ملفات خاصة

 
 
 

استقبال حافل وعرض عالمي أول كامل العدد

للفيلم الأردني إنشالله ولد في مهرجان كان السينمائي

خالد محمود

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

شهد الفيلم الروائي إنشالله ولد للمخرج أمجد الرشيد عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات النسخة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي، ورفع شارة كامل العدد خلال مشاركته في مسابقة أسبوع النقاد، كما حظى الفيلم باستقبال حافل من الجماهير التي قابلته بتصفيق حار وحفاوة بالغة في عرضه صباح اليوم، وهو أول فيلم أردني روائي طويل يشارك في تاريخ مهرجان كان.

وحضر عرض الفيلم المخرج أمجد الرشيد وعدد من أبطال طاقم التمثيل هم إسلام العوضي ومحمد جيزاوي، ومن فريق العمل حضرت المنتجتين رولا ناصر وأسيل أبو عياش والمنتج يوسف عبد النبي، والمونتير أحمد حافظ وفرح جدعان التي قامت بمكياج الفيلم.

وسيحصل الفيلم الذي كُشف مؤخرًا عن البوستر الرسمي على ستة عروض أخرى إذ يُعرض يوم الخميس 18 مايو الساعة 5 مساءً والساعة 10 مساءً، ويُعرض أيضًا يوم الجمعة 19 مايو الساعة 8:30 صباحًا والساعة 8:30 مساءً بحضور المخرج ويلي العرض مناقشة مع الجمهور. في حين يُقام عرضان آخران للجمهور يوم الجمعة الساعة 19 مايو الساعة 3 مساءً والساعة 9:30 مساءً.

إنشالله ولد يحكي قصة نوال التي يتوفى زوجها فجأة ليتحتم عليها أن تنقذ ابنتها ومنزلها من مجتمع تنقلب فيه الموازين إن كان لديها طفل ذكر وليس أنثى.

مشروع الفيلم فاز بالعديد من الجوائز أربع جوائز من ورشة فاينال كات فينيسيا في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والجائزة الكبرى في مرحلة ما بعد الإنتاج (أطلس بوست برودكشن) في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كما حصل على منحة تطوير من ملتقى القاهرة السينمائي، ومنحة سوق عمان لصناعة الأفلام، ومهرجان ثالونيسكي أجورا، وجائزة مهرجان فرايبورغ السينمائي الدولي بسويسرا.

وحصل أيضًا على دعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في دورتين حيث حصل على دعم الإنتاج ودعم ما بعد الإنتاج، كما تم دعم الفيلم من قبل حوافز التصوير في الأردن حيث استفاد من الاستثناء الضريبي وبرنامج الحوافز الإنتاجية بالإضافة بالإضافة إلى دعم الإنتاج من صندوق الأردن لدعم الأفلام وART ومؤسسة الدوحة للأفلام، وقد سبق للفيلم الحصول على دعم صندوق البحر الأحمر للإنتاج أو لعمليات ما بعد الإنتاج في دورته الأولى، دعم من المركز الوطني الفرنسي للسينما المحلية والصور المتحركة (سي إن سي).

الفيلم من إخراج أمجد الرشيد يشاركه التأليف دلفين أوغت ورولا ناصر، وبطولة هيثم عمري ويمنى مروان وسلوى نقارة ومحمد جيزاوي وإسلام العوضي وسيلينا ربابعة وإنتاج The Imaginarium films (رولا ناصر وأسيل أبو عياش) بمشاركة (يوسف عبد النبي) والمنتجين المشاركين علاء كركوتي وماهر دياب وشاهيناز العقاد، وتتولى MAD Solutions وLagoonie Film Production مهام توزيع الفيلم في العالم العربي،
ويضم الفيلم أيضًا فريق عمل من أهم العاملين في الصناعة عربيًا وعالميًا وهم مدير تصوير كانيمى أونوياما (الفيلم الأوسكاري Everything Everywhere All at Once) ، والمونتير أحمد حافظ (مسلسل Moon knight) وموسيقى جيري لين (الفيلم المرشح للأوسكار ذيب)، وفرح جدعان التي قامت بمكياج الفيلم إلى جانب مشاركتها البارزة في فيلم Dune، ومصممة الملابس العالمية زينة صوفان التي شاركت في عدة أفلام عالمية أحدثها John Wick: Chapter 4 ومهندس الصوت نور الحلواني من أبرز أعماله فيلم الحارة وشارك في فريق عمل الصوت في فيلم
Dégradé.

إنشالله ولد هو التعاون الثاني بين أمجد وMAD Solutions، حيث تولت الشركة توزيع فيلمه القصير الببغاء مع دارين ج. سلام وفاز بالعديد من الجوائز الدولية، منها جائزة لجنة التحكيم في مهرجاني توين سيتيز للفيلم العربي في مينيسوتا ومالمو للسينما العربية بالسويد، وكان عرضه العالمي الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي ٢٠١٦، ويُعرض حاليًا على OSN.

أمجد الرشيد مخرج أردني حاصل على درجة الماجستير في الفنون السينمائية مع التركيز على الإخراج والمونتاج، وبدأ في الإخراج والتأليف والإنتاج في 2005. وفي 2016 اختير أمجد ضمن قائمة "نجوم الغد العرب" بـمجلة سكرين دايلي من بين 5 مواهب أفلام ناشئة من العالم العربي. تم اختياره في 2007 للمشاركة في ملتقى برليناله للمواهب في مهرجان برلين السينمائي الدولي بعدما نجحت العديد من أفلام القصير في الترشح والحصول على الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية.

رولا ناصر منتجة مستقلة أردنية، تمتلك خبرة في كل الجوانب الإنتاجية المتنوعة من الإعلانات التجارية والمسلسلات التلفزيونية والأفلام منخفضة الميزانية والأعمال التجارية ضخمة الميزانية. بدأت رولا مشوارها بالعمل في مشاريع شبكتي BBC وديسكفري. وعملت مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لمدة خمس سنوات، وفي عام 2011 أسست شركة The Imaginarium Films، واختيرت أعمالها للمشاركة في العديد من المهرجانات المرموقة.

 

####

 

دموع جوني ديب في مهرجان كان..

استقبال جماهيري بعد معركة آمبر هيرد واحتفاء بفيلمه جان دو باري

خالد محمود

«إنها حقا ليلة جونى ديب».. أعاد له مشهد افتتاح مهرجان كان ثقته فى أنه ما زال يحظى بهذا الحب الكبير من الجمهور، وأن مكانته لم تهتز عقب أزمته مع آمبر هيرد، تلقى الممثل الذى لم يظهر علنًا منذ معركته القانونية المطولة عام 2022 مع صديقته السابقة، ترحيبا حارا لمدة سبع دقائق ليلة العرض العالمى الأول لفيلم افتتاح المهرجان «جين دو بارى».

لم يتمالك جونى دموعه عندما احتشد آلاف المعجبين فى جنوب فرنسا وسط تصفيق مطول لأدائه شخصية الملك لويس الخامس عشر. لوّح للجمهور فى الشرفة وبدا مندهشًا من التفاعل الكبير.

وصل ديب إلى مدينة كان، وكان فى استقباله جماهير كبيرة من المشجعين الداعمين الذين حملوا لافتات خارج قصر المهرجانات فى محاولة للوصول إليه على السجادة.

كما انفجرت دموع مخرجة الفيلم وبطلته مايوين عندما أخذت الميكروفون لفترة وجيزة، وقالت «أريد أن أشارك هذه اللحظة مع حبيبى، مع المنتج الخاص بى، لقد كان إنتاجًا يصعب تمويله.. وأريد مشاركة هذه اللحظة مع كل فريقى عبر قاعة العرض».

وتحدث مدير المهرجان تييرى فريمو عن حضور ديب فى مهرجان كان، قائلا: وما أثاره من جدل «لا أعرف عن صورة جونى ديب فى الولايات المتحدة.. لأقول لك الحقيقة، فى حياتى، لدى قاعدة واحدة فقط: إنها حرية التفكير، وحرية التعبير والتصرف ضمن إطار قانونى. إذا تم منع جونى ديب من التمثيل فى فيلم، أو تم حظر الفيلم، لما كنا هنا نتحدث عنه».

وأضاف فريمو: «ظهر هذا «الجدل» بمجرد الإعلان عن الفيلم فى كان، لأن الجميع عرف أن جونى قد صنع فيلمًا فى فرنسا.. لا أعرف لماذا اختارته مايوين وهذا سؤال يجب أن تطرحه على المخرجة مايوين نفسها، أأنا آخر شخص يمكنه مناقشة كل هذا. إذا كان هناك شخص واحد فى هذا العالم لم يجد أقل اهتمام بهذه المحاكمة التى تم الإعلان عنها، فهو أنا. لا أعرف ما يدور حوله. أنا أيضًا أهتم بجونى ديب كممثل».

*بريق الافتتاح*

كان لليلة الافتتاح بريق خاص، فعلى أنغام أغنية حب «مى سونو إناموراتو دى تى» ظهرت الممثلة كيارا ماسترويانى التى تمثل «أناقة وجرأة وذكاء السينما المنفتحة على العالم، على مسرح جراند لوميير لتقديم حفل افتتاح مهرجان كان السينمائى السادس والسبعين، وبعد التذكير بأن سبب وجود المهرجان منذ تأسيسه لا يزال تمجيدًا وحرية للسينما والعالم، رحبت كيارا ماسترويانى بلجنة التحكيم التى ستمنح السعفة الذهبية فى نهاية الأيام الاثنى عشر للاحتفال بالسينما العالمية «التى لطالما حلمنا بجمالها وقوتها وفرحها» بحسب تعبيرها، واستدعت إلى جانبها المخرجة المغربية مريم توزانى والممثل الفرنسى دينيس مينوشيه وكاتب السيناريو والمخرج البريطانى رونجانو نيونى والممثلة الأمريكية والممثلة الأمريكية. المخرج برى لارسون، والممثل الأمريكى بول دانو، والكاتب الأفغانى عتيق رحيمى، والمخرج الأرجنتينى داميان زيفرون، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، الذين يشكلون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة برئاسة المخرج السويدى روبن أوستلوند الفائز بالسعفة الذهبية مرتان عن «المربع» فى عام 2017 و«بدون فلتر» فى عام 2022.

وقال ستلوند «ما يميز السينما هو مشاهدة الأفلام معًا، فى نفس الغرفة، ثم كان على الممثلة أوما ثورمان أن تستدعى ضيف المهرجان المكرم على المسرح لتمنحه السعفة الذهبية الشرفية بما له من تأثير عميق ودائم على السينما. وقالت ثورمان «لا أستطيع التفكير فى أى شخص آخر غير مايكل دوجلاس يستحق ذلك كثيرًا. عملاق فريد ونجم أبدى وفنان مضىء»، حصل الممثل والمنتج الأمريكى الجائزة وسط حفاوة بالغة من الجمهور.

وقال دوجلاس «بعد سنوات من الأوبئة والحروب التى تمزق العالم، أكثر من أى وقت مضى، يذكرنا هذا المهرجان بالإيجابيات. تؤكد السينما نقاط التقارب لدينا، ويمكن أن تتجاوز حدودنا وتوحد بنى البشر. إلى مدينة كان وفرنسا: أعانقك من كل قلبى».

بعدها أعلنت النجمة كاثرين دينف الهائلة التى أشاد ملصق المهرجان بها هذا العام وهى أيضا أم كيارا ماستوريانى، افتتاح الدورة 76، والذى شهد عرض الفيلم الفرنسى «جان دو بارى» الذى عرض أيضا أمس اليوم فى دور السينما الفرنسية، وهو للمخرجة الفرنسية مايوين التى تقوم ببطولة الفيلم أيضا أمام جونى ديب الذى يجسد لويس الخامس عشر، وبنجامين لافيرنى، وبيير ريتشارد وباسكال جريجورى

والفيلم يدور حولجين فوبرنييه، امرأة من الطبقة العاملة مصممة على تسلق السلم الاجتماعى، تستخدم سحرها وجمالها للهروب من وضعها الفقير. عشيقها، كومت دو بارى، نما ثريًا بفضل مؤامرات جين الغرامية، ويرغب فى تقديمها للملك وينظم اجتماعًا من خلال دوق ريشيليو المؤثر. يتجاوز اللقاء توقعاته: بالنسبة إلى لويس الخامس عشر وجين الذى يقع فى حبها من النظرة الأولى.

من خلال المرأة اللعوب، يعيد الملك اكتشاف شهيته للحياة: لدرجة أنه لم يعد قادرًا على العيش بدونها ويقرر جعلها المفضلة الرسمية لديه، ويترتب على ذلك فضيحة، فلا أحد يريد فتاة من الشارع فى المحكمة.

وقال النقاد: على الرغم من أنها لا تضغط تمامًا على الظرف فيما يتعلق بالتمرد فى النظام الملكى، إلا أن المخرجة مايوين لا تزال تقدم صورة مفعمة بالحيوية تجعل المشاهدين يتعاطفون مع جين ويفهمون محنتها.

قدم ديب أحد عروضه الأكثر تحفظًا وفعالية باعتباره الملك الذى يقع فى حب مومس. هو شخص قليل الكلام، حزين ولكنه قائد ذو جانب مظلم.

السيناريو، الذى شاركت فى كتابته مايوين، يكشف عن عبثية وشوفينية حياة القصر.

* كيارا ماستوريانى*:

تم اختيار ممثلة الفرنسية كيارا ماسترويانى لتقديم حفلتى الافتتاح والختام لمهرجان «كان» السينمائى فى دورته الـ 76.

وهى ابنة الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والممثل الإيطالى مارتشيلو ماسترويانى، ستقدم حفل الافتتاح فى 16 مايو، والحفل الختامى فى 27 من الشهر ذاته.

وتخلف ماسترويانى هذا العام فيرجينى إفيرا، التى تولت المهمة فى الدورة السابقة من المهرجان العام الماضى.
وفازت الممثلة المعتادة على المشاركة فى مهرجان «كان»، وهى من أبرز الوجوه فى السينما الفرنسية، بجائزة أفضل أداء ضمن فئة «نظرة ما» فى المهرجان الفرنسى العريق، عن دورها فى فيلم «شامبر 212» للمخرج كريستوف أونوريه عام 2019، بعد 11 عاما من مشاركتها فى لجنة تحكيم الأفلام الروائية
.

 

الشروق المصرية في

18.05.2023

 
 
 
 
 

المخرج مارتن سكورسيزي عن روبرت دي نيرو:

رفض المشاركة فى The Departed

لميس محمد

كشف المخرج العالمى مارتن سكورسيزي أن الممثل العالمى روبرت دي نيرو رفض بطولة كل من أفلامه، The Departed و Gangs Of New York، حيث يتعاون الثنائي للمرة الحادية عشرة في الفيلم القادم Killers Of The Flower Moon ، والذي يلعب فيه دي نيرو دور البطولة أمام ليوناردو دي كابريو، ويشارك في الدورة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي الدولي المقامة حاليا.

كان من الممكن أن يظهر دي نيرو ودي كابريو معًا على الشاشة في فيلم روائي طويل من فيلم سكورسيزي  في وقت مبكر، على أي حال، إذا لم يرفض الأول كلا من Gangs Of New York في عام 2002 و The Departed في عام 2006.

قال سكورسيزي متحدثًا في مقابلة مع Deadline حول اختيار The Departed: "تحدثنا إلى دي نيرو حول بطولة الفيلم، لكنه لم يرغب في المشاركة، لم أعمل مع دي نيرو لمدة 10 سنوات حتى عملنا مع فيلم Goodfellas؛ ومن ثم انطلقنا في اتجاهات مختلفة، وثم صنعنا فيلمين أو ثلاثة أفلام أخرى، وبعد ذلك، لمدة 19 عامًا لم يجمعنا عمل واحد".

وأضاف سكورسيزي: "إذن مع دي نيرو، بعد Casino ، توقفنا لبعض الوقت وقمت بعمل Kundun، و Bringing Out The Dead، ثم Gangs Of New York".

وكان قد كشف مهرجان كان السينمائي الدولي عن عرض فيلم المخرج العالمى مارتن سكورسيزي الجديد  Killers of the flowers moon  في المسابقة الرسمية للدورة الـ 76 التي تقام في الفترة ما بين 16 إلى 27 مايو الجارى في عرضه العالمي الأول.

فيلم Killers of the flowers moon  من إنتاج منصة أبل بتكلفة وصلت إلى 200 مليون دولار، العمل الجديد يعيد سكورسيزي من جديد إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى بعد 40 عاماً منذ آخر مشاركة له، حيث كان After Hours  الذى شارك في عام 1986، هو الأخير.

يقوم ببطولة فيلم Killers of the flowers moon، كل من ليوناردو دي كابريو، روبرت دي نيرو، ليلي جلادستون، جيسي بليمونز، كارا جايد مايرز، جانا كولينز وجيليان ديون، وهو مقتبس من كتاب ديفيد جران، والذي يحمل نفس الاسم، وكتب السيناريو إريك روث ومارتن سكورسيزي.

 

####

 

منح جائزة الإنجاز النقدي للناقد الفرنسي أوليفيه بارليه والمصرية صفاء الليثي

كتب علي الكشوطي

يمنح مركز السينما العربية جائزة الإنجاز النقدي لكل من الناقد الفرنسي أوليفيه بارليه والناقدة المصرية صفاء الليثي، ويعود مركز السينما العربية إلى مهرجان كان السينمائي للدورة التاسعة على التوالي، حيث انطلق المركز في المهرجان بدورة 2015، ويستهل المركز أنشطته بالإصدار الـ19 من مجلة السينما العربية.

ويتضمن الإصدار الترشيحات النهائية لجوائز النقاد للسينما العربية، الناقدين الفائزين بـجائزة الإنجاز النقدي لعام 2023، ملف الـ101 شخصية الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية خلال السنة الماضية، وسلسلة تقارير مدعومة بالبيانات عن مؤشرات صناعة السينما والترفيه في العالم العربي خلال عام 2022.

وبمناسبة احتفال الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بعشرين سنة على انطلاق أنشطتها هذا العام، يضم العدد تقريراً مفصلاً عن الأنشطة والجهود التي تبذلها الهيئة لدعم صناعة السينما في الأردن والوطن العربي، بالإضافة إلى الاحتفاء بالإنجاز التاريخي للسينما الأردنية بمشاركة فيلم إنشالله ولد للمخرج الأردني أمجد الرشيد في قسم أسبوع النقاد بالدورة 76 لمهرجان كان.

 

####

 

عرض "إنشالله ولد" بمهرجان كان وسط حفاوة بأول فيلم أردني روائي طويل بالمهرجان

ذكى مكاوى

شهد الفيلم الروائي إنشالله ولد للمخرج أمجد الرشيد عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات النسخة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي، خلال مشاركته في مسابقة أسبوع النقاد، وهو أول فيلم أردني روائي طويل يشارك في تاريخ مهرجان كان.

وحضر عرض الفيلم المخرج أمجد الرشيد وعدد من أبطال طاقم التمثيل هم إسلام العوضي ومحمد جيزاوي، وسيحصل الفيلم على ستة عروض أخرى إذ يُعرض يوم الخميس 18 مايو الساعة 5 مساءً والساعة 10 مساءً، ويُعرض أيضًا يوم الجمعة 19 مايو الساعة 8:30 صباحًا والساعة 8:30 مساءً بحضور المخرج ويلي العرض مناقشة مع الجمهور. في حين يُقام عرضان آخران للجمهور يوم الجمعة الساعة 19 مايو الساعة 3 مساءً والساعة 9:30 مساءً.

إنشالله ولد يحكي قصة نوال التي يتوفى زوجها فجأة ليتحتم عليها أن تنقذ ابنتها ومنزلها من مجتمع تنقلب فيه الموازين إن كان لديها طفل ذكر وليس أنثى.

مشروع الفيلم فاز بالعديد من الجوائز أربع جوائز من ورشة فاينال كات فينيسيا في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والجائزة الكبرى في مرحلة ما بعد الإنتاج (أطلس بوست برودكشن) في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كما حصل على منحة تطوير من ملتقى القاهرة السينمائي، ومنحة سوق عمان لصناعة الأفلام، ومهرجان ثالونيسكي أجورا، وجائزة مهرجان فرايبورغ السينمائي الدولي بسويسرا.

أمجد الرشيد مخرج أردني حاصل على درجة الماجستير في الفنون السينمائية مع التركيز على الإخراج والمونتاج، وبدأ في الإخراج والتأليف والإنتاج في 2005،  وفي 2016 اختير أمجد ضمن قائمة "نجوم الغد العرب" بـمجلة سكرين دايلي من بين 5 مواهب أفلام ناشئة من العالم العربي. تم اختياره في 2007 للمشاركة في ملتقى برليناله للمواهب في مهرجان برلين السينمائي الدولي بعدما نجحت العديد من أفلام القصير في الترشح والحصول على الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية.

 

اليوم السابع المصرية في

18.05.2023

 
 
 
 
 

"جان دو باري".. افتتاح باهت لمهرجان كبير

تفاصيل رائعة لكن لا لزوم لها

محمد صبحي

افتتح مهرجان "كان" السينمائي دورته الـ76 بعرض فيلم "جان دو باري" للمخرجة مايوين، من بطولة جوني ديب وبيار ريشار إلى جانب مايوين نفسها. يروي الفيلم قصة مومس نجحت في أن تصبح العشيقة المفضّلة للويس الخامس عشر، آخر ملوك فرنسا قبل سقوط النظام الملكي خلال الثورة الفرنسية.

لا أحد يتوقع الكثير من الأفلام الافتتاحية للمهرجانات السينمائية الدولية، خصوصاً حين يأتي فيلم الافتتاح من خارج المسابقة الرسمية. إنها طريقة تحتفي بعض المهرجانات بالإنتاجات المحلية من دون الانشغال كثيراً بالجودة. ومع ذلك، يميل المرء إلى توقع المزيد من مهرجان بحجم "كانّ"، ويرجع ذلك في الغالب إلى قدرة المهرجان على اختيار ما يريده، بطريقة أو أخرى، في عالم السينما الدولية. لكن "جان دو باري" لا يهرب من قيد الأعراف الشائعة عن الأفلام الافتتاحية للمهرجانات. فيلم مبهرج بقدر ما هو متواضع ولطيف، ولا مكان له هنا إلا لأن "العديد من الشركات المهتمة بالمشاركة" تمكّنت من وضعه. ولأن بطله جوني ديب، المحبوب والإشكالي.
الممثل الأميركي المثير للجدل ليس بطل الفيلم في الحقيقة، لكنه الشخص الذي يتوقّع الجميع رؤيته. في الواقع، ربما يكون ديب هو الشخص الذي يعطي أقصى درجات المهابة لعرض الأزياء الفاخر هذا في فرساي في زمن لويس الخامس عشر. البطل الحقيقي للقصة هي مايوين، في سابع أفلامها. تلعب المخرجة-الممثلة دور الشخصية التي تعطي الفيلم عنوانه، "مدام دو باري"، الفتاة التي أصبحت مومساً في أوساط الطبقة الراقية، وانتهى بها الأمر بغزو فراش الملك (جوني ديب) على الرغم من كراهية ومعارضة أقارب الأخير وغيرهم من ساكني القصر الفرنسي الشهير
.

يعمل الفيلم كسيرة ذاتية ويحاول إجراء إسقاط اجتماعي وجندري، باختياره لبطولته امرأة محدودة الموارد أكّدت نفسها بمواجهة الطبقة الأرستقراطية الفرنسية التي حكمت عليها بسبب سلوكها وأخلاقها سيئة السمعة في مغازلة السلطة. كانت "جان" امرأة متواضعة من أسرة فقيرة، تنقّلت بين مهن بسيطة حتى استطاعت الدخول تحت جناح ورعاية الملك، وذلك بفضل طريقتها "المشينة" في تقديم نفسها (لم تملك تلك الأخلاق الأرستقراطية الرفيعة المناسبة) ولعدم ارتدائها الملابس كما كان من يُفترض بها.

لم تكن متمردة أو ثورية، بل بعيدة كل البعد من ذلك: كانت جزءاً من النظام الفعلي، لكنها تمكّنت فقط من كسر بعض الحواجز الداخلية. وما دفعها للفوز بقلب الملك جعلها عدواً لجميع سكان القصر تقريباً. "جان دو باري" فيلم يضع جزءاً كبيراً من قوته في إعادة بناء الفترة والأزياء والمكياج (تجاوزت موازنته الـ20 مليون يورو)، لكن هذا المجهود لا يُترجم إلى أي ملامح تمايزه عن غيره من الأفلام المشابهة. بالنسبة لفيلمٍ يدافع عن امرأة تجرّأت على الاختلاف والسير ضد التيار، لا يجرؤ الفيلم على فعل أي شيء، باستثناء اتباع المسارات المعروفة.

بعض الطيش والخِفّة اللائقين بكوميديا ​للمراهقين (في بعض الأحيان يبدو الأمر وكأنه فيلم لإحدى أميرات ديزني عن "تلك الفتاة المختلفة التي اقتحمت قصر الملك") يضفيان على الفيلم سحراً معيّناً، لكنه لا يدوم طويلاً. في اللحظة التي يصبح فيها الفيلم جادّاً، يفعل هذا كما يفعله غيره من الأفلام في هذه الحالات: يصير خطابياً وعاطفياً ومتوقعاً. باختصار، "جان دو باري" ليس "ماري أنطوانيت" لصوفيا كوبولا بأي معيار (رغم أن الشخصية تظهر خلاله)، لكنه بالأحرى حكاية سندريلا قبل وقتٍ قصير من وصول الثوّار مع المقصلة (بالطبع سِيقت جان إلى الإعدام، مثل غيرها من سكّان البلاط). أو ربما هو نسخة فرنسية من "بريدجيرتون" بأحداث تدور في فرساي.

أما جوني ديب، نجم الفيلم وعلّة الاهتمام به ومثير الاحتجاجات، يبقى ممثلاً جيداً، بغض النظر عن مدى انحراف وزحمة حياته الشخصية، ما زال بإمكانه إيجاد مساحات للتباهي والظهور. ربما يتعلّق الأمر بمتفرّج واكب مسيرته ورآه يكبر بمرور السنين فزاد ولعه به، لكن الحقيقة أنه على الرغم من العمليات التجميلية والاتهامات التي تلاحقه، ففي كلّ مرة يجسّد فيها ديب شخصية مبهرجة وشاذّة (كما في هذه الحالة)، ينجح في العثور على ما يشبه القلب النابض تحت طبقات المكياج. يساعده بعض الممثلين الداعمين الرائعين (مثل بيار ريشار وبنجامين لافيرني وناومي لفوفسكي)، لكنهم غير كافِين لجعل "جان دو باري" فيلماً جيداً. بالكاد تمكّنوا من تجنّب سقوط أكبر.

 

المدن الإلكترونية في

18.05.2023

 
 
 
 
 

مايكل دوغلاس ليس نسخة عن أبيه كيرك بل أفضل منه

فيلم وثائقي جديد عنه يستكشف حياة ومهنة الممثل الذي بذل قصارى جهده للخروج من عباءة والده الأسطوري

جيفري ماكناب 

هناك قصة غريبة تروى عن أسطورة "هوليوود" كيرك دوغلاس، الذي رحل عنا في عام 2020. كان الرجل يشاهد أحد أفلامه القديمة على التلفزيون في وقت متأخر من الليل، وبعد محاولات مجهدة، لم يتمكن من تذكر الفيلم. وأخبر ابنه (وزميل مهنته) مايكل دوغلاس، "ثم أدركت أنني لم أكن في الفيلم. لقد كنت أنت".

إنها حكاية تمر مرور الكرام في السيرة الذاتية التي كتبها مارك إليوت عام 2012 لنجم فيلمي "وول ستريت"  Wall Street و"انجذاب قاتل" Fatal Attraction، لكنها تلخص تماماً التحديات الهائلة التي واجهها دوغلاس لوضع حد فارق واضح بينه وبين والده الذي يشبهه كثيراً.

يوم الثلاثاء الـ16 من مايو الجاري، حصل دوغلاس على السعفة الذهبية الفخرية "تقديراً لمسيرته المهنية الرائعة" في افتتاح "مهرجان كان السينمائي" الذي تربطه به علاقة طويلة، إذ كانت المرة الأولى التي خطى فيها على السجادة الحمراء عام 1979 مع فيلم "متلازمة الصين" The China Syndrome الذي يتناول كارثة نووية، تبعتها زيارات متكررة إلى الريفيرا الفرنسية مع أعمال مثل فيلم الإثارة الحسي "غريزة أساسية" Basic Instinct (1992) "الكبريتي" (بحسب وصف المكتب الصحافي لمهرجان كان) للمخرج بول فيرهوفن، و"سقوط" Falling Down (1993) للمخرج جويل شوماخر، الذي لعب فيه دور رجل أميركي عادي تحول إلى شخص يجيز لنفسه استخدام العنف بواسطة مضرب بيسبول، و"خلف أضواء الشمعدانات"  Behind the Candelabra للمخرج ستيفن سودربرغ (2013) الذي قدم فيه أحد أكثر أداءاته الممتعة في دور ليبيراتشه، فنان الترفيه رفيع المستوى.

هذه ليست سوى بعض الأدوار شديدة التنوع التي لعبها مايكل على مدار 50 عاماً ماضية. يمكنكم أن تضيفوا إليها شخصية الأستاذ الجامعي المشبوه (في فيلم "أولاد مذهلون"  Wonder Boysالصادر عام 2000)، والمترف الفاسق الذي يتعرض للخطر (في "انجذاب قاتل"Fatal Attraction  الصادر عام 1987)، والوحش المتعطش للمال (شخصية غوردون غيكو التي لعبها في "وول ستريت" عام 1987)، والرجل الخشن على غرار إنديانا جونز (في "مغازلة الحجر" Romancing the Stone عام 1984)، والقاضي المحافظ (في "مرور" Traffic الصادر عام 2000)، والعالم العبقري في أحد أفلام "عالم مارفل" للأبطال الخارقين (شخصية هانك بيم في أفلام "الرجل النملة" Ant-Man) والممثل النزق المتقدم في السن (في مسلسل "طريقة كومينسكي" The Kominsky Method الذي تعرضه "نتفليكس"). ومع ذلك، في كل كتاب أو مقالة عن مايكل تقريباً يجري تناول قصته كأنها دراما أوديبية حقيقية. ووصل الأمر إلى حد أن "مهرجان كان" استحضر اسم كيرك أثناء تقديم ما سمي "تكريماً مملوءاً بالتوثب" إلى ابنه. [أوديب شخصية من المسرح الإغريقي عن شخص قتل أباه وتزوج أمه وكان أباً لأخوته، من دون علم منه. واستعملها سيغموند فرويد للإشارة إلى علاقة حميمية خاصة رأى أنها تربط الابن بأمه، مما يدخله في صراع مع أبيه].

في الملخص المعقد للفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان "مايكل دوغلاس، الابن الضال"  Michael Douglas, The Prodigal Son، الذي أخرجه أمين ميستاري وعرض في "مهرجان كان" كجزء من تكريم الممثل، يرد أنه من خلال "إعادة تأمل حياته المعذبة، يبين لنا هذا الوثائقي كيف أن مايكل، الممثل والمنتج مثل والده، توجب عليه، طوال حياته المهنية الاستثنائية، قبول تشابههما من أجل تأكيد اختلافه".

في الفيلم الوثائقي، ينظر إلى محطات في حياة مايكل دوغلاس ومسيرته المهنية من منظور تجارب والده. أخبرني ميستاري، "إنها الزاوية الرئيسة في فيلمي. كيف يمكنك أن تكون مايكل حينما تكون كنيتك هي دوغلاس. كيف تخرج من عباءة أبيك؟ من ناحية، إن امتلاكك أباً مشهوراً يعتبر فرصة، وبالتأكيد، لكون والد مايكل هو كيرك، كان من الأسهل عليه أن يبدأ في صناعة السينما. لكن في الوقت نفسه، كان الجميع يقارنون مايكل بوالده إلى أن فاز بجائزة الأوسكار عن "وول ستريت". قالوا له إن شكلك، وطريقة مشيتك، مثل والدك تماماً. أعتقد أن هذا كان عبئاً عليه".

إنها الحقيقة، ومايكل صورة طبق الأصل عن والده، يشبهه حتى في تلك الغمازة الموجودة على ذقنه. وعلى غرار والده، إنه منتج وممثل، ويتشاركان في سمات شخصية عدة أيضاً. كان كيرك دوغلاس زير نساء سيئ السمعة. حينما ترددت أخبار في أوائل التسعينيات عن إرسال مايكل إلى مركز إعادة تأهيل لإدمان الجنس، علق كيرك بسخرية، "لم أكن أدرك أن هذه مشكلة".

قلت ذات مرة إنني أكذب كل يوم. ماذا يكون التمثيل سوى كذب؟ لقد حررني ذلك كثيراً. مايكل دوغلاس

يرى ميستاري، "كان لديه بعض مشكلات الإدمان مثل اثنين من إخوته وكذلك ابنه. بالنسبة إلى مايكل، إنها قضية حساسة. توجد في عائلته مشكلات الكحول والمخدرات والجنس، والإدمان بأنواعه كافة". حينما تؤخذ هذه الخلفية في الاعتبار، قد تتوقعون أن يتعامل النجم بأسلوب دفاعي مع الصحافة ويتجنبها، لكن ميستاري يشير إلى أن العكس هو الصحيح. فحينما أجرى مقابلة مع دوغلاس من أجل فيلمه الوثائقي، تعجب من مدى ودية وانفتاح النجم تجاهه. ووفق ميستاري، "قبل اللقاء، تحدثت مع مساعده الشخصي وسألت عما إذا كان هناك موضوع ما ربما يفضل مايكل عدم التحدث عنه، فأخبرني بأن لا. ليس عليك سوى أن تسأل وسترى. كان باستطاعتي أن أوجه إليه أي سؤال أريده".

كذلك من المستطاع الإشارة إلى أن التجلي الحقيقي في مسيرة دوغلاس المهنية لم يأت من مراقبة والده، بل من مشاهدة الممثلة الراحلة لويز فليتشر التي شاركت في بطولة فيلم المخرج ميلوش فورمان الحائز على جوائز أوسكار عدة "طيران فوق عش الواق واق" One Flew Over the Cuckoos Nest الصادر عام 1975 والمقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب كين كيسي رأت النور عام 1962، الذي شارك مايكل في إنتاجه إلى جانب سول سينتز. أدت فليتشر دور ريتشيد الممرضة القاسية والسادية التي ترهب المرضى في مصحة للأمراض العقلية. اشترى دوغلاس حقوق الملكية الفكرية لرواية كيسي من والده. قبل عقد من الزمان، لعب كيرك دور البطل، آر بي ماكميرفي، على خشبة المسرح، ثم استمات في محاولة إعادة إحياء شخصية ماكميرفي على الشاشة. لكنه لم يتمكن من إقناع أي شخص بتمويل معالجة سينمائية للقصة. بحلول وقت الشروع في تنفيذ الفيلم، غدا كيرك متقدماً كثيراً في السن ولم يعد يلائم ذلك الدور. رفضت أسماء بارزة عدة الدور بمن فيهم مارلون براندو، قبل أن يتولاه جاك نيكلسون. أما بالنسبة إلى الممرضة ريتشيد، فلم تجرؤ نجمات الصف الأول في "هوليوود" على الاقتراب من الدور. واندرجت الممثلتان جين فوندا وفاي دوناواي في عداد النجمات اللاتي تكبرن على الشخصية التي كانت، ببساطة، سيئة للغاية. تفردت فليتشر في عدم إبداء أي تحفظات على أداء دور شخصية أنثى كريهة وغير متعاطفة، على غرار ريتشيد. وفازت بجائزة أوسكار على جهودها.

أوضح دوغلاس في مقابلة مع مدونة صوتية عام 2011 مع زميله الممثل أليك بالدوين، "الحقيقة تقال، شخصية الشرير هي الخيار الصحيح". تبين له في وقت مبكر أنك إذا لعبت دور الرجل السيئ، فستحصل دائماً على الحوار الأفضل. قبل هذا التجلي، كان لدوغلاس نصيبه من أدوار البطولة عديمة الطعم. لقد أدى دور الشرطي النزيه الذي يحقق في جرائم القتل إلى جانب كارل مالدن الأكبر سناً في مسلسل "شوارع سان فرانسيسكو" The Streets of San Francisco الذي استمر عرضه لفترة طويلة في السبعينيات. جاءت شخصيته واعية، ولائقة، ومجتهدة، وبالتأكيد ليست من ذلك النمط الذي يمكنكم تخيله أثناء ممارسته الجنس بوحشية مع غلين كلوز أو شارون ستون، أو ذلك الرجل الذي يتمتع بسطوة كبيرة الذي أدى دوره في فيلم "وول ستريت".

بمجرد أن تحول دوغلاس إلى أداء أدوار في الجانب المظلم، بدأت مسيرته المهنية كممثل تزدهر. وثمة خطاب واحد غير مفهومه في "هوليوود" وحرره من عبء التنافس دائماً مع والده، إبان عمله في فيلم "وول ستريت" (1987) للمخرج أوليفر ستون، تمثل في إعلان الممول الشيطاني الذي يجسده في الفيلم، غيكو، عن بهجة الجشع. ويرد في الفيلم على لسان غيكو أن "الجشع، ولعدم وجود كلمة أفضل، جيد. الجشع محق. الجشع ناجع. الجشع يكشف، ويخترق ويصور جوهر الروح التطورية". كان يتحدث بهدوء ولكن بنبرة شيطانية مؤثرة.

استطراداً، شكل أداء دوغلاس لشخصية غيكو مصدر إلهام لأجيال من الشباب الأميركي في السعي وراء الثروة الهائلة. وخلال لقائه ضمن المدونة الصوتية مع بالدوين، تحدث الممثل بسخط حول عدد المرات التي بادره فيها أصحاب الشأن بالحديث وشكروه لأنه أسهم في انتقالهم إلى وظائف في مجال التمويل العالي المستوى. وأشار مايكل إلى أنه حينما أوضح لهم أن غيكو كان الشرير في الفيلم وليس البطل الجيد، لم يستمعوا إليه، بكل بساطة.

تميز كيرك دوغلاس على الشاشة بدافعه العنيد، بـشهوته للحياة" (أستعير هنا عنوان فيلم السيرة الذاتية المنمق بإفراط الصادر عام 1956 الذي لعب فيه كيرك دور الفنان فنسنت فان غوخ). سواء في دور الملاكم (في فيلم "بطل"  Champion في عام 1949)، أو الصحافي عديم الضمير الباحث عن سبق صحافي يغير حياته ("الورقة الرابحة" Ace in the Hole عام 1951)، أو الرقيق الروماني المتمرد (في شريط "سبارتاكوس"  Spartacus في عام 1960) أو الضابط الفرنسي أيام الحرب العالمية الأولى الذي يتعامل مع رؤسائه المتعطشين للدماء ("دروب المجد"  Paths of Glory في 1957)، أعطى دوغلاس الأب دائماً انطباعاً بأنه سيسحق أي شخص أو أي شيء يعترض طريقه. كتب في سيرته الذاتية: "لقد ولدت عدوانياً وأعتقد أنني سأموت عدوانياً".

بغض النظر عن التشابه الجسدي بينهما، إلا أن مايكل دوغلاس على الشاشة لا يشبه والده تماماً. إذ يمكنه محاكاة رجولية كيرك وعدوانيته، إلا أنه يتمتع بحساسية وهشاشة. وبحسب الناقد ديفيد طومسون في كتابه "قاموس السير الذاتية في السينما"، أظهر دوغلاس الابن "قدرة نادرة على أن تكون قوياً وضعيفاً في الوقت نفسه. توجد ذكرى والده في عينيه وفكه وشعره وصوته. لكن هناك أيضاً رعبه من كونه يشبه كيرك كثيراً".

واستكمالاً، فحينما قدم دوغلاس سلسلة من أفلام الإثارة الحسية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، تحول إلى رمز جنسي. وأصبح مشهوراً بأداء شخصيات مضطربة أقرب إلى نمط الأدوار التي لعبها جيمس ستيوارت في أفلام هيتشكوك في خمسينيات القرن الـ29، مما يعني أنها لا تملك سوى أدنى شبه ممكن مع الشخصيات الواضحة الذكورية التي أتقن والده تقديمها. تحدث في مقابلات عن جاذبية "تصوير الشهوة المهووسة وسط ما يبدو من الحشمة والطبيعية". كذلك جاء اختياره للأدوار ذكياً، بفضل أشرطة شملت "انجذاب قاتل" و"وول ستريت" وفيلم الإثارة عن التحرش الجنسي "انكشاف" Disclosure في عام 1994، أصبح النجم الذي وصل آنذاك إلى منتصف العمر، نقطة جذب للنقاشات الثقافية التي ميزت تلك الحقبة حول المال والجنس والسلطة.

ليس دوغلاس ممثلاً منهجياً يتقمص أدواره، إنه أشبه بحرباء ترى التمثيل على الشاشة كتمرين على الخداع. أسر لي ذات مرة، "أخبرني أحدهم في وقت مبكر أن الكاميرا ستفضح دائماً حينما تكذب. قلت ذات مرة إنني أكذب كل يوم. ماذا يكون التمثيل سوى كذب؟ لقد حررني ذلك كثيراً".

هل تمكنا من لمح دوغلاس الحقيقي على الشاشة على الإطلاق؟ يخبرني ميستاري أن هناك فيلماً واحداً يبدو فيه قريباً من نفسه، إنه فيلم "انجذاب قاتل". ووفق ميستاري، "قبل أن أبدأ في إنتاج هذا الوثائقي، شاهدت 41 أو 42 فيلماً من أصل 45 أو 46 فيلماً شارك فيها مايكل. في ’انجذاب قاتل‘ تكون لدي انطباع بأنني أرى مايكل دوغلاس الحقيقي. لم أشعر بأنه يمثل!".

إنها ملاحظة غريبة بالنظر إلى أنه يؤدي دور زوج مخادع ينتهي به الأمر إلى خوض معركة من أجل حياته مع امرأة انتقامية. لكن وجهة نظر ميستاري، أن دوغلاس في هذا الدور طبيعي تماماً. قد لا يكون قادراً على مجاراة ضراوة والده التي لا ترحم، لكنه حينما يقدم أفضل أداءاته، يضفي عمقاً عاطفياً ودقة على أدواره لا يستطيع كيرك الكبير مضاهاتها.

حصل مايكل دوغلاس على "السعفة الذهبية الفخرية" في الدورة الـ76 لـ"مهرجان كان" تكريماً له في حفل الافتتاح الذي أقيم يوم الثلاثاء. عرض وثائقي "مايكل دوغلاس، الابن الضال" في المهرجان على مدار يومين، من الأحد الـ14 من مايو الجاري ولغاية الثلاثاء الـ16 من مايو.

© The Independent

 

الـ The Independent  في

18.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004