ملفات خاصة

 
 
 

إبراهيم العريس يكتب :

الحضور السعودي في المهرجانات العالمية

مهرجان أفلام السعودية

الدورة الثامنة

   
 
 
 
 
 
 

كم تبدو كالسنوات الضوئية اليوم، تلك المسافة الزمنية التي ٍ تفصلنا عن مساء ُ دعيت فيه إلى ندوة حول السينما، كان من المفترض أن تقام في الرياض، بترتيب ضمن مناسبة رسمية فإذا ُ بالندوة تلغى في المساء نفسه.

وكم تبدو سنوات ً ضوئية تلك المسافة التي مرت منذ حقق الرائد عبد الله المحيسن الفيلم السعودي الروائي الطويل الأول… خارج السعودية؛ لتتلوه هيفاء ّ المنصور بتحقيقها روائيها الطويل الأول، فتثير من الدهشة ٍ والفضول قدر ما أثارت من الإعجاب، ويتعامل معها كثر بإشفاق خوفاً َ من غٍد غير واضح.

كل هذا يبدو اليوم بعيداً، والمهرجانات المحلية والعربية والعالمية تزدحم بالحضور السعودي، الشاب خاصة، أفلاماً ومبدعين وإداريين في حراك بدا كبيراً، وعلى سبيل المثال في الدورة الأخيرة لمهرجان «مالمو» في السويد.

اليوم لم يعد يبدو أن الفضول أو «الإشفاق» هو ما يحرك الجمهور المهرجاني، أو حتى ّ الجمهور العريض للتحلق من حول كل ما يبدو مرتبطاً بالسينما السعودية والآفاق التي تطرحها.

 ولئن كانت تلكم هي الحال منذ سنوات، بل تحديداً منذ بدا وكأن الحضور السعودي بدءاً من «كان»، راح يحل مكان كل حضور عربي آخر، فإن ذلك الحضور في «مالمو» ظهر وكأنه «بروفة» عامة لحضور أوسع كثيراً.

وكأنه تمهيد ٍ لتظاهرة ٍ جديدة ٌ تحمل عنوان «مهرجان أفلام السعودية». ونقول جديدة مع معرفتنا بأنها دورة ٌ إضافية ٍ لجهود ً سبقت. فهي جديدة بقوة الاحتضان الرسمي والشبابي لها، بعدما ظلت طويلا ً هامشية ً ومشاغبة لا أكثر! .

هذه الدورة التي نتوقع أن نكتشف فيها مفاجآت ً طيبة، مستندين إلى المفاجآت التي بتنا نكتشفها في ٍ كل مناسبة ٍ سينمائية ٍ سعودية، تقع اليوم في الوسط بين نشاطات «مالمو» وما تالها في معهد العالم ّ العربي، وبين تلك العودة في أسبوع سينمائي سعودي في ستوكهولم بعد حين، وتأتي لترسخ حضوراً بات ّ من المسلمات اليوم، وبخاصة على أيدي شبان ً سينمائيين يقدمون صورة ً زاهية عن بلد يبدو وكأن الإبداع يولد فيه من جديد.

لكنه يبدو وكأنه في الوقت نفسه، يتعايش مع السينما، ومن خلالها مع العصر، منفتحاً ً على العالم وعلى لغة فنية ذات نبض يكشف كم أن جيل ّ بأسره من مبدعين عرفوا، شباناً ٍ وشابات، مخرجين ومنتجين، تقنيين وممثالت وممثلين، كيف يلتقطون السينما من حيث وصلت إلى ذراها التقنية والتعبيرية هنا والآن، ودائماً ٍ دون أن ينسوا الجذور ولا حتى التفكير بكل حب بالرواد.

صحيح ً أن هذا كله قد يبدو اليوم أكثر جمالاً وقوة من أن يكون حقيقياً ً. لكن الندوة، مثال، التي عقدها رئيس ّ هيئة السينما السعودية في «مالمو» وشاركه في حضورها شبان مبتسمون مدهشون يضجون باألمل ٍ والثقة، سرعان ما عرفنا أنهم بعض جيل ٍ جديد يصنع السينما السعودية الجديدة، هذه الندوة طمأنتنا، بل وأكدت لنا أن القوم متنبهون إلى الصعوبات والمطبات، بحيث سيصعب عليهم أن يقعوا في الأخطاء التي ّ وقعت فيها سينمات سبقت السعودية في هذا المجال، وحلقت كمهرجاناتها، ثم سقطت واختفت في بلدان لا تبعد عنها كثيراً.

 فهل كثير أن تشعر السينما اليوم بشيء من الاطمئنان، وبقدر لا بأس به من الأمان؟، أم أننا نحلم ويحلم معنا كل محب حقيقي للسينما؟.

 

موقع "سينماتوغراف" في

08.06.2022

 
 
 
 
 

إطلالة على أعمال عرضت في الدورة الثامنة لـ «مهرجان أفلام السعودية»

الظهران : «سينماتوغراف» ـ متابعات

يواصل مهرجان أفلام السعودية فعالياته اليومية مابين أفلام سعودية أو خليجية، وأهم العروض التي قدمت هي،  (أبوبشير، جوي، متلازمة البطن المسطح، سهم معزي، قماشة، حياة إمرأة ، المخادع المحترف).

أبو بشير” وثائقي عن الرقص والموسيقى

تعتبر آلة المزمار أو الصرناي هي الأبّ الشرعيّ لآلة الأوبوا الغربيّة (OBEO) وارتبطت هذه الآلة بأداء فنّ من الفنون الشعبيّة في منطقة الخليج العربيّ ورقصات مختلفة، وباتت جزءاً رئيسياً من كل احتفالاتهم ومناسباتهم السعيدة.

وأثر هذه الآلة والرقصات ليست على السعوديين فقط بل حتى على السائحين المقيمين، وهذا بالفعل ما حدث مع المصري هادي سيد مخرج فيلم (أبوبشير) الذي يروي تفاصيل آلة الصرناي وتاريخها في المنطقة من خلال الأب الروحي لهذا الفن “أبو بشير”.

وكان ملفتا ً سعي المخرج المصري لتقديم هذا الفيلم ونجاحه في سرده بحيث لا تشعر بأن عين سائح هي من رسمت تفاصيل أحداثه.

متلازمة البطن المسطح” الحلم المستحيل

الوصول للجمال والهوس به يسيطر بشكل كبير على الجميع من رجال وفتيات، وفي مجتمعاتنا يشكل هوساً أكبر للفتيات وخاصة إذا اقترن الموضوع بقرب مناسبة مهمة كالزواج، هذه هي حكاية فيلم (متلازمة البطن المسطح) التي تتناول رحلة فتاة يتقدم لطلبها شاب فتبدأ في إنقاص وزنها كي تصل للجمال في ظنها.

فكرة وسيناريو الفيلم جيدة جداً لناحية بناء القصة والسخرية الذكية فيها من خلال القلق الدائم من الوزن ومحاولة التخلص من كل ما يسبب هذه الزيادة، لكنها كانت تحتاج معالجة أفضل وتفاصيل أكثر.

عابها التفاوت بالأداء التمثيلي ما بين متوسط ورديء كون معظم الأسماء تمثل للمرة الأولى، ولكن بشكل عام هي تجربة سينمائية لافتة وتستحق المشاهدة للمخرجة زهرة النخلاوي.

سهم معزي” حكايا الحد الجنوبي

فيلم (سهم معزي) والذي أنتجته وزارة الحرس الوطني أثناء اليوم الوطني الماضي، يترجم التعايش ما بين منسوبي القوات المشاركة في الحد الجنوبي والصعوبات التي يواجهونها والصفات التي تجمعهم أهمها الشجاعة والولاء والإقبال والإقدام.

وتدور أحداثه بين زميلين يقضيان كل وقتهما في الحد الجنوبي فأحد الجنديين مسؤول عن الطبخ، ويشكو زميله من زيادة الملح، ويدور كل هذا مع تنبيه بإطلاق نار عشوائي على الموقع، وهو ما يكشف كيف يعيش هؤلاء الجنود تحت الرصاص في كل لحظة.

الفيلم من بطولة النجم فيصل الدوخي والذي يواصل فيه تألقه في جميع المجالات من دراما ومسرح وسينما ولاقى العمل تفاعلاً في صالات السينما، يوازي النجاح الكبير الذي حققه في مواقع التواصل الاجتماعي ابان تدشينه.

حياة إمرأة” دراما لا واقعية

يروي تفاصيل إمرأة وحياتها في عشرين عام ويستعرض ظروفها الأسرية ما بين صراعات سابقة مع أهلها لزوجها الحالي، ثم المتاعب التي عانتها من زوجها المتعاطي، وقصة ابنها المشلول.

عيوب كثيرة يعاني منها الفيلم من قصة غير واقعية، وسرد درامي يفتقر للمنطق، وصدف عديدة جدا ً فما بين مشهد وآخر تفاجئنا العديد من الصدف اللاواقعية جدا، وبجانب كل ذلك أداء تمثيلي مباشر ومبالغة في رد الفعل.

الفيلم من  السعودي سمير عارف وهو المخرج التي كانت بدايته مبشرة جدا ً وقدم العديد من الأعمال الدرامية والكوميدية المميزة مثل ٣٧ درجة، وبعض حلقات طاش لكن بعد ذلك تفاوتت مستويات أعماله التلفزيونية والسينمائية، وهو يحتاج للتجديد في أفكاره وأدواته.

من ذاكرة الشمال” قصص محتلفة

يستعرض الوثائقي “من ذاكرة الشمال” للمخرج عبدالمحسن المطيري، ما يقارب عشر قصص مختلفة من زوايا اجتماعية في الفترة مابين 1990-1991 أثناء حرب الخليج أو أزمة الكويت، ويركز على ذكريات الحرب في الداخل السعودي بوجهات نظر مختلفة.

وتعد حرب الخليج من الموضوعات المهمة التي لم يتم التطرق لها بشكل كافي دراميا وسينمائيا، وتم تصوير الفيلم في مدن متعددة من  السعودية، ويعرض الفيلم لقطات وصور تعرض لأول مرة، وشارك في الفيلم ما يقارب 15 ضيفاً يقدمون ذكرياتهم ومواقف متباينة اثناء ازمة الخليج.

 

####

 

«الرحلة» السعودي يفوز بجائزة أفضل فيلم تجريبي بمهرجان «سيبتيميوس» الهولندي

جدة ـ «سينماتوغراف»

في حفل أقيم بمدينة أمستردام في هولندا أعلنت الجهة المنظمة لمهرجان “سيبتيميوس” عن فوز  فيلم “الرحلة” السعودي بجائزة “سيبتيميوس” كأفضل فيلم تجريبي. ويعد فيلم “الرحلة”  أول فيلم سينمائي سعودي وعربي يحصد جائزة أفضل فيلم تجريبي في المهرجانات الدولية. وتقدم للفوز بها من بين سبعة أفلام نافست في المرحلة النهائية لتصنيف الأفلام التجريبية حيث يعتمد التصنيف على تميز الفيلم في خلق قوة تعبيرية خاصة وأسلوب فني مبتكر.

حضر المهرجان العديد من الأفلام العالمية المرشحة للمرحلة النهائية والتي تتنافس ضمن فئات متعددة. كما حضر مجموعة من صناع الأفلام وعدد من الفنانين الفائزين بجوائز عالمية كالأوسكار والغرامي مثل المخرج كيفن ويلموت، والممثل الأمريكي توماس جين وغيرهم. وتم اختيار الأفلام المرشحة على أساس الجودة والتفرد. ويأتي هذا المهرجان لتقديم الدعم الكامل للإنتاجات التي تتسم برؤية ثاقبة وملهمة وذو جودة عالية.

أعربت سارة محمد مديرة قسم الرسوم المتحركة والقصص في شركة مانجا للإنتاج  عن الفوز قائلة : “إن فوز فيلم “الرحلة” هو إشادة عالمية بإبداع الشباب السعودي وبالتعاون الفني بين مانجا للإنتاج وتوي أنيميشن والذي من خلاله استطعنا عرض جزء من إرثنا وثقافتنا الثرية وقيمنا السامية للعالم كما يعتبر هذا الفوز تتويجًا للجهود الكبيرة التي بذلت في هذه الرحلة الإنتاجية المميزة بين المواهب والكفاءات السعودية واليابانية حيث كان العمل بشكل مشترك على جميع المراحل ابتداءً من الكتابة والتصاميم والاخراج الفني وانتهاءً بإطلاق الفيلم الذي كان له ولله الحمد صدى ايجابي واسع على المستويين المحلي والعالمي”.

 

####

 

هيئة الأفلام السعودية تُنظم ورشة عمل بعنوان «‏التغلب على عوائق الإبداع»

جدة ـ «سينماتوغراف»

تنظِّم هيئة الأفلام السعودية ورشة عمل، يقدمها الطبيب النفسي نبيل القط، خلال الفترة من 12 حتى 16 يونيو الجاري في محافظة جدة، ضمن برنامجها «صُنَّاع الأفلام»، حسبما أعلنت الهيئة بحسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وموقعها الإلكتروني.

وتحمل الورشة التفاعلية عنوان «التغلب على عوائق الإبداع»، وتستمر خمسة أيام، بإجمالي ثلاث ساعات في اليوم الواحد، تبدأ من الـ 06:00 حتى الـ 09:00 مساءً، وتتناول خمسة محاور تعليمية، بواقع محور في كل يوم، وهي: «كيف تصبح صانع أفلام، وتأثير الفكرة ومحتوى الفيلم، وأبعاد الحالات النفسية وانعكاسها على الشخصية الفنية، والتحضير والإعداد لمكنون الشخصية، وتقمص واستحضار الأدوار».

وقدَّم القط برامج تلفزيونية متنوعة، إضافة إلى إشرافه ومشاركته في تطوير الدراما والتمثيل، ومسلسلات عدة، من أبرزها «تحت السيطرة، عائلة الحج نعمان، ستون دقيقة، سقوط حر، وفوق مستوى الشبهات».

يُشار إلى أن القط حاصل على الماجستير والدكتوراه في الطب النفسي.

 

موقع "سينماتوغراف" في

08.06.2022

 
 
 
 
 

أفلام بحرينية تتألق في السعودية... ”الحذاء الذي يصغر كل ليلة” و”وجبة”

طارق البحار

تضم مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان أفلام السعودية 28 فيلماً، بدورته الثامنة التي تقام إلى 9 من يونيو من بينها من البحرين وهما “وجبة” للمخرج الشاب لؤي التتان و”الحذاء الذي يصغر كل ليلة” للمخرجة الشابة تقى محمد ضمن 36 فيلماً تشارك في جميع المسابقات، منها 8 أفلام طويلة، و28 فيلماً قصيراً، و33 فيلماً للعروض الموازية.

وفي لقاءات سريعة مع المخرجين في الظهران، قالت المخرجة تقى محمد: “يتحدث فيلمي القصير (الحذاء الذي يصغر كل ليلة) الذي كتبته وأخرجته عن طفل يخشى النوم بسبب خوفه من أن يصغر عليه حذاؤه، أو يكبر هو على هذا الحذاء، بفكرة أن الخوف يبدأ في التراكم في الأحداث إلى أشياء أكبر من مجرد حذاء مفضل، الخوف في الفيلم فيزيائي لكنه هو معنوي مرتبط بالغيرة، وصولاً إلى الأم التي تعاني من خوف هذا الولد” وقالت تقى أن الفيلم حصل على منحة من مهرجان "صُنع بشغف"، ومن هناك بدأت رحلة الفيلم، والتي كانت للأسف في فترة الوباء، وبالطبع كنا في فترة حرجة لم نستطع أن يخرج هذا الفيلم للنور والحصول على طاقم مستعد للعمل في أجواء الإغلاق، فكنّا نقوم بأكثر من عمل في وقت واحد، وأيضاً من أكثر الصعوبات التي مررت بها أثناء تقديم الفيلم هو موافقة أولياء أمور الطفلين لتقديم الأدوار خوفاً عليهم طبعاً، وأضافت: “من أكثر الأشياء المضحكة أثناء تصويري الفيلم هو قيام جد الطفل بحلق شعره “على الزيرو” مما جعلنا ننتظر لفترة لإعادة شكل الشعر المرسوم للشخصية، وغيرها من الصعوبات، والحمد لله تم الانتهاء منه وعرض أخيراً في النسخة الأخيرة من "صُنع بشغف"، وحصل على المركز الثاني، وفرحت جداً بعد سماعي آراء الناس، وأيضاً تم اختيار الأطفال أبطال الفيلم لتجارب جديدة بعد الصعوبات الكثيرة التي مرت بهم في اختيارهم للفيلم”.

وعبرت عن سعادتها للمشاركة في مهرجان أفلام السعودية، وسعدت لأنه صداء الجمهور السعودي والخليجي في المهرجان، وكيفية توصيل الفيلم الذي صورته في يومين مع طاقم موهوب مع المصور المبدع جعفر الحلواجي، وأحمد أكبر، وأحمد عبدالنبي، وفشنو، وبسبب الكورونا تم استغراق تقديمه النهائي أكثر من عام تقريباً، تقول تقى: “سأشارك في هذا الفيلم في عدة مهرجانات مستقبلاً، وأحب أن أشكر جميع من عمل معي وساندني، خصوصاً مدير المهرجان أحمد الملا في مهرجان أفلام السعودية وكل من وقف معي".

“وجبة” لؤي التتان

وتحدث معنا مخرج فيلم “وجبة” لؤي التتان الذي يقدم فيلمه فكرة  أم وابنها، أجبرتهم الظروف أن يعيشوا في نفس البيت دون أن يتمكنوا من رؤية بعضهم كثيراً نظراً لإعاقة الابن ولوجود زوجته معه في البيت، يقوم الابن (محمود) باختراع جهاز نقل أغراض منزلي؛ لكي يتبادل مع أمه أي شيء عبر النوافذ! وقال لؤي: الفيلم من أسرع فيلم قمتُ بإخراجه، من البداية وصولاً إلى الشاشة الكبيرة، فقد تم الانتهاء منه بقرابة شهر واحد فقط تقريباً، وكان التحدي هو كيفية عمل ذلك دون أي تنازلات، من صورة وقصة الفيلم، وبالطبع تم إنجاز ذلك بصعوبة كبيرة” وقال إنه للوصول إلى الحالة العميقة للزوجة والزوج بدأ الإعداد والتفكير أولاً لمدة أيام، واختزال الشخصيات في أيام قليلة، خصوصاً أن ظهورهم بالفيلم كان قصير جداً، غير أن الصعوبات التي مررنا بها أثناء التصوير، والبحث عن بيت جاهز للتصوير لكنني لم أجد إلا بيت جدي في المنامة لكي نصور فيه، خصوصاً أن الميزانية مدروسة جداً، ومن الملاحظ جداً تعاون الفنانين عندنا في البحرين مع السينمائيين، مثل القديرة شفيقة بالرغم من انشغالها في تصوير مسلسل وافقت على العمل معي، وأيضاً المبدع محمود الحايكي، وهو من أصحاب الهمم الشغوفين بالسينما، وفعلاً أثبت إبداعه وجرأته كبطلٍ للقصة، وكذلك الفنانة لمياء الشويخ كانت في ظروف خاصة مع والدها لكنها لم ترفض العمل، والفنان إسماعيل مراد كذلك قدم لي لمساته التي ساهمت في تقديم الفيلم”.

وقال التتان إن هذا الفيلم من أهم أفلامي التي قدمتها إلى اليوم، والذي فيه الكثير من المشاعر، وأضاف: بعد العرض الأول في البحرين، الشعور مختلف هنا في مهرجان أفلام السعودية وأنا أقدم الفيلم للجمهور السعودي والتشجيع الكبير الذي تلقيته والأصداء الجميلة من جمهور متعطش لهذه الأفلام،  وهذا أمر مفرح جداً، وأتمنى جداً أن تتكرر هذه الفرص البحرينية في الخليج وفي السعودية بالخصوص بحكم طبيعة الشعب السعودي الودود والمحب للسينما البحرينية” وشكر مدير المهرجان أحمد الملا على جهوده الكبيرة الواضحة في كل زوايا هذا التجمع المهم للسينمائيين من ورش وندوات وأفلام متنوعة.

 

####

 

البحر الأحمر السينمائي الدولي يعلن عن تحدي صناعة الأفلام

البلاد/ مسافات

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن مسابقة تحدي جديدة للأفلام القصيرة الهادفة إلى دعم صانعي الأفلام والمبدعين في المملكة، وذلك لإنتاج أعمال سينمائية جديدة خلال 48 ساعة. يأتي المشروع ثمرة لتعاون كل من المركز الثقافي الفرنسي، والقنصلية الفرنسية في مدينة جدة، والسفارة الفرنسية في مدينة الرياض ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. حيث سيشمل التحدي صانعي الأفلام المبتدئين لتشجيعهم على كتابة فيلم قصير وتصويره وإنتاجه خلال يومين فقط.

يترأس لجنة التحكيم الممثل الحائز على عدة جوائز ظافر العابدين، وتضم لجنة التحكيم كلاً من المخرج والصحفي الشهير وائل أبو منصور، والمخرج وكاتب السيناريو الفرنسي الحائز على جوائز عالمية كلود موريراس.

وبهذه المناسبة علق رئيس لجنة التحكيم الممثل ظافر العابدين قائلاً:" إن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الأولى، منحنا لمحة عن صناعة السينما وإمكانياتها في السعودية، من خلال المجموعة الكبيرة والمتنوعة من الأفلام التي تم عرضها آنذاك، وهذه هي مجرد البداية فقط". وأضاف عابدين:" إن مثل هذا النوع من المسابقات والتحديات يساعدنا في البحث عن المواهب غير المعروفة لاكتشافها وتقديمها للجمهور السعودي والعالمي من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات والخبرة اللازمة لإنشاء مشاريعهم السينمائية الخاصة، كما إني أعوّل على الجيل القادم من صانعي الأفلام السعوديين ومتحمس جداً لرؤية انتاجاتهم القادمة".

ستشمل المسابقة ورش عمل إرشادية مكثفة ستزود المتنافسين بالمعرفة والخبرة اللازمة لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى واقع سينمائي ملموس وذلك على مدى ثلاثة أيام، ومن ثم ستليها 48 ساعة لتقوم الفرق المشاركة بكتابة سيناريو الفيلم القصير وتصويره ومعالجته فنياً من البداية وحتى النهاية، وسيعمل القائمين على المسابقة بإملاء ودمج عناصر إضافية مفاجئة لتتصاعد وتيرة التحدي بين المشاركين.

وسيبلغ التحدي ذروته في شهر نوفمبر مع بداية عرض الأفلام المتقدمة حيث ستمنح لجنة التحكيم جائزتين من تصميم النحات الشهير ربيع الأخرس لأعضاء الفريقين الفائزين، بينما سيتم ابتعاث قادة الفريقين الفائزين إلى فرنسا لاستكمال البرنامج التعليمي المخصص بصحبة مصورين سينمائيين فرنسيين وعالميين وذلك خلال العام القادم 2023م.

يذكر بأن المسابقة ستقام في شهر يونيو وستستقطب المواهب في قطاع السينما من السعوديين والمقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-25 سنة، وستتشكل كل فرقة من مُشارِكَيْن إلى خمسة مشاركين؛ بقيادة مخرج أو كاتب سيناريو سعودي.

يمكنكم الاطلاع على التفاصيل الكاملة ومتطلبات الدخول عبر موقع http://redseafilmfest.com

 

####

 

اتفاقية بين "جمعية السينما" وجامعة "عفّت"

البلاد/ مسافات

وقعت جمعية السينما، ضمن فعاليات سوق الإنتاج المصاحب لفعاليات مهرجان أفلام السعودية، مساء أمس، اتفاقية تعاون مع جامعة عفّت، تصبّ في مصلحة دعم القطاع السينمائي وصناعة الأفلام.

وجاء توقيع الاتفاقية، التي مثّلها من الجمعية نائب الرئيس أحمد الملا، فيما مثل الجامعة رئيس مدرسة الفنون السينمائية الدكتور محمد غزالة، رغبة من الطرفين بالتوسّع في النشاط السينمائي، لا سيما في ظل افتتاح مدرسة الفنون السينمائية حديثا، وهي إحدى مشاريع جامعة عفّت في تطوير هذا القطاع مع شركاء فاعلين.

وأكد رئيس مدرسة الفنون السينمائية الدكتور محمد أبو غزالة، أن اختيار إدارة الجامعة للشراكة مع جمعية السينما، "جاء إيماناً منها بما تمثله من أهمية لكافة العاملين في صناعة الأفلام في المملكة، ودورها المتوقع في خدمة السينمائيين بمختلف مجالاتهم، سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة".

وأشار أبو غزالة إلى أن جامعة عفت "هي أول جامعة سعودية تقدم شهادة البكالوريوس في الإخراج السينمائي، منذ عام 2013م، بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا، وأضاف "بعد التطور الذي شهدته المملكة، تشجّعَ القائمون على إدارة الجامعة على عقد اتفاقيات تعاون مع جهات محلية، يعوّل على دورها الكبير والمؤثّر في مجال صناعة السينما، فوقع الاختيار على جمعية السينما لهذا التعاون، ولتبادل الخبرات، وتقديم مجموعة من الدورات والعروض، وتوفير مساحات للاجتماعات وورش العمل التي تنظمها الجمعية، ما يعني أن الجامعة مع مرافقها وطلبتها وهيئة التدريس فيها، ستكون مسخّرة جميعها لتحقيق أهداف الجمعية في المنطقة الغريبة على وجه التحديد".

"ماستر كلاس" في التعامل القانوني مع منصات البث

ومن بين الفعاليات التي قدمت أمس كان ختام الندوات من خلال الماستر كلاس التي قدمها  المحامي الألماني المختص في قانون الإعلام ماتي روكنبخ، مساء أمس، والتي كانت مجدولة ضمن برنامج الندوات المصاحبة لفعاليات المهرجان، ناقشت موضوع (التعامل القانوني مع منصّات البثّ العالمية).

واستهدفت المحاضرة، التي انعقدت في مسرح إثراء، صنّاع الأفلام الطامحين إلى عرض أفلامهم وأعمالهم السينمائية على قنوات ومنصات البث العالمية، مثل (نيتفليكس)، (ديزني+)، (أو إس إن)، وغيرها، وذلك لمعرفة الجوانب القانونية المنظّمة التي تؤطر نشر هذه الأعمال، مستكشفا مع الحضور أبرز طرق التعامل مع هذه المنصات، معرجاً على مدى تأثيرها ودورها في إيصال أعمال المنتجين إلى شريحة عريضة من المتابعين والمشاهدين.

وأوضح روكنبخ، أن كثيراً من هذه المنصات أصبحت متواجدة في السوق السعودية، بينما سيتم فسح المجال لغيرها من المنصات التابعة لشركات أخرى قريباً جداً؛ لافتاً إلى أهمية الاستعداد لها والتحضير لاستقبالها، خصوصاً في وقت يشهد تطوراً ملحوظاً في صناعة السينما السعودية، والعمل لوضع أساس وخطة واضحة لازدهار ودعم هذا القطاع.

كما تحدث روكنبخ حول طرق وأساسيات تمويل الأفلام عالمياً، إضافة لطرق حصول المنتجين على الأموال من خلال تسويق أفلامهم وعن طرق معرفة وكتابة العقود التي يحتاجها المنتج للتعامل مع منصات البث، مستعرضاً أنواع الاتفاقيات والرخص ومجال تطويرها، إضافة لاتفاقيات الخدمات الإنتاجية، كأن تأتي منصة بث وتطلب عملاً محدّداً من منتج معين.

وقدم روكنبخ نصيحة للمنتجين، حيث قال:" اعرف حقوقك، واعرف أهمية وقيمة العمل الذي تقدمه لمنصة البث، وذلك بهدف وضع السعر المناسب للعمل".

يذكر أن المهرجان، قدم على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"،4 ندوات حول الصناعة السينمائية، تناولت مواضيع عدة منها السينما الشعرية والفيلم السعودي وغيرها من العناوين التي أثرت صنّاع الأفلام والمهتمين بهذا المجال. 

عروض أفلام اليوم السادس 

وعن عروض يوم أمس الثلاثاء فقد تقسمت على 3 مجموعات، عرضت 8 أفلام كعرض أول، تنوعت ما بين الدراما والكوميديا والفنتازيا والوثائقي، وكان من بين تلك العروض مجموعة من الأفلام طرحت قضايا ومشكلات مختلفةً عالجها المخرجون من خلال زوايا متعددة ومنها:

فيلم (خلني ساكت) للمخرج صادق البهبهاني الذي قدم تجربة فريدة من خلال تصوير فيلم داخل فيلم، ليعتقد المشاهد أنه أمام حياة مثالية خالية من المشاكل والتعقيدات، ثم يكتشف في النهاية أنها مجرد تصوير لفيلم داخل الفيلم الأساسي ضمن قالب تتخلله المفارقات الكوميدية.

وفيلم (جلوريس) للمخرج زاهر زكي الذي يبث من خلاله رسالة مشفرة مفادها أن الغيب لا يحل المشاكل، ويعبر عن هذا من خلال شخصية العفريت جلوريسالذي يظهر لفتاة طموحة تبحث عن استقلاليتها وإثبات ذاتها لكنها تتعرض لبعض المشكلات التي يعجز ذلك العفريت الخامل عن حلها، بل وإنه يصبح عبءً على الفتاة.

وفي فيلم (الحذاء الذي يصغر كل يوم) تطرح المخرجة تقوى علي قضية طفل يخاف النوم ليلاً كي لا يصغر حذاؤه، فهو يخاف فقدانه، ومع تداعيات الفيلم يكبر خوف الطفل من فقد أشياء أخرى وحتى وأشخاصاً كأخيه وأمه. 

أما عن فيلم (عز لمولانا السلطان) للمخرج عبدالعزيز آل سلطان فهو مقاومة السردية السائدة عن استسلام والي غرناطة، تسليمها من قبل الواليأبي عبد الله محمد الصغير إلى الملك فرديناند الخامس بعد حصار خانق دام 9 أشهر، وأن الوالي وقف على أطلال المدينة وبجواره أمه التي قالت كلمتها الشهيرة: (ابك مثل النساء ملكا مُضاعا لم تحافظ عليهمثل الرجال).

وجاء فيلم (من ذاكرة الشمال) للمخرج عبد المحسن المطيري لينبش في فترة يعتبرها مهملة، وهي فترة حرب الخليج الثانية، وما نتج عنها من تداعيات على النواحي الاجتماعية في المناطق المتضررة. 

 

البلاد البحرينية في

08.06.2022

 
 
 
 
 

بعضها تجاوز عمرها الـ 170 عام

أكثر من ٥٠ كاميرا معروضة في مهرجان أفلام السعودية

 أحمد العياد

إيلاف من الظهران: نحو 50 كاميرا تعود إلى الفترة ما بين عام 1850م إلى 1970م أشعلت فضول هواة التصوير والباحثين في المقتنيات التاريخية، داخل معرض للكاميرات الكلاسيكية، ضمن مهرجان أفلام السعودية بدورته الثامنة، الذي يأتي بتنظيم جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.

ويحمل صاحب الكاميرات التاريخية أنور القطّان كاميراته في رحلة تسمى "رحلة الألف كاميرا"، بمتحف خاص داخل منزله بعد أن حصل عليها خلال مشاركته بمزاد علني في ولاية اوهايو بالولايات المتحدة الأميركية، لينقل منها 50 كاميرا إلى المعرض المقام داخل إثراء، وأوضح القطّان أن أصغر كاميرا معروضة يرافقها جهاز عرض سينمائي ذو تشغيل يدوي، وهي من أقدم القطع في المعرض، ففي عام 1900م تم استخدامها لفترة وباتت من المقتنيات النادرة، وهناك قطعة أخرى نادرة تعود إلى العصر الفيكتوري حيث كانت تستخدم في التصوير الفوتوغرافي وتحديدًا على الزجاج، علمًا أنها مخصصة لتحميض الصور وقادرة على الوصول إلى اللقطة الأخيرة.

تصاميم فريدة للكاميرات وبعضها أكثر غرابة، فمن يراها لربما تنتابه الدهشة لعمق التغيير مع مرور الزمن، فهناك قطع آثرية تروي تاريخ مدوّن في بطون أمهات الكتب، بينما في وقتنا الحالي باتت الكاميرات تزدان بإطلالات تقنية عالية الجودة وفائقة التطوّر، وحول ذلك يلفت القطّان إلى أنه يسعى للدخول إلى موسوعة غينيس ولكن يحتاج إلى مزيد من الكاميرات لكون الرقم المطلوب يمتلكه رجل تشيكي، وهو يُعد الثاني في العالم من حيث امتلاكه لأقدم الكاميرات ومشغلات الفيديو.

بدأ القطّان بالبحث الدائم عن الكاميرات القديمة، متوسعًا في التنقيب بها؛ لكثرة المعلومات التي اطلع عليها منذ بداية نشأتها وظهورها للعالم عام 1800م، أي منذ أن قام توماس جوود بالمحاولة الأولى للتصوير المنقّط، متابعًا رحلة البحث والاستكشاف إشباعًا لرغبته وهوايته التي بدأت نواتها عام 2005م، إلى أن أصبح لديه متحفًا خاصًا، بمثابة معلمًا يستحوذ على اهتمام المهرجانات الدولية والمحلية، فضلًا عن الزيارات التي يحظى بها المتحف مع العديد من الزائرين كالوفود الخارجية وهواة الكاميرات والتصوير.

معرض الكاميرات في إثراء ينتقل خلاله الزائر من عام إلى عام وكأنه يسير مع أحداث التاريخ، لاسيما أن عدسة الكاميرا وبسالة المصورين هي من يوثّق الأحداث ولولاها لا يمكن أن نرى ما حدث وسيحدث.

 

####

 

بطل أحد أبرز الأفلام في مهرجان أفلام السعودية

أحمد يعقوب لإيلاف: شخصية عثمان استغرقت مني 8 أشهر من الإستعدادات

 أحمد العياد

إيلاف من الظهران: أحد أبرز الأفلام المعروض في مهرجان أفلام السعودية كان فيلم "عثمان" الذي قام ببطولته الفنان المسرحي أحمد يعقوب القادم من خلفية مسرحية لأكثر من عشر سنوات، قدم تجربته السينمائية الأولى في هذا الفيلم وكان على الموعد باداء متزن وواعد ليكون أحد أجمل مفاجآت هذا المهرجان ايلاف التقته لنا معه هذا الحوار .

·        بداية لو نتحدث عن مسيرتك ماقبل فيلم عثمان؟

عملتُ في المسرح ممثلاً وكاتباً، ومُمّكناً للجهود المسرحية على مدار ١٢ عاما، بدأتُ من المسرح الجامعي، قدمتُ مسرحيات من الأدب المحلي والعالمي، كان آخرها مسرحية "كما نشاء" وهي أول إنتاجات المسرح الوطني، شاركتُ في مهرجانات محلية ودولية وحصلت على ٩ جوائز فردية؛ منها ٦ جوائز كأفضل ممثل و ٣ جوائز في الكتابة، بينما تخطت الجوائز الجماعية للأعمال التي شاركتُ بها؛ حاجز الأربعين جائزة، وما زالت الجائزة الأهم هي إهداء المسرح لي طريقته الكثيفة في صناعة العمل الفني، وطابع الجدية الذي يجب أن نتحلى به جميعا كفنانين.

·        كيف عرض عليك الدور، وكيف استعديت لشخصية عثمان؟

الاستعداد لشخصية عثمان استغرق قرابة سبعة أشهر، وهي مدة تبدو مبالغاً فيها؛ لكنها لمسرحي يختبر شكله الأول أمام الكاميرا تعد أقل ما يمكن التضحية به لخوض التجربة بكل جدية وقبل كل ذلك راسلني المخرج خالد زيدان للاطلاع على النسخة الأولى من السيناريو، بغرض إبداء وجهة نظري ككاتب فقط، حيث لم أكن أعلم أن خالد يخطط لعرض الدور عليّ؛ وهو ما حدث بعد ذلك، ووافقت دون تردد لإعجابي بكتابة عبدالعزيز العيسى؛ وملاءمة الشخصية وفكرة الفيلم لخطة المحاولة السينمائية الأولى التي أرغبها كممثل مسرحي لأكثر من عِقد.

·        مالإضافات التي أضفتها لشخصية عثمان ؟

كنتُ شريكاً بتأثير جيّد في تطوير الكتابة، أتاح لي الكاتب والمخرج فرصا معقولة لمشاركة آرائي من منظور الشخصية "عثمان" وهو ما جعلني في اطمئنان شديد لجدية المشروع التي أسعى لها، وجعل رؤية الفيلم التي يخططان لها تتضح وتشع في وعيي الفني كما يجب.

·        عادة أي ممثل مسرحي يظهر عليه تأثير المسرح أثناء أداء شخصية سينمائية … كيف تغلبت على هذه الفرصة ؟

مرافقتي لنقاش الكاتب والمخرج والنسخ الثمان للسيناريو ومشاركة التفاصيل الفنية فتح لي آفاقًا كافية لإتمام بناء شخصية عثمان، وصناعة وعيها وأبعادها المادية والمعنوية بعمق شديد، لقد اعتدتُ في المسرح على ذلك، لكني كنتُ حذراً جدا هنا، حيث يجب ضبط الذاكرة الانفعالية للشخصية حتى لا تتجرد باندفاع مسرحي!

بل تنضبط كما يجب أن تكون واقعية السينما، وهنا يجدر القول أنه ليس شيئا نقلته عن مرجع رصين، غير أنها مقاربة شخصية باجتهاد ذاتي قمت به على مهل، محاولا فيه تقصي أدواتي في التشخيص والأداء، لأحقق فهما أكثر لما أقوم به خلال هذه التجربة الجادة، واعياً أن هذا الفهم سيسهل عليّ الاستفادة من التجربة بشكل أكبر ويمكنني من التقاط الملاحظات والإضاءات النقدية بدقة.

 

####

 

ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته الثامنة

"من ذاكرة الشمال" و"عز مولانا السلطان" افلام لفترات تاريخية مختلفة

 أحمد العياد

إيلاف من الظهران: يواصل مهرجان أفلام السعودية في دورته الثامنة عرضه للأفلام السعودية والخليجية بشكل متتالي وأحد أبرز العروض السينمائية لهذا اليوم كانت لفيلمي " ن ذاكرة الشمال" و "عز مولانا السلطان"، بالإضافة للفيلم البحريني "وجبة".

من ذاكرة الشمال نوستالجيا التسعينات

الفيلم المنتظر والذي حظى بتغطية وحماس منذ الإعلان عن فكرته، كونه يتطرق لحقبة زمنية مهمة وهي حرب الخليج وغزو العراق للكويت، وكونه كذلك لإسم سينمائي سعودي مهم وهو المخرج والكاتب عبدالمحسن المطيري ممن شارك في مجموعة تلاشي السينمائية، والتي حققت عددًا من الجوائز الخليجية، إضافة لمشاركاته النقدية في العديد من المقالات والندوات حول السينما في عدد من الصحف الخليجية والمحلية، كما شارك بالعديد من الأعمال والنصوص في مهرجانات محلية وإقليمية مثل فيلم زوجة والورد، وفيلم 1991، وكذلك مشاركته في إنتاج أفلام أسود وشروق غروب.

الفيلم يروي تجربة المخرج الشخصية وهي تجسيد لذكرياته مع جيله، فكرة الفيلم بدأت حين بحث المخرج عن سبب تسميته مقبرة في مدينة حفر الباطن ـ شمال شرق السعودية ـ بإسم مقبرة الشهداء، ومن هنا تبدأ حكاية الفيلم ليذهب لحكايا الناس مع حرب الخليج وغزو العراق للكويت.

حاور الفيلم العديد ممن شهد هذ الحرب ومابين ذكرياته مع صافرات الإنذار والصواريخ كانت الحوارات مع أهالي الحفر وسردهم لذكرياتهم مع أهاليهم في تلك الحقبة من أجمل تفاصيل الفيلم.

فكرة حرب الخليج والتصدي لها بوثائقي لاشك أنها تجربة صعبة وتحتاج ضخامة إنتاجية لكن كان بالإمكان الحصول على أرشيف من الصور والفيديوهات بشكل أكبر كون أغلب الأرشيف والفيديوهات التي ظهرت في الفيلم وثائق متاحة وسبق أن شوهدت في العديد من البرامج .

"من ذاكرة الشمال" تجربة مهمة وموضوع مهم وهي تحية لفترة زمنية مضت وجيل سابق ويظهر ذلك جليا ً من خلال سرد تفاصيل عديدة عالقة في ذهن جيل أكبر من ارتباطها بحرب الخليج .

"عز لمولانا السلطان " رؤية للتاريخ من منظور مختلف

فيلم تاريخي يتحدث عن آخر ليلة قبل سقوط غرناطة وحوار مابين السلطان أبي عبدالله وزوجته وحول كيفية التعامل مع العدو الذي يقوده الملك فيرديناند الخامس.

الفيلم أشبه بمساندة وتقدير لآخر حكام كل دولة، كالأموية والعباسية والاموية في الأندلس. في محاولة البعد عن المواقف العنترية المغرورة والجبانة وفي أن الحرب والمقاومة في أحيان كثيرة قرار مغرور ومكلف خاصة أذا كانت قدراتك محدودة وخسارتك وشيكة.

رؤية تاريخية مختلفة تلك التي قدمها كاتب ومخرج الفيلم عبدالعزيز آل سلطان وتحسب له جرأته في التفكير بشكل مختلف عن السائد وعن كتب التاريخ عموماً، إضافة لكونه طرح موضوع الأندلس في فيلم سعودي قصير على غير المعتاد من بقية صناع الأفلام السعوديين.

ورغم ضعف الإنتاج الواضح إلا أن أداء الممثلين لينا محمود والممثل الشاب براء عالم كان ممتازا ً. وبراء عالم رغم تجاربه المحدودة وخبراته البسيطة إلا أنه في كل عمل يظهر باداء ناضج ومتزن يعكس معرفية عالية وموهبة حقيقة يملكها الممثل الشاب.

ختاما "عز لمولانا السلطان" تجربة جيدة جدا ً لكاتب ومخرج واعد يجعلنا حقا ننتظر ونترقب أعماله القادمة.

"وجبة" فكرة بسيطة ومعالجة ذكية

أحد أجمل الأفلام الخليجية التي عرضت في مهرجان افلام السعودية لمخرجه البحريني لؤي اللتان، الفيلم يروي قصة أم وابنها يعيشون في منزل واحد دون أن يتمكنا من رؤية بعضهما كثيراً نظراً لإعاقة الابن ولوجود زوجته معه الرافضة لمشاركة الوالدة معهم في المنزل.

كانت فكرة بسيطة جدا ً لكن معالجة المخرج لؤي اللتان اضفت جمالاً خاصاً للفيلم من خلال طريقة نقل الأكل ومن خلال الرسائل التي تبعث مع الوجبات وفيها تواصل إنساني جميل من غير جملة حوار واحدة.

 

موقع "إيلاف" في

08.06.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004