ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان ـ 8 :

حالة خاصّة اسمها توم كروز

توقعات الفوز بجوائز المهرجان صعبة والأفلام المستحقة قليلة

كان: محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لا مجال للتكهنات حول من سيفوز ومن سيرجع خالي الوفاض من بين الأفلام التي شاركت في المسابقة. ليل اليوم السبت ستعلن النتائج التي تتولاها لجنة تحكيم يقودها الممثل الفرنسي ڤنسان ليندون وتحتوي على ثمانية أعضاء آخرين لا يمكن الشك في مواهبهم لكن عملية التحكيم واختيار الأفضل تتجاذبها عادة عناصر لا علاقة لها بالموهبة فقط.

مهما يكن، الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية تباينت بدورها ومعظمها ليس أهلاً للتقدير. أو إذا أردنا الدقة، ليست أهلاً للتقدير إلى الحد الذي يمكن أن يجمع عليه معظم النقاد. وقلما فاز فيلم أعجب النقاد والجمهور ونال الجائزة الكبرى أيضاً.

بمراجعة سريعة، وبعد فيلم افتتاح لا معنى له أو قيمة («فاينال كت» لميشيل أزانافيسيوس الذي عرض خارج المسابقة) توالت الأفلام تحت ستار النوايا الحسنة. على سبيل المثال، «الجبل الثامن» للوكا مارينيللي وأليساندرو بورغي، جميل على صعيدي الفكرة والمناظر الطبيعية لكنه أقل من ذلك حين النظر إلى الكيفية المحبطة التي عالج المخرجان الدراما الناشئة عن رجلين ينتقلان إلى البرية ويستعيدان ذكرياتهما في إحدى القرى.

«زمن القيامة» جيد بمحتواه الإنساني متحدثاً عن فترة من حياة المخرج جيمس غراي (ولو تحت اسم آخر) وهو أحد أفضل خمسة أفلام شوهدت في المسابقة. أحد الأفلام الأخرى التي تكاد توازيه «أخ وأخت» لأرنو دسبلباشان مع ماريون كوتيار وملڤيل بوبو. الفيلم يتعثر بسبب الحنين لميلودراما وما تعيشه غالبية الأفلام الفرنسية عادة من كثرة الحوار وكثرة الدخول والخروج من وإلى مشاهد بلا توقف عند لحظات كاشفة بصمتها.

«ولد من السماء» لطارق صالح جيد التنفيذ مشهداً وراء آخر لكنه ليس عميقاً. والروماني كرستيان منجيو أدى في R.M.N دوره في طرح السؤال حول الهوية المضطربة لرومانيا (تقع الأحداث في مقاطعة ترانسلفانيا). تتقدم الحكاية ببطء وتكشف - بالبطء نفسه - عن الوضع السياسي والاجتماعي في مقاطعة تتنازعها أطراف عدة وهجرة متوارثة تكاد تطيح بالهوية الأصلية للمقاطعة.

لم أشاهد فيلم الأخوين جاك - بيير ولوك داردين «توري ولوكيتا» الذي يبحث في حياة فتاة وصبي صغير هاجرا من أفريقيا ويحاولان العيش والامتزاج في المجتمع البلجيكي، لكن ما نشر عنه وضعه في خانة متوسطة بالنظر إلى أنه - على نحو أو آخر - إعادة كاملة لما اعتادا عليه من أسلوب عرض لحياة اجتماعية داكنة.

«مثلث الحزن» للسويدي روبن أوستلند قسم مشاهديه مناصفة تقريباً، بين معجبين وكارهين. كل هذا الحشد من السخرية والنقد لأثرياء السويد المنطلي على سواهم ربما يخدم حالة من «فش الخلق» حيال المسافة التي يرسمها ذلك المجتمع حوله بعيداً عن وقع الحياة بالنسبة لسواهم. لكن الفيلم غارق في السخرية لدرجة أن ما يحدث لا يبدو مهماً بذاته، بل لطروحاته. الغاية هي نقد الثراء والتأكيد على أن كل المزايا (والأحداث تقع فوق يخت كبير يغرق ما يدفع من كان عليه للجوء إلى جزيرة صغيرة) التي يتمتع الأثرياء بها ليست ذات قيمة. وجهة نظر جدلية بلا ريب لكن الفيلم هو استعراض أكثر منه بحث في مقومات اجتماعية رصينة.

الحديث المتكاثر أن الفيلم الكوري «قرار المغادرة» لبارك تشان - ووك، سيختطف الذهبية أو جائزة المهرجان الكبرى (الثانية). وهو يستحق ذلك إن فعل. كما ذكرنا عنه في رسالة سابقة، فيلم يحمل مستويات اهتمام مختلفة تمتزج جيداً في حكاية تحري يرتاب أن زوجة من أصل صيني قتلت زوجها لترثه. هذا الارتياب لا يضمحل لكن التحري يسمح لعلاقة خاصةً بالزوجة قبل أن يتلقى مفاجأة أخرى. فيلم «نوار» جديد مع حس تشويقي نجده في فيلم «العنكبوت المقدس» المنتج سويدياً للمخرج الإيراني المهاجر علي عباسي. إنه حول تحقيق تقوم به صحافية إيرانية في جرائم قتل مسلسلة لتكتشف أن هناك علاقة بين بعض من في السلطة وبين هذه الجرائم التي تذهب ضحيتها نساء وقد تكون هي الضحية المقبلة.

«توب غن» حسب كروز

المهرجان، كسواه، يحتاج لأسباب سبق ذكرها في تقارير سابقة، لخلق حالة إعلامية لا تستطيع الأفلام «الفنية» وحدها تحقيقه. لذلك يختار أفلاماً تنقسم إلى نوعين إجمالاً: أفلام الصدمة (كما حال فيلم الافتتاح وفيل المسابقة «جرائم المستقبل» لديفيد كروننبيرغ) وأفلام النجوم والإنتاجات الكبيرة. هذه تجدها في الأفلام الهوليوودية أو المصاغة على طريقتها ومنها هذا العام «ألفيس» لباز لورمان و«توب غن: مافيريك» لجوزيف كوزينسكي.

هذا الأخير شهد احتفاء المهرجان به على نحو خاص. طائرات حربية فوق المدينة تبث تكوينات لعلمي فرنسا والولايات المتحدة وحشد كبير من الممثلين و«ماستر كلاس» خاصة من بطل الفيلم توم كروز وما يجاور كل ذلك من مظاهر احتفائية وإعلامية.

كان هذا الناقد قد قرأ في مواصفات الفيلم مسبقاً عندما كتب إنه فيلم عسكري الصفات يشيد لحرب باردة في أجواء الحرب الساخنة بين الشرق والغرب. لا يتكفل «توب غن: مافيريك» بتحديد عدوه لكن المهمة المناطة في الفيلم لا تحتمل التكهن بالهوية: هناك قوة عظمى لديها مصنعاً لإنتاج اليورانيوم المخصب ولا بد من تدمير هذا المصنع لحماية أميركا والعالم الحر.

هناك 36 سنة فارقة بين «توب غن» الأول و«توب غن» الثاني هذا. خلال هذه السنوات ارتقى ميتشل (كروز) من رتبة ضابط إلى كابتن. وكروز نفسه ارتقى من ممثل شبابي الهيئة والسن متلائم مع جيل التسعينات المحب للمغامرات العسكرية (بحرب أو بدونها) إلى ممثل لا يزال يبدو شاباً تحيط به علامات استفهام الجميع: كيف يمكن لابن التاسعة والخمسين أن يبدو كما لو كان في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر.

ليس أن هذا السؤال سيعرقل ما يرد في الفيلم من إثارة أو يبث السخرية أو الريب في فعالية الممثل حيال تجسيد دوره البطولي. لا بد لميتشل (الملقب بمافيريك) أن يبرهن لي ولك ولباقي الممثلين إنه ما زال فتى بارعاً (ومافريك تعني استقلالية التفكير ممتزجة بالمهارة) يستطيع فعل ما يريد حتى ولو استشاط رئيسة الأدميرال كاين (إد هاريس) غضباً عليه. يطلب كاين من مافيريك أن لا يقلع بالطائرة الحربية الأسرع من الصوت، لكن كروز هو منتج الفيلم (على الأقل) ويستطيع أن يفعل ما يريد.

بعد العودة من الهرج الفضائي يواجه تلامذته من الطيارين لتحضيرهم للمهمة السرية (ولو إلى حين) التي سيقومون بها. كروز هنا يحط واقفاً مهما فعل. ليس فقط بوسامته، بل بجرأته على تنفيذ المشاهد الخطرة وبرعاية الفيلم لشخصيته بحيث لا يقدم على خطأ ما أو على ما ينجلي عن توجه درامي جاد.

من ناحية، هو فيلم عن بطل واحد. من ناحية مقابلة هو بطل واحد ما زال نصفه على الأقل أكثر واقعية من فانتازيات أبطال «ذا أفنجرز» و«كابتن أميركا» و«كابتن مارڤل» وسواهم. إنه كما لو أن الغاية المنشودة (والناجحة) هي التذكير بمعنى البطولة الحقيقي. تلك التي لا تزال تستفيد من بعض المظاهر الواقعية عوض أن تدور جميعها في أزمنة متشابكة وتقاتل ضد مخلوقات طاغية تهدد الأرض لولا القدرات الخاصة بالسوبرهيروز.

هو فيلم جيد للتسلية بلا ريب. من لا طلب أكثر من ذلك (باستثناء بوب كورن ومشروب غازي) سيجده تحفة أو قريب من هذا المستوى. الفيلم يقوم بكامله على فكرة الشخص الواحد في مخاطر متعددة وسريعاً ما يتنازل الفيلم عن فكرة العداء لقوى أخرى ليتبلور حول شخصيته الأولى. لا يحدد العدو، كما ذكرت (قد يكون الصين أو روسيا أو سواهما) وبذلك يتجنب وضع نفسه في فوهة المدفع.

كان من المتوقع إجراء مقابلة مع توم كروز حول هذا الفيلم وبعض مراحل مسيرته، لكن المنتج ديفيد إليسون نقل عنه رغبته في أن تتم المقابلة لاحقاً في الشهر المقبل في لوس أنجيليس. حسب كروز، وعن حق، «كان» بالنسبة إليه ليس المكان الصالح لإجراء مقابلات مجدية.

 

الشرق الأوسط في

28.05.2022

 
 
 
 
 

حصاد عربي إيجابي ضمن جوائز تظاهرة “نظرة ما “ في كان السينمائي

من كان: عبدالستار ناجي

أول الجوائز التي تم الاعلان عنها في مهرجان كان كانت جوائز تظاهرة “نظرة ما “وهي التظاهرة الثانية من حيث الأهمية بين التظاهرات التي تمثل الاختيار الرسمي لمهرجان كان السينمائي الدولي .

وخرجت السينما العربية بأكثر من جائزة في هذه التظاهرة التي ضمت 20 فيلما تنافست على جوائزها وترأست النجمة الايطالية فاليريا جولينو لجنة التحكيم، وقد جاءت النتائج حسب التالي:

افضل فيلم: الاسواء “اخراج ليز اكوكا ورومان جوريت

جائزة لجنة التحكيم: جولاند “اخراج الباكستانى سيام صادق

افضل مخرج  اليكسندر بيلكفور عن فيلم مترونيوم 

افضل ممثل:  التونسي ادم بيسا عن فيلم “حرقة “

افضل ممثله: فيكي جريبس عن فيلم “كورساج “

افضل سيناريو: الفيلم الفلسطيني “حمي البحر الابيض “

جائزة خاصة: فيلم رودو للمخرج لولا كوفرون.

“المتمرد”: اهم فيلم عن مرحلة داعش!

على مدي السنوات الخمس الماضية قدمت السينما العالمية والأوروبية على وجه الخصوص كم غير قليل من الانتاجات السينمائية التي تعرضت لمرحلة “داعش“ وبالذات الى مرحلة تجنيد الشباب الأوروبي من ذوي الأصول العربية المسلمة .

ومن احدث الانتاجات نتوقف عند فيلم “المتمرد من توقيع الثنائي عادل العربي وبلال فلاح وهم من بلجيكا ومن اصول عربية وفي رصيدهما مجموعة اعمال سينمائية ومنها “صورة “2014 و “اسود “2015 و “باستور “2018 و “اولاد سيئون للحياة “2020.

واليوم يقدمان فيلم “المتمرد “الذي يتمحور حول حكاية الآثار المدمرة التي تركتها داعش على الشباب الأوروبي والبلجيكي على وجه الخصوص عبر حكاية حينما يقرر كمال ان يغير حياته

واليوم يقدمان فيلم “المتمرد“ الذي يتمحور حول حكاية الآثار المدمرة التي تركتها داعش على الشباب الأوروبي والبلجيكي على وجه الخصوص عبر حكاية حينما يقرر كمال ان يغير حياته من اجل الأفضل كما يعتقد حينما يقرر ان يترك بلجيكا وينخرط في التنظيمات الجهادية في سوريا مع انطلاق ما سمي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش “ .

وعلى خطاة راح يسير شقيقة الأصغر نسيم في رحلة تمر طبعا بعمليات التجنيد والإقناع والترغيب بما كان يقدم مغريات الى اولها الجنة وأخرها الحور العين والشهادة والبطولة .

ومن بروكسل التي المدينة المفتوحة تنتقل الاحداث الى مدينة الرقة السورية وفي خط متوازي نتابع حكاية امهما “ليلي “ التى ظلت طيلة حياتها تعمل في التنظيف من اجل رعاية ابناءها فاذا بهم يحلقون بعيدا الى حيث الحلم الزائف بالجنة والحور العين تاركين امهم المسكينة تجوب بقاع تركيا وغيرها بحثا عمن كانت تعتقد بانهم الحلم والأمل فاذا بذلك الحلم يسرق من قبل الدولة الاسلامية الزائفة والمصنعة .

رحلة تتحرك عبر ثلاثة محاور ثرية وعميقة عامرة بالشخوص والقضايا والموضوعات . خطوط درامية مكتوبة بكثير من الاحترافية . كتب السيناريو كل من عادل العربي وبلال فلاح وعاونهما كيفين ميل وجان فان ديك .

على خط كامل تلتحق شخصية فتاة يزيدية (نور) التى تم اختطافها وبيعها في سوق النخاسة ليرتبط بها كمال  بعد ان اسلمت . ولكن الاحداث هنا في هذا المحور تتعقد اكثر حينما يطلب التنظيم من كمال  ان يطلق زوجته نور ويبعيها حتى يتزوجها رفيق له في الجهاد اصيب ويريد التنظيم ان يكافأة. ويرفض كمال  ليتحول ذلك الرفض الى تمرد  يتطور الى ان يقوم بمحاولة تخليص زوجته ولكنه يسقط يلزج به في السجن والحكم بالموت . حيث لا حكم في زمن داعش سوي الموت.

في الخط الثاني نذهب الى حكاية نسيم الذى يتم تجنيده والذهاب به الى الرقة وصعوده الى اعلي المراتب والتدريب على الاغتيال حتى اللحظة التى يصل بها الى تنفيذ حكم الاعدام بشقيقة كمال في مشهد من اهم مشاهد الفيلم . اما خط الام ليلي فهو الم المتفجر والحزن الكارثي والفجيعة اولا بضيلع العمر والابناء والحياة والحلم والأمل الذي تبخر بلا عوده .

فيلم “المتمرد اهم فيلم عن مرحلة داعش مكتوب بكثير من البحث حتى ونحن نعرف اليات وتطور الشخوص ولغة الاقناع التي راحت تمارسها الجهات التنظيمية الجهادية ولكن المعادلات تتعمق على صعيد الكتابة وتذهب الى صراع اكثر تعقيدا وتازيما وهو ما جعل الفيلم متماسكا يمتلك القدرة للذهاب بعيدا .

سينما من هذكا نوعية ليست مجرد تمثيل وان كنا نشير بكثير من القدير الى لبنا ازبال بدور الام وابو بكر بن سهي بدور كمال وامير العربي (شقيق المخرج عادل العربي بدور نسيم) وهكذا بقية الشخصيات ومنها تارا عبود ويونس بواب وفواد حاج وغيرهم .

سينما مكتوبة ومخرجة ومنفذة باحترافية سينمائية عالية المستوى ونخص مدير التصوير روبفشت هايفرت الذى منح الفيلم لغة بصرية متفردة وهكذا كانت الحلول الموسيقية التي قدمها الموسيقار هانس دي ماير،

فيلم “المتمرد “يظل اهم الشهادات السينمائية التي توثق دراميا مرحلة داعش ويحمل الفيلم خطاب سياسي ناقد وبكثير من القسوة للكثير من الدول الأوروبية وان ظل محور الحدث في العاصمة البلجيكية بروكسل .

باختصار شديد “المتمرد “فيلم كبير لمرحلة تظل بحاجة دائما للكثير من الضوء لكشف زيف تلك التيارات التي سرقت الأبناء وخلفت الدمار والتخلف والعودة الي ما قبل الصفر .

برافو نقولها للثنائي عادل العربي وبلال فلاح على اشتغالهم الاحتراف العميق لسينما تذهب الى عقولنا قبل جيوبنا.

“ام وابناء”: الفرنسية  سيرالي تحلل عذابات المغتربين

يبدو ان العزف على قصيدة الغربة والاغتراب ظلت حاضرة في عدد غير قليل من نتاجات السينما العالمية التي شهدتها المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعون لعام 2022 .

من تلك الاعمال نتوقف عند الفيلم الفرنسي “ام وابناء“ حسب الترجمة الانجليزية و“اخي الصغير“ حسب الترجمة الفرنسية للمخرجة الشابة ليناور سيرالي التي من مواليد 1985 .

رحلة سينمائية تذهب اولا الى حكاية  “روز “ مهاجرة من ساحل العاج وصلت باريس مع ابناءها جان وارنسيت وكلاهما في مرحلة الطفولة  حيث استقبلاها احدي الأسر العاجية في دارهم الصغيرة وامنوا لها فرصة العمل في احد الفنادق للتنظيف وراحت تقضي جل وقتها في العمل وأيضا رعاية اطفالها وتحفيزهم على الدراسة والتفوق.

ولكن رحلة الغربة ليست بتلك السهولة التي يتصورها البعض حتى وهي فباريس او غيرها من مدن الاغتراب ليست مجرد مدينة فاضلة. لذا تبدأ رحلة العذابات في المحطة عبر رصد لجوانب من مسيرة روز التي راحت تنتقل من رجل الى اخر لعلها تجد السلام والأمان ولكن الرجل هنا لم يكن هو شاطئ الامان. بل ان الرجل في محطات لاحقة كان سببا في الفرقة مع الأبناء بالذات في الجزء الثاني مع حكاية جون ولاحقا مع ارنست حيث تمزقت العائلة وتفرقت وظلت الام تنتظر اللحظة التي تلتقي بها بهذا الابن الذي ذهب الى حيث لا تعلم والأخر الذي أصبح مدرسا تذهب اليه بعيدا كلما احرقها الاشتياق .

قربة ممزقة مدمرة كلما ذهبت في اعمالها سرقتك دهاليزها وعتمتها وظروفها ولربما عنصريتها الخانقة الموجعة .

رحلة سينمائية تبدأ بالأمل وتنتهي الي التمزق الأسري والوحدة القاتلة بعد ان كانت الحكايات البسيطة والأشياء الهامشية تفرحهم وتسعدهم.

الفيلم ينتهي برسالة تحملها الأم الي ابنها المدرس ارنست من شقيقة التي التهمته العتمة والغربة وذهب الى حيث لا نعلم يتمنى علية ان يلتقيان ذان، حتى اللقاء أصبح بالتمني ولربما الدعاء والصلوات.

فيلم عن الغربة مشكلته الأساسية تكمن في السيناريو الذي تحول الى اجزاء كل جزء منه يتحدث عن شخصية ومشوارها في الوقت الذي كانت به المرحلة الاولي بشكلها الجماعي أكثر تاثيرا ومقدرة على جذب المشاهد، وحينما راحت الكاميرا تلهث وراء حكاية هذا وذاك نشطرت الحكاية ومضامينها وقضاياها، فمن القضايا الكبرى التي تتعلق بالأسرة والاغتراب تحول الأمر الى مغامرات طائشة لهذا الابن او ذاك .

سينما تشير الى موهبة سينمائية متميزة وان ظلت الإشكالية الأكبر في الكتابة التي تحتاج الى كثير من البحث العميق.

تدهشنا في الفيلم الممثلة انابيل لونج روني بدور “روز“ في كافة مراحل تطور الشخصية وهو اداء عال وعميق ومرهف وثيري بالتحولات والالم. يبقي ان نقول قصيدة الغربة تظل حاضرة دائما في السينما الأوروبية والفرنسية على وجه الخصوص.

 

البلاد البحرينية في

28.05.2022

 
 
 
 
 

«الأسوأ» يفوز بجائزة «نظرة ما» في مهرجان كان

خالد محمود

أعلنت لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما» (Un Certain Regard)، بمهرجان كان السينمائى برئاسة الممثلة والمخرجة والمنتجة الإيطالية فاليريا جولينو، الأفلام الفائزة.

وفاز بجائزة نظرة ما فيلم «الأسوأ» إخراج ليز أكوكا ورومان جيريت، فيما نال جائزة لجنة التحكيم فيلم «جوى لاند» إخراج سايم صادق

وحصد جائزة الإخراج، آلكسندرو بيلك عن فيلمه «مترونوم»، فيما فاز بجائزة أفضل أداء فيكي كريبس عن فيلم «ترتدي كورساج»، وآدم بيسا عن فيلم «الحرقة».

وفازت بجائزة أفضل سيناريو مها الحاج عن فيلمها «حمى البحر المتوسط»، وجائزة المفضل لدى لجنة التحكيم ذهبت لفيلم «روديو» إخراج لولا كيفورون

وتمحور برنامج Un Certain Regard 2022 حول سينما المؤلفين والاكتشافات ، حيث قدم 20 فيلمًا روائيًا في مسابقته،كانت سبعة منها من أوائل الأفلام التي تنافس أيضًا على الكاميرا الذهبية، كان الفيلم الافتتاحي «المناوشة»، من إخراج ماتيو فاديبيد.

وتألفت لجنة التحكيم من المخرجة ديبرا جرانيك ، والممثلة جوانا كوليج ، والممثل والممثل بنجامين بيولاي ، والممثل والمنتج إدغار راميريز.

 

الشروق المصرية في

28.05.2022

 
 
 
 
 

كان 2022 | البحر الأحمر السينمائي يواصل أنشطته في «مهرجان كان»

ويرعى حفل أمفار الخيري

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

نجح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في رعاية جديدة لحفل أمفار الخيري الذي أقيم على هامش الدورة الـ75 من مهرجان كان السينمائي، وهو الحفل الذي شهد أيضا حضور عدد كبير من نجوم ومشاهير العالم.

حفل مؤسسة amfAR الخيرية في “كان” حضره عدد كبير من نجوم مشاهير العالم، وهو الحفل الذي يرعاه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي للمرة الثانية على التوالي في مهرجان “كان”، وشهد الحفل تواجد محمد التركي، الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجوار عارضة الأزياء العالمية ناعومي كامبل والتي تتواجد دائما في حفلات مؤسسة amfAR الخيرية، كما ظهر كذلك النجم ريكي مارتن، و سويز بيتز كما كان من أبرز ضيوف الحفل النجم الأمريكي الشهير روبرت دي نيرو، وتوم هانكس.

حفل مؤسسة amfAR الحدث المهم في مهرجان “كان”  شهد أيضاً تواجد كل من النجمة كريستينا أغيليرا، وشارلي إكس سي إكس، ولاعب نادي باريس سان جيرمان، كيليان مبابي، الذي ظهر في صورة مع النجمة ناعومي كامبل، ولم يتوقف الحضور الكبير عن هذا الحد بل حضر نخبة من نجوم هوليوود يتقدمهم المخرج باز لورمان، بينما تواجد النجم ليوناردو دي كابريو الذي ظهر وهو يجلس بجوار روبرت دي نيرو، ومن أبرز ضيوف الحفل أيضا النجمة إيفا لانغوريا، والنجم كيسي أفليك، والعازفة سيارا، والنجم أليكس بيتيفر، والممثل إدغار راميرز، وقدم النجم ريكي مارتن فقرة غنائية أثناء الحفل التي امتعت الحضور حيث تألق في أداء الأغنية الشهيرة “María”.

نظم مهرجان البحر الأحمر كذلك العديد من الفعاليات المهمة في مهرجان “كان” والتي كان من بينها حفله في فندق كاب إيدن روك، بمناسبة الاحتفاء بدور المرأة في السينما، وهو الحفل الذي شهد أيضا حضور ضخم من نجوم وصناع السينما في العالم، كما تم تنظيم حفل خاص للتعارف في الجناح السعودي بالمهرجان وحضره العديد من المؤثرين وصناع السينما من بينهم الفنان المصري حسين فهمي، والمخرج أمير رمسيس، ونظم أيضاً حفل آخر حضره الفنان عبدالجليل الناصر، وبراء عالم، وفاطمة البنوي، وياسر السقاف والعديد من صناع السينما.

 

####

 

كان 2022 | مها حاج تحصد أفضل سيناريو و«حرقة» التونسي أفضل أداء في مسابقة «نظرة ما»

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

تم الكشف عن قائمة الحائزين على جوائز مسابقة «نظرة ما» والتي تأتي في الأهمية بعد المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، ورأست لجنة تحكيم الدورة الـ 75 الممثلة والمخرجة والمنتجة فاليريا جولينو، ومنحت لجنة التحكيم أفلامًا جريئة فنية جوائز هذا العام.

وتضمنت المسابقة 20 فيلماً روائياً ـ سبعة منها عمل أول لمخرجيها، وكان فيلم افتتاح هذه التظاهرة (والد وجندي)، وضمت لجنة التحكيم في عضويتها المخرجة ديبرا جرانيك والممثلة جوانا كوليج والممثل والمغني بنجامين بيولاي والممثل والمنتج إدغار راميريز.

والفائزون هم..

ـ جائزة مسابقة «نظرة ما»، فاز بها فيلم (The Worst Ones ـ الأسوأ)، للمخرجان ليز أكوكا ورومان جيريت.

ـ ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم (JOYLAND ـ جولاند)، للمخرج سايم صادق.

ـ حصد جائزة أفضل مخرج الكسندرو بيلك عن فيلم (مترونوم).

ـ جاءت جائزة أفضل أداء (مناصفة)، بين فيكي كريبس عن فيلم (كورساج)، آدم بيسا عن الفيلم التونسي  (حرقه).

ـ نالت المخرجة الفلسطينية مها حاج جائزة أفضل سيناريو عن فيلم (حمى البحر المتوسط).

ـ جائزة «Coup de cœur» لفيلم روديو للمخرج لولا كويفورون.

 

####

 

كان 2022 | كلبة WAR PONY تفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان

كان ـ «سينماتوغراف» : الوكالات

ينتظر عشاق السينما معرفة الفائز بجائزة السعفة الذهبية، وهي الجائزة الكبرى لمهرجان كان السينمائي.

لكن قبل يوم واحد من ذلك تم الإعلان عن الفائز بجائزة سعفة الكلب في المسابقة غير الرسمية للمهرجان السنوي.

تُوجت بريتني، اليوم الجمعة، بجائزة سعفة الكلب هذا العام بعد الظهور في فيلم (وور بوني) للمخرجة رايلي كيو، كأفضل كلب هذا العام.

 لم تتمكن الكلبة بريتني، التي لعبت دور بيست، من حضور الحفل. وتسلمت كيو والمخرجة المشاركة جينا جاميل الجائزة عبر مقطع فيديو مسجل مسبقا، وقالتا إنهما يشعران “بالامتنان كثيرا” لهذا التكريم.

تأسست هذه الجائزة في عام 2001 من قبل الصحفي السينمائي توبي روز، وتُمنح لأفضل الكلاب على الشاشة.

 

####

 

«أم وأبناء».. رحلة مهاجرة من ساحل العاج إلى غربة باريس

كان : «سينماتوغراف» ـ عبد الستار ناجي

يبدو أن العزف على قصيدة الغربة والاغتراب ظلت حاضرة في عدد غير قليل من نتاجات السينما العالمية التى شهدتها المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعين لعام 2022، ومن تلك النتاجات نتوقف عند الفيلم الفرنسي «أم وأبناء» حسب الترجمة الإنجليزية  و«أخي الصغير» نقلاً عن الترجمة الفرنسية، للمخرجة الشابة ليناور سيرالي من مواليد 1985 .

رحلة سينمائية تذهب أولاً إلى حكاية «روز» مهاجرة من ساحل العاج، وصلت باريس مع إبنيها جان وارنسيت وكلاهما في مرحلة الطفولة، حيث استقبلتها إحدى الأسر العاجية في دارهم الصغيرة، وأمنوا لها فرصة العمل في أحد الفنادق للتنظيف، وراحت تقضي كل وقتها في العمل وأيضا رعاية أطفالها وتحفيزهم على الدراسة والتفوق، ولكن رحلة الغربة ليست بتلك السهوله التى يتصورها البعض حتى وهي في باريس أو غيرها من مدن الاغتراب التي لا تعد مدينة فاضلة، لذا تبدأ رحلة العذابات عبر رصد لجوانب من مسيرة روز التى راحت تنتقل من رجل إلى آخر لعلها تجد السلام والأمان ولكن الرجل هنا لم يكن هو شاطئ الآمان، بل في محطات لاحقه كان سبباً في الفرقة مع الأبناء، بالذات في الجزء الثاني مع حكاية جون ولاحقاً مع أرنست حيث تمزقت العائلة وتفرقت، وظلت الأم تنتظر اللحظة التى تلتقي بها بالأبن الذى ذهب إلى حيث لا تعلم، والآخر الذي أصبح مدرساً تذهب إليه كلما أحرقها الاشتياق، غربة ممزقة مدمرة كلما ذهبت في أعمالها سرقتك دهاليزها وعتمتها وظروفها، وربما عنصريتها الخانقة الموجعة.

رحلة سينمائية تبدأ بالأمل وتنتهي إلي التمزق الأسري والوحدة القاتلة بعد أن كانت الحكايات البسيطة والأشياء الهامشية تفرحهم وتسعدهم .. الفيلم ينتهي برسالة تحملها الأم إلي ابنها المدرس أرنست من شقيقه التى التهمته العتمة والغربة.. حتى اللقاء أصبح اللقاء بالتمني..

 فيلم عن الغربة لكن مشكلته الأساسية تكمن في السيناريو الذى تحول إلى أجزاء، كل منها يتحدث عن شخصية ومشوارها في الوقت الذى كانت به المرحلة الاولي بشكلها الجماعي أكثر تأثيرا ومقدرة على جذب المشاهد، وحينما راحت الكاميرا تلهث وراء حكاية هذا وذاك، انشطرت الحكاية ومضامينها وقضاياها .. فمن القضايا الكبري التى تتعلق بالأسرة والاغتراب تحول الأمر إلى مغامرات طائشة لهذا الأبن أو ذاك.

سينما تشير إلى موهبة سينمائية متميزة وإن ظلت الإشكالية الأكبر في الكتابة التى تحتاج إلى كثير من البحث العميق .. تدهشنا في الفيلم الممثلة أنابيل لونج روني بدور «روز» في كافة مراحل تطور الشخصية، وهو أداء عالٍ وعميق ومرهف وثري بالتحولات والألم … يبقي أن نقول قصيدة الغربة تظل حاضرة دائماً في السينما الأوروبية والفرنسية على وجه الخصوص.

 

####

 

نشاط مكثف لمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية في «كان 2022»

كان : «سينماتوغراف» ـ منى حسين

عقد الناقد السينمائى د. ياسر محب رئيس مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية سلسلة من اللقاءات والاجتماعات عل هامش حضوره ومشاركته فى الدورة الـ 75 من مهرجان كان السينمائى الدولى بفرنسا.. حيث أقام لقاءاً صحفياً مع عدد من ممثلى ومراسلى الصحف ووسائل الإعلام الدولية، قام خلاله باستعراض ملامح الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، والتى من المقرر إقامتها فى الربع الأخير من العام الجارى 2022.. كما أعلن من خلاله فتح باب تلقى أفلام الدورة الجديدة من المهرجان بمسابقتيه للأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة والأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة.

وقد اجتمع د. ياسر محب على هامش مهرجان كان السينمائى، بكلٍ من بيير بارو، رئيس البرنامج السمعى البصرى ومشروع Clap ACP بالمنظمة الدولية للفرانكوفونية، وإنريكو كييزا، منسق مشروع Clap ACP للإنتاج المشترك بين دول الجنوب فى المنظمة الدولية للفرانكوفونية.. حيث تم خلال اللقاء استعراض تفاصيل وأنشطة الدورة الأولى من المهرجان، والتى أقيمت خلال شهر ديسمبر الماضى 2021 بدار الأوبرا المصرية، ومناقشة عددٍ من ملامح الدورة الجديدة من المهرجان، وكذا ورش العمل والأنشطة الموازية والتى يقيمها المهرجان على مدار العام فى العديد من مدن ومحافظات مصر، لخدمة مستهدفات المهرجان والربط الأمثل بين السينما المصرية وبين السينما والثقافة الفرنكوفونية.

هذا، وقد تم الاستقرار على قيام مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، ضمن أنشطته الموازية للعروض السينمائية، بتشكيل لجنة لتلقى وفرز مشاريع وملخصات الأفلام الراغبة فى التقدم لمنظمة الفرنكوفونية لطلب الحصول على دعم إنتاج أو تطوير من أىٍ من صندوقى التمويل التابعين لمنظمة الفرنكوفونية.. على أن تتكفل إدارة المهرجان بتوفير الترجمة الاحترافية والمعتمدة اللازمة لتقدم الأفلام المختارة للمنظمة مجاناً، من خلال الكيانات التابعة للمهرجان، وذلك تشجيعاً منها للمشروعات السينمائية المصرية الواعدة، بما يمثل جسراً إضافياً يربط بين المبدعين والسينمائيين والمثقفين المصريين، وبين منظمة الفرنكوفونية وكياناتها التابعة.

من الجدير بالذكر أن مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية هو مهرجان سينمائي سنوي يقام فى العاصمة المصرية القاهرة، أقيمت دورته الأولى فى الفترة من 12 إلى 16 ديسمبر 2021، بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة، تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية وبالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية وكياناتها المعنية، ومن المقرر أن تقام دورته الثانية فى الربع الأخير من عام 2022.

ويهدف المهرجان إلى تحقيق قيمة مضافة للساحة السينمائية والثقافية والإبداعية فى مصر، من خلال نقل جمهور المهرجان إلى قلب صناعة الأفلام الفرنكوفونية وفنونها، بهدف تنشيط وتعزيز الفن السينمائى المصرى، مع فتح قنوات نقاش وتكامل وتبادل ثقافى وسينمائى جديدة وفاعلة، والتعاون بين الخبراء وجميع المدارس السينمائية من كلٍ من مصر ومختلف البلدان الفرنكوفونية.

 

####

 

كان 2022 | من سيخطف قلوب أعضاء لجنة التحكيم ويظفر بالسعفة الذهبية للنسخة الـ75؟

الوكالات: «سينماتوغراف»

يقترب مهرجان كان في دورته الـ75 من نهايته، حيث لم تعد تفصلنا إلا ساعات قليلة للكشف عن الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية لهذه النسخة، التي يتنافس فيها 21 فيلماً. لكن النقاد أثار إعجابهم البعض منها، وتحضر منطقة الشرق الأوسط بقوة في المسابقة عبر فيلم “ليلى وأخواتها” للمخرج الإيراني سعيد روستاي و”صبي من الجنة” للمخرج الأمريكي من أصل مصري طارق صالح. فأي الأفلام سيظفر بالسعفة الذهبية لهذا العام إذن؟

وتجري هذه النسخة من كان السينمائي لأول مرة منذ بدء جائحة فيروس كورونا بدون قيود صحية. وكما في كل دورة، كان التنظيم محكماً، وإن كانت التكنولوجيا الحديثة خانته مع بداية التظاهرة حيث كان من الصعب حجز تذاكر على موقع المهرجان لمشاهدة الأفلام.

وكان فيلم “أخ صغير” للمخرج ليونور سوراي هو آخر فيلم يعرض في المهرجان ضمن المسابقة الرسمية. وتلتئم لجنة التحكيم اليوم في اجتماع مغلق لساعات طويلة لتحديد اسم المتوج هذا العام. ومن المنتظر أن يعلن عن اسم الفيلم الفائز هذا المساء ابتداء من الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة بتوقيت باريس.

من سيفوز بالسعفة الذهبية؟

يعتبر فيلم “كلوز” (قريب) للمخرج البلجيكي لوكا دهونت أحد أكبر المرشحين للفوز بالسعفة الذهبية هذا العام. والفيلم يستعرض نموذج من الصداقات بين ولدين، تعرض لضرر كبير عند وصولهما إلى الإعدادي. ويكشف العمل جانبا من غموض العلاقات الذكورية، وما يرتبط بها من قيم تجمع طرفين في علاقة صداقة.

 إنه “أجمل فيلم في المهرجان” بحسب موقع “ألوسيني”، بينما اعتبرته يومية “20 دقيقة” الفرنسية “مرشحاً جاداً جداً لكسب السعفة الذهبية”. وتساءلت الصحيفة “ماذا لو حصل المخرج لوكا دهونت على السعفة الذهبية”، منوهة بما “أحدثه فيلمه من مشاعر” في هذا المهرجان. كما أشادت بـ”موهبته الحيوية” في الفيلم. وفاز دهونت بالكاميرا الذهبية في كان 2018  بفيلم “غيرل” (فتاة).

والعمل الثاني الذي أثار إعجاب العديد من النقاد هو “شوين آب” للمخرجة الأمريكية كيلي ريتشارد، التي عرفت بكونها تلتفت لفئات من المجتمع لا تستأثر عادة باهتمام صناع السينما. ويرصد الفيلم علاقة فنان بالآخرين خاصة قبل تقديمه لمعرض لأعماله. كما أن هناك أفلام أخرى استوقفت النقاد والجمهور، ولها حظوظ أيضا في المنافسة، كـ”تريونغل أوف سادنيس” (مثلث الحزن) للمخرج روبن أوستلوند، “أرماغودون تايم” (توقيت أرماغودون) للمخرج جايم غاري، والفيلم البولوني “إيو” للمخرج جورزي سكوليموسكي.

حظوظ الشرق الأوسط

وتحضر منطقة الشرق الأوسط في التظاهرة عبر أفلام تنافس بدورها من أجل الظفر بالسعفة الذهبية. وهذا التعدد في العروض هو اختيار للمهرجان حتى تكون السينما العالمية برمتها ممثلة في هذا العرس السينمائي الكبير. وهذا ما شدد عليه مدير المهرجان تيري فريمو أثناء تقديم جوائز مسابقة “نظرة ما” مساء أمس الجمعة، والتي فاز بجائزتها الأولى الفيلم الفرنسي “الأسوأ” للمخرجتين ليز أكوكا ورومان غيري.

وفي نفس المسابقة، نالت المخرجة الفلسطينية مها حاج جائزة أفضل سيناريو، كما فاز الممثل التونسي آدم بيسا بجائزة أفضل ممثل مناصفة مع الممثلة الفرنسية فيكي كريبس. وعادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الباكستاني “جويلاند”، وهي أول مشاركة لهذا البلد في هذه التظاهرة السينمائية الدولية.

ويرشح بعض النقاد فيلم “ليلى وإخوانها” للمخرج الإيراني سعيد روستاي للفوز بالسعفة الذهبية في المسابقة الرسمية. ونال الفيلم إعجاب العديد من النقاد بحكم أنه استطاع بحنكة سينمائية أن يغوص في الحياة الاجتماعية لإيران اليوم مع كل ما تعرفه من تجاذبات وتمزقات في ظل أزمة اقتصادية، تلقي حتى بأفراد العائلة الواحدة إلى الاصطدامات.

كما يشارك في المسابقة “صبي من الجنة”، وهو للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، الذي تسلل بعين سينمائية إلى دهاليز جامعة الأزهر، محاولاً حبك قصة استخباراتية، يتحكم البوليس السياسي في خيوط لعبتها من أولها حتى آخرها. لكن العمل لم يثر اهتمام النقاد كثيرا، ربما لأن المخرج أضاع الخيط الناظم الذي يسحر هؤلاء، ويغري فضولهم في الحديث عن الفيلم. لكن في كل الأحول تبقى الكلمة الأخيرة للجنة التحكيم.

وتضم اللجنة الممثلة والمخرجة الأمريكية ريبيكا هول والممثلة الهندية ديبيكا بادوكون والممثلة السويدية نومي راباس والممثلة والمخرجة الإيطالية ياسمين ترينكا والمخرج الإيراني أصغر جرهادي والمخرج الفرنسي لادج لي والمخرج الأمريكي جيف نيكولز والمخرج النرويجي يواكيم ترير، ويترأسها الممثل والمخرج الفرنسي فانسون ليندون. فلأي فيلم ستنبض قلوب أعضاء لجنة التحكيم ومن سيظفر بالسعفة الذهبية؟

 

موقع "سينماتوغراف" في

28.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004