«حوريّات أنشيرين».. تراجيديا الحرب وكوميديا انعكاساتها في النفوس

«سينماتوغراف» ـ يوسف الشايب

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 95)

   
 
 
 
 
 
 

تدور أحداث فيلم “حوريّات أنشيرين” (The Banshees Of Inisherin) في جزيرة نائية على الساحل الغربي لإيرلندا، وتحديداً في صيف العام 1923، متتبعاً حكاية الصديقين الحميمين، رغم فارق السن والثقافة: “بادرايك” المزارع ومربي الحيوانات الشاب، و”كولم” الموسيقيّ المسن، والذي بشكل مفاجئ يقرر وضع حدّ للعلاقة هذه، بغية إنهائها، لشعور بالملل واللاجدوى، ما يصيب الأول بصدمة كبيرة، وذهول يدفعانه لمعرفة السبب، وإعادة العلاقة إلى سابق عهدها، بمساعدة من شقيقته الطموحة “سيوبهان”، والشاب الشهير باضطرابه العقلي نسبياً “دومينيك”، وكل من يمكنه المساعدة، إلا أن الأخير يُصمّم على موقفه، دون إبداء الأسباب، حتى أنه يهدد الصديق السابق له، بأن كل محاولة حقيقية لاقتحام حياته مجدداً، ستدفعه لقطع واحد من أصابعه، رغم أن أصابعه هي رأس ماله كموسيقي محلي في الجزيرة وجوارها.

ينافس الفيلم على جائزة أوسكار أفضل فيلم، وأوسكار أفضل مخرج عبر مارتن ماكدونا، وأوسكار أفضل ممثل مُساعد عبر ترشيح برندان غليسون للقائمة القصيرة لهذه الجائزة، وأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عبر ترشيح كيري كوندون للقائمة القصيرة عن هذه الفئة، علاوة على ترشيحه لجوائز أوسكار أفضل مونتاج، وأفضل موسيقى أصلية، وأفضل تصوير، وأفضل نص، وهو درامي فنتازي لا يخلو من كوميديا ليست سوداء تماماً، وكان دشّن عروضه في مهرجان “فينيسيا” السينمائي الدولي بدورته التاسعة والسبعين، وتحديداً في الخامس من أيلول الماضي.

يمزج ماكدونا – مؤلف نص الفيلم وليس مخرجه فحسب – بين الفكاهة والدراما ببراعة حائك يعرف كيف يخيط ثوباً يمزج ألواناً تبدو متتابعة لتشكل بتركيبها لوحة فنيّة في نهاية المطاف، فالفيلم لا يتميز بنص عميق ومرهف وحسّاس فحسب، بل هو مؤثر بطريقة مغناطيسية، ساهم في تعزيز تأثيره على المتلقي روح الدعابة الممزوجة بإثارة الشعور بالشفقة، والأداء المدهش للممثلين، علاوة على التصوير البارع، الذي يأخذ إلى زمن مضى، ويكسر أي موجة قد تفكر أن تجلب معها شيئاً من ملل.

ويتنقل الفيلم ببراعة بين كوميديا وتراجيديا، والواقع والخرافة، ما يجعل منه ليس انعكاساً لزمان بعينه، أو جغرافيا على وجه الخصوص، بل سرد بصري يتماهى مع الواقع المُعاش في كثير من جغرافيات العالم، ويبعث في داخل الأجيال الأكبر سناً من المشاهدين ذكريات شخصية يجعلها، ولو لبعض الوقت، تطفو على السطح مجدداً، بعد محاولات طمس عبثية، فيما يجعل من هم أصغر سنّاً يعيشون واقعهم وحيواتهم من خلاله، ما قد يمنحه شيئاً من الخلود، ولو إلى حين.

وعلى رغم من الذكورية الطاغية في الفيلم الذي يمكن تصنيفه أيضاً باعتباره “وجوديّاً”، ومن الأداء الثنائي المذهل لكل من كولين فاريل وبرندان غليسون، فإن أداء الممثلة الإيرلندية كيري كوندون لم يكن عابراً، بل شكل عموداً محورياً في تركيبة الفيلم، وفي تحويل مساراته ومضامينه لجهة تعزيز “الجندر” في بنية الفيلم، فهي الأخت التي قررت في نهاية المطاف أن تملك مصيرها، وتصبح أسيرة ذاتها، وتتخلص من ذلك العذاب الهادئ، الذي يُطهى على نار باردة، كما تطهو الطعام لشقيقها المكلوم بصديقه المسن وأصابعه التي سمّم إحداها حماره الصغير الأكثر قرباً إليه في العالم.

وأظهر الفيلم الحرب الأهلية الإيرلندية في الخلفية، عبر ما ينقل عنها من أنباء، أو من أصوات قذائف بالكاد تُسمع في الجزيرة النائية، وهي الحرب التي رافقت تأسيس الجمهورية الأيرلندية ككيان مستقل عن المملكة المتحدة ضمن الإمبراطورية البريطانية، ودارت رحاها بين المؤيدين والمعارضين للمعاهدة الإنكليزية الإيرلندية (كانون الأول 1921)، وامتدت الحرب من حزيران 1922 إلى أيار 1923، بحيث ربحت قوات الحكومة المؤيدة للمعاهدة الحرب بفضل مساندة غالبية الشعب الإيرلندي، إلا أن الفيلم أظهر تلك الحروب التي تعتمل في دواخل شخصياته وما بينها، بلا مبّرر أحياناً، وكأنها انعكاسات لما تركته تلك الحرب من ذكريات مريرة في النفوس، وربما لا تزال.

 

####

 

قبل أيام من جوائز أوسكار 2023 .. هل «كل شيء» يحصد كل شيء؟

«سينماتوغراف» ـ متابعات

أيام قليلة تفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الـ95، والذي يقام على مسرح دولبي بلوس أنجلوس في الـ12 مارس الجاري. وبات من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه خريطة الجوائز هذه النسخة نظرًا لعدم وجود العديد من الخيارات الآمنة المحببة لدى الجمهور، وكذلك وأن الأكاديمية فاجأت الجميع النسخة الماضية بمنح فيلم «CODA»، وهو بالطبع لم يكن من بين أفضل الأفلام التي عرضت خلال الموسم.

بهذه الافتتاحية عنونت صحيفة «ماركا» الإسبانية توقعاتها حول جوائز الأوسكار هذا العام، مرجحة كفة الجوائز لصالح فيلم الفانتازيا والدراما (Everything Everywhere All at Once ـ كل شيء في كل مكان في آن واحد)، للمخرجين المشاركين دانيال كوان ودانيال شاينرت، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تذهب الجائزة للعام الثاني على التوالي لأفلام لم تعرض في مهرجانات دولية كبرى مثل «كان، وفينيسيا»، حيث عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان SXSW، في حين عُرض الفائز بالجائزة العام الماضيCODA  بمهرجان «صندانس السينمائي».

على جانب آخر، أشار موقع «إندي وير» الأمريكي، أنه إلى جانب فيلم Apollo 13  إنتاج عام 1995، كل الأفلام التي فازت بالجائزة الأولى في جوائز نقابة المخرجين الأمريكيين و نقابة المنتجين الأمريكيين وجوائز نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية، انتقلت للفوز بجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم.

ونظرًا لأن فيلم Everything Everywhere All at One  قد سجل مؤخرًا تلك الثلاثية المرغوبة، علاوة على أنه سجل رقماً قياسياً لمعظم الأفلام التي فازت بجوائز نقابة ممثلي الشاشة، فإن فوز فيلم آخر بجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار سيكون بمثابة صدمة.

ومع ذلك، فإن نجاح الفيلم على مستوى العالم ترشيحات جوائز الأوسكار بإجمالي 11 ترشيحًا، لم يحصل على جائزة أفضل فيلم في كل المحافل التي شارك فيها، وبناءً على أدائه المحزن خلال حفل توزيع جوائز «بافتا» البريطانية – عدا جائزة أفضل مونتاج – فإن الفيلم يفتقر إلى دعم واسع من كتلة التصويت الدولية، علاوة على ذلك، يُترك العديد من أعضاء الأكاديمية الأكبر سنًا في حيرة من أمرهم بعد أن شاهدوا كوميديا الحركة الصاخبة تلك، والتي تميل إلى استقطاب جمهور أصغر سنًا.

أما كوميديا مارتن ماكدونا السوداء (Banshees of Inisherin ـ حوريات إينيشرين)، الذي خسر بشكل غير متوقع جائزتي أفضل فيلم وأفضل مخرج أمام فيلم إدوارد بيرجر (All Quiet on the Western Front  ـ كل شيء هادئ على الجبهة الغربية)، من إنتاج منصة نتفليكس، خلال جوائز «بافتا»، على الرغم من قبوله واستحسانه من جانب الكثيرين، إلا أنه قد يربك أيضًا الأشخاص الذين لا يفهمون سياقه الأيرلندي الأسطوري ويكتفي بحصد جائزة السيناريو الأصلي التي باتت محسومة بنسبة كبيرة لصالحه. ومن غير المرجح أن يقوم فيلم الحروب الألمانيAll Quiet on the Western Front  بحسم فئة أفضل فيلم لحسابه في ظل عدم ترشحه لجائزة أفضل مخرج.

وقبل انطلاق موسم الجوائز، حافظت النجمة الأسترالية كيت بلانشيت على فرصها في السيطرة على موسم الجوائز الكبرى، بعد الأداء الخاطف للأنظار في فيلمها الأحدثTar  للمخرج تود فيلد، واستطاعت من خلاله حصد جائزة أفضل ممثلة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي العام الماضي، وأكملت تألقها خلال حفل جوائز غولدن غلوب، إلى أن لفتت الممثلة المخضرمة ميشيل يوه، الانتباه حولها من خلال دورها في فيلمEverything Everywhere All at One  والذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة بفيلم كوميدي أو موسيقي خلال حفل جوائز غولدن غلوب، وحصدت أيضًا جائزة أفضل ممثلة بحفل نقابة ممثلي الشاشة.

كلا النجمتين نجحا في لفت الانظار إلى أدوارهما، بلانشيت كقائد أوركسترا عبقري بدأت مكانتها العالية في عالم الموسيقى الكلاسيكية في السكون، أما يوه بصفتها مالكة المغسلة الأمريكية الصينية التي يتعين عليها إنقاذ الأكوان المتعددة، ولكن على ما يبدو أن هذه هي سنة (يوه)، وإذا نالت الجائزة سيكون فوزًا تاريخيًا ذا أهمية واسعة النطاق.

وبعد أن أبقت الأكاديمية على ترشيح الممثلة الإنجليزية أندريا رايزبورو لجائزة الأوسكار دون تغيير؛ بعد تحقيق داخلى أجرته الأكاديمية عقب تردد أنباء عن وجود شبهة فساد فى ترشيحها، إلا أنها لا تزال تواجه منافسة شرسة من جانب المرشحات داخل هذه الفئة.

وبمنح النجم كولين فاريل جائزة أفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي عن دوره في فيلم Banshees of Inisherin، خلال حفل جوائز غولدن غلوب، الذي نال خلاله أيضًا الممثل الشاب أوستن باتلر جائزة أفضل ممثل في فيلم دراما عن دوره في فيلم Elvis، واقتنص بريندان فريزر جائزة أفضل ممثل خلال حفل جوائز النقاد عن دوره في فيلم The Whale، ثم سجل في اللحظات الأخيرة فوزًا مفاجئًا خلال حفل جوائز نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية، لتظل الجائزة حائرة في هذه الفئة وغير واضحة المعالم إلى حد كبير.

توقعات المصوتين داخل الأكاديمية تميل نحو اختيار ممثلين جسدوا شخصيات حقيقية وهو ما قد يحدث في حالة «باتلر»، ولكن «فاريل» لا يزال قادرًا على إحداث فارق في هذه الفئة عن ظهوره الفريد والمميز في فيلمه الأخير. ربما تكون قصة عودة «فريزر» ملهمة لأعضاء الأكاديمية لمنح أصواتهم لهذا الممثل الذي غاب عن الأضواء فترة من الزمن داخل هوليوود وهى قصة عودة درامية ومثيرة تكاد تتطابق أزمتها مع الشخصية التي يجسدها في فيلمه الأحدث. ورغم عدم فوزه بأي جائزة خلال الموسم الحالي، إلا أن الممثل الشاب بول ميسكال كان يستحق التواجد في القائمة عن أدائه المميز في فيلم الدراما الشهير Aftersun، والذي يعد واحدًا من مفاجأت الموسم.

أما جوائز أفضل ممثل مساعد، فتكاد تكون حسمت بنسبة كبيرة لصالح الممثل كي هيو كوان عن فيلمهEverything Everywhere All at One ، وتظل جائزة أفضل ممثلة مساعدة حائرة بين أنجلينا باسيت عن دور الملكة راموندا في فيلم Black Panther: Wakanda Forever، والنجمة جيمي لي كورتيس عن فيلم Everything Everywhere All at One، وربما تحسمها كيري كوندون عن فيلم The Banshees of Inisherin.

لن يستطع أحدًا أن ينكر المجهود الذي قاما به المخرجين الشابين دانيال كوان ودانيال شاينرت في فيلمهما Everything Everywhere All at One، جعلهما من المرشحين بقوة لحصد جائزة الإخراج هذا العام، بعد أن اقتنصا الجائزة من نقابة المخرجين الأمريكيين. إن فوز الـ«دانيالز» سيكون اختيارًا مثيرًا لصناعة السينما وانتصارًا لسرد القصص الأصلية واتاحة الفرصة للأصوات المتنوعة داخل هوليوود ومجرد حالة لمجرد إجراء تقلبات كبيرة وغريبة داخل الصناعة ككل.

ولكن لا يمكن أن نغفل أيضًا واحدًا من الأسماء التي أثرت الحياة السينمائية داخل هوليوود، وهو المخرج المخضرم ستيفن سبيلبرغ، الذي يعاود الإتصال مع نفسه وعائلته من جديد في فيلمه الأخير The Fabelmans، وربما قد يكون فوزه هذا العام بمثابة تكريمًا لإرثه الفني طوال عقود.

 

####

 

أفلام مرشحة للأوسكار تتناول قضايا البيئة في العالمَين الخيالي والحقيقي

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

ليس "أفاتار: ذي واي أوف ووتر" الوحيد الذي يتناول القضايا البيئية بين الأعمال المتنافسة على جوائز الأوسكار، فإذا كان مسرح أحداث فيلم جيمس كاميرون كوكباً خيالياً هو باندورا، تحذر بعض الأشرطة الوثائقية المرشّحة من الواقع الفعلي الذي يهدد بالقضاء على كوكب حقيقي هو الأرض.

ومثلاً فيلم "All That Breathes" يتناول سحابة التلوث الكثيفة التي تلفّ العاصمة الهندية نيودلهي، و"Haulout" الذي يتمحور على ذوبان الطوف الجليدي في سيبيريا، يتناولان موضوعين معقدين يسلّطان من خلالهما الضوء على الاضرار الكبيرة التي يتسبب بها التغير المناخي الناجم عن نشاط الإنسان واعتماده المفرط على الوقود الأحفوري.

ويعرض ماكسيم أربوغاييف وإيفغينيا أربوغاييفا المنتميان إلى شعب ياكوتيا في فيلمهما القصير الكارثة التي ضربت حيوانات الفظ في موطنهما سيبيريا بفعل ذوبان الجليد.

ويتبع فيلمهما "هولاوت" عالِم الأحياء البحرية ماكسيم تشاكيليف المولَج دراسة هجرة هذا النوع على الساحل المتجمد الشمالي لروسيا. ويتضمن الفيلم مشاهد مذهلة، ومنها مثلاً تكدّس نحو 100 ألف من حيوانات الفظ أمام مقرّ العالِم على شاطئ كان مهجوراً سابقاً.

ويُظهر هذا المشهد البديع لاحقاً واقعاً محزناً، هو أن هذه الثدييات السمينة تلتصق في هذا المكان لأنه لا خيار آخر لديها، نظراً إلى تراجُع الغطاء الجليدي. ولاكتظاظها هذا عواقب وخيمة، إذ إن تكدّسها يؤدي إلى نفوق عدد كبير منها.

وقالت أربوغاييفا إنها وشقيقها ماكسيم أربوغاييف، وهما أول ياكوتيين يُرشحان للأوسكار، يأملان في "المساهمة في هذا النقاش عن الحالة الكارثية لكوكب الأرض".

ورأت أربوغاييفا أن كونها وشقيقها من منطقة تلمس مِن قرب عواقب التغيّر المناخي أمرٌ "بالغ الأهمية"، إذ إن تناوُل الموضوع من منظور محلي يتيح تحقيق "شيء شخصيّ جداً. وأضافت "يتحدث المرء عن تحطّم قلبه وقلب مجتمعه".

أما فيلم "أول ذات بريذس" لشوناك سين، فيتناول مشهداً آخر للتلوث من الهند.

ويستكشف هذا الفيلم الوثائقي الطويل الأضرار الكبيرة التي يسببها التلوث في نيودلهي للحيوانات، إذ يُعدّ هواء المدينة من الأشد تلوثاً في العالم.

ويتتبع الفيلم ثلاثة رجال في عيادة بيطرية يعالجون بعضاً من مئات الطيور التي تسقط يومياً أرضاً بفعل السحابة السامة التي تلفّ العاصمة الهندية.

وتتسلم العيادة يومياً صناديق ملأى بالطيور الجارحة المصابة. حتى أن الثلاثي نفذ عملية إنقاذ جريئة لطائر مكسور الجناح في وسط نهر.

وقال أحد الرجال الثلاثة لزوجته "مئات الطيور تتساقط من السماء كل يوم. ما يدهشني هو أن الناس يتصرفون كأن كل شيء طبيعي".

ويتطرق الفيلم أيضاً إلى طريقة تعلُّم الطيور التغذّي من القمامة، والتقاط أعقاب السجائر لدرء الآفات، والغناء بنعمات أعلى للتواصل وسط صخب حركة المرور في العاصمة.

وقال المخرج إن هذا الفيلم الوثائقي يحاول حض الجمهور على "التفكير في تشابك الحياة البشرية وغير البشرية".

فالهواء الملوّث ليس السبب الوحيد لإصابة الكثير من الطيور، بل كذلك تسبب لها جروحا خيوط الطائرات الخشبية التي يهواها الهنود.

ورأى سين ضرورة توافُر "عدد أكبر بكثير" من الأفلام الوثائقية البيئية، "نظراً إلى أن وضع الكوكب يتطلب عناية".

وحضّ سين زملاءه المخرجين على معالجة "قصص تدعو إلى التفكير في الكوكب"، بدلاً من التركيز على "الكآبة والعذاب واليأس".

ويُستهَل فيلمه بلقطة لكومة من القمامة ويكشف تدريجاً عن النباتات والحيوانات التي تكيفت مع واقع النفايات هذا.

في المقابل، يبدأ "هولاوت" بمشهد يُظهر جمال الطبيعة، قبل أن يكشف عن المأساة التي تسبّب بها اختفاء الطواف الجليدي، إذ تصل حيوانات الفظ منهكة إلى شاطئ مزدحم، قبل أن ينفق الكثير منها جرّاء تكدّسها.

وفي مشهد مؤثر، يحتكّ حيوان فظ صغير يعاني سوء التغذية بجيفة أمه النافقة، قبل أن يحاول واهناً السباحة نحو البحر.

وروت أربوغاييفا "كانت يداي ترتجفان (خلال التصوير) لأنني كنت متأثرةً جداً، كنت أبكي، والكاميرا كانت تهتز". وأضافت "في بعض الأحيان، كان يتبين أن بعض المشاهد غير قابلة للاستخدام. إنها لحظات مهمة وحاسمة، لكنها بالغة الصعوبة".

 

موقع "سينماتوغراف في

07.03.2023

 
 
 
 
 

بدأ العد التنازلي للدورة 95 | فاز بـ 335 جائزة حتى الآن

«كل شىء في كل مكان في وقت واحد» يسيطر على موسم الجوائز الأمريكية.. فهل يقتنص الأوسكار؟

هويدا حمدى

علن الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما جوائز الأوسكار الـ٩٥، الأحد القادم، في حفلها السنوى المنتظر، والذى يقام بمسرح دولبى الشهير بهوليوود وتبثه محطة ABC على الهواء مباشرة ليتابعه ملايين من عشاق السينما فى أمريكا والعالم، يبدأ الحفل بفعاليات السجادة الحمراء.

حيث يتوافد عليها نجمات ونجوم السينما العالمية من الخامسة مساء بتوقيت كاليفورنيا ،يتألقون بأحدث صيحات الموضة.

فيما يشبه عرضاً للأزياء بتوقيع كبار مصممى الأزياء والمجوهرات فى العالم، أمام عدسات المصورين المصطفين فى مواقعهم، ومن بُعد يتزاحم الجمهور منذ ساعات الصباح الأولى لالتقاط الصور والتلويح لنجومهم قبل دخول القاعة وانطلاق الحفل، الذى سيقدمه هذا العام چيمى كيميل فى محاولة لاستعادة جماهيرية الحفل الذى فقد كثيراً من بريقه فى السنوات الأخيرة.

وفى محاولة ذكية لجذب الجمهور الحقيقى من عشاق السينما ، كانت الأكاديمية قد عقدت شراكة مع الشبكة الاجتماعية الشهيرة «Letterboxd» والتى تضم أكثر من ثمانى ملايين عضو من أكثر من ٢٠٠ دولة ، يجمعهم حب السينما، يتبادلون الآراء وتقييمات ومراجعة الأفلام ، وللموقع الشهير نافذة إعلامية مؤثرة هى «Journal» تضم أخباراً وتغطيات خاصة بصناعة السينما ، غير البودكاست الذى يحظى بتفاعل كبير من الأعضاء وصناع الأفلام أيضاً.

وقامت الشبكة الشهيرة بصناعة محتوى رائع حول ترشيحات وجوائز الأوسكار هذا العام ، واستضافت المرشحين فى بودكاست «The Letterboxed Show»، ونالت الحلقات الرائعة إعجاباً شديداً من المرشحين.

وكانت كورتنى رودريجيز مديرة التسويق الرقمى بالأكاديمية قالت بعد الإعلان عن هذه الشراكة منذ شهر تقريباً «لأن الأكاديمية تسعى للوصول إلى جمهور عالمى متنوع من محبى الأفلام المتحمسين فكان Letterboxed هو الشريك المثالى ، ونحن نتطلع أن نكون جزءاً من هذا المجتمع المتفاعل».

فى العام الماضى لم تنجح  فكرة جائزة من اختيار الجمهور شارك فيها مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» فى استعادة جماهيرية الأوسكار، بل زادت الأمور سوءاً مع جمهور السينما الحقيقى حين أعلنت  الأوسكار فوز فيلم فاشل بكل المقاييس «Army of the Dead» وهو فيلم لم يحظ بتقدير نقدى أو جماهيرى ولم يحقق إيرادات تُذكر.

لذا لجأت الأكاديمية  لجمهور الأفلام الحقيقى فى Letterboxed لإنقاذها، واعتقد أنه اختيار شديد الذكاء.

كل شىء فى كل مكان فى وقت واحد.

كل شىء فى كل مكان فى وقت واحد يفوز بكل شىء ! عبارة اختزلت المشهد فى موسم الجوائز الأمريكية هذا العام ، هذا الفيلم العبقرى نجح فى اقتناص معظم الجوائز ،فجمع ٣٣٥ جائزة حتى كتابة هذه السطور ومازال يحصد الذهب ، ويكسب جمهوراً جديداً ، تم ترشيحه لإحدى عشرة جائزة أوسكار ،واعتقد أن الطريق ممهد له ليتوج بأفضل فيلم وأفضل مونتاج وأفضل إخراج  وممثل مساعد ، وربما أفضل ممثلة للمدهشة حقاً ميشيل يووه ..

فى الحقيقة رغم إعجابى الشديد بالفيلم ، إلا أننى من المنحازين للفيلم الرائع «The Banshees of Inisherin» وأتمنى أن يفوز بأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو لمارتن ماكدوناه ، وأفضل ممثل لنجم الفيلم الموهوب جداً كولين فاريل، لكن تبدو حظوظ «كل شىء فى كل مكان فى وقت واحد» أعلى للفوز هذا العام بأفضل فيلم ، ويبدو أنه عام دانيال كوان ودانيال شينيرت ليقتنصان أفضل إخراج.

وجائزة أفضل مونتاج ستكون للفيلم حتما وأفضل ممثل مساعد ستكون لكى هوى كوان لا ينافسه أحد، وربما تكون حملة الهجوم على الأوسكار والأكاديمية من الإعلام قبل أسابيع، واتهامها من جديد بالعنصرية والانحياز لأصحاب البشرة البيضاء سبباً لفوز الممثلة العبقرية ذات الأصول الآسيوية ميشيل يووه بأوسكار أفضل ممثلة منتصرة على المرشحة الأقوى كيت بلانشيت عن دورها الرائع فى «Tàr».

وهى تستحق هذا الانتصار بالتأكيد ، فميشيل يووه لعبت أفضل أدوارها على الإطلاق وتعد إحدى كلمات السر فى نجاح الفيلم المذهل ، والمستمد سحره وديناميكيته من أدائها العبقرى ، أتمنى أن تحمل فارسها الذهبى فهى فرصتها وتستحق، أما الفيلم فهو يستحق مقالاً نقدياً بمساحة غير محدودة ،تليق بالفوضى الظاهرة والمدروسة بعمق ، والزخم والحشد المذهل لأفكار فلسفية من خلال خيال علمى مجنون وحركة لا تتوقف لتدير رأسك وتصدمك بأفكار قد تصيبك بشروخ وربما انفجارات ، تجمع نفسك من جديد وتعيد مشاهدة الفيلم الذى عبث بعقلك وأفكارك وحواسك أيضاً ، لتعيد النظر معه فى الكون ومحاولاتنا العبثية لفهمه ! .

كل هذا من خلال قصة بسيطة عن أسرة صينية هاجرت إلى كاليفورنيا أملاً فى السعادة ، لكن تخيب الحياة فى أمريكا أملهم ، فبعد سنوات من الهجرة يسكنون شقة فوضوية مزدحمة ، يمتلكون مغسلة - تبدو كالحياة - تديرها الزوجة إيفلين ( ميشيل يووه) التى تشعر بالندم لاستجابتها لنداء الحب وهجرتها مع الزوج الفوضوى وايموند ( العبقرى كى هوى كوان ) ،رزقت بإبنة ،جسدتها ستيفانى هسو ببراعة أيضا ،لكنها تشعر بخيبة أمل فى تربيتها ، وتبادلها الإبنة نفس المشاعر حين تشعر أن أمها لا تفهمها ولا تفهم الحياة أصلاً ، تكافح الأم لتنجو بأسرتها من حسابات الضرائب الأمريكية.

خاصة وقد أوقعها الحظ فى يد موظفة قاسية جسدت دورها ببراعة چيمى لى كورتيس ،لكن فجأة يسيطر على الزوج رايموند نظيره من عالم آخر يدعى ألفا وايموند ، ويأتيهم تحذير من حرب على الأكوان المتعددة وبينها هذا الكون الذى يعيشه ، والذى يعد الآن خط الدفاع الأخير ، وهو بحاجة إلى إيفلين لإنقاذ الكون ، وهكذا تبدأ ايفلين فى اكتشاف ذاتها وتستعين بقدرات من نسخ مختلفة منها فى الأكوان المتعددة.

فهل تنجح إمرأة عادية هزمتها الحياة التى أصبحت كالآلة أو المغسلة التى تدور بلا توقف ، وحبيبها الذى خيب أملها ، والنظرة الدونية لها من أبيها ومجتمعها كإمرأة ، هل تنجح هذه التركيبة فى إنقاذ الكون ؟ هذا ما يجيب عليه الفيلم الذى أنصحك عزيزى القارئ بمشاهدته قبل حفل الأوسكار لتشترك معنا فى تخمين الجوائز .

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

07.03.2023

 
 
 
 
 

5 ممثلات يتنافسن .. فهل تصبح «ميشيل يو» أول آسيوية تفوز بجائزة الأوسكار؟

لوس أنجلوس  ـ «سينماتوغراف»

بدأ العد التنازلي لحفل توزيع جوائز الأوسكار المقرر إقامته بهوليود في 12 مارس الجاري، وضمن أهم فئات الجوائز تأتي جائزة أفضل ممثلة التي ترشحت لها هذا العام 5 ممثلات.

خمس ممثلات بـ5 أدوار متباينة تماماً تلقي الضوء على التحولات الحادثة في هوليود خلال الفترة الأخيرة، من عرض وجهة نظر أخرى لمارلين مونرو إلى قوة امرأة آسيوية أنقذت العالم، جاءت الأدوار التي نالت اهتمام لجان الجوائز واستحقت أن نسلط الضوء عليها.

يعرفها الجمهور بدورها في الفيلم المرشح لأوسكار أفضل فيلم “كل شيء في كل مكان في وقت واحد” (Everything Everywhere All at Once) ولكن تلك ليست حقيقتها الوحيدة، فهذه الممثلة المخضرمة ذات الـ60 عاماً صنفها موقع “روتن توماتوز” (Rotten Tomatoes) عام 2008، أفضل ممثلة حركة على الإطلاق.

وفي عام 1997 تم اختيارها من قِبل مجلة “بيبول” (People) كواحدة من أجمل 50 شخصية في العالم، وفي عام 2009 صنفتها نفس المجلة كواحدة من “35 جميلة من جميلات الشاشة على الإطلاق” وفي عام 2022 صنفتها مجلة “تايم” (Time) كواحدة من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم على قائمتها السنوية.

ميشيل يو ممثلة ماليزية، اشتهرت باسم “ميشيل خان” في أفلامها المبكرة، وصعدت إلى الشهرة في التسعينيات بعدما لعبت دور البطولة في عدد من أفلام الأكشن في هونغ كونغ، وقامت بالمشاهد الخطرة بنفسها دون الحاجة إلى دوبليرة (ممثلة بديلة).

في 2022 وصلت ميشيل إلى جماهيرية أوسع في العالم الغربي باشتراكها في فيلم “كل شيء في كل مكان في وقت واحد”، الحصان الأسود في جوائز 2023، وهو فيلم بسيط من نوع الخيال العلمي ذو ميزانية محدودة.

ميشيل أخرى ولكن هذه المرة أميركية في الـ42 من عمرها، اشتهرت ميشيل ويليامز ببطولة الأفلام المستقلة صغيرة الميزانية ذات الموضوعات المأساوية والواقعية، وحصلت على العديد من الجوائز بما في ذلك جائزتا غولدن غلوب، وجائزة برايم تايم إيمي، وجائزة توني، بالإضافة إلى 5 ترشيحات للأوسكار لم تفز بأي منها.

في بدايتها تلقت ميشيل ويليامز الإشادة من النقاد للعب دور نساء مضطربات عاطفيا يتعاملن مع الخسارة أو الوحدة في الأفلام المستقلة مثل “فالنتاين الأزرق” (Blue Valentine) و”مانشستر بجوار البحر” (Manchester by the Sea) وفازت بجائزتي غولدن غلوب عن تقديمها دور مارلين مونرو في فيلم “أسبوعي مع مارلين” (My Week with Marilyn) والممثلة جوين فيردون في المسلسل القصير “فوس/ فيردون” (Fosse / Verdon) الذي فازت عنه بجائزة برايم تايم إيمي.

الفيلم الذي استحقت عنه “ميشيل ويليامز” ترشيحها لهذا العام هو أحدث أعمال المخرج ستيفن سبيلبرغ “ذا فابلمانز” (The Fabelmans) حيث قدمت فيه دور والدة المخرج نفسه الذي قدم خلال عمله هذا جزءا من سيرة عائلته وعشقه لفن السينما الذي أثر على حياته وحياة والديه كذلك.

أندريا لويز ريسبورو بريطانية تبلغ من العمر 42 عاما، ظهرت لأول مرة في دور صغير بفيلم “فينوس”، ثم في أدوار كبرى في عدة أفلام بعد ذلك، ولأدائها دور مدمنة متعافية في فيلم الدراما “إلى ليزلي” استحقت ترشيحها الأول لأوسكار أفضل ممثلة.

بعيداً عن السينما تلقت ريسبورو ترشيحاً لجائزة بافتا عن أدائها لشخصية مارغريت تاتشر في الفيلم التلفزيوني “مارغريت تاتشر: المسيرة الطويلة إلى فينشلي” (Margaret Thatcher: The Long Walk to Finchley)، كما أدت عدة أدوار مسرحية منها “معيار للمعايرة” ( Measure for Measure) على المسرح الملكي ومسرحية “إيفانوف” (Ivanov) لتشيكوف.

إلى ليزلي” فيلم درامي مستقل إخراج مايكل موريس في أول أفلامه الطويلة، قدمت فيه أندريا دور أم عزباء مدمنة على الكحول تستهلك أموال جائزة تلقتها من اليانصيب، وتحاول تحسين حياتها بعد حصولها على وظيفة في أحد الفنادق.

آنا دي آرماس أصغر ممثلات هذه القائمة (34 عاما)، ممثلة كوبية إسبانية بدأت حياتها المهنية في كوبا، واشتركت وهي في الـ18 في الدراما الرومانسية “وردة من فرنسا” (Una rosa de Francia)، انتقلت بعده إلى مدريد بإسبانيا لتلعب دور البطولة في الدراما الشعبية “التداخل” (El internado) لمدة 6 مواسم.

لم تقف اللغة عائقا أمام دي آرماس فانتقلت إلى لوس أنجلوس، ولعبت أدوارا بالإنجليزية منها فيلم الجريمة والكوميديا “كلاب الحرب” (War Dogs) وحصلت على ترشيح لجائزة غولدن غلوب عام 2019 للعبها دور الممرضة الغامضة مارتا كابريرا في فيلم الإثارة والغموض “أخرجوا السكاكين” (knives out).

حصلت على ترشيحها الأول للأوسكار عن أدائها لدور الممثلة مارلين مونرو في فيلم “شقراء” (Blonde)، لتصبح أول امرأة كوبية تحصل على ترشح مماثل، الفيلم من تأليف وإخراج أندرو دومينيك مقتبس من رواية بذات الاسم لجويس كارول أوتس، وهو عبارة عن قصة خيالية عن حياة الممثلة الأميركية مارلين مونرو ومسيرتها المهنية.

الأشهر في هذه القائمة، والأكثر تقديراً، والأقرب للجائزة كذلك تبعاً لكل التنبؤات من النقاد، الأسترالية كيت بلانشيت صاحبة الـ53 عاما، وهي واحدة من أفضل الممثلات في جيلها، معروفة بعملها المتنوع عبر الأفلام المستقلة والأفلام ذات الميزانيات الضخمة والمسرح. حصلت على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزتا أوسكار، و4 جوائز بافتا، و4 جوائز غولدن غلوب.

قدمت بلانشيت أكثر من 20 إنتاجا مسرحيا وعملت هي وزوجها، أندرو أبتون ، كمخرجين فنيين لشركة مسرح سيدني من عام 2008 إلى عام 2013.

هذا العام قدمت دور ليديا تار مايسترو لإحدى الفرق الموسيقية العريقة في أوروبا تعيش حياة مثالية بالنسبة لها، تحصل فيها على كل شيء ترغبه حتى تكتشف هشاشة منجزاتها وقدرة العالم على محاكمتها بعدالة في النهاية.

من المنتظر تسليم جوائز الأوسكار خلال الأيام القليلة القادمة، ستصبح مفاجأة كبيرة لو حصلت أي من الممثلات غير كيت بلانشيت على جائزة أفضل ممثلة، ولكن ميشيل يو منافسة شرسة جداً خاصة مع رغبة الأوسكار في إعطاء الجائزة لممثلة آسيوية على سبيل التغيير بعيداً عن الأجندات شديدة البياض.

 

####

 

«عميد» الأوسكار جون وليامز يسعى لتحطيم الأرقام بجائزة سادسة

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

يسعى جون وليامز في سنّ الحادية والتسعين إلى الفوز، يوم الأحد، بجائزة أوسكار سادسة تتوّج مسيرة طويلة وحافلة في تأليف موسيقى عددٍ من الأفلام العالمية الكبرى التي طبعت أجيالاً، من أبرزها "حرب النجوم" (Star Wars) و"جوز" (Jaws)، حتى قيل فيه إنّه "لحّن الموسيقى الأصلية لحياتنا".

بترشيحه عن الموسيقى التصويرية الرصينة والمؤثرة التي وضعها لفيلم صديقه ستيفن سبيلبرغ "ذا فايبلمانز" (The Fabelmans)، سيكون الملحّن الأميركي المولود في نيويورك عام 1932 الأكبر سناً بين المتنافسين على جوائز الأوسكار خلال حفلة توزيعها في لوس أنجلوس.

وفي حال كانت الجائزة من نصيبه، فسيحطّم الرقم القياسيّ لعمر الفائز بإحدى الجوائز في كل الفئات، إذ سيصبح الأكبر حتّى الآن في تاريخ الأوسكار، متقدماً على كاتب السيناريو جيمس أيفوري الذي نال التمثال الصغير الشهير عندما كان في التاسعة والثمانين.

ويحمل جون وليامز أصلاً الرقم القياسي للحاصل على أكبر عدد من الترشيحات للأوسكار بين الفنانين الذين لا يزالون على قيد الحياة (53 مرة)، ولم يتجاوزه في تاريخ هذه الجوائز إلّا والت ديزني (59 ترشيحاً).

وفي بعض الأحيان، كانت الفئة نفسها تشهد تنافساً بين أكثر من فيلم تولى تلحين موسيقاه، من "كلوس إنكاونترز أوف ذا ثيرد كايند" (Close Encounters of the Third Kind) إلى "سوبرمان"، ومن "إنديانا جونز" إلى "هوم ألون" (Home Alone)، مروراً بـ"أميستاد" و"سايفينغ برايفت راين" (Saving Private Ryan) و"هاري بوتر".

في حديث أدلى به مؤخراً لشبكة إن بي سي نيوز، قال الملحّن وقائد الأوركسترا، الذي تشكّل لحيته البيضاء ونظارته علامتيه الفارقتين، إنّ "استمرار شخص كبير السن في العمل مدة طويلة يبدو غير واقعيّ"، معتبراً إنّه "أمر ممتع حقاً، حتى بعد 53 عاماً".

وتميّز جون وليامز بألحانه الكبيرة المنتمية إلى الموسيقى الرومانسية الجديدة المستوحاة من نوتات ريتشارد فاغنر، والمتأثرة كذلك بالجاز والكلاسيكيات الشعبية الأميركية.

كيف لا وهو نشأ بين نيويورك ولوس أنجلوس، حيث درس الموسيقى. وكان نجل عازف إيقاع، وهو البكر بين أربعة أبناء، يطمح إلى أن يصبح عازف بيانو، ولكن تبيّن له أن التلحين هو نقطة قوته والمجال الذي يستطيع أن يلمع فيه.

بعد بدايات عمله في الاستديوهات السينمائية، ومن أبرز محطاتها عزفه على البيانو في الفيلم المقتبس من مسرحية ليونارد برنستاين الغنائية الشهيرة "وست سايد ستوري"، رُشِّح للمرة الأولى لجائزة الأوسكار عام 1967 عن فيلم "فالي أوف ذا دولز" (Valley of the dolls). أمّا الأوسكار الأوّل الذي ناله فكان عام 1972 عن "فيدلر أون ذا روف" (Fiddler on the Roof).

لكنّ تعاونه مع ستيفن سبيلبرغ عاد عليه بالقدر الأكبر من ثمار النجاح، بعد أن استعان المخرج به في فيلمه السينمائي الأوّل "شوغر لاند إكسبرس" (Sugarland Express) ثمّ في "جوز".

وما لبث لحن النغمة المتكررة (أوستيناتو) في فيلم سمكة القرش المفترسة أن أصبح أشبه باستعارة موسيقية للخوف.

وفتحت أفلام سبيلبرغ "جوز" و"إي تي" و"شيندلرز لِسْت" الباب أمام الملحّن لانتزاع ثلاث جوائز أوسكار، ويعتبر المخرج الشهير أنّ وليامز "جعل موسيقى الأفلام السينمائية تحظى بشعبية أكثر ممّا فعل أيّ ملحّن آخر يوماً".

بفضل سبيلبرغ، عمل جون وليامز أيضاً مع عملاق سينمائي آخر هو جورج لوكاس، فلحّن له موسيقى سلسلة "حرب النجوم" التي علقت نوتاتها في الأذهان.

واعتبر قائد الأورسكترا الشهير غوستافو دودامل في صحيفة نيويورك تايمز، العام الماضي، أنّ وليامز "كتب الموسيقى التصويرية لحياتنا". وأضاف: "عندما نستمع إلى لحن من تأليف جون، نعود إلى زمن، إلى طعم، إلى رائحة".

وإلى جانب الألحان التي ألّفها لأكثر من مئة فيلم، وضع وليامز أيضاً موسيقى "أولمبيك فانفير أند ثيم" (Olympic Fanfare and Theme) لدورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس عام 1984 وتكرّرها محطات التلفزة الأميركية مذّاك عند كل دورة.

وأعلن جون وليامز أخيراً أنّه قد يكفّ عن تلحين موسيقى الأفلام ويركز أكثر على تأليف المقطوعات للحفلات الموسيقية وإدارة فرق الأوركسترا فيها.

ووعد بالعمل حتى يبلغ سنّ المئة تقريباً. وقال خلال مؤتمر صحافي مع سبيلبرغ: "لا تزال أمامي 10 سنوات"، مضيفاً: "لا يمكن للمرء الانسحاب من الموسيقى. إنها أشبه بالتنفس".

 

####

 

للمرة الأولى منذ الدورة الـ 33 عام 1961..

تغيير سجادة أوسكار 2023 من اللون (الأحمر) إلى (الذهبى)

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

يبدو أن السجادة الحمراء لحفل توزيع جوائز الأوسكار ستكون بمظهر مختلف تمامًا هذا العام لأنها ستكون بلون ذهبي، ولا شك في أنه تغيير كبير منذ حفل توزيع جوائز الأوسكار الثالث والثلاثين، الذي استضافه بوب هوب في عام 1961.

وحسب ما نشر موقع الديلي ميل قام فريق التجهيزات بفرش السجادة الكبيرة في شارع هوليوود بوليفارد الشهير، حيث سيصل المشاهير يوم الأحد لأكبر ليلة في 2023 للتصوير.

وسيتم استضافة حفل توزيع جوائز الأوسكار في المكان المعتاد لمسرح دولبي في هوليوود.

وأعلنت أكاديمية الأفلام "الأوسكار"، عن تبديل ترتيب المقدمين في حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والتسعين الذى سيقام فجر يوم 13 مارس الجارى، حيث سيقدم كل من هالي بيلي وأنطونيو بانديراس وإليزابيث بانكس وجيسيكا تشاستين وجون تشو وأندرو جارفيلد وهيو جرانت وداني جوريرا وسلمى حايك بينولت ونيكول كيدمان وفلورنس بو وسيغورني ويفر بعض من الجوائز ليلة الأثنين، وفقا للتقرير الذى نشر على موقع " deadline".

 

####

 

منظمة «النساء في صناعة السينما» :

أكاديمية الأوسكار تعمدت حذف صانعات الأفلام

«سينماتوغراف» ـ متابعات

أدانت منظمة «النساء في صناعة السينما ــ Women In Film» أكاديمية الأوسكار، في بيان لها، قالت خلاله إن الأكاديمية تعمدت حذف صانعات الأفلام من قائمة الترشيحات، لأنهم لا يقدرون أصوات النساء وقضاياها، وأن الأوسكار هي أكثر من مجرد تمثال ذهبي، ولكنها مسار مهني يسلط الضوء على معاناة المرأة وقضاياها.

وأكدت المنظمة أنها ستستمر في دعم ترشيح النساء، خاصة أن هذا العام ضم أفلاما لمخرجات موهوبات، مثل سارا بولي مخرجة فيلم «حديث النساء»، جينا برنس ــ بيثوود مخرجة فيلم «المرأة الملك»، ماريا شرادر مخرجة فيلم «قالت»، وشارلوت ويلس مخرجة فيلم «بعد الشمس».

 

####

 

بعد إغلاق التصويت على الأعمال الفائزة ..

هذه هي .. أبرز تفاصيل حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 95

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

أغلقت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التصويت على الأعمال الفائزة بجوائز أوسكار في نسختها الـ95، وذلك بعد تصويت 9600 عضو مؤهل للتصويت، والمُقرر الإعلان عن الجوائز في حفل توزيع الجوائز المُقام يوم 12 مارس الجاري على مسرح «دولبي» في لوس أنجلوس، وفقًا لما نشره موقع «فارايتي».

وتتنافس عدد من الأفلام على جوائز أوسكار 2023، أبرزها «Everything Everywhere All at Once» المُرشح لـ11 جائزة، من بينها أفضل «فيلم، إخراج، ممثلة، جائزتي أفضل ممثلة مساعدة، ممثل مساعد، سيناريو»، بينما يترشح فيلمي «All Quiet on the Western Front» و«The Banshees of Inisherin» لـ9 جوائز لكل منهما، ويترشح فيلم «Elvis» لـ8 جوائز، وفيلم «The Fabelmans» للمخرج ستيفين سبيلبيرج بـ7 جوائز، وترشح فيلمي «Top Gun: Maverick» و«Tár» لـ 6 جوائز لكل منهما.

ويُشَارِك في تقديم الحفل مجموعة كبيرة من النجوم بجانب المقدم الرئيسي جيمي كيميل؛ حيث تقدم الممثلة جيسيكا شاستاين جائزة أفضل ممثل، وتقدم أريانا ديبوز جائزة أفضل ممثل مساعد، أما الممثل تروي كوتسور فيقدم جائزة أفضل ممثلة مساعدة.

ويشهد الحفل بجانب تكريم الأعمال الفائزة وصناعها، تكريم عدد من السينمائيين البارزين بجوائز الأوسكار الفخرية، من بينهم المخرجة والمنتجة الفرنسية اوزان بالسي، الموسيقية الأميركية دياني أرين، بالإضافة إلى الكاتب والمخرج الاسترالي بيتر وير، كما يحصل الممثل مايكب جي فوكس على جائزة «جين هيرشولت» الإنسانية.

وخلال حفل توزيع جوائز أوسكار، تشهد فقرات الحفل على المسرح 6 عروض من بينها فقرة غنائية لـ ريانا تقدم خلالها أغنية «Lift Me Up» من فيلم «Black Panther Wakanda Forever»، المرشحة لجائزة أوسكار في فئة أفضل أغنية أصلية، وفي الفئة ذاتها يقدم المغنيين الهندين راهول سيبليجونج وكالا بهايرافا أغنية فيلم «RRR» بعنوان «Naatu Naatu»، بالإضافة إلى «Applause» من فيلم «Tell It Like a Woman»، التي تقدمها صوفيا كارسون.

 

####

 

حتى بعد حفل إعلان الجوائز الأحد المقبل..

أزمة أندريا رايزبورو .. تهز الثقة في مصداقية الأوسكار

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

في كل عام ينشغل عشاق السينما حول العالم بترشيحات جوائز الأوسكار، وعادة ما يتنافسون في توقع أغلبها، عبر متابعة نتائج الجوائز الكبرى السابقة لها مثل الغولدن غلوب وجوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام وغيرها، التي تؤثر بشكل غير مباشر على ترشيحات الأوسكار. لكن ترشيحات جائزة أفضل ممثلة هذا العام جاءت مفاجئة، وطرحت العديد من الأسئلة، إذ دوى ترشيح أندريا رايزبورو عن دورها في فيلم "To Leslie" كالقنبلة التي أزعجت الكثير من متابعي المشهد السينمائي، وأثارت الكثير من التساؤلات التي لا يبدو أنها سوف تهدأ حتى بعد حفل إعلان الجوائز الأحد المقبل.

لا يرجع السبب في ذلك الجدل فقط إلى كون الفيلم من الأفلام منخفضة الميزانية، ولا للنجاح المحدود الذي حققه إبان عرضه، حيث لم تتجاوز أرباح الفيلم في شباك التذاكر أكثر من 27 ألف دولار فقط، بخلاف تجاهلته من قبل العديد من الجوائز الكبرى. لكن ما أثار الجدل حقاً هو ارتفاع أسهمه المفاجئ بعد موجة واسعة من التغريدات والمنشورات التي أطلقها العديد من نجوم الصف الأول مباشرة قبل بدء التصويت لترشيحات جوائز الأوسكار، فيما بدا حملة منهجية لدعم الفيلم، وهو ما دفع به بعيداً عن الظلال إلى منتصف دائرة الضوء.

وقد أثار ذلك العديد من الأسئلة حول مدى شرعية هذا النوع من الدعم، والآليات التي يمكن الاحتكام إليها في زمن وسائل التواصل الاجتماعي الذي تغيرت فيه معايير الدعاية بدرجة كبيرة. فكل هؤلاء النجوم الذين دعموا رايزبورو ببساطة لم يفعلوا أكثر من التعبير عن آرائهم الخاصة على صفحاتهم الشخصية، فإلى أي مدى يمكن أن يُتهم ما حدث بالوساطة أو اللا أخلاقية؟

ربما كان هذا الترشيح ليمر بكل ما أحاط به من ملابسات مرور الكرام، لولا أنه تسبب بشكل أو بآخر في استبعاد اثنتين من أهم مَن كانتا على قمة التوقعات، وهما النجمتان دانييل دي دويلير (Danielle Deadwyler) نجمة فيلم "Till"، وفيولا ديفيس (Viola Davis) نجمة فيلم "The woman king"، وهو ما عُدَّ تقليصا لفرص النساء السود في صناعة السينما.

هذه الأزمة ليست بجديدة، بل يتجدد الحديث عنها عاما بعد الآخر، فقد كانت المرة الأولى والوحيدة التي تفوز فيها ممثلة سوداء في فئة أفضل ممثلة في عام 2001 عندما فازت هالي بيري بالجائزة، وهو أمر لم يتكرر منذ ذلك الحين، أي منذ أكثر من عشرين عاما. أُثيرت تلك الأزمة أكثر من مرة، كانت أعنفها في عام 2016، حيث برز هاشتاغ #OscarsSoWhite اعتراضاً على عدم ترشيح أي ممثلين من غير البيض في مختلف فئات الأداء.

وما حدث على أية حال لايزال يطرح على طاولة المناقشة تساؤلات كثيرة حول فاعلية القواعد التي وضعتها الأكاديمية لضمان نزاهة الجوائز، في ظل تغير المشهد الحالي، وتوغل منصات التواصل الاجتماعي في حياتنا، فإلى أي مدى يمكن اعتبار ما حدث ضغطاً على المصوتين؟، وكيف يمكنك التفريق بين ما يمكن اعتباره دعاية مقصودة، أو مجرد تعبير شخصي عن الرأي؟.

 

موقع "سينماتوغراف" في

09.03.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004