ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا (7):

أسئلة قبل ساعات من إعلان الجوائز: من وكيف ولماذا؟

مهرجان فينيسيا (إيطاليا): محمد رُضا

فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أعمال قد تصل إلى خط النهاية لأنها فنية...

وأخرى قد تحقق الفوز لكونها سياسية

هناك احتمالات كثيرة فنسبة الأفلام الجيدة التي سيتم التحليق فوقها لمعاينتها والنقاش حولها متعددة وتبادل وجهات النظر حولها كث

هناك أعمال قد تصل إلى خط النهاية لأنها فنية وأخرى قد تحقق الفوز لأنها سياسية أو ذات قضايا تعتبر مهمة لكن الثابت هو أن هذه الدورة هي أفضل من دورتي مهرجاني كان وبرلين وأفضل من دورة مهرجان فينيسيا ذاته في العام الماضي.

أميركية وإيرانية

تقود الممثلة الأميركية جوليين مور (صاحبة أكثر من 70 فيلماً) لجنة تحكيم تتألف أيضاً من المخرجين الإيطالي ليوناردو دي كوستانزا والأرجنتيني ماريانو كون والفرنسية أودري ديوان والإسبانية كولكست وكاتبا السيناريو البريطاني (من أصل ياباني) كازو إيشيغورو والإسباني ردريغو سوروغوين كما الممثلة الإيرانية ليلى حاتمي التي ربحت جائزة أفضل ممثلة من مهرجان كارلوفي فاري عن «آخر خطوة» (The Last Step) سنة 2014.

سيكون مثيراً تخيل الموقف بين أميركية تقود لجنة التحكيم وإيرانية لديها فيلمان في المسابقة جاء من وطنها الأم، مما يُثير السؤال عما إذا كان أي من هذين الفيلمين الإيرانيين، وهما «خلف الجدار» و«لا أعباء»، سيكون نقطة جدال بينهما (والآخرين) كون أولهما جيد الصنعة والثاني يستند إلى حقيقة أن مخرجه، جعفر بناهي، موجود في أحد السجون الإيرانية بتهمة معارضة النظام. هل فوز فيلم إيراني سيثير غضب السلطات هناك على الممثلة كونها «سمحت» بذلك؟ أم أنها ستُلام إذا ما أخفق أي من هذين الفيلمين في استحواذ جائزة؟

في اتجاه تقييم أفلام المسابقة يأمل الناقد أن يتم تجاوز الأفلام التي عانى منها المشاهدون كونها لم تشهد ميزات نراها كافية للفوز وذلك بدءاً بفيلم الافتتاح «ضجة بيضاء» (White Nose) والفيلم الفرنسي Saint Omer لأليس ديوب والإيطالي Bones and All للوكا غوادانينو. ويمكن التوقع هنا أنه من المحتمل جداً أن تتجاوز قرارات لجنة التحكيم هذه الأفلام كما فيلم رومين غافراس «أثينا» لأسباب مختلفة، خصوصاً أن أغلب ما عداها يحمل نقاطاً فنية أعلى ويطرح مسائل أهم.

أحدها هو Bardo،  False Chronicle of a Handful of Truths («باردو، وقائع زائفة لحفنة حقائق») المقدم باسم المكسيك والذي حققه أليهاندرو جونزالِز إيناريتو. «باردو...» فيلم رائع الكتابة من مخرج يعرف أدوات التعبير الذاتية التي يعمل من خلالها. كان حاز على جائزتي أفضل إخراج أولها عن فيلم Birdman وثانيها عن The Revenant وسبق له وأن قدّم «ذا بيردمان» هنا في دورة عام 2014 وكاد أن يفوز بذهبية المهرجان لولا أنها ذهبت لفيلم ممتاز آخر هو «حمامة جلست على الغصن تفكر في الوجود» (A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence) للسويدي روي أندرسن.

يسرد إيناريو في «باردو...» حكاية صحافي وباحث مكسيكي شاب على وشك الفوز بجائزة في مدينة لوس أنجليس. المناسبة تهيؤه لكي يفكر بماضيه وإنجازاته ومراجعة ذاته. خلال هذا الاستعراض الوجداني يعود بذاكرته (وبأسلوب الاستعادة، «فلاشباك») إلى بعض أهم مراحل حياته. لن يمض سوى وقت قصير قبل أن ندرك أن المخرج يحكي عن نفسه موارباً على طريقة فدريكو فيلليني في «أماركورد». وهو يذكّرنا بفيلم ألفونسو كوارون «روما» الذي فاز بذهبية فينيسيا سنة 2018 ومن هناك قفز إلى نتائج الأوسكار ففاز بحفنة منها كما فاز بغولدن غلوبس أفضل مخرج في العام التالي.

لا بد هنا من ملاحظة أن تقديرا عالياً يكنه المهرجان الإيطالي للأفلام التي تنتمي إلى مخرجين مكسيكيين. إلى جانب «روما» و«باردو» سبق للمكسيكي الأميركي الثالث غوليرمو دل تورو أن فاز بذهبية فينيسيا عن فيلمه «شكل المالـ”(The Shape of Water) سنة 2017. فيلم إيناريتو يلتقي مع فيلم كوارون من حيث إنهما يتحدّثان عن فترات شخصية مرّ بهما كل منهما.

شغب في إيران

فيلم آخر آيل إلى أن يكوم محور نقاش هو «الابن» لفلوريان زَلر الذي عهدنا اسمه عندما حقق فيلمه الأول قبل ثلاثة أعوام تحت عنوان «الأب» بطولة أنطوني هوبكنز. هذه المرّة هوبكنز في دور مساند وهيو جاكمن هو من يتولى بطولة الفيلم الذي يتحدث عن أب آخر، أصغر سناً، يسعى لمراجعة حياته في سبيل إيجاد الوسيلة الأفضل لإدارة عائلته التي تتألف من طفل وشاب. الأول من عشيقته الحالية (فينيسا كيربي) والثاني من زوجته السابقة (لورا ديرن). هذا ليس الهم الوحيد الذي يعيشه، فهناك فرصة ثمينة يريد اقتناصها ليكون أخد من سيعتمد عليهم مرشح سياسي. إنها فرصة كان ينتظرها منذ زمن وتكاد تتحقق لولا أن زوجته السابقة تعود إلى حياته عندما تدق باب منزله لتخبره أن ابنهما توقف عن استكمال دروسه في الكلية.

يسبر المخرج غور القصص الخلفية التي تزور بطل الفيلم وتعكس الوضع الذي عاشه حين كان يترعرع بين والدين اتفقا بدورهما على الانفصال. الفيلم بكليّته نسخة مشابهة في التوضيب والتنفيذ لفيلم زَلر السابق «الأب» ويتعامل مع موضوع العائلة التي ليس لديها خيارات تعرفها لتحافظ على وحدتها الذاتية.

مثل «الأب» اقتبس المخرج هذا الفيلم الجديد من مسرحية قدّمها على منصّات فرنسية من قبل، وكذلك الحال بالنسبة لمسرحية ثالثة بعنوان «الأم» يُنتظر أن يحوّلها زَلر إلى مشروع فيلم مقبل.

هذه الكتابة تتم قبل مشاهدة فيلم جعفر بناهي «لا أعباء»، بالتالي ليس بالإمكان معرفة ما إذا كان سيرد كأحد الأفلام الفائزة بجائزة ما. وماذا سيكون الحال لو أن الفيلم لم يكن متميّزاً على الصعيد الفني، هل سيتجه أعضاء لجنة التحكيم إلى منحه تقديراً ما لمجرد أن مخرجه من المغضوب عليهم في بلده؟

إلى هذا الحين لدينا فيلم آخر من إيران عنوانه «خلف الجدار» (Beyond the Wall) وهو من أعمال مخرج جديد اسمه وحيد جليلون.

يبدو أن السلطات الإيرانية سمحت لهذا الفيلم بالاشتراك في فينيسيا على عكس فيلم بناهي الذي تسلل إليه رغم حظرها، لكن «خلف الجدار» ليس فيلماً مهادناً للنظام بدوره. هو أنه عمل جيد جداً يتميّز بنبض متلاحق وموضوع آسر وإخراج متمكن غالباً. هناك ثغور في الحكاية وبعض المواقف لكنها ليست فجوات.

في مطلعه نشهد محاولة رجل (دانيال خيريخاه) الانتحار بخنق نفسه بقميصه (التي شيرت) بعدما بلله بالماء. يضع القميص فوق رأسه ويربطه جيداً ثم يضع كيس نايلون فوقه ويربطه ويستعد لأن يفقد روحه. لكنه يخاف ويتراجع ويكاد يفقد الرمق الأخير وهو يحاول نزغ ما ارتداه.

بطل الفيلم، علي (ناود محمد زاده) رجل شبه أعمى يعيش وحيداً وأحد زوّاره القلائل طبيب يفحصه دوماً ويجلب له السجائر. ذات مرّة تقتحم منزله امرأة (دايانا حبيبي) من دون أن يشاهدها. هذه المرأة، كما نرى في خط أحداث متوازٍ) فقدت طفلها في هيجان شعبي واحتدام قتال بين رجال على جانبي نزاع تحوّل إلى اقتتال وعندما يصل رجال الأمن للمكان يتحول القتال إلى مجابهة يدخل فيها البوليس طرفاً. لا تحديد لسبب احتجاجهم بل تصوير يجسّد عنف ذلك الاحتجاج وينتهي الذي بزج عدد منهم وبينهم نساء في شاحنة الأمن بينهن تلك المرأة التي كانت تبحث عن ابنها وسط الفوضى. تتضرّع للضابط إطلاقها لأن لا علاقة لها بما يجري وعليها أن تجد وحيدها. لكن هذا يرفض والصورة اللاصقة به من الأساس وكلما عدنا إليه هي الغلاظة والجبروت.

عندما تتعرض السيارة لحادثة تهرب وفي إثرها رجال البوليس وتدخل بيت الرجل الأعمى لتختبئ فيه. المنزل في دور علوي ولديه بابان أحدهما رئيسي والثاني للطوارئ ورجال الأمن يطرقونهما معاً للبحث عنها ولاستجواب علي. هذا قبل أن يتأكد من وجودها وبعده.

تمتد الحكاية على بعض التكرار لكن بقوّة إقناع وحسن إخراج لصراع يتمحور حول ضحايا القوّة الأمنية التي لن تمتنع (كما في أحد المشاهد) عن القتل إذا ما ووجهت بأي معارضة. علي الأعمى (وهناك مفاجأة في نهاية الفيلم تكشف عن سر آخر له) ضد السُلطة والمرأة ضحية لها أما السلطة فتقتحم المنازل وتقوّض الواقع وتبعث على اليأس.

لا علم لهذا الناقد بالظروف التي أدت لوصول فيلم كهذا إلى المهرجان. هناك تليين موقف من نواحٍ جانبية، لكن هل كانت كافية لاستصدار إذن بتصدير الفيلم؟ أم أن التصوير تم خارج البلاد أصلاً؟ نقرأ في تقرير المخرج عن فيلمه التالي: «في عام 2018 سمعت باستعادة أمل الناس عبر كلمات شاعر إيراني يقول: بلا أمل لن نجد القوّة للتصدي. (لن نجد) هواءً لنتنفسه. لا حياة لكي نعيش».

أفلام أخرى

إذا ما تم اختيار فيلم إيطالي للفوز بإحدى الجوائز الأولى فهناك فيلم لجياني أميليو بعنوان «سيد النمل» (The Lord of the Ants) الذي يتناول وضعاً استخلصه المخرج من الواقع، مضيفاً إليه ما يلزم من الخيال لأحداث فعلية وقعت في النصف الثاني من الستينات عندما تم تقديم الشاعر والصحافي إلدو رامبرانتي إلى القضاء بتهمة «المثلية».

إلدو برايلبانتي (لويجي لو كاشيو) مدرّس وكاتب وصحافي مثلي منذ أن يعود الفيلم بنا إلى سنة 1959. عندما يتم تقديمه إلى المحاكمة بسبب علاقاته الشاذّة يكون المخرج أميليو قد رصف الوضع بحيث سيميل المشاهد تلقائياً للدفاع عن حرية العلاقات الجنسية. لكن إذ يذهب الفيلم في وجهته لتصوير الوضع على أن المثليين كانوا مضطهدين اجتماعياً في ذلك الحين (وهذا قد يكون صحيحاً) يتولى التأكيد على أن القانون آنذاك كان يعاقب المثليين كفعل محظور.

الواقع أن القانون لم ينص على ذلك حينها. وحسب ما يفصح الناقد الأميركي ديفيد روني في كتابته عن الفيلم، وضع موسوليني بذور للتفرقة منذ أيام حكمه لكنه لم يصدر قانوناً بتجريم كامل. في كل الأحوال استرعت محاكمة ألدو برايليابنتي اهتماماً كبيراً بين المثقفين الذين وقفوا معه ومن بينهم الروائي ألبرتو مورايا والمخرج ماركو بيلوكيو و- بالطبع - المخرج والشاعر بيير باولو بازوليني.

ليس بالفيلم الذي يمكن الدفاع عنه كثيراً كعمل فني، لكنه يصيب الهدف في زمننا اليوم الذي لا يمكن تصوّر تقديم أحد فيه إلى المحاكمة بسبب انتماء كهذا في الدول الغربية على الأقل.

هناك أفلام أخرى تتلألأ في الجولة الأخيرة للجنة التحكيم من بينها «الابنة الخالدة» للبريطانية جوانا هوغ (تؤدي فيه تيلدا سونتون دور أم وابنتها معاً ولديها حظ بالفوز بجائزة أفضل ممثلة) وفيلم «الحوت» للأميركي دارن أرونوفسكي (بطله براندان فرايزر قد يخرج بجائزة أفضل ممثل) و«جنيّات أنيشيرين» (The Banshees of Inisherin) الذي يوفر أداءً آخر يدعو للتقدير من بطليه براندان غليسن وكولِن فارل.

Argentina،  1985 لسانتياغو ميتلري جيد كوثيقة مروية درامياً حول الوضع السياسي في الأرجنتين في تلك الفترة لكن يبدو أن حظه الوحيد ضمن كل هذه النخبة من الأفلام هو الفوز بجائزة أفضل إخراج.

على قائمة الأفلام إلى من المستبعد لها أن يتم لها الفوز «ثنائي» لفردريك وايزمن (رديء الصنعة لكن اسم مخرجه غالب) و«مونيكا» للإيطالي أندريا بالاورو الذي لم ينل إعجاب النقاد على نحو شبه مطلق.

 

####

 

المشهد

سر الرقم 5

> ليس هناك من أفلام عربية داخل المسابقة الرئيسية، بل يتوزع القليل الموجود في أركان المهرجان الأخرى. لكن اللافت ليس غياب الأفلام العربية عن المسابقة الرئيسية (فهذا متكرر دوماً وربما يرجع لعدم وجود ما يستحق منها دخول المسابقة)، بل أساساً ما يبدو نظاماً متوالياً كل سنة في أعوام المهرجان العشر الأخير يختلف قليلاً في كل مرّة.

> النظام المقصود هو التالي: هناك 23 فيلماً في المسابقة هذا العام خمسة منها فقط غير أوروبية أو أميركية. هناك فيلم من المكسيك وفيلم من الأرجنتين وفيلم من اليابان وفيلمان من إيران. في المقابل هناك ستة أفلام أميركية وخمسة أفلام فرنسية وأربعة أفلام إيطالية وثلاثة بريطانية. رقم 5 تكرر أكثر من مرّة خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل.

> من ناحية، يحتاج المهرجان للأفلام الأميركية كما يحتاج المرء لشرب الماء عند العطش. فالفيلم الأميركي يجلب النجوم معه وهذا ما تفعله بعض الأفلام الأوروبية أيضاً. لكن كيف يمكن تفسير أن العديد من الدول الأوروبية لا مكان لها في هذا الخضم؟

> وجود فيلمين إيرانيين يعني أن هناك حاجة لملء اهتمام قسم آخر من الجمهور. الأول يرغب في النجوم أما هذا الثاني يريد الوقوف على مفاهيم مجتمعية وسياسية مناوئة. لكن ألم يكن من الأفضل اقتصار الاشتراك الإيراني على فيلم واحد واستبدال الآخر بفيلم من دولة أخرى غير ممثّلة؟ أو، في حل آخر، سحب فيلمين من أفلام السينما الفرنسية أو الأميركية واستبدالهما بفيلمين من دول لم تدخل المسابقة مثل السويد أو بلغاريا أو الصين؟

> ثم هل السينما العربية بالرداءة بحيث لا يمكن إيجاد منفذ للمسابقات الكبرى إلا من حين بعيد لآخر؟ لا يمكن معرفة ما هي الأفلام العربية التي تتقدم كل سنة لدخول المسابقة ولماذا يتم رفضها، لكن هناك شيء لا يحتاج إلى تأويل وهو أن السينما العربية لا تعيش حالة مزدهرة في هذه الأيام.

م. ر

 

الشرق الأوسط في

09.09.2022

 
 
 
 
 

خاص "هي"- مهرجان فينيسيا 2022: فيلم "Blonde".. البعض يفضلونها ضحية

أندرو محسن - مهرجان فينيسيا

منذ أشهر قليلة، خلال الدورة 70 لمهرجان كان السينمائي، شاهدنا العرض الأول لفيلم "Elvis" (إلفيس) للمخرج باز لورمان، والذي قدم خلاله رؤيته لحياة المغني الأمريكي الأيقوني إلفيس بريسلي. حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا ونقديًا جيدًا، رغم الهالة الكبيرة حول الشخصية وصعوبة تجسيدها على الشاشة. بالأمس فقط عرض فيلمBlonde (شقراء) للمخرج أندرو دومينيك، والذي يتناول حياة أيقونة أخرى هي مارلين مونرو، والتي تحتوي حياتها على الكثير من الأمورة المأساوية والغامضة أيضًا، وقامت بتجسيد الشخصية الممثلة الكوبية آنا دي أرمز.

36 سنة في 3 ساعات

هناك مدارس مختلفة لتقديم أفلام السِيَر (Bio-pic)، بعض الأفلام تركز على يسمرحلة محددة من حياة الشخصية، مثل فيلمDarkest Hour (الساعة الحالكة) للمخرج جو رايت، وبعضها يتابع حياة الشخصية منذ الطفولة أو الصبا إلى نهاية حياتها. ينتميBlonde إلى النوعية الثانية، إذ نشاهد حياة الطفلة نورما جين، والتي ستصبح لاحقًا مارلين مونرو، حتى وفاتها، مرورًا بالكثير من المحطات المهمة في حياتها.

كان سن الممثلة الشقراء عندما ماتت 36 سنة، لكن رغم هذه الفترة القصيرة التي عاشتها والفترة الأقصر التي قضتها نجمة تحت الأضواء، فإن حياتها كانت دائمًا مادة مثيرة للبحث. يختار المخرج أن يقدم لنا الجانب المأساوي في حياة مونرو، منذ طفولتها نعرف أن والدها تخلى عنها وهو ما دفع أمها لتعنيفها بشكل دائم لأنها ترى أن هذه الطفلة هي السبب في غياب الأب. تستمر هذه المعاناة لاحقًا بأشكال مختلفة سواء في علاقاتها العاطفية، أو في حياتها العملية. يبدو هذا الاختيار خطًا واضحًا في الفيلم لكن المشكلة تظره في التشتت الذي نشاهده أثناء محاولة المخرج المرور على كل شيء صعب عانته مونرو، بل والخوض في بعض الأمور مرارًا وتكرارًا خلال مدة الفيلم الطويلة (166 دقيقة)، لكننا لا نجد في هذا التكرار إضافة حقيقية للمشاهد.

نتابع في عدة مشاهد حمل وإجهاض مونرو المتكرر، ورغم أن المخرج يحاول أن يقدم شكلًا مختلفًا للإجهاض في كل مرة، فإن الأمر لا يخلو من التكرار الواضح خاصة في مشاهد غرفة العمليات. خلال هذه المشاهد نجد أن مارلين تتحدث في خيالها مع جنينها الذي بدأ يتكون داخل أحشائها. تبدو هذه الفكرة جذابة لبعض الوقت، خاصة إذ ربطناها مع أزماتها في الطفولة وشعورها بأن أهلها تخلوا عنها. لكن هذا الحوار مع الجنينة أو الأجنة يظهر ويختفي بشكل غير منتظم خلال الأحداث. هذا الظهور والاختفاء المتكرر لأحداث أو تيمات بعينها، يستمر بأشكال مختلفة خلال الأحداث الفيلم، حتى نفقد تدريجيًا الإحساس بوجود ترابط حقيقي.

في المقابل سنجد بعض التفاصيل الأخرى التي يمر عليها الفيلم بشكل عابر وسطحي، رغم أهميتها، وكأن أندرو دومينيك لم يرد أن يترك شيئًا من حياة مونرو دون أن يذكره، فنجد مشهدًا عن رفضها لقبول أجر قليل مقارنة بأجر بطل الفيلم الذي سيأخذ أضعاف أجرها، وهو المشهد الذي يمكن بناء الكثير عليه، لكنه يعبر دون أثر، فهو ليس بالمشهد الذي يعبر عن استغلال المخرجين لمونرو تحديدًا، بل إن هذه التفرقة في الأجور سائدة بوجه عام، وهكذا لا يمكن التوقف عنده للإشارة فقط لكونها مُستغلة.

بحثًا عن مارلين مونرو

منذ طرح إعلان الفيلم، ونحن ننتظر كيف ستجسد آنا دي أرمز هذه الشخصية المثيرة، على المستوى الشكلي اجتهد فريق المكياج لجعلها تشبه مونرو بشكل واضح، حتى إن من يشاهد البوستر سيصعب عليه للوهلة الأولى تصديق أن هذه ليست مارلين بالفعل. بعيدًا عن الملامح الخارجية، اجتهدت دي أرمز لمحاكاة الشخصية، لكننا سنشعر في الكثير من الأحيان أنها ”تمثل“ بشكل واضح، وأننا نشاهدها هي وهي تؤدي الدور ولا نشاهد مارلين. لم تكن مونرو ممثلة ذات موهبة جبارة، لكنها بالتأكيد كانت ذات حضور لا يُقاوم. لكننا سنشعر أن الممثلة الكوبية اتخذت من أداء مونرو في الأفلام مرجعًا لها، تتحدث تقريبًا بنفس طريقة الممثلة الأمريكية في فيلمSome Like it Hot (البعض يفضلونها ساخنة)، هذا الأداء ذو الصوت الناعم وتعبيرات الوجه التي تغلب عليها الدهشة. ربما لا توجد الكثير من الحوارات التلفزيونية لمونرو لكن خلال ما توفر من لقاءات معها يمكن ملاحظة أن هناك اختلافًا واضحًا بين طريقة كلامها وتعبيراتها في حياتها وبين الطريقة التي تؤدي بها داخل الأفلام. إن عدنا لفيلم ”إلفيس“ فسنجد أنه رغم اختلاف ملامح بطل الفيلم أوستن باتلرز عن إلفيس بريسلي، فإنه كان قادرًا على منح روح للشخصية، مما جعلها أقرب للتصديق مما فعلته دي أرمز.

يصاحب هذا الأداء، محاولة واضحة لإضفاء هالة ملائكية على الممثلة الراحلة، من خلال تصوير جميع الرجال الذين كانوا حولها بلا استثناء يستغلونها بشكل أو بآخر.

بالتأكيد يمكن أن يلام المخرج في هذا، فحتى بعيدًا عن آنا دي أرمز، سنجد أن أندرو دومينيك بين المشاهد الواضحة والإسقاطات الساذجة. مثل في مشهد ممارسة الجنس مع الرئيس الأمريكي كينيدي، والذي يمكن أن نقول إنه أسوأ مشاهد الفيلم ويجمع كل عيوبه بين الأداء الغريب من الممثل كاسبر فيليبسون الذي قدم شخصية كينيدي، أو طريقة تصوير العلاقة الجنسية، أو استخدام المشاهد المعروضة على شاشة التلفزيون للطبق الطائر وهو يهاجم هدفه في إشارة شديدة السطحية إلى أن كينيدي نال مراده من الممثلة المغلوبة على أمرها. وقد يكون هذا الاستخدام للمونتاج مقصودًا في إشارة إلى كيفية استخدام مشاهد مشابهة في الأفلام القديمة، لكن عندما نرى أنه مجرد مشهد وسط فيلم طويل، فلن ننجح في ربطه بأسلوب أو رؤية عامة للمخرج.

فيلم ”شقراء“ من نوعية الأفلام التي أرادت أن تقول وتقدم كل شيء فانتهت إلى لا شيء، وفي سبيله لتصوير الجانب المأساوي من حياة مونرو، جعلها ضحية في كل شيء وشيطن جميع الشخصيات المحيطة بها.

الصور من حساب آنا دي أرماس على "انستجرام" وبرومو الفيلم.

كاتب وناقد سينمائي

 

مجلة هي السعودية في

09.09.2022

 
 
 
 
 

سيرة الساحرة مارلين مونرو بمآسيها في البندقية

المخرج أندرو دومينيك جسد ستينيات هوليوود ببراعة واعتمد رواية جويس كارول أوتس

هوفيك حبشيان

"شقراء" لأندرو دومينيك يعود إلى "سيرة" الممثّلة الأميركية مارلين مونرو ليروي الفرق بين صورتها أمام العالم، وصورتها عن نفسها. من طفولتها المعذّبة عندما كانت نورما جين، إلى وصولها ذروة المجد في الخمسينيات، عبوراً بالهاجسين اللذين طبعا حياتها، وهما البحث عن والدها الذي لم تلتقه البتة ومحاولة الإنجاب. بعيداً من الغلامور والصور البراقة على أغلفة مجلات الموضة، يبحث الفيلم الذي عُرض أمس في مهرجان البندقية السينمائي بعد طول انتظار، عن شيء آخر في سيرة أيقونة الجمال، حاملاً إلينا، إلى المقلب الآخر من الشهرة والنجاج في أميركا الخمسينيات. ورغم أن العديد من الأفلام أنجز عن هذه المرأة الاستثنائية، فـ"شقراء" سيلقي بها في النسيان، ليصبح فيلماً مرجعياً عنها، لشدّة جماله وقدرته على الاقناع والمثول في الذاكرة.

هذا كله، رغم أن الفيلم مقتبس من رواية "شقراء" (700 صفحة) للروائية الكبيرة جويس كارول أوتس التي صدرت في العام 2000، واستندت فيها الكاتبة إلى الخيال لا إلى الوقائع، وسبق أن وجدت طريقها إلى التلفزيون من خلال مسلسل قصير. فكلّ ما سنراه في "شقراء" من تفاصيل عن حياة مارلين ينتمي إلى عالم الرواية والخيال، ولا يمت إلى السيرة الفعلية بصلة. أوتس جعلت من ماريلين بطلة (وضحية) روايتها وتخيلت حياتها بناءً على ما نعرفه عنها. 

حياة صعبة

الدخول إلى الصالة لمشاهدة الفيلم الذي أنجزه المخرج الأوسترالي المقل جداً أندرو دومينيك (يعود إلى الإخراج بعد عشر سنوات غياباً)، كنت قد سألتُ نفسي لمَ 166 دقيقة لعرض حياة ممثّلة؟ ما الذي يستدعي هذه المدة في دورة حافلة بأفلام طويلة بلا غاية؟ الا ان الدقائق الـ166 تبخّرت في الأجواء، ولم أرَ نفسي إلا أمام مشهد الختام. مسك دومينيك بأضلاعنا طوال كلّ هذه المدة، حدّ أننا صعب علينا أن نشيح نظرنا عن الشاشة ولو لثانية واحدة. لكن لستُ أكيداً أن مَن سيشاهده على شاشة في منزله، سيتعاطى مع الفيلم بالطريقة عينها. فالفيلم هو من إنتاج منصّة  نتفليكس وسيعود اليها بعد المهرجان، بدءاً من الثامن والعشرين من سبتمبر(أيلول)، مع الاكتفاء بعرضه في بضع قاعات داخل أميركا، كي يصبح مؤهلاً لترشيحه للأوسكار. لعلها سابقة أن يتحدّث فيلم عن السينما ولا يُعرض فيها. 

مارلين مونرو عاشت حياةً صعبة ومعقّدة وتعيسة جداً. ولهذا السبب لا تزال تُنجز الأفلام عنها بعد 60 سنة على رحيلها، بجرعة أدوية زائدة وهي في عمر السادسة والثلاثين، بعد شقاء وعذابات نفسية واستغلال تعرضت لها. نهتم بها لأن موضوع التعاسة في الحياة عابر للأزمنة. ثم إن سيرتها محل تأويلات متعددة، ومن خلال مأساتها يُمكن تناول جوانب أخرى في الفن والاجتماع والسياسة، مثل إحساس المرأة أنها، مهما اشتهرت، تبقى ناقصة اذا لم تنجب، أو أن كلّ شيء يتكّون عند الإنسان في الطفولة. ومهما حاولنا أن نغيّر المسار بعد ذلك، فسيكون صعباً لا بل مستحيلاً في بعض الظروف. الفيلم يناقش هذه المواضيع من خلال فصول من حياة النجمة التي يكمن جزء من أهميتها، في أنها يوثّق أمراض المجتمع الأميركي في الحقبة التي عاشت فيها واشتهرت.

استغلال الجميع لها

سيرتها تراجيدية إلى حدّ كبير، لأن كلّ مَن التقتهم أو صادفتهم تقريباً على طريقها، استغلّوها وعاملوها بسوء. بدءاً من أمّها المدمنة على الكحول التي حاولت قتلها وهي في الثالثة من العمر، معتبرةً أن هذا المولود غير المرغوب فيه، كان سبباً لترك حبيبها (أي والد ماريلين) لها. لكن كان لمارلين عدو آخر أيضاً: مصنع الأحلام هوليوود. بحسب الفيلم، أن هوليوود هي التي قتلتها، هي التي صنعتها وهي من قضت عليها. ولكون الفيلم من نسج الخيال، فهذا يبقى مجرد وجهة نظر، نوافق عليها أو لا.

هوليوود بالنحو الذي يصوّره الفيلم، شريرة، لا ترحم، استغلالية، ظالمة، ومرتع للذكورية ولكراهية النساء. وهذا ينسجم مع نظرة كاتبة الرواية عن بلادها في تلك الحقبة. كلّ مشاهد الحشود الجميلة بصرياً التي ينقلها الفيلم ترينا رجالاً يتهافتون بوحشية وظمأ جنسي، لمشاهدة ماريلين، وهوليوود كانت تمنحهم ما يريدونه من جنس من خلالها. لعل التعاسة التي عاشتها مارلين أتت من الهوة التي بدأت تتعمّق بين ما تريده منها هوليوود وما تريده هي. فكلما زاد استغلال مشغّليها لها واستمرارهم في تكريسها جسداً للترفيه، ازدادت حاجة ماريلين إلى الروحانيات والحبّ الذي استحال عليها إيجاده، حتى عندما عاملها الشريك جيداً كما كانت الحال مع آرثر ميللر.

ورغم المآسي الشخصية المتواصلة، ورغم أن والداها لم يرغبا فيها، كانت مارلين محط أنظار العالم كله، ووقع ملايين تحت سحرها وإطلالاتها الأيقونية التي لا تزال إلى اليوم تزين جدراننا. هذه هي المفارقة التي يحاول الفيلم النظر في تفاصيلها، بالكثير من القسوة والفجاجة أحياناً، فيتحوّل "شقراء" من فيلم عن مارلين إلى فيلم عن الشهرة وعن كيفية إدارتها، وعن الظاهر من الأمور وباطنها، وكيف من الممكن أن يبتلع هذا كله حياة الإنسان إذا لم يعرف كيف يواجهها. فالنصف الثاني من الفيلم يجرّنا حرفياً إلى كابوس نراه ونعيشه من وجهة نظر مارلين.  

بصرياً، الفيلم مذهل. بين مَشاهد بالأسود والأبيض تعيدنا إلى عصر هوليوود الذهبي ومَشاهد بالألوان، يقدّم دومينيك معزوفة سينمائية تبقينا على أعصابنا، وكأنه أراد العزف على وتر واحد. هذا الجانب من العمل دقيقٌ للغاية، حدّ أننا نعتقد أن بعض المَشاهد ما هي سوى مَشاهد من الأفلام نفسها، قبل أن يغالطنا المَشهد التالي. كلّ هذا العالم الهوليوودي الغابر اخترعه دومينيك بحرفته العالية التي ما عادت محل شك. أمّا الممثّلة آنا ديه أرماس (من أصل كوبي إسباني)، التي ما كان ليتحقق الفيلم من دونها، فهي الإنجاز الأعظم. يصعب ان نصدّق ان المرأة التي أمامنا ليست ماريلين بشحمها ولحمها. فهي تحملها في نبرة صوتها، كصرخة تصلنا من الستينيات على لسان مَن غنّت يوماً "الرجال يفضّلون الشقراوات"!

 

####

 

كرسي شاغر في مهرجان البندقية لمخرج إيراني معتقل

جعفر بناهي قال في رسالة كتبها من داخل زنزانته "بعض حكوماتنا تعتبرنا مجرمين"

 وكالات 

كان كرسي شاغر في مهرجان البندقية السينمائي، الجمعة التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي، شاهداً على غياب المخرج الإيراني الشهير جعفر بناهي، إذ استضاف المهرجان العرض العالمي الأول لأحدث أفلامه "نو بيرز" (لا أعباء)، بينما يقبع هو بالسجن في بلاده.

وجرى اعتقال بناهي في طهران في يوليو (تموز)، ويقضي عقوبة السجن لست سنوات بعد إدانته بإثارة "دعاية ضد النظام الإيراني".

حملة قمع

وكان بناهي واحداً من بين ثلاثة مخرجين تم إلقاء القبض عليهم في طهران في أقل من أسبوع وسط حملة قمع استهدفت المعارضين.

وأرسل بناهي الذي أخرج عديداً من الأفلام التي حصلت على جوائز رسالة من سجنه تلاها مدير المهرجان ألبرتو باربرا هذا الأسبوع في جلسة حوارية حول صناع الأفلام المعرضين للخطر.

وجاء في الرسالة التي وقعها أيضاً المخرج الإيراني المسجون محمد رسولوف "بعض حكوماتنا تعتبرنا مجرمين".

4 أفلام إيرانية

وأضاف، "يتم منع بعض (من المخرجين) من صناعة الأفلام، بينما أجبر آخرون على البقاء في المنفى، أو تم عزلهم. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأمل في الإبداع مرة أخرى هو سبب للوجود".

وتجمع مخرجون وممثلون وشخصيات بارزة في مجال صناعة السينما على البساط الأحمر قبل العرض الأول، الجمعة، لإبداء التضامن مع صانعي الأفلام المسجونين حول العالم، ورفعوا صوراً لبعضهم، ومن بينهم بناهي ورسولوف.

وتعرض البندقية أربعة أفلام إيرانية في مهرجانها.

 

الـ The Independent  في

09.09.2022

 
 
 
 
 

هيئة السينما السعودية تعلن عن دعمها للافلام بـ40% فى مهرجان فينيسيا

خالد محمود

تشهد فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائى فى دورته ال79 مشاركة كبرلهيئة الأفلام السعودية ، وذلك عبرعقد عدة لقاءات ضمت العديد من صناع السينما حول العالم .

واكد الرئيسي التنفيذي لهيئة الأفلام المهندس عبدالله آل عياف : أن المشاركة في مهرجان فينسييا السينمائي هي فرصة مناسبة للتواصل مع صناعة السينما العالمية لنشر الوعي حول ما يحدث في القطاع السينمائي دوليا ً اضافة لعرض المقومات التي تمتملكها المملكة والتي تجعلها وجهة سينمائية فريدة لصناعة الأفلام في العالم ،

و عقدت عدد من الندوات والجلسات الحوارية على هامش مهرجان فينسيا تضمّنت جلسة خاصة لصناع الأفلام السعوديين مع المخرجين محمد السلمان، وتوفيق الزايدي، ومحمد العطاوي، والممثلة سارة طيبة، والمخرجة نورا الأمير، حيث نوقشت خلالها تجاربهم في صناعة الأفلام، وطموحاتهم وتطلعاتهم مع وفرة المشاريع السينمائية الجديدة، كما عُقدت جلسة أخرى مع باسكال ديوت، ورئيس جسر فينيسيا للإنتاج الذي يعد من الملتقيات الرئيسية والناجحة لمحترفي السينما والإنتاج السمعي والبصري، والواقع الافتراضي، إضافة للقاء مع الناقدة السينمائية نينا روث للحديث عن آخر المستجدات فيما يخص السينما السعودية والعالمية وطريقة التواصل النقدي والإعلامي وآخر المستجدات في هذا المجال .

وكان هناك حضور للعروض الأولى لعدد من الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان وعلى رأسها ( أثينا ، نزوح ، آخر ملكة ) وتبع حضور هذه الأفلام جلسات حوارية متعددة خاصة مع مخرجة وبطل فيلم ( آخر ملكة ) عديلة بن مراد، تنافشوا فيها حول تفاصيل الفيلم وعروضه المتوقعة في المهرجانات العربية القادمة.

* هيئة الأفلام تدعم الفيلم السعودي بـ 40%

استضاف برنامج جسر الإنتاج ضمن مهرجان فينيسيا ندوة حول الدور الرئيسي الذي تلعبه السعودية في صناعة السينما، شارك فيها مدير عام قطاع تنمية القطاع وجذب الاستثمار بهيئة الأفلام عبدالجليل الناصر ، إلى جانب المدير التنفيذي لفيلم العلا شارلين ديليون جونز ، والمدير الإداري لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شيفاني بانديا، والمدير الإداري للإعلام والترفيه والثقافة في نيوم واين بورج.
وتناولت الندوة برنامج الحوافز الذي أطلقته الهيئة لدعم الأفلام بنسبة تصل إلى 40% من الاسترداد المالي، والذي يهدف لجذب الإنتاج الدولي وتحفيز الإنتاج المحلي في المملكة. ويأتي برنامج الحوافز ضمن باقة من الممكنات التي تملكها المملكة في صناعة الأفلام من أماكن تصوير ودعم لوجستي وكوادر فنية، والتي تضع المملكة ضمن أكثر الدول جاذبية للإنتاج السينمائي
.

وأشار عبدالجليل الناصر إلى "وجود تنسيق عالٍ بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في المملكة؛ لبناء كافة أجزاء سلسلة القيمة المتعلقة بصناعة الأفلام، ويأتي هذا من وعي الهيئة بأهمية الدورة الإبداعية لصناعة الأفلام لبناء قطاع متكامل يخدم صناع الأفلام أولاً، مبيناً أن جميع المشاركين في الندوة للتعدد الثريّ في مواقع التصوير بالمملكة والذي يشكل أرضية خصبة لاحتضان العديد من القصص من حول العالم في مشاريع إنتاج ذات جودة عالية.

وتأتي المشاركة السعودية في مهرجان فينيسيا السينمائي في سياق الجهود المحلية بقيادة هيئة الأفلام لبناء مجال جاذب لصناعة سينمائية مؤثرة في المملكة قادر على استقطاب أهم الإنتاجات العالمية
يذكر أن الوفد السعودي ضم كلا من ( أحمد الملا وفهد اليحيا ) عن جمعية السينما ( مشعل المطيري ، حسام الحلوة ) عن جمعية الأفلام بجانب النجمة سارة طيبة والمخرجين ( توفيق الزايدي ، محمد السلمان، محمد العطاوي، نورا الأمير ) رافقهم الإعلاميان سهى الوعل واحمد العياد
.

 

الشروق المصرية في

09.09.2022

 
 
 
 
 

«الأرجنتين 1985» لسانتياغو ميتري: العدالة تتحق وتجد لها أنصارا أحيانا

نسرين سيد أحمد

‏البندقية ـ «القدس العربي»: جاء فيلم «الأرجنتين، 1985» المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي (31 أغسطس/آب إلى 100 سبتمبر/أيلول) ليمس فينا وترا حساسا، لاسيما أنه يدور عن حلم تحقق في الأرجنتين، وكنا نأمل أن يتحقق في بلادنا، التي تعرضت ثوراتها للخذلان وتقطعت فيها السبل أمام تحقيق العدالة. أحداث الفيلم مستقاة من وقائع حقيقية، عن محاكمة القادة العسكريين في الأرجنتين أمام القضاء المدني، وتحقق العدالة بعد أعوام من بطش القادة العسكريين، واختفاء ومقتل الآلاف. وتعد تلك المحاكمة واحدة من أهم المحاكمات في التاريخ الحديث، قد لا يفوقها شهرة سوى محاكمة زعماء النازي في نيورينبرغ.

الشخصية المحورية في الفيلم هي خوليو ستراسيرا (ريكاردو دارين في أداء مميز) المدعي العام في الأرجنتين، الذي توكل له مهمة سوق الأدلة وتقديم الزعماء العسكريين لمحاكمة عادلة، تقتص للضحايا. ستراسيرا رجل لا يسعى لشهرة أو مجد، ويسعى لإحقاق الحق، ويفضل أن يمضي جل وقته بعيدا عن الأضواء مستمتعا بدفء أسرته، ومفضلا الاستمتاع بالموسيقى الكلاسيكية والهدوء. تبدأ أحداث الفيلم، الذي أخرجه الأرجنتيني سانتياغو ميتري، في لحظة أمل ورجاء في الأرجنتين، عندما يحدو الكثيرين الأمل في تقديم القادة العسكريين الذين قادوا البلاد في الفترة من 1976 إلى 1983، والمسؤولين عن اختفاء واختطاف وتعذيب واغتصاب الآلاف.

يصور الفيلم أن تاريخ الأرجنتين بأسره يتوقف على تلك المحاكمة، إذ ما زال الكثير من أنصار القادة العسكريين متغلغلين في أجهزة السلطة، ومتغلغلين في الجيش وقواته، وإذا حوكم هؤلاء القادة محاكمة عسكرية، فمن المرجح حصولهم على البراءة، ليعودوا بعدها إلى سدة الحكم، أما إذا حوكموا محاكمة مدنية، فالحصول على العدالة يقع بأكمله على عاتق رئيس الادعاء، ستراسيرا، وطاقم معاونيه، الذين تتمثل مهمتهم في الوصول إلى أدلة دامغة على التعذيب والظلم والقتل الذي ارتكبه وأمر به القادة العسكريون. أن يقع مستقبل البلاد ومستقبل الحكم فيها على عاتق رجل واحد، هو ستراسيرا، ممثل الادعاء في تلك المحاكمة التاريخية، لأمر جلل، لكن ستراسيرا يحمل مهمته في جد والتزام كبيرين، لكن في محاولة لتهوين الأمر على الذات وعلى فريقه لجمع الأدلة، الذين اختارهم من الشباب المتحمسين الذين لم يطالهم الفساد.

يمنح الفيلم صوتا للضحايا، بعد عقود من الصمت والقهر نسمع شهادات من تعرضوا للتعذيب والاختفاء. الشهادة الأقوى هي لامرأة كانت في شهور حملها عندما اعتقلها الحكام العسكريون.

على الرغم من جدية القضية المطروحة، وعلى الرغم من الشهادات المروعة للضحايا، لم يختر ميتري طرحا يحمل من الحزن الكثير. ما يغلب على طرح الفيلم هو الأمل في المستقبل وما يحمله من خير للبلاد. نلقي نظرة على هذا المستقبل الواعد مع أبناء النائب العام، وزوجته الذين يقفون معه ومع الديمقراطية قلبا وقالبا، والذين يشجعون والدهم في مهمته. ونلمس هذا الأمل في المستقبل أيضا في مساعديه الشباب، الذين يبذلون قصارى جهدهم لجمع أدلة تنصف الضحايا.

في «الأرجنتين، 1985» يقدم ميتري بكفاءة فيلما يجمع بين السياسة، وأفلام قاعات المحاكم، وبين الإنساني والشخصي. يقدم فيلما يتسع لآلام الضحايا ولآمال المستقبل، لكن هذا كله ما كان ليتحقق، دون أداء ريكاردو دارين في دور ستراسيرا. يقدم دارين السهل الممتنع في الأداء، فهو نصير العدالة، دون الحاجة منه إلى الضجيج والخطب، وهو رجل هادئ يغلّب الابتسام والاحتفاظ برباطة الجأش حتى في أحلك اللحظات، وحتى حين تلقيه تهديدات بالقتل.

يمنح الفيلم صوتا للضحايا، بعد عقود من الصمت والقهر نسمع شهادات من تعرضوا للتعذيب والاختفاء. الشهادة الأقوى هي لامرأة كانت في شهور حملها عندما اعتقلها الحكام العسكريون. نراها تقص ما تعرضت له من اغتصاب وقهر على يد الجنود، الذين لم يرحموها حتى وهي تضع مولودها، واغتصبوها وهي تضع صغيرتها. ولا نسمع دفاع القادة العسكريين. نرى هؤلاء القادة يسيرون في خيلاء في كامل زيهم العسكري وهم يدخلون قاعة المحكمة. نراهم دون أن يبدو عليهم أي ندم أو تعاطف، بل إننا نسمع بعضهم يكيلون السباب للحضور أثناء دخول المحكمة. يصور الفيلم أن تحقيق الديمقراطية والخلاص من البطش وإقامة العدل ليست بالأمور اليسيرة، فالنظام لا ينتهي لمجرد القبض على قادته. العدل يتحقق في الفيلم بوقوف الجموع في وجه الطغيان، وبوجود أجيال من الشباب، كطاقم العمل مع الادعاء، يقفون مع العدل ويذودون عنه. كما لا يتحقق العدل إلا في وجود نظام قضائي عادل يمسك بزمامه أشخاص يتحرون الحقيقة مثل ستراسيرا.

 

القدس العربي اللندنية في

09.09.2022

 
 
 
 
 

نظرة أولى : «BLONDE ـ شقراء».. يحب البعض أن يراها فاسدة

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

رواية جويس كارول أوتس المؤلفة من 738 صفحة، والتي صُنع من خلالها فيلم (Blonde ـ شقراء)، الذي ينافس في مسابقة الدورة 79 لـ «فينيسيا السينمائي»، تؤكد أن أيقونة هوليوود مارلين مونرو كانت في النهاية، كل شيء بمعنى الكلمة.

قام الكاتب والمخرج أندرو دومينيك (المعروف بخيوطه القوية في أعمال مثل تشوبر واغتيال جيسي جيمس من تأليف كورد روبرت فورد)،  بتزوير قصة مونروا في أوبرا على مستوى فاجنر، باستثناء عدم وجود غناء – باستثناء الجزء الذي كانت فيه مونرو (آنا دي أرماس) تزيل الماس أفضل صديق للفتاة، مصحوب ذلك بخلفية موسيقية مليئة بالقلق الحزين.

لقطة مثل هذه، تبرز معاناة مونرو وألمها، لتصبح قديسة نسوية ماتت من أجل خطايانا المشهورة، حتى نتمتع بجمالها وموهبتها. ربما ليس ما شاهدناه أوبرا ولكنها نوع من الطقوس الدينية للعصر الحديث، كانت آلام مارلين مثل الأناجيل،  لذا فإن النسخة الشقراء من قصة مارلين مليئة بالتحريفات التاريخية والشائعات والإسقاط الخيالي الخالص، مثل تخيل حياتها في تعدد الزوجات، وشجار مع أبناء تشارلي شابلن وإدوارد جي روبنسون جونيور (كزافييه صموئيل، وإيفان ويليامز).

أما الأشياء المبكرة، التي ترسم طفولتها البائسة، ربما كانت سليمة بما فيه الكفاية من الناحية التاريخية. نرى كيف أصيبت نورما جين بيكر الصغيرة (التي لعبت دورها كطفلة ليلي فيشر) بصدمة عميقة بسبب سوء المعاملة من والدتها غير المستقرة، غلاديس (أداء جوليان نيكولسون، رائع). عندما لا تقود الطفلة المسكينة في حرائق الغابات المستعرة أو تحاول إغراقها في حوض الاستحمام، ـو عندما تحاول غلاديس إقناع نورما جين بأن النجم السينمائي الذي لم يذكر اسمه والذي تعلق صورته على الحائط هو والدها الغائب (يُزعم أن مونرو الحقيقي كما  اعتقدت مارلين بكونه والدها هو كلارك غيبل في ذلك الوقت)، لذا تثير الأحداث قضايا الأب التي يتردد صداها من خلال الفيلم.

الإطار النفسي للعمل هو مدرسة هوليوود فرويد القديمة جدًا، والتي لا تمنح مونرو نفسها الكثير من الوكالة في قصتها. لقد تم استغلالها جنسيًا على طول الطريق، من قبل رئيس استوديو يدعى السيد الذي اغتصبها فعليًا في البداية، وصولاً إلى جون إف كينيدي الذي يجبرها على مداعبته بالفم بينما يشاهد الصواريخ وهي ترفع على شاشة التلفزيون بشكل مؤلم- مشهد الأنف الذي ربما حصل الفيلم من خلاله على تصنيفه سييء ​​السمعة NC-17.

قد يشعر بعض المشاهدين أن الفيلم نفسه ينزلق أحيانًا إلى حالة استغلالية تمثل إشكالية. ينطبق هذا أيضًا على المشاهد المزعجة التي يسهل إساءة تفسيرها حيث نرى الأجنة داخل جسد مارلين والتي ـ على الرغم من عدم فهمها مطلقًا ـ تتحدث معها، ويمكن بسهولة النظر إلى هذه المشاهد على أنها دعاية مناهضة للإجهاض عندما يكون النية على الأرجح عكس ذلك تمامًا: إظهار مدى ضآلة سيطرة مونرو على جسدها.

سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيكون رد فعل الجمهور على هذا الأمر عندما يبث في النهاية يوم 28 سبتمبر عبر نتفليكس، ليختبر ما إذا كانت قصة مونرو لا تزال لها نفس التأثير على المشاهدين الأصغر مقارنة بجيل طفرة المواليد الذين يتذكرونها عندما كانت لا تزال على قيد الحياة، ويقطع أداء آنا دي أرماس المكثف والمقنع في النهاية شوطًا طويلاً نحو إحضار الإلهة إلى الأرض، ولكن هل سيكون ذلك كافيًا؟

وبالمثل، هل الدوامة الأسلوبية اللامعة للفيلم، التي تتأرجح بين تسلسلات فضية أحادية اللون وألوان عتيقة محببة تبدو وكأنها صور (كوداكروم) قديمة تنبض بالحياة، يمكنها أن تساعدنا أو تعيق سعينا لفهم مونرو؟، هل سنظل نشعر بالأسى عليها ونشاهد أفلامها لمدة 70 عامًا أخرى؟، قد نفعل ذلك، لكن بالتأكيد أي شخص سيشاهد (Blonde ـ شقراء) لن يراها بنفس الاحترام.

 

موقع "سينماتوغراف" في

09.09.2022

 
 
 
 
 

"حديد نحاس بطّاريات" في مهرجان فينيسيا السينمائي

إعداد: سميرة إبراهيم

أراد الصحافي والمخرج وسام شرف، من خلال فيلمه "حدد نحاس بطاّريات"، أن يضيف شيئاً جديداً إلى السينما في ما يتعلّق بموضوع اللاجئين السوريين في لبنان، بعد اندلاع الخرب في سوريا

هذا الفيلم الروائي الطويل، الذي شارك في الدورة الـ 19 من مسابقة "جيورناتي ديجلي أوتوري"، التي تقام بالتوازي مع الدورة الـ 79 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، يحكي قصة حبّ مستحيلة بين لاجئ سوري وعاملة أثيوبية. وعنوان الفيلم مستوحى من تجربة عاشها وسام شرف في بيروت، عندما كان يسمع بعض الشباب ينادون "حديد نحاس بطّاريات"، في خطوة من أجل العمل وكسب لقمة العيش. وفي نفس الوقت فإنّ العاملات الأجنبية يمشون مع أصحاب العمل ويحملون الأغراض، "فوجدت أنّ العذاب نفسه في الشوارع". 

لماذا يصوّر القصة على أنها مستحيلة؟ أراد وسام تسليط الضوء على العنصرية "غير الواعية" لدى بعض فئات الشعب الللبناني، و"لا يتقبّلون بسهولة أن يكون هناك علاقة بين هذه الفئة من الناس، بل هم فقط يعيشون من أجل العمل". وكان لا بدّ له في فيلمه أن يخلق قصة جديدة، خاصة وأنه عمل كثيراً في تغطية قضية اللاجئين السوريين، من خلال عمله الصحفي

وسام شرف، ضيف سميرة إبراهيم في برنامج "هوى الأيام".

سمعي بودكاست

 

 

مونت كارلو الدولية في

09.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004