ملفات خاصة

 
 
 

كاملة السينما والتليفزيون

ماجدة موريس

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

مساء الأحد، كرم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المخرجة كاملة أبو ذكري بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة، قدمتها لها الفنانة نيللي كريم، ووقف حضور الافتتاح تحية لها، وفي البيوت ايضا قالت لي شقيقتي التي تعيش بالاسكندرية إنها وزوجها سعدا كثيرا بتكريمها، وقالت لي صديقة نفس الكلمات، أما هي فقد شكرت زوجها وابنتها، وأمها وأبيها، وكل من تعلمت منه من زملاء المهنة التي بدأت العمل فيها في منتصف التسعينيات بعد تخرجها من المعهد العالي للسينما، ولتبدأ السلم من أوله بتجربة نفسها بالعمل كمساعدة للمخرجين العاملين في السوق، مساعدة ثانية وبعدها تنجز فيلما قصيرا، ثم تعود للعمل كمساعدة اولي في ثلاثة افلام طويلة قبل ان تقفز إلي محطة الاخراج للفيلم الروائي الطويل، وكان فيلمها الاول «سنة اولي نصب» تأليف سميرة محسن عام 2004 عن شابين من خريجي الجامعات لم يجدا عملا فقررا ممارسة النصب علي السائحات في مدينة الغردقة قبل ان يقعا في حب فتاتين فيعودان إلي الاستقامة .وبعد عامين، 2006، استطاعت كاملة ان تجد من ينتج لها فيلمين، «ملك وكتابة» أحد أهم الأفلام المصرية المعبرة عن قضايا الشباب الجامعي تحديدا، وقضايا أساتذتهم والذي كتبه احمد الناصر وسامي حسام وقدم فيه محمود حميدة وهند صبري ولطفي لبيب أداء مميزا وانتجه جهاز السينما بمدينة الانتاج الاعلامي أيام ان كان احد أهم المنتجين للسينما في مصر، والفيلم الثاني هو «عن العشق والهوي» عن علاقات الحب وكيف تصطدم بالموروث الاجتماعي والثقافي للكاتب تامر حبيب والممثلون مني زكي ومنة شلبي واحمد السقا وغادة عبد الرازق الذين قدموا أداء مهما بقيادتها، ستة افلام فقط قدمتها كاملة ابو ذكري في تاريخها السينمائي المهم، فبعد «عن العشق والهوي» قدمت «واحد صفر» عام 2009 ليصبح واحدا من أهم الافلام المصرية المعبرة عن حياة قطاعات مختلفة من البشر، طبقيا ودينيا، للكاتبة مريم نعوم وانتاج جهاز السينما ايضا، وقد حقق الفيلم جوائز دولية ومصرية كثيرة، وبعده شاركت في إخراج قصة من أربعة قصص ضمها فيلم بعنوان«18 يوم» عن أيام ثورة يناير 2011، وبعده توقفت عن السينما لخمسة اعوام قبل ان تقدم فيلمها الاخير «يوم للستات» عام 2017 للكاتبة هناء عطية والذي طرح الكثير من الافكار والصور حول الشرائح الفقيرة والمحافظة ومعاناة النساء فيها من خلال مركز للشباب في حي شعبي يخصص المسئول فيه يوما أسبوعيا لنساء وفتيات الحي للنزول لحمام السباحة فيحدث ثورة نسائية يقابلها غضب رجالي علي الجانب الآخر، وهو الفيلم الذي عرض في مهرجانات دولية كثيرة -بدأت بمهرجان القاهرة السينمائي نفسه عام2017- واستمرت حتي مهرجان لندن السينمائي.

من «ذات» إلي «بطلوع الروح»

مثل عدد أفلامها، قدمت كاملة ابو ذكري لنا ستة مسلسلات ابتداء من عام 2009 وقت انتشار المسلسلات القصيرة، المعروفة باسم مسلسلات السيت كوم، وكان أول أعمالها كوميدي من هذا النوع وهو «6 ميدان التحرير» تأليف نهي العمروسي والذي تدور أحداثه في بنسيون بالميدان ومواقف نزلائه، ومن الواضح هنا انها كانت تنتظر عملا كوميديا آخر يشبع شغفها الي الاختلاف عن دراما القضايا الاجتماعية التي برعت فيها وهو ما وجدته بعد 11 عاما من خلال مسلسل «بـ100 وش» تأليف احمد وائل وعمرو الدالي الذي قدم صورة مختلفة للكوميديا المشبعة بالأنين في كل اتجاه وكان عملا فريدا ضمن موسم رمضان الدرامي عام 2020، وكانت قبله قد أخرجت ثلاثة أعمال تعد ضمن أهم أعمال الدراما التليفزيونية في تاريخها أولها «بنت اسمها ذات» عام 2013، عن رواية الكاتب صنع الله ابراهيم الذي عبر عن حياة أبناء وبنات الطبقات الوسطي في مرحلة حرجة مليئة بالمتغيرات الاجتماعية، وبعدها اخرجت مسلسل فريد هو «سجن النساء» عام 2014 عن قصة الكاتبة فتحية العسال والمأخوذ عن وقائع حقيقية لبطلاته اللواتي دخلن سجن النساء ليكتشفن انه عالم آخر، مواز للعالم خارجه بكل مفرداته من قسوة وعنف ونفوذ الاقوياء، وبعده تدخل كاملة ابو ذكري في منطقة درامية وفنية مختلفة عام 2017 مع مسلسل «واحة الغروب» المتفرد ايضا عن رواية الكاتب بهاء طاهر التي تدور احداثها في الواحات، وبين قبائلها .وربما كانت هذه الاعمال الثلاثة هي سبب الاتجاه لكوميديا «بميت وش» بعدها قبل أن تصل مخرجتنا إلي عملها الأخير، المتفرد تماما وهو «بطلوع الروح» الذي رأيناه هذا العام، ورأينا جرأته في تقديم صورة الدواعش عن قرب من خلال الكاتب هشام عبية، وحيث اضطرت هي كمخرجة تحافظ علي ملامح السيناريو الأساسية أن تذهب لتصوير العمل، ولمدة ثلاثة اشهر، في لبنان وبعض المناطق الصحراوية القريبة منها، ولتقدم لنا الكثير من المعرفة مع الدراما مثل كيفية اصطياد الدواعش للنساء وضمهم إليه، وكيفية التعامل معهن وحصارهن حتي يخضعن للتنظيم المتطرف تماما، ولأوامر رجاله، ونسائه القائدات، ولهذا حصل علي جائزة أفضل مسلسل تليفزيوني من مهرجان الدراما في دورته الأولي في سبتمبر الماضي، وسيظل هذا العمل في تاريخ الفن وتاريخها كمخرجة لا تحفل بالمتاعب من أجل تقديم ما تؤمن به من افكار، وما تحلم به من حريات وكرامة وحياة اكثر انسانية للمرأة، وللجميع، إنها أعمال قليلة بالنسبة لغيرها،علي ثلاثة عقود، لكنها كاشفة عن مخرجة قديرة، ولديها رؤي عديدة مهمة لمجتمعها تحاول تقديمها في كل عمل تخرجه ورسائل واضحة للناس سواء المشاهدون للفن، أو المراقبون له.

 

الأهالي المصرية في

16.11.2022

 
 
 
 
 

المفاجأة.. لا توجد مفاجأة!

طارق الشناوي

أكثر من مرة وفى أكثر من لقاء أعلن حسين فهمى أن لديه مفاجأة ليلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى (44)، وتكتم حسين كل التفاصيل، ونجحت الخطة، وبالفعل فاجأ الجميع، مساء الأحد الماضى، بأن المفاجأة لا توجد مفاجأة!!.

هل هى مداعبة مقصودة من رئيس المهرجان؟، أم ربما كان لديه مشروع لم يكتمل، لاستضافة نجم عالمى، أنا أميل أكثر للسبب الثانى، كلنا نعلم كم يغالى كبار النجوم العالميين فى شروطهم، وتعطلت فى اللحظات الأخيرة لغة الكلام أمام جبروت الدولار، ولو كان لى رأى فأنا ضد أن نرصد أموالا لمجرد الحصول على إطلالة نجم لمدة دقائق، وفى النهاية سيقول إنه يحب شعب مصر والنيل، بينما هو قد حصل مسبقا على المقابل المجزى، (بلاها نجوم عالميين).

الظاهرة الإيجابية فى الحفل تتجسد فى البساطة، التى كانت هى العنوان، تخلص حسين من الإرث القديم، والذى كان يفرض على رئيس المهرجان تقديم استعراض، بلا جدوى وفى العادة يأتى متواضع وهزيل، وترصد له ميزانية بلا طائل، وهو ما يحسب قطعا لحسين، لأنه لم يستسلم لأخطاء الماضى، إلا أن هذا لا يعنى أن يفتقد الحفل الجاذبية، حسين ارتكن إلى نجوميته، وإطلالته طوال زمن الحفل لمدة تتجاوز 60 دقيقة، ولعب هو دور (المذيع ورئيس المهرجان والضيوف)، كان ينبغى التفكير أكثر من مرة فى لمحات تحمل جاذبية، استعان هو وفريق العمل المصاحب، بالحلول السهلة، أخذ رشفات من نفس البئر التى شربنا منه مرارا وتكرارا، وصار من المحفوظات العامة، مثل الفيلم القصير الذى صور فى استوديو مصر لنجوم الثلاثينيات، وسبق للجميع مشاهدته فى مهرجانات مماثلة وبينها القاهرة، كما أنه متوفر على (اليوتيوب)، احتفل حسين بالراحلين وهذا قطعا مطلوب، ولكن سيطرت العشوائية، من الواضح أنه لم يستعن بفريق عمل اعتمادا فقط على الذاكرة، ومنح سمير صبرى مساحة كبيرة فى الحفل، سمير أحد أهم من دعموا المهرجان منذ بدايته عام 1976، كما أنه كان يقدم بين الحين والآخر المكرمين على مسرح دار الأوبرا، آخرهم العام الماضى الفنانة الكبيرة نيللى التى حصلت على جائزة (إنجاز العمر)، بينما هو يشعر بانكسار، وجاءت الجائزة بعد الرحيل ببضعة أشهر وكأنها اعتذار متأخر، إلا أنه بجوار سمير لم يتذكر سوى هشام سليم ومها أبوعوف، وهما قطعا يستحقان، ولكن ولأن الأمر يجرى اعتمادا فقط على الذاكرة وليس الوثيقة، سنكتشف أنهم تناسوا- بحسن نية- جلال الشرقاوى وأحمد حلاوة وعايدة عبد العزيز ورجاء حسين وغيرهم، أنا أكتب لكم على عجالة اعتمادا أيضا على الذاكرة ولكن المهرجان عليه أن يتأنى ويراجع بدقة الأسماء.

فى الافتتاح توقفت أمام تكريم المخرج المجرى بلا تار، وهو يمتلك سينما خاصة جدا، ويحسب للمهرجان (المستر كلاس) الذى أداره له المخرج أحمد عبدالله.

كاملة أبو ذكرى أضاءت المسرح وهى تتسلم جائزة التميز لفاتن حمامة، وبرغم أن الوجه المضىء لكاملة هو عطاؤها الدرامى، رصيدها قطعا هو الأفضل والأكثر شعبية، فهى تقريبا فى السنوات العشر الأخيرة تحظى بالمركز الأول كأفضل مسلسل، إلا أن لديها أفلاما مثل (ملك وكتابة) و(واحد صفر) و(يوم للستات)، تملك هذه الأشرطة فيضا من السحر السينمائى، استحقت عنه التكريم، ومنحت لبلبة جائزة (إنجاز العمر) لتصبح هى مسك الختام، لحفل افتقد الجاذبية والدفء وخفة الظل، منحته لبلبة بحضورها فى الدقائق الخمس الجاذبية والدفء وخفة الظل!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

16.11.2022

 
 
 
 
 

القاهرة السينمائى.. افتتاح مبهج وسبيلبرج كما هو

بسنت حسن

لا أعلم إن كان (ستيفن سبيلبرج) يشعر بقرب نهايته ليصنع فيلمًا أشبه بسيرته الذاتية؟ وسأتحدث عن سبيلبرج وعن فيلمه (فابلمانز) (فيلم الافتتاح) لاحقًا.

أما الأجدر والأحق الآن فهو الحديث عن البساطة والصدق والذكاء والبهجة التي صدرها لنا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حتى كتابة هذه السطور ومنذ اللحظات الأولى لحفل افتتاحه وعندما تغنت خشبة المسرح بصوت واستعراضات الفنان المبهج الراحل (سمير صبري) وانتقى مخرج العرض لقطات من أعماله العديدة المبهجة مع استعراض راقص وباليه شديد الحيوية والعذوبة في تحية رقيقة ومستحقة من المهرجان ليس فقط لسمير صبري - صانع البهجة - بل لجيلٍ بأكمله.

جيل يحبه الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، بصدق ودون رياء فذلك الجيل قد أحب الحياة والسينما بصدق فأحب غالبيتهم بعضهم البعض، ولا أنسى كلمات ورثاء الفنان حسين فهمي لصديق عمره الممثل الفرنسي الكبير (ألان ديلون) وبكائه الحار عند رحيل السندريلا.

وما أقوله الآن أتمنى أن يصل لمن سخروا من أفلام دنجوان السينما المصرية والتي يراها المصابون بهوس العمق وإدمان القبح أفلام سطحية ساذجة ويرونه مجرد ممثل وسيم.

مع إن الوسامة سمة أساسية في الكثير من الأحيان لجانات السينما في العالم كله ولا أظن أن الفرنسيين هجوا (ديلون) لوسامته كما فعل البعض في بلادي

أما عنصر العمر.. فالشاشات قد نقلت نقلًا حيًا لحفل الافتتاح الذي ظهر فيه الفنان حسين فهمي بكامل لياقته وحيويته وثباته الانفعالي وذهنيته الحاضرة وبدى كما هو ممشوق القوام لا يترنح وغير منحني الظهر كما يتمنى له المغرضون وكأن السنين لم تمر عليه ولم تؤثر على روحه أو هيئته..

فكان واثقًا مطمئنًا وهو يقف على خشبة المسرح الذي ألفه ويألفه منذ سنين.. بل هو الذي عاون وبمفرده المخرج العالمي الكبير (بيلا تار) الذي كان فاكهة حفل الافتتاح بتواضعه الجم وخبرات السنين المتراكمة والتي بدت على ملامحه وتحدثت عنها أفلامه.

وارتجل الفنان حسين فهمي كلماته البسيطة الرشيقة في ليلة الوفاء للسينما فخرجت عفويةً وعذبة من القلب وكان هو مقدم حفل الافتتاح الذي رحب فيه بضيوفه بلياقته ولباقته المعهودة دون تطويل ممل أو خطابية ولم يقرأ كلمة طويلة مملة تكتب للرؤساء عادة ويعشقها من يعتلون المسرح، فحديث الفنان (حسين فهمي) كان حقًا حديثًاً من القلب إلى القلب.

وبعد تكريم المخرج العالمي (بيلا تار) الذي عقدت له ندوةً في صباح اليوم التالي.

كرم المهرجان أيضًا الأحياء وليس فقط من رحلوا 

وذلك أفضل جدًا

ولمحنا ذلك في حديث الفنانة (لبلبة) في لحظة تكريمها وكان حديثها أيضًا ارتجاليًا ومن القلب تحدثت فيه بعفوية خفيفة الظل عن والدتها التي رحلت وهي تتمنى لها كل عام أن تكرم  

فكرمت أخيرًا الفنانة (لبلبة) في فعاليات الدورة رقم ٤٤ من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وللأسف لم ترها والدتها التي رحلت لكن تكريمها أثلج صدور كل من يتمنون تكريم من يستحقون التكريم وهم أحياء.

ويفتح ذلك الأمر جدلًا واسعًا حول معايير التكريم في المهرجانات السينمائية في مصر وليس فقط مهرجان القاهرة.. فتكريم المهرجانات للأجيال الشابة وجيل الوسط يعتقد كثيرون أنه لجذب الجماهير التي تحب رؤية النجوم الشباب على خشبة المسرح.

في حين يرى البعض أن تلك الخشبة الأولى بها والأحق هو الجيل الذي قدم الكثير من أيام سينما الأبيض والأسود والتي انحاز لها الفنان حسين فهمي في كلمته الرشيقة.

فعندما يكرم نجوم الأبيض والأسود أولًا، سيصبح تكريم الشباب بعد ذلك مستحقًا..  بعد منحهم سنوات يعطون ويقدمون فيها أعمالًا أكثر تضاف لرصيدهم عندئذ يكون تكريمهم لا غبار عليه مع العلم بأن الجيل الذي يكرم حاليًا هو جيلي أنا شخصيًا ولكني أنحاز وأضم صوتي لمن يرى أن جيل الأبيض والأسود هو الأحق بالتكريم في حياتهم وقبل رحيلهم مع كل الأمنيات الطيبة لبقاء كل المبدعين على قيد الحياة.

أما مدير المهرجان الذي يتولى إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لأول مرة في حياته العملية والفنية بعد استقالته من مهرجان الجونة وهو المخرج السينمائي الشاب (أمير رمسيس) فكان ظهوره على خشبة المسرح كمروره في حياته العادية.. فأمير رمسيس تلمحه دومًا هنا أو هناك وكأنه طيف وومضة تلحظها ثم تختفي بهدوء فحضوره لا يكون أبدًا جاثمًا على الصدور، بل تستشعره خفيفًا ورشيقًا كهيئته التي أظن أنها أضفت شيئًا ما على روحه وشخصيته رغم ادعاء صحفي المهرجان المفصول أنه ديكتاتور عتيد.

وبالطبع أنا لم أعمل في فريق (رمسيس) من قبل لكني أعرفه منذ سنوات دراسته في معهد السينما ومنذ أول أفلامه السينمائية ومشروع تخرجه بفيلم (نعناع الجنينة) ولم ألحظ في سلوكه طوال سنين بل عمر كامل تزاملنا فيه وانتمينا لذات الجيل وواجهنا ذات المعطيات والصعوبات والتحديات ما يمكن أن يجعل أحدًا يصفه بالديكتاتور! فالعدل والحق والحزم والحسم والاستقامة وأخذ الأمور على محمل الجد وعدم التقصير أو التهاون أو التعامل في المجال المهني وفقًا للهوى والأهواء يسميها كثيرون ديكتاتورية وبالتالي يطالبون عن وعي أو بدون وعي بالديماجوجية والديمقراطية العمياء.. ديمقراطية الجهل والجهلة التي أوصلتنا على المستوى العام لعام لم ننسه حتى الآن.. عام شهدنا جميعًا فيه ما اصطلح على تسميته بديمقراطية (الصناديق) التي أودت بنا لكارثة نحمد الله على تجاوزها.

وبعد انتهاء حفل الافتتاح الرشيق البسيط الأنيق الذي كان أقرب لفواتح الشهية منه للوجبات الدسمة، هرع كثيرون لحفل ما بعد الافتتاح وهو شيء جميل وفرصة سانحة للالتقاء ببقية الضيوف والزملاء والتعارف والترحيب ببعضهم البعض لكني كنت أفضل أن يكون ذلك بعد انتهاء فيلم الافتتاح الذي لم يجلس لمشاهدته إلا عشاق السينما الحقيقيون وكنت واحدةً منهم وكان الفيلم هو وجبة المهرجان الدسمة، بل كانت وجبة شديدة الدسامة حتى التخمة لا بسبب غلظة العمل فالعكس تمامًا هو الصحيح فلقد كان الفيلم فيلمًا اجتماعيًا مسليًا متقن وجيد الصنع يحكي فيه ستيفن سبيلبرج عن سنوات التكوين وعشقه للسينما التي يخرها وجعل منها آلة حرب ومعول هدم ولي للحقائق لصالح المشروع الصهيوني الذي هو مشروع حياة بالنسبة له ولبلده المصنع وكأننا نشاهد فيلمًا اسمه الصهيونية نعيش أحداثه بشكل شبه يومي.

فالدسامة التي أصابتنا بالتخمة حتى الاختناق رغم خفة الظل التي لم تستطع حجب رائحة الصهينة التي فاحت من جنبات ذلك العمل وليس فقط هذا العمل بل مجمل أعمال سبيلبرج التي تشتم فيها الأنوف رائحة الصهيونية فهو هبة دولة الكيان الصهيوني بلا منازع ولم يستطع مخرج سواه أن يقوم بما قام به وقدمه من أفلام، بل خدمات جليلة لذلك الكيان غير المتجانس أما نحن فالنيل وحده هو هبتنا.. وأبناء النيل لا يعادون أحدًا ولا يتنمرون على أحد وليسوا عنصريين أو من هواة التمييز بل على العكس.

هم فقط يكرهون الكذبة وأصحاب الدعايات الفجة للكيان المغتصب القائم على أساس ديني أراق فيها الدماء فبنى دولةً ملطخة بالدماء محاطةً دومًا بالخوف والترقب والكراهية وانتظار لحظة الثأر.

وضع بائس للجميع ويثير الشفقة على أصحابها فالعنصرية الدينية تدمر معتنقيها قبل غيرهم.

والحديث باستفاضة عن هذا الفيلم سيكون في مقال الأسبوع القادم وكل مهرجان وقاهرتنا قاهرة لأعدائها محبة لمحبيها ومحبة للفن والقوى الناعمة غير الباطشة أو المعتدية.. قاهرة مبهجة تضيء وتتلقلق بنجومها وضيوفها وصناعها من عشاق الفن السابع.

 

الدستور المصرية في

16.11.2022

 
 
 
 
 

مخرج "رحلة يوسف": أستعرض في فيلمي معاناة النزوح من الوطن

القاهرة- خيري الكمار

أعرب المخرج السوري جود سعيد، عن سعادته بالمشاركة في الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بفيلم "رحلة يوسف.. المنسيون"، والذي ينافس به في مسابقة آفاق السينما العربية، في عرضه العالمي الأول.

وسبق وشارك جود سعيد، في دوراتٍ سابقة من "القاهرة السينمائي"، بفيلمي "بانتظار الخريف" و"مطر حمص"، إذ يرى أنّ "هذا المهرجان، له دورٌ كبير في الأفلام التي صنعتها، وهو بمثابة البوابة التي تُتيح لأفلامي السفر لأبعد الحدود".

وأضاف جود لـ"الشرق": "تدور أحداث الفيلم حول يوسف وعائلته، ففي الوقت الذي خرج فيه الكثير من السوريين إلى بلاد اللجوء خوفاً من الحرب، خرج هو وعائلته خوفاً على الحب، دون أن يعلموا ما تخبّئ لهم الأيام من بلادٍ جديدة وهوية تائهة".

العمل من بطولة أيمن زيدان، وسامر عمران، وربى الحلبي، وسيرينا محمد، ووائل زيدان، وحيان بدور، وهو تأليف وإخراج جود سعيد.

النزوح من الوطن

وكشف المخرج جود سعيد، كواليس تجربته مع فيلم "رحلة يوسف"، موضحاً أنّ "فكرة المشروع كانت ثمار جلسة جمعتني بالفنان أيمن زيدان، وكنا نرغب أنّ نحكي للعالم عن مأساة النزوح عن الوطن، وماذا عن شكل الحياة فيما بعد هذه الخطوة".

وأوضح أن الفيلم استغرق منه وقتاً طويلاً في التحضيرات، والتي بدأت منذ عام 2019، نظراً لطبيعة أحداث المشروع، وعملية اختيار المُمثلين، متابعاً "بعض الشخصيات الرئيسية في الفيلم خاصة بمراهقين، وأسندتها إلى أشخاص لم يكن لديهم سابق خبرة في التمثيل".

واستعرض المُخرج السوري الصعوبات التي واجهها خلال التصوير، لعل أبرزهم زيادة الميزانية المُخصصة للمشروع، بسبب تراجع الأوضاع الاقتصادية في بلاده مؤخراً، بجانب توقف التصوير أكثر من مرة، وذلك إبان تفشي فيروس كورونا هناك.

وقال إنّ: "كل هذه الظروف، كانت تتطلب إيماناً حقيقياً من فريق العمل، لنتمكن من خروجه إلى النور، خاصة وأنّ التصوير امتد لأكثر من عامٍ كامل"، لافتاً إلى أنّ الفيلم يتضمن بعض اللقطات الحقيقية، حيث جرى الاستعانة بها ضمن الجزء الوثائقي داخل المشروع.

وأعرب جود سعيد، عن آماله بأنّ يحصد فيلمه "رحلة يوسف" جوائز بمهرجان القاهرة السينمائي، قائلاً إنّ: "الجوائز تُعطي الفيلم قيمة مضافة، ولكن عدم الحصول عليها لا يضر في نفس الوقت".

الحرب والسينما 

وأرجع جود سعيد، أسباب تناوله الحرب السورية في غالبية أفلامه الأخيرة، إلى أنه عاصر هذه الحرب وظل مسكوناً بها، قائلاً: "من يعيش الحرب لن يخرج منها حتى تشهد يومها الأخير، وبالتالي أنا كفنان وصاحب مشروع، سأتناول الحرب وأثارها في أعمالي".

وأشار إلى أنه يواصل التحضير على فيلمٍ جديد حالياً، لازال في مرحلة الكتابة، وتدور أحداثه حول مجموعة من الفتيات تعشن في إحدى الأحياء الدمشقية، موضحاً أنّ "الفيلم لا يتحدث عن الحرب بشكلٍ مباشر، بينما سيتناول أثارها على الشعب السوري اقتصادياً واجتماعياً".

ولفت إلى أنّ الفيلم المُرتقب سوف يستعرض آمال وآلام الفتاة السورية، وكيف تعيش في مجتمعها بعد كل هذ الدمار.

 

الشرق نيوز السعودية في

16.11.2022

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة احتضن العرض الأوّل للفيلم المغربي "جلال الدين"

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

عرض، مساء أمس الثلاثاء، الفيلم المغربي "جلال الدين"، في فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك ضمن قسم مسابقة آفاق السينما العربية، في أوّل عرض عالمي له.

ولاقى الفيلم إقبالاً كبيراً من المشاهدين، كما حضرت مجموعة من الفنانين منهم ليلى علوي، وجمال سليمان، وسارة نخلة، ومحمود حميدة، وأحمد الفيشاوي. كذلك، حضر مخرج الفيلم حسن بنجلون، إضافة إلى الممثلتين التونسية فاطمة الناصر والمغربية فاطمة الزهراء.

وبحسب وكالة "رويترز"، يحمل الفيلم رسالة تدعو للتسامح والمحبة من خلال تتبع بطله، جلال الدين، الذي يؤدي دوره الفنان ياسين أحجام.

ويعيش جلال الدين حياة سعيدة مع زوجته هبة، قبل أن تمرض وتموت ليتغير مسار حياته بالكامل. ويهجر الرجل مزرعة الخيول التي يملكها، ويترك ابنه الوحيد عادل الذي قرر الزواج من فتاة كانت تعمل في مركز للتدليك يخفي في باطنه شبكة للدعارة، مفضلاً عدم إفساد حياة الابن الذي اختار تقبل ماضي زوجته.

ويلجأ جلال الدين إلى مسجد بعيد للتعبد ولتجاوز محنة موت زوجته. وخلال 20 عاما ينجح في تحويل طاقة الحب في داخله إلى حب أكبر وأشمل، ويصبح شيخاً صوفياً، بينما يمضي ابنه عادل في حياته بشكل طبيعي وينجب ابناً من زوجته ربيعة.

وفي ندوة أعقبت الفيلم، قال المخرج حسن بنجلون إنّه اختار اسم "جلال الدين" نسبةً إلى جلال الدين الرومي، "الشخصية المسكونة بالحب من الأول إلى الآخر"، بحسب قوله.

ولفت بنجلون إلى أنّ الفيلم يتتبع مرحلتين في حياة شخصيته، الأولى مليئة بالصخب والانطلاق وحب الدنيا، والثانية روحانية تشمل رحلة بحث عن الذات والصفاء وحقيقة الوجود، بحسب "رويترز".

وأكّد المخرج أنّه أراد تسليط الضوء من خلال الفيلم على موضوعات مسكوت عنها مثل الابتزاز الجنسي والدعارة.

كذلك، لفت المخرج إلى أنّه تقدّم بطلب لعرض الفيلم في مهرجاني قرطاج والقاهرة السينمائيين، مشيراً إلى أنّ الردّ الأول وصله من القاهرة، ولذلك اختارها مكاناً لإقامة العرض الأوّل للفيلم.

ويتنافس فيلم "جلال الدين" مع 7 أفلام أخرى، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية التي ستعلن جوائزها في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي

 

العربي الجديد اللندنية في

16.11.2022

 
 
 
 
 

فيلم "عداءة" يسلم روحه للمشاهدين في مهرجان القاهرة

سينما أميركية مختلفة تنقل دورة الحياة الاعتيادية وصولاً إلى اللحظة الخاتمة

هوفيك حبشيان

"عداءة" للأميركية ماريان ماثياس، المعروض حالياً في مهرجان القاهرة السينمائي (13 إلى 22 تشرين الثاني)، يتجاوز الساعة بقليل، يمر كحلم، لدرجة أنه عندما اختتمت الدقائق الـ76 التي يستغرقها، وبدأت في كتابة المقالة، كان علي أن أضع رأسي بين يدي وأجمع أفكاري وألملم أجزاء الذاكرة البصرية، قبل الشروع في تدوين الملاحظات الآتية عن واحد من أجمل ما قدمه لنا هذا العام. "ما هذا الذي شاهدته للتو؟"، قد يسأل الواحد منا وهو يحاول تذكر بعض اللقطات. العمل شديد الخصوصية، يأتينا من عمق السينما الأميركية المستقلة، وجد أرضاً له بعيداً من كل ما صنعت أميركا في الوجدان الشعبي. لا بطولات هنا ولا غلامور، ولا أي شيء يبعث على الحلم. فقط دورة الحياة الاعتيادية التي تتكرر، وصولاً إلى اللحظة التي تبلغ خاتمتها. وفن مثل هذا الذي تتمسك به ماثياس كفيل بأن يرينا الأشياء العادية بعين خلاقة، تؤكد قدرة الإنسان على رؤية الروعة داخل الأشياء التي عادة تمر ولا نراها. وبهذا المعنى، الفيلم دعوة إلى التأمل في روح المكان وروح اللحظة وروح الشخصيات. 

الجمال الذي يفرزه هذا الفيلم المينيمالي، هو تحديداً جمال الكادر والتكوينات البصرية. جمال يتجسد في المساحات التي تلتقطها عين المخرجة بحس تشكيلي، أو بيت تصوره من بعيد، أو مجرد كتف تتحول قبالة كاميراها إلى لوحة. تقارب ماثياس الكادر السينمائي باعتباره "فرصة للمشاهد أو فكرة"، كما تقول في مقابلة لها. سواء موضعت آلة التصوير داخل غرفة ضيقة أو تحت سماء واسعة، فالنظرة واحدة. لكن كل شخصية تأتي إلى المكان بمعنى آخر. هذه الروح التشكيلية تذكر على الفور بلوحات الرسام الأميركي أندرو وايث الذي استوحى منه ترنس ماليك بعض مشاهد فيلمه "أيام الجنة". إنها الميدويست، الريف الأميركي المهمل سينمائياً، الذي ينام ويصحو على الفراغ والرتابة، فتأتي عين ماثياس لتحوله جسداً ينازع بصمت، لا بل يحتضر. 

قصة بسيطة

ولأن الجمال يولد من البساطة، فالقصة بدورها بسيطة، يمكن اختصارها ببضعة أسطر. هاس (هانا شيلر) صبية في الـ18، تعيش مع والدها (جوناثان أيسلي) في ميزوري. الأخير، رجل مريب يتعاطى الخمور ويحاول بيع عقارات لا يملكها، عن طريق الاحتيال لتسديد الديون التي غرق فيها. لكن الرجل يموت فجأة، فيتعين على الابنة دفنه، وعليها احترام وصيته التي تقضي بدفنه في البيئة التي ولد فيها، الواقعة في ميسيسيبي. لكن، ذات يوم، تلتقي هاس شاباً اسمه ويل (دارن هولي)، فيدخل بعض التغيير في يومياتها الرتيبة. تبدو هاس مقطوعة عن العالم، لا لغة تجمعها أو تواصل يربطها بسكان منطقتها، فهي متروكة لمصيرها. يصل ويل في اللحظة المناسبة. اللقاء يساهم في إعطاء الفقد بعض المعنى، خصوصاً أن كليهما يعبران إلى سن الرشد. جميل كيف أن الموت سيفتح أبواب الحياة في حال هاس.

بعد خسارة والدها، تجد هاس نفسها وحيدة. ويرينا الفيلم النحو الذي تتعامل به مع هذه الوحدة التي تحل عليها من دون سابق إنذار. الدين، وهو الحاضر جداً بين سكان المنطقة، لا يعالج المشكلة. ماثياس التي سبق أن أخرجت فيلماً قصيراً عنوانه "أن تسلم الروح"، تضعنا في أجواء مليئة بالحزن والأسى والمشاعر الدفينة. هناك عالم كامل، يقع خارج كل مظاهر الحياة الحديثة، يسلم روحه، لا فقط شخصية من الشخصيات. كيف يمكن قراءة فيلم كهذا، وبناء على أية مقاربة؟ هل يجب أن تكون سياسية أو اجتماعية أو فنية؟ لعل مقاربة تأخذ في الاعتبار الجوانب الثلاثة هي المطلوبة لفهم هذا العمل الذي يعبر سماء السينما مثل غيمة سوداء محملة بكثير من الأمطار وتحاول غسل كل شيء على طريقها. إلا أن الأمطار لن تسقط وتبقى الغيوم معلقة في السماء وتبقى الأرض جافة على شاكلة سكانها. أما الآفاق البعيدة، الظاهرة على الدوام، فهي ذات دلالات، لكونها تفصل الوجود بأكمله بين الحياة والموت.

لا يحدد الفيلم زمن أحداثه. والتفاصيل الكثيرة داخل الصورة لا تساعدنا في معرفة تلك المعلومة. فالموت والفقد والرغبة في الحياة رغم كل شيء، من الأمور العابرة للزمن. يحاول الفيلم إعطاء وجه لكل واحد من هذه الأشياء، من دون وضعها في إطار حقبة معينة. الأماكن التي يصورها الفيلم تبدو أبدية. خلفها زمن غير محدد. ماذا يمكن للحظة أن تفعل في هذه الأرض التي تمنح الاحساس بأنها خارج أي تأثير؟ يأتي اللحن الذي ألفه الموسيقي بارا وإن كلازمة ترافق الصور المتدفقة والهادئة. العالم الذي تصوره ماثياس في أول تجربة إخراجية طويلة لها، متقوقع على نفسه، لديه بنوده ومفاهيمه وقيمه الخاصة. والنظرة الخارجية ما هي سوى اختراق.  

بعد عرضه في مهرجانات دولية مثل تورونتو وسان سيباستيان (فاز فيه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة) وتسالونيك، يحط الفيلم في مهرجان القاهرة الذي وضعه ضمن البانوراما الدولية. "عداءة" من الأفلام التأملية التي تخطف قلوب محبي اللقطات الثابتة والأحاسيس المكبوتة والإيقاع الذي يشعرك بثقل الحياة. هذه تجربة سينمائية مهما تحدثنا عنها، فلا يمكن أن تعوض عن المشاهدة. وحدها المشاهدة تضمن الشعور العميق بالمكان والزمان، وهو أحد أهم ما يميز الفن السابع عن بقية الفنون. السينما التي تقترحها ماثياس هي سينما ضبط الأنفاس الذي يمد المشاهد بأحاسيس من نوع آخر، على نقيض السينما المستعجلة التي تغدو دعائية في أحيان كثيرة. إنه تجوال حقيقي بين النور والظلمة من خلال مشهدية شعرية تجعل الحب ينمو في مكان ما بينهما.

 

الـ The Independent  في

17.11.2022

 
 
 
 
 

شاهدت لكم: فيلم "سانت أومير" بمهرجان القاهرة السينمائي

طارق البحار

عرض فيلم "سانت أومير" المشارك في القسم الرسمي خارج المسابقة، ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك لأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

فيلم “سانت أومير” للمخرج أليس ديوب، وحائز على جائزتا أسد المستقبل ولجنة التحكيم الكبرى بمهرجان فينيسيا 2022، تدور أحداثه في محكمة مدينة سانت أومير، تحضر راما الروائية الشابة محاكمة امرأة متهمة بقتل ابنتها ذات الخمس عشرة شهرا، وتضع كلمات المتهمة والشهود حكم المتابعين أمام اختبارٍ محيرِ.

يبحر فيلم "سانت عمر" للمخرجة أليس ديوب إلى عالم الخيال مع المزج بين ذلك وبين الصورة الوثائقية في دراما رصينة تبدأ من قاعة محكمة في المراحل المبكرة من الاحداث وبصورة قريبة لعواطف الجمهور، وسط مشاهد تحس بأنك محبوس فيها من خلال زوايا متكررة متناوبة لأجزاء كبيرة من الاحداث.

نرى المدعى عليه، لورانس كولي (غوسلاجي مالاندا)، وهو مهاجر سنغالي وطالب دراسات عليا في الفلسفة متهم بإغراق ابنتها البالغة من العمر 15 شهرا عمدا، في مشاهد باللون البني الذهبي المناسب مع لوحة حائط قاعة المحكمة وهي تدلي بشهادتها، مع صورة مقربة للقاضي (فاليري دريفيل) ، تطرح أسئلة التحقيق، ويكرر المخرج ديوب هذه العملية حتى يبرر التحول في إجراءات قاعة المحكمة مع ضبط الزوايا قليلا، وخلال هذه المشاهد، لا يبدو أننا نشاهد الإجراءات من خلال عيون الشخصية التي تم إعدادها لتكون النقطة المحورية لدينا في الفيلم من خلال راما (كايجي كاغامي) وهو روائي وأكاديمي يحضر المحاكمة من أجل تكييف قصة كولي في إعادة سرد حديثة للأسطورة اليونانية ميديا.

ولكن بينما نقضي الدقائق ال 15 الأولى من الفيلم في التعرف على حياة راما في باريس - لديها علاقة معقدة مع والدتها السنغالية الفرنسية - ومتابعتها إلى قاعة المحكمة، فإن المخرج غير مهتم في الغالب بتأطير المحاكمة فقط من حيث معالجة راما أو رد فعلها عليها في الفيلم.

تعيد تركيز المشاهد على شهادة كولي وشهادة لوك دومونتيه (كزافييه مالي)، الرجل الأبيض الأكبر سنا الذي كان والد الابنة التي تعترف بأنها قتلتها. بينما في بداية المحاكمة، تضرب كولي بنبرة محايدة بشكل مثير للقلق بالنظر إلى بشاعة جريمتها عندما سألتها المحكمة عن سبب قيامها بذلك، أجابت بأنها تأمل أن تساعدها المحاكمة في تحديد الإجابة وتصبح الغموضية المعقدة لأفعالها تدريجيا رمزا عميقا لإنسانيتها.

وبصورة ما، نحن نشاطر راما وجهة نظرها حول المحاكمة، لأنها أيضا تجد صعوبة في فرض إطار (ميديا) الخاص بها على قصة كولي، تقدم كاغامي دور راما هادئة ومقيدة في الفيلم، وفي ذكريات الماضي الدورية وأشرطة الفيديو، التي أعيد النظر فيها في مشهد مبكر عندما تزور هي وشريكها الأبيض أدريان (توماس دي بوركيري) منزل والدتها، نلتقط لمحات عنها كطفلة متجهمة، ربما تضررت من إهمال والدتها العاطفي.

من الواضح أن القضية تبدأ في الصعود بالنسبة لراما ليس مع قصة ميديا  وهي نقطة مرجعية فكرية وغربية بشكل انعكاسي مثل مارغريت دوراس، ولكن مع قصتها بالخلفية الخاصة. نجمع هذا عندما نتابع راما إلى غرفتها في الفندق خلال فترات الراحة في المحاكمة، حيث تناقش الكتاب مع أدريان وناشرها عبر الهاتف، حاملا هي نفسها كوالدة كولي، أوديل (ساليماتا كامات)، لإعادة النظر في صنع الاثارة الأدبية للصراع والألم والمأساة للأمهات والبنات السود. كما يوضح الشهود اللاحقون في المحاكمة بشكل متزايد أنه في حين أن تصرف كولي قد يكون لا يغتفر وأن روايتها للأحداث غير متماسكة بشكل غريب، ومن الواضح أن دومونتيت لم تفكر في استخدامها وتجاهل طفلهما، ويقدم أستاذها السابق الاقتراح العنصري بأن الأفريقي غير قادر على كتابة أطروحة عن فيتغنشتاين! وتطلق راما نظرة غضب عميق وحارق تجاه منصة الشهود عندما يتصور مستشار كولي هذا الرأي المتحيز بشكل سخيف، وينتهي به الأمر إلى إغلاق العينين مع المرأة في صندوق المدعى عليه.

في هذا الجزء الأخير المثير من فيلم سانت عمر، يتعامل المخرج ديوب مع مساحة قاعة المحكمة بمرونة أكبر قليلا، وينتقل من العرض البدائي بشكل واضح للشوط الأول إلى قطع أكثر تعبيرا قليلا مع انتقال الدراما من وراء المقاعد وإشراك راما في سلسلة من هذه التحويلات النفسية الضمنية والمحفوفة بالمخاطر.

الفيلم يتصاعد في نهاية عاطفية مدهشة، بالنظر إلى جماليات الاحداث التي أوصلتنا إلى هناك. توازن المخرج بين التوقعات العامة (ناهيك عن القانونية) بأن المحاكمة ستقدم إجابات مع قناعتها بأنه لا يمكن حقا وضع ما حدث ولا ما يحدث في قاعة المحكمة في كلمات. إذا كانت الدراما في قاعة المحكمة تدور عادة حول اتخاذ موقف، فإن ديوب هنا يوضح لنا أن الحقائق الأكثر تأثيرا غالبا ما تمر دون أن يتم التحدث عنها.

وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44 حتى يوم 22 نوفمبر الجاري.

 

####

 

الحسيني تكشف تفاصيل رحلتها مع السباحتان في القاهرة السينمائي

البلاد/ مسافات

أقيمت اليوم ندوة فيلم السباحتان ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 44 بحضور مخرجة العمل سالي الحسيني، وقام يإدارة الندوة الإعلامي شريف نور الدين.

في البداية أعربت سالي عن سعادتها بردود أفعال جمهور الفيلم عقب عرضه أمس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيرة إلي أنها تعتبرها تجربة رائعة خاصة وأنه العرض الأول للفيلم في الوطن العربي.

وأكدت المخرجة سالي الحسيني أن تعدد الجنسيات في الفيلم كان أمر هام لها ليتحدث الأبطال باللغة العربية الصحيحة، وأوضحت أن اختبارات الأداء بدأت في سوريا إلا أن مشكلة في تصاريح السفر اضطرتهم لفتحن الاختبارات على العالم العربي كله لأنها تبحث في المقام الأول عن ممثلين يشبهون شخصيات الفيلم.

وقالت سالي إنها علمت بقصة الشقيقتين من مواقع السوشيال ميديا، وهو ما شجعها علي البحث في الأمر لتعلم كافة تفاصيله وما وصلوا له، واستمرت كتابة الفيلم وحدها 4 سنوات بالإضافة إلي 6 سنوات أخري في التحضير له ليخرج بأفضل صورة في ظل انشغالها في هذا التوقيت بمشاريع فنية أخري.

وأشارت الحسيني إلي أنها قامت بعمل بعض التعديلات علي سيناريو الفيلم بالتنسيق مع المؤلف خاصة وأن السيناريو المبدئي لم يكن يحمل الطابع العربي بشكل كبير.

وشددت سالي الحسيني علي أنها اهتمت في المقام الأول بأن تصل قصة الفيلم للجمهور وأن توضح كيف يعيش الشباب مع الحرب وأهوالها وكيف احتجز المواطنين بمنازلهم لمدة عام خوفا من الحرب ثم خروجهم للحياة لأن الحرب لن تفرق بين من يحتمي بمنزله وبين من يسير بالشارع وخاصة في المجتمع السوري.

وأوضحت أنها تعلم الكثير عن السباحة وما يقوم به السباحين في حياتهم اليومية وشعرت بتواصل مع بطلتي الفيلم بسبب هذا الأمر رغم اختلاف جنسيتها عنهم، كما أنها شاهدت حياتهم عن قرب وتحدثت معهم في العديد من الأمور الخاصة بهم ومنها الأغنيات التي يفضلونها.

ويقوم ببطولة فيلم "السباحتان" والشقيقتان اللبنانيتان نتالي ومنال عيسى، الفنان الألماني ماتياس شوايغوفار، الفنان أحمد مالك، والفنانة السورية كندة علوش، والفلسطيني علي سليمان، وعدد آخر من الفنانين.

فيلم السباحتان من إنتاج تيم بيفين، واريك فيلنر، وتيم كول، وعلي جعفر، بالإضافة إلى ستيفن دالدري، وكاثرين بومفريت، وتيلي كولسون كمنتجين منفذين، وتم تصوير الفيلم في المملكة المتحدة وتركيا وبلجيكا. ومنتظر عرض الفيلم على نتفليكس يوم 23 نوفمبر.

 

البلاد البحرينية في

17.11.2022

 
 
 
 
 

مخرج "بركة العروس": المشاركة بـ"القاهرة السينمائي" تٌحملني مسؤولية كبيرة

القاهرة- خيري الكمار

أعرب المخرج والكاتب اللبناني باسم بريش، عن سعادته لمُشاركته في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من خلال الفيلم الروائي الطويل "بركة العروس"، والذي ينافس في مسابقة آفاق السينما العربية، قائلاً إنّ: "هذه المُشاركة تُحملني مسؤولية كبيرة تجاه الجمهور والنقاد وكذلك المخرجين".

وأوضح أنّ الفيلم يُجيب على مجموعة أسئلة كانت تُشغل باله كثيراً، إذ ظل يبحث لها عن إجابات من خلال قصة امرأتين يبحثن عن حياتهن، وذلك برؤية إخراجية مختلفة.

وتدور أحداث الفيلم، حول مواجهة "سلمى" لماضٍ مرير، يعود فجأة مع ابنتِها المطلّقة حديثاً، ليفرض على أم وابنتها إعادة اكتشاف الصلة التي تربطهما ببعض.

فيلم "بركة العروس" بطولة كارول عبود، وأمية ملاعب، وربيع الزهر، وانطوانيت نوفيلي، وفادية التنير، وفادي صقر، ونسرين خضر، وودانا ضيا، وهو من تأليف وإخراج باسم بريش.

حوادث وصعوبات 

وكشف باسم بريش، خلال حديثه مع "الشرق"، كواليس التحضير لفيلم "بركة العروس"، موضحاً أنّه يعمل على الفكرة منذ عام 2015، فيما استغرقت مرحلة الكتابة عاماً ونصف العام، ليبحث بعدها عن جهة إنتاجية تتبنى مشروعه.

وأضاف أنّ مرحلة التصوير استمرت نحو عامٍ كامل، فيما استغرقت مرحلة المونتاج عامٍ ونصف، إذ يرى أنّ: "هذا الوقت طبيعي جداً".

واستعرض حجم الصعوبات التي تعرض لها "بركة العروس"، لعل أبرزها عملية البحث عن مُنتج، موضحاً أنّ "السينما التي أقدمها في الفيلم، لم تتحمس لها شركات الإنتاج بسهولة، لتستمر رحلة البحث عن جهة إنتاجية قرابة الـ3 أعوام، خاصة وأن ميزانية العمل ليست منخفضة". 

وتابع أن فترة التصوير، التي انطلقت في خريف 2019، شهدت حوادث عدة، بداية من موجة الحرائق التي اندلعت في لبنان، مروراً بـ"انتفاضة 17 تشرين"، وانفجار مرفأ بيروت، نهاية بانتشار فيروس كورونا في البلاد، قائلاً إنّ: "هذه الأحداث تسببت في توقف التصوير أكثر من مرة".

ولفت إلى أن هذا الفيلم يجمعه بالمنتجة جانا وهبة، لأول مرة، قائلاً: "كنت أبحث عن منتج لديه حماس للسينما، ويتبنى مشروعي، ويكون شريكاً حقيقياً في صنع كل التفاصيل الخاصة بالعمل". 

وقال إنّ هناك خطة توزيع للفيلم، إذ سيُشارك في عدد من المهرجانات الدولية، خلال الفترة المقبلة، فيما يشهد عرضه العالمي الأول من خلال "القاهرة السينمائي". 

 السينما المصرية 

وشدد على ارتباطه بالسينما المصرية، منذ صغره، ودورها في تعلقه بالصناعة، متابعاً "أدرك تماماً حجم وقيمة السينما المصرية، وتأثيرها على كثيرين من المؤلفين والمخرجين بالمنطقة، لذلك أشعر بمسؤولية ضخمة، لعرض فيلمي في مهرجان القاهرة السينمائي".

ورأى أن المشهد الفني في لبنان، يشهد حالة نشاط كبيرة، على مستوى السينما والمسرح والتلفزيون، رغم ما تشهده البلاد من أزمات ضخمة، وذلك يرجع إلى "ثقافة أهلها، وتعلقهم بالفن". 

وكشف باسم بريش، في ختام الحوار، عن مشاريعه الفنية الجديدة، إذ يواصل التحضيرات على فيلم روائي طويلة، لازال في المراحل الأولى من الكتابة، وذلك بجانب مشاريع درامية أخرى، من المفترض أن ترى النور قريباً

 

####

 

لبلبة في "القاهرة السينمائي": أرفض تحويل سيرتي الذاتية إلى عمل فني

القاهرة- خيري الكمار

أبدت الفنانة المصرية لبلبة رفضها تقديم قصة حياتها في عمل فني بعد رحيلها، كونها ترى أن شخصيتها بمختلف مراحلها وتطورها صعبة للغاية، كما أنها ضد تناول أمور شخصية خاصة بها على الشاشة، مشيرة إلى أنها تحتفظ بكل صورها وملابس الشخصيات التي قدّمتها طوال مسيرتها الفنية،

فيما طالب محمود حميدة بتسجيل اسم لبلبة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، مبرراً ذلك بأنها "الفنانة الوحيدة في العالم الذي استمر تواجدها في مجال الفن منذ طفولتها مروراً بمختلف المراحل العمريةوحتى الآن، دون التأثر بالشهرة والنجومية".

جاء ذلك خلال ندوة أقيمت بدار الأوبرا المصرية، الأربعاء، على هامش تكريم لبلبة في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي، إذ مُنحت في حفل الافتتاح جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، فيما أدار الجلسة أمير رمسيس مدير المهرجان، وسط حضور عدد كبير من الفنانين أبرزهم محمود حميدة وإلهام شاهين وسلاف فواخرجي، بجانب رئيس المهرجان حسين فهمي.

وكشفت لبلبة خلال حديثها في الندوة عن تهنئة الفنان عادل إمام لها، عقب تكريمها في "القاهرة السينمائي"، لتدخل بعدها في نوبة بكاء، قائلة: "كنت أتمنى أن يهنئني أيضاً كل من محمود عبد العزيز ونور الشريف ووالدتي".

مسابقة للهواة 

واستعادت لبلبة ذكرياتها مع عالم الفن خلال حديثها في الندوة، موضحة أن موهبتها بدأت تشهد تطوراً عندما كانت بعمر الثالثة، من خلال تقليد مختلف الشخصيات، بمجرد رؤيتهم في منزل عائلتها، حتى انتبهت لها والدتها، وقدّمت لها في مسابقة للهواة.

وأضافت: "قدّمت فقرة استعراضية أمام لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج نيازي مصطفى، ومنحني المركز الأول، وطلب من والدتي دخولي عالم السينما، وبالفعل ذهبت إلى إحدى شركات الإنتاج الفني، وشاهدني هناك وأشاد بموهبتي، واختار لبلبة اسماً فنياً لي".

وتابعت "بعدما شاركت في أكثر من عمل، كان أنور وجدي يبحث عن طفلة تتمتع بموهبة وخفة ظل، وجاء إلى المسرح بصحبة المخرج حسن الصيفي، وشاهدني وهو مُتخفٍ، وبعدها وجّه المخرج المساعد بأن يأتي إلى منزلي ويتعاقد معي على مشروع فني بصحبته".

ورأت أن حظها الفني جيد جداً، كونها عملت مع كبار المخرجين مثل عاطف سالم، وحسين الإمام، وحسام الدين مصطفى، وعاطف الطيب، ويوسف شاهين وآخرين.

"ضد الحكومة"

قالت لبلبة إنها تعاونت مع المخرج سمير سيف في 4 أفلام، ويُعد أول مخرج طالبها بتقديم أعمال بعيدة عن الكوميديا، ليُرشحها في فيلم "لهيب الانتقام" عام 1993، كما روت تجربتها في "ضد الحكومة"، قائلة: "عاطف الطيب طلبني لهذا المشروع، وكنت متخوّفة من فكرة تقديم شخصية المحامية الانتهازية، إلا أنه طمأنني آنذاك".

وأضافت أن عاطف الطيب لم يُشد بأدائها في الأيام الأولى من التصوير، الأمر الذي أثار دهشتها آنذاك، وكان يتعامل بجدية شديدة داخل البلاتوه، قائلة: "لم أعتد على هذه الطريقة، وقلت لوالدتي عن الموقف، فطالبتني بأن أهاتفه، إلا أنه تعامل بجدية أيضاً".

وتابعت أن "أحمد زكي كان يُشيد بي، وقال لي إن عاطف الطيب يتعامل بجدية دوماً ويجب الاعتياد على ذلك"، لافتة إلى حذف 3 مشاهد من دورها في العمل، الأمر الذي أزعجها، "المخرج قال لي إن الفيلم كان سيُمنع من العرض لولا حذف هذه المشاهد، ووعدني أنه سيعوّضني بمشروع سينمائي آخر".

واستطردت بقولها إن "عاطف الطيب التزم بوعده لي ورشّحني لفيلم "ليلة ساخنة"، وبالفعل عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لأول مرة، وجلست وقتها في الصفوف الأخيرة، هرباً من الأنظار".

وروت أن المخرج يوسف شاهين رشّحها لفيلم "الآخر"، بعد مشاهدتها في فيلم "جنة الشياطين"، قائلة إن: "يوسف شاهين رشّحني لدور "بهية"، وقال لي في أول مقابلة: ستُجسّدين دور امرأة عجوز ذات وجه شاحب، وأعجبت بالدور جداً وتحمّست للمشروع".

وقالت إن ماجدة الخطيب كانت تصفها بـ"شادية الجديدة"، وذلك بعد تجربتها في فيلم "في الصيف لازم نحب" الذي عُرض عام 1974.

 

الشرق نيوز السعودية في

17.11.2022

 
 
 
 
 

فيلم "Eo" بمهرجان القاهرة السينمائي..

عن "الحمار" الباحث عن الحرية والحب والاهتمام

سما جابر

الأفلام التي يلعب بطولتها الحيوانات تعد من نوعية الأفلام التي لا يتوقف صناع السينما عن تقديمها كل منهم بوجهات نظر مختلفة، وكان أحدثها فيلم "Eo" الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ44 وقام بإخراجه المخرج جيرزي سكوليموفسكي وهو فيلم من إنتاج بولندي وإيطالي مشترك.

تفاصيل فيلم "Eo" تزامنًا مع عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي

فيلم "Eo" الحائز على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي الدولي؛ تدور أحداثه حول حمار يبدو أنه سيء الحظ، رغم تعلقه بصاحبته في بداية العمل إلا أن حظه السيء جعله يبتعد عنها ويخوض تجربته الخاصة التي يقابل خلالها العديد من الأشخاص الجيدين منهم والسيئين كما يتورط في عدة مصاعب وأزمات لكنه عادة ما يخرج منها.

الفيلم سلط الضوء على حياة الحمار الصعبة التي مر بها سواء بعد أن تم التخلص منه من قبل السيرك الذي كان يقدم فيه عروضًا مع حيوانات آخرين، وبعد أن ترك مالكته بعد ذلك، حيث كان في مواجهة بعض الشخصيات القاسية الذين قاموا بضربه وإهانته كونه تسبب في فوز أحد الفرق الرياضية لكرة القدم إضافة إلى لقائه بشخص آخر قام بالعطف عليه وشعر بإحباطه فقرر أن يأويه.

محاولات الحمار "إيو" للبقاء على قيد الحياة

محطات كثيرة مر بها الحمار إيو أثرت عليه سلبًا لكنه ضرب مثالًا للباحث عن الحرية الذي قد يفعل أي شيء من أجل البقاء على قيد الحياة، سواء بمفرده أو بمساعدة الآخرين، وبالرغم من حظه السيء إلا أنه في النهاية دائمًا ما ينجح في تخطي محنته.

ربما نالت فكرة الفيلم تعجب عدد من جمهور مهرجان القاهرة السينمائي قبل مشاهدة العمل، وكانت هناك العديد من الانطباعات حول فكرة قيام "حمار" ببطولة فيلم، والبعض اعتقد أن المشاهد التي يتواجد فيها الحمار قد يغلب عليها الطابع الكوميدي أكثر من الدرامي، لكن هذا عكس ما حدث.

"Eo" والبحث عن الحرية والاهتمام

فالحياة المأساوية للحمار جعلت الجمهور في حالة ترقب لمشاهدة كيف سينجح في الفوز بحريته والخروج من أزماته المتتالية ووجود أجواء آمنة وأشخاص جيدين لمساعدته، فبالفعل وجد بعضهم، لكن البعض الآخر نجح إيو في اكتشاف أهدافهم تجاهه وتحرر من سجنهم، كما تمنى في بعض الأوقات لو أنه نال اهتماما مختلفًا كالذي يناله الحصان على سبيل المثال.

المشاعر التي ظهرت على وجه وتصرفات الحمار إيو تسببت في مفاجأة البعض، حيث إن حزنه كان دائمًا واضحًا على عينيه وقادرًا على التعبير عن ألمه واللحظات الصعبة التي يمر بها، وكانت خيالاته التي اختار المخرج جيرزي سكوليموفسكي أن يقدمها من خلال صورة حمراء اللون؛ كانت تحوي العديد من مشاهد الشجن والحنين للعودة إلى الماضي وإلى مالكته الأصلية التي عاش معها فترة زمنية مستقرة قبل أن ينطلق بمفرده إلى العالم الخارجي ليواجه مصير مجهول.

قضية وقف استغلال الحيوانات

الفيلم سلط الضوء كذلك على أهمية وقف استغلال الحيوانات وتدريبهم من أجل المشاركة في عروض استعراضية أو التسلية، من خلال وقفات احتجاجية قام بها البعض في بداية العمل، وكان نقطة انطلاق الأحداث في حياة الحمار صاحب الوجه الحزين، كما ركز العمل كذلك على فكرة استغلال الحيوانات وتحديدًا الحمار، في إنتاج اللحوم المصنعة ومدى خطورة ذلك خاصة وأنه يتم التعامل معه بأريحية من قبل القائمين على هذا الأمر.

الجدير بالذكر أن الفيلم شارك في بطولته كذلك كل من إيزابيل أوبير  ولورينزو زورزولو وساندرا درزيمالسكا وماتيوس مورانسكي، في أدوار ثانوية وظهروا على مدار رحلة الحمار من أجل البحث عن الحرية وعن ذاته الضائعة

 

مجلة هي السعودية في

17.11.2022

 
 
 
 
 

كاملة أبو ذكري في «القاهرة السينمائي» :

أرفض مصطلح سينما المرأة

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : شادي جمال

أقيمت اليوم ندوة تكريم المخرجة كاملة أبو ذكري، بمسرح النافورة بالأوبرا ضمن فعاليات الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عقب تكريمها في دورة هذا العام ومنحها جائزة فاتن حمامة للتميز، وقام بإدارة الندوة الناقد طارق الشناوي.

وحرص على حضور الندوة، الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، و عدد كبير من نجوم وصناع الفن ومنهم: إلهام شاهين، المنتج محمد العدل، وسلاف فواخرجي، لقاء الخميسي، هاجر الشرنوبي، تامر حبيب،  ركين سعد، أمير المصري، يوسف عثمان، فاطمة ناصر، محمود الليثي، حازم إيهاب، نور قدري، توني ماهر.”

وتحدثت المخرجة كاملة أبو ذكري عن لقاءها بالمخرج الكبير عاطف الطيب، قائلة إنها تعلمت الإحساس بالممثل منه أثناء تدريبها معه في فيلم “دماء على الأسفلت” مع النجم الكبير نور الشريف، فهو دائمًا ما يقف مع الممثل ويعطه دفعات إيجابيه ليصدق إحساسه داخل الأحداث، وبالفعل أجد المشهد أصبح أكثر قوة بعد حديثه مع الممثل

وصرحت أبو ذكري عن رغبتها في التحضير لعمل فني عن الرجال، خاصة وأن مشاكلهم وأزماتهم لا تقل أهمية عن المرأة.

وأشارت كاملة أبو ذكري خلال ندوة تكريمها، أنها لا تحب مصطلح سينما المرأة، لأنها دائمًا ما تقدم أعمالًا متنوعة، مضيفة أن الكاتب صنع الله إبراهيم وبهاء طاهر، هاتفوها بعد نجاح مسلسي ذات وواحة الغروب.

وأضافت أبو ذكري، إن سينما المرأة تساعد في الوصول للمهرجانات العالمية، لكنها حرصت على كسر التابوهات، وتقديم سينما للرجل والطفل والمرأة.

وقالت: “حتى يصبح المخرج جيد لابد من دراسة ومتابعة للأعمال العالمية، والعمل كمساعد مخرج”. وتابعت: “المخرج ليس ساحراً وموهبة الممثل هي التي تحركه، وتمنحه حافزا كي يواصل التصوير أكثر من 20 ساعة يوميا”.

وصرحت المخرجة كاملة أبو ذكري، إن مديرة التصوير نانسي عبد الفتاح، شاركتها في الكثير من النجاحات، خلال مشوارها الفني، بالإضافة إلى الموسيقار تامر كروان الذي دائمًا ما تختلف معه خلال التحضيرات لأعمالهم سويًا ولكن في النهاية يكون النجاح مشترك بينهما.

من جانبها، تحدثت الفنانة إلهام شاهين عن تعاونها مع المخرجة كاملة أبو ذكري، في السينما بفيلمي “واحد صفر”، و “يوم للستات”، وأخرهم مسلسل “بطلوع الروح” وقالت إن حلقة من حلقات العمل، كانت بمثابة فيلم مستقل بذاته، لأنها مخرجة مختلفة في أعمالها ونموذجًا للإبداع.

يذكر أن كاملة أبو ذكري، أخرجت العديد من الأفلام السينمائية البارزة، من بينها “سنة أولى نصب” الذي يعد أول أعمالها وتم إنتاجه عام 2004، ثم توالت أفلامها حيث أخرجت “ملك وكتابة” و”عن العشق والهوى” عام 2006، و”واحد صفر” 2009، و”18 يوم” في 2011، و”يوم للستات” 2016.

كما عملت “أبو ذكري” لسنوات كمساعد مخرج مع المخرج نادر جلال في عدم أفلام، من بينها “131 أشغال” للنجم الراحل نور الشريف”، و”هاللو أمريكا” للفنان عادل إمام، و”بلية ودماغه العالية” لمحمد هنيدي، عام 2000.

وكذلك عملت كمساعد مخرج في عدة أعمال أخرى أبرزها “البحر بيضحك ليه”، لمحمد كامل القليوبي 1995، و”الساحر” لرضوان الكاشف، وكلاهما للنجم الراحل محمود عبد العزيز.

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.11.2022

 
 
 
 
 

"جلال الدين" دعوة مفتوحة للتسامح والحب

الفيلم يتبنّى دعوة عامة ومباشرة للتسامح والمحبة وقبول الآخر من خلال قصة البطل جلال الدين.

القاهرةبعد ثلاثة أعوام من آخر مشاركة له في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعود المخرج المغربي حسن بنجلون بفيلمه الجديد “جلال الدين” في عرضه العالمي الأول والذي ينافس في مسابقة آفاق السينما العربية.

الفيلم يتبنّى دعوة عامة ومباشرة للتسامح والمحبة وقبول الآخر من خلال قصة البطل جلال الدين، ويقوم بتجسيده الفنان ياسين أحجام، الذي يعيش حياة سعيدة ينعم فيها بالمال والحب مع زوجته هبة، وتجسد شخصيتها الممثلة التونسية فاطمة ناصر، لكن الزوجة تمرض وتموت فيتغير مسار حياته بالكامل.

يهجر جلال الدين مزرعة الخيول التي يملكها، ويترك ابنه الوحيد الذي قرر الزواج من فتاة لها ماض كانت تعمل في مركز للتدليك يخفي في باطنه شبكة للدعارة، مفضلا عدم إفساد حياة الابن الذي اختار الصفح وطريق الحب.

الفيلم يعرض لمرحلتين في الحياة الأولى مليئة بالصخب وحب الدنيا والثانية روحانية ورحلة بحث عن الذات والصفاء

يلجأ جلال الدين إلى مسجد بعيد للتعبد وتجاوز محنة موت زوجته، فاستطاع خلال 20 عاما أن يحول طاقة الحب الغزيرة التي كانت داخله إلى حب أكبر وأشمل، ويصبح شيخا صوفيا، بينما يمضي ابنه عادل في حياته بشكل طبيعي وينجب ابنا من ربيعة صاحبة الماضي السيء.

لكن الماضي يأبى أن يترك عادل وزوجته ربيعة في هناء، فيظهر من يفسد حياتهما ويكشف لابنهما المراهق الجزء المظلم من حياة أمه ويصبح الحفيد أمام خيارين إما أن يعاقب والديه بالسفر إلى الخارج وهجرهما أو اللجوء إلى جده جلال الدين لالتماس طريق المغفرة والحب وتقبّل الآخرين.

وفي مناقشة عقب عرض الفيلم بالمسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية مساء الثلاثاء قال مخرج العمل حسن بنجلون إنه يعرض لمرحلتين في الحياة، الأولى مليئة بالصخب والانطلاق وحب الدنيا، والثانية روحانية تشمل رحلة بحث عن الذات والصفاء وحقيقة الوجود.

وأوضح أن “جلال الدين” شخصية مسكونة بالحب من البداية إلى النهاية، فكان اختيار اسم “جلال الدين” نسبة إلى القطب الصوفي المعروف جلال الدين الرومي، وكذلك زوجة الابن ربيعة من اسم رابعة العدوية، بهدف استحضار هذه النماذج وصفاتها ووضعها في ذهن المشاهد.

وأشار إلى أنه اقترح فيلمه على مهرجان قرطاج السينمائي الذي عقد نهاية أكتوبر باعتباره أحد أعرق المهرجانات السينمائية بشمال أفريقيا، لكن مهرجان القاهرة السينمائي كان أسرع في التجاوب لقبول الفيلم وضمه إلى برنامجه.

ويتنافس فيلم “جلال الدين” ضمن ثمانية أفلام تشملها مسابقة آفاق السينما العربية التي ستعلن جوائزها في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوم 22 نوفمبر الجاري.

 

العرب اللندنية في

17.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004