ملفات خاصة

 
 
 

منتدى نوت يناقش قضايا الختان والتعليم بمهرجان أسوان لأفلام المرأة

ياسر حماية

أسوان الدولي لأفلام المرأة

الدورة السابعة

   
 
 
 
 
 
 

افتتح منتدى نوت فعاليات اليوم الثاني من الدورة السابعة لمهرجان الثلاثاء أسوان الدولي لأفلام المرأة بندوة عرضت فيلم "عيد ميلاد سارة" بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، وتناقش أحداثه قضية ختان الإناث.

وقالت الدكتورة عزة كامل مدير منتدى نوت ونائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، إن هيئة بلان مصر تهتم دائما بالشراكة مع المجتمع المدني لمناقشة القضايا الاجتماعية المختلفة، وأوضحت أن المنظمة تمثل شريكا مهما في القضايا التي يطرحها منتدى نوت، والتي ترتبط بقضايا المرأة خاصة في محافظات الجنوب

وأشارت إلى أهمية القضية التي يعالجها الفيلم الذي أنتجته هيئة بلان مصر وهو " عيد ميلاد سارة " من إخراج ياسر شفيعي، والذي يناقش قضية ختان الإناث وما تمثله هذه الظاهرة من عنف مجتمعي تجاه الفتيات الصغار وتأثيره السلبي عليهن.

وأشادت د. عزة كامل بالجهود التي تبذل في مواجهة تلك الظاهرة ومنها تخصيص مادتين في قانون العقوبات لتجريم ختان الإناث، كما يوجد برنامج وعي في وزارة التضامن لمكافحة تلك الظاهرة .

واتفقت معها في الرأي إنجي سليمان مديرة الشراكات الاستراتيجية والتأثير المجتمعي قائلة : إننا نحرص على المشاركة في فعاليات المجتمع المدني والشراكة مع منتدى نوت ، وفي هذه الدورة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة قررنا عرض قضية مجتمعية خطيرة بشكل مختلف من خلال فيلم سنعرضه اليوم وفتح النقاش حول الفيلم مع المخرج وفريق العمل

ويدور الفيلم حول الزوجة التي تحاول أن تحمي ابنتها من عملية ختان يصر على إجرائها الزوج بمساعدة أمه وأخيه الطبيب، وتدور الأحداث في إطار اجتماعي بسيط خلال الاحتفال بعيد ميلاد سارة وتضطر والدة سارة للاتصال بخط نجدة الطفل والتبليغ عن الجريمة التي يحاول زوجها ارتكابها في حق ابنتهم بحجة الحفاظ على عفتها، في حين تعتبر الأم هذا الأمر جريمة تؤدي إلى تدمير حياة الطفلة

وتحدث فريق عمل الفيلم عن كواليس الفيلم وسبب اختيار أسرة متوسطة لتدور الحداث في إطارها، والمبررات التي تدفع الأسرة للتفكير في هذه الجريمة ومعاناة الأم  لحماية ابنتها، كما تحدث ياسر شفيعي عن تدريب الطفلة التي قامت بدور سارة على التمثيل، والعمل على تقديم أبعاد ومعالجة درامية متنوعة للشخصيات حتى تصل الفكرة ويؤدي الفيلم رسالته.

كما ناقش منتدى نوت قضية التعليم في الأرياف والمناطق النائية من خلال فيلم " شامية " من إخراج محمد هشام ، الذي أنتجته هيئة بلان مصر بالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي ، ليعرض الفيلم مبادرة فتيات في أدوار قيادية، ويؤكد على اهمية استكمال تعليم الفتيات.

وقالت عبير صلاح الدين مسؤولة التوثيق والإعلام في وزارة التضامن الاجتماعي،  إنه تم انتاج هذا الفيلم بمناسبة برنامج اليوم العالمي للفتاة 2022 ، واشترك في هذا البرنامج حوالي 20 فتاة ، وشعرنا أن شخصية شامية جاذبة بطريقة كلامها والقصة التي خلفها، والفيلم أشبه بومضة عن حياة هذه الفتاة ، وأردنا توثيق هذه الشخية كنموذج في فيلم قصير.

 

####

 

النجمة الإسبانية كوكا سكريبانو بمهرجان أسوان: تجربتي في مصر مذهلة

ياسر حماية

نظم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ندوة لتكريم النجمة الإسبانية كوكا سكريبانو، وأدار الندوة المخرج المغربي الكبير أحمد بولان، الذي قدم كوكا باعتبارها من النجوم المتميزة في إسبانيا وأمريكا اللاتينية.

وقال بولان: عملت مع كوكا في فيلم من إنتاج مغربي إسباني تعرفت عليها في الفيلم الذي أخرجته، ورحبت جدا بالحضور في مهرجان أسوان.

وقالت كوكا سكريبانو : هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها إلى مصر، هذا البلد المدهش كما يقول الكثيرون وكما رأيت بنفسي في زياتي الأولى، وكانت فرصة رائعة أن أحضر الى مصر وأزور أبو سمبل اليوم.

وتابعت: "ولدت في إشبيلية فأنا أندلسية ، بدأت العمل مع مخرجة نسائية، هذا مهم بالنسبة لهذا المهرجان، وأنا سعيدة  لحضوري هذا المهرجان المهم". 

وأشارت إلى أنها درست المسرح في أشبيليه، وهي تعشق المسرح وحين لا تكون مشغولة في فيلم تعمل في المسرح

وقال أحمد بولان إن كوكا تقدم أدوار البطولة الأولى في السينما ، فقد عملت مع أنطوينو باندرياس كمخرج ، وعملت في أمريكا اللاتينية وشاركت في مسلسل ملكة الجنوب في كولومبيا والذي أذيع على نتفليكس، كما أنها عملت في المكسيك وكوستاريكا والأرجنتين ، فهي مشهورة جدا في أمريكا اللاتينية ، وأصبحت منتجة مسرحية ، أنتجت مسرحية لها وكانت مشغولة فيها جدا واضطرت لتأجيل العمل فيها لحضور المهرجان.

وقالت إنه من المهم جدا أن يكون هناك مهرجان للمرأة لتصبح عضوا مهما في المجتمع، وأكدت أن السينما مدرسة مهمة للجميع لتطوير عقليتنا.

وعن الحضارة الإسبانية وتأثيراتها العربية على الحياة في إسبانيا الحديثة تري كوكا أنها موجودة في الكثير من التفاصيل الموجودة حولنا فهناك قواسم مشتركة كثيرة أولها في اللغة ، هناك مئات الكلمات الأسبانية من أصل عربي مثل السكر والأرز والقنطرة والمائدة  وغيرها من الكلمات

فرحتي بمهرجان أسوان كبير

وأشارت إلي أن فرحتها بهذا المهرجان كبيرة لأنها لأول مرة ترى مهرجانا بهذا الحجم يكرس كل فعالياته للمرأة في السينما ، كما أنه يدعم النساء وقضاياها ، ويدعمهن أيضا في السينما، ورأيت الكثير من المخرجين الشباب الذين يبدأون طريقهم وأرى أن هذا من ضمن فعاليات المهرجان ليساعد على خروج أجيال جديدة من المخرجين وصناع السينما.

وأكدت أن المهرجان  تكمن أهميته أيضا في وجوده في مدينة مثل أسوان وهي مدينة عريقة تحمل الكثير من عبق الحضارة وآثار الماضي .. وقالت إنها  سعدت جدا بالتعرف على حضارة الفراعنة وزيارة آثارهم في أبو سمبل ومعبد فيلة وغيرها من الأماكن المذهلة

وقالت إن تجربتها في مصر مذهلة، وقالت غنها كانت سعيدة جدا انها ستأتي إلى مصر، وتتمنى أن تزورها مرة أخرى.

وحرص علي حضور الندوة مجموعة من الشباب الذين فازوا بمسابقة عن التمثيل في مكتبة الأسكندرية، وهم شباب في المرحلة الثانوية وطلبوا نصائح ليستفيدوا منها في طريقهم بصناعة السينما، وبالفعل قدمت لهم النصيحة بالالتزام والصبر والعمل بجهد كبير وعدم اليأس مهما قابلهم من صعوبات، وشددت علي أننا نحتاج إلى كتاب ومخرجين أكثر يتحدثون عن المرأة ويكتبون عنها ويخرجون أفلاما عن قضاياها وهذا أمر مهم جدا لصناعة السينما ولدعم قضايا المرأة . وقالت إنهم في أسبانيا فرصهم قليلة جدا كممثلات ، فهناك ممثلون يقدمون خمسة أفلام في العام في حين أن الممثلات السيدات يقدمن  فيلما واحدا فقط في العام.

 

####

 

سفير الاتحاد الأوربي: السينما هي قوة مصر الناعمة

ياسر حماية

اختتم برنامج ورش مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، فعالياته اليوم، بعرض الأفلام التي قدمتها الورش هذا العام وعددها ١١ فيلما، وبدأ الختام باستعراض غنائي لفرقة مسرح حكاوي وغناوي.

وقال المخرج سيد عبد الخالق مدير برنامج الورش في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، نتذكر كل الفريق الذي بدأ معنا مشوار الورش، والمجهود الكبير الذي قدموه حتى تخرج أفلام ورش مهرجان أسوان للنور وتعبر عن قضايا الشباب والمجتمع بشكل عام.

وأضافت مي أبو السعود ممثلة مؤسسة دروسوس: بدأنا العمل في مصر منذ ٢٠٠٨  وقدمنا أكثر من ١٣٠ مشروعا تنمويا، فهدفنا مساعدة الشباب ، وحدث ذلك من خلال صناعة الأفلام لأنها صناعة جاذبة جدا للشباب وغيرهم، وبها أكثر من وظيفة إخراج وتأليف وسيناريو بالإضافة إلى دورها الاجتماعي ، وتعكس حضارتنا وتاريخنا وأحلامنا في المستقبل وأدعو الجهات الداعمة للوقوف مع مهرجان أسوان لانه يقدم رسالة مهمة جدا ويقدم قيمة مهمة للمجتمع والفن

وقالت إنجي سليمان ممثلة مؤسسة بلان مصر : يسعدنا أن  نكون شركاء لمهرجان أسوان ، مهتمين بدور الإعلام والسينما في تشكيل العقول نعمل على استخدام الفن من أجل التنمية ، ونحفز الشباب على تحقيق ما يتمنون ، فهذه الورش من أهم الفعاليات ، والشباب عبروا عن سعادتهم وحماسهم للمشاركة في الورش، وهذا الحماس نقطة انطلاق ليقدموا افلاما جميلة ومعبرة عن مجتمعهم

وقال كريستيان برجر رئيس بعثة الاتحاد الأوربي في مصر وأهم الشركاء الداعمين لورش صناعة الأفلام في مهرجان أسوان، إنه يتوجه بالشكر لإدارة المهرجان  على المجهود الكبير الذي يقومون به مشيرا إلى أن السينما هي القوى الناعمة في مصر  القادرة على التغيير في المجتمع بالإضافة إلى دعم قضايا المرأة ، ومناقشة قضية التغير المناخي في هذه الدورة ، وتمنى التوفيق والتقدم لشباب الورش باعتبارهم صناع أفلام المستقبل.

وقالت مها حمدي المشرفة على الورشة التجريبية ، رأيت الشباب المشاركين في الورش سنة عن سنة يتطورون، شباب أسوان عندهم أفكار كثيرة وجميل أننا نساعدهم ليقدموا أفكارهم عبر صناعة الأفلام ، وأشارت إلى أن ورش مهرجان أسوان أخرجت هذا العام  ١١ فيلما . وقدمت الشكر للداعمين الذين لولا وجودهم لم يكن الشباب استطاعوا أن يحققوا أحلامهم

وقالت د. عزة كامل، نائب رئيس مجلس الأمناء بالمهرجان: شكرا لأهل أسوان من شباب وبنات ونساء أسوان ، شكرا السفيرة ميرفت التلاوي التي تدعم المهرجان. وقالت : نحن أولاد فاطمة رشدي وماري كويني وآسيا داغر ، ستظل مصر صاحبة تاريخ طويل في صناعة السينما. لتظل الصناعة قائمة بحب وشغف لأنها هي القادرة على التأثير والتغيير.

وتم عرض أفلام الورش وهي أفلام ده كان ،وفيلم سياحي، وجابر وبديعة (وثائقي)، وتلات واربع، ووردة ، وفات الميعاد، ونظرة، وست اخوات (وثائقي)، ولما ينام النيل، وحلمي البعيد، والوتد (وثائقي)، وقام بتنفيذ الأفلام فريق عمل المهرجان في إطار مشروع سينما أسوان.

 

####

 

نجلاء بدر وسوزان نجم الدين ومادلين طبر على السجادة الحمراء لفيلم «كاملة»

محمد طه

عرض اليوم فيلم "كاملة" بطولة الفنانة إنجي المقدم ضمن فعاليات اليوم الثالث من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة بدورته السابعة.

وتواجد على السجادة الحمراء الخاصة بالفيلم كلاً من نجلاء بدر ومادلين طبر وسوزان نجم الدين وأميرة فتحي.

وتدور أحداث فيلم "كاملة" حول طبيبة نفسية تدعى "كاملة"، تعاني من نظرة المجتمع لها، نظراً لعدم زواجها بعد تجاوزها سن الأربعين، حيث تتشابه ظروفها مع مريضة لديها تدعى "أسماء"، التي تعاني من نظرة المجتمع لها بسبب ظروف معينة، لتتوالى الأحداث بينهما.

الفيلم من بطولة إنجي المقدم ومي الغيطي وفراس سعيد ولطفي لبيب وسلوى عثمان، ومن تأليف محمد عبد القادر.

وتغيبت كل من الفنانة إنجي المقدم ومي الغيطي عن حضور عرض الفيلم.

 

####

 

نسمة يوسف إدريس:

خالد يوسف اختار «سره الباتع» من عشرين سنة

ياسر حماية

عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول المرأة في سينما يوسف إدريس، أدارتها المخرجة ماجي مرجان المستشار الفني للمهرجان، وشارك فيها المخرج الكبير مجدي أحمد علي والكاتبة نسمة يوسف إدريس أستاذ المسرح في الجامعة الأمريكية ، والكاتب والقاص أحمد أبو خنيجر.

وقالت ماجي مرجان إن الأفلام التي نقلت أدب يوسف إدريس بعضها علامات مهمة في السينما ولكن كيف كانت صورة المرأة في أعماله وكيف عكستها السينما ، ومنها أفلام الحرام من إخراج هنري بركات ، ولا وقت للحب إخراج صلاح أبو سيف، والنداهة من إخراج حسين كمال ، و قاع المدينة إخراج حسام الدين مصطفى

وفي البداية قالت نسمة يوسف إدريس ، إنه كان يحب أن تصل أعماله للسينما لكنه كان يتدخل في السيناريو ، يرى ان المخرجين يجدون صعوبة في توصيل إحساسه عبر السينما، وأوضحت أن علاقته بالمرأة كانت ملتبسة حتى أنجبها، فكان لديه ولدان قبلها لكنه كان مصرا على إنجاب بنت، وبدأ ينظر للمرأة نظرة مختلفة تماما، وأصبحت وأكثر عمقا وهي ظاهرة كثيرا في أعماله، وإحساسه بالمرأة كان عاليا جدا، ففيلم الحرام عرض في أمريكا في السبعينيات، والسيدات خرجن من السينما يبكين ، والنداهة أيضا الذي وصف المرأة القادمة من الريف وتسعى للتطور والتحرر ، وتحرر الأمر في فيلم على ورق سولفان وناقش علاقة الرجل بالمرأة ، وكيف تحترم المرأة زوجها وتغيرت وجهة نظرها فيه بعدما شاهدته في مجال عمله وشددت علي أنه أقرب  الأفلام لقلبها ، فالفيلم ناقش مدى القرب والألفة بين الزوج والزوجة وما يؤدي إليه من غياب الشغف.

وقالت نسمة : ربما كانت علاقته بوالدتي هي الأكثر تأثيرا في حياته وليس فقط في أدبه ، فقد كانت أمي تعامله كطفل ، وكانت ترعاه  وكان يقول دائما لولاها لما عشت أصلا وليس فقط لما كتبت .

وقال المخرج مجدي أحمد علي:  إن يوسف إدريس ممن بنوا شخصيتي ، ففي شبابنا كان مهما جدا أن نقرأ نجيب محفوظ ويوسف إدريس، بدأت بيوسف إدريس ، حتى أنني أصبحت أقرأ محفوظ بعين يوسف إدريس،  لم تكن القصة القصيرة مشهورة في وقتها، إصرار نجيب محفوظ على كتابة الحوار بالفصحى كان أمرا معقدا جدا، المعلم في المقهى ورئيس مجلس الادارة يتحدثان بلغة واحدة ، لكن يوسف إدريس خرج من هذا المأزق ، أتذكر ان إبراهيم أصلان قال إن الحوار لا يعبر عن الشخصية بل إنه هو الشخصية.

وأضاف مجدي أحمد علي أنهم حتى اليوم يعتبرون أن القصة القصيرة رواية مختصرة التعبير عن لمحة زمنية أو نفسية فهذا ما رسخه يوسف إدريس في صفحة واحدة ، فيها براعة الاستهلال وفيها الدراما وفيها الحوار وفيها كل شئ بنسب متفاوتة ، القصة القصيرة اذا حاولت ان تعمل بها فيلم طويل تفقد معناها

وأضاف مجدي: القصة عند يوسف إدريس عبقرية ويستحق في رأيي جائزة أكبر حتى من نوبل ، فقد علمنا عبقرية الاختصار ، وتجسيد مشاعر الشخصية بأقل الكلمات وتجسيدها بالانفعال، نادرا عندما يعبر بالحوار ففي فيلم النداهة أري أن المشهد الافتتاحي مذهل -مات حامد ، بالضبط مات - بعد ذلك تعرف أنه اكتشف خيانة زوجته، وأري أن ما قدم من أفلام يوسف إدريس أقل بكثير من أعمال يوسف إدريس، وأتذكر في إحدى المسرحيات كنت حاضرا وانزعج جدا من العرض، وأوقفه وتعارك مع المخرج رغم أنه كان مخرجا كبيرا.

واستكمل مجدي الحديث قائلًا: إن إدريس في النداهة عبر عن قدرة المدينة على سحب أرواح الناس حين عملت خادمة أصبحت تذهب الى الجامعة وأصبحت افضل هذا عكس ما أراد ان يقوله ، أنت تكتب ولكن من الذي ينقل أفكارك الى الشاشة ، معظم الناس لم تقرأ نجيب محفوظ ولكن تتذكر الأفلام المأخوذة عن رواياته فمثلا قصة لي لى في غاية الجمال لكن اللقطة الأخيرة هي المركزية ، حين يترك الشيخ الناس سجودا ويستسلم للغواية، وللأسف في السينما أحيانا المخرج والسيناريست يكونون ليسوا على قدر الكتابة ، هيكل ومحفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس هم من المظلومين في عالم الدراما.

وقال الكاتب الروائي والقاص أحمد أبو خنيجر  إن القضية تكمن في من يتصدى للعمل ، وخاصة كاتب السيناريو أو من يحولها لمسرح، وأري أنتي وسف إدريس كاتب مركب يعمل على القصة القصيرة والتفاصيل فيها محدودة ومركزة ، فهو يعمل على المفاهيم ، مفهوم الحرام ما هو ، هل الحرام أن البطلة ذهبت لتأخذ بطاطا من حقل شخص آخر دون إذن، أم أن الحرام هو مرض زوجها أم أنها وقعت في الخطيئة أم انها قتلت ابنها أم الظروف الصعبة التي نشأت بها وعاشتها

وأضاف: النداهة وحادثة شرف قصص قصيرة ، كيف يناقشها، حسام الدين مصطفى يحول القصة إلى أكشن، كيف تحول قصة قصيرة الى فيلم روائي طويل ، و أشار أبو خنيجر  إلى أن التعامل مع الأفكار نفسها يتطلب مسافة بين الكاتب وكتاباته ، بيت من لحم في السبعينيات ، كيف يتم تناوله اليوم.

وقالت د. عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان : النقطة المهمة في أعمال يوسف إدريس أنه كان الأكثر قدرة على رسم الأجواء الاجتماعية، فكان يقدم لنا العوالم المصرية بطريقة تجعلنا نتخيلها سينمائيا. كيف للضعيف أن يجلد الضعيف . كيف تكون ناس ضحية للجهل والمرض ، هو كان كاريزما كبيرة جدا وكان حريصا على التاكد من أن رؤيته ستقدم بشكل ملائم فمن حق المخرج أن تكون له رؤية ، ولكن  بما  لا يجور على النص الأصلي أو محتوى القصة.

وقالت الفنانة سلوى محمد علي : القصة الجيدة لا تصنع فيلما جيدا ، القصة الرديئة قد تصنع فيلما جيدا . لفت نظرنا إلى جوانب كثيرة فيما رأيناه في على ورق سوليفان . العلاقة الزوجية حين تفقد الشغف، وأشارت إلى الأعمال المهمة التي قدمت عن ادب يوسف إدريس وقدرة المخرجين على تقديمها بالشكل الملائم.

وأضافت سلوى  إنه كان يتحدث دائما عن قصص الحب ، طريقته في تناول قصص الحب ، قصة الحب صاحبتها ليست موجودة ، الحب عنده مختلف ، التعبير عن الحب ، لا وقت للحب ، كان طريقة متفردة ،  حين اعترفا بالحب كانا يتحدثان عن الديناميت ، دائما كانت لديه طريقة مميزة في الافصاح عن الحب.

وأشارت إلى انه كان من أوائل الكتاب الذين نقلوا التجربة البريشتية في المسرح في الفرافير ، الاطار التسجيلي ، وحتى اليوم مازالت تلك المسرحية علامة في المسرح.

وأشار مجدي أحمد علي إلي أن خلود الشخصية أعطى مساحة لإعادة الرؤية ، وهذا يستلزم بالضرورة وجود قامات كبرى قادرة على استيعاب هذا الأمر وتحويل الكتابة الى عمل فني ملائم فماركيز مثلا اضطر للعمل  في السيناريو ، وأغلب كتاب الرواية كانوا يكتبون بلغة السينما ، تقنيات السينما دخلت في الكتابة.
ويري مجدي أحمد علي  أن المرأة هي البطلة معظم الوقت . النداهة ، الحرام ، بيت من لحم ، قاع المدينة كان يحترم المرأة جدا ويمركزها في أعماله ، فالمرأة هي محور الحدث ، وهو شعر انه لا غنى في أي حياة في مجتمعاتنا عن المرأة . رأيي أنه سيكون سعيدا جدا لو وجد ناس على مستوى كتابته ، فطريقة ماجدة في تقديم النداهة سيئة جدا علي مستوي اللبس والطريقة والاختيار، ويوسف إدريس ونجيب محفوظ ويحيى حقي تحدثوا عن ناس يعرفونهم لكن معظم المخرجين لم يعرفوا هذه الشخصيات على الحقيقة
وعن التوقعات حول التناول الجديد لأعماله خاصة مسلسل " سره الباتع"  الذي حصل علي حقوق تقديمه المخرج خالد يوسف من قصة ليوسف إدريس ، قالت نسمة إن خالد يوسف مهووس بهذه القصة منذ عشرين سنة واشتراها منا 3 مرات ، عاد بهذه القصة للعمل وهو متحمس لها جدا وانا ممتنة لأي انتشار لأعمال يوسف إدريس ، وأتمنى أن يكون العمل جيدا
.

 

####

 

مهرجان أسوان يناقش صورة المرأة في السينما العربية

ياسر حماية

عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ندوة بعنوان «صورة المرأة في السينما العربية».

وقام بإدارة الندوة السيناريست محمد عبد الخالق بحضور الدكتورة عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان والناقدة والكاتبة الصحفية انتصار دردير وعبد اللطيف العصادي مؤسس ومدير المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا والناقد روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي

وقال السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان: الكتاب بدأت فكرته منذ ٤ أعوام وهناك أمور نختلف ونعترض عليها فهل تم تقديم المرأة بصورة حقيقية أم مزيفة في السينما واليوم نعرض تقرير صورة المرأة في السينما العربية بمشاركة أكثر من ١٥ ناقدا وناقدة من مصر والوطن العربي، وحرصنا علي أن يكون من يكتب التقرير  من نفس الدولة حتي تكون الصورة موضوعية وبعيدة عن أي أغراض.

وقالت الدكتورة عزة كامل: الفكرة ولدت منذ أربع أعوام لأننا نهتم بصورة المرأة في السينما وبدأ الأمر بالسينما المصرية وامتد بعد ذلك للسينما العربية وفي البداية وجدنا صعوبة في الحصول علي مصادر للمعلومات تعكس الصراع الذي تتعرض له المرأة في السينما ونجحنا في ذلك وخرجت التقارير بأفضل صورة وللعام الرابع نهتم بإصدار التقرير،  فقضايا المرأة واحدة ومازالت صورة المرأة في السينما ليست بأفضل حال .

وأكدت الكاتبة الصحفية والناقدة انتصار دردير محررة تقرير صورة المرأة في السينما العربية، يجب أن اشكر مهرجان أسوان وادارته علي تقرير صورة المرأة في السينما العربية، وقد خاض المهرجان رحله مدتها ٤ سنوات عبر ١٧ دولة عربية لتوثيق صورة المرأة في السينما خاصة أن هناك بعض الدول ظروفها السياسية والاقتصادية أثرت علي السينما مثل اليمن وأدخلنا افلام المنصات التي لم تعرض سينمائيا وافلام قصيرة من كل دولة، وكل ناقد يكتب عن بلاده لذلك هناك عنصر الموضوعية والمصداقية في ما يقدم ، وأشارت إلى أن هذا هو الإصدار الثالث لصورة المرأة في السينما العربية، ولكن هناك أحداثا جديدة وقضايا جديدة ، هناك رصد لأفلام جديدة وقضايا مهمة تناولتها تلك الأفلام.

وأضافت: أحيانا تكون التقارير بها قصور ولذلك نتواصل مع نقاد كل دولة لمعالجة هذا القصور في كل دولة علي حدة وبشكل عام يجمع التقرير علي أن هناك تجاهل للمرأة وقضاياها والتعامل مع همومها بشكل هامشي أو تجاري ونجحنا في إلقاء حجر في الماء الراكد لنبرز صورة المرأة في السينما كل عام وهذا هو العام الرابع الذي نقدم فيه تقرير صورة المرأة.

وقدم عبد اللطيف العصادي مدير مهرجان سلا لأفلام المرأة بالمغرب الشكر لأهل اسوان قائلًا: أوجه شكر وتحية مدينة سلا خاصة واننا نشبههم في الطباع فهم أهل كرم واحترام وأشكر إدارة المهرجان علي استقبالها لنا وحرص علي الحضور معنا عمدة مدينة سلا .

وأشار إلى أن التقرير يبرز صورة المرأة في السينما العربية رغم قلة الأعمال التي تناقش قضايا المرأة وهمومها فمن بين كل ٢٠ فيلما تجد واحد أو اثنين فقط يهتم بها وتقرير صورة المرأة له فائدة كبيرة لأنه يوضح الخلل، فالمرأة يجب أن تعبر عن ذاتها وهمومها من خلال الافلام ، وأكد أن الثقافة والفن من الجسور الأساسية لتقريب وجهات النظر بين الشعوب وزرع بذور التواصل والنقاش، فالدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع ينعكس على صورتها في السينما، وهذه الصورة انعكست داخل الفنون

وقال العصادي : يجب ان نأخذ في الاعتبار وجود منافس قوي هم الأفارقة ، لديهم تطور كبير في صناعة السينما، الافريقيات اصبحن يكتسحن الوثائقي بصفة خاصة، ويجب النظر للمرأة في الوطن العربي لأنها قيمة كبيرة يجب دعمها ومساندتها ، وقدم التحية للقائمين على المهرجان لدعم الشابات في أسوان، وأوجه رسالة لهؤلاء الشابات: عليكن الاهتمام بالسينما والانتاج السينمائي والتعبير عن الافكار بداخلكن من خلال صورة يمكن أن تعبر عما بداخلكن

وقال محمد عبد الخالق، من الأفلام القصيرة التي أنتجتها ورش المهرجان فيلم عن قبيلة العبابدة أخرجته فتاة من أسوان، وجدت فيه معلومات جديدة ، ولقى نجاحا كبيرا، وفيلم عن أهلها قدمته ونجحت في أن تنقل وطنها الصغير الى وطنها الكبير. فمعرفتنا محدودة عن الجنوب، فقد استطاعت الشابات المشاركات في الورش أن يقدمن أفلاما قصيرة ينقلن بها عوالم كبيرة

وأشار إلى المبادرة التي قدمها مهرجان سلا لأفلام المرأة المبادرة وحركت المياه الراكدة،  وتتمثل هذه المبادرة في ترجمة التقرير لأكثر من لغة، فقد قام مهرجان سلا بترجمته إلى الفرنسية ، ما لفت انتباهنا الى اهمية نقل التقرير لمساحة اوسع من العربية الى العالمية ، وحين سمع الصديق العزيز روش عبد الفتاح  مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي بالتقرير قال إنه يمكن أن يفعل ذلك أيضا وبالفعل استطاع ترجمته الى الهولندية

وقال روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي ، إن نظرة الغرب للعالم العربي وكيف  يتم التعامل مع العالم الثالث بالنظرة الاستعمارية التي تم تشكيلها خلال آخر 100 سنة ، فأغلبية الصورة تكون عن اضطهاد المرأة أو التشدد الديني او الفقر، فهذه مواضيع يريدون التركيز عليها، وللأسف كثير من الأفلام انتاج مشترك أو التي تحصل علي دعم أوربي تضع المواضيع التي يريدون انتاجها كأولوية، لأنهم يريدون من خلالها تثبيت صورة ذهنية معينة ، الصورة الموجودة عن المرأة العربية او المرأة في العالم الاسلامي، ومن يقدم صورة مختلفة يرفضونه، هذا ما أتمنى أن يتغير في المستقبل ، نتمنى ان تكون الافلام بدون تدخل خارجي ، تأتي كمشاركة في الانتاج او دعم من جهة ، الدعم المادي يجلب معه تغييرات أثناء تصوير الفيلم ، ويمكننا أن نتساءل : ما هي الافلام العربية التي تعرض في كان ، كفر ناحوم مثلا فيلم رائع لكن الصورة التي يقدمها عن المجتمع اللبناني هي الصورة التي يريدون تصديرها ، الفقر الاضطهاد ، الصورة النمطية الموجودة عن الدول العربية سلبية سواء عن لبنان او مصر او المغرب او غيرها ، المرأة بلا حقوق ومضطهدة ومقهورة ، فصورة المرأة العربية فيها شئ خاطئ ، ونريد تغيير هذه الصورة

وقال محمد عبد الخالق : من ضمن عوامل اختيارنا لأسوان لتكون مقرا لمهرجان أفلام المرأة قوة شخصية المرأة في أسوان ، لا تتشابه بالنمط المجتمعي لباقي محافظات الصعيد وكذلك في المدن لا توجد تلك الشخصية القوية الموجودة لدى المرأة في أسوان إلا فيما ندر والكتاب الذي صدر في أسوان ثم في سلا وروتردام ، هدفنا ان نعمل بكل قوتنا وطاقتنا لتقديم الصورة الكاملة لشكل المرأة في السينما العربية، وأشكر الجهة التي أنقذت هذا التقرير العامين الماضيين ، لأننا كنا نصنعه بإمكانيات محدودة زاد على ذلك الأزمة الاقتصادية. لذلك أشكر هيئة بلان انترناشيونال ايجبت على دعمهم لخروج هذا التقرير إلى النور ليصبح في المكتبات.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

08.03.2023

 
 
 
 
 

خلال ندوة بمهرجان أسوان: 

المرأة  كانت بطلة في أعمال يوسف إدريس والسينما ظلمتها

أسوان  ـ «سينماتوغراف»

عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول المرأة في سينما يوسف إدريس، أدارتها المخرجة ماجي مرجان المستشار الفني للمهرجان، وشارك فيها المخرج الكبير مجدي أحمد علي، والكاتبة نسمة يوسف إدريس أستاذ المسرح في الجامعة الأمريكية، والكاتب والقاص أحمد أبو خنيجر .

وقالت ماجي مرجان إن الأفلام التي نقلت أدب يوسف إدريس بعضها علامات مهمة في السينما ولكن كيف كانت صورة المرأة في أعماله وكيف عكستها السينما، ومنها أفلام الحرام من إخراج هنري بركات، ولا وقت للحب إخراج صلاح أبو سيف، والنداهة من إخراج حسين كمال، و قاع المدينة إخراج حسام الدين مصطفى.

وفي البداية قالت نسمة يوسف إدريس، إنه كان يحب أن تصل أعماله للسينما لكنه كان يتدخل في السيناريو، يرى أن المخرجين يجدون صعوبة في توصيل إحساسه عبر السينما، وأوضحت أن علاقته بالمرأة كانت ملتبسة حتى أنجبها، فكان لديه ولدان قبلها لكنه كان مصراً على إنجاب بنت، وبدأ ينظر للمرأة نظرة مختلفة تماماً، وأصبحت وأكثر عمقاً وهي ظاهرة كثيراً في أعماله، وإحساسه بالمرأة كان عاليا جداً، ففيلم الحرام عرض في أمريكا في السبعينيات، والسيدات خرجن من السينما يبكين، والنداهة أيضاً الذي وصف المرأة القادمة من الريف وتسعى للتطور والتحرر، وتحرر الأمر في فيلم على ورق سولفان وناقش علاقة الرجل بالمرأة، وكيف تحترم المرأة زوجها وتغيرت وجهة نظرها فيه بعدما شاهدته في مجال عمله وشددت علي أنه أقرب  الأفلام لقلبها، فالفيلم ناقش مدى القرب والألفة بين الزوج والزوجة وما يؤدي إليه من غياب الشغف .

وقالت نسمة : ربما كانت علاقته بوالدتي هي الأكثر تأثيراً في حياته وليس فقط في أدبه، فقد كانت أمي تعامله كطفل، وكانت ترعاه  وكان يقول دائماً لولاها لما عشت أصلا وليس فقط لما كتبت .

وقال المخرج مجدي أحمد علي:  إن يوسف إدريس ممن بنوا شخصيتي، ففي شبابنا كان مهما جداً أن نقرأ نجيب محفوظ ويوسف إدريس، بدأت بيوسف إدريس، حتى أنني أصبحت أقرأ محفوظ بعين يوسف إدريس،  لم تكن القصة القصيرة مشهورة في وقتها، إصرار نجيب محفوظ على كتابة الحوار بالفصحى كان أمرا معقدا جداً، المعلم في المقهى ورئيس مجلس الادارة يتحدثان بلغة واحدة، لكن يوسف إدريس خرج من هذا المأزق، أتذكر ان إبراهيم أصلان قال إن الحوار لا يعبر عن الشخصية بل إنه هو الشخصية .

وأضاف مجدي أحمد علي أنهم حتى اليوم يعتبرون أن القصة القصيرة رواية مختصرة التعبير عن لمحة زمنية أو نفسية فهذا ما رسخه يوسف إدريس في صفحة واحدة، فيها براعة الاستهلال وفيها الدراما وفيها الحوار وفيها كل شئ بنسب متفاوتة، القصة القصيرة اذا حاولت ان تعمل بها فيلم طويل تفقد معناها .

وأضاف مجدي: القصة عند يوسف إدريس عبقرية ويستحق في رأيي جائزة أكبر حتى من نوبل ، فقد علمنا عبقرية الاختصار، وتجسيد مشاعر الشخصية بأقل الكلمات وتجسيدها بالانفعال، نادراً عندما يعبر بالحوار ففي فيلم النداهة أري أن المشهد الافتتاحي مذهل -مات حامد ، بالضبط مات – بعد ذلك تعرف أنه اكتشف خيانة زوجته، وأري أن ما قدم من أفلام يوسف إدريس أقل بكثير من أعمال يوسف إدريس، وأتذكر في إحدى المسرحيات كنت حاضرا وانزعج جدا من العرض، وأوقفه وتعارك مع المخرج رغم أنه كان مخرجا كبيرا.

واستكمل مجدي الحديث قائلًا: إن إدريس في النداهة عبر عن قدرة المدينة على سحب أرواح الناس حين عملت خادمة أصبحت تذهب الى الجامعة وأصبحت افضل هذا عكس ما أراد ان يقوله، أنت تكتب ولكن من الذي ينقل أفكارك الى الشاشة ، معظم الناس لم تقرأ نجيب محفوظ ولكن تتذكر الأفلام المأخوذة عن رواياته فمثلا قصة لي لى في غاية الجمال لكن اللقطة الأخيرة هي المركزية، حين يترك الشيخ الناس سجودا ويستسلم للغواية، وللأسف في السينما أحيانا المخرج والسيناريست يكونون ليسوا على قدر الكتابة ، هيكل ومحفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس هم من المظلومين في عالم الدراما .

وقال الكاتب الروائي والقاص أحمد أبو خنيجر إن القضية تكمن في من يتصدى للعمل، وخاصة كاتب السيناريو أو من يحولها لمسرح، وأري أنتي وسف إدريس كاتب مركب يعمل على القصة القصيرة والتفاصيل فيها محدودة ومركزة ، فهو يعمل على المفاهيم، مفهوم الحرام ما هو ، هل الحرام أن البطلة ذهبت لتأخذ بطاطا من حقل شخص آخر دون إذن، أم أن الحرام هو مرض زوجها أم أنها وقعت في الخطيئة أم انها قتلت ابنها أم الظروف الصعبة التي نشأت بها وعاشتها.

وأضاف: النداهة وحادثة شرف قصص قصيرة، كيف يناقشها، حسام الدين مصطفى يحول القصة إلى أكشن، كيف تحول قصة قصيرة الى فيلم روائي طويل، و أشار أبو خنيجر  إلى أن التعامل مع الأفكار نفسها يتطلب مسافة بين الكاتب وكتاباته ، بيت من لحم في السبعينيات ، كيف يتم تناوله اليوم .

وقالت د. عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان : النقطة المهمة في أعمال يوسف إدريس أنه كان الأكثر قدرة على رسم الأجواء الاجتماعية، فكان يقدم لنا العوالم المصرية بطريقة تجعلنا نتخيلها سينمائيا. كيف للضعيف أن يجلد الضعيف . كيف تكون ناس ضحية للجهل والمرض، هو كان كاريزما كبيرة جدا وكان حريصا على التاكد من أن رؤيته ستقدم بشكل ملائم فمن حق المخرج أن تكون له رؤية ، ولكن  بما  لا يجور على النص الأصلي أو محتوى القصة .

وقالت الفنانة سلوى محمد علي : القصة الجيدة لا تصنع فيلما جيداً، القصة الرديئة قد تصنع فيلما جيداً. لفت نظرنا إلى جوانب كثيرة فيما رأيناه في على ورق سوليفان. العلاقة الزوجية حين تفقد الشغف، وأشارت إلى الأعمال المهمة التي قدمت عن ادب يوسف إدريس وقدرة المخرجين على تقديمها بالشكل الملائم

وأضافت سلوى  إنه كان يتحدث دائما عن قصص الحب ، طريقته في تناول قصص الحب، قصة الحب صاحبتها ليست موجودة، الحب عنده مختلف، التعبير عن الحب، لا وقت للحب، كان طريقة متفردة،  حين اعترفا بالحب كانا يتحدثان عن الديناميت ، دائما كانت لديه طريقة مميزة في الافصاح عن الحب.

وأشارت إلى انه كان من أوائل الكتاب الذين نقلوا التجربة البريشتية في المسرح في الفرافير، الاطار التسجيلي، وحتى اليوم مازالت تلك المسرحية علامة في المسرح .

وأشار مجدي أحمد علي إلي أن خلود الشخصية أعطى مساحة لإعادة الرؤية، وهذا يستلزم بالضرورة وجود قامات كبرى قادرة على استيعاب هذا الأمر وتحويل الكتابة الى عمل فني ملائم .

فماركيز مثلا اضطر للعمل  في السيناريو، وأغلب كتاب الرواية كانوا يكتبون بلغة السينما ، تقنيات السينما دخلت في الكتابة .

 ويري مجدي أحمد علي  أن المرأة هي البطلة معظم الوقت . النداهة، الحرام، بيت من لحم، قاع المدينة كان يحترم المرأة جدا ويمركزها في أعماله، فالمرأة هي محور الحدث، وهو شعر انه لا غنى في أي حياة في مجتمعاتنا عن المرأة . رأيي أنه سيكون سعيدا جدا لو وجد ناس على مستوى كتابته، فطريقة ماجدة في تقديم النداهة سيئة جدا علي مستوي اللبس والطريقة والاختيار، ويوسف إدريس ونجيب محفوظ ويحيى حقي تحدثوا عن ناس يعرفونهم لكن معظم المخرجين لم يعرفوا هذه الشخصيات على الحقيقة.

 

####

 

بعد ترجمته للفرنسية والهولندية..

مهرجان أسوان يناقش تقريره الرابع لصورة المرأة في السينما العربية

أسوان  ـ «سينماتوغراف»

عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة “صورة المرأة في السينما العربية”، وقام بإدارة الندوة السيناريست محمد عبد الخالق، بحضور الدكتورة عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان، والناقدة والكاتبة الصحفية انتصار دردير، وعبد اللطيف العصادي مؤسس ومدير المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، والناقد روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي.

وقال السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان: الكتاب بدأت فكرته منذ 4 أعوام، وهناك أمور نختلف ونعترض عليها، فهل تم تقديم المرأة بصورة حقيقية أم مزيفة في السينما، واليوم نعرض تقرير صورة المرأة في السينما العربية بمشاركة أكثر من 15 ناقداً وناقدة من مصر والوطن العربي، وحرصنا علي أن يكون من يكتب التقرير من نفس الدولة حتي تكون الصورة موضوعية وبعيدة عن أي أغراض.

وقالت الدكتورة عزة كامل: الفكرة ولدت منذ أربع أعوام لأننا نهتم بصورة المرأة في السينما، وبدأ الأمر بالسينما المصرية وامتد بعد ذلك للسينما العربية، وفي البداية وجدنا صعوبة في الحصول علي مصادر للمعلومات تعكس الصراع الذي تتعرض له المرأة في السينما ونجحنا في ذلك وخرجت التقارير بأفضل صورة، وللعام الرابع نهتم بإصدار التقرير،  فقضايا المرأة واحدة ومازالت صورة المرأة في السينما ليست بأفضل حال .

وقالت الكاتبة الصحفية والناقدة انتصار دردير المسؤوله عن تقرير صورة المرأة في السينما العربية : يجب أن أشكر مهرجان أسوان وإدارته علي تقرير صورة المرأة في السينما العربية،  وقد خاض المهرجان رحله مدتها 4 سنوات عبر 17 دولة عربية لتوثيق صورة المرأة في السينما، خاصة أن هناك بعض الدول ظروفها السياسية والاقتصادية أثرت علي السينما مثل اليمن، وأدخلنا افلام المنصات التي لم تعرض سينمائياً وأفلام قصيرة من كل دولة، وكل ناقد يكتب عن بلاده لذلك هناك عنصر الموضوعية والمصداقية في ما يقدم، وأشارت إلى أن هذا هو الإصدار الرابع لصورة المرأة في السينما العربية، ولكن هناك أحداثاً جديدة وقضايا جديدة، وهناك رصد لأفلام جديدة وقضايا مهمة تناولتها تلك الأفلام .

وأضافت: أحياناً تكون التقارير بها قصور، ولذلك نتواصل مع نقاد كل دولة لمعالجة هذا القصور في كل دولة علي حدة، وبشكل عام يجمع التقرير علي أن هناك تجاهل للمرأة وقضاياها والتعامل مع همومها بشكل هامشي أو تجاري، ونجحنا في إلقاء حجر في الماء الراكد لنبرز صورة المرأة في السينما كل عام، وهذا هو العام الرابع الذي نقدم فيه تقرير صورة المرأة.

وقدم عبد اللطيف العصادي مدير مهرجان سلا لأفلام المرأة بالمغرب، الشكر لأهل أسوان قائلًا: أوجه شكر وتحية مدينة سلا خاصة واننا نشبههم في الطباع فهم أهل كرم واحترام وأشكر إدارة المهرجان علي استقبالها لنا وحرص علي الحضور معنا عمدة مدينة سلا .

وأشار إلى أن التقرير يبرز صورة المرأة في السينما العربية رغم قلة الأعمال التي تناقش قضايا المرأة وهمومها، فمن بين كل 20 فيلماً تجد واحد أو اثنين فقط يهتم بها، وتقرير صورة المرأة له فائدة كبيرة لأنه يوضح الخلل، فالمرأة يجب أن تعبر عن ذاتها وهمومها من خلال الافلام، وأكد أن الثقافة والفن من الجسور الأساسية لتقريب وجهات النظر بين الشعوب وزرع بذور التواصل والنقاش، فالدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع ينعكس على صورتها في السينما، وهذه الصورة انعكست داخل الفنون

وقال العصادي : يجب أن ناخذ في الاعتبار وجود منافس قوي هم الأفارقة، لديهم تطور كبير في صناعة السينما، الأفريقيات أصبحن يكتسحن الوثائقي بصفة خاصة، ويجب النظر للمرأة في الوطن العربي لأنها قيمة كبيرة يجب دعمها ومساندتها، وقدم التحية للقائمين على المهرجان لدعم الشابات في أسوان، وأوجه رسالة لهؤلاء الشابات: عليكن الاهتمام بالسينما والانتاج السينمائي والتعبير عن الافكار بداخلكن من خلال صورة يمكن أن تعبر عما بداخلكن .

وقال محمد عبد الخالق، من الأفلام القصيرة التي أنتجتها ورش المهرجان فيلم عن قبيلة العبابدة أخرجته فتاة من أسوان، وجدت فيه معلومات جديدة، ولقى نجاحاً كبيراً، وفيلم عن أهلها قدمته ونجحت في أن تنقل وطنها الصغير الى وطنها الكبير. فمعرفتنا محدودة عن الجنوب، فقد استطاعت الشابات المشاركات في الورش أن يقدمن أفلاما قصيرة ينقلن بها عوالم كبيرة .

وأشار إلى المبادرة التي قدمها مهرجان سلا لأفلام المرأة المبادرة وحركت المياه الراكدة،  وتتمثل هذه المبادرة في ترجمة التقرير لأكثر من لغة، فقد قام مهرجان سلا بترجمته إلى الفرنسية، ما لفت انتباهنا الى اهمية نقل التقرير لمساحة اوسع من العربية الى العالمية، وحين سمع الصديق العزيز روش عبد الفتاح  مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي بالتقرير، قال إنه يمكن أن يفعل ذلك أيضاً وبالفعل استطاع ترجمته الى الهولندية .

وقال روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي، إن نظرة الغرب للعالم العربي وكيف  يتم التعامل مع العالم الثالث بالنظرة الاستعمارية التي تم تشكيلها خلال آخر 100 سنة، فأغلبية الصورة تكون عن اضطهاد المرأة أو التشدد الديني او الفقر، فهذه مواضيع يريدون التركيز عليها، وللأسف كثير من الأفلام انتاج مشترك أو التي تحصل علي دعم أوربي تضع المواضيع التي يريدون انتاجها كأولوية، لأنهم يريدون من خلالها تثبيت صورة ذهنية معينة، الصورة الموجودة عن المرأة العربية او المرأة في العالم الاسلامي، ومن يقدم صورة مختلفة يرفضونه، هذا ما أتمنى أن يتغير في المستقبل، نتمنى ان تكون الافلام بدون تدخل خارجي، تأتي كمشاركة في الانتاج او دعم من جهة، الدعم المادي يجلب معه تغييرات أثناء تصوير الفيلم، ويمكننا أن نتساءل : ما هي الافلام العربية التي تعرض في كان، كفر ناحوم مثلاً فيلم رائع لكن الصورة التي يقدمها عن المجتمع اللبناني هي الصورة التي يريدون تصديرها، الفقر الاضطهاد، الصورة النمطية الموجودة عن الدول العربية سلبية سواء عن لبنان أو مصر أو المغرب أو غيرها، المرأة بلا حقوق ومضطهدة ومقهورة، فصورة المرأة العربية فيها شئ خاطئ، ونريد تغيير هذه الصورة .

وقال محمد عبد الخالق : من ضمن عوامل اختيارنا لأسوان لتكون مقراً لمهرجان أفلام المرأة قوة شخصية المرأة في أسوان، لا تتشابه بالنمط المجتمعي لباقي محافظات الصعيد وكذلك في المدن لا توجد تلك الشخصية القوية الموجودة لدى المراة في أسوان إلا فيما ندر والكتاب الذي صدر في أسوان ثم في سلا وروتردام، هدفنا ان نعمل بكل قوتنا وطاقتنا لتقديم الصورة الكاملة لشكل المرأة في السينما العربية، وأشكر الجهة التي أنقذت هذا التقرير العامين الماضيين، لأننا كنا نصنعه بإمكانيات محدودة زاد على ذلك الأزمة الاقتصادية. لذلك أشكر هيئة بلان انترناشيونال ايجبت على دعمهم لخروج هذا التقرير إلى النور ليصبح في المكتبات.

وقالت د. عزة كامل : ليست المشكلة في تقديم كل مشاكل المرأة لكن المشكلة ان نقدمها دائما كضحية، يوجد تحدي ومقاومة ونماذج كثيرة تظهر مدعاة للفخر، لكن قبل سنوات لم يكن هناك هذا الحشد من النساء من أهالي اسوان في ندوة عن السينما .

وقالت انتصار دردير إنه كانت هناك اتهامات ليوسف شاهين انه يقدم الصورة التي يريدها الغرب عن المرأة، يجب أن يكون هناك انتاج عربي مشترك يدعم أفلام المرأة، هل هي مسألة حكومات، السينما قائمة على الانتاج الخاص بشكل كبير، هذا يرصده التقرير وترصده مشاركات الأفلام المصرية في المهرجانات المختلفة.

وقدمت سيدات أسوان اللاتي حضرن الندوة مداخلات تطالب بتقديم صورة المراة في السينما بالشكل الصحيح، فلم تعد المراة الصعيدية  أو الأسوانية هي التي ترتدي ملابس بكار أو ترتدي الجرجار، نعم هناك من يرتدي الجرجار فهو زي تراثي نعتز به لكن  يكون هذا نادرا وفي الاحتفالات فقط ، كما أشارت إحدى السيدات إلى ضرورة إلقاء الضوء على المرأة في المجتمع الأسواني في القبائل المختلفة ، مثل قبيلة العبابدة .

وأشار حسن أبو العلا مدير المهرجان إلى مبادرة مهمة أطلقها مهرجان سلا يتعلق بتقرير صورة المرأة في السينما العربية، حيث سيتم استضافة أحد النقاد المشاركين في التقرير في مهرجان سلا  ليقدم رؤيته عن صورة المرأة في السينما العربية .

 

موقع "سينماتوغراف" في

08.03.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004