ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان البحر الأحمر دورةً ثانية:

السعودية من بلد بلا سينما إلى بلد شعاره "السينما كلّ شيء"!

جدة - هوفيك حبشيان

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

خلال بضعة أعوام قليلة، انتقلت #السعودية من بلد بلا #سينما إلى بلد يرفع شعار "السينما كلّ شيء"، من خلال #مهرجان البحر الأحمر السينمائي (1-10 الجاري)، وهو شعار لم ترفعه حتى فرنسا، الأمّة التي ولدت فيها السينماتوغراف في نهاية القرن التاسع عشر لتصل إلى السعودية رسمياً قبل خمس سنوات فقط. في الأيام الثلاثة الماضية، تسنى لي التفكير في الشعار الغريب المرفوع على الكثير من الجدران، ومع ذلك لم أستطع العثور على معنى له أو مبرر أو منطق. شعار خاطئ حتى من باب "شد الانتباه وجذب الناس إلى الصالات"، كما شرح لي أحد الموظفين في المهرجان، عندما سألته عن معنى هذا الشعار محاولاً لعب دور الساذج. اذا سألت غودار، إله السينما، فسيقول لك ان السينما ليست كلّ شيء، وليست حتى جزءاً مهماً من الوجود. فمَن ورّط المهرجان في هذه المزايدة اللفظية الفارغة التي تمنح الإحساس بأن طفلاً اكتشف لتوه لعبة ويريد ان يسلّي الآخرين بها.

“صفر رقابة”! فعلاً؟

سواء أكانت السينما كلّ شيء أم لم تكن شيئاً، فالعامة في جدة (نحو خمسة ملايين عدد سكانها) لا يكترثون بها كثيراً، اذ تسير الحياة دورانها المعتاد، وهذا يتجلى بوضوح أكثر في مول البحر الأحمر، المركز التجاري الذي يحتضن معظم عروض الدورة الثانية التي بدأت مساء الخميس الفائت. بنحو نصف ساعة، توصلني سيارة رباعية الدفع إلى المول من الفندق حيث أقيم. يمكن العبور مرات من أمام صالات “فوكس” دون الانتباه بأن ثمة مهرجاناً للسينما يجري في الداخل، رغم ان الفعل في ذاته كان يعتبر ثورة حتى الأمس القريب. بعض العروض مملوءة بالمشاهدين (معظمهم ضيوف المهرجان) وبعضها الآخر لا يتخطى الحضور فيها عشرة في المئة من القدرة الاستيعابية، رغم ان البرمجة مثيرة (131 فيلماً بين طويل وقصير تأتينا من مهرجانات سابقة وبعض العروض الأولى) وتتضمن بعض التحف السينمائية انتقاها فريق متابع لكلّ ما هو مستجد ومثير. المشاهدون أنواع، فيهم مَن يتقن اللغة الإنكليزية وكأنه ولد وتربى في كاليفورنيا وهؤلاء لهم باع في المشاهدة، وهناك مَن يحضر المهرجان لأن فضوله يجره إلى هذه الأماكن، وهذا سبب كاف، فالفضول يصنع المعجزات وهو الباب إلى الكثير من الأشياء في الحياة. هذا كله ثقافة جديدة على المملكة التي كان غياب الصالات فيها يجبر روادها على التوجه إلى البحرين. مشاهدة أفلام بلا حذف واعتماد شعار "صفر رقابة” (لم نتأكد بعد من صحة هذا الادعاء)، حضور جلسات حوارية، التقاط الصور على السجادة الحمراء… هذا كله تفرضه مستلزمات الانفتاح على العالم الغربي واللحاق بقطار الحداثة، ومحاولة الخروج من جلباب الأفكار البائدة. الا ان المهرجان الذي قطع في سنتين شوطاً كبيراً على مستوى الصيت ما كان ليقطعه أي مهرجان "فقير" ومحدود الإمكانات في عشرات السنوات، لا يزال يحتاج إلى الكثير من العمل، بل إلى الكثير من الجهد وطول الأناة والرؤيا، لا فقط على مستوى التنظيم. فما يُزرع اليوم، لا يمكن حصاده في الموسم المقبل، بل يحتاج هذا إلى سنوات وربما عقود. المشاريع الثقافية الكبرى لا تهبط بالمظلة، فمَا بلك بمكان معقّد كالسعودية.

نظرة بريئة وشباب أكثر اطلاعاً

طوال الأيام الماضية، حرصتُ على أمرين: مشاهدة الأفلام التي فاتتني في مهرجانات سابقة والتواصل مع الناس من المشاهدين العاديين وافتعال الأحاديث القصيرة معهم. لا يعنيني "مجتمع السينما" الذي يأتي إلى هنا للبزنس أو الاسترزاق أو لأسباب غير سينمائية. يهمني المُشاهد السعودي العادي وتهمني معرفة ماذا يقدّم له المهرجان. الآراء متضاربة كما في أي شأن من شؤون الحياة، وهذا دليل حيوية. خلال انتظار جلسة حوارية مع المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو، أخبرتني فتاة منقّبة كانت تجلس بالقرب مني انها لا تعرفه لكنها جاءت لتكتشف مَن يكون هذا المخرج. سألتها اذا كانت قد شاهدت "نادني باسمك" وهو فيلمه الأشهر، فردت عليّ صديقتها بـ"نعم"، وكلها مفاجأة بأن هذا الذي سنستمع اليه بعد قليل هو مَن أنجز هذا الفيلم الذي يصوّر علاقة مثلية بين رجلين. هذه من المفارقات العجيبة والجميلة التي لا بد ان يلمسها الواحد منّا عند تبادل أطراف الحديث مع ناس يقتربون إلى السينما بشيء من البراءة، بعيداً من النظرة "الملوثة" للناس الذين شاهدوا كلّ شيء ويعلمون كلّ شيء. في المقابل، هناك شباب أكثر اطلاعاً يعون فوراً انهم أمام تحفة سينمائية متى تضعهم أمام واحدة منها. بدهشة وشعور عالٍ بالأدرينالين، خرجتُ أول من أمس من عرض فيلم "مطاردة" للكوري الجنوبي لي جونغ جاي. عرضه في صالة "أيماكس" أعطى الفيلم المساحة التي يستحقها. للأسف، كان الحضور ضعيفاً واقتصر على بعض الفضوليين. البقية لعلها فضّلت الذهاب إلى الحفلات التي تُقام ليلياً على هامش المهرجان، وهذا مفهوم، فالمهرجان "الحقيقي" بالنسبة لكثيرين هو هذه السهرات ولا شيء آخر. لدى خروجي من الصالة، وجدتُ مجموعة شباب يحاولون فك أحجية الحبكة المعقّدة جداً. أحدهم قال انه فهم كلّ شيء ويمكن ان يتكرم علينا بالشرح، لكني أصررت ان يكتم الفيلم بعض أسراره. "قد أشاهده مرة ثانية في المنزل مع خيار توقيف الشريط عند الحاجة"، قلتُ، قبل ان نتفق على فكرة انه يكفي ان نفهم سبعين في المئة من الفيلم، فالغاية ليست في القصّة بقدر ما هي في الانبهار البصري والدرس الإخراجي الذي يضعنا المخرج فيهما مع أولى تجاربه خلف الكاميرا. في المقابل، هناك أيضاً مَن يضل طريقه إلى أفلام المهرجان معتقداً انه يدخل إلى واحدة من الكوميديات الهوليوودية التي تعرضها "فوكس" في صالاتها المجاورة. مثل هاتين السيدتين اللتين أرادتا الحصول على معلومات من شباك التذاكر عن فيلم كانتا تحملان تذاكر له. وما إن علما انه ناطق بالعربية حتى تخليا عن التذكرة واتجها صوب باب الخروج في مشهد سوريالي. علمتُ أيضاً من قاطع التذاكر، رداً على سؤالي عن سبب ذكره لموعد انتهاء الفيلم مع كلّ تذكرة يسلّمها لي، بأن كثراً لا يدخلون الأفلام الطويلة التي تتخطى الساعة ونصف الساعة!

مهرجان مولات VS مهرجان مدينة

لكن المولات ومكيفاتها العالية ومحلاتها التجارية وأركان الطعام فيها ورائحة الفوشار المنبعثة من أرجائها، لا تصنع تظاهرات سينمائية ذات خصوصية. العام الماضي، انعقد "البحر الأحمر" داخل جدة التاريخية، بحاراتها الضيقة وأكشاك الطعام المحلية والمباني ذات الطابع التراثي وحفلات الموسيقى في الشارع. هذا كله خلق تماساً يومياً مع الناس ووضعنا في قلب المدينة. صحيح ان هذا كله لا علاقة له بالسينما كفنّ، لكن لا يمكن الاغفال عن حقيقة ان الأمكنة وما يتصاعد منها من أجواء تصنع صورة المهرجانات. لا يمكن عزل كانّ عن كروازيته والبندقية عن لاغونه وبرلين عن جداره الذي فصل المدينة شطرين. أجواء جدة التاريخية الأصيلة كانت أعطت المهرجان طابعاً مثيراً وخصوصية يأمل كثر ان تعود في السنوات المقبلة، وأغلب الظن انها ستعود. الفنادق الضخمة، كالريتز كارلتون، حيث مقر المهرجان الحالي ومركز عروضه الغالا، موجودة في كلّ مكان، أما الأماكن التي تشير إلى تاريخ فهي خاصة بكلّ بلد.

فنّانون تحت حراسة أمنية

عدد غير قليل من المشاهير والأسماء البارزة في عالم السينما حط في البحر الأحمر طوال الأيام الماضية قيل عن بعضهم انه قبض الملايين للمشي على السجادة الحمراء. منهم مَن حضر الافتتاح الذي انطلق بفيلم "ما علاقة الحب بذلك؟"، كوميديا رومنطيقية للمخرج الهندي شيخار كابور. فالوصول الى "العالمية" (المفردة التي تعشقها الصحافة الصفراء الهابطة التي تعتاش على القص واللصق) يحتاج إلى نجوم، وحسناً اذا كان بعضهم خارج الصورة حالياً، مثل آندي غارسيا وشارون ستون التي كشفت في جلسة حوارية بأن محيطها عبّر عن مخاوفه من ان تذهب إلى السعودية، لكنها أصرت على انها ستذهب وبعدها ستعلن اذا خافت أو لا. ثم علّقت ان هذا حدث كبير لطفلة من بنسلفانيا نشأت مع جماعة الأميش. سواء كانت ستون صادقة أو مفتعلة، فلا يتحقق الهدف من الاتيان بالمشاهير من دون حسن توظيفهم. في مهرجان القاهرة الأخير، رأينا المخرج المجري بيلا تار، يتنقّل من مكان إلى مكان داخل المدينة، متحدثاً وناصحاً ومحاضراً. لكن ما رأيته في "البحر الأحمر" إلى الآن، هو التعامل مع الفنان الضيف كما لو كان الهاً لا ينبغي ان تطأ قدماه الأرض. كان هناك أربعة حراس يقفون بأجسامهم الضخمة حاجزاً بيننا وبين المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو على نحو مبالغ فيه. أكثر من 20 باديغارداً كانوا في انتظار خروج أندرو دومينيك من ندوته، كما لو كان رئيس عصابة، لكن يبدو ان الفنان المرهف الذي تحدّث نحو ساعة عن أفلامه بعذوبة شديدة قرر الخروج من باب آخر، فهرع الرجال ذوي البذات السوداء إلى ذلك الباب في حركة بهلوانية. حتى ان أحد هؤلاء حاول دفعي بيده وأنا أحاول التقاط صورة لسبايك لي قبل ان أحذّره بعدم لمسي مجدداً.

حوارات بالجملة

قد تفهم ان يحاول أحدهم القفز على شارون ستون (رغم سنواتها الأربع والستين)، لكن هل مَن يريد السوء بمخرج تعرفه بالكاد حفنة من الأشخاص؟ وما علاقة هذه الممارسات بالفن وبفحوى ما يقدّمه السينمائيون في عملهم؟ الفنّ تواصل فكري بين الناس يصنعون عبره عالماً أجمل، لا معابر وسلاسل معدنية ومطبّات. أياً يكن، لم يبخل المهرجان على جمهوره باللقاءات، إلى درجة بدت مبالغاً فيها بعض الشيء. في يوم واحد (غداة الافتتاح)، حُشرت أربعة لقاءات مع كلّ من شارون ستون وآندي غارسيا وغاي ريتشي ولوكا غوادانينو، وهذا ما لم أره في أي مهرجان طوال 20 سنة من العمل في الصحافة. للسبب نفسه، كان ينبغي الاختيار بين سبايك لي وأندرو دومينيك، لشدة تقارب الجلستين احداهما من الأخرى. في النهاية، خرج الأول من الباب ودخل الثاني من الباب نفسه، ما حدث بعض الارتباك! أما طغيان الهنود على لائحة الضيوف، فمن شأنه ان يطرح العديد من علامات الاستفهام. هل لأن المديرة التنفيذية، شيفاني بانديا، هندية الأصل؟ فهناك ما لا يقل عن أربعة هنود يعقدون جلسات حوار خلال المهرجان، بالإضافة إلى جائزة "اليسر الذهبي" الفخرية التي نالها “ملك بوليوود” شاه روخ خان خلال الافتتاح. الروابط التاريخية بين السعودية والهند ووجود جالية هندية مهمة لا يكفيان لتبرير خيار التوجه شرقاً. المستغرب ان الكثير من المكرمين أو المشاركين في جلسات الحوار لا يُعرض لهم أي فيلم في المهرجان!

ستون: “ماذا عن؟”

المخرج الأميركي أوليفر ستون، رئيس لجنة تحكيم الدورة الحالية، فتح باب الجدال واسعاً كعادته، وهو جدال حضنه الدافئ الغرب حيث الكثير من المنتقدين لأفكار ستون الاستفزازية. التصريحات على هامش المهرجانات عادةً ما تكون مجاملات وتملق. ففي مقابلة مع مجلة "فرايتي"، قال ستون عن المنطقة بأسرها بأنها تتعلّم كيفية استخدام السينما من أجل ان تحكي قصصها، هذا وكان صرّح في ليلة الافتتاح بأن الأشياء تتتغير وعلى مَن ينتقد بقسوة عليه ان يأتي ويرى بنفسه. عندما سأله محاوره عن "حقوق الإنسان"، صاح الرجل: "يا إلهي، على أميركا ان تحل مشكلتها مع جوليان أسانج قبل ان تنتقد الآخرين، لأميركا لائحة طويلة من الجرائم ومنها حرب العراق". ووقع ستون في فخ الـ"ماذا عن؟" عندما قال ان أميركا تنتقد حقوق المرأة في إيران ولكن هناك اصلاحات كبيرة في شأن النساء في السعودية! تصريحات غير مفهومة من مخرج أتحفنا في السابق ولكن يجن جنونه عندما يلفظ أحدهم أمامه كلمة “أميركا”.

 

####

 

"صفر رقابة" في مهرجان "البحر الأحمر": حقيقة أم أسطورة؟

هوفيك حبشيان

أحد أبرز شروط إقامة مهرجان #سينمائي دولي في زمننا الحالي هو عرض الأفلام بلا رقابة، بلا قص ولصق، بلا شرطة دينية وسياسية تطلق الصفير في وجه الفنّ. اعتدنا ان نستعير من الآخرين ما يناسبنا، لكن هذا المنهج أصبح يتصادم مع مشاريع ثقافية ذات رؤية وطموح دوليين. لا يمكن تنظيم تظاهرة سينمائية محترمة وسيف الرقابة مصلّت على رقاب الأفلام، يمنع ويجيز، بلا أي اعتبار لحرية الفكر والتعبير. فالعالم اليوم مختلف عمّا كان عليه قبل 20 أو 30 سنة، كلّ شيء متوافر عبر المنصّات والتحميل والقرصنة. ثم ان وصول المعلومات إلى كلّ الناس بالتساوي، جعل الرقابة فكرة مضحكة، فهي باتت رمزية أكثر منها واقعية، ومَن يستخدمها يعلم ذلك جيداً، ويستخدمها فقط لبسط سلطته لا أكثر.

بقدر ما يبدو الموضوع بسيطاً وسهلاً، هو في الواقع معقّد، عندما تتعلّق المسألة بالسعودية ومهرجانها الوليد، "#البحر الأحمر السينمائي" (1 - 10 الجاري) اللذين يتربص بهما كثيرون من أخصامهما السياسيين والإيديولوجيين. المسألة معقّدة، لأنها تتعلّق بثلاث جهات: الدولة التي ترعى المهرجان والأشخاص الذين ينظمونه والجمهور الذي يتابعه. الجهة الأولى لا تعنيني والجهة الثانية يمكن نقد خياراتها وأسلوب عملها، أما الجهة الثالثة فأنا وهي في معسكر واحد. من هذا المنطلق، لا يمكن اصدار حكم إعدام على المهرجان بجملة أو جملتين، فالحدث الذي أطلقه بلد "يحاول تلميع صورته غير السليمة في ملف حقوق الإنسان"، كما يقول بعض الموظفين في جمعيات غير حكومية، هو أيضاً حدث يفيد جمهوراً من المهتمين بالفنّ السابع، وهذا من صلب مشروع الانفتاح والتبادل والحوار.

التصنيفات على باب صالات "فوكس" حيث يجري معظم عروض المهرجان واضحة: هناك أفلام لكلّ فئة عمرية. لكن، هل هناك "صفر رقابة" كما يدّعي المنظّمون؟ وهل هذا ممكن في بلد تاريخ الصالات فيها يعود إلى خمس سنوات، وحيث اقامة مهرجان سينمائي كانت علم خيال في يوم من الأيام؟ ثم، عملياً، كيف يمكن تجريم بعض الممارسات الجنسية (المثلية) في الواقع، والتغني بها على الشاشة؟ معرفة الجواب مسألة شائكة تتطلب مشاهدة كلّ الأفلام، وحتى هذا لا يكفي، لأنه علينا حينئذ ان نكون قد شاهدناها في نسخها الأصلية ثم مقارنتها مع النسخ المعروضة هنا.

يقول المنظّمون انهم كانوا أحراراً في اختيار ما أرادوه من أفلام، وذلك "بناءً على قيمتها الفنية"، لكن لا نعلم إلى أي مدى لجأوا إلى الرقابة الذاتية خلال تشكيل البرنامج، وهذه أيضاً واحدة من المعضلات التي يواجهها القائمون على المهرجانات العربية. قبل بضع سنوات، حينما كنت خارجاً من فيلم "حياة أديل" في كانّ، التقيتُ المدير الفني لمهرجان عربي، فضحكنا ونحن نمازح أحدنا الآخر بأنه يليق لافتتاح الدورة المقبلة من مهرجانه. كان الرجل أُعجِب بالفيلم، لكن يدرك جيداً استحالة عرضه. مشكلة أخرى لا بد من الإشارة اليها: الكيل بمكيالين وتطبيق معايير مختلفة. هناك معيار للسينما الغربية وآخر للسينما العربية. ما يجوز في الأولى (قد) لا يجوز في الثانية، لأنه، ببساطة، لا يمكن ان نعتبر ممارسات كالمثلية على انها "عادية" في العالم العربي، بينما يختلف النظر اليها "من مسافة". "صديقة" لي على "فايسبوك" أشارت على صفحتها إلى ان المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو من ضيوف المهرجان الكرام، وقد أدلى بدرس سينمائي حيث تناول تجربته بالرغم من انه مثليّ الجنس، وهو صاحب واحد من الأفلام ("نادني باسمك" - 2017) الذي اعتبره كثر من الأفلام التي تروج للمثلية (لم يُعرض تجارياً في أي بلد عربي - على حد علمي). ملاحظة "الصديقة" في محلها، مع العلم ان جديد غوادانينو، "العظام وكلّ شيء” الذي يتضمن بعض المشاهد "الجريئة"، عُرض في المهرجان كاملاً. للأسف، لم يكن هذا مصير الفيلم المغربي "المحكور ما كي بكيش" لفيصل بوليفة، فتم حذف عدد من المشاهد التي تتضمن مثلية بين شاب مغربي ورجل فرنسي، على نحو أضر بالقصة وأحدث خللاً في السرد. أهلاً بالإزدواجية!

في المقابل، تقييم الغرب لأي حدث من منظور المثلية الجنسية بدأ يصبح محل تململ منذ كأس العالم في قطر. احترام الاختلاف أمر لا بد منه، ولكن لا بد أيضاً من توسيع دائرة النظر إلى الأشياء، خصوصاً ان التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها. وبعض الناشطين والصحافيين الجالسين خلف مكاتبهم في دولهم البعيدة، يتوقّعون من شعب لا يزال فيه مَن يعتبر السينما حراماً، ان يلجأ إلى مرجعية غير الدين لاعتماد معايير التقبّل.

حصر (أو محاصرة) المهرجان في دائرة من المهتمين (رغم انه مفتوح للجمهور) الذين يتحدرون من طبقة اجتماعية وثقافية معينة، يحول دون حدوث بلبلة أو جدال. مهرجان القاهرة، بناءً على اشارة من السلطات المصرية، جعل عروض الأفلام التي تراها الأخيرة "اشكالية" حكراً على حاملي البادجات والصحافيين، ولكن في جدة لا توجد هذه المشكلة من الأساس، فالجمهور العادي قليل والكثير من العروض فارغة (شاهدتُ فيلماً برفقة شخص واحد)، أو يملأها بعض الضيوف من أوروبا. ثمة غربلة حاصلة من تلقاء نفسها، من دون استخدام قوة. نتيجة ذلك، مر الفيلم المغربي "أزرق القفطان" لمريم التوزاني بلا أي مشكلة، واقتصرت عناوين الصحافة العربية (التي لا تفعل في مجمل الأحوال سوى نسخ ما يصدر من بيانات من المكتب الإعلامي)، على الآتي: “عرض فيلم مثلي في مهرجان البحر الأحمر!". فيلم التوزاني الذي تجري أحداثه في مدينة سلا المغربية يفجّر المكبوتات ويصوّر حكاية بعيداً من القيود الأخلاقية الكثيرة التي تمنع السينما العربية من تناول المحرمات الاجتماعية. سنكتشف على سبيل المثل، ما قد يصدم البعض، وهو مثلية الزوج (صالح بكري) وارتياده الحمام لاشباع غرائزه الجنسية، ثم الإنجذاب الذي سينشأ بينه وبين يوسف (أيوب ميسيوي) الذي يعمل لديه. هناك أيضاً فيلم فرنسي معروض في المهرجان تحت عنوان "جلد ناعم"، إخراج يائيل لانغمان وجيريمي منغي، وهو عن طالب يشعر بأنه لا ينتمي إلى أي من الجنسين التقليديين، فيحاول البحث عن ذاته وايجاد الهوية التي تناسبه.

 

النهار اللبنانية في

06.12.2022

 
 
 
 
 

"ع مفرق طريق": فيلم يعطي أفكاراً لأفلام أخرى!

هوفيك حبشيان

تدخل إلى صفحات إلكترونية لغرض معين، فتقع على ما يشبه المقالة عن "ع مفرق طريق" للارا سابا، الفيلم الذي شارك في مهرجان #البحر الأحمر ال#سينمائي (1 - 10 الجاري). تقرأ باستغراب انه عُرض "وسط حفاوة بالغة من الجمهور". تسأل نفسك اذا كنت أنت وصاحبة الخبر في الصالة نفسها. وهل شاهدتَ الفيلم نفسه. وما إذا كنت محاطاً بالجمهور نفسه. هذا هو الإعلام الذي سيطر على العالم العربي اليوم. اعلام تضليل ومبالغات وزيف. في حديث عفوي على باب احدى الصالات، لاحظ زميل ان كثراً من الصحافيين العرب الموجودين في المهرجان يبالغون في مدح السينما السعودية الناشئة، مستغرباً هذه المجاملات التي لا تساعد الآخرين في شيء.

هل هذا يعني ان استقبال "ع مفرق طريق" كان عكس ما يدعيه الخبر؟ نعم. كل شيء كان يتسم بالفتور - أو أقل بقليل - في صالة الغالا داخل قصر ريتز كارلتون الفخم. الكراسي المتباعدة بعضها عن بعض والإضاءة الخافتة وطاقم الفيلم الذي قال كلاماً عادياً عند صعوده إلى المسرح لتقديم العمل؛ هذا كله ساهم في خلق جو باهت، فضلاً عن كونه فيلماً يغرق في الافتعال والتكرار منذ اللحظة الأولى حتى صعود جنريك النهاية - والحمدالله. هذا، مع إني دخلتُ الصالة بروح إيجابية، فالإعلان الترويجي أعطاني الشعور الخاطئ بأننا حيال فيلم كوميدي خفيف الظل يغازل السينما الجماهيرية، ومشغول بلغة سينمائية جيدة تحترم عقل المُشاهد بعيداً من الأفلام التجارية اللبنانية التي تهدف إلى الربح المادي السريع. لكن، هناك فرق بين إعلان لا يستغرق سوى دقائق، وفيلم يدنو إلى الساعة ونصف الساعة. لارا سابا في ثاني تجربة إخراجية لها، بعد عشر سنوات من "قصّة ثواني"، أخفقت بشدة، وقدّمت فيلماً هو عبارة عن حلقة تلفزيونية تُشاهَد على "نتفليكس"، لكنه لا يليق بمهرجان سينمائي.

يدّعي الفيلم انه "يبرز لبنان الجمال نقيضاً لبشاعة الزمن". هذا ما جاء في الدعوة الى حضور العرض المخصص للصحافة. يقع الخطأ في الأسباب التي دعت إلى إنجاز الفيلم قبل أخطاء الفيلم نفسه. فالجمال الذي يدّعي الفيلم إبرازه غير موجود لا في الفيلم ولا في الواقع. والجمال السينمائي لا يتأتى بالضرورة من إبراز الجمال، بل أحياناً من إبراز البشاعة. لكن، باختصار، الفيلم غير مشغول بهذا كله، فهو ضرب تجاري لا أكثر.

القصّة العجيبة: نجم تلفزيوني شاب (شادي حداد) يقرر التوجه إلى بلدة واقعة في وادي قنوبين بحثاً عن بعض الراحة. هذا الممثّل تلقى عرضاً للاضطلاع بدور الحبر الأعظم في روما (كليشيه رقم 1). لكن، عند وصوله إلى القرية التي ينوي الاقامة فيها، تصطدم سيارته بدراجة فتاة (ربى زعرور) تعيش في فرنسا (كليشيه رقم 2)، وهي هنا لزيارة خالتها الراهبة (جوليا قصّار) والراهبات الثلاث (بيتي توتل وسينتيا كرم وميرنا مكرزل) اللواتي يقمن في الدير معها.

لا حاجة لكشف المزيد عن الحبكة، فالفيلم بعد بداية متعثرة سيجد نفسه سريعاً في فم تمساح يأكل لحمه ويرمي عظامه في وجهنا. المونتاج الضعيف سيحول المفارقات والأحداث المتسارعة إلى مجرد متتاليات بصرية بلا وحدة بينها. أسوأ ما يمكن ان يحدث لفيلم كوميدي هو ألا يضحك المُشاهد. لم تكن في الصالة الا ضحكات تهذيب من باب احترام الجهد المبذول. بعد ذلك، يغدو الفيلم كليبات سياحية لمنطقة جبلية، مع حركات كاميرا تكشف روعتها التي يكتفي بها المشاهد منذ المرة الأولى، لكن المخرجة لا تراها كافية، فتروح وتجيء إلى اللقطات نفسها لتقدّم نتائج متطابقة، في ظل غياب أدنى فكرة إخراجية.

مع ذلك، يحمل الفيلم شيئاً من الفائدة: فقد يفيد لاستخراج بعض الأفكار المرمية هنا وهناك على سطحه، والتي يمكن استغلالها لتحويلها إلى أفلام. أفلام أخرى طبعاً، وليس هذا الفيلم! فعلاً، "ع مفرق طريق" يمدك برؤوس أقلام لمشاريع مستقبلية محتملة يمكن تطويرها. هناك إذاً مشاريع عدة تلوح في الأفق: واحد عن الفلاحين والصعوبة في صرف محصولهم الزراعي، آخر عن البيروقراطية في لبنان ومعاناة المواطن الذي تُسرق سيارته، وثالث عن كواليس تصوير المسلسلات الهابطة في لبنان. قد لا تنقذ المشاريع الثلاثة السينما اللبنانية، لكنها بداية مقبولة.

المشاهد القليلة التي يمكن انقاذها والتي لا يتخطى عددها الثلاثة أو الأربعة، فيها بعض الوثائقي. لعله كان من الأفضل للارا سابا ان تتجه إلى السينما التي توثّق الواقع، فالدراما ليست ملعبها - أقله هنا، وخصوصاً ان الممثّلين يفتقرون إلى الإدارة، وهذا يخرّب الفيلم المفترض انه كوميدي والكوميديا تعتمد بشكل خاص على الأداء والإيقاع بين الممثّلين. باستثناء جوليا قصّار (وبيتي توتل إلى حد ما)، الأداءات دون المستوى المطلوب، في حين شادي حداد يمنح الانطباع المتواصل بأنه يقدّم برنامجاً تلفزيونياً بذراعين مفتوحتين. الانسجام بينه وبين ربى زعرور كهرباؤه مقطوعة. خطيئة الفيلم الاعتقاد ان وضع بعض الشخوص داخل ديكور طبيعي كاف لصناعة فيلم. أما الموسيقى، فهي جريمة موصوفة. أقل نوتة منها كفيلة بنسف المشهد بالكامل.

 

النهار اللبنانية في

07.12.2022

 
 
 
 
 

فيلم “الاخيرة” احتفاء بمقاومة المرأة الجزائرية

من عروض مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي 2022

جدة – عبدالستار ناجي

بعد عرضه في مهرجان فنيسيا السينمائي الدولي، يحط الفيلم الجزائري ( الاخيرة ) – الملكة الاخيرة – للمخرج دميان اونوري، رحلة في مهرجان البحر السينمائي الدولي في دورته الثانية التى تتواصل هذه الايام في مدينة جدة السعودية . فيلم “الاخيرة ” يأخذنا الى حكاية الملكة زفيرة حيث تجد نفسها امام لحظة حاسمة لا يمكن امامها الا تحفيز مفردات الإرادة والتحدي والكينونة ليس علي الصعيد الشخصي فقط بل بمستوى الانتماء الى تلك الارض وذلك الشعب الذى التف حولها . تجري الاحداث في العام 1516 غداة التحالف الذى عقده الملك سليم التومي مع القرصان عروج بربروس من اجل تحرير العاصمة الجزائرية من الاحتلال الاسباني، وبعد النصر والتحرير يتوفى الملك سليم التومي في ظروف غامضة لا يمكن معها الا بتوجيه اصابع الاتهام للقرصان عروج وجنده القراصنه .

يتقدم بعدها عروج من اجل الزواج من الملكة زفيرة للسيطرة على الحكم والتفرد به هنا تجد تلك الملكة المراة امام تحد اكبر وموقف لا يمكن امامه الا الكينونة بمستوى اسم بلادها وانتماءها لذا تاتى المواجهة والرفض في اطار درامي ملحمي تمت صياغته بشكل واسلوب فني رفيع المستوى يليق باسم تلك المقاومة ونضالها من بلادها واسرتها خصوصا بعدما فقدت الزوج اولا والابن لاحقا ثم الاخوة الواحد تلو الاخر ، وفي اللحظة التى يعتقد بها القرصان عروج بربروس ان الوقت قد حان للاقتناص الملكة والحكم والجزائر يأتى الرفض المحجل بالارادة والموشي بكل مفردات الانتماء لتلك الارض العظيمة والشعب الكريم . لحظة زمنية هامة من تاريخ الجزائر بل المرأة الجزائرية حينما تقرر تلك المرأة الرائعة والملكة الانسانة ان تواجه الظلم وهي تعلم جيدا انه لا مفر من امام ذلك الرفض سوي الموت فلماذا لا تصنعه بنفسها ولماذا لا تكتب تاريخها وتاريخ بلادها ولماذا لا تقول لا كبيرة تظل تصدح عبر الاجيال وفي مشهد مشبع بالبهاء والاحترافية الفنية العالية المستوى تقرر الملكة زفيره الانتحار. في فيلم “الاخيرة ” احتفاء عال الكعب بالتاريخ الجزائري ونضاله في تلك المرحلة من القرن السادس عشر ضد الاحتلال الاسباني وايضا ذلك الموقف الذى ستظل الاجيال تتذكره للملكة زفيره التى رفضت كل الاغراءات لتكون زفيرة الانسانة الجزائرية قبل ان تبقي زفيره الملكة لذا جاء الخلود في ذاكرة الزمن . مع المخرج داميان اونوري فريق متميز من نجوم السينما الجزائرية قدموا تجربة سينمائية ثرية بالمضامين والحلول الاخراجية ذات البعد المسرحي، واداء ثري عميق يعتمد التحليل والتقمص ووالذهاب الى عمق الشخصية ونخص الفنانة الجزائرية عديلة بن ديمراد التى قدمت للسينما واحدة من ابرز الشخصيات التي قدمتها حتى الان حيث الانتقال بين الحالات الدرامية بين الملكة الزوجة والملكة الام والملكة الاخت والملكة الصديقة والملكة الثائرة والملكة المقوامة والملكة التى عرفت الطريق للخلود .

ولا يمكن تجاوز عدد من الاسماء ومنهم دالي بن صلاح واحمد زيتوني وفؤاد تريفي وطاهر زاوي وايمان نول .. وقبل كل هذا الاحترافية العالية في الانتاج حيث مدير التصوير وتصميم المشاهد والبوست برودكشن العال الذى يجعلنا امام تجربة سينمائية لا تقل جودة عن اي انتاج سينمائي عالمي . لذا سيجد هذا العمل طريقه الى صالات العرض والتلفزيونات والمنصات في اقرب فرضة .. لاننا امام عمل تم تحقيقة بمواصفات فنية وفكرية عالية تنطلق من مضامين الفهم والاستعياب للتاريخ وقبل كل ذلك الاحتفاء بالمراة الجزائرية المقاومة ويبقي ان نقول .. فيلم “الاخيرة ” خطوة اضافية في رصيد السينما الجزائرية .

 

####

 

كاملة” .. فيلم مشاهد من ذي قبل !

من عروض مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي

جدة – عبدالستار ناجي

هنالك اشكالية كبري يعاني منها فيلم “كاملة “الذى عرض ضمن تظاهرة روائع عربية في مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي في دورته الثانية وهو الفيلم المصري الوحيد في تظاهرة هذا المهرجان، تلك الاشكالية تكمن باننا امام فيلم واحدث مشاهد من ذي قبل .

فيلم “كاملة” للمخرج جوان اكرم سويرس وتاليف محمد عبدالقادر ، حيث حكاية الطبيبة النفسية التى يتمحول حولها الفيلم في خطوط متقاطعة مع حكاية كاتب روائي وفتاة شابة تعاني من تبعيات الحالة النفسية لختانها ، هكذا هي مسارات البناء الدرامي الذى جاء هشا مستعادا مشاهد من ذي قبل عبر تاريخ السينما المصرية مرات ومرات ، عبر جملة القضايا والموضوعات التى تعرض لها وحتى من خلال شكل العمل . احدث قبل ان تبدا نعرف مساراتها وهذا يعني غياب البحث والتحليل والعمق . كمية من القضايا تجاوزتها السينما المصرية منذ عقود طويلة وهكذا هي الحلول الاخراجية القريبة من سهرة درامية تلفزيونية اما عن الاداء والتمثيل فحدث واسهب لا شي لافت ولا شي يمتاز بالكشف عن قدرات جميع الممثلين بلا استثناء حتى النجوم الكبار قدموا شخصياتها وكانه رفع عن العتب في اداء شاهدانه عشرات المرات .كل النجوم تحركوا في منطقة الاستعادة اعتبارا من الشخصية المحورية كاملة مرورا بالكاتب حتى تلك النظرة التى يعتقد الفنان فراس سعيد بانه تمثل اضافة لرصيد التجربة تأتى بشكل ضاحك اكثر منها حل من حلوله كممثل وهكذا هى بقية الشخصيات ومن بينها الاب في تقديم المصاب بالزهايمر وتكرر بعض الجمل والعمة التى ظلت تتحرك في اطار المستعاد والتقليدي ويبدو انه كان علي المخرج الاشتغال مطولا على النص اولا ثم بقية مفردات حرفته من اجل تجاوز كل ما هو مستعاد ومشاهد من ذي قبل .

هذا الخلل الصريح في كتابة الشخصيات والمسارات الدرامية ادي الى ان المشاهد لم يكن بحاجة الى فك الموز والشفرات، فشخصية الكتاب الروائي الذي ينصب شباكه من اجل رواية وشخصية جديدة لطالما شاهدنها . وهكذا هي الحلول الالخراجية التى ظلت باهته لا تليق بالتجربة ومن قبلها السينما المصرية وتاريخها الفني المديد، حتى حل الانتحار والنهاية المفتوحة وطمع العمة وبقية التفاصيل التى تظل تتحرك في منطقة التقليدية التى لا تحقق اي اضافة لرصيد الفيلم والتجربة السينمائية بشكل عام .

فيلم “كاملة” من النتاجات السينمائية المصرية النادرة هذا العام وهذا يعني الاشكالية الانتاجية التى تعيشها السينما المصرية اليوم المطالبة رسميا بتقديم الدعم والاسناد، ولكننا في الحين ذاته امام انتاج سينمائي يبدو وبكثير من الشفافية مستعاد ومشاهد وتجاوزته السينما المصرية منذ زمن بعيد، هكذا تجربة سينمائية تتطلب وقفة موضوعية للتامل والحوار لاننا نعتقد باننا امام منطقة تتطلب ان نقول كلمتنا .. احترموا السينما المصرية وتاريخها .

 

الحياة العربية الجزائرية في

07.12.2022

 
 
 
 
 

تحت شعار (السينما كل شيء)..

«131» فيلماً روائياً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

جدة - صلاح الشريف

كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي يقام بالتعاون مع فوكس سينما ومجموعة «MBC»، عن برنامج الدورة الثانية للمهرجان الذي سيقام في الفترة من «1-10» ديسمبر في مدينة جدة. ويستضيف المهرجان صانعي الأفلام ونجوم السينما ووسائل الإعلام والمحترفين في قطاع صناعة السينما وعشاق الأفلام في احتفالية لعشرة أيام من الأفلام السينمائية العالمية.

ويفتتح المهرجان فعالياته بفيلم «ما علاقة الحب بذلك؟» للمخرج شيكار كابور.

ويختتم المهرجان الدولي فعالياته بعرض عالمي أوّل لفيلم «طريق الوادي» للكاتب والمخرج السعودي خالد فهد والفيلم من بطولة كل من حمد فرحان ونايف خلف وأسيل عمران. كما يعرض المهرجان 131 فيلماً من الأفلام الطويلة والقصيرة من 61 بلداً، عبر 41 لغة، وهي أعمال تحمل بصمة مجموعة من الأسماء العريقة في تاريخ السينما، إضافة إلى العديد من المواهب الشابة، كما يستضيف المهرجان 34 عرضاً أول لأفلام عالمية، و17 عرضاً أول لأفلام عربية، و47 عرضًا لأفلام من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يشهد المهرجان حضور العديد من المواهب والنجوم المشاركين في هذه الأفلام، مع توقعات بازدياد عدد الأفلام المشاركة في المهرجان خلال الأسابيع المقبلة.

كما وقع الاختيار على أسطورة صناعة السينما العالمية أوليفر ستون ليرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية في الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. فقد ارتبط اسم أوليفر ستون، الحاصل على ثلاث جوائز للأوسكار في المهرجان.

وتُنظم خلال المهرجان مسابقة رسمية للفيلم الطويل والقصير، يتم من خلالها إلقاء الضوء على أهم الإنجازات والإبداعات السينمائية من آسيا وأفريقيا والعالم العربي. حيث يعرض المهرجان 26 فيلمًا ضمن مسابقة الأفلام القصيرة و16 فيلماً في مسابقة الفيلم الطويل، تتنافس على جوائز اليُسر التي تقدّمها لجنة التحكيم في حفل توزيع الجوائز يوم 8 ديسمبر.

ويسلط المهرجان الضوء على المواهب الشابة التي تساهم في رسم ملامح صناعة السينما في المملكة من خلال سبعة أفلام روائية طويلة و18 فيلماً قصيراً، سيتم تقديمها لخبراء صناعة السينما العالميّة، جنبًا إلى الجمهور المحلّي. ويؤكد اختيار الفيلم السعودي «طريق الوادي» لختام المهرجان على المستوى المتقدم الذي حققه قطاع صناعة الأفلام في المملكة.

وإلى جانب مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة والقصيرة، وعروض السجادة الحمراء، والعروض الخاصة، يحتضن المهرجان مجموعة من البرامج، من بينها: «اختيارات عالمية» و”سينما السعودية الجديدة“ و”كنوز البحر الأحمر“ و”روائع عربية“ و”روائع العالم“ و”جيل جديد“، بالإضافة إلى عروض ”السينما التفاعلية“ و”حلقات البحر الأحمر“ و»ورؤى البحر الأحمر»، وهو برنامج جديد مكرّس لصانعي الأفلام الذين يبلغون آفاقاً جديدة من الإبداع، من خلال أساليب وتقنيات سرديّة مبتكرة وجديدة.

هذا، وقال محمد التركي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي: «يواصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تعزيز مكانته كمنصة مميزة للاحتفاء بالأفلام السينمائية والربط بين الحضارات وتوسيع آفاق شرائح الجمهور. وتحمل دورة هذا العام شعار «السينما كل شيء» لتعكس رؤية سينمائية جريئة وبصمة ثقافية، في هذه الفعالية التي تمتد لعشرة أيام ويترقبها عشاق السينما وأصحاب المواهب ومحترفو قطاع السينما حول العالم. وقد حرص المسؤولون عن برنامج المهرجان على اختيار أفضل الإنتاجات السينمائية العربية والعالمية، وإبداعات المواهب المتنوعة في عدد من أكثر الأفلام ترقباً لهذا العام، مع مجموعة استثنائية من المواهب السعودية المبدعة التي تُمهد الطريق لهذه الصناعة التي بدأت بالازدهار في المملكة في ظل رؤية 2030 التي منحت صناعة الأفلام والإنتاج السينمائي اهتماماً خاصاً ساهم في تعزيز الحراك السينمائي وترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة في هذا القطاع الذي يساهم في دعم وارتقاء جودة الحياة وتمكين التطور الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي. وقدّم التركي شكره لرعاة المهرجان على دعمهم وتفانيهم، كما رحب بالجمهور والمشاركين في جدة خلال المؤتمر الصحفي لإعلان انطلاق الدورة الثانية للمهرجان».

 

الرياض السعودية في

07.12.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004