ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي (3)

أفلام من كل مكان... وجمهور متحمس

القاهرة: محمد رُضا

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

هناك مهرجانان يُقامان في وقت واحد لكنهما على اختلاف كبير كل واحد عن الآخر.

هناك القاهرة، وهو مهرجان لسينما العالم. كبير ومليء بالحضور ومتمتع بميزانية عالية (40 مليون جنيه إسترليني) ويعرض أفلامه في عدد كبير من الأقسام داخل وخارج المسابقة الدولية.

ومهرجان أصغر حجماً من كل ما سبق من هذه المزايا يُقام في مدينة لوس أنجليس ويتخصص بعرض الأفلام القادمة من آسيا.

الفارق ليس فقط بالحجم بل كذلك بالاختصاص، لكنّ المهرجانين يلتقيان عند نقطة واحدة: حب العطاء في سبيل إتقان الجهد المبذول. أفلام مهرجان آسيا وصلتني جميعاً، وبذلك أتابع في الواقع مهرجانين معاً. الأول في صالات السينما الموزعة في دار الأوبرا في الزمالك، والآخر على شاشة الكومبيوتر. ويا لها من متعة مزدوجة!

ترحيب وتقدير

اليوم (الأربعاء)، يدخل مهرجان القاهرة يومه الثالث. عارضاً ما مجموعه 29 فيلماً روائياً طويلاً، والمجموعة الأولى من الأفلام القصيرة المشاركة. وكان المهرجان عرض في يومه الثاني 24 فيلماً في صالات ممتلئة أو شبه ممتلئة ما يدل، مرة أخرى وكما الحال في الدورات السابقة، على أن الجمهور المصري شغوف لاستقبال أفلام لا توزعها شركات التسويق الحالية، ولا توجد هناك فرص أخرى لمشاهدتها.

والترحيب الذي استقبل به رئيس المهرجان حسين فهمي خلال كلمته في حفل الافتتاح يمكن أخذه كإشارة على رغبة مصر الدولة ومصر المجتمع في تطوير المهرجان ودفعه بعيداً عن بعض تلك السنوات التي تعرض فيها لمشاكل إدارية كُتب عنها في حينها.

الذين سارعوا لانتقاد إسناد مهمة رئاسة المهرجان للممثل حسين فهمي على أساس توقعاتهم بأن ليس كل ممثل جيد بالضرورة سيكون مسؤولا سينمائيا صالحا لمهمة كهذه، أخطأوا في حكمهم المسبق هذا. فالرجل لم يكن ليصل لهذه المكانة دون ثقافة سينمائية كبيرة. التمثيل كان التعبير عن حبه للسينما وهذا الحب لا يمكن أن يتجزأ، بل هو آيل للتطور دوماً.

كلمة حسين فهمي في الافتتاح كانت تلقائية وعفوية وموجزة. هو شخصية محببة وجذابة، وله حضور يختلف عن حضور معظم من تولوا الرئاسة إلى الآن. في تلك الكلمة أثنى على الجهود المبذولة، وتحدث عن السينما المصرية التي أحبها منذ أيام الأبيض والأسود.

ترجمة كل ذلك إلى برنامج العروض، تبرر الحماسة التي يشعر بها الجميع حيال المهرجان هذا العام.

بالأمس تم عرض «جلال الدين» للمخرج المغربي حسن بنجلون. دراما حول الصوفي منسوجة بأحداث يمتزج فيها الواقع مع الروحانيات. كان خسر زوجته التي أحبها فاعتزل الحياة الاجتماعية، وأمضى سنوات عديدة في صومعة الأفكار والبحث عن الذات، إلى أن قرر العودة كرجل صوفي يريد أن ينقل الصفاء الذي في داخله إلى سواه.

فيلم عربي آخر تم عرضه يوم أمس (ويعاد عرضه اليوم) هو «بعيداً عن النيل». هذا فيلم تسجيلي موشح بموسيقى فولكلورية بديعة صورها المخرج كعروض مسرحية حية. الرسالة التي يحملها الفيلم هي المساهمة في إحياء تلك الموسيقى الثرية، والمخرج شريف القطشة يستفيد من الموضوع المختار على أفضل وجه تتيحه الإمكانيات التي اشتغل بها.

على جبهة القتال

في قسم «عروض رسمية خارج المسابقة» عرض المهرجان كذلك فيلم «كلوندايك» الأوكراني. يحمل بالطبع دلالة خاصة بسبب ما يقع هناك اليوم، ولو أن المخرجة مارينا إر غورباش تستعيد أحداثاً وقعت خلال الحرب السابقة (سنة 2014) بطلتها عائلة صغيرة تعيش على خط النار بين الجانبين الروسي والأوكراني.

الفيلم مروي من وجهة نظر امرأة اسمها إركا (أوكسانا شركاشينا) تعيش في بيت يقع عند خطوط التماس بين فريقي القتال. قنبلة يطلقها الوطنيون الأوكرانيون بالخطأ تهدم جدار البيت وتنشر الخراب داخله. لا أحد يعتذر عن هذا «الخطأ» بل يجد الزوجان نفسيهما في دوامة ليسا مسؤولين عنها.

إركا حامل وتنتظر الوضع قريباً. علاقتها مع زوجها توليك (سيرغي شادرين) مضطربة وتزداد توتراً بعد هذا الحادث. يحاول إرضاءها لكنها تعزف عنه وتنتقده غالب الأحيان. هي لا تريد المساومة على مسألة تركهما المنزل بل تصر على البقاء. في لحظة لاحقة تسقط طائرة مدنية في الأفق وهي اللحظة التي تبدأ فيها إركا مراجعة موقفها. في الواقع الطائرة هي تلك الماليزية التي أصيبت بصاروخ خلال مرورها في سماء المنطقة في السابع عشر من يوليو (تموز) سنة 2014، لا يقترب الفيلم منها أو يحكي شيئا عنها. فقرار المخرجة بتصوير بعيد جداً لسقوط الطائرة يفي مشهدياً وفكرياً بالمقصود.

يحثها شقيقها يوريك (أولغ شربينا) على ذلك، ويعتقد أن توليك هو من يمنعها من ذلك. عندما يكتشف أن الزوج متطوع لحساب الروس يشهر مسدسه يريد قتله، لكنه يمتنع واصفاً الزوج بأنه خائن. هناك العديد من الأحداث التي تختار المخرجة وقوعها خارج الكادر، ومن بينها قيام الزوج بسجن شقيق زوجته في كوخ تابع للبيت. كل ذلك والوضع العام يسوء. الوطنيون الأوكرانيون جائعون وعلى الزوج ذبح البقرة الوحيدة التي لديه لإطعامهم. يستعيرون سيارته التي يريد نقل زوجته بها إلى المستشفى. كل ذلك وسواه قبل أن يصل الجنود الروس إلى المكان، بينما تشهد إركا آلام وضع مبكر ومؤلم. هذا لا يهم الجنود وحين يكتشفون وجود شقيقها يطلبون من الزوج قتله. أمر لا يستطيع أن يقوم به.

ترقب إركا كل ما يحدث من بداية الفيلم بيأس شديد ونرقب الوضع البائس الذي تعيشه. هي المحور لفيلم تعمد مخرجته إلى سرده بهدوء وتروٍ وبلقطات طويلة سارحة. هناك دوماً شيء ما يقع في الخلفية. دخان بعيد. رجال يقتربون. سيارات تمر. أخرى تتوقف... إلخ. في كل ذلك، تحسن المخرجة فعل التأمل، ويحسن الجميع فعل الأداء وبإحساس عميق.

حكاية يابانية

أما اليوم فمن بين ما سيعرض من مشاركات عربية الفيلم الأخير للمخرج رضا الباهي «جزيرة الغفران» الذي يدور حول عائلة مسيحية تعيش فوق جزيرة تونسية (أيام الاحتلال الفرنسي)، وتشهد وضعاً يهددها بالرضوخ لمتغيرات غير متوقعة.

نقد الفيلم (الذي شوهد مسبقاً) غداً لكن الناتج، في إيجاز هو دراما آسرة وذات إيقاع هادئ ربما أكثر مما يجب بقليل.

من العروض التي تنتمي إلى برنامج العروض الرسمية خارج المسابقة هو الفيلم الياباني «شاطئ بعيد» (A Far Shore). دراما موجعة في أكثر من مكان من المخرج ماساكي كودو.

تتمحور الدراما هنا حول زوجة شابة تعمل في الحانات كمضيفة للزبائن الذين يودون الجلوس مع الإناث (على الأقل). تصد عن نفسها رغبة بعضهم في التمادي، وتتقاضى أجرها من تلك الحانات التي تعمل فيها مع أخريات.

خلف ابتسامتها للجميع وبث الشعور بالألفة والمودة، هناك حياة أخرى بائسة تعيشها الزوجة التي لديها طفل ترعاه وزوج سكير لا يعمل. حين تتمنع عن منحه المال لشراء ما يشرب، يضربها. وبعد حين تقرر أن تتحول إلى مومس لكي تستطيع أن تعيل عائلتها. الحال بعد ذلك يتحدر ويواصل انحداره والنهاية شبه السعيدة لا تغير الكثير مما يختزنه المُشاهد من شعور بالأسف.

هذا هو ثالث فيلم للمخرج الشاب (سبق عرضه في مهرجان لوكارنو) لكن معالجته ليست ميلودرامية أو ساذجة. يضع الكاميرا في مواجهة ما يحدث من دون إلهاء يخفف من حدة الموضوع. ويباشر عمله بأسلوب مبني على سرد داكن الصورة (عموماً) كحال الحياة الداكنة التي تعيشها بطلة الفيلم كوتوني هناسي.

 

####

 

هل تدخل الفنانة المصرية لبلبة «غينيس»؟

لم تنقطع عن التمثيل منذ 70 عاماً

القاهرة: انتصار دردير

شهدت الجلسة الحوارية التي أُقيمت، (الأربعاء)، ضمن تكريمها خلال الدورة الـ44 لمهرجان القاهرة السينمائي، مطالبات كثيرة بإدراج اسمها في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية (Guinness World records) بوصفها الفنانة الوحيدة على مستوى العالم التي لم تتوقف مسيرتها الفنية في أي وقت، وتتجاوز 70 عاماً حتى الآن، إذ وثّقت الشاشة مراحل عمرها منذ الطفولة مروراً بمرحلتي المراهقة والشباب والنضح وحتى دور الجدة.

ولم تعرف «نونيا» الشهيرة بـ«لبلبة»، حياة أخرى سوى الفن الذي وهبته كل حياتها، فقد بدأت مسيرتها الفنية وعمرها خمس سنوات، ولم تتوقف منذ ذلك الحين عن مواصلة أعمالها الفنية، وهو ما جعل أحد الحضور يطالب بتسجيل اسمها في موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية، بوصفها الممثلة الوحيدة التي وثّقت الشاشة مراحل عمرها كافة، الأمر الذي أيّده بشدة الفنان محمود حميدة، مؤكداً أن كل الأطفال الموهوبين في العالم توقفوا في مرحلة عمرية معينة، ومنهم من لم يستطع مواصلة مشواره، مشيراً إلى أن لبلبة حالة استثنائية جداً وليس لها نظير في العالم، وأنها تستحق دخول الموسوعة العالمية لاستمراريتها، وهو ما أكده الكثيرون من الجمهور والفنانين.

فيما وصفتها الفنانة إلهام شاهين بأنها «الفنانة الأكثر صدقاً في الوسط الفني» حيث نجحت في تقديم الأدوار كافة، ومنها الكوميديا والاستعراض والميلودراما. وقالت ليلى علوي إنها تتشابه مع لبلبة في بدايات الطفولة المبكرة والحرص على الاستمرارية، مؤكدةً أن لبلبة أعطت عمرها للفن الذي ظل رقم واحد في حياتها بعد والدتها الراحلة. ووجهت الفنانة السورية سولاف فواخرجي التحية باسم الشعب السوري للفنانة لبلبة، مؤكدةً أنها صاحبة مسيرة ناجحة لطالما أسعدت الوطن العربي بأعمالها وأنها تستحق التكريم.

وكشف الفنان حسين فهمي أن تكريم لبلبة في الدورة 44 للمهرجان جاء بإجماع اللجنة العليا للمهرجان بمجرد طرح اسمها لأنها تستحق بتاريخها المشرف.

وبدت الفنانة لبلبة في قمة سعادتها وهي تحظى بحضور كبير بمسرح النافورة بدار الأوبرا الذي امتلأ بجمهورها ومحبيها، ما دفعها إلى غناء بعض أغنياتها، وعادت إلى هوايتها الأولى في تقليد بعض الفنانين، بناءً على طلب الحضور، مستعيدةً كثيراً من ماضيها الفني، وعبَّرت عن ذلك قائلة: «أرى الحب في عيون الجميع، لقد أسعدتموني كثيراً ورددتم إليَّ ما سعيت دوماً لإسعادكم». واستعادت لبلبة بدايتها الأولى خلال الحوار الذي أداره المخرج أمير رمسيس، مدير مهرجان القاهرة السينمائي، وسألها عن مرحلة الطفولة والبدايات الفنية الأولى فقالت: «كان عمري خمس سنوات ولاحظتْ أسرتي أنني طفلة غير بقية إخوتي، كنت أقلّد أقاربي، وكنت مع أسرتي بالصدفة حيث كانت تقام مسابقة للكبار، وبمجرد أن سمعتُ الموسيقى صعدت فوق منضدة ورقصت، ما لفت نظر الجميع، وكان موجوداً بالصدفة المخرج نيازي مصطفى والمؤلف أبو السعود الإبياري الذي سألني عن اسمي فقلت (نونيا) فنظر نيازي لصاحبه وقال: دي لبلب»، ومن هنا أُطلق عليها لبلبة، وظهرت لأول مرة عبر فيلم «حبيبتي سوسو»، ثم في فيلم «البيت السعيد» مع حسين صدقي. وتكمل: «تخفىّ الفنان أنور وجدي وجاء ليشاهدني وأنا أغني في حفل بالإسكندرية، وطلب مقابلتي ووالدتي في تلك الليلة قبل سفره إلى أوروبا، فقد كانوا يعدّون لتصوير فيلم (أربع بنات وضابط) قبلها بشهور، عكس الوقت الحالي».

وأشارت لبلبة إلى أنها كانت محظوظة بالعمل مع كبار المخرجين أمثال عاطف سالم، ويوسف شاهين، وعاطف الطيب، وسمير سيف، ومحمد عبد العزيز الذي يعد أكثر مخرج قدمت أفلاماً معه على غرار «في الصيف لازم نحب»، و«البعض يذهب للمأذون مرتين»، وقد منحها البطولة لأول مرة مع الفنان عادل إمام في فيلم «خلّي بالك من جيرانك»، ثم «عصابة حمادة وتوتو»، واصفةً المخرج يوسف شاهين بـ«العبقري»، مشيرةً إلى أنه هو مَن جعلها تتبع طقوساً خاصة قبل التصوير، ومنها أن تجلس في ديكور العمل وتتشبع من إحساس المكان وروحه قبل تصوير فيلم «الآخر»، وهو ما صار منهجاً في أعمالها بعد ذلك. وبكت لبلبة وهي تتحدث عن المخرجين يوسف شاهين وعاطف الطيب ووالدتها، وقالت: «لا أريد أن أبكي حتى لا تسقط رموشي».

وأشارت إلى أنها تربت على «أصول العمل الفني»، ولم تجرؤ في أي وقت أن تسأل مخرجاً لماذا حذف مشاهدها من العمل، وهو ما حدث معها في فيلمي «إسكندرية نيويورك»، و«ضد الحكومة»، مؤكدة أن عاطف الطيب اختارها بعد ذلك لبطولة فيلم «ليلة ساخنة» وتوقع حصولها على جوائز كثيرة عنه، وهو ما حدث بالفعل.

وشددت لبلبة على أنها لا تتمنى تقديم سيرتها الذاتية في عمل درامي، وقد أوصت أبناء أشقائها بذلك، مؤكدةً أن هناك أطرافاً أخرى سيكون هناك حرج في تناول حياتهم، مشيرةً إلى أنها تحتفظ بأزيائها التي ظهرت بها عبر أعمالها الفنية منذ طفولتها.

وبدأت لبلبة مسيرتها في بداية خمسينات القرن الماضي، وقدمت خلالها نحو 88 فيلماً، من بينها «زواج بالإكراه»، و«حكايتي مع الزمان»، و«مولد يا دنيا»، و«إسكندرية نيويورك»، كما شكّلت ثنائياً فنياً مع الفنان عادل إمام في أفلام كثيرة، من بينها «عصابة حمادة وتوتو»، و«احترس من الخط»، و«عريس من جهة أمنية»، و«حسن ومرقص».

 

####

 

«المقابلة»... اختيار بين رعاية الأسرة وفرصة العمر

يُعرض في «القاهرة السينمائي» واستمر تحضيره لمدة عام

القاهرة: محمود الرفاعي

يستعرض الفيلم المصري القصير «المقابلة» الذي يُعرض ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والأربعين، الصراع والتردد لدى الإنسان حينما يخيَّر بين أسرته وفرصة عمل قد تغيِّر مجرى حياته بشكل كامل، وذلك في أول عروضه الرسمية على مستوى العالم.

تدور أحداث الفيلم حول «نادية» التي تقع بين خيارين كلاهما صعب: الأول رعاية والدتها التي تعاني من «اكتئاب انتحاري»، والآخر حضور مقابلة عمل يمكنها أن تغيِّر حياتها وحياة أسرتها للأفضل.

ويقوم ببطولة الفيلم الممثلتان المصريتان سارة عبد الرحمن، وهدى شحاتة، ومن تأليف وإخراج هند متولي.

مؤلفة ومخرجة العمل هند متولي، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «فيلم (المقابلة) يعد أول أعمالها الفنية في الإخراج، حيث كان حلماً من أحلامها أن تكون أول أفلامها عن المشكلات والهموم التي تتعرض لها السيدات بشكل عام»، لافتةً إلى أن «(المقابلة) يناقش تجربة قد تكون شخصية وحدثت لعدد من أصدقائها وهي الوقوع في الاختيار بين أمرين كلاهما صعب». وكشفت هند عن أن فيلم «المقابلة» استمر تحضيره وتصويره لمدة عام، وكان الهدف الرئيسي هو أن يُقبل الفيلم ضمن مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان القاهرة السينمائي.

وأشارت المخرجة المصرية إلى أن «الفنانة سارة عبد الرحمن هي أفضل اختيار لتجسيد شخصية (نادية) بطلة الفيلم، وكانت الكيمياء بينها وبين شخصية الأم التي تجسدها الفنانة هدى شحاتة، رائعة، فكنت أشعر خلال التصوير أنني أمام أُم وابنتها في الحقيقة».

من جانبها قالت الفنانة المصرية سارة عبد الرحمن، بطلة فيلم «المقابلة»: «أحب دوماً أن أشارك في الأفلام القصيرة لأنها تناقش القضايا المجتمعية والمشكلات التي نواجهها في الحياة بشكل عام، وفيلم (المقابلة) يناقش قصة الصراع الداخلي للإنسان حين ما يقع في الاختيار بين شيئين كلاهما مهم».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» عن تجسيدها شخصية «نادية»: «بداية الأمر لم أكن أستوعب كل تفاصيل الشخصية لصعوبتها، إلى أن جلست مع المخرجة هند متولي، وبدأنا معاً مذاكرة العمل، وفي النهاية كنت في قمة سعادتي حينما رأيت العمل في صورته النهائية، والرسالة التي يود تقديمها للمشاهد».

وكشفت سارة عن أن «شخصية (نادية) صعبة للغاية، فهي فتاة في مقتبل حياتها تعيش في مراحل اكتئاب بسبب الاكتئاب الانتحاري الذي تصاب به والدتها وتجعلها غير قادرة على أن تتركها وحدها في المنزل، ويأتي يوم فيه فرصة لكي تغيِّر مجرى حياتها للأفضل ولكنها تخيَّر بين الذهاب لتلك المقابلة وبين البقاء مع والدتها المرضية»، مؤكدة أن «الكواليس الخاصة بيني وبين الفنانة هدى شحاتة التي كانت تجسد دور أمي، كانت جميلة، ولكن صعوبة التصوير كانت تكمن في كآبة قصة الفيلم».

 

الشرق الأوسط في

18.11.2022

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي أمام تحدي عودة العلاقة مع الجمهور

أحمد جمال

التركيز على المضمون بدل الشكل أولى خطوات استعادة الإقبال على المهرجان.

تواجه بعض المهرجانات السينمائية العربية تراجعا في الإقبال الجماهيري يعود إلى عدة أسباب، لعل أبرزها التكرار وعدم التجديد أو السطحية التي تشوب الكثير من الفعاليات، علاوة على غياب الرؤية الفنية وعدم التواصل مع الجمهور والاكتفاء بأهل النقد والفن، وغير ذلك من الأسباب. وكلها ساهمت في تراجع كبير في الإقبال على مهرجان القاهرة السينمائي، وقد حاول في دورته الجديدة تلافي ذلك برؤى جديدة.

القاهرة – أكدت جهود إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والأربعين، التي انطلقت الأحد وتستمر حتى الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري، وجود رغبة ملحّة في استعادة الاهتمام بالمضمون الفني للمهرجان بعيدا عن السطحية التي اتسمت بها بعض الدورات السابقة، ما انعكس على جذب أكثر من 30 فيلمًا كعرض أول خلال فعاليته الراهنة مع تقديم تسهيلات لإتاحة متابعة الجمهور للأفلام المعروضة.

وأظهر الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان في دورته الحالية، مؤشرات قوية على اهتمامه باستعادة العلاقة الوثيقة مع الجمهور مرة أخرى، وتفقد أكثر من مرة أماكن حجز التذاكر الخاصة بمتابعة الأفلام والمشاركة في الندوات وورش العمل.

وبدا فهمي حريصا على الاستماع إلى آراء الجمهور العادي والتأكيد على أن نجاح المهرجان يرتبط بمدى تفاعل هذا الجمهور مع الأفلام المشاركة.

سمير الجملنجاح أي مهرجان يرتبط برهانه على الجمهور

وقرر مهرجان القاهرة إجراء تعديل على قائمة الجوائز الممنوحة خلال الدورة الأربعين بإلغاء جائزة الجمهور بسبب صعوبات تقنية أدت إلى ضعف التصويت، وآنذاك ذهبت قيمتها المالية (قدرها 20 ألف دولار) إلى الفيلم الفائز بالهرم الذهبي، وهي الجائزة الكبرى في المهرجان.

واضطرت إدارة المهرجان السابقة على مدى أربع سنوات برئاسة المخرج والمنتج المصري محمد حفظي إلى إلغاء جائزة الجمهور منذ العام 2018 لضعف الإقبال على عملية التصويت الإلكترونية للأفلام الدولية المتنافسة.

تصحيح الأخطاء

عانى المهرجان في العقد الأخير من ضعف متابعة الجمهور للأفلام والفعاليات التي نظمها، وبدأت عملية استعادة الاهتمام بعودته مرة أخرى في دورة العام الماضي، وزادت مع انطلاق الدورة الحالية التي شهدت تغيرا في إدارة المهرجان.

وتواجه المهرجانات المصرية بوجه عام عوائق الانفصال بينها وبين الجمهور، وبات الكثير منها قائما على الدعم الذي يتلقاه من وزارة الثقافة للحفاظ على الاستمرار، لكن الوضع يختلف بالنسبة إلى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي ينفرد بكونه الوحيد في المنطقة المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس.

ووصل إجمالي الأفلام المشاركة في الدورة الحالية إلى 97 فيلما، من بينها 79 فيلمًا طويلاً و18 فيلمًا قصيرا، وبلغ عدد العروض العالمية الأولى 30 عرضًا، بينما العروض الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وصلت إلى 57 عملا، بمشاركة 52 دولة.

أحمد سعدالدينالدورة الحالية ستكشف مدى تغير أذواق الجمهور

ويتفق العديد من النقاد على أن مهرجان القاهرة كان وطيد الصلة بالجمهور حتى نهاية التسعينات من القرن الماضي، وكان انعقاده احتفالية شعبية في وقت كانت فيه السينما المصرية تستقطب الجمهور.

ويرتبط التراجع بمشكلات اعترضت إنتاج السينما بوجه عام، وعدم وجود الاهتمام الكافي بمضمون المهرجان والأفلام المعروضة، وبدأ الجمهور يعزف عن الحضور شيئاً فشيئاً دون أن تكون لدى إدارات المهرجانات رغبة ملحة في الرهان عليه، واكتفت بمشاركة النخب والنقاد مبتعدة عن وضع خطط تضمن استعادته مرة أخرى.

يقول الناقد الفني سمير الجمل إن “نجاح أي مهرجان يرتبط برهانه على الجمهور في المقام الأول وليس فقط النقاد وصناع الفن، وما ينقص الكثير من الفعاليات الفنية في مصر أنها محرومة من الإحساس بتذوق الجمهور واتجاهاته، وهو ما أدى إلى إخفاق بعض الدورات السابقة سواء كان ذلك بالنسبة إلى مهرجان القاهرة أو أي مهرجانات أخرى في السينما والتلفزيون والمسرح”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “غياب حلقات الوصل بين لجان تحكيم الأفلام والجمهور يقوض مهمة المهرجانات بالدرجة الأولى التي تتمثل في تطوير الفن وربطه باهتمامات المتلقين”.

وقد حرص مهرجان القاهرة مبكرا على أن يكون هدفه الأول جذب الجمهور. وتمكنت إدارته، في عهد المؤلف والكاتب الراحل سعدالدين وهبة الذي تولى رئاسته، من ربط المهرجان بالشارع عبر احتفالات شعبية متعددة كانت أفضل وسيلة لتسويقه.

ويشير الجمل في تصريح لـ”العرب” إلى “أن الخبرات السابقة لرئيس الدورة الحالية حسين فهمي تجعله أكثر قدرة على التعامل مع مسألة جذب الجمهور، ولديه معرفة بنوعية الجمهور الذي كان يهتم بحضور فعاليات المهرجان سابقا ومزجها باهتمامات الجمهور حاليا التي صارت تتجه أكثر نحو فئات الشباب، وأفسح المجال أمام دعم المهرجان للمزيد من تجارب الشباب سعيًا منه إلى توثيق العلاقة معهم مجددا”.

وكشف ملتقى القاهرة السينمائي عن قائمة المشاريع التي تم اختيارها للمشاركة في الدورة الحالية للمهرجان، تضمنت 15 مشروعا روائيا ووثائقيا في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، من مختلف الدول العربية، حيث تشارك 5 مشاريع من مصر، و2 من تونس، ومشروع واحد من كل من الأردن واليمن ولبنان والجزائر والمغرب والسودان وفلسطين والسعودية.

إعادة الانضباط

استهدف حسين فهمي إعادة الانضباط للمهرجان عبر قرار “الدريس كود” للفنانات على السجادة الحمراء، والذي أحدث جدلاً واسعًا عند افتتاح المهرجان، في محاولة لتوجيه الاهتمام نحو قيمته الفنية التي تغيب عن غالبية وسائل الإعلام المحلية، حيث تسلط الضوء على ملابس الفنانات وتسهب في وصفها، ما كان عاملاً مساعدا على انصراف الجمهور الحقيقي عن السينما، وأوحى بأن السطحية تسود فعالياته.

ويواجه المهرجان في دورته الرابعة والأربعين انتقادات لعدم إتاحة الفرصة أمام الجمهور لمتابعة كافة الأفلام المعروضة مع تخصيصه عددا منها للصحافيين والنقاد.

وفي تصريحات إعلامية أرجع المدير الفني للمهرجان أمير رمسيس السبب إلى رؤية الرقابة وتصنيفها للأفلام حسب الشرائح العمرية وغير ذلك من الاشتراطات.

ومثلت تلك الخطوة مؤشرات سلبية على أن المحاذير مازالت تهيمن على ما يتم عرضه في المهرجانات المصرية، وأن الأزمة التي أثارها فيلم “ريش” في مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأخيرة، قبل الإعلان عن توقفه هذا العام، وتخوّف إدارة المهرجان من حدوث مشكلات مشابهة يشيان بأن التدخلات الرقابية المستمرة أحد أسباب عزوف الجمهور وأن الوضع سيكون قابلاً للتكرار وسيشاهد الجمهور ما يتم فرضه عليه.

المهرجان عانى في العقد الأخير من ضعف متابعة الجمهور لأفلامه وفعالياته، وهو ما عالجه في دورته الجديدة

وعرض مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية فيلم “لدي أحلام كهربائية”، ضمن فعاليات اليوم الثاني (الاثنين) من المهرجان، على الصحافة دون حضور جماهيري. ويتناول الفيلم قصة فتاة في السادسة عشرة من عمرها، قوية الشخصية والإرادة وقلقة للغاية، وتعيش مع أمها وأختها الصغرى وقطهن، لكنها تريد أن تعيش مع والدها المنفصل عنهن، وتتشبث به لكنها تُفاجأ بمروره بمرحلة مراهقة متأخرة.

ويوضح الناقد الفني أحمد سعدالدين أن عزوف الجمهور عن متابعة فعاليات المهرجانات يرجع إلى كونه يجد نفسه في مرات عديدة بين مقارنات تدور رحاها بين السيء والأسوأ، وبالنظر إلى جدول عروض مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام أصبحت المقارنة بين الجيد والجيد جداً والمتميز، ما يسهم في جذب المزيد من الجمهور.

ويذكر في تصريح لـ”العرب” أن “الجهد الذي بذلته إدارة المهرجان في استقطاب أفلام العرض الأول يبرهن على أنها تستهدف عودة الجمهور إلى المهرجان، وأنها حرصت على أن تكون مهتمة بقيمة المهرجان وتوظيفه لاستقطاب تلك الأفلام، وأن الدورة الحالية ستكون اكتشافا لمدى التغير في أذواق الجمهور الذي اعتاد على حضور فعالياته”.

وشدد على أن المهرجان بحاجة إلى تسويق لما يقدمه بشكل أكثر تماشيا مع التطورات التكنولوجية، وأن اهتمام إدارته الحالية بتفاصيل التنظيم يساعد على تقديم صورة مغايرة لما كانت في السابق، ومن ثم فإنها توفر فرصة لجذب الجمهور.

ويمنح مهرجان القاهرة للحاضرين فرصة جيدة للتعرف على عالم “بيلا تار” السينمائي عبر التفاعل مع المخرج الأسطوري بشخصه وعبر حكاياته ودروسه المهنية النابعة من تجربته الطويلة المذهلة، فأغلب أعماله تم إنتاجها بالأبيض والأسود، واستخدم فيها لقطات بطيئة مطولة وقصصا غامضة ذات نظرة فلسفية تشاؤمية للتعبير عن الإنسانية، ولجأ أحيانا إلى الاستعانة بممثلين غير محترفين لتحقيق قدر من الواقعية التي ميزت أعماله.

ويعد “بيلا تار” المخرج والمنتج والمؤلف أحد أهم صانعي السينما في المجر، وُلد عام 1955، وتخرج في أكاديمية المسرح والسينما في بودابست عام 1981، وبدأ مسيرته المهنية المليئة بالعديد من النجاحات في سن مبكرة من خلال سلسلة أفلام وثائقية وروائية وُصفت بأنها كوميديا سوداء.

صحافي مصري

 

####

 

لبلبة تحكي تاريخها السينمائي في ندوة بمهرجان القاهرة

الفنانة المصرية ترفض تقديم قصة حياتها في عمل فني.

القاهرةخصص مهرجان القاهرة السينمائي ندوة للاحتفاء بتجربة الفنانة المصرية لبلبة، بدار الأوبرا المصرية، على هامش تكريمها بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر.

واسترجعت الفنانة المصرية المولودة في العام 1946 والتي أمضت سبعة عقود في العمل الفني، أهم ذكرياتها في الوسط السينمائي والدرامي المصري والتجارب التي جمعتها بأشهر المخرجين، معتبرة أنا محظوظة لأنها عملت “مع أحسن المخرجين في مصر وهم: حسين كمال، حسن الإمام، عاطف سالم، حسام الدين مصطفى، أشرف فهمي يوسف شاهين، سمير سيف، وعاطف الطيب”.

وحكت الفنانة بعضا من كواليس بدايتها في الأعمال الكوميدية وتعاونها مع عدد من المخرجين قائلة “مشاركتي في فيلم ‘مولد يا دنيا’ في العام 1976 جاءت بعد أن شاهدني حسين كمال في فيلم ‘حكايتي مع الزمان’ عام 1974 برقص مع الفنانة وردة قال هاتوها بيننا”، وأضافت “محمد عبدالعزيز أكتر مخرج اشتغلت معاه ووجهني”.

وكانت لبلبة بدأت بالعمل في مجال السينما وهيَ في الخامسة من عمرها واشتهرت بتقليد المشاهير، ثم درست الباليه الكلاسيكي وعملت بالغناء ولها 268 أغنية منها 30 أغنية للطفل، وهي لا تزال مستمرة في العمل الفني حتى الآن وفي رصيدها 85 فيلما وعدد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحيات.

الفنانة كشفت مخاوفها من المستقبل، مشيرة إلى أنها عاشت دائما بهاجس الخوف من عدم التمثيل كلما كبرت في السن

وكشفت الفنانة مخاوفها من المستقبل، مشيرة إلى أنها عاشت دائما بهاجس الخوف من عدم التمثيل كلما كبرت في السن، وقالت “طول حياتي كنت بشيل الهم إني لما أكبر الناس متسقفليش ومشتغلش، وأمي وأبويا كنت بسمعهم بيقولوا إني بدأت أكبر ومش هشتغل.. قولت لهم أنتوا بتقولوا كدا؟ أنا هفضل أشتغل وأضحك الجمهور”.

وأبدت الفنانة المصرية رفضها لتقديم قصة حياتها في عمل فني، بعد رحيلها، كونها ترى أنّ شخصيتها بمختلف مراحلها وتطورها صعبة للغاية، كما أنها ضد الكشف عن تفاصيل حياتها الشخصية الخاصة للجمهور، ونقلها على الشاشة، مُشيرة إلى أنّها تحتفظ بكلّ صورها وملابس الشخصيات التي قدّمتها طوال مسيرتها الفنية.

وقالت “مش عارفة لو جرالي حاجة وفارقت الحياة مليش ابن أو بنت يتكلموا عليا.. مليش غير أختي وأحفادي.. مش عارفة هيعملوا سيرة ذاتية أو لا.. أفتكر إنه بلاش لأن عند عرض السيرة الذاتية لأم كلثوم، قلت لأختي بلاش السيرة الذاتية، فلو هيتكلموا عليا في ناس محبش تيجي سيرتها.. أفتكر أنه عيب”.

وشارك في الندوة، بالإضافة إلى الصحافيين والسينمائيين، عدد من الفنانين أبرزهم محمود حميدة، وإلهام شاهين وسلاف فواخرجي، بجانب رئيس المهرجان حسين فهمي.

وطالب حميدة بتسجيل اسم لبلبة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، مبررا ذلك بأنها “الفنانة الوحيدة في العالم التي استمر تواجدها بمجال الفن، منذ طفولتها مرورا بمختلف المراحل العمرية وحتى الآن، دون التأثر بالشهرة والنجومية”.

 

العرب اللندنية في

18.11.2022

 
 
 
 
 

هل خيب مهرجان القاهرة السينمائي آمال عشاقه؟

أضاع فرصة ذهبية في التوهج بتضارب التصريحات وغياب النجوم العالميين ولعنة "الدريس كود"

حميدة أبو هميلة 

توقع الجميع أن تحمل الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بريقاً وألقاً وحضوراً مهماً وضخماً مع حضور ضيوف متنوعين، وقبل هذا وذاك حفل افتتاح يتناسب وعراقته الفنية.

وهو الأمر الذي كان يمكن تحقيقه بسهولة، فكل المقومات متاحة، خصوصاً أن الفرصة كانت مواتية للغاية بعد إلغاء مهرجان الجونة هذا العام، الذي كان بلا شك يسرق كثيراً من الأنظار بفعاليات مميزة وأنشطة متنوعة وقائمة عروض طويلة، وضيوف من كل حدب وصوب، إضافة إلى الإبهار بالطبع.

كما أن الحظ كان مواتياً من جهة أخرى هذه السنة، لأن "انطلاق القاهرة السينمائي" 2022 بعكس العام سبق مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وهو المهرجان الذي يحفل بحضور غير مسبوق عربياً لأكبر نجوم العالم ذوي الشعبية الكاسحة.

الزي النموذجي

بعيداً من الأزمات الإدارية المتعلقة بإقالة رئيس المركز الإعلامي للمهرجان الصحافي والناقد محمد عبد الرحمن قبيل الافتتاح بساعات، مع إصدار بين توضيحي كان نصيبه الانتقادات اللاذعة بسبب الكلام المرسل الذي لا يوضح شيئاً.

وكذلك مشكلة التصوير، التي نشبت بين المذيعة بوسي شلبي والفنان حسين فهمي أمام الكاميرات، أو حتى مشادة الفنانة هند عاكف، لكن مر الحفل وبدأت العروض والندوات والورش ويومياً يتمشى الضيوف على السجادة الحمراء.

لكن مع الإنصاف، فإن الحدث السينمائي المصري الأكبر كان محل انتقاد، لأنه وحتى انتصاف أيام المهرجان تقريباً كان الاهتمام الأكبر من رئيسه بالحديث عما سمّاه "الدريس كود" بفخر وحفاوة.

ورغم أن مهرجانات العالم أجمع تشهد أنماطاً شديدة الاختلاف، بل وشديدة الغرابة من الأزياء، إذ تعتبرها بيوت الموضة فرصة لإعلان تصميماتها وأيضاً تعكس اهتماماً من تلك الدور بالوجود في الأنشطة الفنية الأكثر قيمة وشهرة، إلا أن هذا بالطبع لا يعني أن يشجع المهرجان على السير على السجادة الحمراء بالملابس الرياضية، فلكل مقام مقال.

لكن المبالغة في التشبث بهذا الأمر واعتباره إنجازاً، يعتبره بعضهم تقليلاً من قيمة الحدث، لأن السينما في مفهومها الأول هي الحرية، وهو الأمر الذي يتفق معه الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم. مشيراً إلى أنه لطالما كانت السينما سبباً أساسياً من أسباب تطور الأزياء، فهي تجمع فنوناً عدة، بينها تلك المتعلقة بخطوط الموضة، فعربياً هناك فساتين لا تنسى في أشهر الأفلام سواء لسعاد حسني أو هند رستم أو شادية، وعالمياً الأمر نفسه بالنسبة إلى مارلين مونرو أو أودري هيبورن.

وأبدى عبد الرحيم استغرابه من التركيز على مثل هذا الأمر، واصفاً فكرة الدريس كود بالفكرة "الشعبوية"، التي تهدف إلى مغازلة الجمهور الناقم على ملابس الفنانات بشكل عام. مضيفاً أن هؤلاء "ليسوا جمهور السينما من الأساس".

مفاجآت غامضة

كما لم يتوقف رئيس المهرجان حسين فهمي (82 سنة) طوال الفترة التي سبقت الافتتاح عن التركيز في تصريحاته على مفاجأة "غامضة" لن يعلنها في وقتها، والجميع انتظر ما وعد، لكن جاء الافتتاح بلا مفاجآت، فالسهرة جاءت متواضعة، بحسب كثيرين، إذ عرض فيها فيديو بالأبيض شوهد من قبل عبر مواقع الفيديوهات حول "استديو مصر"، وكذلك فيديوهات عابرة بهدف تكريم النجوم الراحلين، وبعض الاستعراضات من هنا وهناك.

وتردد في الكواليس أن النجم حسين فهمي كان يقصد بحديثه عن تلك المفاجأة حضور الممثل العالمي ريتشارد جير (73 سنة) خلال حفل الافتتاح، وهو الذي سبق وحضر بالفعل دورة المهرجان قبل نحو 12 عاماً، لكن لم يعلن أحد من المسؤولين صراحة هذا الأمر، كما لم يهتم أحد بالاعتذار عن عدم تنفيذ المفاجأة، ولا عن سبب إلغائها، فهل تعثرت المفاوضات مثلاً؟

وهو أمر يشبه ما قيل أيضاً عن وجود معرض لملابس الفنان الراحل عمر الشريف على هامش الدورة، يتضمن أبرز ما ارتداه في أفلامه الشهيرة، لكن أيضاً تم إلغاء المعرض، ليأتي التبرير بأن طارق عمر الشريف نجل النجم الراحل رفض إتمام الفاعلية.

ارتباك التصريحات

اللافت أنه بالحديث مع عدد من العاملين بأروقة المهرجان لم يشأ أحد منهم التعليق بشكل مباشر على نقاط ضعف الدورة، وأبرزها تجاهل تبرير إلغاء "المفاجأة"، كما أن عدداً منهم فضّل إرجاء التصريح حتى بعد انتهاء حفل الختام المنتظر في الـ22 من الشهر الحالي بدار الأوبرا المصرية.

لكن أحدهم تحدث بشرط عدم ذكر اسمه، وقال إنهم لم يكن لديهم أية معلومات محددة حول حضور أي نجوم عالميين، باستثناء بعض الصناع وبينهم المخرج المجري بيلا تار، الذي جرى تكريمه بجائزة الهرم الذهبي، وأضاف أنهم كان يعتقدون أن إدارة المهرجان كانت تقصد بالمفاجأة الاهتمام بحضور ذوي الهمم الفعاليات مع تخصيص مقاعد خاصة ومجهزة لهم، إذ ظهروا مع الفنان حسين فهمي على السجادة الحمراء.

وأثير لغط على مستوى آخر أيضاً فيما يتعلق بالدعوات الموجهة لصناع السينما ومشاهير الفن، حيث كتب أكثر من فنان ومخرج تدوينات انتقد فيها الإدارة على التخبط في هذه الناحية، بينهم المخرج سعد هنداوي، والممثلة نانسي صلاح، والفنانة عفاف مصطفى، والفنان شريف خير الله.

كما علق كثيرون على أزمة حجز التذاكر المتكررة، التي لم تستطع تلك الدورة تفاديها كذلك، وهو الأمر الذي علق عليه الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم بالقول إن تلك الأزمة متعلقة بالأساس بسيستم الشركة التي تتولى تلك المهمة، حيث تتكرر المشكلات نفسها. لكنه لفت النظر أيضاً إلى نقطة أخرى تتعلق بعدم وجود إعلانات كافية في الشوارع للترويج للمهرجان السينمائي الأهم في مصر، مشيراً إلى أنه ربما تكون الميزانية هي التي حالت دون تنفيذ ذلك، بالتالي فكثير من الجمهور المتعطش للسينما لم يتمكن من متابعة الفعاليات.

وبالعودة إلى لغط الـ"دريس كود" فقد نجح مسؤولو المهرجان بجدارة على الأقل حتى منتصف الفاعلية في إشاحة النظر عن أي أحداث سينمائية مهمة، والتركيز على تلك النقطة التي رغم عدم أهميتها بالمرة، لكنها على ما يبدو تشغل حيزاً كبيراً من جدول أعمال الإدارة.

ومع ذلك لم يقل أحد منهم كيف جرى تقنينها؟ وهل من لم يلتزم بتفضيلات المهرجان في التصميمات من النجمات تم استبعادهن مثلاً؟ وما معايير الالتزام بهذا "الكود"؟ وهل هناك عقاب رادع على المخالفين؟

يشير الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن الحضور ليسوا بحاجة لأن يذكرهم أحد بشروط الوقوف على سجادة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الافتتاح أو الختام، بالتالي فالموضوع أخذ أكبر من حجمه بكثير بفعل تكرار الحديث عنه بلا سبب.

كل تلك التضاربات لم تصب بالطبع في صالح الحدث، واللافت أن محمد سيد عبد الرحيم يعود ليؤكد أنه لم يتوقع منذ البداية أن تكون الدورة استثنائية أم مميزة، وتابع: "منذ الإعلان عن التغييرات الجديدة توقعت هذا التراجع، فلا أحد ينكر نجومية حسين فهمي ولا تميزه في إدارة دورات ناجحة للمهرجان قبل عقدين من الزمان، لكن ما حدث في الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أعاد الفعالية الكبرى لحقبة التسعينيات بكل بساطة، وقد يكون السبب أن الفنان القدير لم يتابع عالم صناعة المهرجانات في هذا العصر".

وشدد عبد الرحيم على أن المهرجان أخذ خطوات واضحة للأمام منذ عام 2014 بإضافة أنشطة وشراكات وأجندة جديدة، كما أن علاقات عناصر إدارته في السنوات الثلاث الأخيرة بالتحديد أسهمت في وضعه مرة أخرى على خريطة المنافسة حيث استطاعوا جلب أفلام مهمة للغاية، واصفاً مستوى الفعاليات هذه السنة بـ"المتواضعة، بخاصة فيما يتعلق بقائمة الأفلام العربية المشاركة".

أفلام مهمة

حظى المهرجان هذا العام بضيوف مهمين على مستوى صناعة السينما، لكن هناك تقليد معروف في المحافل من هذا النوع أن كبار نجوم العالم من الممثلين هم من يجذبون الأنظار، بل ويسهمون في الترويج لفعالياته شديدة الخصوصية، لذا كان من المنتظر أن نشهد بعضاً منهم في المهرجان الدولي البارز بالمنطقة العربية، ومن الأشياء التي حظيت بالتعليق أيضاً من قبل رواد المهرجان والحضور اليومي، هو أنه جرت العادة أن يطرح المهرجان بعض الأفلام ذات الموضوعات الحساسة، التي تتنافى مشاهدها وموضوعاتها مع قواعد جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لكن كان معتاداً ألا تزيد على فيلم أو فيلمين أو حتى ثلاثة على الأكثر، حيث تتاح للمشاهدة من قبل النقاد والإعلاميين فقط، وليس للجمهور العادي، لكن في مهرجان هذا العام يصل عدد تلك الأفلام التي يحرم منها الجمهور إلى ستة دفعة واحدة.

كما يجب الإشارة إلى عروض الأفلام المتميزة خلال هذه الدورة، وبينها "The Sonـ الابن" لأنتوني هوبكنز وهيوجاكمان وفانيسيا كيربي ولورا ديرن، وهو عمل إنساني عن المؤثرات التي تلقي بظلالها على علاقة الآباء بأبنائهم، من تأليف كريستوفر هامبتون وإخراج فلوريان زيلر اللذين قدما قبل عامين الفيلم المهم أيضاً "The Father" الذي حصد بطله أنتوني هوبكنز جائزة أوسكار أفضل ممثل دور رئيس عن شخصيته المعقدة به.

كذلك حقق المهرجان خطوة جيدة أخرى باختياره فيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ "The fablemans" لحفل الافتتاح، الذي يستعرض فترتي الطفولة والشباب للمخرج الكبير، ويعتبر من أكثر أعمال هذا العام تميزاً.

ومن ضمن أبرز ما تضمنته جداول العروض أيضاً الفيلم الروماني "R.M.N"، والبرازيلي "Tinnitus ـ طنين الأذن"، وكذلك "السباحتان" للمخرجة سالي الحسيني، الذي يتناول رحلة السباحتين السوريتين سارة ويسرا مارديني الشاقة حتى وصولهما للمشاركة في الأولمبياد.

كذلك كان اختياراً موفقاً للمهرجان عرض فيلم "الاختيار" إخراج يوسف شاهين وتأليف نجيب محفوظ بعد ترميمه، خصوصاً أنه من الأعمال التي من النادر عرضها عبر الشاشات، وهو بطولة سعاد حسني وعزت العلايلي وهدى سلطان ومديحة كامل وميمي شكيب وسيف عبد الرحمن وإنتاج عام 1971.

"غزوة السجادة الحمراء"

على هامش الفعاليات أيضاً، كان هناك نصيب كبير للجدل لأحداث لم تكن متوقعة، فقبيل حفل الختام بأقل من ثلاثة أيام، كان القيل والقال منصباً على صورة المصلين الذين يفترشون السجادة الحمراء أمام مقر المهرجان، من أجل اللحاق بصلاة الجمعة، وهي الصورة التي شهدت انقساماً هائلاً بين المعلقين، ففي حين وجدها البعض عادية، ولا تهدف إلى إثارة أي أزمة، وجاء تبريرهم أن هناك عدداً كبيراً من العمال والموظفين يوجدون هذه الأيام للعمل بالمهرجان، بالتالي لم يتسع لهم مسجد دار الأوبرا المصرية صغير المساحة، ولم يكن هناك مفر سوى الصلاة بأقرب مكان به خطبة الجمعة.

لكن في المقابل جاءت تصريحات المدير الفني للمهرجان، أمير رمسيس، لتعبر عن اعتقاده بأن هذا التصرف ما هو إلا رسالة تهدف إلى "مهاجمة المهرجان"، بل هو في إطار الحرب الشرسة التي يشنها البعض على الفنون بشكل عام.

ومن خلال حسابه عبر "فيسبوك" كتب رمسيس "غزوة السجادة الحمراء"، وهو التعبير الذي فجّر سيلاً من التعليقات. ففي حين هناك عدد كبير أبدوا تأييدهم لوجهة نظر رمسيس، وأن هناك كثيراً من المتربصين بالحالة الفنية بشكل عام، فإن البعض اعتبروا أنه تشبيه "غير موفق"، وقد يحمل إساءة لموقف لم يكن مرتباً ولا مخططاً له.

وفوجئ المتابعون بحذف المدير الفني هذه التدوينة المختصرة، واستبدالها بأخرى مطولة تشبه الاعتذار، جاء فيها: "كما أوضحت لمن سأل أو شعر بالإساءة الشخصية فاعتذر لمن اعتقد أنه يمس المعتقدات الدينية، فتعليقي ليس على فعل الصلاة نفسه بطبيعة الحال، إنما على اختيار عمدي لمكان يقع على بعد أمتار من بوابة جامع مخصص من قبل دار الأوبرا للصلاة في فعل لا يخلو من مزايدة على الفنون ومحاولة لإرسال رسالة معينة من عقليات ترفض الفن وتحتقر السينما".

لكن المفاجأة أن هذا التصريح أثار مزيداً من الجدل بدلاً من أن يغلق الموضوع، وقال الشاعر أيمن بهجت قمر معلقاً "كان يمكن له (أمير رمسيس) الانتقاد لكن بدون سخرية"، كما وصف تراجعه بأنه "يحمل شيئاً من التعالي"، ثم عاد قمر وكتب: "أمير رمسيس عايز يبوظ (يفسد) المهرجان. هو ده (هل هذا) بوست اعتذار!"، مستنكراً الطريقة التهكمية التي وصف بها المشهد وكذلك طريقة الاعتذار التي حملت ما سماه "تدخلاً في نوايا المصلين".

وهو الرأي الذي تكرر أكثر من مرة، حيث اعتقد البعض أن الموقف كان بسيطاً وكان يمكن أن يمر من دون ضجة، ومن دون إثارة "نظرية المؤامرة على الفن"، وكذلك كان الأفضل أن يكون التعليق الصادر من المسؤولين بالمهرجان أكثر "حكمة".

لكن عدداً آخر تشبثوا كذلك بأن الهدف لم يكن الصلاة بقدر ما كان "الاستعراض"، ومحاولة اتخاذ موقف مضاد للفعاليات السينمائية، ليعود أمير رمسيس مرة أخرى بعد كل تلك الضغوط والتعليقات المتضاربة، ويكتب اعتذاراً صريحاً وأكثر اختصاراً: "لكل من أساء فهم التعليق وأخرجه من سياقه وتفسيره وجرح مشاعره الدينية أعتذر بشكل مباشر".

من جهته لم يعلق رئيس المهرجان، حسين فهمي، حتى الآن على كل هذا السجال.

ولا شك أن فترة رئاسة حسين فهمي للمهرجان ما بين عامي 1998 وحتى 2001 شهدت تميزاً ونجاحاً وزخماً إعلامياً لا تزال أصداؤه في الذاكرة، لكن في عودته الجديدة بعد أكثر من 20 عاماً لم تكن الأمور كما كانت من قبل.

 

الـ The Independent  في

18.11.2022

 
 
 
 
 

كاملة أبو ذكري خلال ندوتها بالقاهرة السينمائي:

المعايشة أهم ما يميز أعمالي وتجعل الممثل يتشبع بروح الشخصية

محمد عباس

·        لا أحب تصنيفى بـ«سينما المرأة».. وأرغب فى تقديم فيلم عن الرجال فمشاكلهم وأزماتهم لا تقل أهمية

·        أحلم بتقديم فيلم عن فلسطين يخبر العالم بالحقيقة ولا يغازل المهرجانات

تصدرت مصر مشهد فعاليات اليوم الخامس من مهرجان القاهرة السينمائى، بعرض فيلم «19 ب»، الفيلم المصرى الوحيد الذى يشارك بالمسابقة الدولية للدورة الـ44، سبقها جلسة حوارية للمخرجة كاملة أبو ذكرى، المكرمة بجائزة فاتن حمامة للتميز، أدارها الناقد طارق الشناوى، أعطت خلالها كاملة نصائح للمخرجين الشباب والجدد، كما تحدثت عن الجانب الفنى والإخراجى لأعمالها.

تحدثت المخرجة كاملة أبو ذكرى عن عملها مع المخرج الكبير عاطف الطيب، قائلة إنها تعلمت الإحساس بالممثل منه أثناء تدريبها معه فى فيلم «دماء على الأسفلت» مع الفنان الكبير الراحل نور الشريف، مشيرة إلى أنه دائمًا ما يقف مع الممثل ويعطه نصائح إيجابية ليصدق إحساسه داخل أحداث العمل، كما أشارت إلى أن أكثر المخرجين التى تأثرت بهم هو المخرج أسامة فوزى، إنه أيضا يملك أدوات خاصة فى التواصل مع الممثل، ويدفعه ليخرج أفضل أداء لديه.

وأوضحت كاملة أبو ذكرى أن الهوية البصرية فى الأعمال تصبح أقوى مع التحضير المكثف، وهذا ما يميز مخرجا عن الآخر، مؤكدة أن أهم شىء تبدأ به عملها هو الاهتمام بالسيناريو وعقد جلسات مكثفة مع المؤلف، لأنها إذا صدقت السيناريو، ستتمكن بسهولة من نقل فكرتها ومفهومها للممثل، كما أنها فى عملها مع الممثلين تحاول قدر الإمكان على عمل معايشة للشخصيات التى ستقدمها، لكى يستطيع الممثل أن يتشبع من النموذج الذى سيقدمه، ويخرج بصدق أمام الشاشة، وإذا لما تتمكن من إجراء معايشة لتاريخ الشخصية وبيئته، تكثف البحث بشكل كبير.

وقالت المخرجة كاملة أبو ذكرى، خلال ندوتها بمهرجان القاهرة، أنها لا تحب تصنيف أو حصر نفسها فى مصطلح سينما المرأة، فهى دائما ما تحب أن تقدم أعمالا متنوعة، فهى إنسان يجب أن يهتم بالرجل والمرأة وهما المكونين الرئيسيين للعالم، ولكنها وجدت نفسها تتجه للسينما المرأة، خاصة وأنها الأفلام التى تهتم بها المهرجانات السينمائية بشكل أكبر.

وعبرت كاملة أبو ذكرى عن رغبتها فى التحضير لعمل فنى عن الرجال، مشيرة إلى أن مشاكلهم وأزماتهم لا تقل أهمية عن المرأة، كما كشفت عن أمنيتها وحلمها بصنع فيلم عن فلسطين ويكون اسمه «فلسطين»، لا يغازل المهرجانات، ولكن يقول للعالم الحقيقة، وما الذى يحدث هناك، خاصة أن الأجيال الجديدة اختلط عليها حقيقة ما حدث هناك وتم تشتيت معتقداتهم وأفكارهم.

وعن تبنيها فكرة الفريق الواحد، قالت: إنه من الأفضل للمخرج بالطبع أن يجدد فريق عمله باستمرار لتتسع آفاق فكره من خلال العمل مع أفكار مختلفة بتنوع الفريق، ولكنها تفضل أن تستمر مع فريق عملها وأن يتنقلوا معها من عمل لآخر، وذلك بسبب وجود التناغم والتفاهم بينهم بشكل كبير، مشيرة إلى أن مديرة التصوير نانسى عبدالفتاح، هى أكثر من تفضل العمل معه، لأنهما وصلا لدرجة من التناغم والتفاهم، تجعلهما لا يحتاجا للكلام، وتشعر أنهما تملكان نفس رؤية العين ونفس التفكير، بالإضافة إلى الموسيقار تامر كروان الذى دائمًا ما تختلف معه خلال التحضيرات لأعمالهم، ولكن على الرغم من ذلك تفضل العمل معه.

وأشادت الفنانة إلهام شاهين، بإمكانيات المخرجة كاملة أبو ذكرى، واهتمامها بالممثل أثناء العمل، مشيرة إلى أن أى ممثل يعمل معها يظهر بشكل مختلف تماما عن أى مخرج آخر، ووصفتها بأنها «نموذج للإبداع»، كما أشارت إلى أن فيلم «واحد صفر» حصل على 50 جائزة من مختلف مهرجانات العالم، وفيلم «يوم للستات» حصل على 23 جائزة.

وحرص عدد من الفنانين وصناع السينما على حضور الجلسة الحوارية للمخرجة كاملة أبوذكرى، بمهرجان القاهرة السينمائى بعد حصولها على جائزة فاتن حمامة للتميز بالدورة الـ 44، وعلى رأس الحضور رئيس المهرجان الفنان حسين فهمى، وإلهام شاهين، سلاف فواخرجى، لقاء الخميسى، هاجر الشرنوبى، ركين سعد، أمير المصرى، يوسف عثمان، فاطمة ناصر، محمود الليثى، حازم إيهاب، نور قدرى، تونى ماهر، والسيناريست تامر حبيب، والمنتجان جمال ومدحت العدل.

 

الشروق المصرية في

18.11.2022

 
 
 
 
 

كاملة أبو ذكري: أحلم بفيلم عن فلسطين والسينما النسائية مصطلح عنصري

القاهرة- خيري الكمار

كشفت المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري عن طموحها بتقديم فيلم عن فلسطين، يحمل الاسم ذاته بشكلٍ مباشر ويرصد الأوضاع هناك بشكلٍ واقعي دون تهوين أو تهويل، لتستهدف من خلاله الأجيال الجديدة من الجمهور قائلة إن "الجيل الجديد لا يعرف الحقيقة كاملة، وأنا نشأت في منزل يدعم القضية الفلسطينية منذ صغري".

واستنكرت أبو ذكرى تصنيفها كمُخرجة للسينما النسائية فقط، إذ ترى أنّ "هذا المصطلح عنصري، لذا أحاول كسر هذه القاعدة من خلال تقديم أفلام أبطالها من المُمثلين الرجال، خاصة أن مشاكلهم وأزماتهم لا تقل أهمية عن المرأة، رغم التعامل الإيجابي للمهرجانات السينمائية بسينما المرأة".

وتابعت: "الرجال لديهم مشاكل كثيرة، وبحاجة لحرية أكبر، لذلك أسعى لتقديم عملٍ سينمائي عن الرجل المقهور".

وجاء ذلك، خلال ندوة تكريم كاملة أبو ذكري، الخميس، التي أدارها الناقد المصري طارق الشناوي، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ44، وبحضور عددٍ من الفنانين أبرزهم حسين فهمي، وإلهام شاهين وتارا عماد.

الأعمال الروائية 

وأشارت أبو ذكري خلال حديثها في الندوة إلى مسلسلاتها التلفزيونية المأخوذة عن أعمالٍ روائية، أبرزها مسلسل "واحة الغروب" المأخوذ من رواية تحمل الاسم ذاته للراحل بهاء طاهر، إذ كانت ترغب في تقديمه كفيلمٍ سينمائي وليس كمشروع درامي، مؤكدة أنّها لم تعثر على جهة إنتاج تتحمس للعمل آنذاك.

وأبدت سعادتها بكونها تلقت إشادات من بهاء طاهر، وصنع الله إبراهيم، عقب عرض مسلسلي "واحة الغروب" و"بنت اسمها ذات"، قائلة: "العملان نالا إعجابهما، والتقيت بعدها بصنع الله إبراهيم، لكن للأسف لم ألتقِ بالراحل بهاء طاهر، لمروره بأزمة صحية وقتها".

كواليس التحضيرات

وقالت أبو ذكري، إنها تواجه صعوباتٍ بالغة خلال فترة التحضيرات الخاصة بأي عملٍ فني، كونه يشمل بروفات مع المُمثلين، وتجهيز ملابس الشخصيات، والديكور، وحتى الموسيقى التصويرية التي تُساعدها في تحريك المُمثلين، حسب قولها.

وأكدت أنها ظلت تتردد على السجن لفترة طويلة، وحاورت عدداً من السجينات، خلال فترة التحضير لمسلسل "سجن النسا"، للتعرف على تفاصيل هذا العالم عن قرب، والاستماع إلى قصصهن الحقيقية.

وأشارت إلى تحضيرات مسلسل "بطلوع الروح"، مؤكدة أنّ إلهام شاهين شاهدت أكثر من 50 فيديو عن التنظيم الإرهابي، قبل انطلاق التصوير، إذ إن "ذلك يُساهم في تقديم العمل بشكلٍ واقعي وأكثر احترافية".

الرقابة وحذف المشاهد

وتطرقت أبو ذكري للحديث عن المشاهد التي تُحذف من أعمالها، مثل فيلم "ملك وكتابة" و"واحد صفر"، مؤكدة أنها تغضب من بعض ملاحظات جهاز الرقابة: "أنا لا أصنع مشاهد مبتذلة، ويجب أن يكون لدى الرقابة انفتاح بشكلٍ أوسع، خاصة أنّ الشارع مليء بالأحداث والتفاصيل التي قد تكون ممنوعة على الشاشة".

وأرجعت أسباب اعتمادها على مديرة التصوير نانسي عبد الفتاح في غالبية أعمالها إلى وجود 
"
كيمياء فنية" بينهما قائلة: "أشعر بأنها نصفي الثاني، وتمتلك مشاعر خاصة تجاه السيناريو الذي نعمل عليه سوياً
".

ولفتت إلى أن خلافات كثيرة تحدث مع المؤلف الموسيقي تامر كروان في الأعمال التي تجمعهما، قائلة: "نتعارك كثيراً لكن نصل إلى الهدف في النهاية.. فأعتبرهما صديقي الحظ والنجاح".

 

الشرق نيوز السعودية في

18.11.2022

 
 
 
 
 

الرفق بالحيوانات الهدف الأسمى..

ملاحظات على فيلم "19 ب" لسيد رجب بعد عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي

سما جابر

عرض مساء الخميس لأول مرة فيلم "19 ب" الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ44، وذلك بحضور عدد كبير من النجوم الذين حرصوا على مساندة صناع الفيلم عند عرضه لأول مرة، ومنهم إلهام شاهين وليلى علوي وتامر حبيب وغيرهم، إضافة إلى نجوم الفيلم أنفسهم وهم سيد رجب وناهد السباعي وأحمد خالد صالح.

الفيلم الذي انتظره عدد كبير من محبي السينما، وتسبب في حدوث بعض الأزمات على هامش المهرجان كون أن تذاكر دخوله قد نفذت مبكرًا؛ حقق ردود أفعال متباينة بمجرد عرضه في الساعات الماضية، وفيما يلي أبرز الملاحظات على الفيلم.

الرفق بالحيوانات ورعايتهم الهدف الأسمى للفيلم

تسليط الضوء على فكرة الرفق بالحيوانات الضالة ورعايتهم، كانت من بين النقاط الإيجابية التي نالت إعجاب الجمهور الذي حضر الفيلم، حيث كانت هي الانطلاقة الأساسية للأحداث التي دارت حول حارس عجوز يعيش في فيلا متهالكة، يملكها أشخاص اختفوا منذ فترة طويلة، ويعتبر الفيلا بمثابة منزل له، ولكنه فجأة يصبح مهددًا بسبب شاب يجبره على الانصياع لطلباته إلا أن الحارس يقرر في النهاية أن يواجه مخاوفه.

وضرب الفيلم مثالًا على أهمية الاهتمام بالحيوانات الضالة ورعايتها من خلال شخصية الحارس الذي اهتم منذ شبابه بالحيوانات وحرص على رعاية الكلاب الضالة بالشارع والقطط كذلك وإطعامها وإيوائها بمساعدة طبيبة تسكن في نفس الشارع الذي يعيش به، وتعشق الحيوانات مثله، وانعكاس ذلك على حياته وحالته النفسية التي تتأثر إيجابًا باستقرارهم وسلبًا بتعرض أي منهم للأذى.

مدة زمنية مقبولة تخللها لحظات من الملل

رغم أن الفيلم تم تقديمه على مدار ساعة ونصف فقط تقريبًا، إلا أن البعض اعتبر العمل مر ببعض لحظات من الملل، كون أن مشاهد رعاية الحيوانات الضالة تكررت كثيرًا، إضافة إلى حالة التوتر والقلق التي صاحبت بطل العمل ولم تفارقه منذ اللحظة الأولى من الفيلم.

صراعات متكررة بين الأبطال

الفيلم شهد كذلك وجود صراعات متكررة ضمن أحداثه بين بطلي العمل سيد رجب وأحمد خالد صالح، حيث يعيش الأول بالفيلا التي يقوم بحراستها بينما الثاني يقرر أن يسطو عليه ويحتل جزء من المكان من أجل استعماله في تخزين البضائع، ليتسبب بذلك في حالة من الخوف لدى الحارس.

فالصراعات بين الحارس والشاب تكررت أكثر من مرة بطرق مختلفة، وحرص الحارس على إفساد البضائع الخاصة بالشاب من أجل إجباره على ترك المكان، وعندما يأس قرر أن ينقل مكان إقامته إلى حديقة المنزل خوفًا من الشاب وأتباعه، لكنه في النهاية حرص على اتخاذ موقف حاسم بعد تكرار الصراعات.

عدم التعمق في العلاقات الإنسانية بين الأبطال 

خلال الأحداث شاهدنا أن هناك العديد من العلاقات المتشابكة بين أبطال العمل وبعضهم البعض، لكن من بين الأشياء التي أزعجت البعض، هو عدم التعمق في تلك العلاقات الإنسانية، بطريقة تجعل الجمهور يتفهم على الأقل وجود بعض المشاهد، فمثلًا شاهدنا ناهد السباعي التي تقدم دور يارا ابنة حارس المنزل، وهي تهدد الشاب الذي تسبب في مضايقة والدها، لكن يتضح خلال الحديث أن الثنائي يبدو وأنهما على معرفة سابقة وأنه كانت هناك علاقة تربطهما معًا.

الأمر أيضًا تكرر عندما التقى سيد رجب بجدة جارته التي ترعى معه الحيوانات الضالة، حيث بدا أن الثنائي ربطتهما علاقة قوية في الماضي قبل تقدمهما في العمر، لكن دون الدخول في تفاصيل تلك العلاقة حتى ولو بشكل سريع.

 

مجلة هي السعودية في

18.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004