ملفات خاصة

 
 
 

في مهرجان القاهرة...

الأفلام العربية لم تتخلّص من ميراث المسرح

سعد القرش

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

قبل أكثر من ربع قرن حاورتُ كلاً من يحيى الفخراني ومحمد صبحي. تجربة أولى وأخيرة محبطة، لاكتشافي أنهما لا يشاهدان سينما العالم من حولنا.

وفي مهرجانات السينما المصرية، والعربية أيضاً، قلماً يحرص نجم على مشاهدة فيلم ما لم يكن فيلمه، أو اضطر إلى مجاملة صديق. الاستثناءات النادرة جداً تؤكد قاعدة تنطبق أيضاً على مخرجين ومؤلفين. حسام الدين مصطفى نموذج للبارانويا، أخرج حوالي مئة فيلم، أولها كآخرها، نسخ غير مزيدة غير منقّحة. كيف تتطور الرؤية الفنية لسينمائي حرمه الله نعمة القلق؟ الجيل الجديد من المخرجين أحرص على المتابعة، لكن حظوظهم قليلة، يقضي بعضهم عشر سنين أحياناً حتى يتمكن من إنجاز فيلم.

مهرجان القاهرة السينمائي لحق بمهرجان الجونة. ممثل صغير اسمه علي ربيع سار على خطى أحمد السقا. الإنسان عدو ما يجهل، والفنان أكثر عداء. الجاهل الطبيعي يصمت خشية أن يفضحه جهله، والجاهل الفنان يباهي محتمياً بنجوميته.

الإنسان عدو ما يجهل، والفنان أكثر عداء. الجاهل الطبيعي يصمت خشية أن يفضحه جهله، والجاهل الفنان يباهي محتمياً بنجوميته

في تشرين الاول/أكتوبر 2021 حمل السقا درع تكريمه في افتتاح مهرجان الجونة، وأفتى بأن السينما المصرية منذ عام 1967 "خُلقها ضيق"، ماتت ثم أحياها فيلم "إسماعيلية رايح جاي" المتواضع فنياً وإنتاجياً، عام 1997. لم يصف الفيلم بالتواضع، كما لا يعترف عادل إمام بتواضع أعماله، وكان يزهو بأنه "نمبر وان"، وفي أفلامه تعمّد السخرية من المثقفين مقتديا بأنور السادات. وها هو "مهرجان" القاهرة يسخر من "أفلام المهرجانات".

ففي 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 اُفتتحت الدورة الثالثة والأربعون للمهرجان بفقرة اجتمع فيها لعلي ربيع ثقل الظل والسماجة. لا لوم عليه؛ فهذا حظه من الموهبة. لكنه أضاف أمراً آخر لا أظنه ارتجالاً، لعله لُقِّن نصّاً وخضع لتجربة أداء قبل الافتتاح. سخر الممثل من الأفلام الفنية التي تتجاوز السطح، ولا تسعى وراء تدليل المشاهد وإضحاكه وتخديره.

أفلام المهرجانات ثروة فنية وقيمة باقية تتجاوز عصرها وثقافتها وتخاطب وعي الإنسان، ولا تنفد طاقتها وقدرتها على الإلهام، ومن أجلها تقام المهرجانات. بفقرة علي ربيع سجل مهرجان القاهرة مفارقة غير مسبوقة في الاستخفاف بمسوّغ بقائه. ليته ينظم ورش متخصصة لمحو الأمية السينمائية لممثلين لا يشاهدون الأفلام.

بالاتفاق مع إدارة المهرجان ارتكب الممثل علي ربيع خطأ آخر، عطلني عما أريد الآن كتابته، فطالت المقدمة حتى أوشك رأس المقال أن ينفصل عن جسده. في هذه الدورة (26 تشرين الثاني/نوفمبر ـ 5 كانون الأول/ديسمبر 2021) شاهدت أفلاماً عربية دالة على طمأنينة زائفة، ورضا بموقع العاجز على المنافسة، لدى أغلب صناع السينما العرب.

ولا يتعلق كلامي بما يمكن وصفه بحجة للبليد، مثل التعلل بفقر الإمكانات الفنية وإكراهات جهات الإنتاج، وإنما أقصد بديهية تخص فن الأداء. أفلامنا تشبه الأصل في الصراخ، ونفور عروق الرقبة، وصلصلة السيوف في غير معركة. لم يتعلم السينمائيون، ممن لا يقرأون، من ملاحظات حول كلاسيكيات مصرية في مهرجانات دولية.

عرفت كمال الشيح، وقابلته في بيته بعمارة الإيموبيليا، وأنا طالب بجامعة القاهرة. كان يتسم بأخلاق النبلاء، ذا صوت خفيض، وهذا واضح في أفلامه التي يتمتع أبطالها بالاقتصاد في إظهار الانفعال. لنستشهد بفيلم "الليلة الأخيرة" عام 1963. امرأة تفيق فتفاجأ بأنها امرأة أكبر من عمرها بخمسة عشر عاماً، ومتزوجة من زوج أختها، ولها بنت في سن الزواج. وتدور الأحداث حول بحث المرأة عن ماضيها وحياتها السابقة ومعارفها، للتوصل إلى هويتها، بما في ذلك اسمها الذي استبدل به اسم أختها المتوفاة. تحكم المخرج في منسوب الغضب في أداء فاتن حمامة، حتى قال له منتج في العرض الأول للفيلم: "أبطالك يحتاجون لدفعة انفعالية".

في مهرجان القاهرة أفلام لها قضية، صناعها مهمومون بقضايا المرأة والطفولة. حسن النية لا يشفع لأعمال يبلغ فيها الأداء حدّ الصخب

في مقابل اعتياد الأداء الميلودامي، وفاء لتاريخ السينما المصرية، كان الاستقبال الأوروبي مختلفاً حين عرض الفيلم في مهرجان كان، عام 1964. روى المخرج للناقد كمال رمزي أن النقاد الفرنسيين أخذوا على الفيلم "الانفعال الزائد عند الممثلين، وهنا أدركت الفارق في الذوق، والثقافة، بيننا وبينهم. الفن كما أراه هو ضبط الانفعال لا إطلاقه، وفي معظم أفلامي، لن تجد رجلا يعصف به الغضب، ولكن من الممكن أن يتمكن منه الغضب. ولن تجد امرأة تلطم الخدود وتجأر بالصراخ، لكن من الممكن أن تكون حزينة". وبعد أكثر من نصف القرن على فيلم "الليلة الأخيرة"، تراوح أفلام عربية مكانها، وتنتهج الأداء المسرحي قبل اختراع الميكروفون.

في مهرجان القاهرة أفلام لها قضية، صناعها مهمومون بقضايا المرأة والطفولة. حسن النية لا يشفع لأعمال يبلغ فيها الأداء حدّ الصخب. الفيلم الأردني "بنات عبد الرحمن" تأليف وإخراج زيد أبو حمدان يشارك في المسابقة الدولية، وتقوم ببطولته أربع ممثلات محترفات. استسهال الأداء الزاعق يؤخذ على المخرج، مايسترو الفيلم. كانت مباراة في تقاسم الغضب، والتعبير عنه بالصوت العالي، كلهن تقريباً: صبا مبارك، وحنان حلو، وفرح بسيسو، أما مريم باشا فأصغرهن سنا وأكثرهن كبحا لمظاهر الغضب، ربما لأن الشخصية التي تؤديها أكثر ثقة واتساقاً مع الذات. ليست صبا، هنا، بطلة "بنتين من مصر"، ولا فرح صاحبة الأدوار المهمة منذ شاهدتُ "الزير سالم".

وفي مسابقة آفاق السينما العربية يشارك الفيلم التونسي "قدحة" إخراج أنيس الأسود، وسيناريو شامة بن شعبان.

تجربة مهمة في الاقتراب من عالم الطفولة، بعيداً عن التناول التقليدي لأوهام البراءة. تنتهي البراءة بصدمة التجربة، والتجربة هنا غياب الأب، والإنضاج المبكر للطفل. تجربة ناجحة في التعامل مع طفل (ياسين ترمسي) الذي يحمل الفيلم اسمه "قدحة"، وربما يمثل للمرة الأولى هو والطفل أحمد زكريا شيبوب، وأمامهما جمال العروي وشامة بن شعبان، وأمّ "قدحة" صالحة نصراوي وقد فاجأتنا، في نهاية الفيلم، بمرافعة غاضبة تشبه محاكمة زينب (فرح بسيسو في"بنات عبد الرحمن") لجيرانها الذين لا يخلو أي منهم من خطيئة، لكنهم يستبيحون قذف الأبرياء.

في مسابقة آفاق السينما العربية فيلم عراقي عنوانه "كِلشي ماكو"، إخراج ميسون الباجه جي وسيناريو إرادة الجبوري. أعتبر نفسي متابعاً لمعظم الأفلام العراقية من الغزو الأمريكي عام 2003. بعض الأعمال مال إلى البكائيات، والبعض إلى الانتقام الرمزي من نظام وشخص ومرحلة، وهناك من استسهل الضرب في الميت وتغاضى عن السياق. فيلم "كلشي ماكو"، الذي تدور وقائعه في ذروة العنف الطائفي، لا يتوسل بإلقاء اللوم على الغزو الأمريكي. لا نرى الجنود ولا الآليات؛ فالغزو وباء يقتل بالعدوى، والعدوى أفكار طائفية لا يبالي فيها القاتل بالضحية، وتصرخ إحداهن: "أنا سنيّة وزوجي شيعي". فيلم يراهن على الحياة، وعشاق الحياة لا يصرخون. كانوا يغنون.

أراجع قائمة أهم مئة فيلم مصري فأجد الكثير منها عن أعمال أدبية. ليت المخرجين يتواضعون، ويراجعون الروايات والأفلام. ربما أسهم في خروج "كلشي ماكو" بهذه الروح أن كاتبته إرادة الجبوري قادمة من مجال الأدب، ولغة السرد فوق الحياة قليلاً، ويفسدها الصخب والمباشرة.

وإذا كنت قد بدأت بفيلم "الليلة الأخيرة"، فأغلق القوس بفيلم "بيت الأرواح" عن رواية إيزابيل الليندي. الزوج الهارب الطبقي، في نوبة انفعال، يصفع زوجته. (أحمق من يؤذي ميريل ستريب). ينفجر غضبها إلى حدوده القصوى، فلا تصرخ، وتقرر ألا تكلمه مدى الحياة. تهجره، وحين يزورها، بصحبة خطيب لابنته، تهمس إلى الخادمة: "قولي لزوجي أن يخرج هو وصاحبه". هكذا بهدوء

 

موقع "رصيف 22" في

05.12.2021

 
 
 
 
 

منال عيسى بطلة «دفاتر مايا» بمهرجان القاهرة االسينمائي

د. أمــل الجمل

منذ شريطها السينمائي الأول صارت نجمة ساطعة، امتدت نجوميتها للسينما الفرنسية، ومنها إلي الألمانية، والآن تعمل على فيلم من إنتاج نتفليكس عن السبَّاحة السورية سارة مارديني.. إنها الفنانة اللبنانية الشابة منال عيسى التي يعرض لها فيلم «دفاتر مايا» - بتوقيع الثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريح - بمسابقة آفاق السينما عربية بمهرجان القاهرة السينمائي الثالث والأربعين، فكان لأخبار الأدب معها هذا الحوار: 

·       دخلت عالم التمثيل السينمائي بالصدفة.. أخبرينا عندما عرضت عليك دانيال التمثيل بفيلمها.. ما الذي أغواك بالقيام بالدور؟

منال: وصلني رسالة على الفيسبوك، لم أكن أعرف إن كان حقيقي أم كذب، ولا سبام، رديت عليهم بالرفض، وبأنه ليس لدي اهتمام. حاولوا مجدداً. ثالث مرة قلت احتمال يكون هذا الشيء جدي، فلما ذهبت والتقيت بمخرج الكاستنج، وطلبوا مني استراحة فرديت: «بأنه لأ، وسوري، وأنتم اللي طلبتوني..» ولم أتوقع أن يطلبوني مرة ثانية بعد هذا اللقاء. في اللقاء الثاني التقيت بدانيال لنشرب قهوة، من تلك اللحظة أغرمت بشخصيتها. إنسانة رائعة، كنت شاهدت لها «معارك حب»، أحببت الفيلم، فبدأت تحكي معي قصة السيناريو، أثناء حكيها كنت أقاطعها بين وآخر وأقول لها: «وأنا كمان صار معي مثل هذا شوي، وأنا أيضاً بأتصرف هيك..» فبدأت أشعر بأشياء مشتركة بيننا، ثم أعطتني الإسكريبت لقراءته. كان مكتوباً بطريقة جيدة جداً، أحببته. عرفتني على الممثلين، حضرت معها أفلام، كان الكاست جميل جدا، وهذا خلق جواً رائعاً في التصوير، لكن أيضاً كنت متوترة لأنها كانت أول تجربة تمثيل، كان التوتر هذا يُضايقني، مما جعلني أشعر أنه من الأفضل أن أبقى وحدي، بعيداً عن هذا التوتر. 

·       كيف تعاملت مع الدور، خصوصا أن البطلة كانت أيضاً مهاجرة من لبنان إلي فرنسا؟ هل كان ثمة تشابه بينكما؟ 

منال: يمكن تجربتي اختلفت الآن، لأني مثلت عدد من الأفلام، فبدون وعي صرت أعرف أن كل إنسان بداخله كل شيء وكل أنواع الشخصيات والسلوك. في «الباريسية» كنت أتخيل حالي بباريس وأنا ليس معي هاتف أو أي شيء، لا أمتلك شيء له علاقة بالتكنولوجيا، أتعرف على ناس، عندما لا يكون معي فلوس أعرف كيف أتصرف. هذا عن التشابه بيني وبين شخصية لينا، لكننا أيضاً مختلفتين. أنا مثل لينا تركت لبنان ٢٠٠٦ مع أهلي بعد الحرب إلي فرنسا، لكن نظرتنا للأشياء ليست واحدة، لم أعش كثير من الأشياء التي عاشتها لينا. أهمية فيلم دانيال أنه لا يحكي فقط عن لبنان، لكن أيضاً عن قصة بنت «مقطوعة» أو وحيدة، تحاول أن تأخذ الطاقة من الناس في محيطها. لذلك أدركت لماذا أحب الناس الفيلم وتجاوبوا معه.

·       كنت تدرسين الهندسة بفرنسا عندما تم ترشيحك لفيلم «الباريسية».. فهل أعدت التفكير بضرورة دراسة أشكال من الأدب أو الفنون؟

منال تضحك بطفولة: درست الهندسة وأحب ألعاب الفيديو جيم، والتكنولوجيا.. لكن عموما بعد أن بدأت التمثيل لم أفكر أبدا في دراسة التمثيل، أخاف من هذه الفكرة، لا أحب أن أذهب لمكان ليدربني كيف أتصرف أمام الآخرين ثم يصير هناك منافسة على هذا الموضوع. لا. أنا أيضاً محظوظة لأني أتعلم من شغلي كثيراً، ومن الفريق معي. أنا بصراحة أحب فن الحياة. لو حبيت أعبر عن شيء أستحضره من داخلي، أتذكر كيف أعيش الأشياء وأحسها، وقتها أقدر على أن أمثل، لا أعرف هل سأستطيع التمثيل على خشبة المسرح أمام العالم  وأحفظ نص كبير طويل أم لا؟ ربما ذات مرة أفكر في هذا، لكن المهم الآن أنني أعمل سينما. أنا هكذا أشتغل من الحياة، لا أكذب، ولا أعرف الكذب، وإذا كذبت بيبان علىَّ، فأنا بأشتغل على الحقيقة ومن الحياة ١٠٠٪، ومن  الأرض.  

·       كيف اشتغلت على نفسك لتحققي رؤية المخرجة؟ هل كان هناك جلسات قراءة مع المخرجة؟

منال: لا أتذكر أنني أشتغلت على نفسي، لم يكن عندي وقت، كنت أتنقل بين إمتحانات الجامعة، والتصوير مع دانيال، ومشاهدة فيلم أو لقاء مع الممثلين. أكثر شيء تعلمته مع دانيال وأحب أكرره مع نفسي، أن دانيال كانت تجعلني أقرأ السطور أمام الممثل في الكاستنج، كنا نحكي كثيراً ونخرج لنشرب القهوة، لم نعمل بروفات كثيرة، لكن تعملنا أن نكون قريبين جداً من بعض ونعرف بعض جيداً، وصارت دانيال حبيبة قلبي ورفيقتي. تعلمت أيضاً أنني لست وحدي في المشهد، كان معي إضاءة ومسافة وكاميرا وصوت، ما تعلمته واستوعبته هو كيف تعمل هذه العناصر مع بعض، كيف أرى الكاميرا وأقف صح، ويكون وجهي في الضوء. كنا لما نصور المشهد فتقول دانيال: جميل، أو ناقص شيء، أو تعالى نجرب نعمله بطريقة آخرى. دانيال تحب أن تعمل أشياء كثيرة، فلو صورت مشهد عصبي جدا، كانت تقول: تعالي نجرب نعمل نسخة أروق، أو أقل عصبية، ليكون لديها اختيارات للمونتاج.

·       في عام واحد قدمت عملين لبنانيين «دفاتر مايا» و«البحر أمامكم»،. والأثنين عرضا باثنين من أعرق المهرجانات الدولية - كان وبرلين - فأيهما كان أقرب لروحك أكثر، أيهما أخذ منك طاقة للتفكير للخروج به بشكل أفضل؟

منال: «البحر أمامكم» مختلف عن «دفاتر مايا» البطلة في الأخير تحاول أن تتواصل مع والدتها، بالصور والتسجيلات التي تمت بالثمانينات، بينما فيلم إيلي يحكي عن الواقع، فأحدهما دور يحكي عن الماضي، والثاني يحكي عن الحاضر. جوانا وخليل أحبهم، وإيلي أيضاً أحبه، الفيلمين بهما كثير من الاختلافات. كنت مع جوانا وخليل نتحدث عن كيف أمثل صورة، كنت أحاول أن أمثل صور لشخص ما كان يعرفني كثيراً وأنا صغيرة، كان هذا الشخص يركب الصور على بعض مع إضافة للتسجيلات فيقدر يخلق أو يكون شخصيتي، فالصور تعبر، وفي النصف الثاني أصير أحكي ما حدث معي.. أما فيلم إيليا فهو عن حاضر، عن شيء يشبهني أكثر، كنت أشتغل على الضياع الذي نعيشه، كنت أتركني مع الأحاسيس الداخلية المخنوقة بهذا الشعور بالضياع، وإيليا صار صديق قريب جدا، وأشتغل معهم مليون مرة. كذلك جوانا وخليل دائما نتلاقي ونتحدث، وأنا لا أعمل مع أحد أختلف معه، مع جوانا وخليل كنت أشتغل بدون إسكريبت، لم يعطوني اسكريبت، لم أكن أعرف ما الذي صار قبل، وماذا سيحدث بعد. كانا فقط يطلبان مني أن أقوم بتنفيذ اللقطة بشكل معين فأفعل، وبعدين جزء كبير من الفيلم صور تراها ابنتي وتتعرف من خلالها علي شخصيتي، كنت أكبر وأتطور عمرياً من سن ١٣ لعمر ١٨ ، فكنا مع جوانا وخليل نتحدث عن السن الذي يُعبر عن اللقطة، وماذا أرتدي؟ وكيف أتصرف؟.. بينما فيلم إيلي كان عن فترة زمنية واحدة وشخص يشعر بالضياع، فشغل إيليا كان أكثر عن الشخصية، ونظرا لأنه ليس هناك تصوير فيلمي كرونولوجي للحياة، فكان لابد أن أحافظ على التطور  النفسي للشخصية، فيلم إيليا أصعب لأني لابد أن أظل بنفس الحالة وعلى نفس المستوى حيث الإصابة بالإكتئاب، لكن على عدة أشكال وتنويعات، من هنا كنت أشتعل على الإكتئاب.. لذلك فيلم إيليا يحتاج لشغل كثير جدا.. بينما فيلم جوانا وخليل كنت أفكر في ما هى الصورة التي تراها ابنتي، ماذا أحكي بهذه الدفاتر حتى أقدر أعمل لها تمثيل. 

·       الزوجان جوانا حاجي توما وخليل جريج مخرجا فيلم «دفاتر مايا» لهما تجارب مشتركة عديدة ناجحة، برأيك كيف يكون الوضع مع اثنين من المخرجين لفيلم واحد.. ؟ هل الأمر بالنسبة لك كممثلة يشكل صعوبة؟ أم أنه مماثل لوجود مخرج واحد للعمل؟

منال: أكيد غير متماثل، لكن حلو .. هناك جوانب كان يهتم بها خليل مثل الجوانب البصرية، بينما تهتم جوانا بجوانب القصة، في أوقات كنت أحكي مع أحدهما فقط، لأني أوقات أشعر إن خليل سيعطيني إجابة أكثر، وأحيانا أشعر أن جوانا ستجاوبني أكثر، أحيانا آخرى أجمعهما سوياً وأسألهما.. لم أحس باختلاف. الشغل معهما جميل جدا، هما ثنائي رائع والعمل معهما ممتع، فهل هناك أحلى من ذلك.. صعب إن الإنسان يجد شخصيات مثلهم ليعمل معهم. فالشغل مع الثلاثة كان تجربة بديعة لا تُنسى.  

·       بفيلم «البحر أمامكم».. آرى الدور فخ كبير لا يفلت منه إلا القليلون، لأن مساحة التعبير الداخلي - بدون كلمات - كبيرة.. الحوار قليل باستثناء المشاهد مع الحبيب حيث تنفك عقدة اللسان وتتحول للثرثرة والفضفضة.. أعود لنقطة الصمت - الفخ - وأسألك كيف تمكنت من الإفلات من هذا الفخ.. هل كنت تناقشين المخرج إيلي داغر في لحظات الصمت؟ أم أنه كتب في السيناريو شرح تفصيلي لطبيعة هذه المشاعر الغاضبة الحزينة المكتومة، كيف تم ذلك؟ أم أنه ترك لك مساحة من الارتجال؟

منال: «البحر أمامكم» أحلى فيلم صورته. إيلي داغر إنسان ذكي لدرجة مخيفة، والإسكريبت كان مكتوب بشكل مخيف وحلو بنفس الدرجة. الفيلم يحكي عن فتاة تشعر أنها فاشلة فترجع إلي لبنان حيث أهلها، ليس على بالها أن تحكي، فكان الطبيعي أن أتفادى الحكي، كنا نتناقش أنا وإيلي. كان عنده فيَّ ثقة مخيفة. لم نرتجل. منذ البداية كنت أعرف أنه لا مكان للارتجال. فيه عدة مشاهد طولنا مدتها لأبعد مما هو مكتوب مثل السهرات مع الحبيب، لكن الارتجال بالفيلم قليل جدا.

·       هل الأفلام التي مثلت فيها وتناولت إشكاليات لبنانية عبرت عن كل هواجسك تجاه لبنان؟ أم لازال لديك أفكار ترغبين في تجسيدها والتعبير عنها؟ سواء في لبنان أو الوطن العربي؟

منال: فيلم «دفاتر مايا» و«البحر أمامكم»، وفيلم «الباريسية»، كلهم حسيت فيهم بمشاكل لبنان، وفيه أكيد مليون خبرية وناس نحكي عنهم، وحالات نفسية وشباب وأمهات، ممكن يعملوا مليون فيلم.. أهم شيء أن يتواجد التمويل والدعم لهؤلاء الموهبين والعالم الصح، أن يتوفر إنتاج يساعد العالم الصح بأفلامها، فيكون المخرج مُحاط بناس تساعده علي تحقيق فيلمه. مثلاً؛ أنا بفيلمي الذي أكتبه أحكي عن الشباب في لبنان الذين بدون أهل، أو تُركوا ويعيشون بمفردهم، هذا الموضوع يشغلني كثيراً. هناك قضايا آخرى كثيرة.

 

أخبار الأدب المصرية في

05.12.2021

 
 
 
 
 

الرقابة.. والأمهات القاتلات السجينات في الأوديسا الأوكراني

د. أمــل الجمل

«وجود الأطفال في حياتنا يُحقق لنا السعادة.. عندما كنت في سن الرابعة والعشرين دخلت السجن، ولن أخرج منه قبل الثانية والثلاثين من عمري.. عندها سيكون الإنجاب صعباً، لذا قررت أن أنجب أثناء تمضية فترة العقوبة. لدي الآن ثلاثة أطفال.. نعم كان زوجي يزورني، ويدخل معي لمطبخ السجن، هكذا تم الحمل.. نعم كانت السجَّانات تعرفن بوجوده، هن مَنْ سمحن له بالتواجد. نعم لقد حصلن على بعض الأموال مقابل ذلك.»

هكذا تُجيب إحدى السجينات على إيرينا مأمورة السجن، المرأة الشابة غير المتزوجة، والتي تستجوب جميع بطلات الفيلم في لقطات سريعة عن أسباب العقوبة، وذلك ضمن أحداث الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنواناً بالإنجليزية «الأمهات 107 »، بينما عنوانه بالأوكرانية هو «الرقيب» سانتزوركا-Cenzorka - إنتاج ٢٠٢١، للمخرج بيتر كيريكس الذي حصدت أفلامه المتميزة نحو 17 جائزة من مهرجانات دولية عريقة منها؛ برلين، وكارلوفي فاري، وفينيسيا، ويُعرض أحدث أفلامه «الرقيب» ضمن المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثالث والأربعين الممتد من ٢٦ نوفمبر- ٥ ديسمبر.

الإفراج المشروط ودار الآيتام

ظاهرياً، وفي أبسط خطوطه، يحكي الفيلم عن 107 من النساء يعشن ويعملن في سجن أوكراني. قصص من الحياة الواقعية لسجينات أغلبهن قاتلات أزواجهن، أو قتلن عشيقات أزواجهن بسبب الغيرة أو الخيانة. يعشن سنوات السجن في إصلاحية أوديسا رقم 74 . إنها إحدى إصلاحيتين في السجون الأوكرانية حيث يمكن للنساء الحوامل أن يقضين فترة عقوبتهن مع أطفالهم، ليس طوال الوقت بالطبع، لكن يُسمح لهن بقضاء ساعتين أو ثلاث في اليوم. مع ذلك، تنص الأحكام القاسية على أنه مع بلوغ الطفل سن الثالثة، يتم إرساله إلى دار للأيتام وفصله للأبد عن والدته، حتى أنها لن تستطيع استعادته بعد الإفراج عنها. أما إذا كانت المرأة محظوظة - وحسنة السلوك - وأوشكت عقوبتها على الإنتهاء أو قاربت نصف المدة مع عيد ميلاد الطفل الثالث، يمكنها حينئذ أن تتقدم بطلب العفو والإفراج المشروط.

هناك ثلاثة خطوط متمازجة بالفيلم؛ الأول يخص السجينات وراء تلك القضبان، وحكاية بعضهن مع القتل وأسبابه، والفحص الطبي الدقيق لهن، إجتماعتهن مع بعضهن، ولقاءاتهن بأطفالهن حيث يقمن بإرضاعهن، أو اللعب معهم، والاحتفال بهم في أعياد الميلاد، أو تأملهم عند حلاقة الرأس عندما يقترب العمر من الثالثة.

يتنوع الروتين اليومي لحياتهن ما بين ساعات الإستيقاظ، وتناول الفطور وبدء العمل بدرجاته المختلفة، والمتنوعة بين فصول السنة بطقسها المختلف، فمرات يُزلن الثلج ويقمن بتنظيفه من فوق الأسقف والأرضيات في حوش السجن، ومرات ينظفن الأماكن من الأتربة، أو يقمن بغسيل الملابس ونشرها في الهواء الطلق، أو يقمن بتفصيل الملابس بمصنع الحياكة، أو بالمطبخ حيث تقشير البطاطا، أو التهام البطيخ في سعادة، أو يُمارسن التمارين الرياضية. بين كل نشاط وآخر والعودة لمكان النوم سيكون هناك تفتيش دقيق حساس إلزامي سواء مع السجينات أو الزوار، وذلك رغم تصريح السجينة عن الرشوة في مقدمة الفيلم لكننا نعايش صرامة التعليمات أمام الكاميرا. 

ليزا، دمرتها الغيرة

بالفيلم، سنتعرف على جوانب إنسانية أبعد من الجرائم التي كانت سبباً في دخولهن عالم السجن، مثلاً؛ ليزا، امرأة شابة قتلت زوجها بسبب الغيرة. كانت حامل. تضع مولودها أثناء الحبس. تسجل الكاميرا لحظات الولادة. إيرينا مأمورة السجن تُخبر ليزا عقب الولادة أنه سيتم عزلها لمدة أسبوعين، سيُؤخذ الطفل الرضيع منها، لن ترى أحدا باستثناء إدخال الطعام إليها، فتسألها ليزا بقلق: «ألن يُسمح لي بأن أُرضع ابني؟» ترد إيرينا في حزم: «قلت لك ستكونين في عزل لمدة أسبوعين، ألا تفهمين؟! بعد ذلك يمكنك إرضاعه، والعودة للحياة مع زميلاتك. لكن انتبهي؛ في سن الثالثة سيُؤخذ منك ابنك إلى دار أيتام، أمامك فرصة منذ الآن أن تعملي بجد، أن تحاولي إصلاح نفسك، ولا ترتكبي أخطاء، حتى تنالي فرصة العفو المشروط فيمكنك الخروج بصحبة ابنك. انتبهي، ستمر الأيام سريعاً. إن لم تعملي على ذلك منذ الآن سيخرج ابنك ليعيش في دار أيتام للأبد، أو ربما يمكنه أن يعيش مع أهلك. هل لديك أهل؟»

بعد صمت وتردد تجيبها ليزا: «نعم.. أمي، وأختي..»

بتأكيد على حروف الكلمات تقول إيرينا: «إذن لابد من التواصل معهم منذ الآن، لتضمني أن إحداهن ستقبل بأن يعيش ابنك معها.»

بعد الولادة، تنضم ليزا إلى صفوف الأمهات المسجونات اللائي يقضين ساعات قليلة من اليوم مع فلذات أكبادهن. نعيش معهن لحظة انتظار الأطفال الرضع بلهفة، لحظة الدخول الجماعي المصحوب بصراخ الأطفال، ثم اختطاف كل أم لرضيعها من فوق المنضدة. نعيش معهن لحظات التواصل مع ذويهم عبر الهواتف في غرفة جماعية واسعة تجلس فيها المأمورة تراقب ما يحدث وما يُقال. مثلما نراها تتنصت على المكالمات بين السجينات والزوار، تقرأ الخطابات المرسلة منهم وإليهم.

إيرينا مأمورة السجن.. رقيب أم سجين؟  

من هنا، يتضح الخط الثاني بالفيلم والذي يخص مديرة السجن، في علاقتها بالسجينات، وعلاقتها بأمها، وحياتها الشخصية الباردة الخالية من الحب، ومن الأولاد، إذ لم تتزوج، بينما تواصل الأم الإلحاح عليها بضرورة الإرتباط.

من هنا أيضاً، يأتي عنوان الفيلم بلغته الأصلية «الرقيب» والمنتج برؤس أموال سلوفاكية أوكرانية تشيكية، لقد امتصت حياة السجن شخصية إيرينا بالكامل، حتى أنها في لحظات الراحة في بيتها، وأثناء التهام قطع الطعام تُواصل قراءة الخطابات. لقد تحولت  مأمورة السجن والرقيب إيرينا إلى سجين آخر. لذلك ندرك مغزى الزيارة المفاجئة التي قامت بها والدتها، زيارة محملة بالخيرات والمأكولات الشهية التي تُحبها ابنتها، لكنها تكشف عن الجانب الخفي في شخصية الابنة المأمورة، وسنكتشف من بعض اللقطات أن الأم بدورها تمارس دور الرقيب على ابنتها قبل أن تقول لها: «أنا قلقة عليك.. يجب أن تفكري في وتُريحي بالي، كل زميلاتك قد تزوجن، وأنجبن وكوَّن أسراً، إلا أنت، الوحيدة التي لم تكون أسرة، أنت اخترت البقاء هنا، أشعر أنك أصبحت مثل الرجل، أشعر بهذا وبالخوف وأنا أتعامل معك.»   

ظاهرياً، لا تستجيب إيرينا لمطالب والدتها، إذ تُعاملها بحزم يتفق وشخصيتها كمأمورة، وتواصل مهام عملها، لكن قراءة النص التحتي لتصرفاتها تكشف بوضوح اشتياقها لتكوين أسرة، مثلما تُؤكد افتقادها للحب، وللأطفال، نظراتها للأطفال تُؤكد ذلك، خصوصا في تعاملها مع ابن ليزا، والقرب الدائم منه، حتى أنها تتركه أحياناً معها بالمكتب تدربه على بعض الأشياء الصغيرة.

العالم الخارجي ورسالة الغفران

الخط الثالث بالفيلم يتمثل في احضار العالم الخارجي إليهن داخل جدران السجن، وذلك عبر خطابات الأزواج حيث ترسم الكلمات تجسيداً قوياً لحالة الخارج، أو من خلال الزيارات، أو من خلال الحفلات التي تحضرها المأمورة والعاملات معها في السجن. فمثلاً نسمع صوت أحد الأزواج يقول في خطابه: «أشعر بأن الشتاء لن ينتهي أبداً، لكن حينما أتذكر أنك هناك، وأتذكر أين أنت، وأين أنا أكف عن هذا التفكير.. الآن، أرى قطع الثلج تتساقط من خلف زجاج نافذتي، لا أستطيع النوم وأنا أفكر فيك بين هذه الجدران الباردة بينما أنا أنعم بالدفء.»  

هذا الشعور بالذنب، بالخطاب السابق، قد يُعبر أيضاً عن شعور إيرينا مأمورة السجن التي نراها - أثناء الاستماع لكلمات الخطاب - تنظر من الشباك والثلج المتساقط، وكأنها تفكر في سجيناتها، أو كأنها تفكر في حياتها الجافة. مرات آخرى نراها تقرأ الخطابات أثناء التهام الطعام كأنها تحاول أن تنسي، أو أن تسرق نفسها من وحدتها، تحاول الترويح عن نفسها بقراءة تلك الخطابات والأكل.

لاحقاً يؤكد الفيلم أن تصرف إيرينا لا يقتصر على تمضية الوقت أو الحفاظ على وظيفتها، أو رغبة في ممارسة دور الرقيب، وفقط، فقد تجاوبت إنسانياً مع السجينات، من ثَمَ تُحاول مساعدتهن بصدق، كأنها تُعيد تأهيلهن للحياة، إذ تقدم لهن دروساً يتعلمن فيها أشياءاً قد تفيدهن في إصلاح مسيرتهن، منها مثلاً درساً عن رحلة الخلاص النفسي، بكتابة كل امرأة منهم لخطاب سيكون مُوجهاً للضحية. هنا، تتساءل إحداهن بسخرية: «للضحية؟ للقتيل أو القتيلة؟ كيف؟ هل سنرسل قطة من الورق إلي القبر؟» فتقول إيرينا بيقين: «الأرواح لا تموت.. ستشعر الأرواح بكن، وربما تصفح عنكن، ربما أيضاً تكتبن الخطاب لأحد من أهل الضحية، تطلبن المغفرة، تعترفن بالخطأ وبأنكن تتحملن العواقب.»

بعد مرور ثلاث سنوات.. كيف الحال؟ 

تختلف شخصيات السجينات، بعضهن لن تستسلم للسجن، فتحاول أن تستفيد من العفو المشروط، وتنجح، لكن ليزا لن تفعل، لا نشعر أنها تكافح من أجل التكيف مع حياتها الجديدة في السجن، إنها مستسلمة تماماً، شاردة أغلب الوقت، كأنها في عالم آخر، اللقطات البصرية لهذه المرأة الشابة - المحكوم عليها بسبع سنوات لقتل زوجها بسبب الغيرة - تقول أنها كالضائعة، تائهة، كأنها تستعيد الحدث في خيالها، نراها في مرات نادرة تجلس بصحبة إحدى زميلاتها التي تهمس بخواطرها عن الندم، وماذا ستفعل إن عاد بها الزمن، إحداهن تعترف بعدم الندم، لكنها في ذات الوقت تقول أن هذاالاعتراف ليس للمحكمة، إنما أمر يخصها.

يتوقف تصوير الفيلم، ثم يعود المخرج بعد ثلاث سنوات، لنرى التطور على الشخصيات، على الأخص ليزا وابنها في مواجهة نصائح إيرينا مأمورة السجن، فقبيل موعد عيد الميلاد الثالث لابنها تتقدم ليزا بالتماس بالعفو المشروط، لكن طلبها يُرفض، بعدها تحاول إقناع الأم والآخت، كلاً علي حدى، بأن يعيش ابنها معهم، فترفض الأثنتين، بحجة أنه ليس لديهم مكان للطفل، ولا مقدرة مالية لإعالته.. تسأل ليزا والدتها: «هل ترفضين اصطحابه معك أم أنك لا تقدرين؟»، فتجيبها الأم: «أريده أن يعيش معي لكني لا أقدر.»

ذُروة الحبكة.. وانتقام امرأة

هنا، تنصحها إيرينا بتوجيه خطاب إلي والدة زوجها تطلب منها العفو والمغفرة لأنها قتلت ابنها، ترجوها أن تصفح عنها وتأخذ الطفل عندها مدة الأربع سنوات الآخري المتبقية في مدة العقوبة، تقول في كلماتها: «أكتب إليك.. لم أجرؤ أن أفعلها بنفسي، طلبوا مني ذلك، أنا هنا لست بخير ولا سيئة، الأيام تمر بطيئة رتيبة، بإيقاع مر، فجأة نكتشف أن الأسابيع قد مرت، بدون أن ندرك كيف مرت….»

المفاجأة أن الحماة تُرحب باقتراح ليزا، تقول: «لن نأخذ أياً من أشياءه القديمة. لقد رتبنا له كل شيء، سنشتري له أشياءاً جديداً، وفرنا له مكاناً للإقامة. لكن هناك شرط واحد وحيد: عليك أن تنسيه تماماً، فإذا أخذناه ليعيش معنا لن تريه أبداً.»

تسألها ليزا: كيف ذلك؟ إنه ابني، وسوف يسأل عني.. فماذا ستقولين له؟»

الحماة: «سيصبح ابني أنا.. واطمئني، أنا واثقة من أنه سوف ينساك للأبد.»

ترفض المرأة الشابة المساومة في حزم. تهبط يدها بسماعة الهاتف بينما لاتزال حماتها تجلس أمامها خلف اللوح الزجاجي بغرفة الزيارات، تنتقل الكاميرا إلى إيرينا التي تتابع نص الحوار بين المرأتين بحزن. تستسلم ليزا لفكرة إيداع ابنها داراً للآيتام، لكنه لن يكون وحيداً محروما من الرعاية الأسرية، لأن مأمورة السجن، إيرينا المرأة الأربعينية التي لم تتزوج، سنراها وهى تصطحبه في بعض الأيام في نزهة، يبدو خلالها الطفل سعيداً، وكأنها خلقت معه علاقة أمومة وارتباط قوي، وكأنها بوجوده في حياتها قد استعادت الجانب العاطفي المفقود في قلبها. 

 

الجزيرة الوثائقية في

05.12.2021

 
 
 
 
 

محمد ممدوح...

رحلة شيّقة مع «أبو صدّام»!

القاهرة وسام كنعان

لا يمكن تصنيف النجم المصري محمد ممدوح كغيره من زملائه نجوم «المحروسة» اللامعين، لأنّ الرجل ببساطة تمكّن من قلب المعادلة رأساً على عقب، عندما أرسى قواعد جديدة للنجومية، تتماهى بالمطلق مع اللغة العالمية والبلاد المتقدمة في صناعة الفن. لا مكان للشكل! أو على الأقل، ستصير نظرتك للرجل تَخلُص إلى وسامة مفرطة، بسبب غلبة أدائه، وسرّ الكاريزما الذي يتمتّع به، والحضور النوعي الثقيل!

هكذا، هو «تايسون» كما يلقّبه زملاؤه تيمنّاً بالملاكم العالمي الشهير. بنفس قصير، وصوت مبحوح ومجروح، وبنية جسدية ضخمة، وتقاسيم وجه حادة التناقض، متباينة بشكل صاخب، مرّة تعبّر عن الغضب، ومرّات تجيد صوغ التعبيرات المناسبة للطيبة... لا يمكن أن يمرّ ممدوح من دون أن يترك أثراً بليغاً. أو ربما هذا يحدث عند معجبيه الكثيرين دائماً. هكذا، صار الممثل المصري أخيراً واحداً من النجوم المكرّسين، الذين تفصّل لهم المشاريع لتكون على مقاسات نجوميتهم. بعد نجاحات متلاحقة في التلفزيون آخرها تقاسمها مع منى زكي في «لعبة نيوتن» (تأليف وإخراج تامر محسن)، ها هو الممثل الأسمر يحضر كنجم سينمائي انطلاقاً من بلاده المحترفة في صناعة الفن السابع. وهو الفن الحلم بالنسبة لأي ممثل. فقد عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة فيلمه «أبو صدّام» (نادين خان- مصر- روائي- عرض عالمي أول96 د- صنع سنة 2021 ــ مشارك في المسابقة الرسمية). الشريط الذي يلعب بطولته المطلقة ممدوح يحكي قصة أبو صدّام سائق الشحن، ذو الخبرة الذي يحصل على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي، بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات. يقرر أن ينجز مهمته على أكمل وجه كما يليق بسمعته، لكنه يتعرض لموقف صغير على الطريق فتخرج الأمور عن سيطرته، بعد أن تصرّ فتاة على مزاحمته على الطريق، فيثور غضبه بدون أن يتمكّن من لحاقها. ثم يصادفها في استراحة على الطريق ويبدأ بتوبيخها بشكل غير مباشر، ومن دون أن يوجّه كلامه لها، بعد أن يجرح لها سيارتها بمفتاحه، يخرج مزهّواً كأنه حقق انتصاراً كبيراً، لتأخذ الفتاة نفسها وتهرب. يكمل مشواره ويمرّ على فرح أقرباء زوجته، وثم يستغل عطل سيارة الراقصة الشعبية، فيطلب منها مرافقته، وتنشب بينهما مشكلة تجعلها تضربه وتهرب. بعد ذلك، يوقفه حاجز على الطريق لوقت طويل بسبب بلاغ على سيارته. يعرف بأن الفتاة التي تشاكل معها هي سبب ما يحصل له. كل رحلته سيقاسمه فيها صبي يافع، يريد تعلّم المصلحة، فيما يمكن عنونة هذه الرحلة بعراكاته مع زوجته على الهاتف. بين الفينة والأخرى، يجرّب اليافع سرقة أموال لصاحب السيارة، ومن ثم يتراجع في محلات عديدة خوفاً من أبو صدّام. القصة عادية جداً، تخلو من التصعيدات التشويقية المعتادة، والذروة الدرامية التقليدية عند صناعة السينما لكنّ الملفت فيها هي أن غالبيتها تدور في كبين الشاحنة، وتركّز على سائقها كأنها تصنع عنه بورتريهات حكائية متلاحقة يجيد في سبك أداء مناسب لها، بلوازم لفظية مثل «أنا أبو صدّام ملك الطريق» ولوازم حركية كتفقدّه شعره بشكل دائم، وتسير على خط أفقي مع ذلك ليونة واضحة في التقلّب المزاجي الحاد للشخصية، وتبدلّها بين العنف والطيبة، أو بين البساطة والعند الشديد! تبرع المخرجة في خلق كوادر ساحرة. كأنها تربّت على الطريق، وشغفت بإضاءة السيارات الشاحنة التي تقطف حصّتها من إسفلت الشارع، وتبرع في صوغ لغة شوارعية بليغة وحكيمة تترك جملها بإحكام على خلفية تلك السيارات مثل: «لو كانوا أحبابك ورق، إيّاك أن تكون الريح» أو «إذا خانك أحد فاشتر له كلباً كيّ يعلّمه الوفاء» أو حتى الجمل الكوميدية «حماك الله من الميكانيكي» و«شيل عيونك عنّي تركني اعرف سوق». المهنة هذه ورمزيتها، والدلالات المفتوحة للشارع ورحلة السائق ربما تكون أحياناً مادة خصبة لفيلم سينمائي. لعّلنا نتذكر هنا أنه في حوارات سابقة لممثلين سورين مثل الراحل نضال سيجري والنجم فادي صبيح قالا صراحة بأنهما لو لم يكونا ممثلين لكانا سائقي شاحنة على طريق سفر طويل!

 

الأخبار اللبنانية في

05.12.2021

 
 
 
 
 

لغم اسمه الترجمة للعربية!

طارق الشناوي

فى الفيلم التونسى الجرىء (أطياف) لمهدى هميلى أضاف للنسخة المعروضة فى مهرجان القاهرة السينمائى الناطقة بالعربية، كتابة الحوار على الشاشة بجوار الإنجليزية أيضًا بالعربية، التى توصف بـ(البيضاء) المحايدة، أى أنها تبتعد عن الكلمات المغرقة فى محليتها، حتى يتفهمها الجميع، وهى أقرب للغة الصحافة، تقع مفرداتها بين العامية والفصحى. إنها أحد الألغام التى كثيرًا ما أثارت حساسية مفرطة لعدد من مخرجى تونس والجزائر والمغرب. فى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم بقسم (آفاق) هنأت المخرج وهو أيضًا كاتب السيناريو والمنتج، على الجرأة سواء فى طرح القضية التى يتناولها وهى تحمل إدانة وصرخة ضد المجتمع الذكورى، كما هنأته بإقدامه على تلك الخطوة، رغم أن البعض يحيطها بحساسية مفرطة.

تذكرت ما حدث فى مهرجان (أبوظبى) السينمائى قبل نحو 14 عامًا، عندما ٍسأل أحد الزملاء المخرج التونسى الكبير نورى بوزيد: لماذا لا يتم كتابة الحوار بالعربية على الشاشة؟ ما كاد السؤال ينتهى حتى اندلعت نيران الغضب، وتبدلت ملامح نورى الهادئة الوديعة والمبتسمة دومًا ليتوجه بعنف إلى قطاع من الجمهور عبر عن عدم قدرته على فهم كل مفردات اللهجة التونسية.

قدم «نورى» فى فيلمه «مانموتش» بمعنى نرفض الموت مرثية ينضح بها الشريط السينمائى بكل الهواجس من هؤلاء المتطرفين دينيًا الذين اعتقدوا أن الثورة اندلعت لينقضوا على الكرسى ويحكموا البلد ويتوجهوا مباشرة إلى الخطة رقم واحد وهى فرض الحجاب على النساء، كأن هذه هى (أم المشاكل) وبمجرد تغطية الرؤوس سوف تنتعش الحياة، الفيلم من أعمق وأبسط فى نفس الوقت أفلام نورى، إلا أنه لم يتعامل ببساطة مع السؤال المتعلق بكتابة تعليق بالعربية على الشاشة.

يتكرر فى العديد من اللقاءات والتظاهرات هذا السؤال أو بتعبير أدق تلك الرغبة، خاصة أن العديد من المهرجانات الكبرى تكتب الحوار الإنجليزى على الشاشة، برغم أن الأفلام ناطقة بالإنجليزية سواء كانت أمريكية أو بريطانية أو غيرها من الدول التى تتحدث الإنجليزية، وذلك خوفًا من أن تفلت كلمة أو تعبير؛ فلتعدد اللهجات يكتبون الحوار على الشاشة، لمن يجد صعوبة فى استيعابه مسموعًا، بينما فى عالمنا العربى تظل تلك نقطة ملتهبة.

الاقتراب من هذه القضية أشبه بتفجير لغم مدفون تحت الأرض، وقابل للاشتعال فى كل لحظة. ما حدث فى مهرجان «أبوظبى» فى تلك الدورة أراه غير مسموح به فى المهرجانات العربية الأخرى. وكان هذا أحد محاور النقاش مع عدد من المخرجين والنقاد المغاربة ولم تهدأ موجات الغضب التى تعلن عن نفسها، وتحمل أيضًا إحساسًا بأن عرب المشرق يتعالون على لهجة أهل المغرب، ولا يبذلون جهدًا فى كشف مفرداتها.

الكل يُجمع على أن أفضل علاقة تقيمها مع العمل الفنى هى تلك التى تصلك مباشرة من خلال الشاشة، بينما الترجمة بالتأكيد تخصم الكثير من روح الفيلم، المفردات المحلية والمغرقة فى دلالاتها الحياتية، تفقد الكثير من بكارتها اللغوية، إذا حاولنا أن نعثر على مرادف عربى مماثل لها، إلا أننا فى النهاية أمام اختيارين أحلاهما مُر.

فى أكتوبر 1991 شاركت مع المخرج الكبير صلاح أبوسيف وكل من نادية لطفى وصفية العمرى فى مهرجان (تطوان) بالمملكة المغربية، وبمجرد أن قدم أبوسيف هذا الاقتراح هوجم بضراوة، ومع مرور 30 عامًا أعتقد أن الأمر صار من الممكن التعامل معه بمرونة أكثر وحساسية أقل، وهو يستحق ندوة موسعة بمهرجان القاهرة القادم!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

05.12.2021

 
 
 
 
 

التفاصيل الكاملة عن مشروعات الأفلام الفائزة بجوائز النسخة الثامنة لـ «ملتقى القاهرة السينمائي»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أعلن ملتقى القاهرة السينمائي عن مشروعات الأفلام الفائزة بجوائز نسخته الثامنة التي وصلت قيمتها إلى 300 ألف دولار، هي الأضخم منذ تأسيس الملتقى، وتنافس عليها 15 مشروعاً روائياً ووثائقياً طويلاً في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، ضمن الفعاليات التي أقيمت في إطار أيام القاهرة لصناعة السينما، بالشراكة مع مركز السينما العربية، ضمن الدورة الـ 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وجاءت جوائز ملتقى القاهرة السينمائي بالترتيب الأبجدي كالتالي:

 10 آلاف دولار لمشروع” علم” للمخرج فراس خوري.

5 آلاف دولار منحة توزيع في السويد، وحملة ترويجية لمشروع فيلم صيف في بجّعد للمخرج عمر مولدويرة.

10 آلاف دولار لمشروع فيلم الطلقة ما بتكتل بكتل سكات الزول للمخرجة نشأت هند المؤدّب.

10 آلاف دولار لمشروع فيلم نزوح للمخرجة سؤدد كعدان.

15 ألف دولار لمشروع فيلم السيدات الفاضلات للمخرجة فريدة زهران.

 10 آلاف دولار لمشروع فيلم الحياة بعد سهام للمخرج نمير عبد المسيح

5000 دولار وخدمات الإشراف على سيناريو مشروع فيلم السيدات الفاضلات للمخرجة فريدة زهران

5 آلاف دولار واشتراك مجاني في التطبيق لمشروع فيلم محسن العراق للمخرجة عشتار ياسين

دعوة للمشاركة في ورشة روتردام لاب لمشروع غربان المدينة للمخرج أدهم الشريف والمنتج محمد العمدة.

 10 آلاف دولار لمشروع فيلم فوق التل للمخرج بلحسن حندوس.

10 آلاف دولار لمشروع باي باي طبريا للمخرجة لينا سويلم

 10 آلاف دولار لمشروع عائشة للمخرج مهدي البرصاوي.

 10 آلاف دولار لمشروع فيلم غربان المدينة للمخرج أدهم الشريف.

خدمات استشارية لسيناريو غربان المدينة للمخرج أدهم الشريف ومشروع نور للمخرجة سارة الشاذلي

 منحة توزيع في العالم العربي، قدرها 50 ألف دولار لمشروع فيلم الحياة بعد سهام للمخرج نمير عبد المسيح

IEFTA: المشاركة في برنامج  IEFTA التوجيهي الذي يدعم المشروع من مرحلة التطوير حتى التوزيع.

ذهبت إلى الوثائقي “حلم أمريكي” للمخرج أمير الشناوي

5000 دولار لمشروع فيلم عائشة للمخرج مهدي البرصاوي.

10 آلاف دولار لمشروع فيلم بلاد آرام للمخرجة تمارا ستيبانيان.

5000 دولار وتصحيح ألوان وخدمات في المونتاج لمشروع أنا وسواقي للمخرجة عهد كامل.

50 ألف دولار مقابل حقوق عرض فيلم غربان المدينة للمخرج أدهم الشريف.   

شريط DCP لمشروع نور للمخرجة سارة الشاذلي، وتصحيح ألوان لمشروع سواقي وأنا للمخرجة عهد كامل، وخدمات فيديو دعائية تتمثل في إعلان تشويقي ورسمي لمشروع حلم أمريكي للمخرج أمير الشناوي.

 

موقع "سينماتوغراف" في

05.12.2021

 
 
 
 
 

«يوميات شارع جبريئيل» لرشيد مشهراوي:

الفيلم لا تصنعة الميزانية بل المصداقية

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

يعيش المخرج السينمائي الفلسطيني رشيد مشهراوي بين رام الله وباريس وعندما اجتاح فيروس كورونا العالم في 2020 أصبح حبيس المدينة الأوروبية لعدة أشهر صنع خلالها فيلما وثائقيا يفيض بالإنسانية والذكريات الحزينة عن وطنه.

ينطلق (يوميات شارع جبريئيل) من بداية فرض حظر التجول في باريس حيث كان مشهراوي يستعد لتصوير فيلمه الروائي التالي لكن الظروف الجديدة أبقته رهين شقته وحيدا فلم يجد سوى كاميرا هاتفه المحمول التي استغلها في توثيق ورصد القلق والملل ثم التكيف مع الأمر الواقع.

وعلى مدى 62 دقيقة، يقدم مشهراوي للمشاهد شركاءه في العزل وهم جيرانه في الشارع الذين ينتمون إلى ثقافات ودول مختلفة، فهناك الجار الذي جاء من المغرب للبحث عن عمل، وجار آخر من اليونان يعيش مع صديقته الإسبانية، وجار آخر من رومانيا، وجميعهم تطورت شخصياتهم وتغيرت حياتهم خلال أشهر قليلة.
وبمرور الوقت، تنتقل أحداث الفيلم من حيز ضيق في باحة المنزل التي يلتقي فيها السكان يوميا إلى فضاء أرحب يمتد من الشارع إلى الحي إلى شوارع باريس لاحقا عندما تخفف السلطات قيود العزل
.

لكن يبقى الشجن هو الشعور المهيمن على الفيلم والمتدفق عبر سرد ذاتي، فالعزل المنزلي وقيود التنقل استدعت من ذاكرة مشهراوي ذكريات حظر التجول في فلسطين حتى وإن كانت المقارنة ظالمة وفق ما وصفها في جملة ساخرة “حظر تجول باريس خمس نجوم مقارنة بحظر التجول في فلسطين“.
لاحقا، يبدأ تطبيق نظام للتجول بالشوارع والذي يستلزم تقديم طلب للسلطات المحلية مصحوبا بتوضيح سبب الخروج وهو أيضا ما يستدعي من ذاكرة مشهراوي معاناة أخرى للفلسطينيين مع تصاريح المرور عبر الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش
.

أما فرض استخدام الكمامات فربطه مشهراوي أيضا بالكوفية الفلسطينية التي يستخدمها أبناء بلده في أمرين، الأول للوقاية من قنابل الغاز المسيل للدموع والثاني لإخفاء هويتهم من الجيش الإسرائيلي تجنبا للاعتقال لاحقا.

ولأن وقت العزل كان طويلا استغله مشهراوي أيضا في الكتابة بجانب التصوير والتوثيق ما أحاله في كثير من الأحيان إلى أفلامه السابقة التي دمج لقطات منها في (يوميات شارع جبريئيل) فأضاف إلى الفيلم بعدا زمانيا آخر.

والفيلم رغم خصوصيته الشديدة لصاحبه وتقديمه مجموعة محدودة من الأشخاص المتباعدين اجتماعيا ومتقاربين مكانيا في ذات البناية يلمس حالة إنسانية فريدة تتجسد في الجارة بوليت (95 عاما) التي كانت تحرص يوميا رغم الحظر على المشي لبضع خطوات من البناية إلى متجر البقالة المقابل وفق نصيحة الطبيب الذي أخبرها أنها لو توقفت عن الحركة ستموت لكنها تسقط في النهاية داخل شقتها وتنقل إلى المستشفى حيث تنتهي حياتها وتُدفن دون جنازة أو مراسم عزاء بسبب الوباء.

وفي مناقشة مع المخرج رشيد مشهراوي بعد العرض العالمي الأول للفيلم، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي قال، إنه لم يملك سيناريو محددا في البداية لأنه لم يكن يعلم القادم لكنه سار وراء الأحداث وبالتالي صنع الفيلم نفسه بنفسه.

وقال، “الفيلم ليس عن مخرج سينمائي فلسطيني انحبس في باريس وقت الفيروس وبدأت ذاكرته في استدعاء كل ما يتعلق بوطنه، لكنْ أنا أيضا إنسان أعيش وسط كل هؤلاء البشر المختلفين داخل الحارة، نحب بعضنا ونتفاعل“.

وأضاف، “أهديت فيلمي إلى مدام بوليت، أهديته إلى امرأة فرنسية عمرها فوق 95 سنة ليس لها أهل ولا أصدقاء، وفي الفيلم تظهر زيارتي إلى قبرها حيث قرأت الفاتحة على ضريحها لأن هذا الفيلم إنساني بالدرجة الأولى“.وعن التصوير بكاميرا الهاتف المحمول قال مشهراوي، إنه من قام بالتصوير والإخراج والمونتاج وكان استخدام الهاتف المحمول اختياره لأن عندما بدأ الفيلم لم يكن يملك سوى هذه الكاميرا وعندما سمحت الظروف بكاميرا أخرى فضل هو مواصلة العمل بنفس الكاميرا.

وأضاف، إن الأمر شكل بعض الصعوبات لاحقا في مرحلة ما بعد الإنتاج حيث استدعى الأمر إجراء تصحيح للألوان وتصحيح للصوت لكن في النهاية هو يراه رسالة للعديد من الزملاء والأصدقاء بأن الفيلم لا تصنعه الميزانية أو الإمكانيات التكنولوجية لكن الفكرة والمصداقية.

 

####

 

قبلة «أبو صدام» وفرحة «من القاهرة» يرفعان سخونة «القاهرة السينمائي»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

اقتنصت السينما المصرية جائزتين كبيرتين من جوائز الدورة ال43 لمهرجان القاهرة السينمائي مما رفع من سخونة البهجة والسعادة بهذا التتويج، الأولي فاز بها الفنان محمد ممدوح الذي توج بجائزة أفضل ممثل في المسابقة الدولية وسط منافسات لم تكن سهلة، ولم تكن المفاجأة في فوزه فقط بالجائزة بل أيضاً في قيام الفنان الكبير رشوان توفيق بتسليمه أياها وسط تصفيق كبير من الحضور تعاطفاً مع رشوان بعد أزمته الأخيرة، واعتبر ممدوح حضور الفنان رشوان توفيق الذي قبله على رأسه بمثابة جائزة أخري لا تقل أهمية عن الأولي، وجسد ممدوح في فيلم “أبو صدام” الذي أخرجته نادين خان، شخصية سائق شاحنة يتمتع بخبرة كبيرة علي الطرق السريعة، لكنه يتعرض لموقف بجعله يفقد السيطرة علي نفسه، وقد برع ممدوح في أداء شخصيته بكل تناقصاتها وانفعالاتها بملامحه الجسمانية وتركيبته النفسيةـ ولم يفلت منه مشهد واحد ليقوده إلي الجائزة التى قال عنها “أنها أجمل ما حدث لي“.

فيما حصد الفيلم الوثائقي “من القاهرة” علي جائزة أفضل فيلم غير روائي بمسابقة آفاق السينما العربية، وتتبع المخرجة هالة جلال التي أبدت فرحتها بالجائزة، في الفيلم رحلة فتاتين تعيشان في القاهرة التي تعاني التلوث والتحرش، وتظهر المخرجة ضمن أحداث الفيلم في لقطات بين البداية والنهاية لتروي جانباً من أزمتها الشخصية، لتخلط في فيلمها بين الخاص والعام وبين خوفها من الضجيج والزحام الذي دفعها للبحث عن نماذج إيجابية تبث روح الأمل والثقة، وهو ما نجحت في تحقيقه عبر هذا الفيلم الطويل.

 

####

 

«القاهرة السينمائي» يكرم المنتج الأمريكي لورانس بيندر والمدير الفني لمهرجان «كان» تيري فريمو

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

كرم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 43، منتج الأفلام الأمريكي لورانس بيندر، عن مجمل أعماله الفنية.

وقال لورانس بندر خلال تسلمه التكريم في حفل ختام المهرجان: “أنا ممتن لهذا التكريم، وكانت لدي فرصة للالتقاء ببعض صناع الأفلام في مصر ومتحمس لفكرة التعاون معهمـ لأن هناك كثيرًا من المواهب العظيمة في مصر وبالمنطقة، وإنه لشرف عظيم بالنسبة لي أن أكرم في مهرجان المهرجان“.

 فيما قدم المخرج يسري نصر الله، تكريم القاهرة السينمائي لمدير مهرجان كان السينمائي تيري فريمو، قائلًا: “أنا هناك لأكرم شخص أحبه جداً وهو متواضع وحبه للسينما لا يبارى ويقول في كتاباته أنه يذهب لأي مكان فيه سينما، السينما أكبر بكثير وهي ماهية العالم، وهو له طريقته الخاصة وعمقه وتواضعه لكي يرسم العالم من خلال السينما“.

وقال فريمو بعد تسلمه جائزة التكريم: لقد لمستم عواطفي بشكل كبير، هذه أول مرة لي في مصر وآمل أن أحصل في كل مرة على جائزة، وآمل أن يكون لدينا مثل هذا الدفء الذي شعرت به في توزيع الجوائز بمهرجان كان“.

وتابع:”أفتخر بأنني موجود في مهرجان القاهرة السينمائي وأتشرف به حبًّا في يوسف شاهين، ومصر بلد عظيم في السينما، وشكرًا جزيلًا على هذا التكريم“.

 

موقع "سينماتوغراف" في

06.12.2021

 
 
 
 
 

وزيرة الثقافة تسلم جائزة الهرم الذهبي لفيلم «الثقب في السياج»| صور

صفوت ناصف

- عبد الدايم: الثقافة والفنون ضمانة فاعلة للتقارب بين الشعوب ونجاح هذه الدورة يعد انتصاراً لصناعة السينما

شهدت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، حفل ختام الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسلمت جائزة الهرم الذهبى لأفضل فيلم والتى نالها فيلم "الثقب في السياج - The Hole in the Fence"، من إخراج خواكين ديل باسو. وذلك على مسرح الأوبرا الكبير وبحضور المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان، المخرج الفرنسى تيرى فريمو رئيس مهرجان كان، خوسيه اوكتافيو سفير المكسيك بالقاهرة، هونج جين ووك َسفير كوريا الجنوبية في مصر، لورانس بيندر أحد أهم المنتجين فى العالم وعدد من ممثلى الدول ونجوم وصناع الفن السابع المصريين والعالميين

وجهت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعمه المتواصل وإيمانه بعمق وأهمية الإبداع في بناء الشخصية المصرية وتنمية إدراكها بمتطلبات الدولة لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.

وأشارت إلى الحرص على إقامة الفعاليات الفنية بكافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا مما كان له من دور كبير في إقامة المهرجان وخروجه بمستوى يليق بَمكانة وريادة مصر، كما تقدمت بالشكر للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على تقديمه كافة أشكال الدعم لإقامة الفعاليات الكبرى بالوزارة، وإلى وزارات الصحة والداخلية وكل من ساهم فى نجاح هذه الدورة كما وجهت التحية لرئيس المهرجان وفريق العمل.

وأكدت أن الثقافة والفنون بمختلف الصور تُعد ضمانة فاعلة للتقارب الوجداني بين الشعوب، وأوضحت أن نجاح هذه الدورة يجسد انتصاراً مبهراً لصناعة السينما، وقدرتها على الصمود في مواجهة كافة التحديات التي يواجهها أي مجتمع، وأثنت على ما شهدته هذه الدورة من الحضور الكبير للجمهور والرواج الذي حظيت  به كافة عروض المهرجان

من جانبه وجه رئيس المهرجان محمد حفظي الشكر لوزارة الثقافة على دعمها والذى يرسخ حقيقةً إيمان الدولة بقيمة الفنون في تشكيل وعي المجتمعات ووجه الشكر للجان التحكيم وأعضاء اللجنة العليا والرعاة وكل من ساهم في خروج هذه الدورة للنور.

وأوضح أن التواجد الجماهيرى للمهرجان كان كبيرا جدا بالنسبة لحضور العروض والفعاليات المصاحبة وعبر عن سعادته بمحتوى الأفلام التى تم عرضها .  

وكانت وزيرة الثقافة قد سلمت جوائز الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والتى جاءت كالتالى:

1- جوائز المسابقة الدولية

- جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني تُمنح لـ خوسيه أنجل أليون عن تصوير فيلم "إنهم يحملون الموت – They Carry Death"، وهو من إخراج هيلينا جيرون، وصامويل م. ديلجادو.

- جائزة أحسن ممثلة تُمنح لـ سوامي روتولو عن دورها في فيلم "كيارا - A Chiara"، من إخراج جوناس كاربينيانو.

- جائزة أحسن ممثل تُمنح لـ محمد ممدوح عن دوره في فيلم "أبو صدام - Abusaddam"، للمخرجة نادين خان.

- جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو تُمنح لـ بيتر كيريكس وإيفان أوستروتشوفسكي عن فيلم "107 أمهات

- 107 Mothers"، من إخراج بيتر كيريكس.

- جائزة الهرم البرونزي والتي تُمنح للمخرج عن عمله الأول أو الثاني، تذهب لـ فيلم "انطوائيون - Aloners"، من إخراج هونج سيونج يون.

- جائزة الهرم الفضي (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) تذهب لـ لورا ساماني، مخرجة فيلم "جسد ضئيل - Small Body".

- جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم تذهب لـ "الثقب في السياج - The Hole in the Fence"، من إخراج خواكين ديل باسو.

2- جائزة تصويت الجمهور (جائزة يوسف شريف رزق الله)

- ذهبت لـ فيلم "بنات عبد الرحمن - Daughters of Abdul Rahman"، من إخراج زيد أبو حمدان.

3- جوائز مسابقة الأفلام القصيرة

- جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير ذهبت لـ فيلم "نقطة عمياء - Blind Spot"، من إخراج لطفي عاشور.

- جائزة لجنة التحكيم الخاصة ذهبت مناصفة لـ فيلم "ثم حل الظلام - Then Came Dark " وهو من إخراج ماري روز اسطا، وفيلم "ولا حاجة يا ناجي.. اقفل"، من إخراج يوحنا ناجي.

4- جوائز مسابقة آفاق السينما العربية

- جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم ذهبت لـ فيلم "دفاتر مايا - Memory Box"، من إخراج جوانا حاجي توما، وخليل جريج

- جائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) مُنحت لـ فيلم "فياسكو - Fiasco" من إخراج نقولا خوري.

- جائزة أحسن فيلم غير روائي مُنحت للفيلم الوثائقي "من القاهرة - From Cairo" للمخرجة هالة جلال.

- جائزة أحسن أداء تمثيلي مُنحت لـ عفيفة بن محمود عن دورها في فيلم "أطياف - Streams" للمخرج مهدي هميلي.

- تنويه خاص لـ فيلم "قدحة - A Second Life" للمخرج أنيس الأسود.

5- جوائز مسابقة أسبوع النقاد الدولية

- جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم التي تمنح للمخرج ذهبت لـ أمير فخر الدين، عن فيلم "الغريب - The Stranger".

- جائزة فتحي فرج (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) مُنحت لـ فيلم "جذور برية – Wild Roots" للمخرجة هانجي كيس.

- تنويه خاص للممثلة أرسيليا راميريز، عن دورها في فيلم "المدني - La Civil" من إخراج تيودورا ميهاي.

6- جائزة أفضل فيلم عربي

-  جائزة أفضل فيلم عربي ذهبت لـ فيلم "الغريب – The Stranger" للمخرج أمير فخر الدين.
-
تنويه خاص لـ فيلم "فياسكو - Fiasco"، من إخراج نقولا خوري
.

7- جائزة فيبريسي

- ذهبت الجائزة لـ فيلم "غُدوة - Tomorrow"، من إخراج ظافر العابدين.

قدمت الحفل الإعلامية جاسمين طه وشارك فيه الفنان حميد الشاعري، كما قام العديد من الفنانين الكبار بتسليم عدد من الجوائز منهم الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز، الفنان الكبير رشوان توفيق، الفنانة نيللي كريم، الفنانة أمينة خليل

كما تضمن الحفل تسليم جوائز وتكريمات على هامش الفعاليات وهي، جائزة  unfpA  وقدمتها جيرمان حداد الممثل المساعد لصندوق الامم المتحدة للسكان في مصر، وذهبت لفيلم الامتحان للمخرج شوكت أمين وتسلمها الناقد كاظم السلومي، جائزة منصة تيك توك وقدمها هاني كامل مدير محتوى تيك توك لشمال أفريقيا، وجائزة أحسن ممثل وذهبت للممثلة أمل سمير عن فيلم كرامتك، وجائزة أحسن ممثل ذهبت للممثل حمدي عاشور عن فيلم تاتو، وجائزة أحسن فيلم "نورها اختفى" للمخرج على خالد، كما تضمن الحفل تكريم المنتج الأمريكي لورانس بيندر، وتكريم تيرى فريمو مدير مهرجان كان

واختتم الحفل بعرض الفيلم الفائز بجائزة الهرم الذهبي وهو فيلم الثقب في السياج - The Hole in the Fence"، من إخراج خواكين ديل باسو، وذلك على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية.

 

####

 

ظافر العابدين: «بحب الشعب المصري وسعيد بفوزي في مهرجان القاهرة السينمائي »| فيديو

هشام خالد السيوفي

أعرب النجم التونسي ظافر العابدين، عن سعادته بفوز فيلمه «غُدوة- Tomorrow»، الذي شارك ضمن المسابقة الدولية لـ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 43، بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد (الفيبريسي).

وقال ظافر العابدين، خلال لقاءه مع «بوابة أخبار اليوم»، أن الفيلم تجربة مهمة بالنسبة له في مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة، وعندي علاقة خاصة بشعب مصر وأنا بحبهم جداً وهذا فخر ليا.

وتحدث ظافر العابدين، عن تجربة الفيلم، وقال هي أول تجربة إخراجية بالنسبالي وأخذ مني مجهود كبير لمدة سنة ونص، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

وتدور أحداث فيلم «غدوة» عن حالة حبيب الصحية التي تجمع بينه وبين ابنه من زواجه السابق أحمد، الذي يبلغ من العمر 15 عاما، لكن يؤثر الماضي السياسي لحبيب خلال سنوات الديكتاتورية في تونس على حاضره، فتنقلب الأدوار ويجبر أحمد على العناية والحفاظ على سلامة أبيه.

وأكد ظافر العابدين، على سعادته بالفور وقال :«أهدى هذه لجائزة إلي والدتي الراحلة» من ناحية أخرى ينتظر النجم ظافر العابدين، طرح فيلمه الجديد «العنكبوت»، الذي إنتهي من تصويره الفترة الماضية.

وتدور أحداث فيلم «العنكبوت» فى قالب من الأكشن والرومانسية، إذ يواجه السقا صراعات مع رجال المافيا بسبب أفعال شقيقه "ظافر العابدين" غير المشروعة ويتمرد صناع العمل على أدوارهم السابقة ويحاولون تقديم صورة مختلفة، فتجد السقا يرتدى القناع فى عدد كبير من المشاهد، ويرسم تاتو على شكل عنكبوت على رقبته، أما ظافر العابدين فيظهر بشكل شرير.

يشارك في بطولة فيلم «العنكبوت» النجم أحمد السقا، الفنانة منى زكى، ظافر العابدين، يسرا اللوزي، أحمد فؤاد سليم، زكي فطين عبدالوهاب، ريم مصطفى ومحمود غريب، وعدد من ضيوف الشرف وهو من إخراج أحمد نادر جلال، وتأليف محمد ناير .

https://www.youtube.com/watch?v=qmK2cxfGwNQ

 

####

 

محمد ممدوح: «أبو صدام» مليء بالصعوبات..

و«داش» سيصبح من أهم الممثلين

هشام خالد السيوفي

أعرب الفنان محمد ممدوح، عن سعادته بمنحه جائزة أفضل ممثل، عن دوره في فيلم "أبو صدام"، الذي شارك ضمن عروض المسابقة الدولية، لـ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 43.

وقال محمد ممدوح، خلال لقاءه مع "بوابة أخبار اليوم": "أنا فخور بمشاركتي في المهرجان وهو من أهم المهرجانات في المنطقة وسعيد بردود أفعال كل من شاهد العمل خلال الفعاليات".

وأكد "ممدوح"، أن سيناريو العمل هو أكثر شيء حمسه للمشاركة فيه، مضيفًا: "دائماً بحب الاختلاف ودوري في هذا الفيلم مختلف عن ما قدمت من قبل".

وتحدث محمد ممدوح، خلال لقاءه، عن تجربته في الفيلم وبالأخص معايشته مع دوره وهو سائق شاحنة نقل، وقال: "تعرفت على سائقين تريلا وتعاملت معهم وتفاصيل حياتهم ومعايشتهم داخلها".

وأشار محمد ممدوح، إلى أن شخصيته في فيلم "أبو صدام"، لم تؤثر فيه أو تغير منه شيء فهي مليئة بالسلبيات، وقال: "الحمد لله لم تغير مني شئ ولكني مقتنع جداً بها".

وأعرب محمد ممدوح، عن سعادته بالعمل مع الفنان الشاب أحمد داش، وقال: "العمل معه ممتع وسيكون واحد من أهم الممثلين في مصر".

"أبو صدام"، هو فيلم روائي عرض لأول مرة عالميا ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج نادين خان، وإنتاج مصر، ومدته 89 دقيقة.

وتدور أحداث الفيلم حول سائق شاحنات قديم ذو خبرة يدعى "أبو صدام"، يحصل أخيرًا على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات؛ حيث يقرر أن ينجز مهمته على أكمل وجه كما يليق بسمعته لكنه يتعرض إلى موقف صغير على الطريق فتخرج الأمور عن سيطرته.

https://www.youtube.com/watch?v=E0vg_boVh2w&t=2s

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

06.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004