ملفات خاصة

 
 
 

«أغنية الغراب» و«سطّار» ينتميان إلى سينما سعودية صاعدة

أثارا الاهتمام في مهرجان «البحر الأحمر»

جدّة: محمد رُضا

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

منحت الأفلام السعودية المعروضة في الدورة الثانية من مهرجان «البحر الأحمر»، المتابع والجمهور عموماً، فرصة التعرف على مواهب وأفكار وأساليب يسعى المخرجون لتجسيدها في أفلام ذات أساليب ومعالجات مختلفة.
في الوقت نفسه، أكّدت هذه الأفلام على أن ما يقف حائلاً ضد تطوير تلك المواهب (خصوصاً في الإخراج) هو الباب الأول (والأهم في مراحل ما قبل التصوير) في عملية صنع الأفلام، وهو السيناريو. قليلون جداً يجيدونه وإذا فعلوا يكتفون، حسب شهادات البعض هنا، بالنسخة الأولى التي وضعوها واكتفوا بها
.

في هذا النطاق، فإن هناك بضعة مشكلات تتكاتف لتشكل المشكلة الكبيرة؛ ذلك لأن كتابة المخرج (بصرف النظر عن قدرته في التنفيذ وموهبته) للسيناريو نفسه، يضعه في خط واحد مع المرحلة التالية عِوض أن تتم عملية كتابة السيناريو عبر شخص آخر يشترك معه في رصف ذلك المدخل للفيلم. شخص لديه معرفة وخلفية. وحتى لو حدث ذلك للمخرج، فإن الاكتفاء بنسخة واحدة (First Draft) ليس كافياً على الإطلاق للشروع في التنفيذ. مع كل كتابة أخرى قرار جديد ونسخة أفضل وتطوير أحسن للشخصيات التي يريد الفيلم بلورتها.

غرفة غامضة

ما شوهد حتى الآن عكس هذا المنحى تماماً. مخرجا فيلمي «أغنية الغراب» لمحمد السلمان، و«سطّار» لعبد الله العراك، يشتركان في هذه النقطة عملياً. لا علم مؤكد لنا إذا ما اكتفيا بالنسخة الأولى، أو أضافا عليها بعض المشاهد قبل التصوير، لكن النتيجة الماثلة على الشاشة تشير إلى موهبتين جيدتين في الأساس تعتمدان على سيناريوهين أضعف من أن يستطيعا تجسيد هذه الموهبة في الشكل الصحيح.

في «أغنية الغراب» قصّة رجل في مقتبل العمر يعمل موظف استقبال في فندق. تجذبنا أولاً شخصيّته. فالدقائق الأولى للفيلم تقدّمه لنا وهو يرقب والده بخوف وهو يهوي بمطرقة كبيرة على أشرطة كاسيت لتحطيمها، ومن ثَم يواصل سعيه لتحطيم الطاولة نفسها. ننتقل مع «ناصر» (عاصم العواد) إلى مكتب طبيب ينصحه بألا يتأخر في إجراء العملية لاستئصال ورم في رأسه، لكن عاصم يرفض تحذير الطبيب، وبعد ذلك ها هو في عمله وراء مكتب الاستقبال يقف وحيداً في القاعة بأسرها. حين تدخل الفندق فتاة جميلة غامضة (كاتريانا تكاشنكو)، يقف مبهوراً بجمالها. تطلب منه دخول غرفة تحمل الرقم (227). يتبعها ويقفان في الغرفة نفسها. ما زال مبهوراً. ما زالت غامضة وتعطيه رسالة لإيصالها لمن سيشغل الغرفة قريباً.

هو ممثل سابق سيعيش فيها منفرداً وسيزوره صالح بضع مرّات ويستمع بتوجيهاته ومواعظه وأحكامه. الربط بين هذا الوضع وأوضاع أخرى رمزية يتفرّع إلى عدة مشاهد في تركيبة لا تمضي على النحو المفترض بها أن تمضي فيه. فلكي يكسب قلب تلك الجميلة يقتنع عاصم بأن عليه أن يكتب شعراً عاطفياً، لكنه ليس بشاعر ومشواره في هذا الدرب بطيء. صديقه (إبراهيم الخير الله) يحثّه، لكنه لا يستطيع إجباره على الابتكار.

هنا تبرز النقطة التي كان من الممكن تطويرها على نحو أفضل، وهي أن إبراهيم شخص عاجز عن المبادرات وعاجز عن الفعل ويقف في الفجوة الكامنة بين الحقيقة والخيال.

يضع المخرج الأحداث في عام 2002، مما يمنحه حريّة اختيار شخصياته على نحو مقبول. هو فيلم رمزي، لكن رموزه ليست معالجة فنياً، بل شكلياً. هو فيلم طموح جداً يحتوي على حكاية لها امتداداتها الاجتماعية ومعالجة بروح من «الكوميديا السوداء»، لكن تنفيذ المشاهد هو أقرب لصور مسجّلة منها إلى مشاهد مشدودة وحيّة.  لا يلبي خيال الكاتب - المخرج - حاجات المعالجة الرمزية والوجدانية التي يطرحها، تبقى عارية في تصاميم المكان وأجواء الحكاية وغير قادرة على الدمج بينها وبين الحكاية. الجامع بالطبع هو الشخصية، لكنها بدورها تحتاج لكساء إضافي يجعلها مهمّة أو ذات قدرة على تجسيد مستوى إضافي من معانٍ ودلالات، بدل تركها مقطوعة المسببات، وخالية من القدرة على إثارة اهتمام فعلي. خسارة؛ لأن المخرج اختار شكلاً جسوراً لمادة كان يمكن لها أن تنجز نقلة واعية لسينما مطلوبة.

يختار المخرج محمد السلمان مشاهده بدقّة محسوبة له، لكن الخروج من تأطيرها صوب معانيها يبدأ وينتهي في اللحظة نفسها. تعلم ما يريد تصويره، ولماذا يصوّره على هذا النحو، لكن الكاميرا قلّما تتحرك لتساهم في تصوير نوع من الحياة أو لإثراء المشهد نفسه بذلك القدر من «الفانتازيا» الذي يقصده المخرج بلا شك. تصميم المشاهد لا غُبار عليه. ينقل الرغبة في التعبير مجازياً عن ذلك الفاصل المعيش بين الواقع وظلالاته الخيالية، لكن المزيد من إتقان الكتابة وأسلوب ولوج هذه المشاهد كان يمكن أن يأتي أكثر دقّة وبوحاً.

لحين تساءلت لو أن المخرج قرر سرد الحكاية في معالجة تقليدية، ألن يكون ذلك أفضل للفيلم؟ الجواب يعتمد على نجاح المعالجة البديلة، لكنها لو نجحت لوصلت الرسائل سريعاً وجيداً. ما هو ماثل، هو اعتقاد الطريقة التي صيغ الفيلم بها، هي الشرط المطلوب لتغيير اللعبة التجارية والارتقاء بها. نعم هذا صحيح لو أن الكتابة من ناحية والتنفيذ من ناحية أخرى، عُنيا أكثر بخلق عالم موازٍ يستطيع المُشاهدون التعامل معه والالتقاء به.

في الحلبة

الفيلم الثاني يختلف في أنه كوميديا مباشرة. أيضاً من كتابة (عبد الله العراك)، ويدور حول موظف في شركة تأمين (إبراهيم الخير الله) على أهبة الزواج، لكنه راضخ لمتطلبات خطيبته التي تتبنى ما تقوله والدتها، منتقدة وضع الموظف وراتبه. هذا الجانب يلتقي وحقيقة أنه غير محبب من قِبل مديري الشركة رغم أمانته وحرصه.

بطل الفيلم في الواقع يهوى المصارعة. قصير وبدين، لكنه لا يعتقد أن هذا عائق. في تجربته التطوعية الأولى يخسر المباراة من اللحظة الأولى، مثيراً ضحك الموجودين وسخريتهم، كما أركان عمله في الشركة، لكن هناك من يعتقد أنه بالإمكان تطويره. يأخذه إلى المخبأ، ويعرّفه على العاملين هنا وعلى المكان، فينتقل الرجل من الحذر إلى الدهشة، ومن ثَم إلى استعداد كامل لأن يدخل الحلبة ويصارع فيها من ينازله. المرّات الأولى كانت وبالاً، لكن القصة تمضي لكي تشير إلى أن استعدادات الرجل حقيقية، وأنه قد يكون أهلاً للبطولة. الفيلم كوميدي فعلاً، لكنه ليس عملاً خفيفاً، فقد يستطرد في المكان والتعبير نفسهما لفترات طويلة، تقضي على اللمعة التي كانت البداية أثارتها. من حين لقاء المصارع المحتمل مع مدرّبه يدخل الفيلم نفق مشاهد طويلة، كان يمكن إشغالها بمفاجآت وخلفيات وأجواء، لكي تستطيع رفع مستوى الماثل على الشاشة.

مواهب حاضرة

على الرغم مما سبق، فهناك شواهد مؤكدة عن موهبتين جاهزتين للانطلاق في المستقبل. مخرجان جريئان عند اختيار وتنفيذ فيلميهما، وقادران على الالتزام بضرورة التميّز عن تلك الحكايات السائدة. مواهب جديرة بالعناية تتبوأ الأفلام السعودية اليوم. هذه المرّة يشخص عاصم العواد ما يؤديه جيداً، ويفوز إبراهيم الخير الله، الذي يظهر في «أغنية الغراب» و«سطّار» أيضاً. الخير الله يملك وجهاً يتجاوب تلقائياً مع ضرورات المشهد. حين نتعرّف عليه لأول مرّة في «أغنية الغراب» يعكس على الفور هيمنته المقصودة فوق شخصية عاصم الضعيفة. هنا، يعكس بمجرد تقديمه في أول مشهد له في مكاتب الشركة، وجهاً حزيناً، تريد أن تشعر معه أكثر وتتعرّف على ما يستطيع إنجازه ضمن هذا الشعور. نقطة أخيرة لا بد أن تطالعنا في الأفلام السعودية منذ «وجدة»، مروراً بما شوهد من أفلام هذه السينما الصاعدة، وهو الخصام بين الأب والابن. في فيلمي هيفاء المنصور «وجدة» و«المرشحة المثالية»، الأب غائب أو مُغيّب، ولو أنه في الفيلم الثاني عطوف ومحبب.

 

####

 

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر

طارق الشناوي

في النسخة الثانية لمهرجان «البحر الأحمر» أقول على عكس الفيلسوف العربي محمد بن عبد الجبار النفري المعروف بتلك الحكمة «كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة»، أنا أرى هذه المرة أن العبارة اتسعت أكثر وأكثر، وتعددت أيضاً زوايا قراءتها، وازداد الطموح، واحتل المهرجان الوليد مكانة مميزة على الخريطة في العالم، بفضل تلك الكوادر المنظمة للفعاليات والتي تحركت وفق خطة طموح، لا تكتفي بالممكن، ولكنها تعانق المستحيل.
ما سر المهرجان؟ كان وسيظل الجمهور، المتطلع دوماً للجمال الفني، في الفعاليات والعروض والندوات، لتؤكد أن العصمة بيد الناس، وأن المملكة عندما تشرع في زيادة هامش المسموح، فإنها تلبي نداءً كامناً في الضمير الجمعي، للمواطن السعودي، الذي يتوق بطبيعة تكوينه للتعاطي مع مختلف الفنون. عندما سقطت الحواجز الوهمية التي كان هناك من يعتبرها عصية على مجرد المناقشة، ظهرت الحقيقة جلية، ولم يعد هناك من يزايد على أحد
.

إنها أواني مستطرقة تفرض قانونها، ارتفاع منسوب الحرية في جهة يفرض زيادته في الأخرى، ومن يتقاعس عن القراءة الصحيحة لمفردات الحياة، سيجد نفسه وقد صار خارج رقعة الحياة.

لا أعزل المهرجان أبداً عن التوجه العام في المملكة العربية السعودية، والطموح الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبات يتوجه إلى فتح أبواب الثقافة والفن والترفيه أمام الشعب من أبناء الوطن أو المقيمين على أرضه.

لا أفصل مهرجان «البحر الأحمر» عن «التيمة» النغمة الرئيسية التي تحرك كل تلك المنظومة بمختلف تنويعاتها، وهكذا يقود وزارة الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وهيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، لتلبية احتياج الجمهور لنسمات هواء الإبداع.

عندما تذهب إلى دور العرض بمدينة جدة، تلمس إلى أي مدى جاءت أفلام المهرجان على موجة الناس، أول خبر تقرأه في كبرى المهرجانات العالمية مثل «كان» و«برلين» و«فينيسيا» هو أرقام بيع التذاكر، وفي كل دول العالم يتهافت الجمهور على النجوم، وهو ما حرص «البحر الأحمر» على تحقيقه، ولم يكتف فقط بنجوم حفل الافتتاح، يومياً هناك اسم جديد تلتف حوله الناس، ويعقب حضوره ندوة بطلها الجمهور.

لن تنتهي فعاليات المهرجان مساء الخميس المقبل بحفل الختام وتوزيع الجوائز، ولكنها سوف تستمر في الوجدان تعبر عن رغبة حقيقية لمزيد من التفاعل بين الشاشات والناس.

كثير ما كان هذا السؤال يثار مع مطلع الألفية الثالثة، في العديد من دول الخليج، مع انطلاق مهرجانات عالمية بحجم «دبي» و«أبوظبي» و«الدوحة»، من يسبق من، الفيلم أم المهرجان؟ على طريقة البيضة أم الفرخة.

على أرض الواقع أثبتت الحقيقة أنه لا تعارض بين البيضة والفرخة، عندما يصبح هناك توازٍ، الأفلام التي تحمل الجنسية السعودية صارت تشارك في مهرجانات خارج الحدود، وهذا العام وللمرة الثانية تتسابق على جائزة «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي بفيلم «أغنية الغراب».

العلم السعودي يرفرف في مختلف المهرجانات العالمية، كما أن السينما السعودية تتصدر المشهد في الكثير من المهرجانات العربية مثل «القاهرة» و«قرطاج»، وأيضاً «مالمو» في السويد المتخصص في السينما العربية.

في مهرجان «البحر الأحمر» لا يقتصر الأمر فقط على دعم السينما السعودية ولا حتى الخليجية، ولكن التوجه العربي له مساحته المعتبرة وفي كل التفاصيل.

هناك من يتحفظ ويسأل أين الخط الأحمر؟ الإجابة تجدها في التصنيف العمري، الذي ألغى سلاح المنع والمصادرة، وصارت الناس هي التي تملك حق الاختيار.

الإمكانيات المادية تلعب دوراً رئيسياً وهاماً، إلا أن الأهم كيف تدير البوصلة للاتجاه الصحيح، والقائمون على المهرجان برئاسة المنتج محمد التركي، نجحوا بامتياز في تحقيق هذا التوجه، فهو مهرجان من الناس وإلى الناس، تتسع فيه الرؤية ولا تضيق فيه أبداً العبارة.

ناقد سينمائي مصري

 

####

 

جمانا الراشد: «جدة السينمائي» فرصة لاستكشاف صناع الأفلام في السعودية

المهرجان يواصل عرض أحدث الإنتاجات العالمية

جدة: «الشرق الأوسط»

أعربت جمانا الراشد رئيسة أمناء مؤسسة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، الرئيسة التنفيذية للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، عن دواعي سرورها، بانطلاق المهرجان في مدينة جدة الساحرة، وقالت في كلمتها لدى الافتتاح: «سنحتفي بالأفلام، ونبني الجسور، ونعمل على توسيع الآفاق، ونقيم حوارات ونقاشات، ونطرح رؤى نقدية. ومن خلال الأفلام، سنتواصل ونستكشف أنفسنا، لكن الأهم من ذلك أننا سنعاين عجائب الإبداع الإنساني ونحتفي بتنوعه».

وأضافت الراشد: «أدعو كل فرد منكم لأن يغوص في أعماق هذه القصة الفريدة، ولأن يعاين هذا الخطاب الساحر، ويقترب من الشخصيات الرائعة، وبمناسبة الحديث عن الشخصيات الرائعة، أود توجيه الشكر إلى الشخصيات القديرة المكرمة في المهرجان، وكذلك صناع الأفلام البارعين لثقتهم بنا بعرض أعمالهم المتميزة في هذا الحدث الفريد الذي يجمع أفضل الأعمال العالمية». وتابعت: «هذا الأسبوع، سنقدم بعض أروع الحكائين وأكثرهم إبداعاً. ومن خلال أعينهم، سنطلع على ثقافات أجنبية تثير بداخلنا مشاعر نألفها، من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وما وراءهم، سنرى أفلاماً تصور قصصاً استثنائية وتوثق رحلات تغيير وتقدم مذهلة، وتحديداً سنعاين التغيير الجاري على أرض السعودية، بلد يتميز بصناعة أفلام مزدهرة، ويتخذ خطوات عملاقة، ويحظى بشعب شاب مبدع ومتفائل وواثق الخطى يحدوه الأمل، يتطلع نحو ترك بصمته المميزة في عالم يستكشفه اليوم صناع الأفلام».

وشددت، أنه لضمان استمرار تطور الأفلام لتصبح محوراً ثقافياً في البلاد، «سنعمل على دعم وتعزيز الجيل القادم من المواهب أمام الكاميرات وخلفها، من خلال برامج مستمرة على مدار العام بهدف تطوير الصناعات الإبداعية وتعزيز ثقافة الأفلام ودعم القائمين عليها في العالم العربي وأفريقيا وآسيا، كي يتمكنوا من عرض قصصهم الفريدة والآسرة أمام العالم»، مؤكدة أن هذه هي «مجرد البداية».

فيما رحب محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» الدولي، بكلمة جمانا الراشد، ورحب بالجميع في النسخة الثانية من المهرجان السينمائي، وقال: «إننا نعايش تجربة مذهلة يشهد فيها مجتمعنا تحولاً سريعاً على جميع الأصعدة».

مبيناً أن 70 في المائة من سكان السعودية يمثلون أقل من 30 عاماً، «متحمسون نحو الإسهام في رحلتنا»، مؤكداً أن هؤلاء الشباب عنصر محوري في التقدم الاجتماعي والثقافي في المملكة، وقال: «في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، نجسد التفاؤل والثقة والإثارة، ويأتي بمثابة مؤشر واضح على التغيير، وهو عامل حيوي في صياغة مستقبل الجيل القادم»، وأضاف: «سنمضي قدماً في الاستثمار في المواهب والبنية التحتية والدخول في شراكات دولية، ونحن نقدر كل الدعم الذي تلقيناه من الصناعة ممن يتفهمون رؤيتنا وطموحاتنا تجاه المستقبل»، مختتماً بالقول: «إنها لحظة رائعة، لذا نشكركم جميعاً لكونكم جزءاً منها».

وتتواصل في مدينة جدة، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» الدولي، حيث يعرض المهرجان 131 فيلماً، من أحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية من 61 دولة و34 لغة، إضافة إلى الأفلام الروائية القصيرة والطويلة من 61 دولة بلغات متعددة تصل إلى 41 لغة.

وتستضيف منصة المهرجان، برنامجاً حافلاً بالفعاليات المنظمة بهدف تعزيز التبادل المعرفي، وتحفيز الإنتاج المشترك، وخلق فرص جديدة للتعاون والتوزيع والإنتاج.

 

####

 

السينما الافتراضية... واقع يعززه الخيال في «البحر الأحمر»

جدة: أسماء الغابري

هل تريد أن تنغمس في أحداث فيلم سينمائي وتعيش القصة مع أبطاله كما لو كنت معهم في الأحداث؟ إذن استعد لخوض هذه التجربة في السينما الافتراضية أحد برامج مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثانية المقامة تحت شعار «السينما كل شيء»، حيث يزخر هذا القسم بأفضل أعمال الواقع الافتراضي والواقع المعزز ويحتفي بالتقنيات والابتكارات السينمائية الجديدة، سواء في طريقة العرض أو تقنية التفاعل.

وتقدم السينما الافتراضية 11 تجربة سمعية وبصرية يعتبر عرضها هو الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمتزج فيها الواقع بالخيال، ويتفاعل فيها المشاهد مع أبطال الفيلم كما لو كان معهم ضمن القصة، ويأتي هذا البرنامج ليهيئ المشاهد لما ستشهده صناعة الأفلام السينمائية من تطورات كبيرة في المستقبل، إلى حد «يجعله يعيش التجارب العلمية الجديدة بكل حواسه وينتقل إليها بوعيه ليتفاعل مع تفاصيل أحداثها».

وضمن تجربة يمتزج فيها الخوف والأمل مع الوفاء والصداقة، ويعزّزها الواقع الافتراضي؛ يعيش الزائر 45 دقيقة داخل أحداث فيلم «الرجل الذي لم يتمكن من الرحيل»، حيث يروي المعتقل السياسي السابق كوين؛ من داخل سجن الجزيرة المهجور؛ قصص الاضطهاد والتعذيب التي كابدها مع صديقه خلال خمسينيّات القرن الماضي في تايوان؛ على أمل تخليد تلك القصص في الذاكرة.

وتأتي تجربة فيلم «حينما تستيقظ في نهاية العالم» على مدار ساعة كاملة ضمن الأفلام الوثائقية والقضايا الاجتماعية والدراما والتشويق السياسي، والتي تأخذ الزائر لقصة فيلم يعود ليناير (كانون الثاني) 2018 عندما يتلقى سكان هاواي أثناء تأدية روتينهم المعتاد رسالة من وكالة الطوارئ نصّها: «تتّجه الآن صواريخ باليستيّة إلى هاواي. أبحث عن مأوى فوري، هذا ليس تدريباً!»، ومع انهيار شبكات الاتصالات الخلوية وانتشار الذعر بين السكان، تنطلق مغامرة مثيرة معزّزة بالواقع الافتراضي، يندمج فيها المُشارك مع قرابة مليون ونصف إنسان، لمواجهة الخطر النووي الذي يهدّد الواقع المعاصر.

 

####

 

عاصم العواد لـ «الشرق الأوسط» : لا أتعجل بطولة الأفلام التجارية

جدة: محمود الرفاعي

أعرب الفنان السعودي عاصم العواد عن شعوره بالفخر بعد عرض فيلمه الجديد «أغنية الغراب» لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وذلك بعد أسابيع من اختياره لتمثيل المملكة العربية السعودية من قِبل هيئة الأفلام، ضمن ترشيحات القائمة الطويلة، لأفضل فيلم أجنبي، بجائزة الأوسكار الأميركية.

وكشف العواد في حواره مع «الشرق الأوسط» كواليس اختياره لتجسيد دور «ناصر الغراب» في فيلم «أغنية الغراب» قائلاً: «البداية كانت من خلال توصية من المخرج على الكلثمي، للمخرج محمد السلمان لترشيحي لأداء دور البطولة، فأحب السلمان أن يجري تجارب أداء للمشاركين في العمل كافة، وقمت بالفعل بأداء تلك التجارب على شخصية (ناصر)، والحمد لله استطعت اجتياز التجارب، والحصول على دور البطولة، ومع بداية قراءة ورق الفيلم، وقعت في غرام هذا الشاب البسيط (ناصر) الذي يخاطب المشاعر الإنسانية للجمهور». موضحاً أنه «حينما قرأ ورق الفيلم في المرة الأولى لم تصله فكرة الفيلم: «جمعينا لم يستوعب فكرة الفيلم في الجلسات الأولى، ولكن في المرة الثانية بدأت في الاستيعاب، إلى أن جاءت الجلسات الكبرى التي استمرت لمدة شهرين وجمعتني بالمخرج والمؤلف محمد السلمان، وهنا اتضحت لي الفكرة بشكل كامل، وأعتقد أننا نجحنا في النهاية في إيصال فكرة الفيلم بسبب التناغم الكبير بين طاقم العمل».

ويؤكد الفنان الشاب أنه «لم تكن هناك صعوبات كبيرة خلال تصوير العمل، ربما الصعوبة كانت تنحصر في الخط الزمني الذي كنا نصور فيه، حيث إن الأحداث تدور عام 2002، ونحن نصور الفيلم في عام 2020. والحمد لله استطعنا تجاوز هذه المعضلة من خلال فريق العمل الذي قدم مجهوداً وافراً من أجل خروج الفيلم بالشكل السليم».

وقال العواد: «يندرج الفيلم تحت بند أفلام المهرجانات أكثر من كونه فيلماً تجارياً»، موضحاً: «هناك أفلام مهرجانات، وأفلام أخرى لشباك التذاكر، وأنا أحببت أن يكون فيلمي الأول السينمائي الذي أقوم ببطولته هو فيلم مهرجانات، وذلك لأن الأفلام التجارية قادمة بلا شك، فأنا أحببت خوض هذه المغامرة في بداية مشواري، لكي أتخلص من القلق، خصوصاً أنني لا أتعجل بطولة الأفلام التجارية».

وعلق على نهاية الفيلم التي أثارت استغراب الكثير من المشاهدين قائلاً: «يبدو أن مخرج ومؤلف الفيلم فضلا أن تكون النهاية مفتوحة، وتركا للمشاهد حرية الاختيار في تحديد النهاية التي يريدها، فالبعض يرى أن البطل توفى في النهاية، والبعض الأخر يعتقد أنه ما زال على قيد الحياة».

وأعرب العواد عن افتخاره بعرض فيلمه في مهرجان كبير ومهم مثل «البحر الأحمر»، لافتاً إلى أن العرض الأول للفيلم كان ممتعاً ومثيراً للغاية، وتابع: «أكثر ما أسعدني هو الإقبال الكبير على مشاهدة العرضين الأول والثاني في المهرجان وهو ما لم أتوقعه».

موضحاً: «أن اختيار الفيلم لتمثيل السعودية في ترشيحات الأوسكار للدورة الجديد أمر يدعو للفخر، ونجاح كبير للسينما السعودية وللصناعة السعودية ولهيئة الأفلام، كما أنها نقلة في مسيرتي وخطوة مهمة تدفعني للأمام، لا سيما أنها في بداية مشواري الفني، وأدعو الله ألا تتوقف المسيرة، وأن يحقق الفيلم إنجازات أخرى خلال الفترة المقبلة».

وأكد الفنان الشاب أن «المملكة تعيش راهناً فترة ازدهار في الإنتاج السينمائي والدرامي، من خلال الدعم الحكومي، بالإضافة إلى الحماس الكبير الذي يدفع المنتجين لتقديم أعمال جديدة، تسهم في اكتشاف مخرجين وممثلين ومؤلفين جدد».

وكشف العواد أنه تم الانتهاء من تصوير دوره في فيلم «الخطابة» الذي تنتجه شركة «نتفليكس»، وهو من إخراج عبد المحسن الضبعان، ومن بطولة حسام الحارثي، وريم الحبيب، ونور الخضراء.

فيلم «أغنية الغراب» من تأليف وإخراج محمد السلمان، وبطولة كل من عاصم العواد، وإبراهيم الخير الله، وعبد الله الجفال، وتدور قصته حول شاب بسيط وساذج يدعي (ناصر) مريض بسرطان الدماغ، إلا أنه يرفض العلاج قبل أن يلتقي فتاة غامضة ومختلفة عنه تنسيه مرضه، فيحاول الوصول إليها فتصعب عليه المهمة، لكنه لم يستسلم، فاستعان بصديق له استعار منه إحدى قصائده ليهديها على لسانه للفتاة في إطار كوميدي ساخر.

 

####

 

«ضوء» يمنح تسهيلات إنتاجية غير مسبوقة للسينمائيين السعوديين

مخرجون يشيدون بالدعم ويتوقعون «نهضة فنية»

جدة: انتصار دردير

انطلاقة كبيرة حققها مهرجان البحر الأحمر في دورته الثانية للسينما السعودية التي تسجل حضوراً مهماً به، ليس فقط على مستوى الأفلام التي تلقي الضوء على عشرات المواهب القادمة بقوة، وإنما أيضاً بمشروعات سينمائية يكشف عنها يوميا؛ حيث أعلن مساء الأحد، عن نسخة محدثة من برنامج «ضوء لدعم الأفلام» الذي يتيح لصناع الأفلام المحترفين تقديم مشروعات أفلامهم للحصول على دعم نقدي غير مسترد لشركات الإنتاج بهدف تعزيز منظومة الإبداع السينمائي بالمملكة.

ويفتتح المهرجان، مساء الثلاثاء، سينما «حي جميل» بجدة كأول دار سينما مستقلة بالسعودية، وقد تم تطوير البرنامج الافتتاحي لها بالاشتراك مع «معمل البحر الأحمر»؛ حيث تدشن عروضها بفيلم المخرج الراحل يوسف شاهين «إسكندرية ليه»، ضمن برنامج استيعادي يتضمن خمسة أفلام تغطي حقبة السبعينات وحتى أواخر الثمانينات، كاشفة عن نهجه الحساس في صناعة الأفلام كأحد كبار المخرجين بالسينما العربية.

وأوضحت هيئة الأفلام السعودية عن إطلاق النسخة المحدثة من برنامج «ضوء لدعم الأفلام» وفق توجه جديد لدعم صنّاع الأفلام السعوديين المحترفين عبر تقديم الدعم النقدي غير المسترد لشركات ومؤسسات الإنتاج السينمائي في المملكة، حيث تتيح طلبات المشاركة على مدار العام، وفق أربع فترات زمنية، تبدأ الأولى من تاريخ الإعلان حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2023، والثانية من 1 فبراير (شباط) إلى 31 أبريل (نيسان)، والثالثة بين 1 مايو (أيار) و31 يوليو (تموز)، وأخيراً من 1 أغسطس (آب) حتى 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويتوجه الدعم عبر مسارين رئيسين؛ أولهما للأفلام الطويلة التي لا تقل مدتها عن 40 دقيقة كحدٍ أدنى للفيلم الواحد، فيما خُصص الثاني لدعم الأفلام القصيرة التي لا تزيد مدتها على 40 دقيقة كحدٍّ أقصى للفيلم، ويشمل كلاهما فئات الأفلام الروائية، والوثائقية، وأفلام الرسوم المتحركة.

ويتركز الدعم الموجه من برنامج «ضوء» حسبما أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المهندس عبد الله آل عياف، على الشركات والمؤسسات السعودية المتخصصة في الإنتاج السينمائي، إضافة إلى الجهات الإنتاجية الأجنبية بشركاء سعوديين، وذلك لزيادة كفاءة صناعة الأفلام في المملكة، وخلق قطاع خاص حيوي وفعّال ومستدام.

وتهدف الهيئة من التوجه الجديد لتعزيز منظومة المحتوى الإبداعي في السعودية، عبر تشجيع صنّاع الأفلام وشركات الإنتاج على تقديم أفلام تواكب المستوى العالمي، وإثراء الأفلام المحلية عبر تقديم الدعم النقدي.

وحسب المخرج والمنتج السعودي ممدوح سالم، فإن برنامج «ضوء» جاء بشكل مغاير في دورته الثانية؛ حيث كانت الأولى بميزانية محدودة وعدد أفلام محدد أسفر عن دعم 8 أفلام طويلة و12 فيلماً قصيراً، فيما تأتي النسخة الحالية أكثر تطوراً، إذ تقدم الدعم بشكلٍ مستمر، وتتيح لصناع السينما الاستفادة على مدار العام وبمشاركة جهات غير سعودية، مما يعزز من احترافية الصناعة وتعزيز منظومة المحتوى الإبداعي للنهضة الثقافية بـ«رؤية المملكة 2030».

واعتبر سالم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «افتتاح دور سينما مستقلة يعد خطوة مهمة لعرض أفلام ذات نوعية مختلفة بهدف تشجيع المزيد من الاهتمام بالفنون»، مضيفاً: «في ظل صناعة السينما المزدهرة بالسعودية بدأ السينمائيون في إنتاج أفلامهم المستقلة بعيداً عن السينما التجارية السائدة، وقد كان الكثيرون منهم ينتظرون بشغف دور عرض مستقلة، وهو ما يحققه افتتاح سينما (حي جميل)، التي تعد بمثابة ملتقى فني متعدد الثقافات للسينما والفنون الأخرى والأعمال الفنية التي تغذي الذائقة السينمائية وتعمل على تطوير المواهب». وأكد أنها «لن تركز على العروض فقط، بل تتضمن مناقشات وورش عمل وفعاليات مهمة على مدار العام للتعلم وتبادل الأفكار، وقبل كل شيء الاستمتاع بالسينما».

من جهتها، ترى المخرجة سارة مسفر، أن سينما «حي جميل» تعرض أفلاماً مغايرة خلاف الأفلام التجارية السائدة في السينمات، كما تعد برنامجاً مفتوحاً طوال السنة، وهو ما يتوق إليه صناع الأفلام من الشباب للتعرف على مدارس سينمائية تحمل وجهات نظر مختلفة، وتقيم حوارات ومناقشات تعد فرصة لتبادل الآراء حول الفيلم، الأمر الذي يكشف للجمهور أيضاً جوانب جديدة عن فن السينما.

وأشادت مسفر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بتطوير برنامج «ضوء»، قائلة إنه «يتيح لنا كصناع أفلام الحصول على دعم محلي بدلاً من البحث عن دعم خارجي محدود ومشروط»، مبينة أنه «يشجع شركات الإنتاج بمنحها دعماً نقدياً غير مسترد، ما سينعكس إيجابياً على مشروعات أفلام عديدة واعدة خلال الفترة المقبلة».

 

####

 

حسين فهمي: «البحر الأحمر السينمائي» أحدث حراكاً فنياً وثقافياً كبيراً

أعرب عن سعادته لعرض فيلمه «خلي بالك من زوزو» في المهرجان

جدة: «الشرق الأوسط»

قال الفنان المصري الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، إن «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» أحدث حالة كبيرة من الحراك الفني والثقافي في السعودية، معرباً عن سعادته بإعادة عرض النسخة المرممة من فيلم «خلي بالك من زوزو» احتفالاً بمرور نصف قرن على إنتاجه.

وشاهد فهمي النسخة المرممة من الفيلم الذي قام ببطولته مع النجمة سعاد حسني، بـ«سينما الشاطئ»، ضمن فعاليات الدورة الثانية من «مهرجان البحر الأحمر» بجدة، مثمناً مشاعر الود والمحبة التي يكنّها الشعب السعودي لكل ما هو مصري، ومشيداً بعمق وقوة العلاقات بين البلدين وشعبيهما.

وإلى جانب فهمي، حضرت الفنانة يسرا والفنانة لبلبة والمخرجة إيناس الدغيدي، عرضَ الفيلم الذي ألّفه صلاح جاهين، وأخرجه حسن الإمام، وشارك في بطولته تحية كاريوكا، وسمير غانم، وشفيق جلال.

يشار إلى أن «خلي بالك من زوزو» اُختير ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، وتدور أحداثه من خلال الفتاة الجامعية «زينب عبد الكريم» التي تحصل على لقب الفتاة المثالية، وتطمح لاستكمال تعليمها لتشق طريقها بعيداً عن مهنة والدتها الراقصة في شارع محمد علي. وترتبط «زوزو» بقصة حب مع المخرج «سعيد خالد»، المنتمي لطبقة راقية، وتعيش صراعاً نفسياً بين شخصيتي «زينب» الطالبة الجامعية، و«زوزو» ابنة شارع محمد علي.

وقال فهمي في حوار سابق مع «الشرق الأوسط» إنه «لفت انتباهه أفيش يحمل عنوان الفيلم فقط (خلي بالك من زوزو) واسم المخرج حسن الإمام، لدى عودته من مطار القاهرة، فتمنى أن يكون بطل الفيلم، وفوجئ بمجرد وصوله إلى المنزل باتصال هاتفي من المنتج تاكفور أنطونيان وترشيحه للبطولة».

وأوضح أن الفيلم مليء بالمواقف الجميلة والذكريات الرائعة، مضيفاً: «أتذكر أجواء التصوير كلها، وأغنية (يا واد يا تقيل) والنجاح الذي حققته، والعمل مع فريق عمل مميز ضم المخرج حسن الإمام، والشاعر والفنان صلاح جاهين، والنجمة سعاد حسني، فقد انعكست الروح الإيجابية بيننا على ما شاهده الجمهور عبر الشاشة».

وفسر فهمي أسباب النجاح الجماهيري الكبير للفيلم بقوله: «لأن الجمهور كان يرى نفسه فيه، فهو فيلم تتعدد به الرؤى، فالبعض يراه فيلماً غنائياً استعراضياً، وهناك من يراه فيلماً سياسياً، ومن يراه فيلماً اجتماعياً، فهو فيلم تتعدد فيه القراءات ويحمل أبعاداً كثيرة بأسلوب محبب ويخاطب الجمهور بمختلف طبقاته وتوجهاته».

 

####

 

نجوم عالميون يشيدون بـ«التطور الحضاري» في السعودية

وصفوها بـ«البلد الرائع» على هامش مشاركتهم بمهرجان البحر الأحمر

جدة: «الشرق الأوسط»

احتفى نجوم عالميون بتميز فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في جدة، الذي نجح في اجتذاب ألمع الأسماء بمجال صناعة السينما والأفلام العالمية، من بينهم ميشيل رودريغيز وشارون ستون ولوسي هيل، بجانب المخرج البريطاني الشهير غاي ريتشي والنجم الهندي شاروخان ومواطنته النجمة بريانكا شوبرا والنجم الكوري الجنوبي بارك هاي سو.

ويأتي المهرجان، الذي تستضيفه جدة تحت شعار «السينما كل شيء»، بمشاركة 131 فيلماً من 61 دولة، في إطار عملية تحول كبرى تشهدها السعودية على مختلف الأصعدة، أثارت إعجاب الكثير من الزائرين.

إلى جانب نجوم هوليود يشارك فنانون عرب كبار في المهرجان، بينهم يسرا ونيللي كريم وحسين فهمي من مصر، والمخرجة التونسية كوثر بن هنية المرشحة لجائزة الأوسكار، والنجم الفلسطيني علي سليمان الذي شارك في عدة أفلام من إنتاج هوليوود، منها «الجنة الآن»، بجانب المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي.

واستغل نجوم عالميون فرصة المشاركة في هذا الحدث للإشادة بالتطور الحضاري الذي تشهده السعودية، بينهم المخرج الأميركي الشهير أوليفر ستون، الحائز على جائزة «الأوسكار» ثلاث مرات، الذي كان توليه رئاسة لجنة تحكيم المهرجان من بين المفاجآت الكثيرة التي حملها المهرجان في جعبته.

يقول ستون، خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح المهرجان، منبهراً بالتطور الذي تشهده المملكة، «على الجميع أن يأتي إلى السعودية لرؤية الوضع بأنفسهم»، مبدياً إعجابه بالتجربة الجديدة: «أتمنى لهذا المهرجان نجاحاً هائلاً. ثمة حاجة لأن يتغير اتجاه الرياح، فعلى امتداد فترة طويلة للغاية، استمر هبوب الرياح من الغرب باتجاه الشرق. إلا أنه في مكان ما من رمال صحراء هذه البلاد، تنهض الرياح من جديد».

إلى جانب الحضارة السعودية، يرى ستون في المهرجان «فرصة للتعرف حقاً على السينما الآسيوية والأفريقية»، مضيفاً: «ثمة تغييرات كبرى تجري هنا، وثمة عالم جديد تماماً وهم يتعلمون كيفية استخدام الأفلام في سرد قصصهم».

كما يرى أن السينما الجديدة «ملهمة»، متابعاً بالقول: «لقد أصبحت الأفلام الجديدة أكثر تطوراً عبر جوانب كثيرة، وأفضل من ناحية التصوير. هؤلاء الفتيان والشباب يتمتعون بميزة أنهم شاهدوا كل ما أنجزناه، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك تحسن وتغيير». وأكد أن هذا الأمر يعطيه «سبباً للقول بأنني أشتاق لعملي، وأنه يجب أن أعود للعمل وأنجز 10 أفلام أخرى... لدي رغبة قوية في إنجاز بعض من هذه القصص المختلفة، لكن ربما لم يتبق لي وقت يسمح سوى بفيلم واحد فقط، فأنا في الـ76 الآن، أليس كذلك؟».

بدورها، أعربت النجمة الأميركية وسيدة الأعمال جيسيكا ألبا، الحائزة على جائزة «غولدين غلوب»، عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات المهرجان، وقالت: «السعودية بلد رائع حقاً، وتحظى بتاريخ مذهل، ويتميز شعبها بالدفء والمودة. لقد قضيت وقتاً ممتعاً هنا، وأتمنى معاودة زيارتها».

من جانبه، أكد المخرج والمنتج البريطاني غاي ريتشي، الذي اشتهر بأفلام العصابات وسلسلة أفلام لشخصية شيرلوك هولمز البوليسية الشهيرة، في كلمته أمام المهرجان، أنه من المهم للغاية «دعم المبدعين من هذه المنطقة على وجه التحديد، وتشجيع التعاون الثقافي»، مضيفاً: «أحب الشرق الأوسط لأسباب كثيرة ومتنوعة ما بين تاريخية ودينية. وعلى نحو متزايد، يزداد عشقي للعالم القديم. وكلما زاد قدم الحضارة، ازداد اهتمامي بها. لا أدري لماذا. كل ما أعرفه أنني أشعر بارتياح داخل الشرق الأوسط».

وعن إعجابه بـ«النمو السريع» الذي تشهده المملكة، ذكر ريتشي في تصريحات لموقع «ديدلاين» أنه «بأي مكان يشهد مثل هذا النمو السريع تدرك أن الإبداع جزء من المعادلة، وتتملكك الرغبة في تشجيع ذلك بأقصى ما باستطاعتك، خصوصاً عندما يكون التحول في مهده. وتراودك الرغبة في الإسهام في دفع هذا التغيير نحو مرحلة، ثم إلى نمط من النجاح المستدام يمكنه البقاء بالاعتماد على نفسه».

 

####

 

«الخلاط +»... 4 قصص ترصد التغيرات الاجتماعية السعودية بإطار كوميدي

عُرض لأول مرة بـ«البحر الأحمر» ويُطرح عبر «نتفليكس» بداية العام المقبل

جدة: محمود الرفاعي

بعد 3 سنوات من انتهاء برنامج «الخلاط» الشهير، على موقع «يوتيوب»، أعادت منصة «نتفليكس» تقديمه بشكل مختلف، كأول فيلم سعودي من إنتاجها تحت عنوان «الخلاط +» الذي تم عرضه لأول مرة في أثناء فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قبل عرضه رسمياً عبر المنصة في التاسع عشر من يناير (كانون الثاني) المقبل.

فيلم «الخلاط +» يعد امتداداً لاسكتشات «الخلاط» التي حققت نجاحاً باهراً طيلة السنوات الماضية عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب»، ووصل عدد مشاهديها لقرابة مليار ونصف المليار مشاهدة، وهو ما دفع المنصة العالمية إلى تحويلها إلى فيلم يرصد التغيرات الاجتماعية في المجتمع السعودي بإطار كوميدي.

يحتوي الفيلم على 4 قصص قصيرة يربطها موضوع واحد وهو الخداع الاجتماعي؛ إذ تقع شخصيات «الخلاط +» في مواقف غير متوقعة وتحاول أن تجد حيلة لتخرج منها، بداية من وجود لصين يحطمان حفل زفاف لإنقاذ شريكهما، وطاهية تعمل في مطعم فاخر تضع سمعة المطعم على المحك لإنقاذ زواج والديها الفاشل، وصديق يعود إلى المشرحة لدفن سر عن زوجة صديقه المتوفى، وصولاً إلى أم تبحث عن زوجها في أثناء بحثه عن ابنهما في ملهى ليلي، والعمل من إخراج فهد العماري، وإنتاج محمد القرعاوي، وبطولة كل من عبد العزيز الشهري، ومحمد الدوخي، وإبراهيم خير الله، وإبراهيم الحجاج، وفهد البعيري، وصهيب قدس، وزياد العامري، وإسماعيل الحسن.

منتج الفيلم محمد القرعاوي، قال لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع (الخلاط) يعد من أحب وأفضل مشاريع (تلفاز 11) عبر موقع الفيديوهات (يوتيوب)، وكان في البداية عبارة عن اسكتشات كوميدية ساخرة، ثم تطور إلى أن قدم في 22 حلقة، إلى أن قررت (نتفليكس) تطوير العمل والفكرة وتقديمه في فيلم سينمائي»، مضيفاً: «أعتقد أن النجاح الكبير الذي حققه (الخلاط) يعود الفضل فيه إلى مخرجه الفذ فهد العماري، وأبطاله». وأشار منتج العمل إلى أن «الجمهور السعودي هو سبب نجاح العمل. القبول والنجاح نعمة من نعم الله التي أنعم بها علينا، فكلما كنا نطور في الفكرة الأصلية للعمل كان النجاح يزداد يوماً بعد يوم».

ويرى مخرج العمل فهد العماري، أن «صعوبات الفيلم كانت تتلخص في كثرة التنقلات بين القصص الأربع خلال التصوير، وهذه ليست صعوبة بالغة». وأشاد العماري بعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «فخر لي ولجميع أسرة الفيلم أن يكون فيلم (الخلاط +) فكرة سعودية وأبطالاً سعوديين وإنتاجاً سعودياً، ويعرض لأول مرة في السعودية، فهذا يدل على أن الصناعة الفنية السعودية في تطور مستمر».

ويرى العماري أن «الجمهور والمتلقي هم أصحاب الفضل الأول والأخير في نجاح فكرة العمل، فرحلة (الخلاط) استمرت لأكثر من 4 سنوات، البداية كانت من خلال (يوتيوب)، وكان يزداد جمهورها يوماً بعد يوم إلى أن صار عدد مشاهدينا أكثر من مليار ونصف المليار، واليوم وبسبب حب الجمهور أصبح (الخلاط) فيلماً على (نتفليكس)».

«من المجتمع وإلى المجتمع»... بتلك الكلمات لخص المخرج السعودي رسالة فيلمه الجديد: «أبرز ما يميز فكرة (الخلاط) بشكل عام أنه عمل محلي يناقش مشكلات وظروف حياتنا اليومية، ودوماً ما أقول عنه إنه عمل من صنع المجتمع ويشاهده أفراد المجتمع».

 

####

 

«البحر الأحمر السينمائي» يحتفي بأعمال جمال فهمي ويوسف شاهين

جدة: «الشرق الأوسط»

ينظم «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة معرضاً أرشيفياً لإرث المصور جمال فهمي، وآخر لأفلام المخرج يوسف شاهين، وذلك من خلال برنامج «سينما حي» اعتباراً من 6 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بالتعاون مع مؤسسة «حي جميل»، داعياً الجمهور لاكتشاف أعمالهما المميزة التي رسمت ملامح تاريخ السينما العربية.

ويُعرف برنامج «سينما حي» بمنهجيته المتميزة في صياغة محتوى سينمائي بحثي مجمع يهدف إلى تزويد الجمهور بروح حب الاستطلاع والشمولية، وحرصه على توسيع مجال البحث في تاريخ الأفلام المستقلة في المنطقة، كما يساهم في تعزيز الدور الذي تلعبه السينما باعتباره نقطة تلاقٍ للمشاهدة والتعلم وتبادل المعارف والاكتشاف في قطاع صناعة الأفلام.

ويعتبر «سينما حي» أحد أول المراكز التي أنشأتها السعودية للسينما المستقلة، ويضم مسرحاً يتسع لـ168 مشاهداً وغرف عرض بسعة 30 مشاهداً، ومكتبة للوسائط المتعددة، بالإضافة إلى مساحة تعليمية. وصَمم المجمع استديو التصميم المعماري «بريك لاب» بالرياض ليصبح مقراً لمجتمع الأفلام السعودي وعشاق السينما المحلية طوال العام.

من جانبه، أكد محمد التركي، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر»، أن افتتاح «سينما حي» يشكل «مجتمعاً سينمائياً للتفاعل وتبادل الأفكار والعمل على مشاريع جديدة، كما سيوفر فرصاً مثالية للوصول، وبناء قاعدتنا الجماهيرية ليتمكن الناس من الاستمتاع بكل ما يقدمه المهرجان».

من جهته، أبدى فادي جميل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة «فن جميل»، سعادتهم بالعمل عن كثب مع المهرجان لحفظ وترميم وعرض أهم الشخصيات التي أثرت في السينما العربية، معتبراً «سينما حي» إنجازاً كبيراً يعود بالنفع على الجميع، ومتطلعاً «لاستثمار الفرص الكثيرة التي سيوفرها هذا التعاون لمجتمعاتنا».

ويحتفي معرض أعمال جمال فهمي بعنوان «كما رأيناه»، حيث تعاون المصور مع كبار صناع الأفلام المصريين. ولم تقتصر أعماله على لقطات الأفلام أثناء التصوير، ولكن شملت أيضاً التصوير خلف الكواليس، وجلسات التصوير لصناع الأفلام والممثلين. وتضرب أعماله مثالاً على التصوير الفني الرائع بتراكيبه المثيرة واستخداماته المتميزة للضوء والظلال. ويقام المعرض خلال الفترة من 6 ديسمبر (كانون الأول) 2022 إلى 25 مارس (آذار) 2023 وسيعرض أرشيف مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

ويضم برنامج أفلام يوسف شاهين عرضاً لروائع أعماله، فقد كان أحد رواد سينما المؤلف؛ حيث أغرت أفلامه جيلاً كاملاً للمشاركة في رواية القصص الجريئة والمثيرة. ووثقت أعماله الأولى الصراع بين طبقات المجتمع المختلفة وكفاح الطبقة العاملة.

وتشمل قائمة الأفلام المعروضة فيلم «إسكندرية ليه؟» الذي كان بمثابة تحول جذري في مشوار شاهين الفني، بالإضافة إلى «الإسكندرية كمان وكمان»، و«وداعاً بونابرت»، و«اليوم السادس»، و«عودة الابن الضال».

 

الشرق الأوسط في

05.12.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004