ملفات خاصة

 
 
 

نظرة تحليلية على جوائز مهرجان كان الـ76

أمير العمري

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

من المباديء الثابتة عند كاتب هذه السطور، أن حصر عدد جوائز أي مهرجان وعدم الافراط فيها هو الذي يجعل لها قيمة، وأما كثرة وتعدد وتوالد الجوائز ففيها شبهة الارضاء والمجاملة والحرص على تحقيق التوازنات وجعل الجميع يخرجون سعداء، وهو قد يكون هدفا إنسانيا مقبولا في حالة توزيع الطعام على الفقراء، أما في مسابقة مهرجان دولي كبير مرموق تتنافس فيه الأفلام، فهو أمر مثير للرثاء. ولكن هذا ما حدث تحديدا في هذه الدورة عندما اكتمل اعلان جوائزها!

كانت أعلى جائزة يمنحها المهرجان منذ تأسيسه حتى عام 1955 تسمى “الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم”، أو باختصار “الجائزة الكبرى” Grande Prix ولكنهم جاءوا في 1955 فجعلوها “السعفة الذهبية”، ثم عادوا مرة أخرى في 1964 فرجعوا الى استخدام “الجائزة الكبرى”. وفي 1975 قرروا العودة الى “السعفة الذهبية” مرة أخرى التي استمرت هي الجائزة الكبرى حتى يومنا هذا، وتمنح لأفضل فيلم في مسابقة المهرجان الرئيسية للأفلام الطويلة.

لذلك لا أفهم ولم أفهم أبدا بدعة الاحتفاظ بـ “الجائزة الكبرى” إلى جانب “السعفة الذهبية”، فما هو “أفضل فيلم” في هذه الحالة؟ وما الذي يأتي قبل من، ولماذا تعتبر السعفة أهم من الجائزة الكبرى، وأليست “السعفة الذهبية” هي نفسها “الجائزة الكبرى” للمهرجان، علما بأنهم كانوا حتى سنوات قليلة مضت، يطلقون عليها “الجائزة الكبرى للجنة التحكيم” كما لو أن غيرها من الجوائز لم يكن يأتي من لجنة التحكيم، وربما أدركوا وتداركوا الخطأ، لكن العقلية الفرنسية لا تعترف بسهولة أبدا بالخطأ!

تظل هذه المسألة تحير الكثيرين فأنت عندما تقول إن فيلما ما فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان، يتصور الجميع أنها أرفع جائزة، في حين أنها تأتي في الدرجة التالية بعد سعفة الذهب!

ولم يكن المهرجان يفرط من قبل في منح جوائز فرعية على غرار الأوسكار (للسيناريو والإخراج والمونتاج والتصوير.. الخ) كان هناك مجال لمنح جائزة واحدة فقط في أحد هذه الفروع الفنية. اما في هذه الدورة فمنحت ثلاث جوائز عن السيناريو والإخراج والتصوير. وياله من كرم كبير!

كانت هناك في الماضي القريب أيضا جائزة “لجنة التحكيم الخاصة” وكانت تمنح عادة للمستوى “التقني” المتميز. لكن هذا الشرط أزيل، وأصبحت فقط جائزة لجنة التحكيم، من دون (الخاصة) وكما لو كانت باقي الجوائز ليست ممنوحة من قبل لجنة التحكيم، لكنها محاولة لإرضاء جميع الأطراف وأكبر عدد من الأفلام والمخرجين وشركات الإنتاج!

الآن لنأتي الى الجوائز نفسها:

كانت الأفلام الثلاثة الأفضل فنيا من جميع النواحي من وجهة نظر كاتب هذه السطور، هي بالترتيب: الفيلم الفنلندي “أوراق الشجر المتساقطة” Fallen Leaves للعبقري أكي كوريسماكي، الذي يقول كل شيء ويقدم مرة أخرى فلسفته الخاصة في الحياة ونظرته للعالم من واقع البيئة التي يحيا فيها، في 81 دقيقة فقط، بعيدا عن أي ثرثرة أو تكرار أو محاولة للعبث بالمتفرج أو التلاعب بمشاعره من خلال عمل رصين جميل، فيه من المرح بقدر ما فيه من الرومانسية ومن مسحة حزن نبيل. وكان هناك اجماع من جانب النقاد على أنه العمل الأكثر اكتمالا والأفضل فنيا من جميع الأفلام حسب استطلاعات الرأي اليومية، حتى لو بدا للبعض أن كوريسماكي ينهج فيه نهجه السابق في أفلامه، فأفلام المخرج المؤلف عادة ما تبدو لدى البعض كما لو كانت تكرارا لفيلمه السابق وهو ما يميز مثلا أفلام مبدع كبير مثل فيلليني الذي يبدو كما لو كان يصنع الفيلم نفسه، وكذلك هيتشكوك أو جودار.. الخ، لكنه ليس بالتأكيد الفيلم نفسه بل هو فقط، الأسلوب نفسه!

الفيلم التالي مباشرة كان الفيلم البريطاني- البولندي الناطق بالألمانية “منطقة الاهتمام” Zone of Interest للمخرج ريتشارد جلايزر، الذي قدم فيه رؤية جديدة مدهشة لموضوع قديم سبق أن عولج في عشرات أو مئات الأفلام والأعمال التليفزيونية والوثائقية هو موضوعه الهولوكوست. لكنهم منحوه “الجائزة الكبرى” التي تضارع “السعفة الذهبية” من دون أن تكون هي نفسها “السعفة”!!

والفيلم الثالث من حيث مستواه الفني البديع هو فيلم التركي نوري بيلج جيلان “عن الحشائش الجافة” About Dry Grasses الذي يعبر في بلاغة الشعر من خلال أسلوب مخرجه المعروف، عن فكرة ترتبط بالحياة نفسها، بعلاقة الانسان بالطبيعة، بأسرار الوجود والحب الذي يأتي دون أن يتوقعه المرء، والعلاقة الغريبة للإنسان مع الأفكار، وكيف يمكن أن يمتلك الانسان البسيط أيضا فلسفته الخاصة ورؤيته الخاصة للحياة، وأن يصبح قادرا على أن يتعلم من غيره من خلال علاقته بالكبار والأطفال. لا شيء يجف في بيئة تبدو خالية من كل شيء، جافة بالمعنى المادي، لكنها ثرية للغاية بالمعنى الإنساني. وقد منحت اللجنة جائزة الممثلة لبطلة الفيلم.. لا بأس.

المخرجة الفرنسية جوستين ترييه حائزة السعفة الذهبية

أما “السعفة الذهبية” فقد ذهبت إلى الفيلم الفرنسي “تشريح سقوط” Anatomy of a Fall الناطق بالفرنسية والانجليزية (ربما طمعا في الوصول لترشيحات الأوسكار!!).. وهو عبارة عن تحليل لما يبدو كجريمة قتل رجل سقط (أو أسقط) من الطابق الثالث في منزله الريفي المعزول واتهمت زوجته الكاتبة بقتله وقبض عليها وقدمت للمحاكمة. والفيلم الذي يقع في ساعتين ونصف الساعة، يدور في معظمه، داخل قاعة المحكمة، مع عودة الى الوراء لاسترجاع لحظات من حياة الزوجة مع زوجها ومشاحناتهما معا وتناقضات حياتهما التي يشهد عليها في صمت، ابنهما الصغير.

أداء قوي كثيرا من جانب الممثلة ساندرا هوللر التي كانت جديرة بجائزة التمثيل خصوصا وأنها برعت أيضا في أداء دور الزوجة في فيلم “منطقة الاهتمام”. ولا شك أن تداعيات حادث السقوط مصورة من زوايا مختلفة ببراعة ودقة ومن خلال حبكة تجعل المتفرج متشوقا لمعرفة كيف ستنتهي، لكنه يبقى عملا تقليديا مألوفا يمكن ببساطة أن ينتهي الى “نتفليكس”!

أما دراميا فينتهي الفيلم ببراءة الزوجة ولكن من دون أن نعرف ما الذي حدث، هل انتحر الزوج رغم استبعاد تلك الفرضية تماما خلال التحقيقات، أو قتل بيد أخرى غير يد زوجته؟ لا نعرف وليس مهما أن نعرف فالمهم أن تكون المرأة بريئة فهذا فيلم نسائي من اخراج مخرجة ومن هنا جاءت قوة حضوره في المسابقة وكان لابد أن يتجاوز الأفلام الثلاثة التي ذكرتها وكلها من اخراج مخرجين (رجال!!) لأننا نعيش حاليا في عصر Me too!!

كوجي ياكوجو: أفضل ممثل

جائزة أفضل سيناريو حصل عليها الفيلم الياباني “الوحش” Monster للمخرج الكبير كوريدا هيروكازو وهو ليس أفضل أفلامه، والمفارقة أننا وجدنا أن عيبه الأساسي يكمن تحديدا في السيناريو، الذي يغرم بالالتواءات الكثيرة، والتكرار الكثير، كما يشوبه نوع من الغموض بخصوص كثير من التفاصيل ويبدو مرتبكا في الجزء الأخير منه. وكان الفيلم الذي يستحق هذه الجائزة أكثر هو الفيلم الفرنسي “شغف دودان بوفا” للمخرج الفيتنامي الفرنسي تران أنه هونج الذي منحوه جائزة أفضل اخراج. وهي جائزة لا محل لها فأفضل اخراج يعني الفيلم الأفضل.. أليس كذلك!!

منحت اللجنة جائزة أفضل ممثل للياباني كوجي ياكوشو عن دوره في فيلم “أيام مثالية” Perfect Days لفيم فيندرز وهو يستحقها دون شك كما كان يستحقها أيضا “بينوا ماجيميل” بطل الفيلم الفرنسي “شغف دودان بوفا”، وكلا الفيلمين يستحقان وقفة خاصة بالطبع لأهميتهما.

هكذا انتهت الدورة الـ76 من المهرجان الكبير الذي حفل بعدد من الأفلام الجيدة، ولكن الملاحظ أن بعض “أفلام الكبار” لم ترق الى المستوى الذي كنا ننتظره كما في حالة الفيلمين الايطاليين لكل من ماركو بيللوكيو وناني موريتي، وفيلم “مدينة الكويكب” Esteroid City لويس أندرسون الذي أعتبره أسوأ أفلام المسابقة، ولكن الأذواق والثقافات تتباين وتختلف، وهذه هي سنة الحياة، فسوف بوجد من يعتبرون فيلما كهذا عملا عظيما لمجرد أن اسم مخرجه مفروض علينا..

 

موقع "عين على السينما" في

28.05.2023

 
 
 
 
 

قانون التقاعد يلقي بظلاله على ختام مهرجان كان السينمائي

أ ش أ

لايزال قانون إصلاح نظام التقاعد الذي أثار موجة عارمة من الاحتجاجات في فرنسا في الفترة الماضية، يلقي بظلاله على الفعاليات الاجتماعية والثقافية في البلاد حتى بعد إصداره رسميا في 15 إبريل.

وآخرها في ختام مهرجان كان السينمائي الدولي، عندما نددت المخرجة الفرنسية جوستين ترييه، أمس /السبت/، بعد حصولها على جائزة (السعفة الذهبية)، بسياسة حكومة بلادها تجاه ملف التقاعد و"القمع" الذي استخدم ضد المتظاهرين.

وحازت المخرجة جوستين ترييه على (السعفة الذهبية) في مهرجان (كان) بدورته الـ 76 عن فيلمها (تشريح سقطة- ANATOMY OF A FAL)، وهي ثالث امرأة تفوز بهذه الجائزة في تاريخ المهرجان.

وأعربت المخرجة- في كلمتها- عن سعادتها الكبيرة بهذا التتويج، وفي الوقت نفسه انتقدت السياسة الحكومية لبلادها، التي تكسر حسب تعبيرها، "الاستثناء الثقافي" الفرنسي، كما نددت بتعامل البلاد مع ملف التقاعد و"القمع" الذي استخدم ضد المتظاهرين.

وقالت: "لقد شهدت البلاد احتجاجات تاريخية وقوية للغاية ضد قانون إصلاح نظام التقاعد، لكن هذه الاحتجاجات تم قمعها بشكل صادم، وينتشر هذا النمط من الهيمنة في عدة مجالات، ويمكننا أيضا رؤيته في جميع مجالات المجتمع والسينما ليست بعيدة عن ذلك"، منتقدة السياسة الحكومية لبلادها، التي "تكسر" حسب تعبيرها، الاستثناء الثقافي الفرنسي

وأثارت هذه الكلمة كثيرًا من الانتقادات والاستهجان بين الحضور، في ختام مهرجان (كان).

وحظي فيلم (تشريح سقطة) للمخرجة جوستين ترييه بمتابعة واسعة من قبل وسائل الإعلام، التي وضعته مبكرا في خانة المنافسين الكبار على السعفة، وهي المشاركة الثالثة لها في المسابقة الرسمية.

ويتحدث الفيلم عن قصة كاتبة تدعى ساندار، تعيش في منطقة جبلية معزولة عن العالم إلى جانب زوجها الأستاذ الجامعي وابنهما البالغ من العمر 11 عاما، حياتها ستأخذ مجرى معقدا مع مقتل زوجها في حادث حامت حولها على إثره شكوك.

بينما ذهبت الجائزة الكبرى إلى فيلم (مجال الاهتمام- The Zone of Interest) للمخرج جوناثان جليزر، خلال ختام مهرجان (كان)، الذي استمر في الفترة ما بين 16 إلى 27 مايو، بدورته الـ 76 في إقليم كوت دازور في جنوب شرقي فرنسا.

 

####

 

القائمة الكاملة لجوائز الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي

محمد طه

تنشر "بوابة أخبار اليوم" القائمة الكاملة لجوائز حفل ختام مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 76.

- فاز فيلم "Falling Leaves" بجائزة "السعفة الذهبية" كأفضل فيلم في الفعاليات.

- فاز فيلم "27" بجائزة السعفة الذهبية وتسلمتها مخرجة الفيلم فلورا انا بودا.

- ذهبت جائزة "الكاميرا الذهبية" للعمل الأول لفيلم "داخل شرنقة صفراء" وتسلمها المخرج تيين ان فام.

- حصد جائزة "أفضل ممثل" الممثل الياباني كوجي ياكوشو عن فيلم "Perfect Day".

- جائزة "أفضل ممثلة" ذهبت إلى الممثلة التركية ميرفي ديزدار.

- جائزة "أفضل سيناريو" فاز بها كاتب السيناريو الياباني يوجي ساكاموتو.

- جائزة "لجنة التحكيم" ذهبت إلى كاتب السيناريو والمخرج الفنلندي أكي كاوريسمكي عن فيلم "Falling Leaves".

- جائزة "أفضل إخراج" فذهبت للمخرج الفرنسي تران ان هانج عن فيلم "THE PASSION OF POUFFING DODIN".

كما أعلنت لجنة التحكيم المهرجان عن منحها فيلم "The Zone of Interest" على الـ "جائزة الكبري" وتسلمها فريق عمل الفيلم.

وبدأت فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الـ76 هذا العام يوم الثلاثاء 16 مايو وامتدت حتى أمس الجمعة الموافق 26 وسط مشاركة العديد من الإنتاجات السينمائية التي سيكون لها تواجد بالعديد من المحافل السينمائية المقبلة وأبرزها الأوسكار.

وتعد هذه الدورة من مهرجان كان هي دورة استثنائية بكل تأكيد لما حملته الفعاليات بالعديد من العروض العالمية الأولى لعدد من أهم صناع السينما أبرزهم المخرج مارتن سكورسيزي وفيلمه "Killer of the Flower Moon"، كما عرض للنجم هاريسون فورد الجزء الأخير من سلسلة "إنديانا جونز".

 

####

 

فيلم عيسى يفوز بجائزتين في الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي

هشام خالد السيوفي

فاز الفيلم القصير "عيسى" أو "أعدك بالفردوس" للمخرج مراد مصطفى بجائزة الجمهور خلال منافسته في مسابقة أسبوع النقاد، وذلك بعد يومين من حصوله على جائزة الرايل الذهبية في نفس المسابقة وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي.

كما اختار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فيلم "عيسى"، للمنافسة في مسابقة الأفلام القصيرة وذلك في الدورة الـ 45 من المهرجان والمقرر إقامتها في الفترة ما بين 15 وحتى 24 نوفمبر هذا العام.

ويتتبع الفيلم القصير قصة عيسى، وهو مهاجر أفريقي في مصر يبلغ من العمر 17 عامًا، يحاول أن يسابق الوقت بعد حادث عنيف لإنقاذ أحبائه مهما كلفه الأمر.

ويقوم ببطولة الفيلم كيني مارسيلينو وكنزي محمد، مدير تصوير مصطفى الكاشف، مونتاج محمد ممدوح، سيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف، إنتاج مشترك ما بين شركتي ريد ستار و بونانزا وسي سينما وشيفت برودكشن وفيلم كيلينك وقاع ٢٣ ، ومن إخراج مراد مصطفى.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

28.05.2023

 
 
 
 
 

القائمة الكاملة للفائزين بجوائز مهرجان كان السينمائي

ذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الفلندي أوراق متساقطة للمخرج آكي كيروسماكي

مدينة كان - سعد المسعودي

فازت الفرنسية جوستين ترييه، السبت، بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمها "أناتومي أوف إيه فال" ("Anatomie d'une chute" بالنسخة الأصلية الفرنسية)، لتصبح ثالث مخرجة تحصل على هذه المكافأة الأرفع في تاريخ مهرجان كان السينمائي.

وتخلف جوستين ترييه البالغة 44 عاما، جين كامبيون ("ذي بيانو" سنة 1993)، وجوليا دوكورنو ("تيتان" عام 2021)، لتؤكد الحركة البطيئة نحو المساواة بين الجنسين في قطاع السينما الذي هيمن عليه الرجال تقليدياً.

وعبرت المخرجة عن سعادتها الكبيرة بهذا التتويج إثر تسلمها للجائزة، وفي الوقت نفسه انتقدت السياسة الحكومية لبلادها، التي تكسر حسب تعبيرها، "الاستثناء الثقافي" الفرنسي، كما نددت بمقاربة باريس لملف التقاعد و"القمع" الذي استخدم ضد المتظاهرين، وقالت في كلمتها "هذه السنة اجتازت البلاد تحديا تاريخيا وقويا يتمثل في إصلاح المعاشات التقاعدية وتحسين القدرة الشرائية".

وحظي فيلم "تشريح سقطة" بمتابعة واسعة من قبل وسائل الإعلام التي وضعته مبكرا في خانة المنافسين الكبار على السعفة. وهي المشاركة الثالثة للمخرجة الفرنسية في المسابقة الرسمية.

ويتحدث الفيلم عن قصة كاتبة تدعى ساندرا، تعيش في منطقة جبلية معزولة عن العالم إلى جانب زوجها الأستاذ الجامعي وابنهما البالغ من العمر 11 عاما. حياتها ستأخذ مجرى معقدا مع مقتل زوجها في حادث حامت حولها على إثره شكوك.

كما منحت اللجنة التحكيمية جائزة أفضل أداء تمثيلي للياباني كوجي ياكوشو، والتركية ميرفه ديزدار، في ختام الدورة السادسة والسبعين من الحدث السينمائي العالمي.

وقال ياكوشو الذي نال جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "بيرفكت دايز" (Perfect days) لفيم فندرز، بتأثر على خشبة المسرح إثر تسلمه الجائزة "أود أن أشكر خصوصاً فيم فندرز، والمشارك في كتابة السيناريو، لقد صنعتما شخصية رائعة.

وفي هذا الفيلم "باريس، تكساس" الفائز بالسعفة الذهبية عام 1984، يجسد كوجي ياكوشو شخصية هيراياما، وهو موظف في مراحيض عامة في طوكيو صاحب شخصية كتومة ومنعزلة، يبدأ بالانفتاح تدريجياً على الآخرين.

وعلى صعيد التمثيل النسائي، مُنحت جائزة أفضل ممثلة للتركية ميرفه ديزدار عن دورها في فيلم "عن الأعشاب اليابسة" (Kuru Otlar Ustune) لمواطنها نوري بيلغه جيلان.

وقالت الممثلة التي تؤدي دور امرأة تقع في حب مدرّس في محافظة تركية نائية "أود أن أهدي هذه الجائزة لجميع النساء اللواتي يكافحن لتخطي الصعوبات في حياتهن في هذا العالم والحفاظ على الأمل".

كما منحت الجائزة الكبرى لفيلم نقطة مهمة للمخرج البريطاني جوناثان جليزر، ويرسم في فيلمه صورة ضابط نازي وعائلته يستمتعون بمتع الحياة في منزلهم مع سماع أصوات أهوال الهولوكوست بعيدًا عن الكاميرا.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الفلندي "أوراق متساقطة" للمخرج آكي كيروسماكي.

أما جائزة الإخراج فكانت من نصيب المخرج الفرنسي الفيتنامي تران آنه هونغ عن فيلم شغف دودين بوفان.

اللجنة التحكيمية

وترأس لجنة التحكيم المخرج السويدي روبن أوستلوند، والمخرج الفرنسي الأفغاني عتيق رحيمي، والمخرج الأرجنتيني داميان زيفرون، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو، والمخرجة الزامبية رونجانو نيوني، والمخرجة المغربية مريم التوزاني، إلى جانب الممثلين دينيس مينوشيه من فرنسا، وبري لارسون وبول دانو من الولايات المتحدة.

القائمة الكاملة للفائزين بجوائز المهرجان

*تشريح سقطة للفرنسية جوستين ترييه (فرنسا) لفيلم: السعفة الذهبية للبريطاني جوناثان غلايزر الجائزة الكبرى: لفيلم نقطة مهمة الأوراق المتساقطة للمخرج الفلندي آكي كوريسماكي

*جائزة لجنة التحكيم: الفرنسي الفيتنامي تران آن هونغ عن شغف دودان بوفان جائزة الإخراج

*جائزة أفضل سيناريو: يوجي ساكاموتو عن فيلم وحش للياباني هيراكازو كوري-إيدا ميرفه ديزدار عن دورها في "عن الأعشاب اليابسة": جائزة أفضل ممثلة

*جائزة أفضل ممثل: الياباني كوجي ياكوشو عن دوره في الأيام الجميلة الشجرة ذات الفراشات الذهبية للفيتنامي فام تيين

*جائزة الكاميرا الذهبية السعفة الذهبية للفيلم القصير 27: للرومانية غلورانا بودا.

 

####

 

مهرجان البحر الأحمر السينمائي يحتفي بفوز 4 أفلام في "كان السينمائي"

التركي: نتطلع لمضاعفة جهودنا لدعم الأصوات الجديدة

العربية.نت - مريم الجابر

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن فوز أربعة من الأفلام الحاصلة على دعم مؤسسة البحر الأحمر السينمائي من خلال صندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر بجوائز "نظرة ما" المرموقة في مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته 74.

وفاز فيلم "عصابات" للمخرج كمال الأزرق، على جائزة لجنة التحكيم. وتدور قصة الفيلم حول فريق مكون من أب وابنه يعملان لصالح المافيا المحلية في الدار البيضاء، يواجهان ليلة طويلة عندما يحدث خطأ في عملية الاختطاف. يذكر أن المخرج المغربي خريج مدرسة السينما الشهيرة "لا فيميس" في باريس.

وفاز الفيلم الوثائقي "كذب أبيض"، للمخرجة أسماء المدير بجائزة أفضل إخراج، وتدور أحداث الفيلم حول قصة اكتشاف العلاقة والرابط بين أحداث احتجاجات الخبز في عام 1981 والحياة المعاصرة في المغرب من خلال التاريخ الشخصي للمخرجة.

وحصد المخرج السوداني محمد كردفاني على جائزة الحرية عن فيلمه "وداعًا جوليا"، ويمثل فوز الفيلم أهمية كبرى لأنها المرة الأولى التي يتلقى فيها مهرجان كان مشاركة مخرج سوداني؛ وبالتالي فإنها المرة الأولى التي يفوز فيها فيلم ومخرج من السودان.

وعن فئة الصوت الجديد، فاز المخرج البلجيكي-الكونغولي بالوغي بالجائزة عن فيلمه " النذير"، الذي يحاول فيه استكشاف التقاليد والمعتقدات في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتمنح هذه الجائزة للمواهب الناشئة في عالم صناعة السينما.

وتعد هذه الجوائز شهادة صادقة على الجودة الاستثنائية والإبداع للصناع السينمائيين المدعومين من قبل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وتعكس التزام المهرجان بإبراز الأصوات التي لم تحظَ بالدعم الكافي مع تركيزها على جلب المواهب الجديدة للمشهد السينمائي على مستوى العالم.

وبهذه المناسبة، أعرب الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، محمد التركي عن سعادته بهذا الانجاز قائلاً: "أهنئ الفائزين وفرق الإنتاج الخاصة بهم على هذه الإنجازات المتميزة. إننا سعداء للغاية لأن موهبتهم قد تم تقديرها في مهرجان دولي وعالمي كمهرجان كان السينمائي".

وأضاف التركي: "تُظهر هذه النجاحات في مهرجان كان مدى الإمكانات الهائلة والمواهب في المنطقة. ونتطلع لمضاعفة جهودنا لدعم الأصوات الجديدة ".

الجدير ذكره، بأن مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تلتزم بدعم صانعي الأفلام من جميع أنحاء العالم العربي وإفريقيا.

 

العربية نت في

28.05.2023

 
 
 
 
 

«كذب أبيض» يراهن على الحقيقة «ناصعة الصدق»

طارق الشناوي

الفرحة مغربية ممزوجة بومضة سودانية وفى النهاية عربية، هكذا جاءت الجوائز التي أعلنت مساء أمس الأول في قسم (نظرة ما)، حصد كمال لزرق عن فيلم (كلاب الصيد) جائزة لجنة التحكيم، والعنوان على التترات (العصابات)، بينما العنوان الأول المترجم في وثيقة الفيلم المتداولة إعلاميا هو الأكثر دلالة وخصوصية، وسبق أن تناولت هذا الفيلم في تلك المساحة قبل أيام، وفازت أيضا المخرجة المغربية (أسماء المدير) عن فيلم (كذب أبيض) بجائزة أفضل إخراج وفاز المخرج السودانى محمد كردفانى عن (وداعا جوليا) بجائزة تقع تحت مسمى (الحرية).

أما أفضل فيلم في (نظرة ما) فهو (كيف تمارس الجنس؟) إخراج مولى ما نيج ووكر، وتعددت مسميات الجوائز هذا العام بخروجها عن المألوف في كل الدورات السابقة، فما الذي يعنيه أن تقرر لجنة التحكيم- التي يرأسها الممثل الأمريكى جون سى رايلى وتشارك في عضويتها الممثلة الألمانية بولا بير والمخرج الكمبودى دافى شو والممثلة البلجيكية إيميلى ديكين والكاتبة الفرنسية أليس وينوكور- استحداث جوائز لها مسمى مثل (الصوت الواعد) و(العمل المتكامل) و(الحرية) وغيرها؟.

الإجابة التي تفرض نفسها هي أن الأفلام المشاركة تتجاوز ما هو متاح أمام اللجنة من اختيارات، فقررت مع إدارة مهرجان (كان) توثيق تلك العناوين الفضفاضة والمبهرة أيضا في عمل فنى يحمل دلالة خاصة، وتظل تلك الأفلام حتى بعد انتهاء فعاليات المهرجان لصيقة باسم الجائزة، أتوقف مثلا أمام جائزة (الحرية)، ولا ينبغى أن نضع تلك الصفة (الحرية) فقط بمعناها السياسى الضيق، بل هي ذات دلالة ممتدة بلا ضفاف صارمة، تتجاوز سور الأبجدية وتخرج بعيدا عنه، تسمح بأن تخلق أبعادا جديدة ومختلفة. أهم ما سمعته في قاعة (دى بى سى) عند إعلان الجوائز ما قاله المخرج كردفانى (أنا فخور بأنى سودانى) ووجه تحية حارة لشعب السودان الشقيق، ما أجمل أن نرى صوتا لفنان عربى سودانى يعيش وطنه في مأساة وجودية بينما هو يهتف من (كان) حبا وفخرا بالوطن الجريح بأيدى عدد من أبنائه. بدأ حفل توزيع الجوائز بفيلم قصير عما يعانيه الأطفال في أوكرانيا، بسبب الضربات الروسية العشوائية في هذه الحرب التي يدفع ثمنها العالم كله، وكعادة مهرجان (كان) لم يغفل أبدا رسالته السياسية التي يحرص عليها منذ أن انطلقت أولى دوراته عام 1946، التوجه السياسى هذه الدورة مقنن في إطار فنى، وهو فيلم خارج التسابق في التظاهرة الثانية من حيث الأهمية (نظرة ما)، بينما العام الماضى شاهدنا الرئيس الأوكرانى زيلينسكى، يلقى كلمة سياسية مباشرة في الافتتاح.

تظاهرة (نظرة ما) بدأت منتصف السبعينيات، موازية للمسابقة الرئيسية، لتمنح فرصة إضافية للأفلام التي ربما لن تجد مكانا في المسابقة الرئيسية، ولكنها تنطوى على رؤية سينمائية جديرة بالتأمل، وسبق للسينما الفلسطينية بفيلم هانى أبوأسعد الحصول على تلك الجائزة بفيلم (عمر) لهانى أبوأسعد 2013.

أغلب وليس كل الأفلام المشاركة تكتشف أنها العمل الأول لمخرجيها، ولهذا تتاح لها فرصة ثانية أيضا في مسابقة (الكاميرا دور) الكاميرا الذهبية، والمقصود بالعمل الأول، الفيلم الأول أو الثانى، وسبق للمخرجة التونسية الراحلة مفيدة تلاتلى أن حصلت عليها في منتصف التسعينيات عن فيلمها (صمت القصور)، والمخرجان كمال لزرق ومحمد كردفانى مرشحان هذه المرة لها والجوائز أعلنت مساء أمس، بعد ساعات من كتابة هذا المقال.

الظاهرة الجديرة بالتأمل في كل أفلام المهرجان هي التوجه بنسبة كبيرة وفى كل التظاهرات للأعمال الأولى لمخرجيها، وعلى الجانب الآخر نجد أن الكبار المخضرمين- مثل مارتن سكوريزى، 81 عاما بفيلمه (قتلة زهرة القمر)، وفيلم كين لوتش المخرج البريطانى المخضرم (شجرة البلوط العجوز) 86 عاما- لا يزالون في الملعب بحضور طاغ، ولا يزال لوتش الحاصل مرتين على سعفة (كان) في 2006 و2016 يأمل أن يدخل الموسوعة ويحصد الثالثة هذه المرة، وهو برغم شراسة المنافسة قطعا يستحقها.

عودة إلى (كذب أبيض) سنلاحظ أن المخرجة أسماء المدير تستخدم تعبيرا عالميا وهو (كذب أبيض)، لا يؤذى أحدا، ومن خلاله تستطيع أن تروى حكاية لم تحدث بالضرورة بالضبط، ولكنها تملك رؤية تقرؤها وهى تحمل دلالة ما تتجاوز نعتها بالكذب حتى لو وصفناه بالأبيض. المخرجة تقلب في أوراقها والصور القديمة في لحظة انتقال من شقة إلى أخرى، وتتوقف أمام صورة التقطت عام 1981 في عهد ملك المغرب الحسن الثانى والد الملك محمد السادس، حيث انتفاضة المغرب من أجل الخبز وهى تشبه الكثير من الأحداث المماثلة في العالم، وإن كان لعالمنا العربى قسط أكبر وواضح في مظاهرات قبل وبعد هذا التاريخ. الفيلم بذكاء ينتقل من إطار التصنيف المباشر ما بين التسجيلى والدرامى، بل تشارك أيضا الدمى التي استحدثتها المخرجة في ملء الفراغ الزمنى والنفسى الكامن بين اللقطات، كما أن هذه الدمى ترتبط بالمرحلة العمرية التي تناولتها المخرجة، أقصد ما قبل المراهقة، برؤية أقرب للسيرة الذاتية وليست قطعا السيرة الذاتية فهى لا تخضع نفسها لتلك الشروط التي يفرضها عمل فنى يتناول السيرة الذاتيةمن الواضح أن المناخ السينمائى يشكل حافزا إيجابيا على الإنتاج. المملكة المغربية التي حققت هذا العام إنجازا لها ثلاثة أفلام طويلة في (كان)، الثالث لفوزى بن سعيدى في مسابقة (أسبوع المخرجين)، العنصر الأهم في السينما المغربية انفتاحها على العالم كإنتاج مشترك، بدون حساسية مسبقة، كما أن الصندوق المغربى والمركز القومى للسينما هناك يشارك في الإنتاج والدعم، ولا نغفل أيضا أن قناة (الجزيرة الوثائقية) شاركت في إنتاج (كذب أبيض). (النوستالجيا) الحنين للماضى، فعل بالضرورة انتقائى حتى لو رأيناه- ظاهريا- عشوائيا، فهو لا يعنى أن تلك هي الحقيقة الموثقة، ولكن مزيج مما تبقى من الحقيقة وما نضيفه نحن شعوريا أو لا شعوريا إليها، هكذا يعلو بين الحين والآخر إحساس يسيطر بحضور الجدة التي تشكك ليس فقط في الأحداث ولكن في صدق الصورة المبنى عليها الأحداث. الصوت يظل طوال الشريط السينمائى مسموعا بالمعنى السينمائى، أي حاضرا بقوة في تتابع الفيلم. الميزان الدقيق الذي أتصور أن المخرجة نالت بسببه الجائزة هو في القدرة على السرد بمختلف أنماطه، لن ترى بدقة التاريخ لو كان هذا هو هدفك، ولن تستحضر (الدار البيضا) كما كانت قبل نحو 40 عاما، ستشارك أنت كمتلق إيجابى في رسم تلك الصورة الكاذبة ظاهريا والصادقة وجدانيا، وهذا هو عمق الفكرة، وسر جائزة (كذب أبيض) أنه (ناصع الصدق)!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

28.05.2023

 
 
 
 
 

كلمة و 1 / 2..

(كان) أيقظنا على مأساة السينما المصرية!!

طارق الشناوي

العديد من المسئولين عن المهرجانات العربية يتواجدون فى (كان)، والعديد أيضًا من عيون المبرمجين فى هذه المهرجانات تحاول اختيار الأفلام الصالحة للعَرض، قطعًا الرقابة فى عالمنا العربى مع اختلاف الدرجة تتعامل بهامش من السماح مع أفلام المهرجانات، وفى مصر خلال السنوات الأخيرة زادت نسبة الأفلام التى يُسمَح فيها فقط للعرض الصحفى، أى أنها ممنوعة عن الجمهور، وهناك أفلام أخرى ممنوعة من العروض تمامًا بما فيها الصحافة.

الصراع على أشده للحصول على السبق فى عرض الأفلام العربية التى زاد حولها الشغف بعد عرضها فى مهرجان (كان) وبلغ عددها 14 فيلمًا.

مهرجان (القاهرة) يقع زمنيًا بين مهرجانَىْ (الجونة ) و(البحر الأحمر)، ومؤكد الفيلم الذى سيُعرَض فى (الجونة) لن يعتبره (القاهرة) فيلمه المفضل، وصانع العمل الفنى يعنيه بالدرجة الأولى فرص الحصول على جائزة والترويج لفيلمه، ورأيى الشخصى أن المأزق الأكبر؛ خصوصًا للمهرجانات المصرية هو فى الحصول على فيلم مصرى يرقى لتمثيل السينما المصرية فى المهرجان المصرى.

 أتذكر جيدًا أننا منذ منتصف الثمانينيات وحتى التسعينيات، كان مهرجان (القاهرة) يشكل لجنة شارك كاتب هذه السطور فى عضويتها لاختيار الأفلام الصالحة لتمثيل السينما المصرية، كنا نشاهد أحيانًا خمسة عشر فيلمًا بينما المطلوب فقط فيلمان كحد أقصى، وكثيرًا ما كنا نتابع، الصراع على المشاركة فى المهرجان، والكل يعتبر أن تواجد الفيلم فى المسابقة الرئيسية والحلم المشروع بالهرم الذهبى هو الهدف الأسمَى، فى السنوات الأخيرة أصبحنا نعرض ما هو متوافر ولا يعنينا المستوى، وإن كنت أرى دائمًا أن عدم المشاركة أفضل، ولكن عادة ينتصر الصوت الذى يميل أكثر للتواجد المصرى، فى مهرجان (القاهرة) مَهما كان مستوى الفيلم.

مهرجان (كان) هذه الدورة قدّم لنا إنذارًا بسبب تراجعنا المخزى عن التواجد فى المسابقات الرئيسية للمهرجان، كما أننا- كما يبدو- سنغيب أيضًا عن التواجد فى المهرجانات العربية.

الأمْرُ يتجاوز مؤكدًا قدرات وإمكانيات وزارة الثقافة، ننتظر أن يصبح الأمْرُ قضية أمن قومى، السينما أحد أهم عناوين مصر الناعمة، فى العالم تشهد تراجعًا خارجيًا، وقبل ذلك داخليًا، علينا أن نتذكر أن هذا العام لم نجد فيلمًا تنطبق عليه الشروط لتمثيل مصر فى الأوسكار، وأن المهرجان الكاثوليكى للسينما المصرية اضطر لتغيير اللائحة حتى يسمح لأفلام لم تعرض جماهيريًا يتاح لها المشاركة فى المهرجان العريق الذى يربو على 70 عامًا، تمسكه باللائحة القديمة يعنى أنه لن يستطيع إقامة المهرجان هذا العام، هل أزيدكم من الشعر بيتًا؟ المهرجان القومى للسينما المصرية والذى كان يعقد منذ 30 عامًا تقرّر أيضًا إيقافه هذه الدورة.

تعيش السينما المصرية فى مأساة جسَّدها بقوة مهرجان (كان) الذى يسدل ستائره مساء اليوم (السبت) تواجدت أفلام طويلة من تونس والمغرب والسودان والأردن بينما غابت مصر، هل يسمعنا أحد، هل هناك حقًا مَن يؤرقه الغياب؟

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

28.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004