ملفات خاصة

 
 
 

يوميات مهرجان كان الـ76 (6):

تحفة كوريسماكي

أمير العمري- كان

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في تقديري الخاص يتربع على قمة الأفلام التي شاهدتها من أفلام المسابقة الرسمية في مهرجان كان الـ76 حتى الآن،- بعيدا عن مسألة ترشيحات الجوائز- ثلاثة أفلام هي حسب ترتيب المشاهدة، الفيلم التركي “الحشائش الجافة” The Dry Grass للمخرج الكبير نوري بيلجي جيلان، الذي سبق أن حصل على سعفة الذهب في كان مرتين من قبل ويمكن جدا أن يفعلها للمرة الثالثة، ثم الفيلم البريطاني- البولندي “منطقة الاهتمام” The Zone  of Interest، لريتشارد جلايزر الذي يصور الهولوكوست بمنظور مبتكر وجديد تماما، والفيلم الفنلندي “أوراق الشجر المتساقطة” The Fallen Leaves.

أعتبر الأفلام الثلاثة تحفا سينمائية لا شك في هذا بفضل الأسلوب الفني وبراعة العرض وكيف تستولي مثل هذه الأفلام على مشاعرك، تحتوي قلبك وتنير عقلك، وتدفعك للتفكير في معنى العيش في حياتنا المعاصرة، رغبتنا في التواصل مع غيرنا، وخوفنا من وحدتنا وعزلتنا، وما يكمن في خفايا النفس البشرية من أشياء لا قبل لنا بها.

لست من المتحمسين أبدا للفيلم التسجيلي الصيني الطويل “شباب” (3 ساعات و32 دقيقة) الذي يصوره نقاد فرنسا باعتباره اكتشافا حقيقيا في حين أنه يتصف بالتكرار والاطالة التي لا مبرر لها، ويعيبه ذلك التصور المهتز ومستوى الصورة الرديئة، على نحو يذكرنا بالأفلام المؤدلجة التي كانت تصنع في الستينيات وتريد أن تقنعنا بأن الرسالة هم من الشكل، في حين أن الشكل هو المضمون ذاته حسب ما علمنا إياه المعلم جون جوك جودار!

بعيدا عن الفيلم الصيني “شباب” الذي غادرته بعد ساعة واحدة من بدايته ولم أستطع أن أكمله لشعوري بان لا شيء سيتطور فيه، وأن مخرجه سيستمر في رصد معاناة عمال مصانع (تحت السلم) لصنع الملابس، لكن لا باس فليغرم به من يشاء، فكل منا له ثقافته الخاصة ومفهومه للفيلم التسجيلي الحديث الذي لا أظن أنه ينطبق على هذا الفيلم!

، يمكنني القول بثقة إن فيلم “أوراق الشجر المتساقطة” تحفة حقيقية جديدة للمخرج الفنلندي المرموق أكي كوريسماكي. إنه يحدثنا فيه- دون أي أحاديث أو خطب كثيرة مثلما شاهدنا في أفلام أخرى، عن كل شيء، عن الوحدة الإنسانية والفراغ النفسي والعاطفي والحب عندما يأتي من دون ميعاد، والقدر الإنساني والعالم المفزع الذي نعيش فيه الآن مهددين بخطر أن تمتد الحرب اللعينة الجارية في أوكرانيا إلى حدودنا، أو بالأحرى، حدود فنلندا التي قد تدفع ثمن عضويتها في النادي الغربي الموالي للولايات المتحدة.

على شريط الصوت من البداية نستمع الى ما يتردد في نشرات الأخبار، عن تلك الحرب وكيف تتسع المعاناة الإنسانية يوما بعد يوم ويسقط الأبرياء، لكن موضوعنا الذي يرويه كورسماكي بأسلوبه التجريدي المعروف، بعيد عن السياسة فهو يجمع بين المفارقات الضاحكة والوضع الإنساني المرهق. لدينا شخصيات محدود للغاية، تلتقي وتفترق ثم تلتقي مجددا، فعالمها ضيق للغاية والرقعة الجغرافية محدودة، والفضاء في المدينة يكثف أجواء الوحدة وغياب التواصل بين البشر، كما أنه يعكس أيضا كيف أصبح الإنسان البسيط مجرد أداة بسيطة يستغله أصحاب العمل طبقا لشروط شديدة القسوة تنكر تماما أي حقوق للعامل، ثم تلفظه لأي سبب أو آخر.

هناك شخصيتان رئيسيتان، رجل وامرأة: “هولابا” و “آنسا”. الأول عامل باليومية ينتقل بين أعمال عدة شاقة مثل أعمال البناء، لكنه أدمن احتساء الخمر رغبة منه في نسيان حياة الوحدة التي يعيشها، يرتبط بصداقة وان لا تبدو مثل الصداقة، مع زميل له، يترددان معا على ملهي بسيط حيث يمكن أن يؤدي من يشاء، الأغنية التي يحبها. ولكن شريط الصوت في الفيلم يتضمن أيضا مجموعة من أغاني الروك والأغاني الفنلندية، التي يوزعها كوريسماكي بحيث تبدو كما لو كانت تعليقا على الحالة الانسانية التي يصورها في فيلمه.

يتعرف “هالوبا” على امرأة في منتصف العمر، جميلة وجذابة لكنها حزينة، فهي مثله وحيدة، تعمل في سوبرماركت من دون أي ضمانات اجتماعية، من ضمن وظيفتها التخلص في نهاية يوم العمل من الأطعمة التي انتهت صلاحيتها، لكن هناك موظف أمن يراقبها وهي تعطي شخصا فقيرا بعض تلك الأطعمة، كما تنتزع لنفسها شطيرة منتهية الصلاحية مما يتسبب البب في طردها من العمل. وهي تلتحق بعد ذلك بالعمل في حانة، حيث تقوم بغسل الكؤوس التي يتناول فيها الزبائن البيرة. لكنها أيضا من دو أي ضمانات فصاحب الحانة يخبرها من البداية أنه سيدفع لها أجرها نقدا كل أسبوع، ولها أن تقبل أن ترفض.  

الحياة في فيلم كورييسماكي قاسية، قاتمة، رتيبة، لا يلوح بها شيء مبهج، بل وتبدو الشخصيات كما لو كانت تعيش في عصر آخر، في الخمسينيات مثلا، فأثاث البيوت عتيق، وعلى الرغم من تردد أخبار الحرب الأوكرانية، إلا أن هذه الأخبار تأتينا عبر المذياع وليس التليفزيون فلا وجود لأجهزة التليفزيون ولا للهواتف المحمولة. وإن كانت “آنسا” تذهب للبحث عن عمل في أحد مقاهي الانترنت. والحوار في الفيلم محدود للغاية، ويضمر في طياته المفارقات المضحكة وبعض السخرية المقصودة.

ينجذب “هالوبا” إلى “آنسا” لكنه لا يعرف السبب. وتنجذب هي إليه وكأنها كانت تنتظر أن تلتقي برجل مثله جذاب لكنه غامض. يدعوها لتناول القهوة، ثم يطلب منها أن تأكل قطعة من الحلوى (لابد أنك تشعرين بالجوع لأنك لم تقبضي بعد أجرك الأسبوعي)، ثم يأخذها الى السينما حيث يشاهدان فيلما أمريكيا من أفلام الكائنات المتوحشة من الموتى الأحياء أو الزومبيز. وعندما يغادر رجلان السينما يعلق أحدهما على الفيلم بقوله: إنه يشبه فيلم “يوميات قس ريفي” لروبير بريسون، فيقول الثاني “إنه يذكرنا بفيلم جودار “احتفظ به لنفسك Bande à part.. وكلاهما طبعا لا علاقة لهما بالزومبيز!

في الفيلم تحية واضحة الى جودار من خلال الملصقات الكثيرة التي نشاهدها في خلفية بعض المشاهد لأفلامه الشهيرة مثل “بييرو المجنون”، و”الاحتقار”. وقد قصد كوريسماكي بالطبع أن يسخر من ذلك الانفصال التام بين جمهور السينما الأمريكية الشعبية وأفلام النخبة الفنية.

إدمان هالوبا الخمر لا يتسبب فقط في طرده من العمل أكثر من مرة، بل في رفض “آنسا” الارتباط به قائلة له إن والدها وشقيقها ماتا بسبب ادمان الخمر وماتت أمها كمدا عليهما. لكن شعوره بالصلف يجعله يرفض التخلي عن الخمر وينصرف من منزلها الصغير الذي تقول إنهما ورثته عن جدتها. لكن الحب ينتصر ويهزم الخمر وينتصر.

شخصيات بسيطة تتوق للحب، لا تتعجل في التعبير عن مشاعرها شأن سكان تلك البلدان الشمالية الباردة، هناك فقط نظرات، وكلمات تقول عكس ما ترمي، ولكن حنين مكتوم ورغبة مشتعلة في النفوس، ظمأ إلى التساند والتوحد مع الآخر، وسط عالم يشعر فيه الانسان بالتهديد باستمرار وبعدم الأمان، فالعمل غير مضمون، وما يأتي منه يكاد لا يكفي لسد حاجته الأساسية، والسينما مهرب الى الخيال الوحشي المعادل للعالم الواقعي، والطريق الى الحب صعب، لكنه ممكن.

كل شيء في هذا الفيلم منسوج ببراعة من خلال مشاهد هادئة لا صخب فيها ولا حوارات طويلة، مع كاميرا ثابتة باستمرار، وكادرات متوسطة، تجرد الصورة وتنفي عنها المشاعر الجياشة أو الانفعال المباشر، والحوار يتناقض كثيرا مع الصورة، والفيلم في النهاية يقول كل شيء عن الحياة والدنيا والإنسان والعالم، في بساطة الشعر وسحر السينما، وفيما لا يتجاوز 85 دقيقة.

لم تكن مسيرة كوريسماكي في عالم السينما سهلة، بل شاقة، معقدة، ويرجع هذا في جزئيًّا إلى كونه كان يشق طريقه في بلد يكاد يكون بلا صناعة سينمائية حقيقية، وقد قيل إن كوريسماكي احتل بأفلامه منذ أن بدأ الإخراج في الثمانينيات نصف حجم الإنتاج السينمائي الفنلندي. وقبل أن يبدأ الإخراج انتقل كوريسماكي بين مهن عدة، من غسل الصحون، إلى توصيل الرسائل، إلى كتابة الانطباعات السريعة عن الأفلام لصحيفة محلية في هلسنكي. ثم استعان به شقيقه ليشاركه الإخراج فتعلم الكثير من أصول الحرفة. وفي 1983 قرر أن يعدّ ويخرج فيلمًا عن رواية ديستويفسكي «الجريمة والعقاب»، ولكن بتركيز على أزمة البطل-القاتل النفسية، أي في إطار الفيلم الذي لا يتضمن أحداثًا كبيرة معقدة، مع مسحة من التأمل الساخر ستميز أفلامه في ما بعد.

أخرج كوريسماكي بعد ذلك ثلاثيته «ظلال في الفردوس» (1986)، و«أريل» (1988)، و«فتاة مصنع الثقاب» (1990)، وتعتبر الثلاثية نوعًا من الانتقام من مجتمع مدينة هلسنكي، ورثاء للطبقة العاملة في اغترابها وأزمتها.

أما الفيلم الذي نقل كوريسماكي إلى الساحة العالمية فهو فيلم «رعاة بقر ليننجراد يذهبون إلى أمريكا»-1989، وفيه يصور من خلال كوميديا تعتمد على المواقف، وعلى الصمت أكثر من الكلام، كيف يقرر أفراد فرقة موسيقية روسية السفر إلى أمريكا لتجربة حظهم هناك حيث يلتقون أحد الممولين من أبناء جلدتهم الذي يرسلهم إلى المكسيك، وهناك يفشلون فشلًا ذريعًا فيعودون للغناء في البارات للمهمشين في بلدات جنوب أمريكا، بغنائهم الذي لا يفهمه أحد، ولكنهم مع ذلك يرقصون على نغماته.

كوريسماكي صاحب نظرة خاصة للعالم، وصاحب أسلوب خاص، وهو نموذج بديع لفنان السينما أو للمخرج المؤلف الذي يعبر عن رؤيته من فيلم وآخر، وكأنه يصنع فيلما واحدا ممتدا.

 

موقع "عين على السينما" في

22.05.2023

 
 
 
 
 

4 بنات في قبضة الإرهاب.. "بنات ألفة" التونسي يلفت أنظار "كان"

مدينة كان - سعد المسعودي

جمهور "كان" السينمائي ونقاده استقبلوا الفيلم التونسي "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية المشارك ضمن المسابقة الرسمية بالتصفيق الحار والترحيب، بعد أن أثار الفيلم قبل أن يعرض الكثير من التساؤلات والجدل لأنه يتناول قضية الإرهاب، لكن الفيلم بعد نجاح عروضه السينمائية في المهرجان خلق نقاشا مفتوحا حول الإرهاب وبقاياه وعن خلاياه النائمة، والأسلوب الدرامي الوثائقي الذي دعم بكل تأكيد قصة الفيلم وكيف استطاعت المخرجة أن تمزج الواقع بالخيال معتمدة على قصة حقيقية وهذه حكايتها.

حكاية الفيلم

ألفة سيدة تونسية لها من البنات 4 اشتهرت قصتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع موسم هجرة الشباب الذي التحق بالدواعش في سوريا والعراق، كانت حياة الفتيات الأربع حياة عادية وهنّ يعشن رغم حالة الفقر لكنهن سعيدات مع والدتهن ومن هذا الفقر دائما يدخل التطرف بكل مسميات فوقعت ابنتيها رحمة وغفران في قبضة التطرف وهنا أصبحت الأجواء العائلية كارثية وغابت الضحكات واللعب البريء وأصبح الهم الشاغل للأم كيف تستطيع تخليص بناتها من أنياب التطرف وإعادة الألفة إلى عائلتها، فكانت تتحدث بصوت عال عبر المحطات الفضائية وكانت صرخاتها أشبه بناقوس الخطر الذي يهدد جيل الشباب الباحث عن مخرج لأزمة بلاده السياسية.

رحبت الأم في بادئ الأمر بارتداء بناتها النقاب ولم تعارض كثيرا واعتبرت أن التحولات السريعة في تونس وتغيير المزاج العام في الشارع التونسي بسبب التغييرات والتطورات السياسية في تونس تستدعي الحذر والابتعاد عن مراكز التوتر في المدن التونسية، ولم تغب المواقف الكوميدية للممثلات الست في الفيلم بمن فيهن والدة المخرجة الحقيقية، وكانت ضحكات الجمهور في بعض مشاهد الفيلم رغم الوجع العائلي في الفيلم.

بنات ألفة قصة داخل قصة عرضتها المخرجة بن هنيّة وكشفت معاناة الأم مع الإرهاب واستطاعت أن تشرك المشاهد بخوض تجربتها التي باتت تهدد جيلا بأكمله، وبات حاجز الكاميرا مختفيا بين المتلقي ومخرجة الفيلم وأصبحنا نعيش في خندق واحد والعمل مع الأم لتخليص فلذات أكبادها من خطر التطرف.

التونسية هند صبري بطلة الفيلم

الفيلم قصة حقيقية كتبتها وأخرجتها كوثر بن هنية وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وبطولة هند صبري، وتم تصويره في تونس العام الماضي، وهو عبارة عن فيلم داخل فيلم مستمد من قصة حقيقية لسيدة اسمها ألفة لديها أربع بنات وكيف ترى المخرجة والمؤلفة حياة هذه السيدة سينمائيا بطريقة تجمع بين الوثائقي والدراما كأنه فيلم وثائقي عن الفيلم نفسه.

المخرجة في سطور

كوثر بن هنية مخرجة تونسية ولدت بسيدي بوزيد وتابعت دراستها في الإخراج السينمائي بمعهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة "لا فيميس" بباريس والتحقت سنة 2005 بكلية كتابة السيناريو في المعهد نفسه في باريس وقدمت مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية منها فيلمها القصير الأول "أنا وأختي والشيء" كما لها خبرة في إخراج الفيلم الوثائقي وأخرجت "الأئمة يذهبون إلى المدرسة" 2010 وفيلم "على كف عفريت" 2017 وفيلم "شلاط تونس" 2014 وفيلم "زينب تكره الثلج" في 2016، ثم فيلمها "الرجل الذي باع ظهره" الحاصل على عدة جوائز عالمية ورشح لجوائز الأوسكار عام 2021.

 

العربية نت في

22.05.2023

 
 
 
 
 

توزيع «خبز وورد» في «كان السينمائي الـ 76» ..  فيلم وثائقي عن معاناة الأفغانيات من إنتاج جنيفر لورانس

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

قالت شابة لأحد مسلحي حركة طالبان: "إنكم تقمعون النساء".

رد عليها قائلاً: "لا تتكلمي، وإلا قتلتك هنا!".

وفي محاولة لرفع صوتها ليصل إلى درجة صوته قالت: "حسنا، لتقتلني! لقد أغلقتم المدارس والجامعات! فمن الأفضل أن تقتلني!"

سجل هاتف مزود بكاميرا هذه المواجهة المباشرة داخل سيارة بين الشابة والمسلح.

وقد أُلقي القبض على الشابة بعد مشاركتها في احتجاج، وكانت على وشك الذهاب إلى زنزانة احتجاز في العاصمة كابل.

هذا مشهد من فيلم وثائقي بعنوان "Bread and Roses" (خبز وورود)، الذي يرصد الحياة اليومية لثلاث نساء في الأسابيع التي أعقبت سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.

وقد تحدثت منتجة الفيلم جنيفر لورانس، الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار، مع "بي بي سي" عن أهمية هذه اللحظة.

وتقول لورانس: "كان قلبي يخفق بسرعة وأنا أشاهد النساء أثناء تحديهن طالبان. أنتم لا ترون هذا الجانب من القصة - عندما تقاوم النساء مسلحي طالبان - في الأخبار اليومية، لكنه جزء مهم من فيلمنا".

وأشارت إلى أنه من المؤلم التفكير في حال النساء بعد خروج الأمور عن السيطرة في أفغانستان.

وأضافت: "إنهن لا يتمتعن بأي استقلالية في بلادهن. ومن المهم منحهن الفرصة لتوثيق قصصهن بطريقتهن الخاصة".

وهذا الوثائقي من إنتاج شركة "إكسلنت كادافر" التي أسستها لورانس وصديقتها جاستن سياروكي في 2018.

ووصفت لورانس، عن شعورها بالعجز والإحباط عند مشاهدة الأخبار القادمة من أفغانستان، وهذا الوثائقي هو "وليد العاطفة والضرورة".

وقالت سياروكي إن لورانس "أصابتها صدمة عند سقوط كابل في 2021 بسبب الأوضاع شديدة الخطورة التي تعيشها النساء هناك".

وأضافت: "ساعتها قالت، علينا أن نمنح شخص ما منصة يمكنه من خلالها أن يحكي قصته بطريقة معبرة".

وهنا جاءت ساهرة ماني، مخرجة أفلام وثائقية وشريكة مؤسسة في شركة الإنتاج المستقلة في كابل "أفغان دوك هاوس".

وشاهدت كل من لورانس وسياروكي فيلمها الوثائقي الذي نال استحسان النقاد A Thousand Girls Like Me (ألف فتاة مثلي)، والذي يصور امرأة أفغانية تبلغ من العمر 23 سنة تظهر على التلفزيون الوطني لفضح الاعتداء الجنسي من قبل والدها، بعد تجاهلها من قبل عائلتها والشرطة.

وتواصلت سياروكي مع المخرجة ماني، التي أكدت أنها بدأت بالفعل مشروعًا وثائقيًا جديدًا عن ثلاث نساء في أفغانستان أثناء محاولتهن الحصول على بعض الاستقلالية خلال الأشهر التي أعقبت سيطرة طالبان على الحكم. ومنعت النساء والفتيات من الذهاب إلى الجامعات والمدارس بأوامر من الحركة.

واعتمدت ماني في تصوير الوثائقي على كاميرات مخفية، كما أنها أحياناً ما كانت تطلب من النساء تصوير أنفسهن في مخابئ سرية مع أصدقائهن وأسرهن.

وفي مشهد آخر، يظهر لقاء سري في قبو بلا نوافذ قبالة شارع جانبي في العاصمة كابل. وتجلس أكثر من 12 امرأة في صفوف على مقاعد وأمامهن مكاتب، مما يجعل المكان أشبه بغرفة دراسة مؤقتة بينما يتصاعد البخار من المشروبات في أكواب بلاستيكية.

ولا تعرف هذه النساء بعضهن البعض، لكنهن ينتمين إلى مجموعات مختلفة شاركت في الاحتجاجات عقب استيلاء طالبان على الحكم في أغسطس 2021.

وتصدت امرأة، وهي طبيبة أسنان تُدعى زهرة، لمهمة إطلاع المشاهد على مجريات هذا الاجتماع السري عندما كان تتحدث إلى المجموعة وتستدعي ذكريات ارتداء الكعب العالي واستخدام العطور والذهاب إلى الحديقة مع أصدقائها بينما تغطي الابتسامة وجوه النساء من حولها.

وبعد ذلك، بدأت كاتبة تُدعى فاهيدة حديثها أثناء ذلك الاجتماع السري.

وقالت فاهيدة، التي كانت تتحدث بحماس شديد وسط تمتمة بعض النساء في إشارة إلى موافقتهن على ما تقول: "يجب أن تسجل النساء تاريخهن الخاص. فالنساء لا يتم الاحتفاء بهن بالقدر اللائق حول العالم".

وكانت ماني تعلم تمام العلم أن هناك الكثير من التحديات التي تنطوي عليها صناعة هذا الفيلم وسط مثل هذه المواقف الخاصة الخطيرة.

وقالت المخرجة الأفغانية: "أفهم كيف يمكن التعامل مع الصعوبات لأنني واحدة منهن".

وأشارت إلى أنهن "بطلات، لا ضحايا".

لكن تحقيق التوازن الصحيح بين الحفاظ على سلامة النساء ورواية قصتهن لم يكن سهلاً، وفقا لماني التي قالت إنها كانت تتحدث مع سياروكي ولورانس في وقت متأخر من الليل أثناء إنتاج الفيلم لمناقشة كيفية إحداث هذا التوازن.

وأضافت: "دائما ما كنت أجدهما بجانبي عندما أواجه أي صعوبات أو مشاكل".

ومع خروج ماني والنساء اللاتي شاركن في العمل من أفغانستان، شعر المنتجون بارتياح عند البدء في توزيع وثائقي "الخبز والورد" على نطاق أوسع، وكانت البداية من كان في فرنسا.

وتتحدث سياروكي ولورانس عن تحدي عرض الفيلم على جمهور كبير - وهو ليس بالأمر السهل عندما تكون القصة لقطة من صراع مستمر ومدمّر.

وتقول لورانس، هذه القصة ليس لها نهاية، وغالباً ما تشعر بقمة العجز أثناء التفكير فيما يمكن أن تفعله من أجل هذه القضية. إنه أمر في غاية الصعوبة على السوق أن تستوعبه".

 

####

 

مراجعة « فايربراند» | فشل السيناريو ونجحت الصورة السينمائية

كان (فرنسا) ـ خاص «سينماتوغراف»

كان لملك إنجلترا هنري الثامن ست زوجات - ولكن فيما يتعلق بصانعي الأفلام، فإن الزوجة الثانية، آن بولين، كانت دائمًا عامل الجذب الرئيسي. ومع ذلك، فإن هوس السينما بهذه العائلة كان شديدًا لدرجة أن الزوجة رقم 6 صُنع عنها فيلماً في نهاية المطاف، ربما لأنها نجحت في النجاة من رعب العيش مع هنري، ودفعت المخرج البرازيلي كريم عينوز، لتقديم عمله (Firebrand ـ فايربراند)، بطولة أليسيا فيكاندر في دور كاثرين بار، المرأة التي كانت عالقة مع هنري خلال سنواته الأخيرة التي أصبح فيها الأكبر سناً والأكثر بدانة ومرضاً وجنونًا.

الفيلم الذي عُرض لأول مرة أمس الأحد ضمن المسابقة الرئيسية في مهرجان كان السينمائي الـ 76، مقتبس من رواية إليزابيث فريمانتل، «مناورة الملكة» (ومن الواضح أنه كان عليهم الاستعانة بهذا العنوان)، ويحاول «فايربراند» تقديم كاثرين ليس كممرضة تقية من دروس تاريخ المدرسة الابتدائية، ولكن كمصلح متمرد كافح لإنقاذ إنجلترا من استبداد. يكاد ينجح.

في المشاهد الافتتاحية للفيلم، كان هنري (جود لو) بعيدًا في فرنسا مع جيشه، وتنتهز كاثرين الفرصة للانطلاق إلى غابة لعقد اجتماعات سرية مع آن أسكو (إيرين دوهرتي)، صديقة الطفولة التي تدعو إلى ثورة ضد قانون جديد يحظر الأناجيل باللغة الإنجليزية، ويعيد السلطة إلى الكهنة الذين يقرؤون اللغة اللاتينية.

وبالمقارنة مع صديقتها الراديكالية، يبدو أن كاثرين زوجة خاضعة لسوء المعاملة، حيث قالت لآن: «لقد تغير». «لقد عشت معه أكثر من أي من زوجاته»، وبقدر ما قد تبدو هذا المحادثة الخاصة مثيرةً للشفقة، فإن كاثرين جريئة بما يكفي لإعطاء آن قلادة مرصعة بالجواهر للمساعدة في تمويل حملتها الانتخابية، وأبلغت المجلس الخاص أنها تريد النظر في نشر الأناجيل باللغة الإنجليزية مرة أخرى، كما كانت تحظى باحترام المحكمة ومحبتها من قبل أبناء زوجها المتنوعين، وهي بالتأكيد تقوم بعمل أفضل من أسلافها الخمسة.

بعد ذلك، يعود هنري من فرنسا في وقت أبكر مما كان متوقعًا، وعندها تنهار مكانة كاثرين ويسرق الملك شاشة العرض، إنه بالكاد يعاني من السمنة الكافية للقيام بهذا الدور، لكنه مخيف بشكل مرعب ومضحك باعتباره طاغية قاسيًا مذعورًا بجنون العظمة، يحب أن يُنظر إليه على أنه شخص ينبض بالحياة بينما يستخف بكل من حوله بمرح، مع وجود جرح ملتهب في ساقه يجعله أحيانًا يصرخ من الألم أو الغضب، هو شخصية جذابة لكنها مثيرة للاشمئزاز، وعندما يتأوه على رأس كاثرين في السرير، يكون الأمر أقل إثارة مما يمكن تخيله مع أي مشهد جنسي تظهر فيه أليسيا فيكاندر وجود لو.

لا يمكن لكاثرين أو أي من رجال البلاط الآخرين الهروب من تقلبات مزاجه، ومع انتشار الطاعون في لندن، تنتقل الحاشية الملكية إلى قلعة في الريف، لذلك لا توجد مشاهد جماعية أو أي من النوع الفرعي للأبهة المعتادة، حيث يتم حشر كل الأحداث في عدد قليل من الغرف والممرات المكتظة، مع وجود شخص ما دائمًا للاستماع إلى محادثات تهمس.

وتلعب السياسية دورها، من خلال الأخوين سيمور (إيدي مارسان وسام رايلي، بلحى كبيرة بما يكفي لرسم ملامحهم وتصرفاتهم) هم أصدقاء للملكة، ولكن إلى حد معين فقط. إنهما أعمام ابن الملك لجين سيمور (الزوجة رقم 3)، لذا فهم لا يريدون أن يكون لكاثرين أي تأثير أكبر مما له.

في هذه الأثناء، يبدأ الأسقف غاردينر المتعجرف (سيمون راسل بيل) في حرق الزنادقة - وكاثرين، التي تجرأت وأعلنت عن توجهاتها تجاه الأناجيل، هي التالية في قائمته. ولم لا يسأل هنري. ليس الأمر كما لو أنه لم يتم إعدام أي من زوجاته من قبل. السيناريو الأدبي الذكي للغاية لهنري وجيسيكا أشوورث يجعل العلاقات في «الخلافة» تبدو صحية بالمقارنة مع ما كان واقعاً تاريخياً.

حقق عينوز وفريقه، نجاحاً ملموساً في الصورة السينمائية، حيث ابتعد عن الشكل المألوف في الدراما التاريخيه الحديثة التي تعتمد على توظيفها لأغاني البوب والأزياء التي تعمي بألوانها، وتمكن في أن يذهب إلى الاتجاه المعاكس، وبدا أكثر اقناعاً في تصويره للقرن السادس عشر، من خلال الأقمشة الغنية بالألوان والديكورات الداخلية المضاءة بالشموع.

لكن الغريب في فيلم «فايربراند»، تمسكه بالجانب الأكثر تقليدية، صحيح هو أسس بداية مشاهد كاثرين على أنها ذكية وحازمة وذات تفكير مستقبلي، ولكن بعد تلك الاتصالات الأولية مع صديقتها آن أسكيو، تتوقف عن كل شيء درامياً، وعلى عكس الرجال من حولها، فهي لا تقوم بأي تآمر أو مناورة. في الواقع، هي لا تفعل أي شيء سوى الصلاة، ورعاية الملك وأولاد زوجته، وتأمل أن يكون لديها طفل، ويبدو أن ذلك جعل فيكاندر ضائعة قليلاً، وفشل السيناريو في إثبات أن كاثرين كانت ثورية، وألهمت ابنة زوجها إليزابيث لتكون الملكة التي ستصبح عليها.

باختصار، يمكن القول أنه بقدر ما كان الفيلم مثيرًا للإعجاب بالصورة السينمائية، إلا أنه كان يحتاج إلى تسخين أكثر في السيناريو والتركيز على كاثرين، التي كانت تبدو امرأة ذكية للغاية ولديها رأس على كتفيها، احتفظت به دون أن يمس مثل السابقات من أسلافها.

 

####

 

المخرج الياباني تاكيشي كيتانو يعود إلى «كان السينمائي» بعد 13 عاماً

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

قال المخرج الياباني تاكيشي كيتانو إنه يكره أن يكون "متأثراً"، قبل مغادرته إلى مدينة كان الفرنسية، للمشاركة في مهرجانها السينمائي الذي يُعرض خلاله فيلمه الجديد "كوبي" يوم غد الثلاثاء.

وتدور أحداث هذا الفيلم الضخم، والتاريخي الطابع، في اليابان نهاية القرن السادس عشر، حيث كانت تشهد حينذاك صراعات بين زعماء إقطاعيين مهووسين بفكرة قطع أعناق منافسيهم (أي "كوبي" باللغة اليابانية)، وهو أول فيلم روائي لكيتانو منذ ست سنوات.

وتعتبر المشاركة الأولى للمخرج البالغ 76 عاماً في مهرجان كان، منذ إطلاقه فيلمه "آوتريج"(2010 ). وهو أيضاً مقدّم برامج تلفزيوني ورسام وكاتب وغير ذلك.

ومع أن "كوبي" لم يُدرج ضمن المسابقة الرسمية، كونه مسجلاً في القسم الموازي "كان بروميير"، يُتوقع أن تتجه الأنظار إلى عودة كيتانو السينمائية، وأن يكون فيلمه من أبرز محطات الدورة السادسة والسبعين للمهرجان.

لكنّ المخرج فضّل عدم إيلاء الأمر هذا القدر من الأهمية، وقال: "أسعى منذ مدة طويلة إلى ترك التلفزيون والسينما، لذلك قلت لنفسي إن هذا الفيلم سيكون الأخير لي. ولكن بعد التصوير، كانت ردّة فعل الممثلين وأعضاء الفريق على الفيلم جيدة وكان هذا أفضل شيء بالنسبة لي".

وأضاف "لم أعد أهتم بتحقيق نجاح كبير لأفلامي أو أرباح مالية، لذا فأنا لا أتأثر بأي شيء" في ما يتعلق بمهرجان كان. وأكد أنه لا يشعر "بأي ضغط".

وأظهرت مسيرة كيتانو الإخراجية، اعتباراً من ثمانينيات القرن العشرين، شخصيته العميقة والحساسة المختلفة تماماً عن تلك التي كان معروفاً بها قبل ذلك في اليابان ككوميدي ومقدّم برامج تلفزيونية هزلي باسم فني هو "بيت تاكيشي".

وبدأ بروزه عالمياً من خلال فيلمه "سوناتين" (1993)، وفاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي عام 1997 عن فيلم "هانا-بي"، بعدما حوّل بطريقته الخاصة النوع السينمائي الياباني التقليدي المعروف بأفلام ياكوزا yakuza eiga.

وفي فيلم "زاتويتشي" (2003) الذي يُعدّ أكثر أفلامه نجاحاً على المستوى التجاري حتى الآن، شرع في تجديد أفلام الساموراي، وهو نوع ياباني تقليدي آخر.

أما "كوبي" الذي يمثّل فيه كيتانو أيضاً، فهو فيلمه الثاني الذي يتحدث عن حقبة تاريخية، ويتناول فيه بطريقة شخصية جداً حدثاً محورياً في تاريخ اليابان لا يزال الغموض يكتنفه هو "هونو -جي"، وهو عبارة عن مؤامرة استهدفت "أودا نوبوناغا"، أقوى أمراء الحرب في الأرخبيل، من خلال محاولة اغتياله عام 1582.

ويشكّل "كوبي" الذي خُصصت لإنتاجه موازنة كبيرة، وفقاً للمعايير اليابانية بلغت 1,5 مليار ين (أكثر من عشرة ملايين دولار)، الفيلم الأعلى تكلفة لكيتانو حتى الآن. وبرر ذلك بأنه أراد أن يجرّب "عملاً ذا حجم أكبر"، معترفاً بأنه كان يفضّل لو كانت الموازنة وعدد الممثلين "أكبر بثلاث مرات".

كتب كيتانو ملخصاً لـ"كوبي" قبل 30 عاماً، في بداية مسيرته الإخراجية، لكنّ عملية تنفيذ المشروع عملياً لم تنطلق إلا بعد صدور رواية تحمل العنوان نفسه في اليابان عام 2019.

ولم يكن سهلاً على كيتانو خوض نوع سينمائي برع فيه أعظم المخرجين اليابانيين أكيرا كوروساوا (1910-1998)، من خلال "سِفِن ساموراي" و"كاغيموشا" و"ران"، وخصوصاً أن كيتانو يعتبر نفسه من أشدّ المعجبين به.

وقال كيتانو في هذا الصدد "حاولت ألا أحضر مشاهد المعارك في أفلام كوروساوا، لأتجنب تأثيرها علي". وأضاف "أنا أكره أن أكون متأثراً".

ويتناول كيتانو في "كوبي" المواضيع العزيزة عليه كالولاء والخيانة وقواعد الشرف اليابانية، كما رغب في مقاربة هذه المرحلة المضطربة من تاريخ اليابان من زاوية أكثر قتامة ودموية وحميمية من الإنتاجات اليابانية المعتادة.

وقال المخرج الذي لا يكترث "إطلاقاً" بمكانته كأسطورة سينمائية "أنا أفعل فقط ما يرضيني. لا يهمني حقاً إذا كان المشاهدون سيقولون لأنفسهم، إنه أسلوب تاكيشي".

وأضاف "سأكون سعيداً جداً إذا قوبل العمل الذي صورته بصدى جيد مجدداً، لكن هذا لا يعني أنني سأحاول الإرضاء".

 

####

 

المخرج حكمت البيضاني : السينما العراقية ستتواجد قريباً في «كان السينمائي»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

أكد المنتج والمخرج العراقي حكمت البيضاني أن السينما العراقية ستكون على موعد قريب في مهرجان كان السينمائي الدولي الذي وصفه بأنه المهرجان والمنصة الأهم للانطلاق دولياً.

وعبر رئيس قسم الفنون السينمائية في جامعة بغداد، عن إيمانه بأن الحراك الذي تعيشه السينما العراقية في هذه المرحلة من تاريخها وعبر جيل من المبدعين من مختلف الأجيال يمثلون رهانناً مستقبلياً للسينما العراقية التي تشهد في هذه المرحلة اهتماماً إيجابياً محفزاً.

قال الدكتور حكمت البيضاني: أحرص على التواجد في مهرجان كان منذ سبعة أعوام وعلى التوالي ويأتي هذا الحرص من مساحة الأهمية التي يتمتع بها هذا المهرجان الذي يؤمن جرعة سينمائية عالية المستوى ويتيح لي الفرصة لمشاهدة أحدث النتاجات السينمائية والتيارات الفكرية الإبداعية في مجال صناعة الفن السابع من أنحاء العالم.

استطرد الدكتور البيضاني أن التواجد في مهرجان كان يحقق معادلة التواصل والتحاور مع المبدعين من كل مكان عبر مجموعة من اللقاءات اليومية خلال هذا العرس السينمائي الأهم دوليا.

وقال رئيس قسم الفنون السينمائية في جامعة بغداد، بأنه يشعر بالفخر والاعتزاز للحضور المتميز للسينما العربية عبر مجموعة الأعمال التي تم اختيارها ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي، ومن بينها "بنات ألفة للتونسية كوثر بن هنية، والفيلم الأردني إن شاء الله ولد للمخرج الأردني أمجد رشيد، والفيلم السوداني وداعا جوليا للمخرج محمد كردفاني" وغيرها من الأعمال السينمائية التي ستظل مع مبدعيها خالدة في ذاكرة كان والسينما.

وفي ختام تصريحه أشار المنتج والمخرج العراقي الدكتور حكمت البيضاني إلى أن التحضيرات انطلقت لإقامة الدورة الجديدة لمهرجانه السينمائي "ثلاثة دقائق ثلاثة أيام "والذي ستقام دورته المقبلة في سبتمبر المقبل في العاصمة العراقية.

 

####

 

مستقبل الأفلام السعودية .. ندوة في «كان السينمائي الـ 76»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

أظهرت جلسة حوارية أقامها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ 76 بإشراف هيئة الأفلام، مستقبل صناعة الأفلام المحلية في ظل تمكين المواهب ودعم الجهات ذات العلاقة من خلال التعاون بين الجهات الرائدة في السعودية للنهضة بقطاع صناعة الأفلام في المملكة، حيث شارك في الجلسة التي حملت عنوان: "السعودية وجهة صناعة الأفلام المستقبلية" مدير الفنون المسرحية والأدائية ماجد زهير سمّان، زينب أبو السمح مدير ة (أكاديمية إم بي سي وإم بي سي ستوديو)، شارلين جونز ( فيلم العلا)، وفاطمة البابطين (مديرة تطوير الأعمال في الصندوق الثقافي).

وكشف سمّان خلال الجلسة عن برنامج دعم إثراء للأفلام وما يتطلع إليه من أجل تحفيز صنّاع الأفلام لإبراز مخرجاتهم عالميًا، بما ينسجم مع رؤية إثراء في تطوير صناعة السينما وتوهجها، كما وسلطت الجلسة التي شارك بها جهات عدة من المهتمين في إنتاج وصناعة الأفلام على آلية دعم الصناعات السينمائية والتجارب الجديدة للصنّاع الواعدين ، للوقوف على ما وصلت إليه تلك الصناعة المحلية من نهوض لافت، كما أعلن سمّان عن تمديد فترة التسجيل لـ "مسابقة إثراء للأفلام" حتى مطلع أغسطس 2023 إذ سيتم تمويل الأفلام التي تحقق المعايير المحددة بإشراف لجنة من المختصين والخبراء المحليين والدوليين.

وتخلل الجلسة بحث المتغيرات في قطاع الأفلام إزاء تمكين الصّناع ورفع محتوى جودة المحتوى المرئي؛ لترسيخ نهج صناعة السينما بما يحقق متطلبات السوق المحلي والعمل على تصدير منتجاته للخارج، باعتبارها إرثا سينمائيا قادرا على تشكيل ذاكرة تاريخية تسهم في رفع المشاركات المرئية المستقبلية التي تقود إلى حراك سينمائي يضم العديد من الأعمال الهادفة التي تمر بمراحل عدة منها التمويل والإنتاج ومرحلة ما بعد الإنتاج، وعن ذلك أوضح سمّان أن مركز "إثراء" يقدم الدعم انطلاقًا من دوره المتمثل في دعم المواهب إذ يشكل المشهد السينمائي الحالة قيمة استثنائية فريدة، مبينًا "قدمنا فرصا واعدة أمام المهتمين والموهوبين من المبدعين السينمائيين، فنحن منتجون سينمائيون ولسنا مستهلكين وبحسب ما شهدته المهرجانات التي أقيمت محليًا فإن هناك أفلاما حققت انتعاشة كاسحة ونالت العديد من الجوائز محليًا لتشق طريقها عالميًا"؛ مستعرضًا دور برنامج إثراء للأفلام الذي يدعم الأفلام الطويلة والقصيرة، ويعمل على تمويلها كما يخصص المركز جانبا لدعم الموهوبين من حيث التدريب والتأهيل استعدادًا لمرحلة صناعة الفيلم وما بعده.

وأبان المشاركون في الجلسة أن مستقبل صناعة الأفلام المرتبط بالعوائد المادية بات يشكل استدامة تنموية، وبحسب زينب أبو السمح فإن صناعة الأفلام تتطلب مجتمعا داعما وتدريبا مستمرا وصولاً إلى المسار الصحيح، كما وبحثت الجلسة التحديات التي تواجه صنّاع الأفلام وما تقدمه الجهات الداعمة عبر المبادرات والأنشطة والبرامج، مما يحقق المزيد من التميز للتوجه نحو موقع مميز على خريطة السينما العالمية.

من جانبها، أوضحت فاطمة البابطين بأن للتعاون والشراكات دورا في تحقيق الهدف السينمائي، فالتكاملية ما هي إلا منظومة تخدم قطاع الأفلام؛ سعيًا منها لتقديم حلول شاملة ونتائج واعدة وفاعلة، فيما شاطرتها الرأي شارلين جونز التي أبانت بأن الجلسة تؤكد مبدأ تشاركية الجهود التي ترمي إلى تطوير المواهب المبدعة، ما يرفع من مستوى جذب المهتمين بصناعة الأفلام العالمية محليًا.

تجدر الإشارة إلى برنامج إثراء لدعم الأفلام يتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث يصب البرنامج في خدمة تنويع الاقتصاد، علمًا أنه تم إنتاج أكثر من 20 فيلما، 15 منها حازت على جوائز محلية وإقليمية وعالمية وقد تم عرض منجزات إثراء السينمائية في 17 مهرجانا عالميا، ومما يبدو لافتًا أنه تم عرض 5 منها في موقع نتفلكس.

 

موقع "سينماتوغراف" في

22.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004