ملفات خاصة

 
 
 

"مهرجان القاهرة السينمائي":

التجديد مطلبٌ لا شعار

نديم جرجوره

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

أحد أفضل القرارات الجدّية، القليلة جداً، لحسين فهمي، كرئيسٍ لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، يكمن في فرضه زيّاً "محترماً" على المدعوين/المدعوات إلى حفلتي افتتاح الدورة الـ43 وختامها (13 ـ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022). مفردة "محترم" مُسيئة جداً، كمفردات أخرى تُستَخدم في السينما المصرية تحديداً، أبرزها "نظيفة". لكنّ المقصود منها يتمثّل بحسم جدلٍ (إنْ تكن هناك إمكانية لحسمه أصلاً)، مُنبثقٍ من واقعٍ يتكرّر في هاتين الحفلتين، في مهرجاني القاهرة والجونة تحديداً. فغالبية المدعوات المصريات إليهما تُصرّ على تصاميم أزياء تُبرز مفاتِنَ، لن يكون معظمها جميلاً، بحسب المعايير الأساسية للجمال، على الأقلّ. تصاميم غير جميلة، كي لا تُستَخدَم تعابير أخرى، مثل بشعة أو قبيحة أو باهتة.

قرارٌ كهذا يتلاءم مع متطلّبات مهرجانات سينمائية دولية، مُصنّفة فئة أولى، على الأقلّ. الأناقة والوسامة والجمال ترتبط، في جانبٍ منها، بأزياء تُناسب جسد النجم/النجمة، وتليق بشكله وملامحه وتفاصيله الجسدية. براعةُ مصمّم الأزياء يكشفها صنيعه الفنّي لتوافقٍ مطلوب بين الجسد والزيّ، فيُصمّم ما يتلاءم والجسد، وهذا بحدّ ذاته فنٌّ وجمال وإبداع. مأزق فنانات مصريات عديدات كامنٌ في عدم إدراكهنّ أصول فنّ الأزياء وأنماطه المتنوّعة في ابتكار ما يليق بالجسد والشكل والتفاصيل، فتُصرّ غالبيتهنّ على تصاميم، تُظهر شيئاً من أجسادهنّ، من دون انتباهٍ إلى أنّ إظهار الجسد أو بعضه لن يكون، دائماً، جميلاً، ولن يُبرز، غالباً، مفاتن، ربما غير موجودة لديهنّ.

غير أنّ قراراً كهذا غير حاجبٍ فراغ التجديد في إدارة جديدة، يترأّسها حسين فهمي، بعد أعوامٍ مديدة على استقالته منها. تجربة إدارته "مهرجان القاهرة" (1998 ـ 2001) عاديةٌ للغاية، وغير صانعةٍ اختلافاً وتطوّراً يحتاج المهرجان إليهما، كبقية المهرجانات أيضاً. فهمي نفسه غير متجدّد في اشتغالاته السينمائية، التي يكاد اختيارُ أفضل ما فيها صعباً، إنْ لم يكن مستحيلاً. أدواره الأهمّ نادرةٌ، وحضورها غير مُنفلشٍ على جمهورٍ غير معنيّ بسينما مبتعدة عن التجاري والعادي والاستهلاكي. نظرته إلى السينما غير معروفٍ نصّها وأفكارها، باستثناء شعارات وكليشيهات تُقال عن أي فن أو موقف أو حالة. هذا إنْ تكن هناك نصوصٌ وأفكار. فالممثل مكتفٍ، كما يبدو، بوسامةٍ لا أكثر، وربما بكونه أكثر طواعيةً لسلطةٍ حاكمةٍ، تبغي أتباعاً يُنفّذون ما تريده، من دون اعتراضٍ أو نقاش.

أمير رمسيس (الإدارة الفنية) مختلفٌ. له تمرين سينمائي أساسي مع يوسف شاهين، يُضاف إليه وعي معرفي بالسينما وثقافتها وإنتاجاتها وطقوسها واشتغالاتها. له أفلامٌ متفاوتة المستويات، لكنّها نابعةٌ من شغفٍ بالفنّ السابع وصوره وعالمه. لكنّ الوظيفة، في نظامٍ حاكمٍ كذاك الذي يقوده عبد الفتاح السيسي باسم "الدولة العميقة والأعمق"، قيدٌ يحول دون تمكّنه من تجديدٍ أو تطوير أو بلورة.

مراجعة تاريخ المهرجان كفيلةٌ بتبيان ترهّله منذ سنين، باستثناء دوراتٍ قليلة، يصنع الناقد سمير فريد إحداها (دورة واحدة، 2014)، ويجهد المنتج محمد حفظي في ابتكار شيءٍ من التجديد والتطوير (4 دورات، 2018 ـ 2021). المراجعة نفسها تحتاج، بشدّة، إلى قراءات نقدية تأريخية تحليلية، فالمهرجان يُفترض به أنْ يكون وأن يبقى أساسيّاً في المشهدين السينمائيين المصري والعربي تحديداً، وتطوير أدواته واشتغالاته مطلبٌ دائمٌ.

 

العربي الجديد اللندنية في

18.11.2022

 
 
 
 
 

قلم على ورق

مكاسب القاهرة السينمائى

محمد قناوي

يختتم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فعاليات دورته الـ 44 الثلاثاء المقبل، والتى جاءت هذا العام مميزة بروح دورات المهرجان فى عصره الذهبي، ويشعر المتابع للمهرجان سواء داخل دار الأوبرا بمسارحها وقاعات عروضها أو الذى يتابع المهرجان عبر رسائل القنوات الفضائية والتغطيات الصحفية، أن المهرجان عاد إليه «وقاره» وابتعد عن البهرجة الزائفة، فجاءت الدورة 44 لتليق بمهرجان من الفئة «A» بين المهرجانات العالمية، وقد حققت هذه الدورة مكاسب أدبية متعددة لابد من الإشارة إليها للتوثيق لهذا الحدث السينمائى الأهم ليس فى مصر فقط بل المنطقة كلها، أولها: أن المهرجان شهد إقبالاً ضخماً من الجمهور والسينمائيين والنقاد والصحفيين والمهتمين بالفن السابع، وكان الشباب الأكثر تواجداً وفعالية سواء بمشاهدة الأفلام أو النقاشات التى تتم بعد مشاهدة العروض، وقد بلغ عدد تذاكر الافلام التى تم حجزها حتى اليوم حسب المعلومات الواردة إلينا حوالى 50 ألف تذكرة ومرشحة للزيادة خلال الثلاثة أيام المتبقية من المهرجان، ثانى المكاسب قيام المهرجان بترميم أثنين من أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية وهما «يوميات نائب فى الأرياف» و«أغنية على الممر» واذا استمر المهرجان فى القيام بهذا الدور، وترميم فيلمين كل عام فهو يعمل على الحفاظ على تراث السينما المصرية من التحلل والفقد، المكسب الثالث هو حرص المهرجان ممثلاً فى رئيسه الفنان «حسين فهمي» على إدماج ذوى الهمم فى فعاليات المهرجان، فمن الأشياء المبهجة فى الكواليس مشاهدة شباب من أصحاب الهمم وهم يشاركون فى الندوات ويتابعون الافلام، اما المكسب الأهم فهو اختفاء عبارة «sold out» من شباك التذاكر باستثناء الفيلم المصرى «19 ب» وهى العبارة التى كات تتردد فى السنوات الماضية وكنا ندخل العروض لنجد نصف عدد كراسى القاعات فارغة، واختفاء هذه العبارة تعنى ان هناك عملية ضبط تمت لحجز التذاكر وتوزيعها بصورة عادلة على الفئات المصرح لها بحجزها، هذه المكاسب جزء قليل من مكاسب كثيرة حققها المهرجان هذا العام. 

 ما كان لهذه المكاسب أن تتحقق إلا فى وجود إدارة تمتلك خبرة كبيرة فى فن تنظيم المهرجانات الفنان «حسين فهمي» وبمعاونة مدير شاب يمتلك خبرة خمس دورات فى مهرجان الجونة مع روح شابة تفهم فى السينما «أمير رمسيس»، صحيح يقولون عليه «ديكتاتور» فى بعض المواقف، ولكن نعلم جميعا أن الديمقراطية فى بعض الأحيان يمكن أن تحول الأمور إلى فوضى.

النجم الوسيم «حسين فهمي» وهو يتجول يومياً فى كواليس المهرجان لمتابعة العروض والندوات والنقاشات تراه بروح ولياقة شاب فى الثلاثين من عمره .. «اللهم لا حسد».

 

####

 

حسين فهمي أعاد مهرجان القاهرة السينمائي لعصره الذهبي

محمد قناوي

نجح الفنان الكبير حسين فهمي وكتيبة مهرجان القاهرة السينمائي بقيادة مدير المهرجان المخرج أمير رمسيس في إعادة المهرجان لعصره الذهبي، فقد اعاد «فهمى» للمهرجان روحه وهويته السينمائية التي افتقدها خلال السنوات الماضية بداية من الحرص على حضور مختلف الأجيال من النجوم والنجمات الذين تواجدوا على السجادة الحمراء.

ومرورا بحفل الافتتاح الذى جاء سينمائيا في المقام الأول، والذى يذكرنا بأمجاد العصر الذهبي للسينما من خلال تابلوه راقص تضمن أغنيات وبصمات الفنان سمير صبرى ويقول من خلاله إن السينما المصرية تمتلك تاريخًا عريقًا وأجيالًا سابقة ومتتالية صنعت لها ريادتها ومجدها، وأكد أن للسينما المصرية أجيالًا عديدة صنعت لها أمجادًا نعتز بها.

وحرص على تقديم وجبة سينمائية طازجة لجمهور المهرجان تنوعت فيها الثقافات والمدارس السينمائية المختلفة لإرضاء كل الاذواق وكانت النتيجة أن شهدت عروض المهرجان اقبالا منقطع النظير من الجميع كبارا وصغارا وشبابا وفتيات عشاق الفن السابع.

وتحولت دار الأوبرا المصرية «قصر المهرجان» إلى ما يشبه خلية نحل مليئة بالنقاشات والحوارات الثرية بين صناع السينما وبين شباب السينمائيين وضيوف المهرجان من كل الجنسيات. 

لقد عاد للمهرجان وقاره لتليق هذه الدورة باسم مهرجان القاهرة الذى يعد واحدا من 12 مهرجاناً من «الفئة A» على مستوى العالم. 

 

####

 

حسين فهمي أعاد مهرجان القاهرة السينمائي لعصره الذهبي

محمد قناوي

نجح الفنان الكبير حسين فهمي وكتيبة مهرجان القاهرة السينمائي بقيادة مدير المهرجان المخرج أمير رمسيس في إعادة المهرجان لعصره الذهبي، فقد اعاد «فهمى» للمهرجان روحه وهويته السينمائية التي افتقدها خلال السنوات الماضية بداية من الحرص على حضور مختلف الأجيال من النجوم والنجمات الذين تواجدوا على السجادة الحمراء.

ومرورا بحفل الافتتاح الذى جاء سينمائيا في المقام الأول، والذى يذكرنا بأمجاد العصر الذهبي للسينما من خلال تابلوه راقص تضمن أغنيات وبصمات الفنان سمير صبرى ويقول من خلاله إن السينما المصرية تمتلك تاريخًا عريقًا وأجيالًا سابقة ومتتالية صنعت لها ريادتها ومجدها، وأكد أن للسينما المصرية أجيالًا عديدة صنعت لها أمجادًا نعتز بها.

وحرص على تقديم وجبة سينمائية طازجة لجمهور المهرجان تنوعت فيها الثقافات والمدارس السينمائية المختلفة لإرضاء كل الاذواق وكانت النتيجة أن شهدت عروض المهرجان اقبالا منقطع النظير من الجميع كبارا وصغارا وشبابا وفتيات عشاق الفن السابع.

وتحولت دار الأوبرا المصرية «قصر المهرجان» إلى ما يشبه خلية نحل مليئة بالنقاشات والحوارات الثرية بين صناع السينما وبين شباب السينمائيين وضيوف المهرجان من كل الجنسيات

لقد عاد للمهرجان وقاره لتليق هذه الدورة باسم مهرجان القاهرة الذى يعد واحدا من 12 مهرجاناً من «الفئة على مستوى العالم

 

####

 

الإنسانية تواجه مخاوفها.. قراءة في أفلام المسابقة الرسمية بـ«القاهرة السينمائي»

أخبار اليوم

جوائح وحروب واضطرابات، أحداث عالمية لا شك أنها تتماس مع أفكار صناع السينما طوال الوقت، يفرض المجتمع العالمي كابوسه على أفلام السينما فلم تعد محلقة في الخيال بقدر غرقها في واقع إنساني أليم، يبدو أشد قسوة من خيال أعتى صناع أفلام الرعب والخيال العلمي.

وكأن البشرية تلملم شتاتها وتطرح مخاوفها وهواجسها على شاشة السينما، جاءت أفلام المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى لتضع هذه العبارة كعنوان رئيسي لأغلب أفلامها، بين السطور يمكنك أن تقرأ هذه الأزمة البشرية وانعكاساتها على قصص الأفلام ورؤى صناعها .

من تونس طرح المخرج رضا الباهى تلك الرؤية بصورة غير مباشرة في فيلمه «جزيرة الغفران» حيث يتحتم على «أندريا» مواجهة مشاكله ليحل السلام على روحه الغاضبة، ليصبح قادرًا على مسامحة نفسه، يلامس الفيلم التونسي حالة الغضب الداخلي التي تنتاب البشرية جراء ضغوط الحياة اليومية وتوتراتها السياسية التي تنعكس على أرواحهم الباحثة عن السلام والتسامح.. الهموم الانسانية لغة عالمية مشتركة من بينها على سبيل المثال صراع الاستقلال الذى تعيشه المرأة.

وصحيح أن تصاعد خطاب النسوية في الشرق الأوسط زاد من حدة هذه الدعوات، ولكن هذا الصراع لم يختلف كثيرا عن حاله فى الغرب مثلا وهو ما طرحه فيلم «شىء قلته الليلة الماضية» للمخرج لويس ديفيليبس.. تدور أحداث الفيلم حول كاتبة شابة تُفصل من عملها، ولكنها تصطدم بتعطشها للاستقلال عن عائلتها وبين حاجتها الماسة لمن يرعاها ويخلق لها توازناً حقيقىاً فى حياتها.

في العلاقات العائلية وصدمة الآباء والأبناء في بعضهم البعض تمثل واحدة من القضايا التي طرحتها بعض أفلام المسابقة الدولية مثل الفيلم البلجيكى الفرنسى «الحب بحسب دالفا» والذى يتناول قصة فتاة تعيش مع والدها، وذات ليلة تقتحم الشرطة منزلها وتصطحبها لدار رعاية لتكتشف الفتاة أن حبها لوالدها ليس كما ظنت.

الصراع الإنساني بين الآباء والأبناء ومفهوم كل طرف عن حبه للآخر يظهر بصورة أعمق في الفيلم المصري «19 ب» للمخرج أحمد عبد الله وبطولة سيد رجب وناهد السباعى.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

18.11.2022

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة ـ (4)

مهرجان القاهرة يدخل نصفه الثاني بنجاح

يعرض أفلاماً مهمومة بالتحديات والذاكرة

القاهرة: محمد رُضا

«ما يفتقده المهرجان» يقول لي منتج أوروبي يعيش ويعمل في الولايات المتحدة حالياً، «هو الطموح لكي يقود حركة تسويق الأفلام الأجنبية في الشرق الأوسط».

لا يود هذا المنتج الإعلان عن اسمه، لكنه واحد من الذين حضروا سابقاً مهرجانات عربية كبيرة، وتوقع أن يؤدي تواجدها إلى إحداث تطوير بالنسبة للأفلام الأوروبية والآسيوية على الأخص. حين سألته عما يعتقده المشكلة الحقيقية التي تمنع مهرجان القاهرة من الخطو في هذا الاتجاه، قال «يحتاج المهرجان إلى خلق السوق المناسبة في مصر وخارجها. اسمع، السوق العربية تستطيع أن تكون إحدى أهم خمس أسواق عالمية. حالياً هناك ثلاث ولا توجد رابعة أو خامسة».

الأسواق المقصودة هي شمال أميركا وأوروبا وآسيا. تلك الأميركية تعرض ما ينجح سلفاً من أفلام أوروبية في المهرجانات. الأوروبية لا مشاكل تحدّ من عرض أفلام دولها. آسيا سوق كبيرة، لكن اهتمامها بما تنتجه محلياً وبما يرد إليها من هوليوود. الحال نفسه بالنسبة لأميركا اللاتينية وللعالم العربي، مع اختلاف كبير هنا، وهو أن الإنتاجات العربية خارج مصر ليس لها إلا نافذة ضيقة جداً لكي تتسلل منها إلى العروض التجارية في الدول العربية الأخرى.

الدورة الرابعة والأربعون المنعقدة حالياً حتى الثالث والعشرين من الشهر عكست تطوّراً في مجالات كثيرة. التوقيت الملزم بالعروض. حسن الاستضافة. سرعة الاستجابة للطلبات، ندوات فعلية غير مكررة المواضيع. والأهم، أن الجهد المبذول يعكس أيضاً الطموح لما هو أفضل.

في حديث خاص مع رئيس المهرجان حسين فهمي، ذكر قائلاً «رغبتي الأساسية كانت في إطلاق بداية جديدة مختلفة لا تلغي تاريخ المهرجان، بل تستفيد منه. أنا مؤمن جداً بالسينما المصرية وبالطاقة والمواهب الهائلة لعدد كبير من صانعيها، وما أريده من هذا المهرجان هو أن ينقل هذا الطموح وأن يساعد السينما المصرية في بلدها ويساعد السينمات الأخرى على التمتع بفرص نجاح عبر إنتاجات وعروض دائمة».

يلتقي ما يقوله مع ما قاله المنتج الأوروبي، ويضيف إليه السعي الجاد لممثل ومنتج وسينمائي لديه خبرة ومعرفة واسعة في شتّى شؤون العمل. هذه المزايا، والمختار من الأفلام داخل المسابقة وخارجها لم تقنع عدداً من الصحافيين والإعلاميين الذين عادةً ما ينقلون نقدهم من رئيس مهرجان إلى آخر. بعض الإدارات السابقة كانت تستحق النقد، لكن المهرجان واجه الانتقاد حتى حين تسلّمته الناقدة ماجدة واصف والناقد سمير فريد، و- لاحقاً - المنتج محمد حفظي. ودائماً قُبيل وخلال انعقاد الدورات، أي وصولها إلى النهايات لكي يتم التقييم الفعلي على أحسن وجه.

الفيلم قبل الأخير

على صعيد الأفلام، استُقبل فيلم رضا الباهي «جزيرة الغفران» استقبالاً جيداً بعد عروضه في المسابقة الرسمية... الكلمة الشائعة هي إنه فيلم يدعو للتسامح بين الأديان عبر العودة إلى أيام ما كان هذا التسامح أمراً واقعياً موجوداً قبل أن تبدأ ولادة تيارات دينية لا تعترف بالآخر.

فيلم رضا الباهي مثل عين مراقِبة تستعين بمفهومها الحاضر لتبخر في الماضي، وحسبما قاله لي «كما تعلم، أنا لست من مواليد جربة، لكن تونس كلها كانت تنعم بعلاقات حسن الجوار. وبعض ما أعرضه في الفيلم موحى إليَّ مما رواه والدي لي».

عن إيحاءات أخرى يقول «حين أنجزت هذا الفيلم كنت أعتقد أنه سيكون آخر أفلامي. لذلك؛ أردت أن أضع فيه ما أستطيع من مشاعري حيال الموضوع وشخصياته. حيال الحياة ذاتها. لكن أقرب أفلامي السابقة إلى هذا الفيلم هو (صندوق عجب) (فيلم بيوغرافي سابق أنجزه قبل عشرين سنة). أشعر بأن أسترجع من الذاكرة الفيلمية العديد مما يرد هنا، وكلا الفيلمين (السابق والحالي) مأخوذ من تجارب شخصية». إلى أن انتهى المخرج من تحقيق هذا الفيلم، كان - وكما ذكر أعلاه - يعتقد إنه سيكون آخر أفلامه. إنه قال أشياء كثيرة من مطلع السبعينات وإلى اليوم. لكن أحد السيناريوهات التي كتبها ولم يستطع تنفيذها واحد وضعه قبل أكثر من ثلاثين سنة وكاد في أحدها أن يُنجز لكن التمويل تراجع في اللحظات الأخيرة.

هو فيلم عن شاحنة تحمل نفايات نووية تبحث عن موقع أفريقي لدفنها فيه «طبعاً تغيّرت الأمور كثيراً ولا تستطيع أن تعود اليوم إلى ما كتبته قبل عقود. لكن الفكرة ما زالت مهمّة وأحداثها حاضرة في يومنا هذا».

معالجة خفيفة لموضوع مهم

بينما مثل «جزيرة الغفران» تونس، مثّل «العايلة» («العائلة) الجزائر. هو فيلم جديد للمخرج مرزاق علوش يحتوي على عودته لسينما بدأ بها بنجاح أفضل هي تلك التي شرّح فيها المجتمع الجزائري من خلال شخصية واحدة تقود هذا النوع من التحقيق.

لكن «العايلة» لا يحمل صفات «عمرو قتلاتو» (أو «عمر قتلته الرجولة». هو دراما خفيفة غير متوازنة الكتابة ولا الهدف. في أحيان يميل إلى الكوميديا وفي أخرى يلتزم بالدراما. يدور حول أزمة عائلة جزائرية تخشى انقلاب الوضع عليها. فالزوج وزير سابق يحمل وزراً من الفساد والحراك الشعبي يطالب الحكومة الجديدة بالتصدّي له ولأمثاله. بين المتظاهرين ابنة الرجل الذي يفرض على العائلة الهرب قبل فوات الأوان للعيش في أوروبا. يعرض المخرج علواش الوضع من خلال المواقف المتباينة، الزوجة لا تريد مغادرة المكان، لكنها تستجيب لطلب زوجها. هذا لا يمنعها من ممارسة سلطتها على رجل الأمن والسائق وكل من يعمل في خدمة الوزير السابق. هي برجوازية التمرّس ولو أن خلفيتها، لحين ارتباطها بزوجها، مختلفة.

يمشي الفيلم على خطى كوميدية إلى ما قبل نهاية الفيلم بنحو عشرين دقيقة. المتابعة تشي سريعاً بأن المخرج لا يود الدخول في تفاصيل الشخصيات (كما فعل في أفلامه خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل). نقده عام والتحديات الفنية محدودة (وأحياناً غير موجودة). معالجة المخرج هنا لا تختلف كثيراً عن معالجات الأفلام التلفزيونية. الإدارة الفنية العامة والإيقاع والتوليف عادي التأثير لأن الفيلم عادي المعالجة كتابة وسرداً.

ما يُثير الإعجاب أمر وحيد تقريباً هو تمثيل حميدة بالحاج التي، رغم سنوات عمرها (تقارب الخمسين) لم يسبق لها أن مثّلت فيلما واحدا من قبل. إعلامية جزائرية أخبرتني أنه فيلمها الأول رغم نحو ثلاثين سنة من التمثيل والإخراج المسرحي.

التحدي الكبير

أفضل منه «السبّاحتان» لسالي إلحسيني. فيلم بيوغرافي عن أحداث حقيقية لشقيقتين تركتا سوريا إلى تركيا ومنها (عبر مركب تتلاعب به الأمواج) إلى اليونان وما بعد. يسرا وسارا مارديني (في الدورين شقيقتان أخريان هما منال ونتالي عيسى) كانتا سعيدتين بالعيش في بلدهما، لكن هذه السعادة انتهت عندما هددهما العنف الدائر. القرار بالهرب من احتمالات الحرب قادهما، وابن عمهما نزار (أحمد مالك) للولوج في مغامرة ليست غريبة اليوم لا عن السمع ولا عن النظر؛ إذ ما زالت الحياة تحفل بمحاولات عرب من بلدان البحر المتوسط البحث عن مواطن أخرى. كون القصّة حقيقية الأحداث يمنح الفيلم بطانة لا بأس بها، خصوصاً أن الفيلم سيسلك الطريق كاملة لتتويج المغامرة في النهاية بذلك النجاح الكبير الذي تحقق لهما بعدما حوّلتا هوايتهما للسباحة إلى احتراف.

في أكثر من شأن، هو فيلم تخرجه البريطانية سالي الحسيني حسب محطات متوقعة. الرحلة ذاتها تحمل الخوف والمخاطر. فيما بعد يمر الفيلم بتلك المراحل التي على الفتاتين التعامل خلالها مع مهربي البشر من حدود إلى أخرى. هذه مرحلة ليست أقل خطورة من الرحلة البحرية. ما ينقذ الفيلم من توليفة معهودة هو حسن إدارة المخرجة لفيلمها وجودة التصوير والصدق البادي في المعالجة والأداء. وهذا الجهد مبذول منذ البداية على نحو ملحوظ مع مشهد يحمل دلالات واضحة عندما تقرر الشقيقتان السباحة إلى جانب المركب لكي لا يتعرض للغرق بسبب عدد من يعتليه.

طبعاً، تقود الحكايات البيوغرافية عادة إلى سرد غير حافل بالمفاجآت، وهذا الفيلم ينتمي إلى هذه الحالة. مع وصول الفتاتين إلى ألمانيا وتدبير أمر حياتهما كلاجئتين بأوراق ثبوتية يصبح لزاماً الانتقال إلى متابعة رغبتهما في الانضمام إلى المباراة الأولمبية للسباحة، وعند هذا الحد ندخل مرحلة من الأحداث مع المدرّب الشكّاك ثم المراقب ثم المتحمس وصولاً لانتزاع النصر الكبير.

ما تلعب عليه المخرجة بنجاح (يتوقف مقداره على كل مشاهد على حدة) هو المسألة العاطفية التي تتضمن إبراز فعل التضحية والتحدي والإيمان بأن المصاعب لا تعني نهاية الرحلة، بل هي مثل الوقود الذي يحتاج إليه المرء لنجاح مهمته.

 

الشرق الأوسط في

19.11.2022

 
 
 
 
 

واقعية كاملة أبو ذكرى.. الأمل حاضر دائمًا

خالد محمود

تدهشنا المخرجة كاملة أبو ذكرى، التى منحها مهرجان القاهرة السينمائى جائزة التميز، بسينما واقعية لها خصوصيتها، بصورتها وعمق تفاصيلها، وأسلوب سردها، على الشاشة، كما الحياة تُبحر فى وجدان شخصياتها قابضة على لحظات يأس تتبخر شيئا فشيئا، بينما الأمل حاضر دائما حتى وإن طالت لحظة خصامنا مع الدنيا التى توائم خصالنا وطباعنا.. هواجسنا ومخاوفنا.. أحلامنا ما ظهر منها وما بطن.. هكذا كانت فى «ملك وكتابة»، و«واحد صفر»، أيضا «يوم للستات».

«مكنتش شايف ولا خايف أشوف» جملة قالها دكتور محمود عبدالسلام لتلخص حال بطلها فى «ملك وكتابة» فى مشهد يزلزل كيان ما بين حياة تعيشها وحياة تعيشك، صورته باقتدار كاملة أبو ذكرى كمرأة حقيقية لكل من يبحث عن معنى لوجوده، عن صورة جديدة تمحو بورتريه حصاره وانطوائه وعزلته.. عن لحظة يتنفس فيها نفسه بلا أقنعة.

شكلت ملامح وحياة هذه الشخصية وحياتنا وحملت فكرا وأسلوبا جديدا.

محمود عبدالسلام شخصية من الشخصيات التى تستحق الوقوف عندها كثيرا، أستاذ التمثيل الذى يخشى مواجهة الكاميرا، فيواجه حياته كلها فى شريط يستدعى لحظة مؤلمة، لكنها فارقة لأيامة القادمة، بفضل هند، تلك الشخصية التى عاشت معه لحظات قدره، وكأن كل واحد منا يحتاج لهند فى حياته ليسلك مسار مصالحة مع النفس.

والحقيقة أن الشخصية مرسومة بدقة فى عالميها الداخلى والخارجى.

ومن دراما الفرد لدراما مجتمع بأسره جابت بنا كاميرا ورؤية كاملة أبوذكرى فى فيلم «واحد صفر» الذى قدمته مع المؤلفة مريم نعوم، حالات صادقة فى غضبها وتمردها، بسيطة فى أحلامها وقد نسجتها فى خضم حلم كبير لوطن بجرأة كبيرة ولغة سينمائية مدهشة بتلاقيها الإنسانى، كان الفيلم حقا مساحة للبوح بالحلم من خلال التعمق فى دواخل الشخصيات والإحساس بروحها وليس مجرد سرد للحالة الاجتماعية فقط.

ففكرة الفيلم ذكية كون أحداثه تدور فى مساحة زمنية معينة بسيطة حيث ينتظر الجمهور المصرى مباراة نهائية للمنتخب للفوز بكأس أفريقيا، يسود الشارع التوتر وترتبط الشخصيات بهذا الحدث العام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وتصبح بعض مصائرها معلقة بالفوز أى النصر الكروى.

فى الفيلم نحن أمام نماذج نسائية متعددة امرأة مسيحية تحلم بالأمومة والزواج ممن تحبه، فتاة محجبة ومتدينة تبحث أيضا عن الحب والأمان، فتاة تختار طريقا آخر كى تقاوم الفقر وتبيع جسدها للسيد وللناس جميعا، من خلال أغانٍ هابطة والجميع يستمتع بها ويكسب من ورائها، وهى الخاسر الوحيد كونها فقدت حبيبها واحترام أهل حارتها.. وامراة قامت بتربية ابنها وتعمل ليلا ونهارا لتأمين لقمة العيش وفى النهاية يتركها الابن لتحقيق حلم شخصى والهروب من ماضى الآلام.. نماذج تعرفها والرابط بينها البحث عن الحب ومحاولة الشعور بالأمن والسلام.. فى الجانب الآخر نرى نماذج رجالية ليست قادرة على فهم إحساس النساء بالحب، أحدهم المشهور والذى ينعم بخير السيدة ما إن يعرف أنها حامل منه حتى يتخلى عنها ليعلن العصيان، وهو الذى عاش سنوات يتمتع بنعيمها وخيرها وجسدها، وشاب آخر يعمل كوافير ويطمح أن يكون له محله الخاص يكاد يضرب أمه ويهددها بقتل أى رجل آخر يدخل البيت وهو قد خسر حبيبته التى ذهبت لحضن رجل آخر يملك المال، ولكنها تظل بحاجة إليه وتحس به وحتى فى اللحظة التى رآها تُهان أمامه وتُضرب لم يستطع فعل شىء، ولم يستيقظ ذلك الحب القديم، وفى النهاية نرى جميع الشخصيات والنماذج ترقص من الفرح للانتصار الكروى الذى تحقق «واحد صفر»، وترفع العلم الوطنى، تاركة تساؤلات كثيرة فى خضم اللحظة الرائعة والصورة الكبيرة!!

 

####

 

من الـ دريس كود إلى غزوة السجادة الحمراء..

دورة الأزمات المفتعلة في مهرجان القاهرة السينمائى

تقرير ــ أحمد فاروق:

      أمير رمسيس بعد تعليقه على صلاة الجمعة: أعتذر لمن اعتقد أنه يمس المعتقدات الدينية

بالتوازى مع فعاليات الدورة الـ44 لمهرجان القاهرة السينمائى، التى تقام بانتظام واحترافية منذ انطلاقها 13 نوفمبر الحالى، يواجه المهرجان العريق عددا من الأزمات المتلاحقة، يمكن وصفها بـ«المفتعلة»، والتى عادة تكون سببا فى سحب الأنظار إلى أمور فرعية وهامشية بعيدة كل البعد عن برنامج المهرجان الفعلى، الذى يضم أكثر من 100 فيلم تمثل 52 دولة، من بينها عروض عالمية أولى، وأخرى تعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى الندوات وحلقات النقاش، ولكن اللافت للنظر أن إدارة المهرجان عادة تكون طرفا فى هذه الأزمات.

غزوة السجادة الحمراء

أحدث الأزمات، كان بطلها مدير المهرجان المخرج أمير رمسيس، الذى قرر التفاعل مع صورة التقطها الزميل ضياء مصطفى لعدد من الأشخاص اضطروا لصلاة الجمعة الماضية على السجادة الحمراء لمهرجان القاهرة، بعد أن امتلأ مسجد دار الأوبرا بالمصلين.

«رمسيس» وصف الصورة عبر حسابه الشخصى على موقع فيسبوك، بأنها «غزوة السجادة الحمراء»، وهو التعليق الذى أثار كثيرا من الجدل والانقسام، خاصة أنه جاء من مسئول فى المهرجان، وبالتالى صوره البعض أنه يعبر عن موقف الإدارة الرسمى، وليس الموقف الشخصى للمخرج أمير رمسيس.

تصعيد الأمر بتفسيرات مختلفة، والهجوم الكبير على أمير رمسيس، دفعه لحذف «البوست» صباح أمس السبت، وكتب توضيحا يتضمن اعتذارا كان نصه: «أوضحت لمن سأل أو شعر بالإساءة الشخصية، فأعتذر لمن اعتقد أنه يمس المعتقدات الدينية».

وتابع قائلا: «تعليقى ليس على فعل الصلاة نفسه بطبيعة الحال وإنما على اختيار عمدى لمكان يقع على بعد أمتار من بوابة جامع مخصص من قبل دار الأوبرا للصلاة فى فعل لا يخلو من مزايدة على الفنون ومحاولة لإرسال رسالة معينة من عقليات ترفض الفن وتحتقر السينما».

وعلى الرغم من اعتذار أمير رمسيس، فإنه واجه هجوما شديدا عبر صفحته على موقع فيسبوك، مما اضطره لكتابة اعتذار جديدا بشكل مباشر، كان نصه: «لكل من أساء فهم التعليق وأخرجه من سياقه وتفسيره وجرح مشاعره الدينية.. أعتذر بشكل مباشر».

اختفاء تذاكر الفيلم المصرى

الأزمة الثانية المفتعلة وكانت إدارة المهرجان أيضا طرفا فيها، هى اختفاء تذاكر العرض الأول لفيلم «19 ب» إخراج أحمد عبدالله، الخميس الماضى قبل أن يفتح باب شباك التذاكر من الأساس، وهو الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الدولية، للدورة الـ44، فبمجرد فتح الباب صباح الأربعاء الماضى فوجئ الجميع بأن غالبية التذاكر محجوزة لأسرة الفيلم وضيوف المهرجان، بشكل مسبق، دون تخصيص النسب المتعارف عليها للصحافة والجمهور، وهو ما دفع البعض لشن هجوم على إدارة المهرجان عبر مواقع التواصل الإجتماعى، مما اضطرها للتحرك سريعا وتوزيع عشرات التذاكر على الصحفيين، يدا بيد، دون الحاجة للوقوف على شباك التذاكر، وكانت المفاجأة أن القاعة على غير المتوقع، لم تكن ممتلئة عن آخرها كعادة الأفلام المصرية وقت عرض الفيلم، بل كان كثير من المقاعد شاغرا.

ويرى البعض أن عدد التذاكر الذى استطاعت إدارة المهرجان توفيره بالفعل، بعد تعرضها للهجوم، كان كفيلا بعدم اشتعال الأزمة من الأساس إذا كانت التذاكر أتيحت من البداية فى مكانها الطبيعى (شباك التذاكر).

بيان إقالة مدير المركز الصحفى

الأزمة الثالثة، كانت قبل 72 ساعة من انطلاق الدورة الـ44، وتسبب فيها فريق المهرجان نفسه، وعلى أثرها أقيل مدير المركز الصحفى الزميل محمد عبدالرحمن من منصبه.

البداية كانت بإعلان عدد من الصحفيين والنقاد غضبهم من تمييز قد حدث فى توزيع دعوات حفل الافتتاح، فكان الرد المقتضب من المركز الصحفى، أن قرارا من إدارة المهرجان قد صدر بتخصيص الدعوات المميزة للفنانين والرعاة.

لا يملك أحد الحقيقة الكاملة فيما حدث أو قيل بالفعل بين إدارة المهرجان ومركزه الصحفى، ولكن الجميع شهد على طريقة تعامل الطرفين مع الأزمة التى كان ضحيتها المهرجان نفسه، فالقرار العاجل من الإدارة كان الاستغناء الفورى عن مدير المركز الصحفى دون أى اعتبارات لفكرة الجدل المتوقعة قبل انطلاق المهرجان بيومين، وكان التفاعل السريع من مدير المركز الصحفى، أن عبر عن غضبه بكتابة «بوست» على حسابه فى موقع فيسبوك، تعرض فيه بشكل مباشر لمدير المهرجان، ملمحا إلى أن هناك مخالفات سيكشف عنها مستقبلا، وبدلا من تغليب مصلحة المهرجان بإيقاف التصعيد المتبادل، فوجئ الجميع بإصدار المهرجان بيانا لم يحسم الجدل بل زاد من حدته. لم يكتف المهرجان بتوضيح سبب الإقالة بشكل مقتضب، ولكن نشر بيانا طويلا، ضم اتهامات جارحة ومسيئة، وهو ما اعتبره الكثيرون لا يتناسب مع مهرجان القاهرة.

دريس كود حسين فهمى

الأزمة الرابعة المفتعلة، كانت هى الحديث المتكرر لرئيس مهرجان القاهرة الفنان حسين فهمى، فى وسائل الإعلام عن الـ«دريس كود»، وتأكيده الدائم على أنه لن يسمح بمخالفة الزى الرسمى الذى سيحدده المهرجان لحفل الافتتاح.

ربما كان يقصد حسين فهمى أن يصدر صورة عن «القاهرة السينمائى» بأنه مهرجان ثقافى وليس مجرد عرض أزياء فى حفلى الافتتاح والختام، وهو كذلك بالفعل، ولكنه بهذا التصريح تسبب فى انشغال متابعى المهرجان بمدى الصرامة فى تنفيذه، أكثر من متابعة مدى إنجازه فى تقديم برنامج جيد لدورته الأولى بعد العودة لرئاسة المهرجان، حتى أن أول سؤال استقبله فى المؤتمر الصحفى للدورة الـ44 كان عن الـ«دريس كود»، فبدلا من استغلال الفرصة أمام جميع وسائل الإعلام لتوضيح وجهة نظره ببساطة وإنهاء الأمر، رد مازحا: «هحبس أى شخص مخالف.. أنا ديكتاتور»، وبالتالى بدلا من عمل رئيس المهرجان على إنهاء جدل ليس له علاقة بصلب المهرجان، ساهم فى زيادته، فكانت النتيجة أنه لا يخلو حوار صحفى أو تلفزيونى ظهر فيه حسين فهمى تقريبا إلا وكان سؤالا رئيسيا عن هذا التصريح، رغم أنه على أرض الواقع لم يمنع أى فنان خالف الزى الرسمى فى حفل الافتتاح.

 

الشروق المصرية في

19.11.2022

 
 
 
 
 

حمار سكوليموفسكي يروي سيرة الحرية والتمرد بـ"القاهرة السينمائي"

يكشف الفيلم في أول عرض شرق أوسطي كيف يعلمنا الحيوان فهم البشر وينال جائزة النقاد

هوفيك حبشيان

"إيو" للمخرج البولندي يرجي سكوليموفسكي من أكثر الأفلام التي نالت الإعجاب هذا العام، هذا فيلم مغاير يأتينا من خارج الصندوق، أنجزه صاحب "قتل أساسي" انتصاراً لآخر ذرة براءة صمدت فيه عبر الزمن. مرة كل بضعة أيام، أرى أحدهم وهو يحتفي به على وسائط التواصل بحماسة شديدة، بعد اكتشافه له في أحد العروض المنتقلة حول العالم. الحماسة التي يبديها الناس تجاه "إيو" مستحقة وتأتي على دفعات، وذلك منذ عرضه الأول في مهرجان "كان" السينمائي الأخير حيث نال جائزة لجنة التحكيم. السينما، في النهاية، يصنعها الجمهور والمشاهدون، بمعنى أنهم هم الذين يعطون الفيلم شرعية وتكريساً. مهما احتفت المهرجانات بالأفلام يبقى اللقاء بالجمهور هو الأهم. واليوم، بعد جولة في القارات الخمس يصل الفيلم المنتظر إلى المنطقة العربية، في أول عرض شرق أوسطي له، أثناء مهرجان القاهرة السينمائي (13 – 22 نوفمبر "تشرين الثاني") الذي يستعيد، إلى مسابقته الرسمية، أفلاماً سبق أن عرضت في مهرجانات كبيرة، كبرلين و"كان" والبندقية وغيرها.

لم يكن أحد يتوقع أن مخرجاً في الرابعة والثمانين من العمر سيأتي يوماً بفيلم يحمل هذا القدر من الحرية والتمرد. فسكوليموفسكي الذي يعد أحد رواد الموجة البولندية الجديدة في الستينيات، يسقط علينا بفيلمه "من فوق". عمله لا يشبه أي فيلم آخر ولا يشبه تاريخه، ويصعب ربطه بموضة أو ظاهرة. هكذا يعمل الكبار، عبر الدخول من باب والخروج من باب آخر، دائماً من حيث لا نتوقعهم. أما بطولة الفيلم فهذه وحدها حكاية. البطل هنا ليس بإنسان، بل حمار يجعله سكوليموفسكي شاهداً على قسوة الإنسان ومجانية أفعاله. الفيلم يتبنى وجهة نظر راديكالية، معبراً عن أفكار مخرجه الذي يقول في إحدى مقابلاته، بأنه شعر بإحساس مر وهو يعود إلى مهرجان "كان" ليعرض فيلمه فيه، على رغم بهجة الحضور. فكثر من مجايليه الذين كانوا يشاركون في "كان" ما عادوا من هذا العالم، أما هو فأصبح بعد سنوات من انطلاقته يفضل ألا يخرج من منزله الواقع في الغابات بعيداً من هذا العالم الذي ما عاد يلهمه. فثمة حرب في أوروبا، وكيف له أن يسعد بعرض فيلم والمأساة يومية في أوكرانيا وفي كل مكان.

البطل الأوحد

من هذا السخط ومن هذه الأحوال التي تحيط بنا ولد فيلم "إيو"، ولو إن سكوليموفسكي يستوحي من السينما أيضاً، ومن فيلم "أو أزار بالتازار" لروبير بروسون الذي قال عنه سكوليموفسكي غير مرة بأنه فيلمه المفضل عبر التاريخ. حماره نوع من امتداد لحمار بروسون، ويتيح للفيلم أن يعبر من حالة خاصة إلى عامة، ومن تفصيل إلى رؤية شاملة لمصائب آخر مئة عام وأكثر، مواصلاً الفكرة من حيث كان تركها بروسون، حاملاً في داخله روحانية لا ينجز المخرج أي شيء من دونها. فهي من صميم "إيو" الذي يقترب بعض الشيء من السينما التجريبية، ناهيك بأنه ينطوي على انسجام كبير بين المضمون والشكل، وهذا يتأتى من حقيقة أن سكوليموفسكي هو أيضاً فنان تشكيلي يملك حساً تكوينياً رفيعاً. 

إذاً الحمار هو البطل الأوحد مع شخصيات ثانوية من حوله، منها شخصية تلعبها إيزابيل أوبير. يتعقبه الفيلم منذ لحظة مغادرته سيركاً في بولندا وإلى حيث ستأخذه الأحداث المتداخلة. فنرى العالم من وجهة نظر حيوان لا مصلحة له في إقناعنا بشيء. فهو كائن حيادي نوعاً ما، يرى ويشعر ويعيش، ولا قدرة له على التعبير مثلنا. يتلقى الضربات المتتالية من غير أن يستجيب للعنف. مسيرة الحمار سنتابعها ونحن نتنقل من مكان إلى آخر، ومن جو إلى ثان، ذلك أن الفيلم يتيح هذا التجوال في مناطق مختلفة ليعطي فكرة شاملة عن عالم واسع، عالم أكثر توحشاً مما نعتقده، هذا كله من خلال قصة حمار، وفي هذه الفكرة مبادرة إنسانية، لكن يجب ألا تختلط علينا الأمور، فهذا ليس فيلماً عن عالم الحيوانات أنتجته جمعية تدافع عن حقوقها. إنه فيلم إنسانوي، يحفر في داخلنا، وحيث الحيوان يساعدنا في فهم البشر. فنرى ما نحن قادرون عليه من خلال ما نفرضه على الأضعف منا. والبشر هنا نوعان: هناك من يعامل الحمار برفق، ومن يتعاطى معه بعنف وقسوة. ولكن، في مجمل الأحوال، الأمل موجود، ولا يزال هناك إمكان عالم أفضل يراهن عليها سكوليموفسكي.

يصعب مشاهدة "إيو" من دون الانتباه إلى أنه فيلم عن الطبيعة، من دون أن يكون بالضرورة فيلماً عن البيئة. ثمة مشاهد يقترب فيها سكوليموفسكي إلى فكر المخرج الأميركي ترنس ماليك، لا سيما تلك التي تحتفي بالثروة الطبيعية المعششة في الكون، والتي تشكل حضن الإنسان الدافئ. اللقطات الجوية التي تعبر السهول والوديان تخاطب غرائزنا البدائية، وهي مشغولة بشغف على يد فنان يعرف ماذا يريد من فنه، لكن حتى الدفاع عن البيئة، لا يحول الفيلم في أي لحظة إلى ملف يمكن توظيفه أيديولوجياً. صحيح هناك طبيعة، ولكن خلافاً للمخاوف الحالية فلا شيء يمكن تدميره، إذ تبدو الطبيعة أبدية، الكائنات تعبر من هنا، وهي باقية.

رحلة الحمار ما هي سوى مناسبة لمسح شامل عن عالمنا الحالي، من دون خطاب مباشر. وهي أيضاً مناسبة للحمار كي يكتشف هذا العالم ويعيشه بحواسه، هذا العالم، كما يراه سكوليموفسكي مكان يصعب فهمه ووضعه في إطار منطقي، لكن ما يهم المخرج هو رد الاعتبار إلى أصحاب الضمائر الحية الذين لا ينجح الشر في تحويلهم إلى أشرار. والحمار الذي سيكون نصيبه من الخير والشر متساوياً، خير مثال. يحاول العالم الذي نعيش فيه تغييرنا كي نستجيب لما يريده منا، لكن حمارنا عنيد وسيظل كذلك حتى اللحظة الأخيرة، لا يتنكر لمبادئه، يرفض ويعبر عن رفضه، فماذا عنا نحن البشر المتفوقين على سائر الكائنات؟ هذه هي فلسفة سكوليموفسكي التي لا تتحول في أي لحظة وعظاً وتنظيراً، بل تقحمنا في تناقضات الطبيعة البشرية، مثيراً المتعة والدهشة. 

 

الـ The Independent  في

19.11.2022

 
 
 
 
 

الحمار (إيو) يضحكنا ويبكينا ويشجينا!!

طارق الشناوي

حصل فيلم (EO) على جائزة النقاد العرب للفيلم الأوروبى، التي يمنحها (مركز السينما العربية)، بقيادة الباحث السينمائى الدؤوب علاء كركوتى، أعلنت الجائزة على هامش مهرجان القاهرة السينمائى، وهو من الأفلام التي حظيت بمكانة جماهيرية وفنية عالية، منذ عرضه مايو الماضى بمهرجان (كان)، تميزت هذه الدورة بعدد كبير من الأفلام التي توهجت بسحر السينما فأشعلت مشاعرنا.

البحث عن فكرة هي دائما نقطة البداية في كل أنواع الفنون، وعندما يمتلك المبدع موهبة التحليق بعيدًا عن الصندوق الدرامى المتعارف عليه، يسجل هدفا لصالحه، إنها ما يطلقون عليه لغويًا (براعة الاستهلال)، وهكذا انطلق الفيلم البولندى (إيو) عندما رأينا الدنيا بعيونه، أقصد الحمار الطيب (إيو)، EO.

الشريط السينمائى يقع في قالب درامى شهير (سينما الطريق)، أي أن البطل يتحرك من مكان إلى آخر وطوال الرحلة نتورط معه في دوائر متعددة، وهو ما يمنحنا مشروعية تحليل المجتمع، البوصلة التي يحركها البطل هذه المرة في الفيلم البولندى الإيطالى المشترك هو الحمار (إيو)، لنرصد الحياة بعيونه، يعتمد المخرج على توظيف نظرات الحمار، لكى تنقل لنا بالمونتاج العبقرى الحالة بكل تنويعاتها الاجتماعية والسياسية والنفسية، كانت عيون الحمار التي نتابعها في لقطات قريبة معبرة بذكاء من المخرج البارع في توظيف اللحظة، لأنها دائما مشحونة لتقديم إجابة لتساؤلات داخل المتفرج.

المخرج البولندى جرمى توماس اعتمد على قدرته في التقاط التعبير الموحى، كثيرًا ما شاهدنا الحمار في أفلامنا وبينها (أربعة في مهمة رسمية) لعلى عبدالخالق، وكان الحمار أحد أفراد تلك المهمة، مشاركا أحمد زكى البطولة، هذه المرة الأمر مختلف، الحمار هو البطل، التتابع السينمائى هو معادل مرئى ومسموع ومحسوس لما يراه الحمار، الذي يضفى بهجة وشجنًا من خلال نظرات عيونه.

فصيلة الحمير يمنحون الكثير للبشر بدون انتظار مقابل، يعتقد البعض أن سعد الصغير هو أشهر من غنى للحمار (بحبك يا حمار)، الحقيقة أن شادية فعلتها قبله عندما داعبت حمارها قبل 70 عاما قائلة (شى ياحمارى/ حا ياحمارى/ قلبى عليك/ من طول مشوارى)، والحمار الأكثر شهرة قطعا حمار جحا، والأكثر احتراما حمار الحكيم.

بينما الحمار البولندى فأنا أراه سيحتل مكانة متميزة لخصوصية الفيلم، النقطة الساخنة بدأت مع قرار إدارة السيرك للاستغناء عن الحيوانات، استجابة لضغوط جمعيات الرفق بالحيوان ومنظمات أخرى تعتبر عمل الحيوانات مخالفًا للدساتير في العالم كله، خاصة أنها تتعرض للأخطار بسبب الألعاب النارية التي تشارك فيها، كما أنها مقابل حصولها على الغذاء تفقد حريتها، وهكذا يتغير حال الحمار البطل من الاعتماد على الغير في توفر المأكل والمبيت، ليصبح مسؤولا عن نفسه، وهو أيضا ما يرسم هامشا موازيا لما يشعر به المتلقى أثناء مشاهدة الفيلم.

المخرج لجأ كثيرا إلى الموسيقى لتتولى هي الحديث عما تقوله عيون الحمار، لتنقل لنا مشاعره وأحلامه وأيضا إحباطاته، تلك هي اللمحة الخاصة التي تمنح الفيلم مذاقه الخاص، الشاشة تفيض بهجة رغم مساحات الشجن، والمخرج حافظ على تدفق الإيقاع الضاحك والشجى في آن واحد.

تعودنا مع كلمة النهاية لكل مهرجان أن يظل بداخلنا ومضات من أعمال فنية تبقى قادرة على الصمود طويلا، لأنها ببساطة تشاهدنا قبل أن نشاهدها، وعلى رأسها قطعا (EO) الذي انتقل من مهرجان (كان) لمهرجان (القاهرة) مكللا بجائزة هناك وهنا!!.

 

المصري اليوم في

19.11.2022

 
 
 
 
 

فيلم "The Fabelmans"..

سيرة رجل استثنائى لم يطلب الخلود والسينما منحته إياه

رامي المتولي

لم يكن المخرج ستيفن سبيلبرج فردًا عاديًا من جماعة "هوليوود الجديدة" أو "الموجة الأمريكية الجديدة" كما يحلو للمعظم تسمية الفنانين المعارضين لنظام الاستوديو وسيطرته على العملية الإبداعية والفنية، وايضًا لم يتحول لفردًا عاديًا يعمل تحت نظام الأستوديو الصارم، الحقيقة التى لا تقبل أي جدال أن ستيفن سبيلبرج هو الأنجح والأكثر إنتشارا والذى جمع بين المدرستين فلا هو خضع لنظام الاستوديو بالكامل ولا انتصر للصبغة الفنية على حساب التجارية، هو الرجل الذى جمع بين الحسنيين، كان وما زال هو الأكثر مرونة فى التعامل مع نظام الأستوديو وأكثر مرونة فى الاهتمام بالبعد التجاري وأهمية شباك التذاكر، وهو الذى كانت أفكاره ورؤيته للافلام فتحًا كسر الكثير من القوالب الجامدة، وهو الورقة الرابحة التى كانت تملك الحرية للتنقل بين المعسكرين المتنافرين، وهو الرجل المتجدد حتى مع بلوغه العام الـ75، والقادر على الإبهار وخطف عقل وقلب المشاهدين ويمنح الفنانين فى العالم دروسًا فى كل عناصر فن السينما إلى جانب قدرته الخارقة فى طريقة "الحكي".

ميتزى فابلمان: الأفلام هي أحلام لا يمكن أن تنساها

فى أحدث أفلامه "The Fabelmans" ينظر سبيلبرج وهو فى منتصف عقده السابع من العمر إلى عقديه الاول والثاني ويقف معنا عند مطلع الثالث وقد حسم أمره ووضع قدمه على بداية طريقه الإحترافي، فلسفة الفيلم بأكملها تعتمد على كيفية رؤية سبيلبرج لماضيه، ربما كان فى مرحلة من مراحل حياته غاضبًا أو ناقمًا من عائلته، وربما فى مرحلة أخري غير مهتم بماضيه ويركز فقط على مستقبله، لكنه فى هذه اللحظة تحديدًا لا يتصالح مع كل هذه المشاعر السابقة المختلطة فقط، لكنه يشرك الجمهور فى العالم هذه الحالة الشعورية عن طريق تحويلها إلى فيلم سينمائى وهى طريقته المباشرة فى الحكي، ليخلد تاريخ أسرته الصغيرة عن طريق تغير اسمها من سبيلبرج إلى فابلمان، على الرغم من معرفة الجميع أنها سيرته الذاتية والتشابه الواضح بين الممثلين فى الفيلم مع الأشخاص الحقيقيين، لكنه يحافظ بحرفية شديدة ودقيقة على حاجز رقيق يفصل بين التأكد أنها ذاتية والتفاعل معها كأنها عامة تعبر عن طموح شاب يعيش وسط عائلة ممزقة لكنها تمتلك من الرقة والتحضر ما يكفى لأن تبدو هذه التمزقات والانشقاقات براقة وشاعرية. فالأم ميتزي (ميشيل ويليامز) هي التى منحت الطفل سامي (غابرييل لابيل) الأدوات وبداية الطريق لنبوغه، وهى فى الوقت نفسه من قررت ترك العائلة عند مرحلة معينة لتعيش سعادتها الخاصة، والصدمة التى خلفها اكتشاف المراهق سامي لمشاعر والدته تجاه صديق والده بيني (سيث روجان) عن طريق فيلم صوره لرحلة العائلة تسبب له فى صدمة دفعته لترك هوايته وشغفه، لكن بيني -أحد أسباب المشكلة- هو من أهداه كاميرا محمولة جديدة وحديثة ليستمر فى ما يحب.

بوريس: العائلة، الفن.. سوف يمزقانك

يصف سبيلبرج معاناتاه ومعاناة عائلته بلغة سينمائية شديدة البلاغة، الأم فنانة وعازفة بيانو شديدة الاتقان والموهبة سحبتها المهام الأسرية بعيدًا عن مجال نبوغها وتفوقها، لكنها كانت تحافظ دائما على علاقتها بالبيانو، ومن أهم هذه المظاهر هو استخدام الأسرة أدوات مائدة ورقية لأنها تحافظ على يديها ولا ترغب فى أن تستخدمها فى غسل أدوات المائدة والتنظيف، ولجأ سبيلبرج لهذه الموتيفا البصرية للأم والتى تكررت عدة مرات خلال الفيلم، بينما صنع للأب بيرت (بول دانو) موتيفا بصرية أخرى هي أجهزة الراديو والتليفزيون التالفة التى يصلحها للجيران والمعارف والتى تملأ المنزل حرفيا، أي أننا أمام أم فنانة وأب مهندس مخترع وكلاهما عبقريان لكن عقل ومشاعر كلا منهما يعمل بطريقة مختلفة، لذلك كان هذه التمزق ضروريًا لاستمرار الحياة لكلا منهما على حدة، لكن عند الأبناء الأمر مختلف، التمزق لأيا منها يعنى دمار نفسي خاصة أنهم يجمعون بين صفات الأب والأم، البلاغة السينمائية فى هذا الفيلم ركزت على توضيح هذا الشقاق والتمزق دون أن يلجأ للمباشرة عن طريق الحوار، بل أعتمد على مساحة واسعة من التمهيد باستخدام الصورة قبل أن ينهى الصورة الجمالية بجملة حوارية قصيرة تؤكد على ما سبق، كأن نشاهد ميتزى وهى تجري تدريباتها الأخيرة على المقطوعة الموسيقية التى ستعزفها وستبث عبر التليفزيون، ميتزى مرحلة تعزف بإتقان شديد وهى بكامل أناقتها، بيرت يستمع لها بوله، بيني يلاحظ صوت نقرات اظافرها على أصابع البيانو، والأطفال متحمسين يركزون فى التفاصيل ويتجابون مع طوفان المشاعر الذى يملأ المكان، هنا التعبير البصري عن كل شخصية الذى يصل للمشاهد بسهولة من خلال الأداء التمثيلي الذى يقوده ويوجهه سبيلبرج دون اللجوء لجمل حوارية مباشر، مجرد مشهد يجمع العائلة لكنه كاشف باختلاف مشاعر كل من أفرادها، ينتقل سبيلبرج من خلاله بين اللقطات المتوسطة والقريبة ليركز على هذه المشاعر ويوجه الجمهور ناحيتها وبعد التشبع التام من قبل الأخير بهذه البلاغة السينمائية، تأتي جملة الابنة لأخيها سامي عقب قرار انفصال الأب والأم وهى تصف مثلث الحب بين ميتزى وبيني وبيرت لتلخص كل ما سبق، لكن ضمن سياق بليغ آخر بتكوين بصري بديع تحتضنه هى وتحتويه جالسا وكانه يصف توليها لمهمة الأم فى التخفيف من وطأة الخبر على الأبن.

جون فورد: الأفق في الأعلى والأسفل والمنتصف!

يبدأ الفيلم بالكاميرا تنظر للطفل سامي، أي أنها موجهة للأسفل، تتبنى وجهة نظر الأب والأم وهم يقنعون الطفل ذا الـ6 سنوات بدخول السينما وعدم الخوف من الظلام وأن مشاهدة فيلم The Greatest Show on Earth سيكون تجربة ممتعة، ليكون مشهد تصادم القطاران قبل نهاية الفيلم والذى يعد واحد من المشاهد الايقونية فى تاريخ السينما العالمية هو المحرك له ليتغلب على خوفه، وهو أيضًا بداية شغفة بالتصوير والإخراج والمونتاج والتأليف عن طريق إعادة تصوير المشهد عدة مرات من عدة زوايا باستخدام كاميرا والده التى منحته اياها سرًا والدته، وينتهى الفيلم بالكاميرا وهى تنظر للشاب سامي وقد شعر أخيرًا أنه وجد طريقه، لكن الزاوية هى عكس ما بدأ به الفيلم، الكاميرا تنظر للأعلى لتمنح سامي هالة من الضخامة والثقة، ما بين النظرة للأسفل والنظرة للأعلى بشكل عام فى الأفلام يتحدد الاهتمام بالشخصيات فيلم وكذلك التعبير عنها، وبشكل خاص فى فيلم The Fabelmans هناك حياة كاملة عاشها طفل وجد شغفًا فى السادسة من عمره وبنى نفسه ليطور من هذا الشغف بالطموح معتمدًا على عائلته الكبيرة بكل روافدها، ليتلقى أخر النصائح من المخرج الكبير جون فورد قبل أن يبنى أسمه كواحد من أعظم مخرجين السينما المعاصرين وهو سامي فابيلمان الرؤية السينمائية لستيفن سبيلبرج حسب روايته عن نفسه وعن كل من وجدوا أنفسهم فى السينما.

 

مجلة هي السعودية في

19.11.2022

 
 
 
 
 

أمير رمسيس يحاور المخرج ماتيو كازافيتش اليوم بمهرجان القاهرة السينمائى

وداد خميس

يقيم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44 برئاسة الفنان حسين فهمي محاضرة نقاشية مع المخرج والممثل الكبيرماتيو كازافيتش، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما اليوم السبت الساعة الواحدة ظهرًا على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية ويدير الحوار المخرج أمير رمسيس مدير المهرجان.

وانطلقت الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، يوم الأحد الماضى في حفل كبير أقيم في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني وحشد كبير من نجوم الفن وصناع السينما والإعلاميين وتم تكريم عدد من الشخصيات السينمائية الهامة منهم المخرج والمؤلف والمنتج المجرى بيلا تار بحصوله جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر.

كما تم تكريم النجمة لبلبة ومنحها جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر وسلمها الجائزة رئيس المهرجان النجم حسين فهمى، وكذلك المخرجة كاملة أبو ذكرى التي تم منحها جائزة فاتن حمامة للتميز وسلمتها الجائزة النجمة نيللى كريم، كما شهد الحفل تقديرا خاصا من المهرجان للفنان الراحل سمير صبرى تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة، وعرض فيلم قصير عنه.

ويشارك في الدورة الـ 44 من المهرجان هذا العام،  97 فيلما من 52 دولة في 4 مسابقات مختلفة، ويبلغ عدد الأفلام الطويلة 79 فيلما، و18 فيلما قصيرا، بالإضافة إلى 10 أفلام كلاسيكية، في حين يبلغ عدد العروض العالمية والدولية الأولى 30 فيلما، مقابل 57 عرضا أول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

####

 

ماتيو كازافيتش فى القاهرة السينمائى:

عملى مع سبيلبرج من أهم محطات حياتى

لميس محمد

قال المخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، خلال الـ ماستر كلاس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي: "أنا مخرج ممثل وليس العكس، والدي كان مخرجًا، ووالدتي كانت مونتيره، طوال حياتي كنت أعيش في هذه البيئة، ولهذا كنت ألعب دائمًا بـ معداتهما، وأتذكر والدي عندما جعلني أشاهد فيلم jaws لـ ستيفن سبيلبرج مرة بعد مرة، وفي كل مرة اكتشف جزء حديد في الفيلم".

وتابع كازافيتش قائلًا: وبالتالي عليك أن تعرف أن المشاهدين أذكياء، ولهذا يجب عليك أن تستخدم الكاميرا لرسم ما تريدهم أن يشاهدوه، ولهذا فيلم La Haine هو قصة كلاسيكية، وأنا أفضل استخدام طرق مختلفة في عدة مشاهد، وهي مثل الرياضة، لديك خطين متساويين وعليك استخدامهما لصالحك، وبعد 25 عامًا من طرح الفيلم، يمكنني أن أؤكد أن الفيلم مختلف عن أي عمل آخر يقدم إلى الآن، وكان هذا الفيلم خاصة ملهم لـ كثير من الأشخاص، وهذا الفيلم خاصة أنا ممتن له، ومن بعد إخراجه كان يمكنني أن أتوقف، أنا أسطورة بسببه".

وكشف كازافيتش قائلا:" انا اقدر المخرجين جدا، بالرغم من انني اشعر انتم يأخذون وقت طويل لتصوير بعض المشاهد، وخلال عملي كـ ممثل، اشعر انه علي ان اتقبل وجهات النظر الاخري، حتي لو كانت معاكسة، حياتي كلها دارت حول افلام سبيلبيرج، وعندما حصلت علي فرصة العمل معه شعرت بأنني ممتن لهذا".

وشارك كازافيتش رأيه قائلًا:" انا أشعر انني خاوي وانا ممثل، علي تقديم المشاعر التي يريدها مخرج اخر، وعلي الوقوف والجلوس وفقا له، ولكنني تعلمت كثيرا كـ ممثل".

بدأ منذ قليل "ماستر كلاس" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44 ، للمخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، ويديرها المخرج أمير رمسيس، يشارك كازافيتش في هذا الماستر كلاس، رؤيته حول مسيرته المهنية، بما في ذلك أعماله الإبداعية ورؤيته الإخراجية ومجموعة واسعة من أعماله كمخرج، ربما كان الأكثر شهرة لدوره في البطولة في فيلم المحبوب Poulain Amélie'd Destin Fabuleux Le""، وفي عام 2001 ساعده فيلمه المدهش العسير على النسيان، Haine La " الكراهية" في تأصيل دوره في عالم صناعة الأفلام، حصل ماتيو على العديد من الأوسمة عن أعمال من إخراجه وكتابته وتحريره، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي عام 1995.

تتضمن قائمة أعمال ماتيو كازافيتش، الإخراجية أفلامًا لا تفوت، يأتي على رأسها "الكراهية"، "الأنهار القرمزية" عام(2000)، "جوثيكا" (2003)، "بابيليون" (2008)، "التمرد" (2011)، قد مثل أيضا في أهم أفلام ستيفن سبيلبرج "ميونيخ" (2005) و "نهاية سعيدة" لمايكل هانيكي (2017)، وتولى دور البطولة في المسلسل التلفزيوني الناجح "ذا بيرو".

 

####

 

ماتيو كازافيتش:

معرفة نهاية الفيلم أهم من بدايته وفقدت شغفي للسينما بسبب التكنولوجيا

لميس محمد

صرح المخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، خلال الـ ماستر كلاس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، قائلاً: "النصيحة التي يمكنني إن أعطيها لاي شخص، يريد أن يكون مخرج بدلاً من أن يكون ممثلاً، استمتع بكل ما تحصل عليه، كـ ممثل يمكننك أن تقدم 5 أفلام في السنة، أما كمخرج فلن تستطيع تقديم إلا عمل واحد، ولن تتمكن من الاستمتاع بالنوم".

وأكد كازافيتش قائلًا: "أنا من مدرسة كلاسيكية جدًا، وعندما بدأ استخدام المؤثرات البصرية في الأفلام بدأت في فقدان الشغف، عندما شاهدت 1917 لم استمتع بسبب معرفتي أن أغلب مشاهد العمل كانت مصنوعة من قبل كمبيوتر، علي عكس الأفلام التي صنعت من قبل مؤديين، وكانت خطيرة أثناء تصويرها، مثل أول افلام mad max، تشعر بتعب كل من شارك في الأفلام علي عكس باقي سلسلة الأفلام، أنا من جيل كنت أشاهد المشاهد بعد عدة أيام، كنت أفضل الذهاب إلى الاستديوهات لـ مشاهدة كيف يتم إضافة المؤثرات وصعوبتها أما الآن فالأمر ممل يمكنني أن أقدمه من خلال هاتفي، وهذه ليست سينما، بسبب التكنولوجيا التي تتقدم بسرعة كبيرة، أحب السينما ولكنني فقدت شغف تقديم أفلام، وعلي المخرج الحديث أن يتمتع بما تقدمه لهم".

وتابع كازافيتش قائلًا: "قصة الفيلم هي أساس الفيلم الجيد، ولكن عندما تكتب لـ مخرج آخر عليك أن تعرف النهاية قبل ان تعرف البداية، لأنها الأهم، وهي ما يدور عنه هذا العمل، ولهذا أعتقد أن فيلم La Haine كان مختلفا لأنني عرفت النهاية قبل البداية".

بدأ منذ قليل "ماستر كلاس" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44 ، للمخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، ويديرها المخرج أمير رمسيس، يشارك كازافيتش في هذا الماستر كلاس، رؤيته حول مسيرته المهنية، بما في ذلك أعماله الإبداعية ورؤيته الإخراجية ومجموعة واسعة من أعماله كمخرج، ربما كان الأكثر شهرة لدوره في البطولة في فيلم المحبوب Poulain Amélie'd Destin Fabuleux Le""، وفي عام 2001 ساعده فيلمه المدهش العسير على النسيان، Haine La " الكراهية" في تأصيل دوره في عالم صناعة الأفلام، حصل ماتيو على العديد من الأوسمة عن أعمال من إخراجه وكتابته وتحريره، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي عام 1995.

تتضمن قائمة أعمال ماتيو كازافيتش، الإخراجية أفلامًا لا تفوت، يأتي على رأسها "الكراهية"، "الأنهار القرمزية" عام(2000)، "جوثيكا" (2003)، "بابيليون" (2008)، "التمرد" (2011)، قد مثل أيضا في أهم أفلام ستيفن سبيلبرج "ميونيخ" (2005) و "نهاية سعيدة" لمايكل هانيكي (2017)، وتولى دور البطولة في المسلسل التلفزيوني الناجح "ذا بيرو".

 

####

 

المخرج العالمى كازافيتش:

ما رأيته بمصر أدهشنى على غير ما يروجه الإعلام بالخارج

لميس محمد

صرح المخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، خلال الـ ماستر كلاس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، قائلاً: "المنصات الرقمية مذهلة، حيث أعطت فرصة كبيرة لعدد أكبر من الذين يريدون المشاركة فى صناعة الأفلام، ولكنها ليست سينما، أفلام السينما هي الحالة التي تعطيها لك دور العرض، الإحساس بالوجود في المكان المخصص للأفلام والتفرغ الكامل للمشاهدة والاستمتاع فقط، ولن أعمل لـ أي من المنصات لأنني سأشعر أنى أبيع نفسي، ولا أقدم أفلام، إلا في حالة تقديمهم أموالاً كثيرة إلا أنني سأرفض أيضًا، فيلم Isrish man  فيلم سيئ، طويل وممل ولا قصة له، وعرضه علي منصة نيتفلكس ما هو إلا فرصة ساعدتهم في بيعه".

وحول زيارة كازافيتش ووجوده وزيارته لمصر: ما نعرفه عن مصر من خلال الأخبار مضلل، وعلى من يظهرها في الإعلام والأعمال الفنية أن يتابع تطورها في كل فترة، والأمريكيون في بعض الأحيان يكونون غير متابعين، وبوجودي في مصر وجدت أن ما نشاهده عكس ذلك، ويمكنني أن أؤكد أن مصر تحترم بكل ما فيها.

أما عن أفلام الرعب قال كازافيتش: "لا أبالي بالجوائز لأفلام الرعب، ولكن عليك أن تشعر المشاهدين بالرعب باختلاف أنواعه، وأنا أحب تنوع أنواع أفلام الرعب.

وأضاف كازافيتش: "عندما بدأت صناعة الأفلام لم يعرف الكثيرون الأطفال في الأفلام، أما الآن فأي طفل يشارك في عمل هو نجم بالفعل له شعبيته وهذا يؤثر عليه، ولكن كل فيلم له حالته الخاصة إذا طرح في وقته المناسب، ولهذا إذا أردت تقديم فيلم سياسي عليك عرضه في وقته، وشكرًا لـ مجموعة من الأفلام التي طرحت في وقتها، وساعدتنا".

وأكد كازافيتش قائلاً: "بسبب كرهي للتكنولوجيا الحديثة، أشعر أنه يجب على تقديم ما يساعدهم في فهم كيفية صنع الأفلام، ولكن لا أفضل العمل علي أفلام بـ نهايات مفتوحة، وبالرغم من عملي علي فيلم جديد مستوحي من لعبة، إلا أن هذا ليس فيلمًا، وكلنا نعاني بسبب العنصرية في حياتنا، والعنصرية هي جزء من الحياة الإنسانية، ولو كانت غير ذلك لانتهت منذ زمن بعيد".

وكان بدأ منذ قليل "ماستر كلاس" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44 ، للمخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، ويديرها المخرج أمير رمسيس، يشارك كازافيتش في هذا الماستر كلاس، رؤيته حول مسيرته المهنية، بما في ذلك أعماله الإبداعية ورؤيته الإخراجية ومجموعة واسعة من أعماله كمخرج، ربما كان الأكثر شهرة لدوره في البطولة في فيلم المحبوب Poulain Amélie'd Destin Fabuleux Le""، وفي عام 2001 ساعده فيلمه المدهش العسير على النسيان، Haine La " الكراهية" في تأصيل دوره في عالم صناعة الأفلام، حصل ماتيو على العديد من الأوسمة عن أعمال من إخراجه وكتابته وتحريره، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي عام 1995.

تتضمن قائمة أعمال ماتيو كازافيتش، الإخراجية أفلامًا لا تفوت، يأتي على رأسها "الكراهية"، "الأنهار القرمزية" عام(2000)، "جوثيكا" (2003)، "بابيليون" (2008)، "التمرد" (2011)، قد مثل أيضا في أهم أفلام ستيفن سبيلبرج "ميونيخ" (2005) و "نهاية سعيدة" لمايكل هانيكي (2017)، وتولى دور البطولة في المسلسل التلفزيوني الناجح "ذا بيرو".

واضاف كازافيتش قائلًا:" عندما بدأت صناعة الافلام لم يعرف الكثيرين الاطفال في الافلام، اما الان فأي طفل يشارك في عمل هو نجم بالفعل له شعبيته وهذا يؤثر عليه، ولكن كل فيلم له حالته الخاصة اذا طرح في وقته المناسب، ولهذا إذا أردت تقديم فيلم سياسي عليك عرضه في وقته، وشكرا لـ مجموعة من الافلام التي طرحت في وقتها، وساعدتنا".

واكد كازافيتش قائلا:" بسبب كرهي للتكنولوجيا الحديثة، اشعر انه يجب علي تقديم ما يساعدهم في فهم كيفية صنع الافلام، ولكن لا افضل العمل علي افلام بـ نهايات مفتوحة، وبالرغم من عملي علي فيلم جديد مستوحي من لعبة، إلا ان هذا ليس فيلما، وكلنا نعاني بسبب العنصرية في حياتنا، والعنصرية هي جزء من الحياة الانسانية، ولو كانت غير ذلك لانتهت منذ زمن بعيد".

 

####

 

ماتيو كازافيتش: Babylon A.D

كان عملا غير مناسب ولكنني اكتسبت خبرة كبيرة بسببه

لميس محمد

كشف المخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، خلال الـ ماستر كلاس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، قائلاً: "سافرت عبر البحار لتقديم أفلام، وفيلم جوثيكا كان تصويره في كندا، وتصويره أعطاني بعض الحرية، حيث اختارني منتج وعلي أن أقدم ما أريد دون التركيز في أي عوامل محيطة أخري، كان لدينا مشكلة مع الممثل  روبرت داوني جونيور، والتي لم أشارك في حلها بفضل المنتج".

وتابع كازافيتش: "أفضل شي يمكنني أن أقوله علي فيلم Babylon A.D. يمكنكم الذهاب إلى يوتيوب والبحث عن ماوراء الكواليس لهذا الفيلم، وهذا العمل تحديدًا كان تحدي، وهذه نصيحة للحياة اذا بدات في تقديم عمل عليك ان تجعله ينجح، حتي لو كان لديك فريق عمل غير مناسب، عليك ان تاخذ حذرك ممن سيقومون بمشاركتك أعمالك، بالرغم من الخبرة الكبيرة التي حصلت عليها بسببه".

وكشف كازافيتش قائلًا: "قبل النضمام الي فيلم Amélie، كنت قد شاهدت عدة اعمال للمخرج، وشعرت انني يجب المشاركة في مثل هذا العمل، ولكنني شعرت بانه لا يجب عليك رن تكون مثالي دائما، وما احبه اثناء كوني ممثلا، انني اريد ان أكون جزءا من العمل الذي اقوم بتصويره فقط، احب المشاركة في جميع الجوانب الخاصة بالعمل".

بدأ منذ قليل "ماستر كلاس" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44 ، للمخرج والممثل الفرنسي الشهير "ماتيو كازافيتش"، ويديرها المخرج أمير رمسيس، يشارك كازافيتش في هذا الماستر كلاس، رؤيته حول مسيرته المهنية، بما في ذلك أعماله الإبداعية ورؤيته الإخراجية ومجموعة واسعة من أعماله كمخرج، ربما كان الأكثر شهرة لدوره في البطولة في فيلم المحبوب Poulain Amélie'd Destin Fabuleux Le""، وفي عام 2001 ساعده فيلمه المدهش العسير على النسيان، Haine La " الكراهية" في تأصيل دوره في عالم صناعة الأفلام، حصل ماتيو على العديد من الأوسمة عن أعمال من إخراجه وكتابته وتحريره، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي عام 1995.

تتضمن قائمة أعمال ماتيو كازافيتش، الإخراجية أفلامًا لا تفوت، يأتي على رأسها "الكراهية"، "الأنهار القرمزية" عام(2000)، "جوثيكا" (2003)، "بابيليون" (2008)، "التمرد" (2011)، قد مثل أيضا في أهم أفلام ستيفن سبيلبرج "ميونيخ" (2005) و "نهاية سعيدة" لمايكل هانيكي (2017)، وتولى دور البطولة في المسلسل التلفزيوني الناجح "ذا بيرو".

 

اليوم السابع المصرية في

19.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004