدعمها في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وللعام التاسع على التوالي، تقدم ماد سوليوشنز جائزتها في ورشة فاينال كات فينيسيا، وتتمثل في تقديم خدمات الترويج والتوزيع للفيلم في العالم العربي لفيلم روائي طويل بدعم قيمته 10 آلاف دولار أميركي، وفيلم وثائقي بدعم قيمته 3 آلاف دولار أميركي، وهذا ضمن نشاطات الورشة التابعة لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

والهدف من فاينال كات فينيسيا، هو تطوير دور مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ليكون جسراً يدعم صناعة أفلام مستقلة جيدة فنياً من هذه الدول، من خلال توفير مساعدة فعالة وذات تأثير على الإنتاج السينمائي، ودعم المنافسة بين الأفلام على مستوى السوق الدولي.

وتأتي جائزة MAD Solutions ضمن استراتيجية الشركة لدعم صناعة السينما العربية في مراحل الإنتاج المختلفة في الساحة الدولية والعربية والترويج لها على المدى البعيد، حيث سبق أن قدمت الشركة جوائز في مهرجان لوكارنو بسويسرا، وسوق وملتقى مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد وأيام سينمائية بفلسطين والملتقى الاحترافي بسوق المهرجان الوطني للفيلم في طنجة بالمغرب.

ونجحت العديد من الأفلام الفائزة بجوائز فاينال كات في الأعوام السابقة في حصد الجوائز من أكبر المهرجانات العالمية، ففيلم إنشالله ولد للمخرج أمجد الرشيد الفائز بالجائزة في العام الماضي فاز بجائزتين في عرضه العالمي الأول بمهرجان كان السينمائي الدولي، وأيضًا ما حدث مع مثيله الفائز بالجائزة قبله فيلم تحت الشجرة للمخرج أريج السحيري، وكذلك فيلم البحر أمامكم للمخرج إيلي داغر والذي شارك في عشرات المهرجانات الدولية.

 

####

 

«فيراري» لمايكل مان و«دوغمان» للوك بيسون يطلقان السباق في المسابقة الرسمية لـ «فينيسيا السينمائي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

يدخل المخرجان المخضرم مايكل مان والعائد لوك بيسون اليوم الخميس حلبة السباق إلى جائزة الأسد الذهبي في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا من خلال فيلميهما "فيراري" و"دوغمان".

ويستعيد أقدم مهرجان سينمائي في العالم بعض البريق الذي حرمه إياه إضراب كتاب السيناريو والممثلين في هوليوود.

ويهدف الحضور الجذّاب للنجم آدم درايفر إلى الترويج لفيلم "فيراري" عن السيرة الذاتية لمؤسس ماركة سيارات السباق الإيطالية إنزو فيراري.

وهذا الممثل الذي جسّد شخصية كايلو رين في Star Wars ("حرب النجوم")، وأدى في الأعوام الأخيرة أدواراً في أفلام للمخرجين الكبار ريدلي سكوت وجيم جارموش وليوس كاراكس، يتولى هذه المرة بطولة فيلم لأحد مخضرمي السينما الأميركية وهو مايكل مان.

واختار المخرج البالغ 80 عاماً والذي سبق أن شارك في إنتاج فيلم "لومان 66" عن سباق السيارات الفرنسي الشهير، أن يروي قصة إنزو فيراري وزوجته لورا التي تتولى دورها بينيلوبي كروث.

ورغم الأثر الكبير الذي تركته أفلام مايكل مان في تاريخ السينما الهوليوودية، ومنها "هيت" الذي يتواجه فيه روبرت دي نيرو وآل باتشينو، و"كولاتيرال" الذي يؤدي فيه توم كروز دور قاتل مأجور، قلّما اختيرت أعماله نسبياً في المهرجانات. وبعرض "فيراري" اليوم، يكون مايكل مان أول أميركي يدخل السباق إلى الأسد الذهبي هذه السنة.

وضمن برنامج اليوم الخميس كذلك يعرض فيلم لمخرج فرنسي معروف على ضفتي الأطلسي هو لوك بيسون (64 عاماً) العائد بفيلم "دوغمان" (Dogman) المدرج أيضاً ضمن المسابقة.

وتعرّض مخرج ومنتج وكاتب سيناريو أفلام "ذي فيفث إيلمنت" و"لو غران بلو" و"لوسي" التي حققت نجاحاً جماهيرياً والذي كان يطمح إلى مسيرة هوليوودية، لسلسلة من الإحراجات في السنوات الأخيرة.

وكادت الإخفاقات التجارية بفعل فشل فيلمه Valerian and the City of a Thousand Planets ("فاليريان أند ذي سيتي أوف إيه ثاوزند بلانيتس") أن تقضي على شركته "يوروبا كورب" التي كان يحلم بأن تنافس الاستوديوهات الأميركية الكبرى.

من هذا المنطلق، يشكّل مهرجان فينيسيا استحقاقاً مهماً للوك بيسون، إذ يأمل في أن يفتح من خلاله صفحة جديدة في مسيرته الدولية المضطربة، بفيلم من صنف أعماله السابقة "سابواي" و"نيكيتا" و"ليون".

ويتناول "دوغمان" الذي أحيط بكتمان شديد قصة طفل يجد في حب الكلاب الخلاص من عذاباته.

 

موقع "سينماتوغراف" في

31.08.2023

 
 
 
 
 

إضراب هوليوود يضعف بريق مهرجان فينيسيا السينمائي

(فرانس برس)

بسبب الإضراب المستمر منذ أشهر في هوليوود، خلت السجادة الحمراء في انطلاق مهرجان فينيسيا السينمائي بنسخته الثمانين، مساء الأربعاء، من النجوم والإبهار التقليدي، مع فيلم إيطالي اختير على عجالة ليحلّ محلّ عمل أميركي في العرض الافتتاحي.

وتولّى افتتاح المهرجان رسمياً رئيس لجنة التحكيم فيه داميان شازيل الذي سبق أن عُرض فيلماه "لا لا لاند" La La Land و"فرست مان" First Man في افتتاح نسخ سابقة من "موسترا" وسط أجواء احتفالية صاخبة، علماً أنه هو نفسه من أشدّ مؤيّدي الإضراب، وهو موضوع على كل شفة ولسان في البندقية.

وقال شازيل الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي لمناسبة افتتاح المهرجان، مرتدياً قميصاً عليه شعار داعم للإضراب، إنّ "كلّ عمل فني له قيمة بحدّ ذاته وليس مجرد محتوى فحسب، وهي كلمة رائجة جداً حالياً في هوليوود"، مضيفاً أن "الفنّ يأتي قبل المحتوى".

وبات "موسترا"، عميد المهرجانات السينمائية العالمية، أول ملتقى عالمي للفن السابع يدفع ضريبة إضراب هوليوود الذي انضم فيه الممثلون الشهر الماضي إلى كتّاب السيناريو في حركتهم الاجتماعية، مطالبين بتحسين الأجور ووضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتمنع نقابتهم القوية "ساغ-أفترا" SAG-AFTRA جميع أعضائها، حتى أكثرهم شهرة، من تصوير أيّ أعمال أثناء الإضراب، وكذلك من المشاركة في الترويج للأفلام.

وكان مقرراً أن تفتتح نجمة هوليوود زندايا المهرجان مع فيلم "تشالنجرز" Challengers للمخرج لوكا غوادانيينو، غير أنّ التحرّك الاحتجاجي التاريخي الذي يشلّ السينما الأميركية حال دون ذلك.

واستُبدل الفيلم الأميركي بعمل إيطالي يحمل عنوان "كومندانته" Comandante، مع بييرفرانشيسكو فافينو، والذي يتناول محطات غير معروفة على نطاق واسع من الحرب العالمية الثانية.

وغاب النجوم الأميركيون عن حفلة الافتتاح في قصر السينما في الليدو، وطغى الحضور الإيطالي على السجادة الحمراء، لكنّ المناسبة شهدت لحظة مؤثرة تمثلت في تقديم النجمة البريطانية شارلوت رامبلينغ أسداً ذهبياً فخرياً للإيطالية ليليانا كافاني، مخرجة فيلم "ذا نايت بورتر" The Night Porter الشهير، وذلك عن مجمل مسيرتها.

وفي تحية مؤثرة للمخرجة البالغة 90 عاماً، ذكّرت رامبلينغ التي تولت في هذا الفيلم، عام 1974، دور ناجية من معسكرات الاعتقال النازية تربطها علاقة عاطفية بسجّانها السابق، كيف أنّ كافاني، من خلال هذه "الصدمة الكهربائية"، تمكّنت من "استكشاف الأعماق الأشدّ ظلمة في النفس البشرية".

أما ليليانا كافاني التي بدت متأثرة، فأفادت من إطلالتها للمطالبة بمزيد من "التوازن" بين الرجال والنساء في السينما. وأكدت مبتسمة أنّ "ثمّة نساء وكاتبات سيناريو ومخرجات يعملن بمستوى الرجال".

وسيكون فيلم "فيرّاري" Ferrari لمايكل مان، اليوم الخميس، أحد أبرز الأعمال المعروضة في المسابقة. ويَفيد هذا العمل، وهو سيرة ذاتية لمؤسس ماركة السيارات الشهيرة إنزو فيرّاري، من استثناء منحته النقابة، ما يسمح لبطله آدم درايفر بالمجيء إلى البندقية للمناسبة.

في المقابل، يتغيّب عن المهرجان برادلي كوبر، المشارك في المنافسة هذه المرة بصفته مخرجاً وممثلاً في فيلم "مايسترو" Maestro، عن سيرة المؤلف ليونارد برنشتاين.

ويتنافس أيضاً على جائزة الأسد الذهبي، التي فازت بها العام الماضي مخرجة الأفلام الوثائقية لورا بويتراس عن فيلمها "أول ذا بيوتي أند ذا بلودشيد" All The Beauty And The Bloodshed، كلّ من ديفيد فينشر وصوفيا كوبولا.

كما أنّ عرض أحدث أفلام وليام فريدكين خارج المنافسة سيكون بلا شك لحظة عاطفية، بعد أسابيع من وفاة هذا المخرج المعروف خصوصاً بفيلمه "ذي إكزورسيست" The Exorcist.

لكنّ قائمة الأعمال المشاركة في المسابقة تعكس قبل كلّ شيء العودة إلى الشاشة لسينمائيين وُجّهت إليهم اتهامات في قضايا اعتداء جنسي ينفون صحتها.

ومن بين هؤلاء رومان بولانسكي (90 عاماً) الذي يعيش في أوروبا بمأمن من القضاء الأميركي الذي يلاحقه منذ أكثر من 40 عاماً، بعدما أدانه بتهمة الاغتصاب.

وبعدما بات شخصاً غير مرغوب فيه في هوليوود، شهد هذا الاسم الكبير في الفن السابع تغييراً لوضعه في فرنسا، منذ الجدل الدائر حول منحه جائزة سيزار السينمائية الفرنسية عن فيلمه "جاكوز" J'accuse.

وبات جزء كبير من العاملين في المهنة يعتبرونه أحد رموز الإفلات من العقاب في ما يتعلق بالعنف الجنسي، وقد ظلّ بعيداً عن الأنظار.

غير أنّ مهرجان فينيسيا السينمائي يعيده إلى الأضواء، إثر اختيار فيلمه "ذا بالاس" The Palace خارج المنافسة، وهو عمل من بطولة فاني أردان وميكي رورك، صُوّرت مشاهده في غشتاد السويسرية. لكنّ بولانسكي لا ينوي المجيء إلى البندقية.

ويواجه وودي آلن (87 عاماً)، بدوره مقاطعة شبه كاملة من قطاع السينما، بعد اتهامات وجّهت إليه بالاعتداء جنسياً على ابنته بالتبنّي، وهو الأمر الذي ينفيه ولم ينجح أيّ تحقيق في جلاء حقيقته.

وسيقدّم آلن فيلمه الخمسين "كو دو شانس" Coup de Chance الذي صُوّر في باريس باللغة الفرنسية مع ممثّلين فرنسيين.

وسيشهد "موسترا" أيضاً عودة المخرج الفرنسي لوك بيسون إلى المنافسة مع فيلم "دوغمان" Dogman.

أغلق ملف بيسون القانوني في نهاية يونيو/ حزيران، بعدما أسقطت محكمة النقض نهائياً تهم الاغتصاب التي وجهتها إليه الممثلة ساند فان روي.

وبينما بدت قضايا مكافحة التمييز والعنف الجنسي تتقدم في السنوات الأخيرة في عالم السينما عقب حركة MeToo#، فإنّ هذه الاختيارات الرمزية للمهرجان أثارت غضب الناشطات النسويات.

لكنّ رئيس مهرجان البندقية ألبرتو باربيرا دعا، في تصريح لوكالة فرانس برس، إلى "التمييز بين الإنسان والفنان"، في مقاربة هذه المسألة.

وتضمّ المسابقة الرسمية 5 مُخرجات سينمائيات مقابل 19 رجلاً يتنافسون على جائزة الأسد الذهبي التي تُمنح في 9 سبتمبر/ أيلول، وهي جائزة فازت بها مخرجات خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأقرّ باربيرا بأنّ أفلام النساء "قليلة" في المسابقة، و"يجب بطبيعة الحال الكفاح من أجل تغيير الأمور".

 

العربي الجديد اللندنية في

31.08.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004