ملفات خاصة

 
 
 

أكشاي كومار: "مازلتُ أصنع أفلاماً مع الرقصات والكوميديا بسعادة”!

البلاد/ طارق البحار

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

ضمن الجلسات الحوارية المهمة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة حضور الممثل والمنتج أكشاي كومار، على هامش الدورة الثانية من المهرجان، وشهد النجم الهندي المحبوب احتفاءً كبيراً من الجمهور ووسائل الإعلام والضيوف وذلك للمرة الثانية ضمن فعاليات المهرجان الكبير وسط. حضور خيالي من عشاق كومار لدرجة كان على مقدم الحوار كليم أفتاب حملهم على الجلوس وإعطاؤه فرصة للكلام!

كان نجم الحركة والكوميديا الشهير وراء أفلام القضايا الاجتماعية في الماضي مثل الدراما "2017 Toilet: Ek Prem Katha" الذي هو حول رجل تهدد زوجته بتطليقه إذا لم يقم بتركيب مرحاض في منزلهم، والعمل الرائد للعام 2018 "بادمان"، الذي يتناول موضوع المحرمات في الهند وعدم الوصول إلى المنتجات الصحية وغيرها.

تمتد مسيرة الممثل والمنتج المهنية التي استمرت 40 عاماً لأكثر من 150 رصيداً من الأفلام الروائية الطويلة، بما في ذلك الأفلام الضخمة مثل الكوميديا "Phir Hera Pheri" للعام 2006 وأخيراً فيلم الجريمة الشهير "Sooryavanshi"، ودراما استكشاف الفضاء "Mission Mangal" والكوميديا "Good Newwz".

وقال كومار في الجلسة إنه إلى جانب مشروعاته الشغوفة مثل "Toilet: Ek Prem Katha" و"Padman"، فقد أحب أيضاً عمله في السينما الشعبية وقال: "مازلت أصنع أفلاماً مع الرقصات والكوميديا، وأنا أستمتع بعمل هذه الأفلام، إنه أيضاً جزء مهم من حياتك المهنية عليك أن تفعل ذلك بسعادة"

"بعد فيلم "بادمان" المثير للجدل أخبرني أحد أصدقائي أنه تغيرت علاقته مع ابنته كثيراً لأننا شاهدنا هذا الفيلم معاً، والآن تتصل بي عن أمورها النسائية المعروفة، وتطلب مني شراء حزمة صحية لها وأنا في طريقي إلى المنزل من المكتب".

كشف كومار أيضاً في الحوار أنه يعمل على فيلم عن التربية الجنسية، وهو موضوع يشعر أنه من المهم التحدث عنه: "أحب عمل الأفلام الاجتماعية التي يمكن أن تحدث فرقاً، خاصة في بلدي وفي حياة أي شخص"، وأضاف: "لقد التقطت هذه الموضوعات وأقوم بعمل فيلم، لكنني أصنعه بطريقة تجارية للغاية حيث من الواضح أن هناك أغانيَ، وهناك كوميديا، وهناك دراما، وهناك مأساة لذلك، آخذ قصصًا حقيقية وأعدلها وأقدمها بكل الأشياء التجارية".

وأشار إلى أنه بينما تشعر كل من الأعمال في بوليوود وهوليوود بمشاكل كثيرة ما بعد كوفيد، فإن الأمر متروك للصناعة لتكون أكثر ذكاءً وتعمل بجد لإعادة الجماهير إلى السينمات، وقال "أعتقد أنه يتعين علينا بذل جهد أكبر بكثير مما كنا نفعله في وقت سابق"، وأضاف "هذا خطأنا". "نحتاج إلى معرفة ما يريدون والتوقف عن إلقاء اللوم على (الجمهور) في كل شيء لأن الكثير من الناس ألقوا باللوم على (الجماهير) ويقولون إنهم لا يريدون الذهاب إلى السينمات، لكنني أعتقد أن دورنا هو إرضاؤهم بتقديم الأفلام"، وشهد المهرجان استقبال أسطوري للنجم الهندي في الندوة الخاصة.

اكشاي كومار أيقونة بالسينما الهندية وصنع اسمه بنفسه، حتى وصوله للصف الاول من أهم الأسماء اليوم، ويعد أحد أهم فناني السينما في العالم، حيث قدم أكثر من 100 فيلم ما بين الرومانسي، والتشويقي وأعمال الإثارة، وقد جاءت انطلاقته العام 1992 مع فيلم التشويق والإثارة "خيلادي"، كما فاز بجائزة أفضل ممثل في العام 2016 في حفل جوائز "الأفلام الوطنية".

وتم الإعلان أخيراً عن أن أكشاي كومار هو النجم الهندي الوحيد الذي استطاع الوصول إلى قائمة فوربس الأميركية لأعلى المشاهير في العالم أجراً في العام 2020، واحتل أكشاي المرتبة السادسة في القائمة الممثلين. وفقاً للتقارير المنشورة فإن أجر أكشاي السنوي متوسط 48.5 مليون دولار (385 كرور روبية) سنوياً ومعظم هذه الأرباح جاءت من مشاركة أكشاي في الحملات الدعائية والإعلانات التلفزيونية.

 

####

 

البحر الأحمر السينمائي الدولي يعلن عن الفائزين بجوائز سوق البحر الأحمر

البلاد/ مسافات

اختتم سوق البحر الأحمر فعالياته والتي جرت على مدار أربعة أيام على هامش مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وذلك بالإعلان عن أسماء الفائزين في جوائز مسابقات السوق، الذي يعتبر منصّة محوريّة مصمّمة لاكتشاف المواهب، والمشاريع، والأفكار التي ترسم ملامح صناعة السينما في السعودية والعالم العربي وإفريقيا، وتهدف للتواصل مع أقطاب السينما من جميع أنحاء العالم.  وذلك لتعزيز الإنتاج المشترك والتوزيع على مستوى العالم. حيث يستقطب السوق كلاً من الموزعين ووكلاء المبيعات والمنتجين الراغبين بإنشاء وتطوير مشاريعهم في المنطقة.

واستطاع سوق البحر الأحمر هذا العام اجتذاب المهتمين بصناعة السينما، فقد كان مكتظاً بالشغوفين في صالات العرض، وقاعات الاجتماعات، وأماكن العروض، والجلسات الحوارية. وقد تولت لجنتي تحكيم القرار لاختيار الفائزين من فئة سوق المشاريع وفئة الأعمال قيد الإنجاز، حيث ساهم صندوق البحر الأحمر والجهات الراعية بتقديم 24 جائزة لكل من مشاريع المعمل وسوق البحر الأحمر.

وبهذه المناسبة قالت زين زيدان، مديرة سوق البحر الأحمر: "نسعد بالإنجازات الناجحة التي حققناها في نسخة هذا العام من سوق البحر الأحمر. ونهدف من خلال الجوائز الممنوحة إلى تعزيز ثقة صانعي الأفلام الطموحين لخلق المزيد من الفرص لهم. كما نفخر بكل من شارك سواء أفاز أم لا، فماحدث في السوق على مدى أربعة أيام من تبادل للخبرات والرؤى والأفكار يعد بحد ذاته فوزاً وسعياً للارتقاء بتطوير وإثراء صناعة السينما العربية، فشكرا لكم جميعاً".

وبدورها قالت ميريام عرب، مستشارة سوق البحر الأحمر: "أسعدنا في منافسات السوق لهذا العام اكتشاف المشاريع الجديدة من قبل صانعي الأفلام والمنتجين الأفارقة والعرب بما في ذلك المغتربين. ويظهر جلياً في النسخة الثانية من سوق البحر الأحمر هذا العام، تحقيقنا الهدف من وراءه من خلال مواصلة التوسع عبر الآفاق وإنشاء جسور جديدة للسينما المستقلة".

وقدم الرعاة والشركاء لمهرجان البحر السينمائي الدولي جوائز سخية نقدية وعينية  للفائزين وكانت كالتالي:

الجوائز العينية:

قدم مركز السينما العربية (ACC)جائزتين عينية في مرحلة التطوير أو الإنتاج لمشروع سعودي واحد ولمشروع عربي واحد بالمشاركة في 2023 معمل روتردام، وحصل عليها المشروع السعودي "أنت الشاعر وأنا طيف"  والمشروع  العربي "رحلة إلى القدس".

وقدمت شركة ذا سل ثلاث جوائز لأفلام مرحلة ما بعد الإنتاج. حيث تم منح الجائزة الأولى التي تشمل حزمة DCP كاملة بقيمة 8,000 دولار أمريكي إلى مشروع "عصابات". وحصل على الجائزتين الثانية والثالثة والتي تشمل كل منهما من حزمة ترويجية كاملة بقيمة 12,000 دولار أمريكي، كلاً من مشروع "كيان" ومشروع "المرهقون".

ومنحت جائزة ليث برودكشن جائزتين عينية الأولى للمونتاج والمعنية بالمشاريع قيد الإنجاز مبلغ 50,000 دولار أمريكي إلى  مشروع "كيان" والثانية لخدمات المزج الصوتي للمشاريع قيد الإنجاز مبلغ 20,000 دولار أمريكي  وقد حصدها مشروع "بانيل وآداما".

وقدمت شركة أوتيكونز ثلاث جوائز عينية واحدة لمشاريع سوق البحر الأحمر لخدمات الاستشارة الموسيقية بقيمة 2,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "ما وراء النخيل" والثانية والثالثة للمشاريع قيد الإنجاز بقيمة 6,000 دولار أمريكي للترخيص والإشراف الموسيقي وحصل عليها مشروع "كذب أبيض" والجائزة الأخرى بقيمة 10,000 دولار أمريكي لإنتاج الموسيقى التصويرية الأصلية وحصل عليها مشروع "يونان".

وقدمت شركة تيترافيلم جائزة عينية عبارة عن إنتاج الترجمات أو إنتاج ملفات العرض الرقمية أو خدمات البث بقيمة 6,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "بانيل وآداما".

الجوائز النقدية:

قدمت شبكة إي آر تي جائزتين لحقوق التوزيع في العالم العربي الأولى  للمشاريع العربية بقيمة 50,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "حزب العلكة"، والجائزة الثانية للمشاريع السعودية بقيمة 50,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "أنت الشاعر وأنا طيف".

وقدمت شركة سينيويفز لخدمات التوزيع  جائزة نقدية بقيمة 50,000 دولار أمريكي حصدها مشروع "كبش الفداء"، وأيضاً قدمت شركة ماد سوليوشنز لخدمات التوزيع جائزة بقيمة 50,000 دولار أمريكي حصل عليها لمشروع "ما وراء النخيل".

وقدمت مجموعة أم بي سي ثلاث جوائز نقدية لحقوق التوزيع في العالم العربي وهي كالتلالي: جائزة شاهد لمشروع سعودي بقيمة 120,000 دولار أمريكي وكانت من نصيب مشروع "آخر  أيام الصيفية"، جائزة شاهد لمشروع سعودي بقيمة 70,000 دولار أمريكي وحصدها مشروع "الرقص على حافة السيل"،  جائزة شاهد لمشروع عربي بقيمة 40,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "رجال في الشمس".

ومنح صندوق البحر الأحمر ست جوائز  نقدية وفقاً لاختيار لجنة تحكيم سوق البحر الأحمر، وهي كالتالي: جائزة التطوير من لجنة تحكيم سوق البحر الأحمر بقيمة 35,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "رحلة إلى القدس"، جائزة التطوير من سوق البحر الأحمر بقيمة 35,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "أولاد الغولة"، جائزة الإنتاج من سوق البحر الأحمر بقيمة 100,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "المتشردين"، جائزة معمل البحر الأحمر للمشاريع العربية بقيمة 100,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن"، جائزة معمل البحر الأحمر للمشاريع السعودية بقيمة 100,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "كبش الفداء"،  جائزة سوق البحر الأحمر للمشاريع مابعد الإنتاج بقيمة 30,000 دولار أمريكي وحصل عليها مشروع "كذب أبيض".

والجدير بالذكر بأن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تم افتتاحه في 1 ديسمبر وسيستمر حتى 10 من ديسمبر2022، في فندق الريتزكارلتون بمدينة جدة عروس البحر الأحمر.

 

####

 

"إثراء" يشارك في البحر الأحمر السينمائي الدولي بخمسة مشاريع

البلاد/ مسافات

يعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدورته الثانية في جدة من 1-10 ديسمبر من خلال باقة من الأفلام والمشاريع والتي تتضمن الفيلم الختامي للمهرجان "طريق الوادي" من انتاج إثراء للمخرج السعودي خالد الفهد. كما يتم عرض فيلمين قصيرين بدعم من إثراء وهي فيلم "أرجوحة" وفيلم "رقم هاتف قديم"، إلى جانب العرض الأول لفيلم مبادرة إثراء المحتوى قصيدة الملك. اضافة إلى ذلك يقدم برنامج الحلول الإبداعية لمركز إثراء مشاريعه الافتتاحية في قسم الواقع الافتراضي بالمهرجان.

بصفته أحد أكبر منتجي الأفلام في المملكة ، يدعم مركز إثراء صناعة السينما المتنامية في المملكة من خلال رعاية المواهب المحلية وتعزيز القدرات في إنشاء المحتوى السينمائي وتمكين الكفاءات السعودية بصناعة السينما. وفي هذا الإطار أشار ماجد السمان ، رئيس الفنون المسرحية والسينما في إثراء إلى التزام إثراء بتطوير صناعة السينما في المملكة قائلا: "نحن في إثراء نوفر مساحة تقنية هادفة للمواهب السينمائية في المملكة لصقل مهاراتهم وتمكين أعمالهم ونحن حريصين على مشاركة أحدث مشاريعنا مع صناع السينما العالمية."

يعد طريق الوادي ، أول فيلم روائي للمخرج السعودي خالد الفهد ، ويروي الفيلم قصة الفتى علي الذي يعاني من متلازمة الصمت الانتقائي حيث يجد نفسه ضائعا في طريقه لزيارة الطبيب في قرية مجاورة. فيجد نفسه وحيدًا في مغامرة وسط الوادي تمكنه من التغلب على سلسلة من التحديات التي تساعده على اكتشاف ذاته. وتشارك في الفيلم النجمة والمغنية أسيل العمران والنجم التلفزيوني محمد الشهري ، ونجم المسرح والشاشة نايف خلف الثقيل ، وحمد فرحان في أول دور تمثيلي له. يعد "طريق الوادي" أول فيلم سعودي يحصل على تصنيف (عام) حيث يسمح لكافة الفئات العمرية بالمشاهدة.

يركز مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي هذا العام على محتوى الواقع الافتراضي ، وفي هذا السياق يعرض مركز إثراء أفضل خمسة نماذج من العام الأول لبرنامج إثراء للحلول الإبداعية ، والذي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الإبداعي في المملكة من خلال تمكين إنشاء المحتوى الرقمي بما في ذلك تقنيات الواقع الافتراضي ، والواقع المعزز ، والواقع المختلط ، والمزيد. تم تصميم هذه المبادرة على مدار العام لإثراء وتثقيف وإلهام المبدعين في المجتمع لتطوير محتوى رقمي محلي ، وربط المشاركين بالشركات والمستثمرين العالميين لتعزيز ورعاية منتجات جديدة ابتكارية. حيث تفتح طلبات السنة الثالثة في 1 فبراير 2023.

ومن الجدير بالذكر، أنتج مركز إثراء أكثر من 20 فيلماً ، منها 15 فيلماً حازت على جوائز محلية، إقليمية ودولية. بالإضافة إلى ذلك أقام مركز إثراء العديد من البرامج الرئيسية التي تدعم صناع الأفلام السعودية. ويستضيف المركز برنامج أيام السينما السعودية وجمعية إثراء السينمائية ، والتي تقدم برنامجًا كاملاً على مدار العام بالإضافة إلى مهرجان أفلام السعودية.

 

البلاد البحرينية في

06.12.2022

 
 
 
 
 

«جنائن معلقة» فيلم يحكي واقع حياة من مكب النفايات

جدة: أسماء الغابري

عندما تسمع عن فيلم عنوانه «جنائن معلقة» يدور بذهنك أنك سترى فيلماً سينمائياً خيالياً، صوِر في مساحات خضراء تحاكي حدائق بابل المعلقة، أو فيلماً رومانسياً مستوحى من القصة الأسطورية الشهيرة لهذه الحدائق التي بناها الملك نبوخذ نصر الثاني لزوجته. لكن الواقع هو أن الفيلم صوِر في مكب نفايات بالعراق، قصته مستوحاة من أحداث حقيقية تحكي واقعاً مريراً.

«جنائن معلقة» قصة فيلم في ظاهرها بسيطة، لكنها تحكي بعمق عن أثر الدمار الذي تسببت فيه الحروب المتتالية في العراق، وما أحدثته من مشكلات اجتماعية واقتصادية. أخرجه أحمد ياسين الدراجي، ومثل فيه كل من حسين محمد جليل، وسام ضياء، جواد الشكرجي وأكرم مازن علي.

قصته مستوحاة من أحداث حقيقية حدثت في عام 2006 عندما كانت الحرب الأهلية تعصف ببغداد، وكانت المدينة تشهد وجوداً كثيفاً للقوات الأميركية. يقول الممثل العراقي وسام ضياء لـ«الشرق الأوسط»: «بالطمر الصحي (مكب النفايات) في العراق تباع المخلفات التي تُجمع من جميع المناطق بأسعار زهيدة، لكن نفايات السفارة الأميركية يفتح عليها مزاد وتباع بأسعار أعلى من البقية، ليعاد تدويرها، والفيلم يتناول كيف لأشياء من ضمن المخلفات الأميركية أن تؤثر سلباً على المجتمع».

وأضاف: «حدثت قصته مع المخرج أحمد ياسين الدراجي، عندما وجد زميله مغلفاً أسود تابعاً لرتل أميركي، وأحضره معه لكلية الفنون الجميلة التي كان يدرس بها، وعندما فتحه هو وأحمد، تفاجأوا أن بداخله دمية مطاطية، ومن هذه الواقعة استوحى المخرج الذي أيضاً شارك في كتابة سيناريو الفيلم».

ويحكي الفيلم عن الشقيقين طه وأسعد اللذين يبحثان عن لقمة العيش من خلال جمع المعادن والبلاستيك من مكب النفايات الأسطوري الشهير باسم «جنائن بابل المعلقة» في بغداد. وفي أحد الأيام يلفت انتباههما مكب نفايات الجيش الأميركي الذي يضم مجلات خليعة ضمن عدد من باقي الأشياء، وفيعه يعثر أسعد على دمية مطاطية مهملة ويقرر إحضارها إلى المنزل، وحينما تختبر الدمية علاقة الأخوين، يواجها بقلق ما يهدد صلتهما الأخوية، ضمن تحدَي الحب وصلة الدم، الذي تنتصر فيه روح الدعابة والبراءة. الفيلم مدعوم من صندوق البحر الأحمر.

واستطرد ضياء: «استغرق تصويره ما يقارب 28 يوماً، فيما كان التجهيز قائماً منذ عام 2016، وبدأ التصوير في 2020، وصوّرنا المشاهد في الطمر الصحي، وعشنا الأجواء بكل قسوتها، ورغم صعوبة التأقلم إلا أننا بعد يومين من وجودنا في الموقع والتصوير اعتدنا على الرائحة السيئة وقسوة الأجواء».

يقول بطل الفيلم حسين محمد: «هذا الفيلم السينمائي الأول الطويل الذي أقدمه، ورغم قسوة ظروف المنطقة التي صورنا فيها، إلا أن التجربة كانت ممتعة وحماسية».

من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط»، أكرم مازن، مشارك في الفيلم، «إن تجربة التصوير كانت بالغة الصعوبة بسبب المكان، ولكن المخرج أحمد يس استطاع أن يجعل من صعوبته تحدياً، ليخرج أجمل ما في الممثلين من إبداع في الأداء».

 

####

 

«البحر الأحمر» يحتفي بالفن الجميل بعرض إرث جمال فهمي وأفلام يوسف شاهين

افتتاح برنامج «سينما حي» للجمهور اعتباراً من اليوم

جدة: «الشرق الأوسط»

أعلن مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، بالتعاون مع «حي جميل»، عن تنظيم معرض أرشيفي لإرث المصور جمال فهمي، ومعرض لأفلام يوسف شاهين؛ إذ يدعو البرنامج الافتتاحي الجمهور إلى اكتشاف الأعمال المميزة للمصور الشهير والأفلام الخالدة للمخرج الكبير التي رسمت ملامح تاريخ السينما العربية.

تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لمؤسسة «حي جميل»، سيُفتتح برنامج «سينما حي» للجمهور بدءاً من اليوم، خلال «مهرجان البحر الأحمر». ويُعرف برنامج «سينما حي» بمنهجيته المتميزة في صياغة محتوى سينمائي بحثي مجمع يهدف إلى تزويد الجمهور بروح حب الاستطلاع والشمولية، وحرصه على توسيع مجال البحث في تاريخ الأفلام المستقلة في المنطقة.

ويعد «سينما حي» أحد أول المراكز التي أنشأتها السعودية للسينما المستقلة، ويهدف إلى تعزيز الدور الذي تلعبه السينما باعتباره نقطة تلاقٍ للمشاهدة والتعلم وتبادل المعارف والاكتشاف والبحث في عالم السينما، وقطاع صناعة الأفلام الكبير. يضم المركز مسرحاً يتسع لـ168 مشاهداً، وغرف عرض بسعة 30 مشاهداً، ومكتبة للوسائط المتعددة، بالإضافة إلى مساحة تعليمية. وقد صَمم المجمع استديو التصميم المعماري «بريك لاب» ومقره الرياض ليصبح مقراً لمجتمع الأفلام السعودية وعشاق السينما المحلية طوال العام. وفاز التصميم المعماري بالجائزة المعمارية الدولية التي تنظمها مؤسسة «فن جميل».

وقال محمد التركي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مهرجان البحر الأحمر»، «يسعدنا في المهرجان، التعاون والعمل مع (سينما حي)، ويشكل افتتاحها مجتمعاً سينمائياً للتفاعل وتبادل الأفكار والعمل على مشاريع جديدة، كما سيوفر فرصاً مثالية للوصول وبناء قاعدتنا الجماهيرية ليتمكن الناس من الاستمتاع بكل ما يقدمه المهرجان».

من جانبه، قال فادي جميل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «فن جميل»، «يسعدنا الترحيب بكل أفراد المجتمع في (سينما حي) الذي صُمم ليكون مقراً لصناع الأفلام وعشاق السينما السعودية من جميع الأعمار. ونفخر بالتعاون مع المهرجان في برنامجنا الافتتاحي، ونسعد بالعمل عن كثب مع المهرجان لحفظ وترميم وعرض أهم الشخصيات التي أثرت في السينما العربية. وتلتزم مؤسسة (فن جميل) بدعم شركائها في مجال الثقافة واستكمال جهودهم عبر القطاعين الحكومي والخاص، وبالتالي يعد (سينما حي) إنجازاً كبيراً يعود بالنفع على الجميع. كما نتطلع لاستثمار الفرص الكثيرة التي سيوفرها هذا التعاون لمجتمعاتنا».

ويحتفي معرض أعمال جمال فهمي بعنوان «كما رأيناه»، الذي ينظمه الكاتب والمخرج ياسر حماد في جدة، ومديرة برنامج «سينما حي» زهرة إيت الجمار، المختصة بالسينما والثقافة المصرية، حيث تعاون فهمي مع كبار صناع الأفلام المصريين، وأهمهم يوسف شاهين، وحسين كمال، وعلي بدرخان، وعلي رضا، وسعيد مرزوق. ولم تقتصر أعماله على لقطات الأفلام أثناء التصوير، ولكن شملت أيضاً التصوير خلف الكواليس، وجلسات التصوير لصناع الأفلام والممثلين. وتضرب أعمال جمال فهمي مثالاً على التصوير الفني الرائع بتراكيبه المثيرة واستخداماته المتميزة للضوء والظلال. ويقام المعرض اليوم إلى 25 مارس (آذار) 2023 وسيعرض أرشيف مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

ويضم برنامج أفلام يوسف شاهين عرضاً لروائع أفلامه، وذلك بمصاحبة معرض فني لمجموعة من أروع أعمال الفنان جمال فهمي، فقد التقط المصور الكبير صوراً خلف الكواليس للعديد من روائع يوسف شاهين.

يذكر أن شاهين كان أحد رواد سينما المؤلف؛ حيث أغرت أفلامه جيلاً كاملاً للمشاركة في رواية القصص الجريئة والمثيرة، حيث وثقت أعمال شاهين الأولى الصراع بين طبقات المجتمع المختلفة وكفاح الطبقة العاملة.

وتشمل قائمة الأفلام المعروضة فيلم «إسكندرية ليه؟»، الذي كان بمثابة تحول جذري في مشوار يوسف شاهين الفني لصناعة الأفلام. ويُعد «إسكندرية ليه؟» الفيلم الأول في رباعية السيرة الذاتية بعنوان «صورة الفنان في شبابه»، التي ألقت الضوء على فتى مراهق يحلم بأن يصبح ممثلاً ولكن تصطدم أحلامه بكواليس الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد أصبح «إسكندرية ليه» بما فيه من سرد للسيرة الذاتية لشاهين وما يحمله من حنين للإسكندرية أحد أهم وأمتع أعمال المخرج الكبير. كما يعد فيلم «الإسكندرية كمان وكمان» الجزء الثالث من رباعية شاهين لأفلام السيرة الذاتية، التي تتخللها انقطاع بسبب إضراب الفنانين. ويصور الفيلم العلاقة الرمزية بين المخرج والممثل برقصة حزينة على أنغام موسيقى هوليوود.

ويمثل فيلم «الوداع يا بونابرت» أحد أهم أعمال شاهين في فئة الأفلام التاريخية، ويكشف فيلم «اليوم السادس»، والمستوحى من رواية أندريه شديد، فترة الاستعمار الإنجليزي لمصر خلال منتصف العشرينات، ويصور فيلم «عودة الابن الضال» المستوحى أيضاً من رواية معاناة أسرة تمر بأزمة طاحنة.

يذكر أن أفلام يوسف شاهين ستعرض خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وتبدأ منذ اليوم في تمام الساعة الثامنة مساءً.

 

####

 

«البحر الأحمر السينمائي» يتوج الفائزين بجوائز سوقه

جدة: «الشرق الأوسط»

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عن أسماء الفائزين في جوائز مسابقات سوقه، الذي يعتبر منصّة محوريّة مصمّمة لاكتشاف المواهب، والمشاريع، والأفكار التي ترسم ملامح صناعة السينما في السعودية والعالم العربي وأفريقيا، وتهدف للتواصل مع أقطاب السينما من جميع أنحاء العالم، وذلك لتعزيز الإنتاج المشترك والتوزيع.

واستقطبت السوق على مدار أربعة أيام من الموزعين ووكلاء المبيعات والمنتجين الراغبين بإنشاء وتطوير مشاريعهم في المنطقة، واستطاع اجتذاب المهتمين بصناعة السينما، حيث اكتظ بالشغوفين في صالات العرض، وقاعات الاجتماعات، وأماكن العروض، والجلسات الحوارية.

وتولت لجنتا تحكيم القرار اختيار الفائزين من فئتي «سوق المشاريع» و«الأعمال قيد الإنجاز»، إذ ساهم صندوق البحر الأحمر والجهات الراعية بتقديم 24 جائزة لكل من مشاريع المعمل وسوق البحر الأحمر.

من جانبه، قالت زين زيدان، مديرة سوق البحر الأحمر: «نهدف من خلال الجوائز الممنوحة إلى تعزيز ثقة صانعي الأفلام الطموحين لخلق المزيد من الفرص لهم»، مبينة أن ما جرى خلال الأيام الماضية من «تبادل للخبرات والرؤى والأفكار يعد بحد ذاته فوزاً وسعياً للارتقاء بتطوير وإثراء صناعة السينما العربية».

بدورها، أشارت ميريام عرب، مستشارة السوق، إلى اكتشاف مشاريع جديدة من قبل صانعي الأفلام والمنتجين الأفارقة والعرب بما في ذلك المغتربون، مضيفة: «يظهر جلياً في النسخة الثانية من سوق البحر الأحمر هذا العام، تحقيقنا الهدف من ورائه من خلال مواصلة التوسع عبر الآفاق وإنشاء جسور جديدة للسينما المستقلة».

وقدم الرعاة والشركاء للمهرجان جوائز سخية نقدية وعينية  للفائزين، حيث منح مركز السينما العربية (ACC) جائزتين عينيتين في مرحلة التطوير أو الإنتاج لمشروع السعودي «أنت الشاعر وأنا طيف»، والعربي «رحلة إلى القدس» بالمشاركة في معمل روتردام 2023. وأعطت شركة «ذا سل» ثلاث جوائز لأفلام مرحلة ما بعد الإنتاج، الأولى تشمل حزمة DCP كاملة بقيمة 8 آلاف دولار أميركي لمشروع «عصابات»، وتشمل الثانية والثالثة حزمة ترويجية كاملة بقيمة 12 ألف دولار، لمشروعي «كيان» و«المرهقون».

ومنحت «ليث برودكشن» جائزتين عينيتين الأولى للمونتاج والمعنية بالمشاريع قيد الإنجاز مبلغ 50 ألف دولار إلى «كيان» والثانية لخدمات المزج الصوتي للمشاريع قيد الإنجاز مبلغ 20 ألف دولار لمشروع «بانيل وآداما». وقدمت شركة أوتيكونز ثلاث جوائز عينية واحدة لمشاريع السوق لخدمات الاستشارة الموسيقية بألفي دولار لمشروع «ما وراء النخيل» والثانية والثالثة للمشاريع قيد الإنجاز بستة آلاف دولار للترخيص والإشراف الموسيقي، حصل عليها مشروع «كذب أبيض»، والجائزة الأخرى بـ10 آلاف دولار لإنتاج الموسيقى التصويرية الأصلية، لصالح مشروع «يونان». بينما حصل مشروع «بانيل وآداما» على جائزة عينية من شركة تيترافيلم عبارة عن إنتاج الترجمات أو إنتاج ملفات العرض الرقمية أو خدمات البث بقيمة 6 آلاف دولار.

وفيما يخص الجوائز النقدية، قدمت شبكة إي آر تي جائزتين لحقوق التوزيع في العالم العربي، الأولى للمشاريع العربية بـ50 ألف دولار، وأخرى للمشاريع السعودية بالقيمة نفسها نالها مشروع «أنت الشاعر وأنا طيف». ومنحت شركة سينيويفز لخدمات التوزيع جائزة نقدية مماثلة حصدها مشروع «كبش الفداء»، واخرى بالقيمة نفسها من شركة ماد سوليوشنز لخدمات التوزيع لمشروع «ما وراء النخيل».

وقدمت مجموعة إم بي سي ثلاث جوائز نقدية لحقوق التوزيع في العالم العربي، منها جائزة شاهد لمشروعين سعوديين الأول بقيمة 120 ألف دولار من نصيب «آخر أيام الصيفية»، وأخرى بـ70 ألف دولار لـ«الرقص على حافة السيل»، والثالثة جائزة شاهد لمشروع عربي بـ40 ألف دولار نالها «رجال في الشمس».

ومنح صندوق البحر الأحمر ست جوائز نقدية وفقاً لاختيار لجنة تحكيم السوق، الأولى والثانية للتطوير نالها «رحلة إلى القدس»، و«أولاد الغولة»، بـ35 ألف لكل منهما. والثالثة للإنتاج بـ100 ألف دولار لمشروع «المتشردين»، والرابعة والخامسة جائزة المعمل بقيمة مماثلة لكل منهما نالها المشروع العربي «عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن»، والسعودي «كبش الفداء»، والأخيرة للمشاريع ما بعد الإنتاج بـ30 دولارا، حصل عليها مشروع «كذب أبيض».

 

الشرق الأوسط في

06.12.2022

 
 
 
 
 

نادين لبكي: السينما أفضل نافذة لتقديم قضايا وأسرار المرأة

جدة- محمد عبد الجليل

شددت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، على ضرورة توفير فرص للمرأة في السينما، معتبرة أنّ "هناك العديد من الأشياء التي نشعر بها كنساء نحتاج إلى التعبير والتحدث عنها بعمق، وأعتقد أنّ السينما هي أفضل طريقة لترجمة ذلك".

وجاء حديث نادين خلال جلسة نقاشية مع نائب رئيس تحرير مجلة "فارايتي" للمحتوى العالمي والمحرر التنفيذي ستيفن جايدوس، ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، التي تستمر حتى 10 ديسمبر الجاري في مدينة جدة، حيث نالت جائزة فاريتي الدولية لصناعة الأفلام.

انتفاضة المرأة

وترى نادين لبكي، أنّ "المرأة في العديدٍ من الدول، تشعر بالذنب منذ سنوات طويلة لكونها امرأة فقط، لكن يبدو أنّ هناك تحولاً وتطوراً في الفترة الأخيرة، ولا أعتقد أن هناك شيئاً أجمل مما يحدث في إيران الآن، النساء يريدون فقط الصراخ والتعبير عن أنفسهن".

وقالت إنّ: "الانتفاضات الاجتماعية والسياسية الأخيرة التي شهدتها إيران، تمدني بالأمل الذي أحتاج إليه، كما تُشير إلى قُرب قدوم تغيير إلى الأفضل، وسيكون للمرأة صوتاً عالياً ومسموعاً، وأتمنى أنّ تحظى النساء في دول العالم بهذه الفرصة".

ولفتت إلى "فشل العديد من الانتفاضات أو تم قمعها، لكنها لم تُغير ما نشعر به في داخلنا، وكنا نشعر بالإحباط حتى وقتِ قريب، لعدم حدوث تغيير، لكن لم نفقد الأمل قط، وأعتقد أنّ الأمل هو ما يمنعني من التعامل بسخرية مع مجريات الأمور".

وتابعت أنّ "هناك مقولة أحبها، وهي أنه لا يمكن تحقيق العدالة إلا عندما يتعامل الأشخاص بقلق تجاه القضايا المختلفة"، متابعة "أريد أن أشعر بالقلق حتى عندما لا أتأثر، أريد أن أؤمن بإمكانياتي كإنسانة وبقوتي، نحن بحاجة إلى الإيمان بقوتنا الفردية لإحداث تغيير حقًا".

ممثلين غير محترفين

وأرجعت نادين لبكي، أسباب اهتمامها بالعمل مع ممثلين غير محترفين، إلى أنها تُحب الحياة الطبيعية والمشاعر الصادقة، قائلة: "عندما تعمل مع ممثلين غير محترفين، عليك أن تتكيف معهم ومع طريقتهم في الحياة، إنه تعاون جميل لأنك ستكون متصلاً جدًا بما مروا به".

وأوضحت أن ابتعادها عن مجال الإخراج خلال الـ3 أعوام الأخيرة مقابل التمثيل، إلى أنّ "هناك الكثير مما يمكن قوله، وأعتقد أننا محظوظون للغاية لأننا نشهد هذا الجزء من التاريخ والتحول، ومن المستحيل تلخيص ذلك، ربما لهذا السبب لم أكتب فيلمي التالي بعد".

واعتبرت أنّ المنصات الرقمية لا تُهدد مستقبل صالات العرض، إذ أنّ العلاقة بينهما تكاملية وليست تنافسية، ووجودهما أمرٌ ضروري، متابعة "يجب على الناس أن يكونوا قادرين على العيش مع كلتا التجربتين، خاصة وأنّ السينما لها طقوس مهمة جداً، ومُشاهدة الفيلم في غرفة مظلمة والشعور بمشاعر الآخرين هي تجربة جماعية وجميلة، لكن البعض يرى أنّ البقاء في المنزل ومُشاهدة الفيلم على الأريكة أرخص بكثير".

 

####

 

مخرج "جنائن معلقة" لـ"الشرق":

رحلتي مع الفيلم أشبه بـ"المهمة الانتحارية"

جدة- محمد عبد الجليل

كشف المخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي، كواليس فيلمه الروائي الطويل "جنائن معلقة"، الذي عُرض لأول مرة بالشرق الأوسط، في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، والمُنعقد حالياً حتى يوم 10 ديسمبر الجاري، وذلك بعد جولة سينمائية حول العالم.

وقال الدراجي، إنّ مُشاهدته لفيلم "القناص الأميركي" عام 2015، كان دافعاً قوياً له لتنفيذ مشروع "جنائن معلقة"، متابعاً "شعرت بإهانة واستفزازٍ شديد، من طريقة تعامل الأميركي مع الحروب خاصة من ناحية الشهوات الجنسية، وكذلك تقديم الجندي الأميركي وأنه محور الكون ويقتل العراقيين في شوارعهم، بالطبع لم أستطع تقبل الفكرة وكانت مزعجة لي جداً".

وتابع "قررت أنّ أقدم قصة من واقع الشارع العراقي، وبصوت العراقيين فقط، فلن أتقبل فكرة أنّ يأتي مواطن أجنبي من خارج حدود البلاد ويروي قصصنا".

وتدور أحداث فيلم "جنائن معلقة" حول الشقيقان "طه" و"أسعد" اللذان يعملان في جمع المعادن والبلاستيك من مكبّ نفايات في بغداد، يلفت انتباههما مكبّ نفايات الجيش الأميركي الذي يعثر فيه "أسعد" على دمية جنسية مهملة، ويقرر امتلاكها وإحضارها إلى المنزل، وحينما تختبر الدمية علاقة الأخوين، يواجها بقلق ما يهدّد صلتهما الأخوية، ضمن تحدي الحب وصلة الدم، الذي تنتصر فيه روح الدعابة والبراءة.

حكايات واقعية 

وروى المخرج أحمد ياسين الدراجي، في لقاءٍ مع "الشرق"، كواليس فكرة فيلم "جنائن معلقة"، موضحاً أنّه استعادها من واقعة حقيقية لصديقه بالجامعة، نهاية عام 2006، قائلاً: "كنت أنتظر صديقي عند الجامعة، وكانت هذه الفترة تشهد العديد من الصراعات والحروب الأهلية وغيرها، وفجأة وجدته ممسكاً بشنطة سوداء كبيرة، وبداخلها دمية جنسية، ليُخبرني بأنه عثر عليها داخل مكب نفايات الجيش الأميركي"، ليُقرر بعد كلّ هذه السنوات تقديم هذه الفكرة في مشروعٍ سينمائي.ل

وأكد أنه لم يتخوف من تقديم هذه الفكرة في فيلمٍ سينمائي، إذ يرى أنّ "الأجيال الجديدة بالعراق لديها رغبة في الانفتاح على العالم كله وتبادل الثقافات، إذ هناك فرصة لتقبل مختلف الأشياء عكس الأجيال القديمة، مثل والدي ووالدتي اللذان لم يتقبلا الفكرة حتى الآن ولديهما حساسية كبيرة تجاهها، رغم أنها حكايات واقعية والشخصيات موجودة بالشارع العراقي".

وتابع "أنّ شخص أرفض الصمت تجاه مختلف الأحداث، وأحرص على الإدلاء برأيي، وأنا قلت وجهة نظري في هذا الفيلم، وأترك الأمور ليراها الجمهور وفقاً لرؤياهم، لكن لديّ آمال كبيرة في الجمهور العراقي بأنّ ينال العمل إعجابه"، لافتاً إلى أنّه تلقى ردود فعل إيجابية واسعة من الجمهور العربي، خاصة الجمهور اللبناني، حيث "شعر البعض أنه يُلامس قضايا بلادهم أيضاً، وهذا كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، بأنّ الأمر لا يخص العراق فحسب".

صعوبات وتحديات

وقال إنّ فيلم "جناين معلقة" صُور كاملاً في العراق، وبطاقم عمل محلي دون الاستعانة بأي كوادر أجنبية تماماً، "هذا شيء يدعو للفخر والاعتزاز، كونه يمنح المشروع واقعية كبيرة، وذلك كان رغبتي منذ البداية، بعدم الاستعانة بأي عنصر خارج العراق".

ولفت إلى أنّ أبرز الصعوبات التي واجهته، تكمن في دخول الدمية الجنسية للعراق، واصفاً إياها بقوله: "مهمة صعبة للغاية وأشبه بالمهمات الانتحارية، ونجحت في دخولها البلاد بشكلٍ مؤقت، بموافقة رسمية من مكتب رئيس الوزراء".

وتابع أنه لم يواجه أي صعوباتٍ تُذكر على أرض الواقع، "فريق العمل كان مرناً للغاية، وكذلك سكان المناطق التي تم تصوير الفيلم فيها، استقبلونا بشكلٍ جيد"، لافتاً إلى أنه لم يستخدم إضاءة صناعية في الفيلم، بينما اعتمد على الإضاءة الطبيعية، طوال رحلة تنفيذ المشروع التي استغرقت نحو 5 شهور ما بين التحضير والتصوير.

واستطرد أنّ تصوير الفيلم، جاء بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا في البلاد، "كنت متخوفاً جداً من فكرة تعطل التصوير، وكنت أحتضن المُمثلين والأطفال وأتعامل بعناية شديدة، فعلاقتي بهم ليست قائمة في إطار وظيفي، بينما أشبه بالأبوة".

رحلة العثور على طفل

واستعرض تجربته في رحلة البحث عن طفل ليؤدي دور البطولة في "جنائن معلقة"، قائلاً: "كانت مهمة صعبة ومرهقة جداً، وظللت لمدة 3 شهور تقريباً وبشكلٍ يومي، أبحث عن طفل في شوارع بغداد يكون مناسباً للدور"، لافتاً إلى رفض بعض الأهالي مُشاركة أطفالهم في الفيلم، بحجة أنه يُخالف الأعراف الاجتماعية وليست العقائدية، "كان أمراً مثيراً بالنسبة لي، واكتشفت أنّ العرف هناك أكبر من أي شيء ويفرض شروطاً وحدوداً صارمة على الناس".

وقال إنه وقع الاختيار على الطفل "حسين محمد"، بناءً على اقتراح من صديق له، موضحاً أنّ "هذا الطفل كان يعيش في تركيا، ولم يسبق له التمثيل من قبل، باستثاء المُشاركة في إعلانين فقط، وكنت متخوفاً من اختياره كونه مترف وصاحب بشرة بيضاء، وقد لا يتناسب مع الشخصية".

وتابع "أصبت بحالة قلق شديدة قبيل انطلاق التصوير، وعقدت معه جلسات تحضيرية مكثفة لمدة 3 أسابيع تقريباً، وكنت اصطحبه إلى مكب النفايات في بغداد لمُعايشة الأجواء، إلا أنه كان يتحسس خطواته وسط القمامة والمعادن، وقلت له وقتها: يجب عليك أن تظهر وكأنك واحداً من هذا العالم".

وأضاف أنه شعر بطمأنية تجاه الطفل وأنه سيؤدي الشخصية بشكلٍ جيد، بعدما تلقى دعوة من قبل أحد الأهالي في منطقة مكب النفايات لتناول الغذاء: "بعد تناولنا الطعام، لاحظت مدى تفاعل الطفل مع أبناء هذه الأسرة واندماجه معهم في وقتٍ قصير".

كواليس الإنتاج

وقال مخرج "جنائن معلقة"، إنه بذل جهوداً خلال رحلته في العثور على جهة إنتاجية تتحمس للمشروع، قائلاً: "وصلت إلى المنتجة هدى الكاظمي التي تحمست للفيلم، ورهنت منزلها مقابل الاقتراض من البنك حتى نتمكن من صناعة الفيلم، الأمر الذي كان يُحملني بمسؤولية ضخمة لإنجاز المشروع بأفضل صورة"، متابعاً أنّ "هناك شركات إنتاجية أخرى شاركت في الإنتاج، مثل محمد حفظي ومي عودة، فضلاً عن مهرجان البحر الأحمر الذي قدّم دعماً للمشروع، كما أنني أشعر بالفخر كون الفيلم نُفذ بدعمٍ عربي ولم يحصل على أي تمويل خارج المنطقة". 

وأشار إلى مرحلة الكتابة التي بدأها نهاية عام 2016، استغرقت منه وقتاً طويلاً، كونه ظل يبحث عن وسائل دعم للعمل، كما أنّ القصة شاركت في أكثر من مؤسسة ومهرجان سينمائي، وجرى تطويرها.

وكشف عن خروج الفيلم من الدورة الماضية لمهرجان كان، في اللحظات الأخيرة، لعدم الانتهاء من مراحل الصوت والمكساج، مُعرباً عن آماله بأنّ يحظى الفيلم بخطة توزيع جيدة خلال الفترة المُقبلة ويصل لكل الجماهيرية العربية، لاسيما الجمهور العراقي.

واختتم الحوار، بالكشف عن مشروعه السينمائي الجديد، حيث يواصل حالياً كتابة فيلمٍ يحمل اسماً مبدئياً "بائع الحرير"، تدور أحداثه عن عارض أزياء نسائية في بغداد، فيما يتمحور التساؤل الوحيد في الفيلم حول كيف تثبت أنك رجل؟، موضحًا أنه لن ينتهِ من كتابة النسخة الأولى للعمل قبل 6 شهور.

 

الشرق نيوز السعودية في

06.12.2022

 
 
 
 
 

نسخ مُرممة خطفت أنظار الجمهور في "البحر الأحمر"..

"خلي بالك من زوزو" و"غرام في الكرنك" 50 عامًا من النجاح

القاهرة الإخباريةمحمد عبد المنعم

بمحاذاة شاطئ البحر بمدينة جدة السعودية، اصطفت طوابير من جمهور مهرجان البحر الأحمر السينمائي أمام قاعة السينما المخصصة لعرض الفيلم المصري المعاد ترميمه بعد عقود من إنتاجه "خلي بالك من زوزو"، بينما ينتظرون اليوم عرض فيلم "غرام في الكرنك" بعد ترميمه أيضًا.

استمتاع الجمهور في الهواء الطلق على أنغام "يا واد يا تقيل" و"الأقصر بلدنا"، الأغنيتان الشهيرتان من الفيلمين المعروضين على هامش المهرجان ضمن برنامج "كنوز البحر الأحمر"، وضعهما في منافسة قوية مع عروض عالمية ودولية جاءت من جميع أنحاء العالم لاقتناص جوائز المهرجان.

أكثر من 50 عامًا مرت على إنتاج فيلمي "خلي بالك من زوزو" للفنانة سعاد حسني، و"غرام في الكرنك" للفنان علي رضا والفنانة فريدة فهمي، ورغم كل هذه العقود، فإن الفيلمين ما زالا مؤثرين في وجدان الجمهور المصري والعربي، وهو ما كان دافعًا قويًا لإدارة مهرجان البحر السينمائي لترميم العملين، وإعادة عرضهما للجمهور العربي والعالمي الذي جاء لحضور فعاليات المهرجان، في مشهد يعبر عن مدى تأثير السينما المصرية في وجدان الفن العربي مهما مر الزمان.

أبطال العملين

الفنان حسين فهمي أعرب عن سعادته بعرض فيلم "خلي بالك من زوزو" في مهرجان البحر الأحمر، حيث أكد أنه استقبل حب كبير من الجمهور العربي الذي شاهد الفيلم بالمهرجان، وتوجه بالشكر لكل من ساهم بترميمه، بحسب بيان رسمي أصدره أمس.

بسعادة كبيرة قالت الفنانة فريدة فهمي لموقع "القاهرة الإخبارية" عن عرض النسخة المرممة من فيلم"غرام في الكرنك" بالمهرجان: "مفيش أحلى من كده"، لتؤكد أن الفيلم خطوة مهمة جدا في صناعة السينما، ومسألة ترميمه من قبل مهرجان عربي يدل أنه مازال ساكنا في وجدان الجمهور بتفاصيله وأغانيه، كما أنني كنت أتمنى أن يتم تكريم مخرج العمل الراحل الكبير علي رضا على التحفة الفنية التي تركها لنا، فهو عمل اجتمعت فيه كل عناصر النجاح.

كلاسيكيات الموسيقى

لا تكمن أهمية الفيلمين المصريين "خلي بالك من زوزو" و"غرام في الكرنك" في القصة أو النجوم المشاركين فحسب، ولكن في كل العناصر التي اكتملت واجتمعت لتحقق نجاحًا كبيرًا في العملين، وكان أحد أهم هذه العناصر الأغاني والاستعراضات التي لا تزال حاضرةً بيننا حتى اليوم، فمَن لا يرتبط في ذهنه أغنية "يا واد يا تقيل" أو "الأقصر بلدنا"، وكان وراء نجاح هذه الأغاني فريق عمل متكامل يقوده كبار الملحنين المصريين، بينهم الراحلان سيد مكاوي وعلي إسماعيل، وحرصنا على التواصل مع أبنائهما الذين عبروا عن سعادتهم بترميم النسخة المرممة من العمل في السعودية، كما تطرقوا للحديث عن كواليس هذه الأعمال.

حفظ للتاريخ

أميرة سيد مكاوي بدأت حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية"، قائلة: "سعيدة بعرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لمحو الالتباس عند الجمهور الذي كان يظن أن العمل كله من ألحان كمال الطويل فقط، بينما والدي سيد مكاوي وإبراهيم رجب عملا في الفيلم، كما أن والدي هو الوحيد الذي لحّن أغنيتين بالعمل وهما خلي بالك من زوزو، واستني".

وتابعت: "لم أرَ كواليس تحضير الأغنيات، ولكنني رأيت علاقة والدي والشاعر المصري الراحل صلاح جاهين بالسندريلا سعاد حسني، فكانا مؤمنين بها جدًا، وكان والدي يحب أن يقدم لها ألحانًا مميزة لأنه يشعر تجاه موهبتها الكبيرة بالمسؤولية".

أما عن إعادة ترميم الأعمال القديمة، فتقول أميرة: "هذا حفظ للتاريخ لأن السينما هي إحدى أدوات كتابة التاريخ، وحينما نشاهد على سبيل المثال فيلمًا في السينما نعرف طبيعة العصر الذي عُرض فيه القصة على الأقل، وكيف كان يعيش الأشخاص وقتها، كما أن عرض الأعمال القديمة والشهيرة بشكل مرمم لأجيال لم تعد تتعامل مع التليفزيون التقليدي، أمر مهم، لأنهم لا يطّلعون على ما سبق من أعمال، ويركزون على الجديد الذي يبث على المنصات الإلكترونية".

موسيقى من قلب التراث

"والدي من مؤسسيي فرقة رضا" هكذا بدأت أشجان علي إسماعيل حديثها عن والدها وفيلم "غرام في الكرنك"، حيث تقول: "كلما كانت تكبر فكرة فرقة رضا، كان يزيد طموحهم لأن يقدموا أفلامًا استعراضية، لذلك ظهر هذا الفيلم الذي لا ينسى، ولا يمكن أن ينكر أحد مجهودات المخرج المصري علي رضا الذي أخرج فيلمًا مشرفًا، بدايةً من استعراضات محطة مصر حتى حتشبسوت والكرنك، فكلها أغانٍ سياحية لم يقدمها فيلم من قبل في ذلك الوقت ليشجع السياحة بهذا الشكل".

وعن كواليس تحضير والدها لموسيقى الفيلم، قالت: "والدي لم يكن يستسهل في تقديم الاستعراضات، وكان يسافر ويشاهد فولكلور البلد والثقافة المتوارثة هناك، ولدية باع من الثقافة لأن يعرف طبيعة الآلات التي يستخدمها وتتناسب مع المكان، وهاتفني أحد المقربين من أسوان في مرة وقال لي حينما أشاهد الفيلم أقول إن علي إسماعيل كانت جذوره من هنا".

كما توضح أن والدها في أغنية "الأقصر بلدنا" كان حريصًا على اختياره للحن المستخدم من ثقافة البلد، فاستخدم على سبيل المثال إيقاع من حدوة الحصان لأن الخيل من تراث المدينة، وفي النهاية كل من في العمل بذل جهودًا متكاتفة أخرجت فيلمًا عاش حتى الآن، ويرمم ويعرض للجمهور العربي في السعودية.

 

القاهرة نيوز المصرية في

06.12.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004