ملفات خاصة

 
 
 

البندقية 79 - إينياريتو على خطى فيلليني

البندقية - هوفيك حبشيان

فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

#أليخاندرو غونزاليث إينياريتو أصبح قامة #سينمائية بستة أفلام. سابع أعماله، “باردو، توثيق زائف لحفنة حقائقط، الذي عُرض أمس في مسابقة مهرجان البندقية السينمائي (31 آب - 10 أيلول)، يأتي بعد صمت دام ست سنوات، تحديداً منذ "المنبعث"، لذلك هو، نوعاً ما، منبعث هذه الدورة التاسعة والسبعين. وعندما نشاهد الفيلم سواء بعناية أو من دونها، نفهم لماذا هذا الصمت. لعله تحضير لبركان من الكلام والمشاهد والأفكار والهواجس التي تتفجّر ونحن أمام الشاشة. صام إينياريتو لكنه لم يفطر على وجبة سريعة، بل دعانا إلى وليمة فيها عدد هائل من الأطباق، نتغذى منها ولا نشبع، وربما هنا المشكلة أيضاً: إننا نشعر ببعض الظمأ والجوع بعد ثلاث ساعات من وجبة سينمائية دسمة.

منذ اللقطة الافتتاحية، لا يمكن لأي سينيفيلي ألا يخطر في باله فيلليني الحاضر الغائب الأكبر في الكثير من اللقطات. هناك غمزات مباشرة كثيرة قد تتحوّل إلى لعبة تكهّنات بين خبراء الشوؤن الفيللينية لكثرة ما تحمل من واقعية سحرية. لكن الموضوع لا يتعلّق فقط بمَشاهد تذكّرنا بسينما الساحر الإيطالي ومستوحاة منها، فالفكرة نفسها شبيهة إلى حدّ كبير بـ"ثمانية ونصف" الذي كان عن سينمائي (مارتشيللو ماستروياني) يقيم في عالم من الفانتازيا والذكريات والأحلام. شخصية "باردو" صحافي وصانع أفلام وثائقية (دانيال خيمينيز كاشو). هو أيضاً على شفير الهاوية مثل سلفه الإيطالي، يعاني بصمت، يكابر على الألم، يراجع ذاته من الداخل الداخل، من دون الكثير من الصخب. لا يريد ان يعترف لنفسه ببعض الحقائق، يلف ويدور كي يتفادى البوح، لكنه في كلّ لقاء له مع أحدهم تتولد في داخله التساؤلات ويزداد قلقه، لتصبح هذه التساؤلات هواجس يصوّرها إينياريتو بحركات كاميرا معقّدة، وداخل ديكورات تحمل فلسفة في ذاتها، فبزوايا تصوير عجيبة وشخصيات ثانوية تتسم بغرابة وصولاً إلى تكوينات بصرية صارخة بالألوان والمشاعر، ليؤكد المؤكد في انه معلّم في التعامل مع تقنيات السينما واشاعة أجواء نادرة وفريدة. صديقنا الصحافي ضائع بين الحاضر والماضي، يعيش في عالم ملتبس. لم يحسم تفضيلاته بعد: النجاح أم الحقيقة؟ وطن يناديه أو مهجر يرد له الاعتبار؟ من خلال هذه الشخصية التي لا يعاملها الفيلم أفضل معاملة، سيرسم إينياريتو مسار فيلمه، ليحملنا إلى رحلة عبر الأمكنة والأزمنة، خالطاً الأوراق. هي مغامرة عبر الماضي والحاضي، سيروي من خلالها إينياريتو نفسه والآخرين، بلاده وأميركا، الفنّ وكيفية الوصول اليه. نتسلل إلى عقله الباطني، نقيم في ذكرياته، نتسكّع في اللحظات التي يخرج فيها الفيلم من سياقه؛ هذا كله ضمن صيغة حكائية لا يكاد إينياريتو يضيّع خلالها طرف الخيط من شدة امتلاكه الأدوات. انه تجوال في الذاكرة المكسيكية المشتتة على نحو لم يتجول فيها سينمائي من قبل. النتيجة: طوال نحو ثلاث ساعات سنلهو، سنتأثر، سننبهر بكاميرا يحرّكها الكبير داريوس خونجي، وفي الكثير من الأحيان سنسلّم أنفسنا للفيلم، من دون الكثير من الشروط. فهذا النوع من السينما يقوم على تضاد بين العقل والغريزة، والأخيرة لجأ اليها إينياريتو ليخلق عالماً يصعب شرحه.
هناك احتفاء بالسينما في "باردو". واحتفاء بقدرة هذا الفنّ على اظهار ما لا يظهر الا عبره. لا فنّ غيره لديه القدرة على نقل بعض الأفكار المكثّفة مثل هذه التقنية التي تسمح باللقاء بين الصوت والصورة على الشاشة. وفي هذا، ليس لدى إينياريتو ما يؤكده. في المقابل، قد يختلف بعضنا مع الشعور الذي يتركه فينا، وهو شعور بفيلم قد لا ينتهي، كمسوّدة عمل أكثر منه عملاً متكاملاً. لكن رغم هنات هنا وهناك، ورغم تفضيل الفيلم الصدق على السعي إلى الكمال، هناك ما يخاطبنا ويغوينا، ويجمعنا حوله.

هذا فيلم آخر من جملة الأفلام التي تعيد سينمائيين إلى بلادهم بعد الخروج منها إلى طموحات أكبر. فبعد 22 سنة على بداياته في المكسيك، كان لا بد لهذه العودة إلى الينبوع ان تتحقق. على غرار زميله ألفونسو كوارون وفيلمه "روما"، يسلك إينياريتو درب الماضي، في فيلم يختلف كثيراً عن فيلم مواطنه لكن يلتقي معه في كونه عن فنّان قال ما يجب ان يقوله في شؤون عدة والآن آن الآوان ان يبحث عن نفسه ويطارد أشباحه، محولاً هذا البحث فرصة للتأمل والنقاش والحديث في مخاوف وأزمات تحاصر الإنسان من كلّ صوب.

 

النهار اللبنانية في

03.09.2022

 
 
 
 
 

النازح السوري ضحية العنصرية يبيع الخردة في البندقية

المخرج اللبناني وسام شرف يفتتح مسابقة "أيام السينمائيين" بفيلم إنساني

هوفيك حبشيان

عن المهمشين وشؤونهم ومعاناتهم وما يعانونه من ظلم وإقصاء وتمييز في بلاد الغربة، أنجز المخرج اللبناني وسام شرف فيلماً روائياً طويلاً ذكياً ومتماسكاً في عنوان "حديد نحاس بطاريات" (حمل عنواناً مختلفاً باللغة الإنجليزية ويمكن ترجمته بـ"قذر صعب خطر"). افتتح الفيلم مسابقة "أيام السينمائيين" في مهرجان البندقية (حتى 10 سبتمبر "أيلول"). واختياره للافتتاح بمثابة حدث لفيلم لبناني صغير لم تسبقه طنة ورنة. فهذا القسم الموازي للبرنامج الرسمي أبصر النور في عام 2004 وهو برعاية جمعية السينمائيين الإيطاليين، والهدف منه اختيار أفلام فيها قدر من "الابتكار والتجديد والبحوث والاستقلالية"، كما جاء في بيان على الموقع الإلكتروني الخاص بـ"أيام السينمائيين". وفيلم شرف يتميز بهذه الصفات المذكورة وربما أكثر.

الحكاية بسيطة: أحمد (زياد جلاد) نازح سوري يعتاش من شراء الخردة وبيعها في حين أن مهدية، عاملة إثيوبية في أحد المنازل. أحمد ومهدية يعيشان قصة حب في بيئة معادية لهما ولما يمثلانه في عقلية رافضي الاختلاف. هما تركا بلادهما للبحث عن حياة أفضل، هو هرب من الحرب التي دمرت سوريا وهي هاجرت الفقر المدقع لتأمين مستقبلها، لكن هناك مشكلات أخرى تنتظرهما في بيروت، في مقدمتها العنصرية التي تترجم على أرض الواقع بمعاملة غير إنسانية ورفض. الأرض التي بدت ملجأ لهما سيتبين بأنها فخ! لكن، هل هو فخ للغرباء فقط أم للمقيمين أيضاً… سؤال يستحق أن يطرح؟ 

الكراهية المفروضة

هناك عديد من الأفلام عن عرب في المهجر، لكن تلك التي تتحدث عن الغرباء في العالم العربي نادرة جداً. الفيلم يظهر هذا الوجه القبيح للبنان وللمجتمع اللبناني الغارق في الكراهية والمشاعر السلبية، على الرغم من أن المخرج لا يفعلها كنوع من تصفية حساب وحقد دفين. جمال الفيلم غير كامن في ما يكشف عنه ويريه ويضع الإصبع عليه، فهذا بات معروفاً لا بل مستهلكاً في الإعلام. نقطته المضيئة هو أسلوبه السينمائي الذي يخرج الفيلم من كونه مجرد إدانة واستنكار بائس لممارسات اجتماعية. استعار شرف عناصر الميلودراما الكلاسيكية فوضعها في السياق اللبناني أو في ما يسميه المخرج بـ"البيئة المعادية للأجانب". من خلال النظر إلى قصة كهذه من زاوية مختلفة قلما تناولتها السينما اللبنانية، أنجز شرف عملاً يضع الإنسان ومشاعره فوق كل الاعتبارات، بعيداً من النظرة النمطية. لا يعامل الفيلم أحمد ومهدية كمادة مستخدمة للتدليس أو شحذ التضامن، بل هما شخصيتان كاملتان، لديهما أحلامهما وطموحاتهما ورغبتهما، والأهم أن أحدهما يحب الآخر، وهذا ما يصعب على بعض اللبنانيين تخيله أو القبول به. فكيف لإنسان أقل منه مرتبة، وفق رأيه، أن يحب وأن يكون له شريك يقيم معه علاقة غرامية في بلده وتحت سقفه؟! 

من هذه المفارقات المضحكة والمبكية في آن، ولد هذا الفيلم الرقيق والحساس الذي يذكرنا بكادراته وإضاءته وصمت بعض لحظاته والنحو الذي يتحرك فيه الشخوص، بأسلوب المعلم الفنلندي آكي كوريسكامي. وعندما التقيت المخرج سألته عن تأثير كوريسماكي فيه، وإذا ما كان واعياً، فأكد لي ذلك. حتى إن كوريسماكي كان أنجز قبل سنوات عدة فيلماً عن لاجئ سوري يحاول التسلل إلى عالمه المنظم جداً، تلك "الجنة" الفنلندية العجيبة، وسماه "الجانب الآخر للأمل". عند شرف الأمل غير موجود حتى، فهو غير مشغول به إلا نادراً، بقدر انشغاله بإلقاء نظرته على مكان وناس وأحوال. فالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية جعلت الجميع في "وضعية الإنسان الذي يحاول الصمود" (القول للمخرج)، مما حول الجميع أعداء للجميع، والجميع يتعامل مع الجميع بفوقية ورفض.

كل هذه المواضيع والإشكالات كان يمكن أن تقع في التنظير الأخلاقي، لكن شرف تعامل معها بخفة وعبثية وأدخل إلى الحكاية عناصر فانتازية كتحول البطل التدرجي رجلاً من حديد، وذلك أنقذه من مخالب الفيلم الذي هو أقرب إلى بيان جمعيات غير حكومية. "لم أرد فيلماً اجتماعياً عن عذابات الناس" يقول شرف في مقابلة، مدركاً أن الصيغة التي لجأ إليها، حيث القليل من العبثية والخفة واللجوء إلى عناصر "الجانر" السينمائي، لا تقلل من التأثير الذي يمارسه في المشاهد، بل على العكس يصبح أشد وطأة.

الكولونيل المتقاعد

عمل شرف مراسلاً وصحافياً ومصوراً لمحطة "آرتي" الألمانية الفرنسية، مما جعله يوثق كثيراً من الأحداث المتعلقة باللاجئين. وفيلمه هذا يؤكد إلمامه بالموضوع الذي يتحدث عنه. قصة حب أحمد ومهدية شبه مستحيلة في مكان لا يعاملان فيه إلا كمجرد ظلال، وهذا المكان هو بيروت التي تعيش تخبطاً كبيراً، والفيلم يظهره على وجوه الناس وفي الشخصيات. ولعل أكثر شخصية "مرعبة" هي شخصية الكولونيل المتقاعد (رفعت طربيه)، أي رب المنزل الذي تعمل لديه مهدية. إنه رجل مصاب بالخرف والجنون - والهذيان ربما، مما يجعله يتخيل نفسه مصاصاً للدماء، هذا الرجل الذي تثير حالته الشفقة يذكرنا بأنفسنا، بحالتنا، في الزمن اللبناني الراهن.

الفيلم وما يرويه عابران للزمن، لكن يصعب عدم ربطه بحاضرنا، ذلك أنه يضع الجميع في سجن قلة ستنجو منه: سجن الماضي وسجن المرض وسجن الأفكار المسبقة وسجن التهميش الاجتماعي وسجن السياسة. والسياسة حاضرة بكل التفاصيل، على الرغم من أنه لا يتحدث عنها. تفادى المخرج تناول السياسة إلا أنه تناول الأحداث بمنطق سياسي. كل هذه الأسوار المرفوعة تخنق ليس فقط الغرباء الذين يمرون في هذا البلد بحثاً عن شيء ما، بل تخنق أيضاً أصحاب البلد الذين يقيمون فيه غصباً عنهم. هي نظرة سوداوية وقد تكون ظالمة أو متحاملة قليلاً أو أحياناً في حق اللبنانيين الذين استقبلوا أكبر عدد من اللاجئين في بلاد صغيرة تعاني ما لم تعان منه الأمم، ولكنها نظرة تستحق أن تقال لأهميتها ودورها في فتح نقاش.  

 

الـ The Independent  في

03.09.2022

 
 
 
 
 

(«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا ـ 3)

وجود قوي لصناع السينما السعودية في فينيسيا

فينيسيا (إيطاليا): محمد رُضا

الحضور السعودي في مهرجان فينيسيا هذا العام أضفى على المهرجان رونقاً متميزاً، وعكس رغبته في أن يواصل ارتقاءه ليصبح حدثاً من علامات السينما ونشاطاتها.

بداية، كانت هناك الحفلة الكبيرة التي أقامها مهرجان البحر الأحمر في فندق أكسلسيور (أفخم فنادق جزيرة ليدو حيث يقام المهرجان الشهير). الحفل كان مناسبة رائعة للتعارف والتواصل. لدينا من ناحيةٍ إدارة مهرجان البحر الأحمر ورجال ونساء فاعلياته المختلفة، ومن ناحية أخرى السينمائيون الغربيون الذين يعرفون الصرح الذي يبني المهرجان السعودي الدولي مستقبله عليه.

الجنسيات المختلفة أمت الحفل التقت وتبادلت الأحاديث. استمتعت وتكلمت وحفظت، ولا بد أدركت أن مهرجان البحر الأحمر يريد أن يفتح آفاقاً جديدة ومثمرة بين سينما الداخل في السعودية وسينما المحيط الخارجي.

والواقع أن هذا السعي ولد من اليوم الأول للمهرجان، والتخطيط لمستقبله ولد في يومه الثاني. الإدارات تنتمي إلى خبرات ذات سوابق في هذا المجال وفرقاء عمل يعرفون تماماً ما عليهم القيام به. التحدي الذي تصدى له المهرجان السعودي من الدورة الماضية، وفي هذه الدورة الجديدة في ديسمبر (كانون الأول)، لا يعترف بالمصاعب بل بالعمل الشاق في سبيل إصابة أهدافه.

وكما صرح أكثر من مسؤول فيه على مدى الأسابيع القليلة الماضية، فإن المهرجان لا ينوي أن يكون مجرد واحد من تلك المهرجانات التي تلمع قليلاً ثم تنذوي، ولا يريد أن يحمل مهاماً سياحية جذابة لموقعه في مدينة جدة (رغم أن هذا الجانب حاضر تلقائياً)، بل التحول إلى داعم فعلي لفن السينما الجادة في السعودية وفي العالم العربي وفي أنحاء العالم بأسره.

الخطة تمشي جيداً في هذا الاتجاه، وهناك الكثير مما تم الإعلان عنه خلال الأسابيع الماضية، وأكثر مما سيعلن عنه في المستقبل مع اقتراب موعد إقامته. يأتي هذا الحضور ملازماً للحضور الكبير الذي قامت الحكومة السعودية باستحداثه في مهرجان «كان» الدولي في مايو (أيار) الماضي. في ذلك المهرجان قام أهل الخبرة بإيصال الرسالة كاملة للحاضرين، فإذا بالموقع الذي احتلته السعودية في سوق المهرجان يتحول إلى خلية عمل نشطة وكثيرة التردد.

هنا في فينيسيا، تبدو المهمة استكمالاً، لكنها في الوقت ذاته مفتوحة على المزيد من السينمائيين، من مختلف الحقول، الذين يريدون للمهرجان النجاح المأمول له، لأنه، وكما قال لي منتج إيطالي، «كل مهرجان جيد وجاد في العمل لخدمة الفن والثقافة هو فعل مطلوب لنا جميعاً. حين يقوم أحدنا بحضور المهرجان السعودي فإنه لا يأتي لتقييم أفلام المهرجان كما يفعل النقاد عادة، بل لتقييم كل فاعلياته وأعماله والمستوى الجمعي لما تم عرضه من أفلام في مختلف أقسامه».

- التغيير الكبير

في اليوم ذاته، وعلى الغلاف الأول من مجلة «فارايتي» العريقة تم نشر إعلان لمدينة نيوم التي تم الإشهار عنها، ويجري العمل عليها لتكون قبلة عالمية للسياحة والعمل في شتى دروب المشاريع الاقتصادية والعلمية والثقافية. لا يأتي الإعلان وحده، بل هناك فيلم ترويجي قصير مصنوع بذكاء وخبرة سينمائيتين لتكريس معنى «نيوم» والدور الذي ستلعبه. والكلمة - الرمز التي تفتح أبواب القناعات بأن الهدف هو أكبر مما يتوقعه أحد، هي كلمة «تغيير».

مع توزيع موسيقي وغنائي جديد لأغنية لوي أرمسترونغ الشائعة «What a Wonderful World» يركز الفيلم على فتاة سعودية تجلس مفكرة. فجأة تسمع صوت التغيير فتنطلق راكضة ثم طائرة فوق ربوع السعودية لتحظ في حديقة غناء ترمز للمستقبل.

واضح أن الكلمة والمشاهد المعبرة عنها ترمزان إلى التغييرات الحاسمة والكبيرة التي تهدف لتغيير الصورة التقليدية للمملكة العربية السعودية، واستبدال أخرى بها مناهضة تماماً للمفاهيم المتوارثة في الخارج حول المملكة والمجتمع والتقاليد.

كل من مهرجان البحر الأحمر ومدينة نيوم إلى جانب مهرجان «أفلام السعودية» ستعني الكثير للجيل المقبل من السعوديين. وحين يأتي الأمر لصناعة الفيلم السعودي، فإن التغييرات والانفتاح على سينمات العالم هما زاد معرفي إضافي لتلك المواهب التي تريد أن تساهم في حركة السينما العالمية بأعمال تعكس المواهب الوفيرة والطموح الذي يواكبها.

 

####

 

حضور سعودي قوي في «فينيسيا»

فعاليات مثمرة لـ«مهرجان البحر الأحمر» وترويجية لـ«نيوم»

فينيسيا (إيطاليا): محمد رُضا

أضفى الحضور السعودي في فينيسيا هذا العام رونقاً متميزاً على مهرجانها السينمائي. بداية، كانت هناك الحفلة الكبيرة التي أقامها مهرجان البحر الأحمر في فندق «أكسلسيور»، وكانت مناسبة رائعة للتعارف والتواصل، إذ كانت هناك إدارة مهرجان البحر الأحمر ورجال ونساء فعالياته المختلفة، وكان هناك، من ناحية أخرى، السينمائيون الغربيون.

الجنسيات المختلفة أمّت الحفل، التقت، وتبادلت الأحاديث. استمتعت وتكلمت وحفظت، ولا بد أدركت أن مهرجان البحر الأحمر يريد أن يفتح آفاقاً جديدة ومثمرة بين سينما الداخل في السعودية وسينما المحيط الخارجي. هذا السعي ولد من اليوم الأول للمهرجان، والتخطيط لمستقبله ولد في يومه الثاني. الإدارات تنتمي إلى خبرات هائلة في هذا المجال وفرقاء عمل يعرفون تماماً ما عليهم القيام به. التحدي الذي تصدى له المهرجان السعودي من الدورة الماضية، وفي هذه الدورة الجديدة في ديسمبر (كانون الأول)، لا يعترف بالمصاعب بل بالعمل الشاق في سبيل تحقيق أهدافه.

ويأتي هذا الحضور ملازماً للحضور الكبير الذي قامت الحكومة السعودية باستحداثه في مهرجان «كان» الدولي في مايو (أيار) الماضي. وفي ذلك المهرجان قام أهل الخبرة بإيصال الرسالة كاملة للحاضرين، فإذا بالموقع الذي احتلته السعودية في سوق المهرجان يتحول إلى خلية عمل نشطة وكثيرة التردد.

في اليوم ذاته، وعلى الغلاف الأول من مجلة «فارايتي» العريقة تم نشر إعلان لمدينة نيوم، التي تم الإشهار عنها، ويجري العمل عليها لتكون قبلة عالمية للسياحة والعمل في شتى دروب المشاريع الاقتصادية والعلمية والثقافية. لا يأتي الإعلان وحده، بل هناك فيلم ترويجي قصير مصنوع بذكاء وخبرة سينمائيتين لتكريس معنى «نيوم» والدور الذي ستلعبه.

 

الشرق الأوسط في

03.09.2022

 
 
 
 
 

تمثل مصر لأول مرة فى آفاق فينسيا للأفلام القصيرة

كوثر يونس تشارك بندوة « المرأة في الافلام» على هامش مهرجان فينيسيا

رانيا الزاهد

تشارك  المخرجة المصرية كوثر يونس في الدورة ال٧٩ لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي، بفيلمها الروائي القصير "صاحبتي"، والذى يعتبر أول فيلم مصري يشارك فى مسابقة آفاق للأفلام القصيرة بمهرجان فينسيا. ولن تقتصر مشاركة كوثر يونس على منافسه الفيلم فقط ولكن تم اختيارها لتكون احدى المتحدثات في حلقة نقاشية حول تناول المرأة في الافلام وذلك يوم السادس من سبتمبر.

فيلم "صاحبتي" ثالث أفلام كوثر التى تخرجت من المعهد العالي للسينما وقدمت فيلمين كمشاريع تخرج روائي قصير بعنوان "يوكو وياسمينا"، والوثائقى "هدية من الماضى" وحقق الأخير نجاحا جماهيريا ملحوظا حيث استمر عرضه فى صالات السينما لأكثر من ٦ أسابيع وهو ما لم يحدث فى تاريخ السينما الوثائقية فى مصر من قبل.

وتعتبر كوثر من الأعضاء المؤسسين لمجموعة "راويات" التى تضم مجموعة كبيرة من المخرجات من أنحاء الشرق الأوسط، وإلى جانب عملها كمخرجة تعمل أيضا فى إنتاج وتنفيذ الإعلانات والمسلسلات القصيرة.
يعرض مهرجان فينسيا فيلم "صاحبتى" يوم الجمعة الموافق ٩ سبتمبر المقبل ضمن برنامج عروض مسابقة آفاق للأفلام الروائية القصيرة، وينافس الفيلم على جوائز المسابقة
.

"صاحبتى" ينتمى لنوعية أفلام الدراما الرومانسية ومدته ١٧ دقيقة واشتركت كوثر فى كتابة السيناريو الخاص به مع أحمد عصام السيد، ويقوم ببطولته إلهام صفى الدين، ومارك حجار وفاضل الجارحي وسونيا فريد، وإنتاج ساندرو كنعان ومدير التصوير سيف الدين خالد وقام بالمونتاج المخرج المعروف خالد مرعي، وهو إنتاج وتمويل كوثر يونس مع المنتج المشارك محمد العمدة الذى شارك من قبل فى إنتاج فيلم "ستموت فى العشرين" الحائز على أسد المستقبل لأفضل فيلم أول لمخرجه أمجد أبو العلاء فى مهرجان فينسيا السينمائى الدولي.
ومن جانب آخر تشارك كوثر أيضا ضمن فعاليات المهرجان فى مناقشة بعنوان "النساء فى الأفلام" يوم ٦ سبتمبر الجارى، تديرها رحماتو كيتا ويشارك فيها ٦  صانعات أفلام من أنحاء العالم
.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

03.09.2022

 
 
 
 
 

قبل عرضه في تورنتو.. الإعلان التشويقي لفيلم «السباحتان» بطولة أحمد مالك وكندة علوش

كتب: ريهام جودة

أطلقت منصة نتفليكس الإعلان التشويقي لفيلم «السباحتان» للمخرجة سالي الحسيني، تمهيدًا لبدء عرضه على المنصة يوم 23 نوفمبر المقبل، وهو قصة نجاة حقيقية لعائلة سورية وسط أمواج البحر بطولة النجوم العرب: منال ونتالي عيسى، أحمد مالك، على سليمان وكندة علوش.

العرض العالمي الأول للفيلم سيكون بافتتاح مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في 8 سبتمبر، كامِرون بايلي، المدير التنفيذي للمهرجان، كان قد قدّم الفيلم قائلًا: «السباحتان سيكون أفضل مفاجأة للمشاهدين عند عرضه بهذا الصيف، فهو مثير ويقدم رحلة ملحمية لصانعة أفلام مهمة في فيلمها الأول بالمهرجان».

وفي الفيلم تقدم الشقيقتان اللبنانيتان منال ونتالي عيسى قصة حقيقية للسباحتين يسرى وسارة مارديني، حيث تنطلق الشقيقتان في رحلة من سوريا التي تمزقها الحرب الأهلية، بالسباحة عبر أمواج البحر المتوسط المتقلبة، وصولًا إلى التنافس في أوليمبياد ريو دي جانيرو في 2016.

وكلاجئتين، تخوض الشقيقتان الشابتان رحلة مروعة تضع قلبيهما ومهاراتهما الرياضية في السباحة باختبار بطولي.

الفيلم شاركت في كتابته سالي الحسيني مع جاك ثورن، مؤلف فيلم Enola Holmes.

وبجوار الشقيقتين منال ونتالي عيسى، يقوم بأدوار البطولة في الفيلم النجم المصري أحمد مالك، الألماني ماتياس شوايجوفار، الفلسطيني على سليمان، والسورية كندة علوش، مع جيمس كريشنا فلويد وإلمي رشيد إلمي.

تم تصوير الفيلم في المملكة المتحدة وتركيا وبلجيكا، بالاشتراك مع المنتجين على جعفر وتيم كولي، والمنتج المنفذ ستيفن دالدري.

ومنذ أيام، أعلن مهرجان تورنتو عن منحه جائزة الموهبة الصاعدة لسالي الحسيني التي تقدمها من شركة مترو جولوين ماير (MGM) ضمن جوائز مهرجان تورنتو التقديرية لهذا العام.

يذكر أن «السباحتان» هو ثاني الأفلام الطويلة للمخرجة سالي الحسيني ذات الأصول المصرية.

وكان أول أفلامها الطويلة «أخي الشيطان» كان عرضه العالمي الأول في مهرجان ساندانس في 2012، ونال جوائز من مهرجان لندن السينمائي التابع لمعهد السينما البريطاني ومهرجان برلين السينمائي الدولي وحفل توزيع جوائز بافتا.

 

####

 

إطلالات الفنانين في فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي تُثير جدل الجمهور (صور)

كتب امال قطب: محمود زكي

تواجد أبرز نجوم الفن العالميين، ولا تزال إطلالات النجوم وتألقهم على السجادة الحمراء الخاطفة للأنظار حديث السوشيال ميديا.

شارك ظافر العابدين متابعيه عبر موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام»، صورة له على السجادة الحمراء في فينيسيا بإطلالة مميزة ببدلة كلاسيكية سوداء، كما فاجأ جمهوره ومتابعيه بلوك مختلف فظهر بشارب عكس ما اعتاده الجمهور، وعلق على الصورة قائلًا: «ليلة رائعة في حفل افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي في نسخته الـ79. تفاعل عدد كبير من جمهور ظافر وأصدقائه بالوسط الفني مع الصورة، مُشيدين بأناقته.

الإعلامية ريا أبي راشد

تألقت ريا بن راشد بإطلالتها المميزة والجذابة خلال فعاليات المهرجان، حيث نشرت مجموعة صور عبر موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام»

وكانت ظهرت الإعلامية ريا بإطلالتها الأولى بفستان كلاسيكى من الشيفون باللون الموف، بفتحة عالية من الأسفل، من تصميم زهير مراد، واعتمدت ريا البساطة في شعرها ومكياجها بتسريحة شعر بسيطة.

كما ظهرت بإطلالتها الثانية بفستان بدرجات الأحمر، مكشوف الصدر، وبفتحة عالية من الجانب، من تصميم «genny».

درة بإطلالة جذابة

شاركت الفنانة درة، جمهورها، العديد من الصور عبر موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، حيث ظهرت درة بإطلالتين، في إطلالتها الأولى ارتدت فستانًا باللون الأحمر مما نال إعجاب متابعيها، كما شاركت درة متابعيها بإطلالتها الثانية باللون الأبيض وتميزت بالأناقة والبساطة.

إطلالات غريبة ومثيرة للجدل

أثار الممثل الأمريكي تيموثي شالاميت الجدل بإطلالته الأنثوية على ريد كاربت مهرجان فينيسيا السينمائي، حيث لفت تيموثي شالاميت الأنظار بارتدائه «جمبسوت» نسائي الشكل باللون الأحمر، يشارك تيموثي المهرجان لعرض فيلمه الجديد «Bones and all» لأول مرة.

تيسا طومسون كعادتها تخطف الأنظار بإطلالتها الغريبة

بمجرد ظهور الممثلة الأمريكية على الريد كاربت أصبحت تيسا حديث السوشيال ميديا بالعديد من الإطلالات، حيث ظهرت في إطلالتها الأولى: ارتدت فستان أخضر نيون وشيفون باللون الأسود.

وظهرت تيسا طومسون بإطلالتها الثانية بفستان أحمر من الكريب الحرير مكون من قطعتين يغطي من رأسها إلى قدميها، ووضعت على رأسها كاب ممزوج بقبعة، من تصميم إيلي صعب، إذ ظهرت بإطلالتها الثالثة، حيث تألقت بتصميم باللونين الفضي والأسود.

طوق جورجينا رودريجيز خلال فعاليات مهرجان فينيسيا

ظهرت جورجينا رودريجيز شريكة كريستيانو رونالدو بإطلالة تميزت بالأناقة والبساطة على الريد كاربت، حيث ارتدت فستانًا أسود برقبة من تصميم «genny»، إذ يثير طوق جورجينا الذهبي الجدل بين الجمهور خلال فعاليات المهرجان، وذلك لتميز الطوق بأنه جعل خط العنق الذهبي المبهر لفستانها بارزًا والذي صممه لها دار«باسكال بروني» التي تعتبر من أرقى دور المجوهرات الإيطالية.

وكان أعلن مؤخرًا أن جورجينا ستكون وجهة حملة «genny» الإعلانية لخريف 2022

 

المصري اليوم في

03.09.2022

 
 
 
 
 

تكريم 5 فنانات عرب على هامش فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي

كتب: نورهان نصرالله

استضاف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي حفلاً حصرياً في قصر «روكا»، على هامش فعاليات الدورة التاسعة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وذلك لتكريم وتمكين النساء الموهوبات، أمام الكاميرا وخلفها، وإلهام الجيل القادم من المبدعات، وممن صنعن فارقاً في عالم صناعة السينما بسردهن لقصص أحدثت صدىً وتفاعلاً لدى الجماهير في جميع أنحاء العالم.

وخلال الحفل كُِرمت ست نساء يعملن في صناعة السينما العربية، من بينهن ثلاث مبدعات من المملكة العربية السعودية، وهن المخرجة والممثلة هيفاء المنصور الحائزة على العديد من جوائز، والممثلة سمية رضا الوجه الجديد على الساحة السينمائية عن دورها في فيلم «تمزق»، وثلاث مبدعات آخريات هن المخرجة المرشحة لجائزة الأوسكار كوثر بن هنية، والممثلة هند صبري، والممثلة درة زروق.

هيفاء المنصور: مهرجان البندقية بمثابة بيتي.. وأتمنى العودة بفيلم جديد 

وقالت المخرجة السعودية هيفاء المنصور على هامش تكريمها «أشعر بالفخر لعودتي لمهرجان البندقية السينمائي وتكريمي من قبل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وأقول شكراً لإشراكي في هذا الحدث المذهل مع تلك النساء المبدعات».

وتابعت «كان مهرجان البندقية كبيتٍ لي منذ إطلاق فيلمي الأول وجده قبل عشر سنوات، إنني أشعر بسعادة غامرة بعودتي إلى البندقية لمتابعة فيلمي السعودي الجديد (المرشحة المثالية)، وكلي أمل أن أعود بفيلم سعودي جديد مرة أخرى».

مهرجان البحر الأحمر: نكريم مبدعات مهدن الطريق لإلهام الأجيال القادمة 

ومن جانبها، علقت المديرة التنفيذية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، شيفاني بانديا: «إن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يكرس جهوده لضمان عرض أكبر قدر ممكن من الحكايات والقصص الفريدة التي ترويها موجة جديدة من الأصوات النسائية، لذا نسعى جاهدين لتمكين المرأة في مجال صناعة السينما لإعادة تشكيل المشهد الثقافي السينمائي في عالمنا، فإننا نكرم المبدعات ممن مهدن الطريق لإلهام الأجيال القادمة من المبدعات».

 

####

 

إشادات بفيلم «حديد نحاس بطاريات» بعد عرضه بمهرجان فينيسيا

كتب: أبانوب رجائي

افتتح الفيلم الروائي «حديد نحاس بطاريات» للمخرج وسام شرف النسخة الـ 19 من مسابقة جيورناتي ديجلي أوتوري التي تقام بالتوازي مع الدورة الـ 79 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وحصد الفيلم تقييمات نقدية إيجابية، كما عبَّر الجمهور عن إعجابه بالفيلم بتصفيق حاد استمر نحو خمس دقائق.

إشادات بالفيلم

ومن أبرز ما كتب على المواقع العالمية فور عرض الفيلم ما كتبه ماثيو جوزيف جينر في موقع ICS «فيلم مصنوع بإتقان ويقدم مخرجه شيئًا استثنائيًا إذ يغوص بعمق في حيوات هذه الشخصيات التي تستكشف البيئة المحيطة بها وتدرك حقائق عن الرفض من المجتمع».

وكتب فابيان لوميرسيير في موقع سينيوربا «فيلم يعيد إلى الأذهان أعمال أكي كاوريسمكي وإيليا سليمان».

وأقيم العرض مساء يوم الأربعاء بمهرجان فينيسيا بحضور المخرج وسام شرف وأبطال الفيلم كلارا كوتور وزياد جلاد ودارينا الجندي وجاوسيكا تشاندرا، والمنتجتين كاتيا خازاك وشارولت فينسنت ومدير التصوير مارتن ريت، والمونتيرة كليمنس ديار، مهندس الديكور توم ماتاي، ومساعدي المخرج أنايس فيرسيني وساندي جالان بيريز وجينا ضو، وسيحصل الفيلم على عرضين آخرين، يوم الجمعة 2 سبتمبر الساعة 4:30 مساءً للجمهور العام، ويوم الأربعاء 7 سبتمبر الساعة 11:30 صباحاً لحاملي بطاقات الاعتماد.

قصة الفيلم

تدور أحداث الفيلم حول أحمد، اللاجئ السوري وأحد الناجين من الحرب، والذي يجوب شوارع بيروت باحثاً عن أشياء معدنية ليُعاد تدويرها، ويظن أنه سيعثر على الحب مع مهدية الفتاة ذات الأصول الإثيوبية، ولكن الحب في هذه المدينة يبدو مستحيلاً؛ فهل يتمكن هذان اللاجئان الرومانسيان من العثور على الطريق للحرية؛ في الوقت الذي يتأثر فيه أحمد بمرض غامض يحول جسده ببطء إلى معدن؟

 

الوطن المصرية في

03.09.2022

 
 
 
 
 

أبطال فيلم MASTER GARDENER

يشيدون بـ «بول شريدر» قبل منحه الأسد الذهبي لإنجاز مدى الحياة

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

عبر كل من سيغورني ويفر وجويل إدجيرتون وكوينتيسا سوينديل عن امتنانهم لفرصة العمل مع الكاتب والمخرج بول شريدر في فيلمه الأخير (Master Gardener  ـ البستاني الرئيسي) الذي عرض خارج المنافسة في مهرجان فينيسيا السينمائي، في إطار تكريمه بجائزة الأسد الذهبي لإنجاز مدى الحياة.

وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت حضره الممثلون وشريدر، أشار المخرج إلى نموذج “الرجل الوحيد في الغرفة” الذي عاد إليه في فيلم بعد آخر، وقال شريدر “آمل أن أكون قد انتهيت منه”.

وقالت سيغورني ويفر، “لقد أعجبت دائمًا بعمل بول ؛ لم أحلم أبدًا بالعمل معه، لأنني لست رجلًا وحيدًا في الغرفة – أنا المرأة المفعمة بالحيوية داخل المنزل، مضيفة أن دورها في فيلم (البستاني الرئيسي)، “كان أفضل دور لها على الإطلاق. كما شكرت ويفر شريدر لكتابته جزئين رائعين للنساء في الفيلم.

الفيلم يتبع نارفل روث (إدجيرتون)، البستاني في ملكية حدائق جراسوود التاريخية، التي تملكها الأرملة الثرية نورما هافيرهيل (ويفر). عوندما تطلب منه أن يتعامل مع ابنة أختها الكبرى المضطربة مايا (سوينديل) كمتدرب ، يتحول وجود روث المتقشف إلى الفوضى.

وقالت كوينتيسا سوينديل عن العمل مع شريدر: “لقد كان شرفًا عظيمًا”، مضيفة ًأنه “كان حلمًا مطلقًا”.

وأشار جويل إدجيرتون إلى أن شريدر كان وراء عدد قليل من الأفلام التي شكلت قراره في أن يصبح ممثلاً ، وحول رؤيته عن الفيلم علق متحدثاً “أحد الأشياء التي أحببتها حقًا كانت فكرة أن الشيء الذي تنظر إليه يمكن أن يكون جميلًا جدًا، ويجب أن يتمزق من أجل الاستمرار في البناء، وأن الأشياء تحتاج إلى التحرك للخلف من أجل المضي قدمًا”.

أقيم اللقاء الصحفي قبل استلام شريدر جائزة الأسد الذهبي لإنجازه مدى الحياة، مساء اليوم، يليه عرض فيلمه Master Gardener ، وعندما سُئل شريدر عن أفضل أفلامه التي تمثل أعماله، أطلق عليها اسم “ميشيما: حياة في أربعة فصول” (1985). مضيفاً: “ما زلت لا أصدق أنني صنعت هذا الفيلم”. “الأكثر خصوصية بالنسبة لي، والأفضل من حيث الأسلوب.”

وبخصوص هذه الجائزة، قال مدير ألبرتو باربيرا، “بول شريدر شخصية رئيسية في هووليود الجديدة، منذ أواخر الستينيات فصاعدًا، أحدث ثورة في الخيال وجماليات ولغة الفيلم الأمريكي. ليس من قبيل المبالغة التأكيد على أنه أحد أهم صانعي الأفلام الأمريكيين من جيله، ومخرج متأثر بشدة بالسينما والثقافة الأوروبية، وكاتب سيناريو مستقل عنيد يعرف كيف يعمل ويتحرك بثقة. وقدم لنا أيضًا في السنوات الأخيرة بعضًا من أجمل أفلامه “.

ولد المخرج وكاتب السيناريو بول جوزيف شريدر في عام 1946 في غراند رابيدز بولاية ميشيغان لعائلة هولندية صارمة. كتب أو أخرج أكثر من ثلاثين فيلماً. وحصل على درجة البكالوريوس من كلية كالفن، ثم على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا للسينما. بعد ذلك حضر الدرس الافتتاحي في معهد الفيلم الأمريكي.

 

####

 

نظرة أولى.. BONES & ALL بوني وكلايد ملطخان أكثر بالدماء

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

بعد أن اجتمعا معاً من قبل في فيلم Call Me by Your Name، يلتقي مرة أخرى كل من تيموثي شالاميت والمخرج لوكا جوادانيينو في قصة رومانسية مرعبة، تم اقتباسها من رواية – Bones & All للكاتب كاميل دي أنجليس – وتدور أحداثها في الثمانينيات، لكن تعاونهم الجديد على الشاشة (ساعتان وعشرة دقائق) مختلف، إذ يحتوي على الكثير من اللقطات للأشخاص الذين يمزقون اللحم البشري بأسنانهم.

تلعب تايلور راسل دور «مارين»، وهي تلميذة خجولة تبلغ من العمر 18 عامًا انتقلت لتوها إلى ريف فرجينيا مع والدها الوحيد (أندريه هولاند). تدعو إحدى الفتيات الرائعات في المدرسة للنوم عندها، ويبدو أن كل شيء يسير على ما يرام حتى يقدم جوادانيينو لحظة مضمونة لتجعل المشاهد يلهث ويزداد الأدرينالين بداخله وهو يرى «مارين» تمص إصبع صديقتها الجديدة، ثم تقضمها، ومن ثم يعرف والدها عن حوافزها لأكل لحوم البشر التي لا يمكن إيقافه لسنوات، لكنه لا يستطيع التعامل معها فيتخلى عنها، وتبدأ رحلة مارين عبر البلاد بحثًا عن والدتها المفقودة منذ زمن طويل، لكونها السبب وراء هذه اللعنه.

سرعان ما تتعلم «مارين» أن وضعها الغريب ليس غريبًا كما كانت تعتقد. يخبرها متشرد بذيل حصان مجعد يسمى سولي (مارك رايلانس في أبشع صوره) أنها من «آكلى لحوم البشر»: لن يزداد جوعها مع تقدمها في السن فحسب، بل ستتعلم شم رائحة أكلة أخرى من مسافة بعيدة. يقدم لها بعض النصائح الحكيمة، لكن مشهده وهو يرتدي سترته البيضاء وسرواله الداخلي، ويقضم امرأة عجوز متوفاة حديثًا، يكاد يكفي لإقناعها بأنه قد لا يكون مرشدًا مثاليًا، وعاداته في تجديل شعر ضحاياه في حبل طويل أحد أسباب تركها له.

الآكل التالي هو «لي» يلعبه شالاميت، ورغم وجود بعض العادات البغيضة الخاصة به، فإنه متمرد رائع وساحر ونحيف، لذلك يأخذ هو ومارين شاحنة بيك آب زرقاء من شخص، لم يعد بحاجة إليها، وفي رحلة طريق يعيدان إلى الأذهان قصة حب «بوني وكلايد» ولكن هذه المرة ملطخة أكثر بالدماء.

ما يأسر في حكاية Bones & All أنها أقل من قيمتها الحقيقية حيث تشير المشاهد الدامية القليلة الأولى، إلى أن جوادانيينو قد صنع كوميديا ​​سوداء فظيعة تثير ضحكاتها الصاخبة من خلال مقارنة تقاليد الرومانسية القادمة مع تلك الخاصة بفيلم الوحوش المصنف أكس،  ولكن سرعان ما يصبح Bones & All مستقيم تمامًا. إنه ليس فيلم رعب أو كوميديا، إنه فيلم طريق صادق، وباستثناء بعض أكثر التسلسلات كثافة من العنف التصويري الذي يمكن تخيله. لا يوجد تفسير للنظام الغذائي المحظور على الأكل، ولا توجد أساطير مرتبطة به، ولا يوجد ذكر لمصاصي الدماء أو الزومبي، ولا توجد وكالات حكومية أو صائدي الوحوش على درب لي ومارلين. إن أكل لحوم البشر المرضي هو مجرد واحدة من تلك المراوغات التي يولد بها بعض الناس، يتحدثان عن هذا الأمر بشكل واقعي كما قد يتحدثان عن عدم تحمل اللاكتوز.

إنها شراكة جيدة بشكل مدهش. بغض النظر عن الصدمات المروعة المختلفة، فإن الحالة المزاجية بينهما هادئة ومتفائلة، ولا توجد مشكلة لدى راسل التي تشبه المغناطيس في جذب انتباه المشاهد في كل مشهد: يجب أن يكون هذا الفيلم بالنسبة لها مثل فيلم Call Me by Your Name لـ شالاميت، وهناك أيضاً دور رائع يلعبه مايكل ستولبارغ، يكاد يكون مجنونًا بشكل لا يُنسى مثل سولي.

رغم قرار جوادانيينو بأن يكون جادًا للغاية بشأن هذا الموضوع البشع وليس ضده، مع كاتب السيناريو الخاص به، ديفيد كاجانيش، لكنهما لم يضعا مؤامرة عاجلة أو أي اكتشافات مذهلة، لذلك تركانا نشاهد اثنين من أكلة لحوم البشر الخارقة للطبيعة يتجولان حول بلدات نائمة في الغرب الأوسط وجنوب شرق المياه المنعزلة لبضع ساعات، وهذا يثير مسألة ما إذا كانت آمال ومخاوف اثنين من غير أكلة لحوم البشر غير خارقة للطبيعة قد تكون أكثر إقناعًا.

ليس الأمر كما لو أن مضغ اللحم هو استعارة مضيئة للإدمان أو الجشع أو التوجه الجنسي أو أي شيء آخر. هناك تلميحات حول هذه الموضوعات، ولكن ما نشاهده طوال أحداث الفيلم هو مجرد مضغ اللحم، لذلك يصبح من الصعب التعامل مع السيناريو الخيالي بجدية كما فعل جوادانيينو، لقد صنع بالتأكيد فيلمًا مميزًا وجريئًا ومنحرفًا، لكن لا يوجد الكثير من لحم الرؤية بعد أن تعرفنا على العظام.

 

موقع "سينماتوغراف" في

03.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004