ملفات خاصة

 
 
 

جمعيتان تتنافسان على المكانة والأفلام ذاتها

موسم الجوائز بدأ بصراع على المناصب

بالم سبرينغز (كاليفورنيا): محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

قبل أشهر قليلة حاول أحد الزملاء من العاملين في مجال السينما لصالح محطة تلفزيونية عربية الانضمام إلى جمعية «كريتيكس تشويس» الأميركية. هذه كانت أعلنت عن قبولها أي ناقد سينمائي من أي مكان في العالم. بناءً على ذلك، قام الزميل بإرسال طلبه. بعد نحو شهر جاءته رسالة تطلب منه تقديم ما يثبت أنه يكتب عن السينما. فأرسل مجموعة من المواد المتلفزة التي تحمل تقديمه لأفلام الأسبوع وحديثه، بالعربية، عنها. شهر آخر مرّ قبل أن يتسلم رسالة أخرى مفادها، بعد التحية، السؤال التالي: «كيف يمكن لنا التثبّت من أنك تتحدث عن الأفلام؟».

قال لنا معلّقاً: «المسؤولة عن مراجعة الطلبات كتبت أنها لا تعرف العربية وعليه تريد إثباتاً من أنني أتحدث عن السينما، فأرسلت إليها مذكّراً أن المواد المصوّرة هي عن أفلام حديثة ولا يمكن لي أن أتحدث عن الرياضة أو الاقتصاد وأعرض في الوقت نفسه مشاهد من King Richards وA Quite Place Part II أو Black Widow».

- تبعات موقف

حتى ذلك الحين، لم يكن الزميل تسلم ردّاً بالإيجاب أو السلب، أي ما إذا كان قد تم قبول طلب انتسابه أم لا. لكن الجمعية المذكورة جادّة، حسبما كانت أعلنت، في توسيع قاعدتها من النقاد حول العالم وتبوء المكانة التي تستحقها بين الجمعيات النقدية والسينمائية المختلفة. واحد من أهم مرتكزاتها في هذا الهدف هو توزيع جوائزها السنوية المعتادة في موسم الجوائز الحالي. وهذا يسبقه، بطبيعة الحال، إعلان قائمة الأفلام والأسماء المرشّحة للجوائز والتي تم الإعلان عنها فعلياً في الثالث عشر من هذا الشهر. في اليوم ذاته أعلنت «هوليوود فورين برس» عن ترشيحاتها لجوائز «غولدن غلوبز»، المقرر إقامتها في التاسع من الشهر المقبل، 2022. بالمناسبة، هذا هو التاريخ ذاته الذي اختارته جمعية «كريتيكس تشويس» لحفلتها السنوية كذلك. الذي يحدث هو نوع من محاولة احتلال مكانة حققتها «هوليوود فورين برس» خلال عقود طويلة. والداعي إلى ذلك التنافس هو انتهاز فرصة تبدو فيه الجمعية العريقة وقد ضعفت بعد سلسلة هزّات شبه مدمّرة نالتها خلال مطلع وصيف هذا العام ولا تزال ذيولها جارية. ففي ربيع السنة نشرت صحيفة «ذا لوس أنجليس تايمز» تحقيقاً كبيراً حول الجمعية اصطادت فيه آفاتها (مثل خلوّها من عضو أفرو - أميركي ومثل تمتعها بمعاملة خاصة وعلاقات استثنائية مع شركات هوليوود... إلخ) وتركت كل ما هو إيجابي تقوم به (أهمية الجائزة بالنسبة للمجتمع السينمائي بأسره، تبرّعاتها السنوية التي وصلت منذ إعلانها إلى 50 مليون دولار... إلخ).

ذلك التحقيق فتح النار على الجمعية وأعضائها من مراسلي الصحف الأجنبية (الذي ينتمي هذا الناقد إليها) فسارعت جهات مختلفة في هوليوود لمقاطعتها في وقت صدحت فيه موسيقى التيارات المختلفة التي تنادي بالمساواة وتنتقد «السيادة البيضاء».

منذ ذلك الحين استجابت «ذا هوليوود فورين برس» للنقد وأذعنت لإصلاحات كثيرة لكن ذلك لم يعفها بعد من تبعات الموقف المتخذ حيالها للآن، مما دفعها إلى الإعلان عن أن توزيع جوائزها المعروفة بـ«غولدن غلوبز» لن يأتي، هذه السنة، متلفزاً على شاشة NBC الأميركية كما جرت العادة.

خلال هذه الفترة توسمت جمعية «كريتكس تشويس» الفرصة للانتقال من الصف الخلفي إلى الأمامي واحتلال المناسبة والموقع. حيال ذلك، ألقت الجمعية المؤلفة من مراسلي هوليوود القفاز في وجه الجميع وأعلنت عن ترشيحاتها، مما أثار الجمعية المناكفة فأصدرت بياناً يُهيب بهوليوود مقاطعة جمعية «ذا فورين برس» والمعركة ما زالت قائمة.

- خلاف لا اختلاف

هي معركة استقطاب اهتمام: جمعية المراسلين الأجانب تستند إلى تاريخها. وجمعية النقاد تستند إلى طموحها. لكن ما هو مشترك المجموعة الكبيرة من الأفلام والأسماء الواردة في قائمة الترشيح الرسمية لكل منهما. للإيضاح، تقوم الجمعية الأولى باستعراض المرشّحين في السينما والتلفزيون، بينما تكتفي جمعية النقاد بالترشيحات السينمائية. ضمن هذه الترشيحات السينمائية تأتي مجموعة كبيرة من الأفلام الواردة في كل قائمة من القائمتين، وكذلك الحال بالنسبة لصانعي الأفلام من مخرجين وممثلين.

لدى «هوليوود فورين برس» قائمتان لأفضل فيلم الأولى خاصة بالأفلام الدرامية والثانية بالأفلام الموسيقية والكوميدية تتبعهما قائمة بالأفلام الأجنبية.

في المقابل لدى «كريتكس تشويس» قائمة سينمائية وأخرى تلفزيونية منفصلة تماماً. قائمة الأفلام الأساسية (الناطقة بالإنجليزية) تشمل كل الأفلام (10) وهناك قائمة لأفلام التحريك (أنيميشن) وقائمة للأفلام الأجنبية. قائمة نقاد «فورين برس» موجزة بالنسبة للمسابقات السينمائية بينما تشمل قائمة نقاد «كريتكس تشويس» تقسيمات ومسابقات مُصممة على نسق مسابقة الأوسكار. معظم الأفلام الواردة في أي من القائمتين ترد في الأخرى وهذه تشمل «بلفاست» لكينيث برانا و«وست سايد ستوري» لستيفن سبيلبرغ و«قوة الكلب» لجين كامبيون و«ديون» لدنيس فلينييف و«كينغ رتشارد» لرينالدو ماركوس. الأمر ذاته بالنسبة للممثلين والممثلات إذ نجد العديد من الأسماء تتكرر في القائمتين مثل بيتر دينكلايج عن «سيرانو» وتروي كوتسور عن «كودا» وأريانا دي بوز عن «بلفاست» وكيرستن دنست عن «قوّة الكلب» وأندرو غارفيلد عن تك، تك... بوم!» كما كوبر هوفمان عن «بيتزا بعرق السوس». بينما يظهر ليوناردو ديكابريو في قائمة «فورين برس» ويغيب عن الأخرى. كذلك لا تختلف قائمة المخرجين لدى كلا الجمعيّتين: جين كامبيون عن «قوّة الكلب» وسبيلبرغ عن «وست سايد ستوري» وفلينييف عن «ديون» وبرانا عن «بلفاست». قائمة «فورين برس» تحتوي على ماغي جيلنهال عن «الابنة المفقودة» بينما تحتوي على اسمين آخرين في القائمة الثانية هما بول توماس أندرسن عن «بيتزا بعرق السوس وغيلرمو دل تورو عن «زقاق الكابوس» (Nightmare Alley).

الاختلاف محدود أيضاً بالنسبة لترشيحات كل من الجمعيتين حيال الأفلام الأجنبية. «فورين برس» اختارت «المقصورة 6» (فنلندا) و«سائق سيارتي» (اليابان) و«يد الله» (إيطاليا) و«أمهات موازيات» (إسبانيا)، «بطل» (إيران). أما قائمة «كريتكس تشويس» فتشمل «سق سيارتي» و«يد الله» و«بطل» ثم «أهرب» (دنمارك) و«أسوأ شخص في العالم» (النرويج). لن يكون غريباً أن ترد غالبية هذه الأفلام في ترشيحات الأوسكار كذلك. هذه هي مشكلة الأفلام الدائمة: الجميع يصطاد مما يعتقده الأفضل وبما أن الاعتقاد ذاته يسود تأتي الترشيحات متشابهة ومتساوية في أغلبها.

 

الشرق الأوسط في

21.12.2021

 
 
 
 
 

أفضل 10 مسلسلات أجنبية في عام 2021

أحمد عزت

فيما يقترب العام من نهايته، نعيد النظر من جديد في إنتاج العام من الدراما التليفزيونية من أجل الإشارة في هذه المساحة لأفضل التجارب التي منحت لنا عام 2021. نأخذكم هنا في جولة سريعة مع أكثر المسلسلات استحقاقًا للمشاهدة في هذا العام.

أفضل المسلسلات الأجنبية في 2021 – اختيار إضاءات:

·        The Underground Railroad

·        Pretend It’s a City

·        Maid

·        Night Stalker: The Hunt For a Serial Killer

·        WandaVision

·        Hemingway

·        Mare of Easttown

·        Midnight Mass

·        Scenes from a Marriage

·        Curb Your Enthusiasm Season 11

1. The Underground Railroad

أول ما يجذب الانتباه لهذا العمل هو اسم مخرجه، باري جينكينز والذي فاز فيلمه Moonlight بأوسكار أفضل فيلم عام 2016. يقتبس جينكينز رواية الكاتب كولسون وايتهيد الفائزة بجائزة بوليتزر والتي تحمل نفس الاسم في عمله التلفزيوني الأول. ما الذي يغوي مرة أخرى في رواية تحكي قصة العبودية مجددًا وتدور أحداثها في منتصف القرن التاسع عشر، حيث نتتبع رحلة فتاة تدعى كورا هربًا من جحيم العبودية في مزارع القطن بالجنوب نحو الشمال حيث الولايات الحرة؟ إنه العالم الذي خلقه وايتهيد لحكايته: عالم من الواقعية السحرية، يمتزج فيه التاريخ بالفانتازيا مقدمًا نوعًا من تاريخ بديل يعكس جوهره حقيقة ما جرى وإن بدا مظهره خياليًا.

يشير اسم المسلسل إلى شبكة من الأشخاص المناهضين للعبودية، وكذلك مجموعة من البيوت الآمنة كانت تساعد العبيد الهاربين من الرق في الجنوب من أجل الوصول للشمال. يحول السرد هذه الشبكة الرمزية إلى سكة حديد حقيقية تمتد تحت الأرض وهي الوسيلة الوحيدة للهرب. قبل أن تستقل كورا القطار مع رفيقها سيزار يخبرهما عامل المحطة:

كي ترى حقيقة هذه الأمة يجب أن تستقل هذا القطار. انظر حولك بينما يسرع القطار وحينئذ سترى وجه أمريكا الحقيقي.

 الظلام يسيطر على رحلة كورا نحو حريتها، حتى أكثر الأشياء لمعانًا تكشف عن ظلام خفي. نراها دائمًا مطاردة -على حد تعبير جينكينز في أحد حواراته- من وحش العنصرية متعدد الرؤوس. يبالغ جينكينز أحيانًا في استعراض معاناة الجسد الأسود عبر واقعية مفرطة في استعراض التفاصيل، أحيانٌ أخرى شاعري ورومانتيكي مع شريط صورة وصوت شديد التميز.

2. Pretend It’s a City

سلسلة وثائقية من 7 حلقات، من إنتاج نتفليكس وتحمل توقيع المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي. يستكشف خلالها العقل المذهل لصديقته الصحفية والكاتبة الساخرة فران ليبويتز.

 تملأ ليبويتز العمل بحضورها وسخريتها، نشاهدها تتجول في مدينتها نيويورك، تتحدث عن كل شيء عما يؤرقها ويلهمها، عن الكتب، الموسيقى والفن، بينما يتناهى إلينا ضحك سكورسيزي من خارج الإطار. تتضمن الحلقات أيضًا مقتطفات من مقابلات سابقة أجرتها ليبوتز مع لقطات أرشيفية للمدينة، حكاياتها المثيرة عن عملها لدى آندي وارهول ثم كسائقة سيارة أجرة، عشقها للتدخين وعن مكتبتها التي تضم 11 ألف كتاب. كانت ليبويتز قد ظهرت من قبل في فيلم وثائقي آخر لسكورسيزي قبل عقد من الزمن يحمل عنوان Public Speaking، وها هو يقدمها عبر عمل جديد، هو نتاج حبه لنيويورك التي لم تعد كما كانت ولصديقته ليبويتز، يطلق فيه العنان لموهبتها في السخرية من كل شيء. عمل ساخر، مرح وجذاب. تكمن جاذبيته بالأساس في الطريقة الفريدة التي تعبر بها ليبويتز عن أفكارها.

3. Maid

 العمل مستوحى من مذكرات ستيفاني لاند الأكثر مبيعًا والتي تدور حول المحن اليومية لأم عزباء بعد فرارها من زوجها المسن والمسيء عاطفيًا. تضطر «أليكس» للعمل كخادمة لدعم نفسها وإعالة طفلتها. يقدم العمل أيضًا نظرة واقعية على الفقر في أمريكا كما يصور أيضًا فشل النظام الاجتماعي في مساعدة مثل هذه الحالات التي تمثلها أليكس. نص ذكي، عاطفي، صادق ومفعم بالمشاعر كما يتحاشى قدر الإمكان المبالغات الميلودرامية والكليشيهات التي تملأ مثل هذه الحكايات مع أداء تمثيلي ممدوح من بطلة العمل مارجريت كواللي.

4. Night Stalker: The Hunt For a Serial Killer

وثائقي قصير من 4 حلقات، يحكي عن القاتل المتسلسل «ريتشارد راميريز» والذي عرف إعلاميًا بـ (Night Stalker). راميرز هو أحد أكثر القتلة المتسلسلين رعبًا في التاريخ الأمريكي. في معظم الأوقات، تتبع هذه الوحوش الآدمية نمطًا يمكن أن يجعلها متوقعة نسبيًا، لكن ريتشارد راميريز، كان بمثابة إعصار من العنف العشوائي، قتل، اختطاف واغتصاب. أرهب الساحل الغربي الأمريكي في عامي 1984 و 1985، وأدين في النهاية بـ 13 تهمة قتل، و 5 تهم بمحاولة قتل، و 11 تهمة اعتداء جنسي، و 14 تهمة سطو، على الرغم من أن هذه هي على الأرجح فقط جزء بسيط من جرائمه الفعلية. أصبح بعد القبض عليه معروفًا في جميع أنحاء العالم، وصار له معجبات يرسلن له رسائل غرام ويطلبن الزواج منه. لكن سلسلة Netflix الجديدة «Night Stalker: The Hunt for a Serial Killer» تعيد صياغة قصة ريتشارد راميريز من وجهة نظر الأشخاص الأكثر تأثرًا بجرائمه، بما في ذلك الضحايا والمراسلين ومعظم رجال الشرطة الذين عملوا على قضيته. هناك إظهار دقيق وعنيف لصور الجرائم البشعة التي ارتكبها. يحكي المسلسل الوثائقي أيضًا ضمن سرده عن المحقق جيل كاريلو، الذي كان محققًا غير متمرس عندما قاد التحقيق في جرائم Night Stalker مع المحقق الأسطوري فرانك ساليرنو. يضفي المسلسل حسًا إنسانيًا على كل من Carrillo و Salerno، وهما رجلان ركزا كل فكرهما وطاقتهما على هذه القضية. هذا المسلسل هو وليد هوس بمشاهدة حياة القتلة المتسلسلين، قاد إلى طفرة واضحة في إنتاج وثائقيات الجريمة الحقيقية نتج عنها أعمال حققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا عبر حصولها على أهم الجوائز في فئتها مثل مسلسلات (Making a Murderer) و (Evil Genius) أو (The Staircase).

5. WandaVision

مسلسل أمريكي قصير من 9 حلقات أبدعه جاك شافيز لمنصة ديزني+ وهو الامتداد التليفزيوني الأول لعالم مارفل السينمائي. يتتبع العمل شخصيتي واندا ماكسيمون وفيجن فيما بعد أحداث فيلم (Avengers: Endgame) حيث يحاولان معًا بدء حياة عادية في إحدى ضواحي لوس أنجلوس حتى يبدآ في الشك أن كل ما حولهما ليس كما يبدو. أفضل ما يقدمه هذا العمل هو سرده المميز جدًا شديد التركيب والإثارة. تأتي كل حلقة كمحاكاة لمسلسلات السيت الكوم الأمريكية ثم يتحول السرد إلى نوع من الـ puzzle box -سرد غامض كألغاز متداخلة- بالإضافة لدراما الأبطال الخارقين المعتادة. يعمل المسلسل أيضًا كاستكشاف للحزن، للعواطف المظلمة التي تسكن القلب الإنساني للأبطال الخارقين. تكمن نقطة ضعف العمل الأكبر في نهايته التقليدية التي لا تفي بالكثير مما وعد به سرده المميز.

6. Hemingway

وثائقي من 3 حلقات تمتد لست ساعات عن الحياة الصاخبة والعقل المضطرب لارنست هيمنجواي، أحد أساطير الأدب الأمريكي في القرن العشرين. هذا الوثائقي من إخراج كين بيرنز ولين نوفيك. بيرنز تحديدًا من المهتمين بوثائقيات الحروب. هيمنجواي في أدبه أيضًا بسرديات الحرب، بتمجيد البطولة. نحن هنا أمام بورتريه سيكولوجي متعدد الطبقات لهيمنجواي. يغوص العمل في طفولته، يبحث في علاقته المعقدة بوالدته، لنعرف أن هيمنجواي الذي يحتفي أدبه بالذكورية المفرطة أحيانًا، اعتادت والدته أن تلبسه كفتاة في طفولته الأولى.

يلقي العمل الضوء أيضًا على علاقته بوالده العنيف ومتقلب المزاج. يمزج السرد بذكاء بين المحاورات وأرشيف الكاتب من الفوتوغرافيا والرسائل باحثًا عن مكامن الضعف في شخصيته كإنسان وكاتب، مع تعليق صوتي لمقتطفات من أدبه ورسائله بصوت ميريل ستريب وجاك دانيلز. لا يتهيب السرد من التطرق لدعاوى العنصرية أو عداء المرأة التي طاردت هيمنجواي. هذا المسلسل الوثائقي المميز ليس فقط عن حياة هيمنجواي بل عن إرثه الأدبي شديد التأثير في معاصريه ومن أتوا من بعده.

7. Mare of Easttown

ينتمي مسلسل (Mare of Easttown)، الحائز مؤخرًا على 3 جوائز إيمى وهو مسلسل قصير من سبع حلقات، إلى ما يسمى دراما المدن الصغيرة، حيث هناك جريمة ما تمزق استقرار المجتمع الصغير الذي يعيش عزلته الخاصة وحيث الجميع يعرف الجميع، لكن ما نكتشفه دائمًا أن ما يظهر على السطح ليس هو كل شيء.

يتبع المسلسل أيضًا تقاليد دراما الجريمة والغموض كنوع (Genre)، لكن أهم ما يميز المسلسل الذي كتبه (براد إنجيلسبي) وأخرج حلقاته السبع (كريج زوبل) أنه يتجاوز مثل هذه التصنيفات التي يستوفي شروطها إلى نوع من الدراما الخالصة التي تستكشف ديناميات العلاقات المعقدة داخل العائلة.

أفضل ما في هذا العمل هو سرده شديد الذكاء وحواراته الواقعية. أحيانًا يكون أفضل ما يقدمه مخرج مع نص شديد التميز كهذا أن يختفي. لا يمكن أن نتحدث هنا عن أسلوب خاص للمخرج لكن براعته ظاهرة في كل شيء: في قدرته على خلق جو عام للقصة، إحساسه بالمكان وتفاصيله وقيادة ممثليه الذين يقدمون جميعًا بلا استثناء أداءات عظيمة وعلى رأسهم كيت وينسلت.

تعود كيت وينسلت للدراما التليفزيونية هنا بعد غياب عقد من الزمن حيث عرض آخر أعمالها (Mildred Pierce) عام 2011 ومنحها جائزة إيمي كأفضل ممثلة رئيسية في مسلسل قصير مقدمة واحدًا من أفضل أداءات مسيرتها.

8. Midnight Mass

ينتمي (Midnight Mass) وهو مسلسل قصير من 7 حلقات إلى ما يسمى بالرعب الخوارقي (ٍSupernatural Horror). لدينا مجتمع صيادين، في جزيرة منعزلة، يعيش على حافة الزوال ماديًا وروحيًا. يصل إلى الجزيرة قس غامض فتبدأ سلسلة من المعجزات في الحدوث ويبدو المكان وسكانه كمن يعيشون حلمًا، قبل أن ينقلب هذا الحلم إلى كابوس دموي.

قليلة هي دراما الرعب التي تحمل طموحًا فنيًا، فهي غارقة أغلب الوقت في الرداءة والكليشيهية. هذا العمل من هذه الفئة القليلة. بعد عدة اقتباسات ناجحة لأهم كتاب الرعب مثل شيرلي جاكسون، هنري جيمس وبالطبع ستيفن كينج يقدم هنا الكاتب والمخرج مايك فلانجان عمله الأكثر خصوصية وذاتية، ليس فقط لأنه من كتابته بل لأنه ولأول مرة على هذا النحو المكثف يتعاطى مع أشباحه الخاصة. ظل هذا المسلسل حكاية شغف بها فلانجان لأكثر منذ عقد من الزمن، حكاية تحمل الكثير من هواجسه، ومخاوفه وأسئلته الخاصة.

هذا هو مسلسله الثالث بعد (The Haunting of Hill House) و (The Haunting of Bly Manor). الرعب في عمليه السابقين وكذلك في (Midnight Mass) مرتبط بالمكان على نحو وثيق، ثمة روح مظلمة تسكن المكان لكن فلانجان مشغول أكثر بالظلام الذي يسكن الشخصيات التي تسكن هذه الأماكن. معظم الرعب قادم من خوف عميق، من جروح لم تلتئم داخل الشخصيات. لا يعد (Midnight Mass) فقط أكثر أعمال فلانجان ذاتية، بل يمكننا أيضًا أن نقول إنه أكثر أعماله نضجًا وأحد أفضل أعمال هذا العام.

9. Scenes from a Marriage

هذا المسلسل الذي أنتجته HBO وكتبه وأخرجه (هاجاي ليفي) هو إعادة صنع لتحفة السويدي الكبير إنجمار برجمان والتي تحمل نفس الاسم وعرضت عام 1973. نشاهد هنا انهيار زواج بدا لوهلة مثاليًا ونستكشف ألم وإحباط الحياة الزوجية وعنف المشاعر الكامنة تحت السطح قبل أن نغوص مع سرده في جحيم الانفصال العاطفي. لا يبتعد (هاجاي) كثيرًا عن أصل العمل الذي يستعيده، فقط بعض التفاصيل التي تخص الزمن الحديث الذي نقل إليه مسلسله والخلفية الثقافية والدينية لشخصيتيه. يتبادل بطلاه الأدوار الجندرية في العمل الأصلي مع الاحتفاظ بالتركيبة النفسية. الدور الذي لعبه أوسكار أيزاك هو الدور الذي لعبته ليف أولمان في الأصل السويدي. ربما عمل قائم بالكامل على الحوار- مع ميزانسين مسرحي، تدور كل حلقة في الغالب داخل مكان واحد مع أداءات استثنائية من جيسكا تشاستن وأوسكار أيزاك. عمل حميم، حسي، عنيف ومقلق على صعيد المشاعر التي يستحضرها. بالتأكيد أحد أفضل إنتاجات 2021 التلفزيونية.

10. Curb Your Enthusiasm Season 11

يشهد عام 2021 عودة الموسم الجديد من مسلسل الكوميديا الأمريكي المدهش Curb Your Enthusiasm الذي يبدعه لاري ديفيد وهو الشريك الإبداعي لجيري ساينفيلد في كوميديا السيت كوم الأشهر (ساينفيلد). يخلق لاري ديفيد -في المسلسل الذي بدأ عرض أول مواسمه عام 2000- نسخة متخيلة من نفسه كبطل للمسلسل، بطله الذي لا يراعي أبدًا أي تقاليد أو أعراف اجتماعية ما يجعل وجوده في أي مكان أشبه بفيل في محل خزفيات ويدخله في عداءات مع الجميع. تدور أحدث مواسم المسلسل في زمن ما بعد الوباء ولا يزال بطله يعيش حياته كما هو، يذهب إلى الحفلات، المطاعم وغيرها مسخرًا موهبته النادرة في وضع نفسه في مواقف شديدة الإحراج دون أن يشعر بالحرج وصنع أعداء في كل خطوة يخطوها، محققًا شعار الموسم الجديد عن بطله: لقد تغير العالم لكنه لم يتغير. متعة كبيرة هي مشاهدة موسم جديد من مسلسل يحمل بصمة لاري ديفيد.

يشهد هذا العام أيضًا عودة بعض من أفضل الأعمال التلفزيونية في مواسم جديدة، نذكر منها:

·        Succession Season 3

·        Dexter New Blood (Season 9)

·        Gomorrah Season 5

 

موقع "إضاءات" في

22.12.2021

 
 
 
 
 

القائمة ما قبل النهائية للأعمال المتنافسة على "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي

لوس أنجليس/ العربي الجديد

لم يقع الاختيار على أي فيلم عربي ضمن القائمة ما قبل النهائية للأعمال المتنافسة على جائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي التي كشفت عنها "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" مساء الثلاثاء.

القائمة التي أعلنتها الأكاديمية ضمت 15 فيلماً تأهلت إلى التصفيات ما قبل النهائية في فئة أفضل فيلم أجنبي، من بين الترشيحات البالغ مجموعها 92، إذ يحق لكل دولة أن تختار فيلماً واحداً لتمثيلها. وستستبقي الأكاديمية خمسة أعمال للائحة الترشيحات النهائية في 29 يناير/كانون الثاني المقبل، ليكون الفائز بالجائزة من بينها، في حفلها الذي يقام في 27 مارس/آذار المقبل.

ومع أن فرنسا تحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من الترشيحات في هذه الفئة المهمة على مرّ السنوات، ستبقى هذه السنة في موقع المتفرج، إذ إن فيلم "تيتان" Titane لجوليا دوكورنو الذي نال "السعفة الذهبية"، في "مهرجان كانّ السينمائي الدولي"، لم يتجاوز مرحلة الترشيحات الأولية، ولم يتأهل تالياً إلى المرحلة الثانية من المسيرة نحو الـ"أوسكار".

الأفلام الـ15 المؤهلة إلى التصفيات في فئة أفضل فيلم أجنبي:

"بطل" A Hero من إيران

"غريت فريدوم" Great Freedom من النمسا

"بلايغراوند" Playground من بلجيكا

"لونانا: إيه ياك إن ذا كلاسروم" Lunana: A Yak in the Classroom من بوتان

"فلي" Flee من الدنمارك

"كومبارتمنت نمبر 6" Compartment No. 6 من فنلندا

"آيم يور مان" I'm Your Man من ألمانيا

"لامب" Lamb من أيسلندا

"ذا هاند أو غاد" The Hand of Godمن إيطاليا

"درايف ماي كار" Drive My Car من اليابان

"هايف" Hive من كوسوفو

"برايرز فور ذا ستولن" Prayers for the Stolen من المكسيك

"ذا ورست برسن إن ذا وورلد" The Worst Person in the World من النرويج

"بلازا كاتيدرال" Plaza Catedral من باناما

"ذا غاد بوس" The God Boss من إسبانيا

الأغنيات الـ15 المتأهلة إلى المرحلة ما قبل النهائية شملت أغنية بيونسيه التي كتبتها لفيلم "كينغ ريتشارد" King Richard من بطولة ويل سميث. وتواجه نجمة البوب زوجها جاي زي الذي أنتج فيلم "ذا هاردر ذاي فول" The Harder They Fall، وتعاون مع مغني الراب كيد كودي في أغنية "غانز غو بانغ" Guns Go Bang.

أما أريانا غراندي، فتظهر في الفيلم الساخر "دونت لوك أب" Don't Look Up الذي تؤدي فيه أغنية "جاست لوك آب" Just Look Up التي تتوسل فيها جمهورها إلى أن يأخذ على محمل الجد التهديد الوشيك الذي يمثله اندفاع مذنب نحو الارض.

وأدرجت في القائمة أيضاً المغنية الشابة بيلي أيليش، عن أغنيتها "نو تايم تو داي" No Time to Die المؤلفة خصيصاً لأحدث أفلام سلسلة "جيمس بوند" التي تحمل العنوان نفسه.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.12.2021

 
 
 
 
 

"الرجل العنكبوت" يعلن تعافي صناعة السينما بعد أزمة كورونا

تفوق توم هولاند على كبار النجوم محققاً أرقاماً قياسية في شباك التذاكر بعيداً من لعبة المنصات

حميدة أبو هميلة كاتبة

لم يفعلها العميل المخضرم جيمس بوند، ولا أفلام كبرى حملت توقيع مخرجين بارزين مثل "West Side Story" لستيفن سبيلبرغ أو "House of Gucci" لريدلي سكوت، ولكن اللقطة كانت من نصيب الشاب الإنجليزي صاحب الـ25 سنة توم هولاند بنسخة جديدة من سلسلة أفلام "سبايدر مان"، إذ مثلت إيراداته انتعاشة كبرى لسوق السينما بعد أزمة فيروس كورونا، وأعطى العمل درساً عملياً لصناع الأفلام الذين سارعوا إلى عرض أعمالهم على المنصات، ليثبت أن دور السينما ما زالت لديها اليد العليا في ضبط العملية الإنتاجية.

"الرجل العنكبوت" يتفوق على الكبار

 فيما كان متوقعاً أن يكون صاحب الضربة هو دانيال كريغ بـ"لا وقت للموت" الفيلم رقم 25 من سلسلة أفلام جيمس بوند، ولكن على ما يبدو أن جماهيرية "الرجل العنكبوت" لديها سطوة أعلى، خصوصاً مع الفيلم الجديد الذي يتميز بالجودة الفنية والتفرد في قصته، بالتالي تربّع على عرش إيرادات العام بل حل في المركز الثالث في ما يتعلق بإيرادات العرض الأول في تاريخ هوليوود على الإطلاق.

الهوس بالنسخة الجديدة من فيلم "Spider Man: No Way Home" من "عالم مارفل" قد يكون جاء بسبب تيمته المختلفة التي يتم الكشف فيها عن شخصية "الرجل العنكبوت" الحقيقية "بيتر باركر"، ويرى الجمهور كيف يتعايش مع هذا الأمر، وأيضاً بسبب تميّز تناول الأحداث.

ويشارك في بطولة العمل كل من زندايا وبنديكت كومبرباتش ومن إخراج جون واتس (40 سنة)، وحقق الفيلم الذي بدأ عرضه في الولايات المتحدة في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خلال ثلاثة أيام من عرضه تقريباً 587 مليون دولار في غالبية أنحاء العالم ومن دون عرضه في الصين التي تُعتبر بدورها أكبر سوق للعروض.

"مارفل" تسيطر على عالم السينما

وتُعدّ تلك الإيرادات القياسية هي ثالث أكبر افتتاحية في تاريخ السينما، واللافت أن المركزين الأول والثاني محجوزان أيضاً لفيلمين من "عالم مارفل" في سلسلة "المنتقمون"، كما حظي "سبايدر مان ــ لا سبيل للعودة" بتقييمات عالية وصلت إلى 9.5 على أشهر مواقع تقييم الأفلام، إضافة إلى الإشادات النقدية المتوالية، إذ ضرب بكل التوقعات عرض الحائط وبالنظريات التي تطالب المنتجين والموزعين بعرض أفلامهم عبر المنصات الإلكترونية، خوفاً من تحقيقها خسائر في صالات السينما بسبب وباء فيروس كورونا. ومثّل الفيلم انتعاشة حقيقية وملموسة لعالم صناع الفن السابع، وتأكيداً على أن أفلام الأبطال الخارقين سوف تظل تحقق مفاجآت دوماً وشعبيتها لن تنضب.

أرقام قياسية متواصلة

ويمكن القول إن تعافي سوق السينما رسمياً، جاء على يد فيلم "سبايدر مان" الذي توزعه شركة "سوني"، في الوقت الذي دخلت دول عدة في إغلاقات جزئية وحظر تجول بسبب انتشار سلالة "أوميكرون" من فيروس كورونا. ومع إضافة عشرات الأسواق الجديدة التي سيعرض فيها الفيلم خلال أيام، من المتوقع أن يحقق أرقاماً قياسية أخرى، خصوصاً أنه الفيلم الأول منذ أزمة "كوفيد-19" الذي يتخطى في افتتاحيته الـ100 مليون دولار، كما أنه سادس فيلم فقط يتجاوز الـ500 مليون دولار في أسبوع عرضه الأول.

 

الـ The Independent  في

22.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004