ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (5)

مهرجان فينيسيا (إيطاليا): محمد رُضا

فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

شايا لابوف: أخطأت في حياتي واليوم بداية مرحلة جديدة مخرجة تصوّر الحرب السورية في بيت بلا سقف

فاجأت المخرحة السورية سودد كعدان، جمهور مهرجان فينيسيا بفيلمها «نزوح» من ناحيتين متواجهتين. الفيلم الذي عرضه قسم «آفاق إكسترا» في هذه الدورة الممتدة حتى العاشر من الشهر الحالي، يتناول قصّة عائلة من ثلاثة أفراد؛ أب (إبراهيم بو صالح)، وأم (دارينا الجندي)، وابنتهما غير البالغة بعد، زينة (هالا زين). تعيش العائلة في ضاحية من المدينة نزح معظم من فيها. (لا اسم للضاحية ولا اسم للمدينة، ولو أن اسم دمشق يرد ذكره مرّة لكن الدمار لم يُصَب، في الواقع العاصمة السورية على هذا النحو).

النزوح هو مطلب الزوجة، لكن الزوج (إبراهيم بو صالح) يرفض أن يتحوّل إلى نازح ويلتصق بمنزله مهما كانت الظروف. حتى من بعد أن تعرض المنزل للقصف، وأحدث فجوة في سقف غرفة النوم تنفذ منها الفتاة إلى السطح لتلتقي بصبي في مثل عمرها اسمه عامر (نزار علاني)، ولتحلم بسماء من النجوم وبعالم لا حرب فيه.

ما هو مفاجئ، وعلى نحو إيجابي، هو أن الموضوع جيد، وفكرته كذلك، كونهما يبتعدان عن التأطير والتنطير السياسيين، وينتهجان عرض واقع كل يوم يخوض حروباً مع فرقاء عدّة. ليس هناك ذكر لقوّة مسلحة واحدة إلا عابراً (سيدخل الجيش بعد ساعات)، ما يضع الفيلم في موقع محايد غالباً باستثناء أن قصف البيت غير المقصود تم بطائرة (نسمعها ولا نراها)، قد تكون روسية أو سورية. عناية المخرجة هي في توفير وضع إنساني المنطلق والعرض وتنجح في ذلك.

ما لا تنجح فيه، هو التركيبة السردية التي اختارتها. فالفيلم ينقسم إلى قسمين: داخل جدران البيت، ويحتوي على تبادل المواقف بين الزوجين. هو المتعنّت وهي التي تحاول إقناعه، وعلى الصداقة التي تجمع بين زينة وعامر الذي نزح أهله، لكنه قرر أن يبقى لأجلها. والقسم الآخر يلي ما سبق، عندما تقرر الزوجة أنها لن تبقى في البيت بعد الآن، وتأخذ ابنتها وتنطلق في دروب البلدة المهدّمة. لكن البلدة تغيرت تحت الهدم ما يعرضهما للتوهان قبل أن تلتقيا بعامر من جديد، الذي يسهّل لهما الهروب إلى الجانب الآخر من خلال نفق لم تهدمه الغارات.

عند هذه النقطة تحدث مفاجأة، فالزوج يظهر فجأة في عمق الصورة وهو يصيح بزوجته أن تأخذه معها. تتمنّع، ومن ثَم توافق وينتهي الفيلم. المشهد بذاته مشغول بسرعة وعواطفه تلقائية.

يحتاج السيناريو لمزيد من العمل. فيلم كل قسم فيه، كان يكفي ليشكل فيلماً منفصلاً لو اختارت المخرجة ذلك. يتبين الضعف أكثر عندما تترك الأم وابنتها المنزل، حيث كل شيء بعد ذلك صدفي وغير محبوك على نحو مقبول. ويزداد الهوان بظهور الأب. لو أنها قطعت إليه وحيداً في البيت قبل أن نراه يركض وراءهما لكان أفضل. كذلك فإن وصوله إليهما بسهولة وقد استقلا شاحنة تمضي سريعاً، يحتاج إلى تفسير.

هناك مشاهد محددة تخرج كعدان من خلالها عن الواقع الذي تعرضه إلى نحو من السينما الشعرية الواقعية. هذا جيد. لكن الواقع هو الذي كان يحتاج أولاً إلى حوار أفضل وأثرى، واللقاءات فوق السطح تأتي ساذجة.

- مراجعة ذاتية نادرة

في ربوع المهرجان حفلات متعددة، وأحد أفضلها تلك التي تقيمها جمعية «ذا هوليوود فورين برس» كل سنة ويؤمها كثير من المواهب في شتى المجالات.

الممثل شايا لابوف هو إحدى تلك المواهب التي حضرت حفلة العام الحالي. أحيط على الفور بالصحافيين، وكان من الصعب الانفراد به لهذه المقابلة، لكن لابوف كان يبحث عمّن يتحدّث إليه كإنسان وممثل قبل أن يتحدث إليه كنجم. في البداية، ذكر أنه لا يود التحدّث عن ماضيه الذي يحتوي على مشاغبات ومضايقات وأفعال هوجم عليها بضراوة، وكاد يخسر بسببها ما بقي له من حضور سينمائي. قال: «كنت في الجحيم وكنت مهدداً أن أبقى هناك».

شد قبضة يده حين تصافحنا، وقال: «أتذكرك. لقد التقينا سابقاً في هوليوود. صحيح؟». هززت له برأسي موافقاً.

خلال المقابلة التي، في مثل هذه المناسبات لا يمكن إلا أن تكون قصيرة، حام حولنا أكثر من متطفل. أحدنا تحدث إليه بالإيطالية. حين ذكر له شايا أنه لا يعرف الإيطالية. وتكلّم الآخر بالإنجليزية عن علمَي النفس والاجتماع، وكيف أنهما يلتقيان بعلم الحسابات الفكية. نظر إليّ شايا وقال: «هل تصدّق هذا الرجل؟».

·        كيف تجد أجواء المهرجان؟ لقد حضرت مهرجانات أخرى كثيرة على ما أعتقد. هل تشعر بالرتابة؟

- مطلقاً. أنا سعيد للغاية لدخولي مجدداً إلى هذا العالم. لا تعرف مدى توقي لذلك بعد عامين من الأزمات. أشعر بأن حضور مهرجان مثل فينيسيا هو مثل دخول صرح السينما من مدخل كبير. هذا العالم الذي على كل واحد منا أن يؤمه دوماً. بقعة ضوء في زمننا الحالي ومتعة للتعرّف على سينمات العالم.

·        الجميع يتحدّث عن أنك تعيش في مرحلة انتقالية في مهنتك ممثلاً. هل هذا هو ما يحدث فعلاً؟

- نعم لكن ليس فقط على صعيد واحد. ليس في عملي ممثلاً فقط. أعيش مرحلة انقلبت فيها ضد نفسي. كانت حياتي تتدرج نزولاً وبسرعة، ولم أكن مهتمّاً، بل أعيشها كيفما تيسرت، ولم أكن حتى أحسن اختيار شيء. لا الأصدقاء ولا الأفلام ولا النساء ولا أي شيء آخر. لقد أخطأت كثيراً في حياتي والآن أعيش بداية مرحلة جديدة ومختلفة.

·        ما الذي حدث إذن وكيف؟

- نظرت إلى حياتي ووجدت أنها لم تساوِ ما طمحت إليه. فوجئت بما أصبحت عليه، واحترت كيف أتصرف، وفقدت الاتجاه والزملاء. ومن ثَم تعرفت على (الممثلة) ميا غوث، التي سعت بإخلاص لتخرجني مما كنت فيه. كنت أمضيت عامين في المعالجة من القنوط والإدمان. لا بد أنك تعرف كل ذلك. ميا أنقذتني من متاهتي. لم يكن لدي ما أقدّمه لها، لكنها لم تكترث، وحثتني على أن أتغيّر وأترك حياتي السابقة التي خلت من الأمل على عكس ما هو الحال عليه الآن.

·        شاهدت لك مقابلة على الإنترنت تحدثت فيها عن بعض المواقف التي حدثت خلال تصوير بعض أفلامك. هل لك أن تضيف أمثلة أو أن تتحدث عن عملك خلال تلك المرحلة؟

- أحاول أن أنسى ما فعلته بمخرجين ساعدوني، وما وجهته إليهم من متاعب وإهانات. سبيلبرغ على الأخص ساعدني وقدّمني إلى العالم، لكني تصرّفت معه بخشونة.

·        تقصد فيلم «Indiana Jones and the Kingdom of Crystal Skull»؟

- بالتأكيد. لقد أهنت الرجل علناً. لم أحترم أحداً في الواقع. كنت أمارس رغبة جامحة في تصغير شأن الآخرين حتى عندما كنت أصوّر مشهداً. حال أجد الممثل أمامي يضعف أو يخطئ كنت أقفز لأحتل أكبر من مساحتي من الحضور. أنظر الآن إلى كل ذلك بندم لأنني دفعت الثمن غالياً وتصرفت بغباء.

·        هل لديك خطة عمل تواجه بها المرحلة الجديدة؟

- راهن على ذلك. أنا إنسان مختلف الآن. كاثوليكي صميم ومتمسّك بالقيم، وعندي حوافز من بينها أنني لا أريد لابنتي أن تبحث عني على الإنترنت لتكشتف أنني كنت (كلمة نابية) لا أستحق الأبوّة. لا أريد لأحد أن يقول عاش ومات في ضياع.

·        هذا ما يبرر قيامك ببطولة فيلم بيوغرافي عن حياة الراهب الكاثوليكي الأب بيو؟

- نعم إلى جانب أنها بداية مناسبة كثيراً لمرحلة جديدة. أمي يهودية ووالدي كاثوليكي، وعشت حياتي بين هاتين الديانتين، بل مارستهما معاً. لكني الآن كاثوليكي كامل، وعندي قناعة بأن هذا لم يكن متاحاً لي من قبل، ليس على هذا النحو من الإيمان والعمق. لقد قرأت قصة حياة الأب بيو، وجلست مع رجال دين كاثوليكيين ساعدوني في فهم العالم الذي نعيش فيه اليوم، وكيف يتطلب الإيمان من دون تشدد لكي يبقى العقل منفتحاً ونشطاً. لحظة تغلق نفسك عن العالم، حينها لا يعد لديك أي شيء مفيد تقدّمه إلى نفسك أو إلى سواك.

·        ثم هناك بالطبع فيلمك المقبل مع ذلك المخرج النادر فرنسيس فورد كوبولا. هل فوجئت حين تسلمت منه سيناريو «ميغابوليس»؟

- لم أكن أتوقع بالتأكيد، لكنها بداية جيدة تناسبني تماماً. اسمع، عشت حياة أنانية. تصرّفت بلا أدنى اهتمام لمشاعر الآخرين ولم أهتم إلا بتنفيذ ما أردته لنفسي رغم أنه لم يكن شيئاً ضرورياً. اليوم أدرك حجم متاهتي. ما أريده لنفسي اليوم، هو أن أصبح نافعاً وأن أمارس حياة إيجابية أنمو معها وتنمو معي. عندي كثير مما أريد أن أقوم به، وطريق طويلة، لكني مليء اليوم بالثقة. فيلم «كوبولا» سيضيف إليّ في هذه المرحلة الشعور بالأمل.

 

الشرق الأوسط في

06.09.2022

 
 
 
 
 

مهرجان البندقية 79: الشرّ قرار عند مارتن ماكدونا ولبنان كما لم نره من قبل

البندقية – هوفيك حبشيان

كلّ شيء كان ممتازاً حتى أمس، وحتى أمس فقط. حتى ملصق الفيلم يصر على أن كلّ شيء كان في أفضل الأحوال، ويرفعه شعاراً له. ما الذي حدث إذن، كي يتغيّر كولم (برندن غليزن) وماذا حلّ به كي يصبح “شريراً”، ويقرّر بين ليلة وضحاها عدم التعاطي مع صديق عمره بادريك (كولن فاريل). يتحجّج بأنه ينوي عزف الموسيقى وتأليفها، هذا كل ما يودّه. ما عاد يريد تلك الصداقة القديمة ولا يطيقها. يقول إن بادريك غبيّ، محدود العقل، رغم أنه كان غبياً ومحدود العقل طوال حياته. فلمَ الآن؟ ما الذي حدث عند الرجل الستيني ليعامل هذا الشابّ الطيّب هذه المعاملة، وبهذه القسوة، ومن دون أن يعطيه حداً أدنى من التبريريات المقنعة؟ في أي حال، بادريك سيظل يحاول إعادة المياه إلى مجاريها، سيلاحق صديق الأمس في البار حيث اعتادا اللقاء، لن يقبل أن تُداس الصداقة بهذا الشكل، بهذه الطريقة وبهذه الوحشية الأقرب إلى البهيمية. فالقبول يعني أن كلّ شيء سابق لهذه اللحظة كان فارغاً، بلا معنى، مضيعة وقت. ألا نقول "بناء صداقة"؟ القبول به يعني أيضاً أن الكثير ضاع، وأن الحياة زيف لا تستحق أن تُعاش، ثم كيف سيثق بغيره بعد الآن، وهو تجاوز الأربعين؟ هكذا يرى بادريك المسألة. بطيبته وسذاجته الشهيرتين في محيطه واللتين يعتبرهما الناس قلّة عقل لا بل غباءً. لكنه غير مدرك أن بعض الناس لا يقيمون للأشياء وزناً، كما يفعلها هو. من هنا تبدأ سلسلة مواجهات بين الرجلين، فيها درس حياة كبيرة، بما يفتحه من أفق للعقل والأحاسيس.

هذه بعض خطوط "#بانشيات إينشرين” للمخرج الإيرلندي البريطاني #مارتن ماكدونا الذي عُرض أمس في مسابقة الدورة التاسعة والسبعين ل#مهرجان البندقية ال#سينمائي (31 آب - 10 أيلول). بعد “ثلاث لوحات…” لم يخذلنا هذا المخرج ويمكن القول إن ما جاءنا به هو من أفضل خمسة أفلام عُرضت حتى الآن ضمن لائحة الأعمال المرشّحة لـ"الأسد الذهبي".

تجري أحداث الفيلم على جزيرة تقع في الساحل الغربي لإيرلندا، ومنذ اللحظة الأولى نشعر بدفء الكتابة السينمائية التي تميّز ماكدونا، حتى نخال أنه فيلم مقتبس من إحدى الروايات القديمة الغابرة من الأدب الايرلندي التي اكتشفها بنفسه. لكن لا، كتب ماكدونا السيناريو بنفسه، معتمداً على حسّه الدراماتورجي الذي بلوره من شغله في المسرح. مع ماكدونا، نشعر بأهمية النص المكتوب قبل انتقاله إلى الشاشة وبعده، وهذا لا يعني البتة أن الفيلم ميزته الوحيدة هي النص، بل على العكس. اللقطات لوحات يرسم عليها ماكدونا بكاميراه، ولا تحتاج سوى إلى الضوء لتقول ما تختزنه من مشاعر.

المواجهة العجيبة التي يخلقها الفيلم ستكون قاسية، مميتة، دامية، عنيفة، وإن حملت الكثير من الدعابة أيضاً التي تنتجها جملة مواقف ومفارقات. صحيح أن ماكدونا يصوّر قرويين يعيشون على هامش العالم والطفرة الذي شهدها، والكوميديا عنده تنمّ عن هذا التفاوت بين العالم الحالي وعالمهم، لكن لديه الكثير من العطف للشخصيات. وما تصويره لهم سوى محاولة لفهمهم. وصحيح أيضاً أنه رغم الطابع المهذّب للفيلم، فإنه ينطوي على الكثير من الجنون. التقارب والتباعد المستمران بين الرجلين، ملهمان جداً وفيهما شيء طفولي، ويتناقضان مع أدوار الرجال التقليدية في السينما الحديثة.

مع هذا الفيلم، قدّم ماكدونا حكاية تقع خارج الموضة والقضايا الراهنة، يرويها بكلاسيكية خلابة واثقة من البُعد الاجتماعي والنفسي الذي تحمله لدرجة الاستغناء عن عناصر الجلب والجذب والإبهار. وأخيراً، لا بد من الاشارة إلى أن هذا فيلم يقول بأن الشر قرار، يمكن أن نختاره كما يمكن أن نختار عكسه. فما الذي تختاره شخصيات الفيلم وهل نعلم مَن الخيّر ومن الشرير؟ هنا السؤال الذي يتركنا على حيرة من أمرنا، لأن السينما علّمتنا أن المظاهر خادعة لا يمكن التعويل عليها.

******

افتتح الفيلم اللبناني "حديد نحاس بطاريات" لوسام شرف قسم "أيام السينمائيين" وهو أحد الأقسام التنافسية الموازية داخل مهرجان البندقية، ولاقى استحساناً من الذين شاهدوه. يقول شرف إن هذا الفيلم خطر في باله حينما كان في البندقية قبل عشر سنين، وقد صوّره في فترة انتشار الوباء بين لبنان وجزيرة كورسيكا، واستعان بالممثّلين الرئيسيين بعدما أمضى وقتاً طويلاً وهو يبحث عنهما ضمن اختبارات كاستينغ.

الحكاية عن علاقة غرامية، لكن الفيلم يتحمّل أكثر من هذا ويذهب إلى أبعد من مجرد ما هو مرسوم على الشاشة. العلاقة هي بين أحمد (زياد جلّاد)، نازح سوري يشتري ويبيع الخردة وفتاة إثيوبية (كلارا كوتوريه) تعمل خادمة عند عائلة متوسطة الحال تحتاج إلى مَن يهتمّ بشؤون البيت، خصوصاً أن الزوج يعاني من حالة مرضية معيّنة تجعله يتقمّص دور مصّاص دماء في أنصاف الليالي. فيما انكبّ كثر من السينمائيين على مصير ناسهم ومَن يشعرون بالانتماء إليهم همّاً ومصيراً في بلاد المهجر والاغتراب، حاول هذا المخرج أن يذهب في الاتجاه المعاكس، فتناول هؤلاء الغرباء الذين يعيشون بيننا، في العالم العربي، وتحديداً في لبنان.

لا شيء يصوّره شرف بحوارات تقليدية متكررة لاكتها الألسنة إلى درجة صارت وجوهاً مختلفة لشخص واحد. فهو أصر على أن ينظر إلى الموضوع من زاوية جديدة، مختلفة تماماً. مَن شاهد فيلمه السابق "من السماء"، ما كان يتوقّع منه أقل من هذا النوع من المعالجة الخفيفة لموضوع كان تحوّل أمام كاميرا مخرج آخر إلى بكائيات مرهقة واستغلال، ربما غير مقصود ولكن مزعج… وما أكثر هذه الأفلام!

******

في عام 1985، أقيمت محاكمة للمسؤولين عن الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين (1976-1983)، فأدينوا بجرائم حرب وإبادات جماعية. “الأرجنتين، 1985” (مسابقة) لسانتياغو ميتري يعود إلى تلك المحاكمات. لا يجسّد الحقبة الدامية وما جرى فيها من ممارسات شنيعة، فهو لا يهمّه تأكيد المؤكد، بل يعرض مفهوم المحاسبة والعدالة والتداعيات السلبية لغيابه في المجتمع، الأمر الذي يدركه جيداً بعض اللبنانيين المقيمين في بلد لا يحاسَب فيه المسؤولون عن خرابه. ما سنتابعه طوال ساعتين وثلث الساعة هو العدالة التي ستأخذ مجراها رغم أنف التهديدات والتحالفات والعراقيل. آلاف الضحايا سيتكلّمون أخيراً بعد منحهم منبراً للكلام، وذلك بعد سنوات من الصمت. ستسقط الأقنعة عن وجوه الكثيرين ممّن كانوا متعاطفين مع العسكر، من فاشيين صغار إلى فاشيين كبار. لن يتم اللجوء إلى العنف والضغينة والتصفية الجسدية المضادة، بلّ سيُنتزع الحق تحت سقف القانون وأمام عيون الجمهور المندهش من الشهادات التي ستكشف جرائم الطغمة العسكرية الحاكمة المتمثّلة في تسعة من أصحاب القرار وعلى رأسهم خورخي فيديلا.

لحظتان بديعتان تعبران الفيلم: شهادة أم تروي في أي ظروف وضعت مولودها، والمرافعة الأخيرة لستراسيرا التي يمكن اعتبارها بياناً تأسيسياً لقيمة العدالة. بالكلمة والكلمة وحدها، يخوض الفيلم إحدى أشرس المعارك ضدّ العنف والظلم، مؤكداً أن تأثيرها لا يزال كبيراً في المتلقي. صحيح أن الفيلم يغازل ما يريده المشاهدون، من لغة سهلة فمحاولات كثيرة (ناجحة) لبثّ الروح في البطل على طريقة بعض الأفلام الهوليوودية، لكن هذا كله يخدم نصّاً متماسكاً إلى حد كبير يقول ما لا يختلف عليه اثنان عن العدالة والقيم الإنسانية.

 

النهار اللبنانية في

06.09.2022

 
 
 
 
 

«الشؤم في إينشيرين».. يجمع كولين فاريل وبريندان جليسون قبالة الساحل الأيرلندي

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

فيلم  مارتن ماكدونا الجديد (الشؤم في إينشيرين ـ The Banshees of Inisherin)، الذي يشارك في مسابقة فينيسيا السينمائي الـ79، هو كوميديا سوداء مروعة عن كبرياء الذكور السام ومشاعرهم الجريحة، تدور أحداثها في جزيرة خيالية تسمى إينشيرين قبالة الساحل الأيرلندي، يحدث ذلك في عام 1923 أثناء الحرب الأهلية. يتم تقديم الفترة الرمزية الزمنية على أساس “خذها أو اتركها”.

كما هو الحال مع العديد من أعمال ماكدونا، فإن بريق الأحقاد غير المدفون مرئي للغاية في الظلام، والإعداد هو مشهد ريفي أيرلندي منمق ومهذب ليس بعيدًا جدًا عن جون ميلينجتون سينج. التشويه هو فكرة مألوفة. هناك الكثير من الضحكات الحقيقية في هذا الفيلم، ولكن يبدو أن كل واحد من شخصيات الفيلم لديه ألم شديد.

يجمع ماكدونا بين كولين فاريل وبريندان جليسون، وهما النجمين المشاركين في فيلمه عام 2008 In Bruges حول اثنين من القتلة الذين تقطعت بهم السبل في تلك المدينة الأوروبية الرائعة. يلعب فاريل دور بادريك، وهو عامل ألبان يعيش مع أخته غير المتزوجة سيوبهان (كيري كوندون) في كوخ متواضع، مع أبقارهم وحمارهم المحبوب.

كل يوم على الفور في الساعة الثانية، مكالمات بادريك اللطيفة والبلهاء للرجل الذي يعتبره أفضل صديق له في جميع أنحاء العالم، حتى يتمكنا من الذهاب إلى الحانة معًا. هذا هو كولم (بريندان جليسون)، رجل أكثر تحفظًا يعزف على الكمان وينفذ على الهواء الذي يؤلفه، وتشمل الشخصيات الأخرى في الجزيرة دومينيك كيرني (أداء هائل من باري كيوغان)، الابن الأحمق لضابط شرطة الجزيرة البغيض بيدار كيرني (غاري ليدون).

هذا الأخير يشعر بسعادة غامرة عندما يُعرض عليه أجرًا قدره ستة شلنات للإشراف على إعدام في البر الرئيسي، ويحب أن يشرب ويستمني بنفسه في ذهول عارٍ خلال إحدى الأمسيات، وعند هذه النقطة يتسلل دومينيك ويسرق حمار بادريك، رغم غرامه بشدة بسيوبهان.

وفي أحد الأيام، يحدث شيء فظيع: قرر كولم ببساطة أنه لا يريد أن يكون صديقًا لبادريك بعد الآن. تفاجأ المسكين بادريك. يريد كولم الجلوس بعيدًا عن بادريك في الحانة ولا يتبادل معه أي كلمة أخرى طالما أنه يعيش. السبب، الذي قدمه متعجرفون، هو أن كولم يدرك أن الموت يقترب، لذلك يريد التركيز على عمله الموسيقي ولا يريد أن يضيع المزيد من الوقت في التحدث إلى السخيف والمزعج وفارغ الذهن بادريك. الذي يغضب ويحاول التحدث إلى كولم، لكن الأخير يعلن بغضب أنه سيقطع أحد أصابعه مقابل كل محاولة غير مرحب بها في المحادثة.

ربما يأتي التعليق الأكثر صلة على رفض كولم لبادريك من دومينيك، الذي يتأمل ويشبه الأمر بقطع العلاقات الرومانسية، وخصوصاً في محكمة الطلاق، عندما تنتهي العلاقة بالإنفصال بين الزوجين، ويبقى التواصل من أجل الأولاد، لكم من الواضح أن الرجال في حالات الطلاق، أو تلاشي علاقتهم مع الأصدقاء، غير مهيئين عاطفياً للتعامل مع هذا الأمر.

بالطبع، كما يعترف كولم للكاهن (ديفيد بيرس)، كل هذا ربما لا علاقة له ببادريك: إنه مجرد عرض من أعراض اكتئابه، وهو شيء لا يدركه بادريك بشكل خافت. لكن هذا ليس عزاء. بادريك لديه اكتئابه الخاص. ويشعر بأنه خسر في هذه العلاقة الذكورية، وأصبح يرى كم كان مزعجاُ طوال الوقت، ويبدو الأمر (كما لو أن فلاديمير استدار إلى إستراجون في منتصف مسرحية بيكيت وأعلن أنه سواء ظهر جودو أم لا ، فإنهم الآن أعداء لدودون). هذا ما يريد المخرج مارتن ماكدونا عرضه كدراسة للوحدة عند الذكور والغضب المبتلع، وهي رؤية مقنعة بشكل غريب ولكنها غالبًا ما تكون مضحكة للغاية.

 

موقع "سينماتوغراف" في

06.09.2022

 
 
 
 
 

«باردو» لأليخاندرو غونزاليث إنياريتو: الكثير من جلد الذات والكثير من الإبداع

نسرين سيد أحمد

‏البندقية ـ «القدس العربي»: في أحد مشاهد فيلم «باردو» للمخرج المكسيكي أليخاندرو إنياريتو، المشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان ‏البندقية السينمائي (31 أغسطس/ آب إلى 10 سبتمبر/أيلول) نرى فيما يشبه الحلم أو هلاوس اليقظة، رجلا، هو الشخصية المحورية في الفيلم، يحمل كيساّ مليئا بالماء وبعض سمكات الزينة. نسمع في الخلفية صوت رسالة مسجلة من مترو لوس أنجليس. بطريقة أو أخرى ينثقب الكيس وتسقط الأسماك على الأرض، وتنفق لخروجها من موطنها وابتعادها عن الماء. ربما نجد في هذه الصورة مشهدا كاشفا في الفيلم وموجزا لأحداثه، أو بصورة أكثر دقة، موجزا لمخاوف شخصيته الرئيسية ومخاوفها الوجودية

في «باردو» يقدم إنياريتو أكثر أفلامه شخصية وأكثرها انتقادا للذات، وأكثرها وعيا بالذات كمخرج ومبدع. تحمل الشخصية المحورية في الفيلم الكثير من الشبه ونقاط التقاطع مع إنياريتو ذاته، بل يمكننا القول إن سيلفيريو غاما (دانيال خيمينيث كاتشو في أداء مميز) الشخصية الرئيسية في الفيلم، هو رؤية إنياريتو لذاته. سيلفيريو صحافي مكسيكي يحظى بشهرة واسعة، ثم تحول إلى عالم إخراج الوثائقيات، خاصة تلك التي تتناول الفقراء والمهمشين في المكسيك، الذين يحاولون العبور إلى جارتهم الثرية في الشمال، الولايات المتحدة، بحثا عن الرزق. يعود سيلفيريو إلى المكسيك، قبل أيام من تسلمه جائزة كبرى في مجال الصحافة والسينما الوثائقية في لوس أنجليس. ربما يحيلنا ذلك إلى التكريمات المتعددة لإنياريتو ذاته في الولايات المتحدة، وحصوله على جائزة الأوسكار.

في أحد مشاهد الفيلم نشاهد ابن سيلفيريو الصبي يرد على انتقاد أبيه له لأنه يتحدث الإنكليزية في المكسيك وليس الإسبانية، فيرد الصبي قائلا إن والده يصنع أفلاما عن الفقراء والمهمشين ولا يحيا حياتهم. وربما هذا هو انتقاد من إنياريتو لذاته، فهو يفوز بأكبر الجوائز في الولايات المتحدة، ويحيا حياة قد يراها البعض منفصلة تماما عن واقع الحياة في المكسيك، رغم نجاحه الكبير في الخارج، يرى سيلفيريو ذاته كتلك السمكة التي ابتعدت عن الماء الذي تألفه، فنفقت.

قد نسأل أنفسنا: أترانا نحب سيلفيريو؟ أترانا نتعاطف معه؟ ونجد أننا نتفهمه ونفهم دوافعه ونوازعه الداخلية، ونجد بالتالي أننا نتفهم إنياريتو ذاته ونتعاطف معه. نتفهم ذلك المخرج الذي جاء إلى العرض الجماهيري الأول للفيلم في ‏البندقية، في حُلة أنيقة واحتفاء جماهيري كبير، ليكشف لهذا الجمهور ذاته، مخاوفه الداخلية، وشعوره بالشك إزاء نجاحه وشعوره الملتبس إزاء بلاده المكسيك، وإزاء الولايات المتحدة. إنها لشجاعة كبرى أن يكشف المبدع ذاته أمام جمهوره.

يبدأ الفيلم بمشهد ميلاد، حيث نرى لوسيا زوجة سيلفيريو، في غرفة الولادة في المستشفى، تضع صبيا، لكن الوليد، في مزيج من الحلم والواقعية السحرية، فور خروجه من رحم أمه، يقرر أن الحياة لا تعجبه، وأنه يفضل العودة إلى رحم أمه ليبقى فيه. ربما يحاول إنياريتو أن يصور لنا صعوبة الحياة، رغم تصورنا أنه يحظى بالنجاح والشهرة.

لا يخفي الفيلم مشاعر سيلفيريو الملتبسة إزاء الولايات المتحدة، فهي بلد المهجر التي وجد فيها النجاح والشهرة، لكنها في الوقت ذاته لم تمنحه سوى تأشيرة دخول وإقامة ولم تمنحه جنسيتها.

لا يخفي الفيلم مشاعر سيلفيريو الملتبسة إزاء الولايات المتحدة، فهي بلد المهجر التي وجد فيها النجاح والشهرة، لكنها في الوقت ذاته لم تمنحه سوى تأشيرة دخول وإقامة ولم تمنحه جنسيتها. وهي في الوقت ذاته، تناصب بلده الأم العداء، بل إن الفيلم بجانب الواقعية السحرية فيه يعيد خلق الواقع، فيقدم لنا تاريخا خاضت فيه الولايات المتحدة حربا طويلة ضد المكسيك، ويقدم واقعا تحاول فيه أمازون شراء مساحات شاسعة من المكسيك. أما سيلفيريو فلا يجد وطنا يجد فيه الراحة، ففي المكسيك يراه الكثيرون صنيعة العدو وربيبه ومن أثرى، لوصف معاناة فقراء المكسيك الذين يعيش حياة تختلف تماما عن حياتهم. وفي الولايات المتحدة هو في بلد ليس بلده، كما يؤكد له ضابط الجوازات، لكنه بلد صنع نجاحه واحتفى به. وإن قلنا إن الأب هو الوطن، فإننا نكتشف أن سيلفيريو، هذا الصحافي والمخرج الشهير، يبحث عن رضا الأب. في مشهد من أحلام سيلفيريو نجد والده قادما لتهنئته بجائزته الكبرى، معربا له عن رضاه عنه. ونجد سيلفيريو، يستحيل إلى جسد طفل برأس رجل بالغ بينما يبدو الأب كعملاق لا يطاول قامته أحد. لا يزال سيلفيريو باحثا عن رضا الأب، الوطن، المكسيك، رغم نجاحه الكبير خارجها.

في «باردو» يقدم إنياريتو فيلما ممتدا، تقارب مدته نحو ثلاث ساعات، يمتزج فيها الشخصي، والعام، الواقع والحلم، التاريخ والوقت الراهن هو فيلم نطرب له في الكثير من الأحيان. بعد أن قدم مواطنه وصديقه ألفونسو كوارون فيلمه الشخصي الذاتي «روما» عن حي روما الراقي في ميكسيكو سيتي، حيث نشأ وترعرع، يقدم إنياريتو فيلما هو أقرب ما يكون إلى السيرة الذاتية. لكن الاختلاف في التناول بين الفيلمين كبير، فبينما قدم كوارون قصيدة حنين إلى الطفولة وإلى المدينة في «روما» قدم إنياريتو في «باردو» فيلما قريبا من روح وتناول فيلليني في «ثمانية ونصف». في «باردو» لا نجد سيلفيريو قانعا حقا بنجاحه أو فخورا حقا بذاته، بل أننا في أحد المشاهد نجده صامتا، كما لو أن الخرس انتابه، بينما يكيل له صحافي الانتقادات على الهواء، ويسخر منه أمام الجمهور. يبدو سيلفيريو متشككا دوما في ذاته. أتراه يشعر بأنه ليس أهلا لنجاحه؟ أتراه من داخله لا يشعر بأنه أنجز حقا ما يبقى وما يخلد في الذاكرة؟ لا يقدم إنياريتو في الفيلم احتفاء بالذات أو انتشاء بالإنجاز، بل يقدم جلدا للذات، وسخرية لاذعة منها، وتشككا في ما قدمه طوال مسيرته.

 

القدس العربي اللندنية في

06.09.2022

 
 
 
 
 

«العظام وكل شيء» للوكا غوادانينو: رحلة للبحث عن الحب

نسرين سيد أحمد

‏البندقية ـ «القدس العربي»: الجوع، وربما الظمأ، هما الدافعان الرئيسيان في فيلم «العظام وكل شيء» للمخرج الإيطالي لوكا غاوادانينو، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا (31 أغسطس/آب إلى 10 سبتمبر/أيلول). لكن الجوع والظمأ في الفيلم ليسا كما نعرفهما، وهما أيضا يتجاوزان الرغبة الملحة في الطعام والشراب، ليشملا تعطشنا إلى الحب والانتماء، وبحثنا عمن يفهمنا ويتقبلنا على عيوبنا وعلاتنا.

«العظام وكل شيء» فيلم رعب، يثير فينا الكثير من الخوف والتقزز، حتى إننا قد نجفل أو قد نشيح بأنظارنا بعيدا عن الشاشة في بعض المشاهد، لكنه أيضا قصة بحث عن الذات ومحاولة لفهمها، وهو أيضا قصة حب تحمل من الرومانسية الكثير، وربما يكمن نجاح الفيلم في إقناعنا بقصة الحب وخلق التعاطف بيننا وبين البطلين الشابين، على الرغم من ذلك الرعب.

الشخصية الرئيسية في الفيلم هي مارين (تايلور راسل) الصبية التي يقارب عمرها الـ 18 عاما. في المدرسة عادة ما تكون صامتة خجولة، مبتعدة عن الزميلات والزملاء، وتعيش على أطراف المدينة في بيت بسيط مع والد نخال للوهلة الأولى أنه صارم، ولا يسمح لابنته بأن تكوّن صداقات، أو أن تتزاور مع الزميلات. ذات يوم تتخطى مارين رقابة والدها، وتغادر المنزل ليلا لتمضي بعض الوقت مع زميلاتها في الصف في منزل إحداهن. وفي جلسة تتبادل فيها الفتيات أدوات الزينة، على عادة المراهقات، يتكشف لنا السر الذي تحمله مارين. فبينما تريها صديقتها طلاء أظافرها الجديد، لا تقاوم مارين نهمها وجوعها المتزايد وتلتهم إصبع زميلتها. يتفجر الدم وتغطي الدماء ثياب مارين، التي نكتشف أنها من أكلة لحوم البشر، وأنها تقاوم نهمها حتى لا ينكشف سرها.

في عيد ميلادها الثامن عشر، يهجرها والدها، تاركا لها بعض المال وشهادة ميلاد تحمل اسم أمها التي لم ترها قط. تبدأ مارين إثر ذلك رحلة طويلة بحثا عن أمها، وبحثا عن فهم الذات، في محاولة لفهم لم ولدت بهذا النهم للحم البشر. تقابل مارين في رحلتها سولي (مارك ريلانس في أداء مميز يجمد الدم في الأوصال) الذي يتعرف على أن مارين من آكلي لحوم البشر، لأنه يشم في رائحتها هذا الجوع للحم البشري، ويعلمها كيف تشم رائحة الآكلين الآخرين. تتعلم مارين أن الهدف الأكبر للكثير من أكلة لحوم البشر، والرحلة التي يوثقون فيها انتماءهم لعالم أكلة لحوم البشر، هو أن يلتهموا إنسانا بأكمله مشتملا على «العظام وكل شيء».
لكن هذه العبارة تكتسب معنى آخر في حياة مارين، فهي بحاجة إلى من يحبها برمتها، يحبها بنهمها للحم البشر، ويفهم حاجتها لأن يكون لها بيت وسكن وحافظ للسر. في رحلتها تلتقي مارين بالوسيم النحيل المعطوب روحا لي (تيموتيه شالاميه، الذي اكتشفه غوادانينو في فيلمه «نادني باسمك» لينطلق بعدها في شهرة واسعة). لي من «الآكلين» كما يطلق آكلو لحوم البشر على أنفسهم، وله ماض معذب مؤلم كماضي مارين. ومعا ينطلقان في رحلة يحاولان أن يجدا فيها الحب والملاذ في بعضهما بعضا بعد أن خذلهما العالم. ولوهلة يظن الحبيبان الشابان أن العالم وهبهما السكينة، لكن الأقدار تأبى ذلك.

نجد في شخصية مارين وفي الفيلم أصداء من فيلم «نيء» (2016) لجوليا دكورنو، الذي تكتشف بطلته الشابة الطالبة الجامعية النابهة أنها من أكلة لحوم البشر. ونكتشف أن هذا النهم للحوم البشر هو نهم منها للحياة، وكل ما فيها من رغبات، وعن رغبتها لاكتشاف الجسد والجنس. كما أن الفيلم يحمل بعض أصداء من فيلم «باد لاندز» (1973) لترنس ماليك، الذي ينطلق بطلاه الشابان في رحلة يسفكان فيها الكثير من الدماء، لكننا نتفهم دوافعهما لذلك.

«العظام وكل شيء» ليس فقط عن محاولة اكتشاف الذات والعثور على الحب. هو أيضا عن الأسرار التي نخفيها، عن ميولنا ونوازعنا التي قد نخفيها ونكبتها خوفا من المجتمع. هو أيضا عن ذلك الجوع، أيا كان نوعه، الذي يستنفدنا ويجهدنا ويذهب بنا في طرق ومسارات ما كنا نعتقد أننا سنسلكها يوما قط. يقدم غوادانينو بطلين نتعاطف معهما ومع رحلتهما ومع سعيهما لإيجاد ملاذ لهما، ونرجو أن يجدا السعادة والسكينة على الرغم مما يرتكباه من فظائع.

 

القدس العربي اللندنية في

07.09.2022

 
 
 
 
 

"دونت ووري دارلينغ" تلاحقه الشائعات في البندقية بسبب بطله

فيلم يتطرق إلى موضوع السلطة وإساءة استعمالها وعلاقات الهيمنة الذكورية على المرأة وعواقب الرفاه المادي للبعض على حياة الآخرين.

البندقية (إيطاليا)سرق نجم البوب هاري ستايلز مساء الاثنين الأضواء في مهرجان البندقية السينمائي بحضوره إلى جزيرة ليدو لمواكبة عرض فيلم التشويق السوداوي الذي تدور أحداثه في خمسينات القرن العشرين "دونت ووري دارلينغ"، ويشكل أحد أبرز الأعمال التي تعرض خلال الموسترا.

وأكد ستايلز الذي أدى الدور الرئيسي في الشريط أنه يحاول "التلذذ" بالسينما "من دون التفكير بالمستقبل". وراح العشرات من المعجبين يصرخون منادين "هاري هاري هاري" عند مرور عضو فرقة "وان ديريكشن" السابق البالغ 28 عاما على السجادة الحمراء، مرتديا بدلة من اللون الأزرق الداكن تظهر فوقها ياقتا قميصه الكبيرتان، مصحوبا بشريكة حياته مخرجة الفيلم أوليفيا وايلد بفستان أصفر كناري.

وضم الحشد عددا كبيرا من المراهقات اللواتي بكرن في الحضور منذ الصباح كي لا تفوتهن رؤية نجمهن المفضل الذي وصل إلى البندقية بتاكسي مائي، قبل أن يشارك في المؤتمر الصحافي عن الفيلم.

وكان المغني الذي يستقطب أكبر عدد من المستمعين في العالم، أبرز النجوم الذين يترقب جمهور المهرجان حضورهم، مع تيموتيه شالاميه الذي حضر لمواكبة عرض فيلمه الجمعة، وآنا دي أرماس التي واكبت الأربعاء عرض فيلم "بلوند" عن سيرة مارلين مونرو.

وشُبه "دونت ووري دارلينغ" الذي عُرض من خارج المسابقة بصيغة محدثة "ترومان شو" (1998) لجيم كاري عن تأثير وسائل الإعلام على سلوك الناس، وبدت فيه تأثيرات سينما إم نايت شيامالان ومسلسل "بلاك ميرور" المرعب عن المستقبل والتكنولوجيا.

الفيلم عُرض من خارج المسابقة وهو يمزج التشويق بالسوداوية في محاولة لنقد واقع اجتماعي ذكوري وهيمنة المادة

وتؤدي فلورنس بيو دور أليس، وهي امرأة شابة تعيش في بلدة فيكتوري النموذجية الصغيرة التي بناها رجل أعمال غامض (يؤدي دوره كريس باين) في وسط الصحراء.

ولأليس، ككل جاراتها، حياة منظمة جدا، ولديها كل ما يلزم في المبدأ لتكون سعيدة مع شريك حياتها جاك (هاري ستايلز) الذي يذهب صباح كل يوم إلى عمل تجهل أليس كل شيء عنه.

إلا أن لهذه الرفاهية المادية ثمنها، إذ أن لبلدة فيكتوري قاعدة وحيدة ينبغي على سكانها أن يمتثلوا لها، وهي ألا يذهبوا إطلاقا إلى أبعد من حدودها. وتقرر أليس أن تكسر على مسؤوليتها هذه المحرمات، أيا كانت العواقب والمخاطر.

وشرحت الممثلة أوليفيا وايلد أن "دونت ووري دارلينغ"، وهو الفيلم الثاني من إخراجها، قائم على "الاستعارات"، مشيرة إلى أن "المفارقة التي تمثلها فيكتوري هي أن كل ما هو جميل، هو أيضا كئيب".

وأضافت المخرجة أن هذا العمل "يشبه حصان طروادة" الذي يجب أن يجعل المشاهدين يفكرون، وأراد التطرق إلى موضوع السلطة وإساءة استعمالها، وعلاقات الهيمنة الذكورية على المرأة أو عواقب الرفاه المادي للبعض على حياة الآخرين.

وأشارت إلى أن هاري ستايلز ليس جديدا على السينما فقد لعب دور الجندي في فيلم Dunkirk سنة 2017 لكريستوفر نولان. وسيكون لستايلز دور بطولة قريبا في فيلم "My Policeman"  الذي ستعرضه منصة أمازون برايم فيديو، وهو الدور الذي يراهن عليه للارتقاء إلى مستوى أعلى في عالم التمثيل، وهو ما أثبته مع فيلمه المقدم في البندقية.

وردا على سؤال حول إمكانية الجمع بين الموسيقى والسينما قال ستايلز "لا أريد أن أفكر كثيرا في المستقبل". وأضاف "صنع الموسيقى أمر شخصي للغاية"، بينما على العكس من ذلك في السينما "نتظاهر بتمثيل دور شخص آخر، وهذا هو المرح".

ولم تحضر فلورنس بوغ في المؤتمر الصحافي للفيلم الذي كان إنتاجه محاطا بالعديد من الشائعات والجدل، إذ كان دور الرجل الأول مسندا إلى شيا لابوف قبل أن يؤول في النهاية إلى هاري ستايلز.

أما المخرجة فقد اعتبرت أن الشائعات لا نهاية لها والضوضاء من حولنا خاصة في عالم الإنترنت الذي تغذيه الإشاعة، مضيفة "لست بحاجة إلى المساهمة فيه".

 

العرب اللندنية في

07.09.2022

 
 
 
 
 

كندة علوش: "اعتذرت عن السفر لمهرجان فينيسيا لكن زوجي أقنعني"

مصطفى أحمد

كشفت الفنانة كندة علوش كواليس عن مشاركتها في مهرجان فينيسيا السينمائي، قائلة: "إنها في الظروف العادية ليست من محبي التألق واللبس والميكب والشعر، لا تشعر براحة في هذه الأشياء كثيرًا، وذلك بصرف النظر عن ظروف الولادة، حيث يصبح الأمر أصعب كثيرًا، خاصة مع شعورها بالذنب وشعورها العاطفي تجاه البيبي وكيفية تركه".

وأضافت كنده علوش خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كلمة أخيرة»، المذاع عبر فضائية ON، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي: "عندما أخبروني بأن فيلم "نزوح" تم اختياره لعرضه في مهرجان فينيسيا، أول كلمة قلتها للمخرج أنا بعتذر، أنا بظرف لا يسمح بالحضور وقفلت معاهم على كده، لكن قعدت أدردش مع عمرو يوسف زوجي وقالي إنتي تعبتي في الفيلم ده وطلع عينك فيه، خاصة إن جالي كورونا فيه وكل ظروفه كانت مرهقة بالنسبالي، فقالي إنتي تعبتي وده مهرجان عالمي متعرفيش إمتى يبقى عندك فيلم مشارك في مهرجان عالمي تاني فروحي وهما يومين، وأنا هطلع معاكي، معقبة: "تشجيع عمرو هو اللي فرق معايا، كان ممكن أقول لأ وخلاص".

وتابعت: "والدتي كانت موجودة ووالدة عمرو، والسفرية كانت أقل من 48 ساعة، كانت مرهقة، لكن عندما ذهبت شاهدت حفاوة كبيرة تم استقبال الفيلم بها وردود الأفعال الإيجابية أسعدني ذلك، ورجعت لقيت الأولاد زي الفل الحمد لله".

وعن فيلم نزوح، قالت: "عجبني في فيلم نزوح إنه معمول بشكل خفيف وظريف ومش كئيب ولا دمه تقيل، كما أن قصة الفيلم تمثل بلدي وده أثر فيا بشكل كبير".

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

07.09.2022

 
 
 
 
 

«ميت مقابل دولار» يحتفي بتكريم والتر هيل ومنحه جائزة «كارتييه غلوري» في «فينيسيا السينمائي»

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

في هذه الأيام، بالنسبة لعدد كبير من المخرجين البارزين، فإن ست سنوات بين الأفلام ليست بالضرورة فترة طويلة بشكل لا يطاق، وقد تتساءل، هل كان هناك الكثير من الترقب المثير حول «ميت مقابل دولار ـ Dead for a Dollar»، وهو أول فيلم منذ ست سنوات لمخرج الحركة والتر هيل؟

حسنًا، السبب الرئيسي لهذه الفترة، بلوغ هيل الثمانين من عمره، وفي ذلك العمر، كان التوقف مؤقتًا لمدة ست سنوات في الأفلام أمرًا يثير قلق المعجبين، ولكن الأهم من ذلك هو حقيقة أن فيلم «ميت مقابل دولار» بدا على الأرجح أول عمل مستساغ بالكامل من والتر هيل، الذي عُرض فيلمه خارج المسابقة الرسمية في إطار تكريم «فينيسيا السينمائي» له هذا العام بجائزة «كارتييه غلوري».

يبدأ الفيلم بالصور ذات الشاشة العريضة لمناظر طبيعية رائعة في جنوب غرب أمريكا؛ ومن بعيد، نرى متسابقًا وحصانًا يتبعهما حصان آخر يحمل راكبها مظلة كدرع من الشمس. هذان الشخصان هما إيليا جونز، أحد الفارين من الجيش، وراشيل كيد، التي تروي الحكاية على لسانها.

يلعب كريستوف والتز دور ماكس بورلوند، صائد الجوائز الذي سيتم تعيينه لتعقب هذا الزوج. قبل ذلك، نعلم بوجود ضغينة بينه وبين جو كريبنز، مقامر وسارق بنك قضى خمس سنوات في السجن بسبب ماكس. يزور ماكس جو في اليوم السابق لإطلاق سراحه داخل زنزانة مغبرة، ويخبره أن كل ما يعتقده جو أن ماكس مدين له، لن يحصل عليه ومن الأفضل أن يبتعد عنه. نحن نعلم أن طرقهم يجب أن تتقاطع مرة أخرى. كما كتبها هيل ومات هاريس.

هذا صحيح حتى عندما يضيف نقاط اهتمام جديدة للسيناريو. كما في إيليا جونز (براندون سكوت) أسود، وراشيل كيد (راشيل بروسناهان) بيضاء. وتتلخص قصتهم في أن جونز اختطف راشيل ويطلب 10000 دولار لإعادتها. هذا نصف صحيح. الحقيقة الكاملة هي أن راشيل، زوجة تعرضت لسوء المعاملة، وجونز كذلك، وهربا معًا بحثًا عن المال لإكمال هروبهما، ربما إلى كوبا. في البداية، كل ما يعرفه ماكس حقًا هو أنه سيحصل على 2000 دولار لإكمال عودتهم. للمساعدة في تحقيق هذه الغاية، أقرض الجيش ماكس قناصًا يُدعى بو (وارن بيرك)، وهو صديق لجونز وهو أيضًا أسود.

لا يعتمد الفيلم بشدة على فكرة العرقية – والتي تضمنت أيضًا المكسيكيين ماكس وبو – ولكن تم إبرازها بما يكفي لإضافة بعض التوتر.

يكرس هيل هذا الفيلم للمخرج الغربي المهم بود بوتيكر، وهذا التفاني يطلق العنان لمفهومه ولـ والتز في دور ماكس بورلوند. وهذا يعني أن بورلوند شخصية كان من الممكن أن يلعبها راندولف سكوت في بوتيتشر. بورلوند واقعي بدقة ولكنه صادق تمامًا أيضًا. إنه يحب ماله، لكن عندما يتعلق الأمر بشأن إنساني يختلف الأمر، وعندما يعلم المزيد عن زوج راشيل، وحقيقة أن راشيل وإيليا جونز يسعيان فقط إلى ما أنكره العالم لهما، وهو حريتهما، يبدأ بورلوند في التشكيك بولاءاته وفي التفكير بشكل آخر لمساعدتهما بعيداً عن كونه صائد للجوائز.

لا بد أن تؤدي هذه القصة إلى العديد من المواجهات في وقت واحد، ويتم تنظيم ذروة الحركة بشكل جميل من قبل هيل، لقصة مشوقة ومتناقضة ولا تنحدر أبدًا إلى الأسلوب التجاري لسرد الأحداث، ولكن تعطي الجمهور ما يريده ويستحقه من بعد فني ورؤية رائعة للتفاصيل.

«ميت مقابل دولار» يضاف الي الأفلام الكلاسيكية، وقد يبدو في غضون بضع سنوات أفضل مما هو عليه اليوم، لكنه يستحق فعلاً المشاهدة والتأمل.

 

####

 

«الابنة الخالدة».. لحظة كشف عن الذات نفذتها ببراعة جوانا هوغ

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

يعيد فيلم «الابنة الخالدة ـThe Eternal Daughter »، الذي عرض اليوم ضمن المسابقة الرسمية لـ فينيسيا السينمائي الـ79، تذكيرنا بأننا أبناء ماضينا، شئنا أم أبينا، ويصبح الأمر مخيفاً حين يطاردنا ماض يحفل بالمظالم، ونرغب في نسيانه والهروب من نتائجه المرعبة.

الفيلم الذي أخرجته جوانا هوغ، وتأمل من خلاله في الفوز بجائزة الأسد الذهبي، ولعبت بطولته تيلدا سوينتون، ويضم جوزيف ميديل وكارلي صوفيا ديفيز وألفي سانكي غرين في أدوار داعمة، هو حالة تأمل تشبه سيرة ذاتية عن الحب والسينما والاستمرار في الحياة رغم الصعوبات، وهو العمل التالي لها بعد فيلم «تذكار ـ Souvenir» عام 2019، ويتبع «الابنة الخالدة» أم مسنة وابنتها حيث ينتقلان إلى فندق قديم للعيش فيه، لكن الماضي بكل ما فيه من أشباح يظهر لهما، ليكشف ما لا تحتمله المرأتان من أسرار في تاريخ العائلة.

هو فيلم شخصي لـ جوانا هوغ يبدو أنه يأتي من نفس كون أفلامها السابقة – أو إن دق التعبير هو عمل يشبهها كثيرًا.

إنها قصة شبح هدفها شيء آخر غير إخافتك، فيلم عن لغز حياة والديك، ووجودهم غير المعروف قبل وبعد ولادتك؛ هذا الشعور بأن والديك مألوفان وهذا يحجب عنك معنى حياتك وموتك، لذلك فالطريقة الوحيدة لكسر هذه الشفرة، وحل المشكلة، أن تصبح أنت والدتك أو والدك، وتشعر بما يشعرون به من الداخل، وحتى ذلك الحين لن تكون متأكدًا أبدًا مما كانا عليه ويريدانه.

تقدم تيلدا سوينتون أداء مؤثرًا ومتمايزًا بذكاء بصفتها صانعة أفلام تجلب والدتها المسنة إلى فندق في منزل ريفي في عيد ميلادها – كان الفندق في الواقع عقارًا خاصًا حيث قضت والدتها وقتًا كفتاة صغيرة. وتأمل أيضًا أن تنجز بعض الأعمال في أحدث سيناريو لها.

تلعب سوينتون بالطبع كلا الدورين: كلاً من الابنة والأم الكبرى والأرستقراطية الودودة، والتي تشير عضويتها الحقيقية في الطبقات العليا إلى حقيقة أنها أحضرت كلبها لويس معها.

تدير جوانا هوغ مشاهد سوينتون الابنة ووالدتها ببراعه، وتستخدم اللقطة العكسية خلال محادثاتهما، وتجد نفسك تتساءل متى سيظهران على الشاشة معًا في نفس الوقت – وعندما يحدث ذلك في لقطة طويلة. فهو إشارة إلى تحول وجودي.

الفندق مقلق للغاية: كانت هناك بعض المشاكل في حجزهم – ومع ذلك يبدو أنه لا يوجد ضيوف آخرون. تظل الابنة مستيقظة في الليل بسبب أصوات ضجيج مخيفة وغير مفسرة من الغرف الأخرى (الفارغة). تتصرف موظفة الاستقبال بصرامة، وهي وقحة بشكل لا لبس فيه أثناء تقديم عشاء امرأتين في المطعم القاتم المصمم على طراز الضريح. لكن هناك بواب لطيف للغاية (جوزيف ميديل) الذي يتنبأ بتعاسة الابنة، ويتضح أنه يعزف موسيقى الناي الحزينة التي نسمعها في البداية، وهو كشف عن الحزن الذي سيكون مضحكًا في نوع آخر من الأفلام.

الأم لطيفة ومحبوبة وممتعة بهداياها ومثيرة للقلق، ومع ذلك تشعر الابنة – كما شعرت بوضوح طوال حياتها – أن والدتها تكتم بعض الحزن أو الألم الرهيب. وهي محبطة وحتى غاضبة من أن والدتها لا تخبرها الحقيقة بكل بساطة. في الواقع، إن العودة إلى هذا المنزل القديم تعيد الذكريات، الكثير منها حزين، والأم محيرة من رد فعل ابنتها المفرط بالدموع. وهي تشعر بالخجل من معرفة أن والدتها حزينة لعدم إنجابها؛ وأنها ستكون الابنة إلى الأبد وليست الأم أبدًا.

«الابنة الخالدة» فيلم اللحظة الجادة واللطيفة والممتعة من الكشف عن الذات، نفذتها ببراعة مخرجته جوانا هوغ.

 

موقع "سينماتوغراف" في

07.09.2022

 
 
 
 
 

إعلان الأفلام الفائزة وعرض4 أفلام..

أبرز مبادرات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في مهرجان البندقية

شروق هشام

تأكيدا على التزام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الدائم بدعم صانعي الأفلام الناشئين والصاعدين للوصول إلى الجمهور العالمي، وكونه أحد المستثمرين والداعمين الرئيسيين للسينما العربية برؤاها الإبداعية والطليعية، أعلن المهرجان من خلال مشاركته في الدورة التاسعة والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي، عن الأفلام الفائزة في جائزة صندوق البحر الأحمر، كما بادر بتمويل أربعة أفلام عربية تعرض خلال المهرجان.

الأفلام الفائزة بجائزة "صندوق البحر الأحمر" في برنامج "فاينال كت"

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن فوز مشروع الفيلم الروائي "الضوء الأسود" للمخرج الجزائري كريم بن صلاح، بجائزة "صندوق البحر الأحمر" في برنامج "فاينال كت" ضمن جسر الإنتاج، بفعاليات الدورة الـ 79 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي.

كما أعلن المهرجان عن حصول فيلم "مقبرة السينما" من إخراج تييرنو سليمان، الذي عُرض في سوق البحر الأحمر، على جوائز أخرى في البرنامج، في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى مشروع الفيلم الروائي "إن شاء الله ولد" للمخرج الأردني أمجد الرشيد، والذي انطلق من معمل البحر الأحمر.

وكان مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي قد أعلن عن عقد شراكة مع "فاينل كت"، البرنامج التابع لجسر البندقية للإنتاج، أحد برامج مهرجان البندقية السينمائي، الذي يتوجّه بدعم الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج عبر كلّ من: إفريقيا والعراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، وذلك ضمن نسخته العاشرة في مهرجان هذا العام، حيث يهدف مهرجان البحر الأحمر من خلال هذه الشراكة إلى تعزيز التزامهم تجاه صانعي الأفلام في المنطقة، لتحقيق المزيد من المشاريع الثريّة التي ترتقي لاختيار أكثر المهرجانات شهرة في العالم.

تمويل أربعة أفلام عربية تعرض خلال مهرجان البندقية

من جهة أخرى، بادر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عبر برنامجه صندوق البحر الأحمر بتمويل أربعة أفلام تعرض خلال مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام ضمن دورته التاسعة والسبعين، ومن المتوقع أن تترك بصمة في واحد من أقدم وأهم المهرجانات السينمائية في العالم.

وهذه الأفلام هي:

- فيلم "الملكات" وهو الفيلم الروائي الأول للمخرجة والكاتبة المغربية ياسمين بنكيران، والذي يُعرض ضمن أسبوع النقاد في مهرجان البندقية السينمائي الدولي وذلك ضمن فئة الأفلام خارج المنافسة.

- فيلم "جنائن معلقة" للكاتب والمخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي، والذي يُعرض للمرة الأولى ضمن فئة "آفاق أخرى" عبر المسابقة الدولية الرسمية للمهرجان.

- فيلم "الملكة الأخيرة" للمخرج الجزائري الفرنسي داميان أونوري، وهو فيلم الدراما التاريخي الذي يشارك ضمن الفئة الفرعية "أيام المؤلفين" المستقلة والناجحة في المهرجان.

- فيلم "فاسد، صعب، خطير" للمخرج اللبناني الفرنسي وسام شرف، والذي يشارك ضمن الفئة الفرعية "أيام المؤلفين" المستقلة والناجحة التي برزت بجودة أفلامها المختارة.

هذا وتستفيد الأفلام الأربعة من خلال عرضها عبر أعرق مهرجان سينمائي في العالم من الدعم السخي من صندوق البحر الأحمر، الذي تأسس بهدف دعم صانعي الأفلام في العالم العربي وإفريقيا، عبر تمويل المشاريع السينمائية ضمن مراحلها الرئيسية للإنتاج وما بعد الإنتاج والتطوير، كتجديد من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي على التزامه الدائم بدعم صانعي الأفلام الناشئين والصاعدين لسرد حكايات الماضي والحاضر والمستقبل وتقديمها للجمهور العالمي.

الصور من حساب "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي" على "تويتر".  

 

مجلة هي السعودية في

07.09.2022

 
 
 
 
 

من الجونة إلى فينيسيا!

متحمسون لمشاهدة العرض العالمي الأول للفيلم الذي دعمته منصة الجونة السينمائية "جنائن معلقة" لأحمد ياسين الدراجي، يوم الجمعة القادمة في قسم أوريزونتي إكسترا ضمن فعاليات الدورة الـ79 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

اختير الفيلم كمشروع في مرحلة التطوير خلال الدورة الثانية لمنصة الجونة السينمائية وكفيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج في الدورة الخامسة، حيث فاز بالعديد من الجوائز والمنح.

 

الجونة السينمائي في

07.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004