ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (6)

فيلمان فرنسيان متباعدان: واحد للتثاؤب وآخر للإثارة

فنيسيا: محمد رُضا

فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

بجدارة مع نسبة من الجدال، يمكن اعتبار مهرجان فنيسيا أفضل مهرجان سينمائي في العالم، وهذا يعني أنه أفضل من «كان» و«برلين» والصف المتقدم من المهرجانات الأخرى مثل لوكارنو وكارلوفي فاري وسان سابستيان ولندن وتورونتو.

أسباب ذلك تعود إلى الاختيارات المفتوحة داخل المسابقة وخارجها على مزيج كبير من الأفلام الجيدة حتى وإن كانت الجودة مرهونة بوجهة نظر الجمهور والنقاد. هناك أفلام لم تكن ضرورية (مثل فيلم «القديس أومير» لأليس ديوب الذي شوهد أول من أمس) والذي عُرض ضمن المسابقة وكان الأجر به أن يحتل زاوية بين الأفلام التي حشدت خارجها.

لكن لا بد من سبب وراء إدخاله. ربما لأن مخرجته أفريقية الأصول لأجل القول إن المخرجين ذوي البشرة السوداء متواجدون في هذا الحفل. لكن الفيلم فرنسي الإنتاج كاملاً ما يجعل لون بشرة مخرجه خارج الطرح وهو أحد خمسة أفلام فرنسية بين 23 فيلماً مختاراً للمسابقة بينها خمسة غير أوروبية (هي مكسيكي وأرجنتيني وياباني وإيرانيان) والسائد هنا هو أنه كان يمكن الاستغناء عن ثلاثة أفلام واستبدالها بأعمال أخرى غير أميركية وغير أوروبية.

- إخراج كسول

«سانت أومير» دراما محاكم يتولى تقديم روائية فرنسية شابة من أصول أفريقية اهتمت بقضية امرأة أفريقية الأصول أيضاً تُحاكم بتهمة ترك طفلتها على شاطئ البحر مما أدى لغرقها. هذا التأسيس والاهتمام يمر في عشر دقائق، باقي الفيلم هو - بمعظمه - عن المحاكمة ذاتها. الكاميرا تنتقل من القاضية إلى المتهمة ثم إلى القاضية ومنها إلى المتهمة طوال الوقت. تقطع قليلاً لتظهر المدعي العام والمحامية والجالسين (مقابل 200 يورو في اليوم) كحضور. وبينهم بالطبع تلك الشابة التي تتابع وتشعر بالألم لكونها مرت بمحنة في طفولتها.

لا يمكن سؤالي عما هي هذه المحنة التي تجعلها تتلوى من الوجع وتتحسس بطنها وتبكي وتتقياً لأن الرابط واهن بين الحالتين. هي لم يكن لديها طفل تركته على الشاطئ أو داخل سيارة بلا منفذ هواء. لكنها تمثل - حسب شهادة المخرجة في كلمتها عن الفيلم - المخرجة ذاتها. تقول في كلمتها: إنها حضرت تلك المحاكمة سنة 2016 وتأثرت بها. لكن هذا التأثير لا وجود له في الفيلم ذاته. إذا كان هناك من وجود فهو الضجر من حكاية ووقائع نسمعها ولا نشاهد منها شيئاً.

هذا إخراج كسول منمق أحياناً ببعض المواقف وبأغنية لنينا سايمون عنوانها Little Girl Blues علينا أن نسمعها كاملة ربما لتملأ بعض الوقت الإضافي.

الحوارات بدورها طويلة وكثيرة في أفلام كثيرة (مثل The Whale وTar) كما لو أن هناك توجهاً للعمل ضد السينما وتفكيك لغاتها السردية والفنية. هناك أفلام كثيرة قامت على الحوار (أفلام انغمار برغمن) وبعضها على مونولوغ فردي (مثل «شرف سري» لروبرت ألتمن) لكنها مصحوبة بعمق ما تطرحه من أحوال الناس وبدكاء معالجتها لدى مخرجيها وهذا لا وجود له لا في «سانت أومير» (بلدة فرنسية) ولا في الغالب مما شاهدناه هنا على هذا المنوال.

- شرارة شغب

الأجدى من هذا الفيلم، عمل فرنسي آخر ولو أنه ليس الفيلم الذي لا يخلو من مشاكل.

عنوانه «أثينا» للمخرج رومين غارفاس حول ثلاثة أشقاء يتعاملون مع تداعيات مقتل صبي في الحادية عشرة من العمر على أيدي رجلي بوليس. من دون سبب يُذكر ما ينتج عنه وقوع تظاهرات وأعمال شغب وعنف...

في البداية نجد الكاميرا ثابتة على وجه المجند عبدل (دالي بنصالح) وهو يتقدم نحوها. تتراجع مع تقدمه ثم تدلف معه مؤتمراً صحافياً سيدعو فيه إلى الهدوء والتوقف عن التظاهر. لكن أحد المتواجدين في القاعة يشعل قنبلة مولوتوف ويرميها في القاعة. من هنا، لن تتوقف الكاميرا عن الهرولة مع أبطالها من وإلى وأحياناً حتى عندما يتوقفون عن السير. هذا يخلق حركة دائمة ودؤوبة للكاميرا كما لما أمامها. وما أمامها مئات المتظاهرين يتقدمهم كريم (سامي سليمان) شقيق عبدل الأصغر ويتوسطهما مختار (واسيني مبارك) الذي يحاول منفذاً آخر لإقناع شقيقه كريم بالتوقف عن العنف. ليس هناك من قصص خلفية للثلاثة بل يقفز الفيلم إلى منتصف القتال الدائر بين رجال القانون والخارجين عليه، وبين هذا الفريق الثاني ضد بعضه البعض.

إذ تتلاحق الأحداث في خط واحد لا يهدأ يؤمنه تصوير ماتياس بوكار يعمد المخرج غافراس (ابن كوستا - غافراس) إلى اللقطات الطويلة كحجم وكمدة تصوير للقطة الواحدة (على تفاوت أحياناً). يضيف المخرج إلى الضجيج الناتج عن التظاهرات والصراخ الفردي والعام موسيقى مضطربة (من الفرقة الفرنسية Gener8ion) وبعض المقاطع الأوبرالية لمزيد من التأثير. لكن كل هذا لا ينتج عنه أكثر من تأكيد ما هو حاصل. الفيلم هو كل ذلك الزخم البصري والسمعي لما يقع ويحدث. والعصا ممسوكة، حين يصل الأمر إلى تحديد المسؤوليات، من النصف: نعم هناك وحشية بوليسية انطلقت منها شرارة الشغب، لكن هناك الفقر والعوز والعنصرية التي يواجهها أبناء الضواحي الجنوبية. العنوان مأخوذ عن تراجيديا يونانية كما كان (Les Miserable) مأخوذ عن رواية فكتور هوغو من دون أن يعني ذلك أكثر من استخدام كلمة ذات مرجعية أدبية. الفيلمان ممهوران باسم لادي لي الذي أخرج «البؤساء» وأنتج هذا الفيلم. كما ينتهي فيلمه السابق بورطة وقوع القانون بين المطرقة والحجر يواصل هذا الفيلم الحبكة على هذا النحو كما لو أنه امتداد كامل للحكاية الأولى التي تضمنت مقتل أبرياء صغار أشعل فتيل المشكلة.

إخراج الوحدة الثانية المعنية بتوجيه وإدارة المجاميع وإدارة الكاميرا وجهد الإخراج في «أثينا» رائع، لكن كل شيء هنا هو في نهايته سلسلة طويلة من الحدث ذاته مفروض على المشاهد كما لو كان جداراً يتلقف الحجارة. هذا ليس فناً رفيعاً لكنه شق طريق للمخرج الفرنسي صوب «نيتفليكس» والسوق الأميركية على نحو يؤمل منه المزيد.

 

الشرق الأوسط في

08.09.2022

 
 
 
 
 

أطفال السينما في مهرجان البندقية بين النبذ والحب

فيلم فرنسي وآخر سنغالي يضعان الطفولة المظلومة أمام الكاميرا

هوفيك حبشيان

بعد نجاح "الأب"، يبدو أن المخرج الفرنسي فلوريان زيلر أراد تكرار التجربة الناجحة سينمائياً، ولكن هذه المرة مع الإبن بدلاً من الأب الذي كان يضطلع بدوره أنطوني هوبكنز في أداء فاز عنه بـ "أوسكار" أفضل ممثّل العام الماضي."الإبن"، المعروض أمس في مهرجان البندقية السينمائي (31  أغسطس/ آب - 10 سبتمبر/ أيلول)، مسرحية أخرى لزيلر، ضمن ثلاثية "الأب" و"الابن" و"الأم"، ينقلها المسرحيّ إلى الشاشة بمساعدة السيناريست الكبير كريستوفر هامبتون، والنتيجة زيلرية بامتياز، وفي أدق التفاصيل. بمعنى أن الفيلم يحمل الأساليب والمضامين والأجواء التي سادت في "الأب"، لتصبح إحدى علامات سينما هذا المسرحي الذي انتقل إلى الشاشة.

مثلث عائلي

ـ"الابن"، على غرار "الأب"، يأخد من شقت ومكتب وبعض الأماكن الأخرى القليلة مسرحاً للأحداث. هذه الأماكن ديكور فقط، تعطينا فكرة عن المستوى المعيشي للشخصيات ولا تعني شيئاً على الصعيد الدرامي. قصّة مماثلة، وإن حدثت في أميركا، فهي كونية الطابع، يتوحّد معها ناس من ثقافات مختلفة. زيلر يهتم بالتشابك بين الشخصيات أكثر من اهتمامه بتشابكها مع المكان الذي تقيم فيه. تصوير الأحداث المتتالية في أماكن كهذه بديهي أيضاً، عندما يكون أصل النصّ مسرحية، مثلما بديهي أيضاً أن يكون الكلام وفيراً، ويعتمد عليه النصّ لبلورة الأحداث. لكن، في المقابل، وببراعته المعهودة، يحوّلها السيناريست هامبتون إلى عمل لا تنقصه الديناميكية، لا تلك التي تتجسّد على الشاشة، بل المحسوسة عبرها. نعم، في هذا يمكن الاعتماد على كاتب السيناريو الفذ لتحويل المسرحية إلى فيلم، من دون ان يكون مسرحاً مصوّراً.

اذا كانت مشكلة الابنة في "الأب" فهم ما يعاني منه والدها، فمشكلة الوالدين في "الابن" هي فهم ابنهما نيكولاس (زين ماكغراث) المراهق الذي يعاني كآبة وحالة نفسية ضاغطة تحوّلان حياته وحياة الآخرين إلى جحيم. يريد نيكولاس التخلّص من الحياة، ولا يبدي أي اهتمام سوى بالرحيل عن هذه الدنيا. ترى ما الأسباب الكامنة خلف هذه السلبية وهو لم يرَ شيئاً من الحياة بعد؟ يحاول الوالدان تحليل الدوافع، لكن السر في قلب نيكولاس الذي سيشرع بمرضه ومعاناته، الباب أمام مراجعات يقوم بها الأب (هيو جاكمان) لحياته، في ضوء التطورات الأخيرة التي عاشها مثل الانفصال عن زوجته السابقة (لورا درن) والارتباط بامرأة تصغره سنّاً والإنجاب منها. يصارع الابن الحياة على طريقته ويصارع الأب بدوره، وللكلّ شياطينه وهواجسه وأمراضه. واللافت أن الفيلم سرعان ما يصبح فيلماً عن الأب بالرغم من أنه يحمل إسم الإبن. فما حدث للإبن يصعب فهمه بمعزل عن تجربة الأب، حبّاً وزواجاً وطلاقاً وحياةً مهنية. المساران متلازمان وإن ابتعدا وانفصلا مراراً، وهذا ما يبرع الفيلم في إظهاره وتأكيده، مناقشاً مواضيع إجتماعية بالغة الأهمية من مثل التربية والأبوّة والذنب، ولعل أهمها العلاج النفسي الذي رغم تطور المجتمع الغربي، لا يزال الحديث فيه نوعاً من تابو.

من حوادث مماثلة تقع يومياً في كلّ مكان، يستمد زيلر حكاية تعيد النظر في الخيارات التي تتعلّق بالحياة ،وكيف أن بعض تلك الخيارات باتت من المسلّمات في الغرب، لكنها رغم ذلك تحتاج إلى نظرة إضافية عليها في نهاية المطاف. هل يطعن الفيلم في نمط العيش الغربي؟ لا شيء أكيداً في هذا الشأن، لكن ما لا يترك أي مجال للشك هو أن الفيلم لا يأتي بصورة مثالية عن العلاقات الإجتماعية والأهليلة في الغرب، مع حذر شديد من جانب الكاتب والمخرج في عدم النزول بتلك العلاقات إلى القعر. إنه فقط نقد لكلّ الموت. 

طفولة سنغالية

إذا كانت الطفولة، رغم الكثير من الحبّ الذي يحيط بها، مصدر عذابات للأهل في "الإبن"، فـ"سانت أومير" (مسابقة) للمخرجة السنغالية أليس ديوب يتناول الطفولة غير المرغوب فيها لمئة سبب وسبب. يوثق الفيلم حكاية أم (كوسلاكي مالنغا) تُدعى لورانس كولي وهي من أصول سنغالية مهاجرة إلى فرنسا، تنجب طفلة بالسر، ثم بعد 15 شهراً ترميها على أحد الشواطئ الفرنسية في انتظار أن يجرفها المد العالي. تضحي بفلذة كبدها بكلّ دم بارد، والآن عليها مواجهة الحقيقة في المحكمة وتروي تفاصيل جريمتها ودوافعها، وكذلك كلّ الظروف المحيطة بها والتي أفضت إلى تلك اللحظة التي لا عودة عنها. تعترف السيدة بالجريمة، لكنها تلقي اللوم على مَن سحرها.

 في موازاة جلسات المحاكمة، نتعقّب الصحافية الكاتبة راما (كايي كاغامه) التي تواظب على حضور المحاكمة، بهدف استخدام قصّتها لكتابة نسخة حديثة من اسطورة ميديا الإغريقية. تدريجاً، تتوضّح الروابط بين السيدتين، القاتلة والشاهدة على جلسات تبرير القتل. فالأولى تخلّصت من مولودها والثانية تنتظره. هناك حوار خفيّ  بينهما يعبر من الملموس إلى المحسوس. الفيلم لا يجيب على الكثير من الأسئلة المعلّقة، فهو يأتي بشبه أجوبة، تاركاً إيانا في غموض تام أحياناً، شأننا شأن أعضاء هيئة المحلفين الذين يتابعون شهادة الأم، من دون حسم القضية لصالحها أو ضدها. يتحوّل الفيلم نتيجة هذا الغموض إلى هذا النوع من الأعمال التي فيها فجوات كثيرة تعود إلى المُشاهد مهمة سدها.

تحاول الأم عبر شهادتها الاختباء خلف خرافة، علها تكون سبباً كافياً لادّعاء البراءة كنوع من جحّة ذات طابع ثقافي وهوياتي. فهي تصر في كلّ كلامها بأنها وقعت ضحية السحر الذي جبرها أن تتصرف على هذا النحو. هل تصدّقها المحكمة؟ في أي حال، الفيلم اقتباس لحادث عرضي وقع في فرنسا في العام 2015، واكتشفته المخرجة (التي اشتهرت بأفلام وثائقية عن الجالية الإفريقية في فرنسا)، وهي تطالع صحيفة "لو موند"، وقرأت عن هذه السيدة وراحت تحضر جلساتها في المحكمة، حد أنها تحوّلت إلى هوس لديها. في النهاية، حُكم على السيدة بالسجن مدة عشرين سنة، ولكن في الفيلم تخلتف التطورات بعض الشيء، وتخضع لنظرة المخرجة إلى واقع الأفارقة في فرنسا اليوم، وكذلك إلى روابط كثيرة تنسجها مع التاريخ الاستعماري، وليست كلها واضحة ومفهومة. لكنّ "سانت أومير" يبقى قبل أي شيء فيلماً عن الطفولة غير المكتملة، عن تلك الطفلة التي وُلدت وماتت في الظلّ، والتي سحقت قصّتها قلب المخرجة لفترة طويلة. وما هي المحاكمة والفيلم التي استلهمته منها، سوى رد اعتبار للطفلة ولكلّ البنات الصغيرات في العالم.  

 

الـ The Independent  في

08.09.2022

 
 
 
 
 

الطفولة وأزماتها محور ثلاثة أفلام عُرضت في مهرجان البندقية

البندقية - هوفيك حبشيان

لي أكثر من صديقة في منتصف الثلاثينات يسابقن الزمن للانجاب. "أولاد الآخرين" المشارك في مسابقة الدورة التاسعة والسبعين ل#مهرجان البندقية ال#سينمائي (31 آب - 10 أيلول) فهم تحديداً وبالذات مسألة السبق هذه التي تتحول إلى هوس عند بعض النساء في أواخر سنوات قدرتهن على الانجاب. فهم، لأن مخرجته، ريبيكّا زلوتوفسكي، إمرأة، وربما عاشت من قريب ذلك الهاجس، أو ربما لم تعشه لكنها أدركت ما يعنيه من شعور بالكبت والحرمان ينبغي التحدّث عنهما. فيلمها لا يكاد يكف عن الحركة المتواصلة، يحاصر الموضوع من جوانبه النفسية والاجتماعية كافة، يحفر ويحفر في العمق. لا مجال لنلتقط أنفاسنا أو نخرج من السياق الدرامي. نجدنا داخل دقّات قلب راشيل (فيرجيني إيفيرا) الإمرأة الأربعينية الساحرة والذكية والمحبّة التي تتعرف إلى علي (رشدي زم)، أب عازب يهتم بابنته بعد الانفصال عن زوجته السابقة. يتعارفان فيتحابان، وبعد ذلك يحدث ما يحدث في أي رومانس غربي. إلى حين دخول الابنة الصغيرة ذات السنوات الخمس على الخط لتقلب المعادلة. فبعد قضاء الثلاثة عطلة معاً، ستتعلّق راشيل بالطفلة، وسترى فيها انعكاساً لرغباتها وأمومتها غير المحققة. ستحلّق أفكارها إلى بعيد، في الأوهام، لكن السقوط سيكون حراً. فهي ليست أمها، ولن تكونها، الا في الحدود المسموحة لها، وكبديل فقط. هذه العلاقة مع الابنة الصغيرة ستوفّر لراشيل حياةً بالاستعانة.
هذه خامس تجربة سينمائية لزلوتوفسكي وهي على الأرجج أكثرها نضجاً وأرفعها شأناً. العمل لا يطرح موضوعاً مهمّشاً فحسب، بل يطرحه بأسلوبية. زلوتوفسكي صاحبة بصمة، تتنفّس سينما، من كادراتها إلى حركة كاميراها فإلى استخدام الموسيقى اللافت جداً. الصياغة كاملة نابعة من حرفة سينمائية نادرة، تتحدّر من تقليد فرنسي طويل في صناعة الفيلم الحميمي، الذي لا يدور بالضرورة بين جدران أربعة، والذي يجيد التقاط العادي في الأشياء. ذكّرني كثيراً بكلود سوتيه والسبعينات. باريس التي تجد فيها المخرجة دائماً زاويا تصوير جديدة، رغم انها أكبر بلاتو تصوير مفتوح استُهلك في العالم. السينما التي تقدّمها، فرنسية في أدق تفاصيلها، في الرقة التي توحي بها، وفي دراسة الشخصيات المنمقة، لكنها تسمح لها كذلك بمس كلّ إمرأة وكلّ رجل أيضاً، والدليل خروجي من الصالة بعينين رطبتين.

******

في "الأب" لفلوريان زيلر، كانت مشكلة الابنة تكمن في فهم الأب ومعاناته. في "الابن"، جديد المخرج نفسه المعروض في المسابقة، انقلبت الآية فبات الوالدان هما اللذان لا يفهمان ابنهما ومعاناته. فمحور القصّة هو نيكولاس (زين ماكغراث)، مراهق في السابعة عشرة، يعاني من الكآبة وسوء الأحوال النفسية الذي يحوّل حياته وحياة الآخرين إلى جحيم. يعتبر الحياة عبئاً عليه، يشتكي من قسوتها، ولا يبدي أي رغبة في خوض تجربة العيش، خصوصاً بعد خيبة غرامية تعرض لها. بعد اكتشاف أمه (لورا درن) انه غاب عن الصف طوال شهر كامل، تحمل مصيبتها وتذهب إلى والده (هيو جاكمان) لتطلب المساعدة منه.

الأب حكاية أخرى متداخلة مع حكاية الابن. اللافت ان الفيلم سرعان ما سيصبح فيلماً عن الأب بالرغم من انه يحمل اسم الابن، وهذا يذكّرني نوعاً ما بفيلم "الطفل" للأخوين داردن. نبدأ مع الابن ثم نكمل مع الأب، وكلاهما يحتاجان إلى مساعدة ودعم ورعاية، لكن الأخير صاحب تجربة ولا بد من الانكباب عليه. ثم ان ما حدث للابن لا يمكن قراءته وتحليله بمعزل عن خيارات الوالد. المساران متلازمان وإن ابتعدا وانفصلا أحياناً، وهذا ما يبرع الفيلم في اظهاره وتأكيده.

الفيلم يناقش مواضيع عدة: التربية، العلاج النفسي، الحب، الطلاق، الابوّة، الذنب. كلّ هذا يجد مكانه في لحظة من لحظات الفيلم، من دون ان يبدو أي منها مادة مقحمة. صحيح ان الفيلم يعاني مثل معظم الأفلام المعروضة من بعض الاطالة، لكن الأحاسيس التي يوثّقها تحتاح إلى بعض الوقت كي تنمو وتصبح فعّالة.

******

في "سانت أومير" لأليس ديوب (مسابقة)، نتعقّب راما (كايي كاغامه) التي تواظب على حضور جلسات الاستماع لسيدة أفريقية مهاجرة إلى فرنسا تُدعى لورانس كولي (كوسلاكي مالنغا) قتلت مولودها بلا سبب. هي تريد ان تستخدم قصّتها لكتابة نسخة حديثة من اسطورة ميديا الإغريقية. وميديا بحسب موقع "ويكيبيديا" ساحرة وكانت ابنة أيتس ملك كولخيس، وقد رماها أبوها في السجن بعد أن خاف من سحرها، فاستخدمته في الهرب من السجن وذهبت إلى معبد هيليوس إله الشمس وهو جدها كما يزعم".

ما علاقة ميديا بسيدة أربعينية نتابع تفاصيل تخلّصها من ابنتها رمياً في البحر، قبل ان نتعرف إلى كلّ ما سبق الجريمة وأعقبها؟ الفيلم يوفّر شبه اجابات عن كلّ شيء، لكنها مليئة بالغموض، غموض يبلوره إلى أقصى حد، على شاكلة شهادة المتهمة التي تترجح روايتها بين الكذب والخرافات وعناصر مستلّة من الواقع الذي يحيط بها. تصر المتهمة بأنها وقعت ضحية السحر الذي أملى عليها تصرفاتها وتدّعي البراءة بناءً على هذه الفرضية. لا أحد يصدّقها، لا المُشاهد ولا حتى المحلفون ولا الكاتبة الصحافية نفسها التي تغطي المحكمة. الفيلم يحاول النبش في هذه الحادثة الغامضة، حتى تفقد كلّ أوراقها وتصبح كالشجرة عارية تماماً. تروي ديوب ان الحكاية التي استندت اليها حقيقية، ولفتت نظرها حينما قرأت في "لوموند" عن سيدة سنغالية ألقت بطفلتها في البحر، فاعتقد المحققون والصحافيون بعد فشلهم في تحديد هوية الضحية، بأن الأمر يتعلّق بمهاجرين غير شرعيين. وتقول ديوب بأنها نظرت في وجه الأم التي نشرت الجريدة صورتها، وصاحت: "انها سنغالية!". ومذذاك، باتت هذه السيدة هاجساً عندها، خصوصاً انها في مثل سنّها، وراحت تتابع جلساتها في المحكمة لفترة طويلة. ديوب التي سبق ان عملت على عدد من الأفلام الوثائقية، توثّق مع هذا الفيلم حدثاً جانبياً، لا يجد مكاناً له تحت الضوء. تلك الطفلة التي ولدت وماتت ولا أحد عرف حتى إسمها، ولدت من رحم المحكمة وعاشت مرة جديدة. تلك المحكمة التي سمحت لها بالإنوجاد في واقعٍ موازٍ.

 

النهار اللبنانية في

08.09.2022

 
 
 
 
 

«العظام وكل شيء».. عن الحب والأسرار التي نخفيها ونكبتها

فينيسيا ـ «سينماتوغراف» : نسرين سيد أحمد

الجوع، وربما الظمأ، هما الدافعان الرئيسيان في فيلم «العظام وكل شيء» للمخرج الإيطالي لوكا غاوادانينو، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا. لكن الجوع والظمأ في الفيلم ليسا كما نعرفهما، وهما أيضاً يتجاوزان الرغبة الملحة في الطعام والشراب، ليشملا تعطشنا إلى الحب والانتماء، وبحثنا عمن يفهمنا ويتقبلنا على عيوبنا وعلاتنا.

«العظام وكل شيء» فيلم رعب، يثير فينا الكثير من الخوف والتقزز، حتى إننا قد نجفل أو قد نشيح بأنظارنا بعيداً عن الشاشة في بعض المشاهد، لكنه أيضاً قصة بحث عن الذات ومحاولة لفهمها، وهو كذلك قصة حب تحمل من الرومانسية الكثير، وربما يكمن نجاح الفيلم في إقناعنا بقصة الحب وخلق التعاطف بيننا وبين البطلين الشابين، على الرغم من ذلك الرعب.

الشخصية الرئيسية في الفيلم هي مارين (تايلور راسل) الصبية التي يقارب عمرها الـ 18 عاماً. في المدرسة عادة ما تكون صامتة خجولة، مبتعدة عن الزميلات والزملاء، وتعيش على أطراف المدينة في بيت بسيط مع والد نخال للوهلة الأولى أنه صارم، ولا يسمح لابنته بأن تكوّن صداقات، أو أن تتزاور مع الزميلات. ذات يوم تتخطى مارين رقابة والدها، وتغادر المنزل ليلا لتمضي بعض الوقت مع زميلاتها في الصف في منزل إحداهن. وفي جلسة تتبادل فيها الفتيات أدوات الزينة، على عادة المراهقات، يتكشف لنا السر الذي تحمله مارين. فبينما تريها صديقتها طلاء أظافرها الجديد، لا تقاوم مارين نهمها وجوعها المتزايد وتلتهم إصبع زميلتها. يتفجر الدم وتغطي الدماء ثياب مارين، التي نكتشف أنها من أكلة لحوم البشر، وأنها تقاوم نهمها حتى لا ينكشف سرها.

في عيد ميلادها الثامن عشر، يهجرها والدها، تاركا لها بعض المال وشهادة ميلاد تحمل اسم أمها التي لم ترها قط. تبدأ مارين إثر ذلك رحلة طويلة بحثا عن أمها، وبحثا عن فهم الذات، في محاولة لفهم لم ولدت بهذا النهم للحم البشر. تقابل مارين في رحلتها سولي (مارك ريلانس في أداء مميز يجمد الدم في الأوصال) الذي يتعرف على أن مارين من آكلي لحوم البشر، لأنه يشم في رائحتها هذا الجوع للحم البشري، ويعلمها كيف تشم رائحة الآكلين الآخرين. تتعلم مارين أن الهدف الأكبر للكثير من أكلة لحوم البشر، والرحلة التي يوثقون فيها انتماءهم لعالم أكلة لحوم البشر، هو أن يلتهموا إنساناً بأكمله مشتملاً على «العظام وكل شيء».

لكن هذه العبارة تكتسب معنى آخر في حياة مارين، فهي بحاجة إلى من يحبها برمتها، يحبها بنهمها للحم البشر، ويفهم حاجتها لأن يكون لها بيت وسكن وحافظ للسر. في رحلتها تلتقي مارين بالوسيم النحيل المعطوب روحا لي (تيموثي شالاميت)، الذي اكتشفه غوادانينو في فيلمه «نادني باسمك» لينطلق بعدها في شهرة واسعة). لي من «الآكلين» كما يطلق آكلو لحوم البشر على أنفسهم، وله ماض معذب مؤلم كماضي مارين. ومعا ينطلقان في رحلة يحاولان أن يجدا فيها الحب والملاذ في بعضهما بعضا بعد أن خذلهما العالم. ولوهلة يظن الحبيبان الشابان أن العالم وهبهما السكينة، لكن الأقدار تأبى ذلك.

نجد في شخصية مارين وفي الفيلم أصداء من فيلم «نيء» (2016) لجوليا دكورنو، الذي تكتشف بطلته الشابة الطالبة الجامعية النابهة أنها من أكلة لحوم البشر. ونكتشف أن هذا النهم للحوم البشر هو نهم منها للحياة، وكل ما فيها من رغبات، وعن رغبتها لاكتشاف الجسد والجنس. كما أن الفيلم يحمل بعض أصداء من فيلم «باد لاندز» (1973) لترنس ماليك، الذي ينطلق بطلاه الشابان في رحلة يسفكان فيها الكثير من الدماء، لكننا نتفهم دوافعهما لذلك.

«العظام وكل شيء» ليس فقط عن محاولة اكتشاف الذات والعثور على الحب. هو أيضاً عن الأسرار التي نخفيها، عن ميولنا ونوازعنا التي قد نخفيها ونكبتها خوفاً من المجتمع. هو كذلك عن ذلك الجوع، أيا كان نوعه، الذي يستنفدنا ويجهدنا ويذهب بنا في طرق ومسارات ما كنا نعتقد أننا سنسلكها يوماً قط. يقدم غوادانينو بطلين نتعاطف معهما ومع رحلتهما ومع سعيهما لإيجاد ملاذ لهما.

 

####

 

نظرة أولى.. THE SON دراما مؤلمة عن التمزق والخوف الأسري

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

لقد تسبب فلوريان زيلر بالفعل في إثارة الجماهير عام 2020 بفيلمه «الأب»، استنادًا إلى مسرحية خاصة به وقام كريستوفر هامبتون بكتابة السيناريو، وقدم أنتوني هوبكنز شخصية الرجل العجوز الذي تتم رعايته من قبل ابنته أوليفيا كولمان بينما يستسلم في نهاية اللعبة المأساوية لـ مرض الزهايمر، وربما يقدم عنوان فيلم زيلر الجديد «The Son ـ الابن» مرة أخرى من مسرحيته الخاصة مع سيناريو هامبتون – نوعًا من هذه الإثارة العاطفية أو مكملاً لها.

الابن هو دراما مؤلمة بشكل متزايد، معاناة أخرى دون تخدير. في قلبها، يقدم هيو جاكمان أداءً يتمتع بالإبداع حضورًا وذكاءً من خلال شخصية بيتر، وهو محامٍ مزدهر في نيويورك تُحسد حياته: إنه مطلق (أصبح في هذا الوضع ودودًا بما فيه الكفاية)، وتزوج مرة أخرى ولديه طفل رضيع، وعلى وشك الحصول على استشارة سياسية قد تمنحه نوعًا من دور النجم المستقبلي في البيت الأبيض.

وبعد ذلك، تتصل زوجته الأولى قائلة إن ابنه البالغ من العمر 17 عامًا مكتئب للغاية بسبب علاقته به، ويتغيب عن المدرسة وتتوسل ضرورة بقاءه معه لفترة من الوقت. يرى بيتر أنه لا يمكنه الرفض في ظل الظروف المقبل عليها؛ وتقبل الأمر زوجته الجديدة – وكل شيء يؤدي إلى الظلام دون أن يتمكن أي شخص على الإطلاق من معرفة ما إذا كان قد فعل الشيء الخطأ، أو إذا كان هناك شيء صحيح يجب القيام به أو منعطف إيجابي يجب اتخاذه في ظل المرض العقلي الذي يعانيه الابن.

تلعب فانيسا كيربي دور بيت زوجة بيتر الجديدة؛ ولورا ديرن هي زوجته الأولى كيت. أما أنتوني هوبكنز فهو والد بيتر الغاضب بشكل هائل من تصرفات ابنه، والممثل الأسترالي الشاب زين ماكغراث هو ابن بيتر المضطرب نيكولاس.

الابن دراما مكتوبة بشكل جميل وأداء جميع الشخصيات لا تشوبها شائبة، لا سيما من قبل هيو جاكمانالمحامي اللامع الأنيق في مانهاتن. لكن الأشياء الصغيرة تخون ألمه الداخلي، وتظهر وسامته المحفورة بالإجهاد، من خلال عدم حلاقته لذقنه بشكل صحيح أبدًا، حيث يظهر من بين ثناياها بقايا من الأرق والقلق.

تبدأ الأحداث في التصاعد، مع قبول بيتر لابنه نيكولاس في البيت المزدحم، وتزيد المشاحنات بين الاثنين، ما بين الوالد البارد وغير المكترث وغير المسؤول من وجهة نظر الابن، ومساحة التوبيخ التي تحدث بينهما، ولذلك يقوم بيتر بزيارة غير معلنه للرجل العجوز أنتوني هوبكنز ليتمكن من إخباره بما يحدث مع نيكولاس ثم استخدام ذلك كذريعة لتجريف الماضي.

تبدأ تحولات الابن في تآكل واقع الأب، الذي يعني له مجرد مشاهدة نيكولاس التفكير المضطرب في التأثيرات المحتملة، ويبدأ الفيلم في لعب خدعة ساحرة على عواطف الجمهور، حيث تُظهر الزوجة الأولى، كيف أن بيت نفسه قد تجاوز تفككهما وأنه قادر على قبول ابنه بعقلانية، ولكنها تفضي بإحساس أوضح عن مظالمها – وفي نفس الوقت تبدو مستاءة وتتشكك من أن نيكولاس الصغير يمكن أن يلحق الضرر أو حتى يدمر زواج بيتر مرة أخرى. و تُظهر في المقابل زوجته الجديدة خوفها الصريح من نيكولاس – الذي يكون ساحرًا في بعض الأحيان، وأحيانًا مقلقًا – ونيكولاس نفسه غاضب بصراحة من الطريقة التي تخلى بها والده عنه (كما يراه)، لكن موقفه مختلف؛ لأنه يريد شيئًا مقابل ماضٍ مهدم.

هل يريد نيكولاس إعادة جمع والده ووالدته مرة أخرى معًا؟، إذا كان الأمر كذلك، فيبدو أنه يعمل بطريقته الخاصة المضطربة التي تحتاج إلى تحليل، خصوصاً وهو يسعى إلى ذلك بأسلوب يبدوا فيه مذهولاً ومذعوراً، ليدفع الكبار إلى عدم قمعه، بسبب علمه بعدم رجوع الماضي الرهيب والظالم.

على مستوى أعمق، يبدو أن الابن يمثل خوف جيل متوسط ​​العمر من الشباب وعدم فهمهم للكبار أو العكس. حيث ينظر بيتر إلى وجه نيكولاس – أحيانًا يبتسم، وأحيانًا يبكي، وأحيانًا فارغًا بشكل مخيف – ولا يرى أي شيء يخبره بالحقيقة عما يفكر فيه ابنه ويشعر به، وما يجب أن يفكر فيه ويشعر به في المقابل. مرة أخرى رغم بهرجة بعض مشاهد الفيلم وخصوصاً في مشهده الأخير، لكن العمل بشكل عام قوي ومؤثر ويدعوا إلى التفكير.

 

موقع "سينماتوغراف" في

08.09.2022

 
 
 
 
 

تيلدا سوينتون فى مهرجان فينيسيا السينمائى بشعر أصفر

رصدت عدسات المصورين الممثلة تيلدا سوينتون، والتي ظهرت بصبغة شعر صفراء في مهرجان فينيسيا السينمائي، خلال جلسة تصوير لطاقم عمل فيلم "The Eternal Daughter" ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي.

ويتناول الفيلم قصة فتاة في منتصف عمرها تنتقل مع والدتها إلى قصر العائلة القديم والذي كان في يوما من الأيام فندقا وتظهر العديد من الأسرار حول هذا القصر ويجب على الفتاة و أمها اكتشاف تلك الأسرار المدفونة، ويشاركها في العمل كارلي صوفيا و جوزيف ميديل واوجست جوشي ويصنف الفيلم تحت فئة الغموض و الدراما وهو من تأليف و إخراج و إنتاج جوانا هوج.

كان آخر عمل شاركت فيه تيلدا سوينتون هو فيلم Three Thousand Years of Longing وهو فيلم ملحمي رومانسي وفنتازيا من إخراج وكتابة جورج ميلر، وشارك فيه إدريس إلبا وسارة هوبولت وطرح فيلم " Three Thousand Years of Longing" في 26 من أغسطس الماضي والفيلم مأخوذ عن كتاب " the djinn in the nightingale's eye" من كتابة الروائية البريطانية أنتونيا سوزان بيات.

وبدأت فعاليات مهرجان فينيسيا في 31 من أغسطس الماضي وكان فيلم "White Noise" هو فيلم الافتتاح من إخراج نواه بومباخ و من بطولة أدم درايفر، ومن المفترض أن تظل فعاليات المهرجان حتى اليوم 10 من سبتمبر، وكان قد صرح رئيس المهرجان أن خلال هذه الدورة سيتخلى المهرجان عن جميع الإجراءات الاحترازية،و يعرض خلال مهرجان فينيسيا لهذا العام العديد من الأفلام القوية مع ممثلين كبار وهناك منافسة شديدة تجمعهم خاصة فيلم "The Whale" للممثل بريندن فرازر.

 

####

 

مخرج فيلم "Without Her": علمت نفسى الإخراج وتجاربى جعلتنى أكثر صرامة

ليس غريبا على المخرج الإيراني أريان أن يعرض له أعمال فى المهرجانات العالمية، فقد طرحت عدة أفلام قصيرة له فى مهرجان بوسان ومهرجان كان، وخلال هذا العام من المفترض أن يعرض فيلمه الجديد "Without Her" في مهرجان فينيسيا السينمائي.

وكان قد صرح المخرج الإيرانى أريان لموقع variety أنه هو من علم نفسه الإخراج السينمائى وأخذ العديد من السنوات ليستطيع أن يخطو خطواته داخل مدرسة الإخراج، وأضاف أن خبرته العالمية علمته الكثير وعرف كيف يقع اختيار الأفلام في المهرجانات السينمائية، وقال أيضا "أعلم أن هناك الكثير من صناع الأفلام حول العالم وإذا اردت أن أنجح يجب أن أخرج فيلما أكثر من جيد، وجميع التجارب التي مررت بها جعلتني أكثر صرامة".

ويعرض فيلم "Without Her" بطلة الفيلم الرئيسية رويا والتي تستعد للهجرة لكنها تقابل امرأة تعاني من فقدان الذاكرة وتأخذها رويا معها و تبدأ حياتها في الانهيار وتكتشف بعد ذلك أن تلك المرأة ظهرت لتحل محلها ولكن بعد فوات الأوان.

ويصنف الفيلم تحت الأفلام النسوية وقال أريان وفقا لموقع  variety إن دائما الأفلام تظهر الرجل وهو يتحدث عن لسان النساء ولكن حان الوقت لتتحدث النساء بنفسها عن حياتها و أضاف أنه يحاول ربط تراث السينما الإيرانية بلمسة غربية ويأمل أن يجذب الفيلم الكثير من الأنظار للسينما الإيرانية وتستطيع المنافسة دائما في السينما العالمية.

 

####

 

شاهد يسرا فى شوارع فينيسيا بالتزامن مع فعاليات الدورة الـ 79 من المهرجان

كتب محمد زكريا

تتواجد النجمة يسرا في إيطاليا للمشاركة في فعاليات مهرجان فييسيا السينمائى الـ 79، وخاصة الفعالية التي يستضيف فيها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عدد من النجمات العرب والعالميات، بالتعاون مع فانيتي فيرإيطاليا، للإحتفاء بدور المرأة في مجال السينما على هامش فعاليات فينيسيا السينمائى.

وتشهد الدورة الـ 79 من مهرجان فينيسيا السينمائي حضور قوى من النجوم والنجمات العرب، حيث تواجدت الفنانة كندة علوش كمشاركة بفيلمها "نزوح" مع الفنان سامر المصري وحرص عمرو يوسف على التواجد لدعم زوجته، فيما تواجدت أيضاً الفنانة التونسية درة ومواطنها ظافر العابدين وكذلك الإعلامية رايا أبى راشد وغيرهم.

وتستعد يسرا لتصوير المشاهد الأخيرة من مسلسل "روز وليلى" المكون من 10 حلقات، بعد عودتها إلى القاهرة، حيث انتهت يسرا من تصوير عددا كبيرا من المشاهد على مدار الأسابيع الماضية، والعمل يجمع يسرا ونيللي كريم للمرة الأولى في بطولة مشتركة من تأليف السيناريست البريطاني كريس كول وإخراج المخرج السينمائي والتلفزيوني البريطاني أدريان شيرجولد، ويشارك في بطولته أحمد وفيق، تيام قمر وهشام عاشور.

وقدمت يسرا في شهر رمضان الماضى، مسلسل "أحلام سعيدة" وشارك في بطولته غادة عادل، مى كساب، شيماء سيف، هشام إسماعيل، نور محمود، نبيل نور الدين، عماد رشاد، أوتاكا، سامى مغاورى، ميسرة، عفاف مصطفى، جيهان الشماشيرجى، ملك بدوى وعدد آخر من الفنانين، تأليف هالة خليل وإخراج عمرو عرفة وإنتاج شركة العدل جروب للمنتج جمال العدل.

 

####

 

عرض فيلم كوثر يونس "صاحبتي" بمهرجان فينيسيا بعد غد الجمعة

وداد خميس

ألقت المخرجة المصرية الشابة كوثر يونس كلمتها في ندوة المرأة والسينما ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وتضم هذه الندوة ستة مخرجات من العالم كله للحديث عن المرأة والسينما.

وأكدت كوثر يونس في كلمتها أنها تتعجب من محاولة البعض لتصنيف السينما لسينما مرأة وسينما رجل لكن بما أنه تصنيف موجود بالفعل فيجب مناقشته، قائلة: "في البداية المخرجة من حقها تقديم أفلامها وافكارها مثل الرجل تماما لكن توجد ظاهرة ملحوظة تؤكد ان المخرجة في الوطن العربي تصنع اول أفلامها ثم تواجه صعوبات في إيجاد إنتاج لافلامها التالية عكس الرجال وكشفت هذه الظاهرة عن حاجة المرأة للدعم كي تستمر خصوصا انها من تقوم بالإنجاب ورعاية الأسرة بجوار عملها من هنا قامت بتقديم رابطة راويات والتي تدعم المخرجات في المنطقة العربية كشبكة تهدف لخلق حالة من التكاتف بين المخرجات العربيات".

 وعن قدرة المخرجات العربيات على الصمود أشارت كوثر ردا على السؤال أن عليها أن تفكر كإنسان بعيدا عن التفكير كرجل وامرأة والبحث عن وسيلة لتقديم السينما التي تحبها.

على صعيد آخر تشارك كوثربفيلمها الروائي القصير "صاحبتي"، والذى يعتبر أول فيلم مصري يشارك في مسابقة آفاق للأفلام القصيرة بمهرجان فينيسيا، وسيكون أول عروضه بعد غد الجمعة والذي سيشهد عرض الفيلم ثلاثة مرات وسيتم عرض الفيلم مرة رابعة يوم السبت 10 من سبتمبر الجاري.

ويعد فيلم "صاحبتي" أول افلام  كوثر يونس بعد تخرجها  من المعهد العالي للسينما وقدمت خلال دراستها فيلمين كمشاريع تخرج هما   "يوكو وياسمينا"، وهو فيلم روائي قصير والثاني وثائقى بعنوان "هدية من الماضى" وحقق  نجاحا جماهيريا ملحوظا حيث استمر عرضه فى صالات السينما لأكثر من 6 أسابيع وهو ما لم يحدث فى تاريخ السينما الوثائقية فى مصر من قبل.

وتعتبر كوثر من الأعضاء المؤسسين لمجموعة "راويات" التى تضم مجموعة كبيرة من المخرجات من أنحاء الشرق الأوسط، وإلى جانب عملها كمخرجة تعمل أيضا فى إنتاج وتنفيذ الإعلانات والمسلسلات القصيرة.

."صاحبتى" ينتمى لنوعية أفلام الدراما الرومانسية ومدته 17 دقيقة واشتركت كوثر فى كتابة السيناريو الخاص به مع أحمد عصام السيد، ويقوم ببطولته إلهام صفى الدين، ومارك حجار وفاضل الجارحي وسونيا فريد، وإنتاج ساندرو كنعان ومدير التصوير سيف الدين خالد وقام بالمونتاج المخرج المعروف خالد مرعي، وهو إنتاج وتمويل كوثر يونس.

 

####

 

جاكمان هج وطاقم عمل فيلم "The Son" يحضرون فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي

حضر طاقم عمل فيلم "The Son" فعاليات مهرجان فينيسيا لليوم لأجل العرض الأول للفيلم و المؤتمر الصحفي ، ورصدت عدسات المصورين الممثل جاكمان هج والممثلة فانسيا كيربي والممثلة لورا ديرن والشاب زين ماكجريث ابطال الفيلم والمخرج فلوريان زيلر أثناء تواجدهم في المهرجان في دورته 79.

يتناول الفيلم قصة الشاب نيكولاس صاحب 17 عاما بعد عامين من انفصال أباه وأمه وعاش مع أمه كيت (لورا ديرن) ولكنه ينتقل للعيش مع أباه بيتر (جاكمان هج) وشريكته بيث (فانسيا كيربي) ويحاول بيترأن يظهر حبه واهتمامه لابنه حتى يتفادى أخطاء الماضي وهو من توزيع شركة سوني بيكتشرز كلاسيك.

و يعد العمل هو ثاني عمل يطرح للمثلة لورا ديرن هذا العام بعد فيلم " Jurassic World Dominion" الذي صدر هذا العام في 10 من يونيو وكان آخر عمل شارك فيه الممثل جاكمان هج هو فيلم " Reminiscence" الذي طرح العام الماضي في 11 من أغسطس.

وكان قد اشتهر الممثل جاكمان بشخصية والفرين (لوجان) في سلسلة الأفلام الشهيرة "X Men"  والذي صدر منها 7 أجزاء مختلفة بدأت في عام 2000 وكان قد شارك في بطولة الفيلم الموسيقي " The Greatest Showman" الذي صدر عام 2017 و حصل الفيلم على العديد من الجوائز كجائزة الجولدن جلوب و الجرامي و جائزة اختيار المراهقين لأفضل فيلم.

 

####

 

آنا دي أرماس تصل إيطاليا لحضور عرض فيلمها "blonde" بمهرجان فينيسيا

وصلت الفنانة آنا دي أرماس إلى إيطاليا وذلك استعدادا لحضور عرض فيلمها "blonde" غدا الخميس ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ 79، والذي ينافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، وذكر موقع ديلي ميل، أن النجمة آنا دي أرماس ينتظرها يوما حافلا، خاصة وأنها تستعد للظهورعلي السجادة الحمراء للمهرجان للترويج للفيلم مع باقي أبطال العمل

ورصدت عدسات المصوريين، آنا دي أرماس، في فينيسيا، حيث وصلت علي متن أحد اليخوت الخشبية الشهيرة والتي تعتبر وسيلة المواصلات الأكثر شهرة هناك، ووصلت آنا مرتدية ملابس أنيقة، حيث ارتدت شورت أزرق وجاكت من نفس اللون.

 بدت آنا مبتهجة ومتحمسة قبل عرض الفيلم بالمهرجان، حيث حرصت علي الوقوف للمصوريين لالتقاط  عدد من الصور لها لدي وصلها، فيما لوحت لجمهور المهرجان المتواجد لحضور فعاليات الدورة الـ 79.

فيلم  آنا دي أرماس، blonde تجسد فيه دور ايقونة هوليود مارلين مونرو، ومن المقرر أن يعرض الفيلم علي منصة نتفليكس في 23 سبتمبر الجاري.

الفيلم من تأليف وإخراج اندرو دومينيك ، وهو مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم blonde  والتي نشرت خلال عام 2000 للكاتب جويس كارول اوتس ، الفيلم يشارك في بطولته مع آنا دي أرماس، كل من وبي كانافال ، أدريان برودي ، جاريت ديلاهونت ، سكوت ماكليري ، جوليان نيكلسون ، ايفان ويليامز ، سارة باكستون ، توبي هاس ، كزافييه صمونيل .

 

####

 

طاقم عمل"Dead For a Dollar" يحضر جلسة تصوير للفيلم فى مهرجان فينيسيا

حضر طاقم عمل فيلم "Dead For A Dollar" مهرجان فينيسيا السينمائي لأجل جلسة تصوير و العرض الأول للفيلم،وظهر الممثل ويليم دافو و الممثلة رايتشل بروسنهان و بينجامين برات و كريستوفر فالتز ومخرج الفيلم والتر هيل.

ويتناول الفيلم حياة صائد الجوائز الذي يسعى للعثور على زوجة أحد رجال الأعمال بعدما طلب منه، ويعرض الفيلم اليوم في مهرجان فينيسيا وسيتم طرحه في دورالعرض في30 من سبتمبر الجاري.

كان فيلم "The Northman" هو آخر عمل شارك فيه الممثل ويليم دافو والذي طرح في 22 من أبريل لهذا العام، وهو فيلم انتقام تاريخي أمريكي من إخراج روبرت إغرز وبطولة ألكسندر سكارسجارد و نيكول كيدمان ويقوم الممثل ويليم دافو بدور "هيمير ذا فول"،وكان قد اشتهر الممثل بشخصية نورمان اسبورن في فيلم سبايدر مان عام 2002 و ظهر في آخر جزء صدر من فيلم سبايدر مان عام2021.

ويعرض خلال مهرجان فينيسيا لهذا العام العديد من الأفلام القوية مع ممثلين كبار وهناك منافسة شديدة تجمعهم خاصة فيلم "The Whale"  للممثل بريندن فرازر و فيلم  "Tár " للمخرج تود فيلدمان والممثلة كيت بلانشيت.

و بدأت فعاليات مهرجان فينيسيا في 31 من أغسطس الماضي و كان فيلم "White Noise" هو فيلم الإفتتاح من إخراج نواه بومباخ و من بطولة أدم درايفر،ومن المفترض أن تظل فعاليات المهرجان حتى اليوم 10 من سبتمبر الجارى.

 

اليوم السابع المصرية في

07.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004