ملفات خاصة

 
 
 

صراع عربي – أفريقي على "تانيت قرطاج" الروائي الطويل

بقلم: أسامة عبد الفتاح

أيام قرطاج السينمائية

الدورة الثانية والثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

** ستة أفلام من مصر وتونس والمغرب تواجه منافسة قوية من أعمال غانا وليسوتو والصومال على الجوائز

تشهد الدورة 32 من أيام قرطاج السينمائية، التي تُختتم مساء السبت المقبل بمدينة الثقافة بالعاصمة التونسية، صراعا عربيا – أفريقيا قويا على "التانيت الذهبي" لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي تشارك فيها 12 فيلما.

على الجانب العربي، تعود ثلاثة أفلام كانت قد تنافست في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، الشهر الماضي، إلى مواجهة بعضها البعض لكن في قرطاج هذه المرة. أولها فيلم "أميرة" للمخرج محمد دياب من مصر، ويدور حول مراهقة مفعمة بالحياة كبرت معتقدة أنها جاءت إلى الدنيا بواسطة تهريب السائل المنوي لأبيها الأسير الفلسطيني. ويتزعزع حسها بالهوية عندما يحاول والداها تكرار تجربة الإنجاب فتنكشف مفاجأة تقلب مجرى الأحداث، وتتسبب في ظهور الخلافات بين أفراد أسرتها، لذلك تبدأ رحلتها لاكتشاف وإنقاذ ما تبقى من هويتها في الوقت الذي يتداعى فيه عالمها.

والفيلم الثاني "ريش" من مصر أيضا، ويحكي قصة الأب المصري المتسلط "سامي" الذي تحوله خدعة ساحر - في عيد ميلاد ابنه البالغ من العمر 6 سنوات - إلى دجاجة. ويدفع ذلك التحول الغامض حياة الأسرة إلى مسار سوداوي ساخر تكتشف فيه الزوجة ذاتيًا إمكانية العيش دون سلطة فوقية. وعندما يعود الأب في صورته الجديدة غير المجدية، يصبح عبئًا على الأسرة وتتحول عودته التي طال انتظارها إلى خيبة أمل كبيرة.

أما الثالث، فهو المغربي "علّي صوتك" للمخرج الكبير نبيل عيوش، ويرصد رحلة التحرر عبر موسيقى "الهيب هوب"، من خلال تسليط الضوء على حي "سيدي مومن" الشعبي بالدار البيضاء، الذي بنى فيه المخرج مركزا ثقافيا، في محاولة منه ومن مجموعة من الناشطين الثقافيين والفنيين بالمدينة لانتشال شبابه من براثن الإرهاب والتطرف، خاصة بعد الأحداث الإرهابية التي وقعت في 16 مايو 2003. وتدور أحداث الفيلم في قالب وصفه عيوش بـ"كوميديا موسيقى الهيب هوب"، حيث يعمل مغني راب قديم اسمه "أنس" على تدريب شباب الحي وتلقينهم هذا النوع من الموسيقى، ومساعدتهم على التحرر من التقاليد والأعراف التي تثقل كاهلهم، حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم.

وهناك مشاركة تونسية قوية بثلاثة أفلام قد يجد أحدها أو أكثر طريقه نحو منصة التتويج في الختام، وفي مقدمتها "مجنون فرح"، ثاني عمل روائي طويل للمخرجة ليلى بوزيد بعد "على حِلّة عيني"، الذي حقق نجاحا كبيرا، وفاز بذهبية مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دبي، وبالتانيت البرونزي لنفس الفئة وجائزة النقاد الدولية (فيبريسي) من أيام قرطاج السينمائية عام 2015، واكتسب أهميته من قضيته، حيث سجّل يوميات الغليان في تونس في أواخر عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ورصد الأوضاع الصعبة والضغوط الشديدة التي تعرض لها المواطنون مما أدى في النهاية للانفجار واندلاع الثورة.

وتقدم ليلى في فيلمها الجديد "فرح" أخرى بعد "فرح" الأولى التي حكت قصتها في عملها الأول، وربما هي نفس الفتاة لكن بعد أن انتقلت إلى فرنسا، حيث يدور الفيلم حول "أحمد"، 18 سنة، الفرنسي من أصول جزائرية الذي يعيش في إحدى ضواحي باريس، ويتعرّف في الجامعة على "فرح"، الشابة التونسية المندفعة القادمة حديثا إلى عاصمة النور.. وباكتشافه نصوصا أدبية عربية غزلية وشهوانية لم يكن يتوقع وجودها، يهيم "أحمد" ‏بهذه الفتاة حبا ويحاول أن يقاوم الرغبات التي تغمره.

والفيلم التونسي الثاني في المسابقة هو "عصيان"، إخراج الجيلاني السعدي، ويدور في ليلة انتفاضة في تونس، حيث يستحوذ الجنون على العاصمة وضواحيها ويتوقف كل شيء عن العمل وتتحول الشوارع إلى ساحة ‏للمواجهة بين الشرطة والمتظاهرين.‏

أما الثالث فهو "فرططو الذهب" للمخرج عبد الحميد بوشناق، ويتتبع "معز"، الشرطي الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره لكن له ماضيا دمويا، ويلتقي بصبي صغير لينطلق معه في رحلة رائعة.

وتواجه الأعمال العربية منافسة قوية من عدد من الأفلام الأفريقية المتميزة في مقدمتها "هذه ليست جنازة، هذه قيامة"، إخراج ليموهانج جريمايا موسيسي من مملكة ليسوتو، والذي اُختير للمسابقة ويستحق ذلك بلا شك، حيث أنه قصيدة شعر سينمائية بليغة عن الحياة والموت، وحصل على جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "فيبريسي" في الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في مارس الماضي.

وهناك فيلم "زوجة حفّار القبور"، إخراج خضر إيدروس أحمد من الصومال، ويدور حول "جولد" و"نصرا"، الزوجيْن المحبيْن اللذيْن يعيشان بإحدى المناطق الفقيرة في جيبوتي مع ابنهما "مهاد"، ويصبح توازن أسرتهما ‏مهددا مع اكتشاف معاناة "نصرا" من مرض خطير في الكلى واحتياجها إلى جراحة طارئة، وينطلق سباق لجمع الأموال لإنقاذ "نصرا" والحفاظ على ‏الأسرة.

أما آخر الأفلام الأفريقية المرشحة من وجهة نظري، فهو "أمانسا تيافي" للمخرج كوفي أوفوسو يبواه من غانا، ويحكي قصة "أما" التي تعود إلى مدينتها بعد أن كانت موهوبة لجامع أعمال فنية عندما كانت صغيرة، ويتحول سعيها لاستعادة طفولتها ‏المسروقة إلى حالة من الانهيار عندما تجنّد حبيبا سابقا في مهمتها.‏

وبخلاف الأفلام التسعة المذكورة، تشارك في مسابقة الروائي الطويل ثلاثة أفلام أخرى هي: "حلم" من الجزائر، و"الرياح فقط" من لبنان، و"الجد التاسع عشر وسر السوفيت" من موزمبيق.

 

جريدة القاهرة في

02.11.2021

 
 
 
 
 

«أيام قرطاج السينمائية».. انطلاقة جديدة عبر برنامج فني ضخم

رسالة تونس: أسامة عبد الفتاح

لا شك أن الدورة الحالية من "أيام قرطاج السينمائية"، والتي تحمل رقم 32 وتُختتم السبت المقبل، فارقة في تاريخ هذا المهرجان العريق، حيث تشهد انطلاقته الجديدة – عبر برنامج فني ضخم – بعد دورة مختلفة العام الماضي شهدت إلغاء المسابقات الرسمية بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا واستغلها مسئولوه لاستعادة ماضي "الأيام" وتقييم حاضرها واستشراف مستقبلها.

وتم ذلك في منتدى "أيام قرطاج السينمائية.. الماضي والحاضر والمستقبل"، الذي صدرت عنه "خارطة طريق" من المفترض تنفيذها حتى أبريل 2023، بالتعاون مع المركز الوطني التونسي للسينما والصورة، لإعادة هيكلة المهرجان ووضع إطار قانوني له لضمان استمراره وتعظيم أثره محليا وعربيا وأفريقيا.

وكان من المفترض، وفقا لوثيقة المنتدى، تشكيل مجلس استشاري أعلى للمهرجان في مارس الماضي، وتشكيل أربعة قطاعات خدمية تقنية له في مايو الماضي، على أن يتم تقييم ما سيتم إنجازه خلال عام 2021 في مؤتمر يُعقد على مدى يومين في فبراير 2022. وفي مارس 2022، من المفترض وضع الهيكل التنظيمي الجديد، وفي الشهر التالي – أبريل 2022 – وضع خطة التمويل الجديدة، وتقييم ما سيتم إنجازه خلال عامي 2021 و2022 في مؤتمر يُعقد في فبراير 2023.. وتنتهي خارطة الطريق بوضع الإطار القانوني لأيام قرطاج السينمائية في أبريل 2023.

وإزاء ما وصفه المشاركون في المنتدى بحضور الإبداع والشق الفني في "الأيام" مقابل غياب الأطر القانونية والتنظيمية والإدارية المطلوبة، اقترح البعض أن يتحول المهرجان إلى جمعية، لأن قانون الجمعيات التونسي يسمح بمرونة في التصرف المالي من جهة كما يسمح بالتفريق بين هيئة إدارية وأخرى تنفيذية من جهة أخرى.. وفي ظل أن هوية "الأيام" لا يمكن المساس بها، لأنها"روحها" من الجانب الإبداعي، فقد اقترحوا خصخصة المهرجان مع حضور الدولة لمراقبة الشفافية، قائلين إن التظاهرات الكبرى يجب أن تخرج من وصاية وزارة الثقافة التونسية وتبحث عن سبل أخرى للعمل مع استمرار رقابة الدولة.

وبغض النظر عن المنتدى ووثائقه وسائر الجوانب النظرية، من المؤكد أن دورة 2021 انطلاقة جديدة لأعرق المهرجانات الأفريقية بفضل برنامجها الأضخم في تاريخه، حيث تشارك فيها 750 فيلما عربيا وأفريقيا من 45 دولة سيتم عرضها ضمن 11 قسما منها 200 فيلم طويل.

وبالإضافة إلى المسابقات الرسمية وأفلام خارج المسابقة والعروض الخاصة وقسم "سينما العالم"، تقرر إطلاق جائزتين جديدتين هما "لينا بن مهني" و"المنتج الصادق الصباح" بقيمة مالية قدرها 15 ألف دينار تونسي لكل منهما. وإلى جانب "أيام قرطاج السينمائية في السجون" التي نظمها المهرجان في الدورات الأخيرة، يتم الاحتفال هذا العام بالمولود الجديد "أيام قرطاج السينمائية في الثكنات العسكرية"، والتي ستذهب الى الجنود في ثكناتهم. 

ويخصص المهرجان "نظرة" للسينما البلجيكية، ويفتح "شرفة" على الجارة ليبيا للاطلاع على السينما الليبية وما يقوم به المخرجون الشبان. كما سيتم تخصيص مائدة مستديرة للفيلم الفرانكفوني.

 

بوابة الأهرام المصرية في

02.11.2021

 
 
 
 
 

السينما التشادية ضربة البداية فى (قرطاج)

طارق الشناوي

فيلم الافتتاح هو ما نُطلق عليه فى اللغة العربية (براعة الاستهلال)، من الممكن أن يُصبح عاملًا محفزًا أو منفرًا.. نجح رئيس المهرجان المخرج الكبير رضا الباهى فى اقتناص فيلم (الروابط المقدسة) ليصبح هو ضربة البداية، الشريط يحمل ملامح المهرجان الإفريقية العربية، نجد فيه أيضا ملامحنا.

الفيلم شاهدته من قبل بمهرجان (كان) ولاقى استحسانا نقديا. (تشاد) واحدة من الدول التى يختلط علينا وضعها الجغرافى، يعتقد كُثر أنها دولة عربية، لأن اللغة العربية مع الفرنسية معتمدة رسميًا، تستطيع ببساطة أن تستوعب كل المفردات من خلال حوار الممثلين مباشرة دون الحاجة لقراءة الترجمة، فهى تشبه اللكنة السودانية المحببة لنا، الإسلام دين الأغلبية، والمفهوم الخاطئ للإسلام أيضًا هو الذى يسيطر على القسط الأكبر من الممارسات، فى الفيلم كثيرًا ما تستمع إلى الآذان ونرى الجميع خشوع بينما هم ينتهكون كل القيم.

(تشاد) جغرافيًا لا تطل على أى ساحل، المبدع يمنح شعبه شاطئًا أكثر رحابة ليتنفسوا الجمال والفن، مخرج الفيلم محمد صالح هارون حقق تواجدًا عالميًا تبحث عنه المهرجانات السينمائية الكبرى، تابعت تقريبًا كل أفلامه.

(الروابط المقدسة) العنوان.. تلك التى تجمع بين أم وابنتها، أرملة لديها ابنة فى الخامسة عشر من عمرها، نراها فى بداية الأحداث تعيش كابوسًا، نكتشف أنها حامل، ومع استمرار اللقطات نتأكد أن الحمل جريمة من رجل كان من المفروض أن يصبح فى مكانة الأب، نراه أول من يذهب للجامع وآخر من يخرج منه، وكثيرا ما تروى له الأم مأساتها، حتى عندما يطلب منها الطبيب لإجهاض الحمل مبلغًا فوق طاقتها تعرض عليه نفسها، وتتسع دائرة التدين الشكلى التى يقدمها المخرج، عندما نرى شيخ الجامع المتزمت وقد توالت زياراته المفاجئة للأم وابنتها يحثهما على الصلاة فى موعدها، رافضًا أن يصافحهما بل يطالبهما بتغطية رأسيهما وشعريهما.

عندما تكتشف الأم اسم الفاعل الأصلى، الذى انتهك عنوة شرف ابنتها القاصر، تنتظره داخل منزله عقب صلاة الفجر وهى تحمل عصًا غليظة، بينما كانت ابنتها تتابعها وتنهال ضربًا بكل ضراوة على رأسه، تنتقم لنفسها وأيضًا للجمهور، بينما هو من هول المفاجأة والخوف من الفضيحة لم يحرك ساكنًا وكتم صراخه.

حرص المخرج، رغم ضراوة الضربات، على أن يؤكد أولًا أنه لا أحد شاهد الجريمة، وثانيًا أن المغتصب لم يُقتل.. شاهدناه وهو يتحرك بصعوبة، وذلك حتى نطمئن على نجاة الأم وابنتها من احتمال المساءلة القانونية، فهو لا يمكن أن يبوح بالاسم وإلا تعرض للسجن بتهمة اغتصاب قاصر.

تخلل الأحداث أكثر من عنصر لتعميق الرؤية.. حياة التقشف التى تعيشها الأسرة على أطراف المدينة، الضغط الدينى من المجتمع لممارسة الطقوس ولو شكليًا، حضور المرأة العاملة وتحملها المسؤولية، ازدواجية اللغة: الابنة تتحدث العربية مع أمها والفرنسية مع أصدقائها، استثمار الفولكلور الغنائى والموسيقى والاستعراض داخل أحداث الفيلم ببساطة وتلقائية وكأنه جزء حميم من حالة الفيلم دراميًا ونفسيًا وجماليًا.. المعالجة جاءت بعيدة تمامًا عن الميلودرامية، رغم أن التتابع كان من الممكن أن يؤدى إلى الإغراق فيها.. أداء يجمع بين البساطة والتلقائية سيطر على كل الممثلين، خاصة تلك الهارمونية بين الأم وابنتها.

السينما ليست هى الحكاية بقدر ما هى المسافة بين صرامة الخطوط الدرامية والإيحاء الذى يسمح به الشريط السينمائى، كلما استطعنا القفز بعيدا عن قسوة الحكاية لنتأمل الظلال نجح العمل الفنى.. ومشكلة (الروابط المقدسة) أنه لم يسمح كثيرا بتلك الظلال!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

02.11.2021

 
 
 
 
 

عرض "إلى من أحببته" و "يا ناس البحر" فى برنامج قرطاج السينما الواعدة

كتب علي الكشوطي

يشهد برنامج قرطاج السينما الواعدة ضمن مهرجان أيام قرطاج فى دورته الـ 32 والتي تختتم فعالياتها يوم 6 نوفمبر الجاري، مشاركة فيلم "إلى من احببته"، من إخراج جوليا هاني من مصر، ويتناول الفيلم قصة فريدة طالبة فنون شغوفة بمستقبلها، تعيش مع جدتها منذ رحيل والديها عندما كانت طفلة، تبدأ أحداث الفيلم عندما تواجه فريدة مشكلة في مشروعها الجامعي، مما لا يترك لها خياراً سوى الاتصال بعشيقها للحصول على المساعدة.

الفيلم ينتمي للأفلام الروائية القصيرة ومدته 15 دقيقة، وهو من إنتاج عام 2021.

فيما يشارك من مصر أيضا فيلم "ووه أسي نادمي" أو "يا ناس البحر" للمخرجة زهراء يعقوب، ويمثل الفيلم بصريًا حقيقة العقيدة النوبية، من القصص المتكررة للثقافة، في وجود "كائنات" تسكن نهر النيل، الفيلم ينتمي لنوعية الأفلام الوثائقية القصيرة ومدته 9 دقائق ومن إنتاج عام 2021.

وكانت انطلقت فعاليات الدورة الـ 32 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية والذي يستمر حتى 6 نوفمبر الجاري، حيث شهد حفل افتتاح المهرجان تكريم النجمة نيللي كريم، كما تم تكريم عدد من السينمائيين الموزع اللبناني الصادق أنور الصبّاح والممثل التونسي ‏البحري الرحالي والصحفي والناقد السينمائي التونسي خميس الخياطي، واحتفى المهرجان بالكومبارس وحضرت النجمة هند ‏صبري، التي أصرت حضور لحظات تكريم المخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي.

ويشهد المهرجان مشاركة متميزة لعدد من الأفلام المصرية والعربية، حيث يشارك في مسابقة الأفلام الروائية فيلم "أميرة" وهو عن فتاة فلسطينية مراهقة ولدت بعملية تلقيح مجهري بعد تهريب منيّ والدها "نوار" السجين في المعتقلات الإسرائيلية، وتجبرها الظروف على أن تخوض رحلة لمعرفة الحقيقة وراء هويتها.

ويضم فريق عمل فيلم "أميرة" عدد كبير من النجوم العرب، من بينهم، صبا مبارك، وعلي سليمان، والممثلة الشابة تارا عبود التي يقدمها الفيلم لأول مرة سينمائياً في دور أميرة، وقيس ناشف ووليد زعيتر، وتأليف الثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب، وإخراج المخرج المصري  محمد دياب.

 

اليوم السابع المصرية في

02.11.2021

 
 
 
 
 

طارق الشناوى: مهرجان قرطاج يشهد عودة المسابقات والبداية بفيلم تشادى موفقة

رامى محيى الدين

قال الناقد الفني طارق الشناوى، إن إقامة مهرجان قرطاج السينمائى الدولى في ظل كورونا تحد كبير، موضحا أنه في هذه الدورة في مهرجان قرطاج تشهد عودة المسابقات.

وأضاف خلال مداخلة بتقنية الفيديو ببرنامج التاسعة عبر القناة الأولى المصرية : إن هناك توازن في هذه الدورة بين الجانب العربى والإفريقى، فهو مهرجان مهتم بالأعمال العربية والإفريقية، وهناك تواجد من المحكمين العرب والأفارقة، وايام قرطاج منذ الدورة الأولى كان التفكير بأن يكون هناك اسم مميز على الرغم أنه في الستينيات لم تكن هناك مهرجانات عربية على عكس السبعينيات.

وأكد: أن لجنة التحكيم أوشكت على الانتهاء مشيرا على أنه لا يستطيع الحديث عن رايه في الأعمال لانه في لجنة التحكيم ، مشيرا إلى أن المستوى العام وعلى الرغم أننا لا نعرض الأفلام الإفريقية في المهرجانات المصرية إلا أنه هذا خطأ كبير وتم افتتاح الدورة بفيلم فمن دولة التشاد وعلى الرغم أن الدولة ليست عربية إلا أن الحوار كان بالعربية للمخرج صالح هارون وهو كان وزير ثقافة وتفرخ للإخراج السينمائى وهو من أهم مخرجى افريقيا، وضربة البداية كانت موفقة جدا.

وهذا العام عام الثقافة المصرية التونسة المشتركة والسفير المصرى عامل خطة طموحة لاستثمار هذه الحالة وأعد حفل عشاء للوفد المصرى مع عدد من فنانى تونس مثل هند صبرى ولطفى بوشناق .

 

اليوم السابع المصرية في

03.11.2021

 
 
 
 
 

أمين بوخريص في مهرجان قرطاج: «حلال سينما» ترجمة لمشاكلي مع المجتمع

تونس ـ «سينماتوغراف»

بعد “الحي يروح”، وهو فيلمه الوثائقي الطويل الأول، من إنتاج الراحل نجيب عياد، يُطل المخرج الشاب أمين بوخريص بفيلمه الجديد “حلال سينما” المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية في الدورة الـ32 لأيام قرطاج السينمائية.

يدوم الفيلم 80 دقيقة وكما يوحي عنوانه فإن شخصية العمل من المنتظر أن تكون مثيرة للجدل كذلك القصة، فـ”حلال سينما” شخصيته الرئيسية «علي» إمام وخطيب بمسجد القرية يقود مشروعًا غير عادي مقارنة بتكوينه وتجوهاته وهو إعادة فتح وترميم قاعة سينما في حيه، الذي أغلقت منذ ربع قرن وسط جدل ونقاش ورفض ومحاولات إقناع للناس والمسؤولين لإعادة الحياة للسينما.

يقول أمين بوخريص: ” فيلم “حلال سينما” اشتغلت عليه بكل جوارحي ومن القلب، يروي للمشاهد مشاكلي مع المجتمع، ومشاكلي مع قاعات السينما المغلقة ونظرة الآخر للسينما وهي أيضاً تكريم للرجل، الذي ساعدني على شق طرقي في السينما نجيب عياد“.

يضيف بوخريص “أنا سعيد بمشاركة فيلمي في المسابقة الرسمية وهي المشاركة الثانية في أيام قرطاج السينمائية بعد فيلمي الوثائقي الطويل “الحي يروح”، وسعيد أيضا بعودة الحياة للثقافة بعد أزمة الكورونا

ويوضح: “بعد الدورة استثنائية للسنة المنقضية اليوم نعود إلى أيام قرطاج السينمائية بمسابقة رسمية لنلتقي بشخصيات مهمة وأيضاً بممثلي صناديق الدعم المشاركين في هذه الدورة حتى نبحث عن خط للدعم لمواصلة إنتاج أفلامنا المقبلة وهذا المطلوب“.

وحول برنامج الأفلام، يعلق أمين بوخريص قائلاً: “اللافت في هذه الدورة أنّ 40 بالمائة من الأفلام المبرمجة هي أفلام شاركت في مهرجانات دولية مهمة جداً كمهرجان كان وفينسيا وغيرها، وهناك أيضاً أفلام عالمية والذي أسعدني أكثر هي العروض الأولى لأفلام لمخرجين تونسيين أنتظر منهم العجب“.

يُذكر أنّ الفيلم الوثائقي الأول “الحي يروح” عرض في عدة مهرجانات عالمية، كمهرجان دبي ومونتريال الدولي وتحصل على عديد الجوائز منها جائزة أفضل فيلم في مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.

 

موقع "سينماتوغراف" في

02.11.2021

 
 
 
 
 

مهرجان قرطاج السينمائي يتجاوز الفساتين ويخلص لمبادئه

حكيم مرزوقي

المهرجان يبتكر أساليب جديدة ويواصل حضوره كمنصة لسينما الجنوب وقضاياها.

على عكس مهرجانات سينمائية عربية أخرى فإن أيام قرطاج السينمائية انطلقت من رهان أن تكون منصة لسينما الجنوب والأعمال السينمائية التي تحمل رسائل سياسية وفنية واجتماعية وتقاوم موجة الاستهلاكية التي ما انفكت تتعاظم، كما أن المهرجان بات ملتحما بجمهوره وعادة من عادات التونسيين لذا فهو الأكثر شعبية بين نظرائه العرب، ولا يمكن لبهرج السجاد الأحمر أن يخفي أهمية الأفلام المشاركة فيه.

يحدث أن تقام مهرجانات تحضر فيها الفساتين المثيرة فوق السجاد الأحمر وتحت الأضواء وعدسات المصورين، وتغيب فيها السينما من حيث الجودة والاختيار والاهتمام والشغف. وما أدراك ما الشغف. أما كان الأجدر بالمشرفين والقيمين على مثل هذه “المهرجانات” أن يطلقوا عليها أسماء أخرى كـ”عرض أزياء” أو “حفل تعارف” أو ما شابه.

نعم، حدث هذا ويحدث في مهرجانات عربية معتبرة كقرطاج التونسي والجونة المصري، أي من تلك التي يعوّل عليها في التعريف بالمنتج السينمائي الجديد، ورصد ملامح التطور والابتكار، وحدود التميز والخصوصية، مقارنة بالسينما العالمية.

ما يميز مهرجان قرطاج قبل إطلالات الممثلات هو إخلاصه للمبادئ التي أرادها له مؤسسوه كاحتفاء بسينما الجنوب

الأفلام شأن ثانوي

هل يأتي هذا في سياق العولمة التي محت الملامح والخصوصيات وجعلت الجميع ينخرط في الأورو ـ أميركي، الذي ينبغي أن يقتدي به الجميع للقول بضرورة الانفتاح على العصر ومواكبة واقع ما يجري؟

ولكن مهلا، فحتى مصممو الأزياء العالميون الذين يحضرون بابتكاراتهم التي ترتديها نجمات السينما فوق السجاد الأحمر في هوليوود أو كان أو فالنسيا، يدركون ويعون جيدا أنّ “بضاعتهم” سيكتب لها الرواج في مهرجان تتسابق فيه أروع الأفلام التي صنعها مبدعون يمثلون أفضل ما عرفته السينما في العالم، وكذلك تدرك الشركات الراعية لهذا المهرجان أو ذاك.

أمّا أن تركز على السجاد الأحمر وباقي عناصر البهرجة في حفلات الافتتاح والاختتام دون مضمون يذكر في مستوى الأفلام المعروضة، فهذا يذكّر بالمثل الشعبي القائل “من برّه رخام ومن جوّه سخام”.

الإعلام بدوره تورّط في هذا المأزق من خلال تركيزه على فساتين النجمات وما شابها من تقوّلات وانتقادات كمادة دسمة للتداول على السوشيل ميديا بالخصوص، وهكذا بات الحديث عن الأفلام المعروضة شأنا ثانويا يذكر على هامش الكلام عن فستان النجمة الفلانية وما أثاره من ردات فعل.

وذهب بعض الصحافيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعيدا في الحديث عن فساتين المشاركات من نجمات التمثيل وهيئاتهن، حتى صارت هي الحدث الرئيسي وليس السينما، إذ غلفها بعضهم ببعد أخلاقوي يدّعي الرصانة، فتزامناً مع انتهاء فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة مثلا، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون مجموعة صور من مهرجان موسكو السينمائي، وذلك للفت إطلالات النجمات في المهرجان المذكور، حيث كان يغلب عليها “الطابع الراقي الذي يمزج بين الأناقة والاحتشام، بخلاف أزياء وفساتين فنانات مهرجان الجونة السينمائي بسبب جرأتهن وملابسهن المكشوفة التي يغلب عليها الطابع الجريء الذي لا يليق بعادات مجتمعنا الشرقي وتقاليده”.

هذا ما أشارت إليه صحف مصرية وكأن الملابس والإطلالات هي لبّ الموضوع، وبالمقابل، فإن الكثير منهم ينتقد بشدة فيلم “ريش” المرشح لجوائز عديدة، للمخرج عمر الزهيري، متهمين إياه بالإساءة إلى سمعة مصر، وذلك لتركيزه على العشوائيات.

مثل هذه الانتقادات للفساتين لها مثيلاتها في مهرجان قرطاج السينمائي الذي انطلق في دورته الثانية والثلاثين بالعاصمة التونسية، ولكن بسوية أقل، وذلك لأسباب يدخل فيها الجانب الاجتماعي، ونمط الحياة في تونس لا يبالغ في النزوع للمحافظة كما هو الحال في مصر.

لكن هذا الأمر لا يمنع الجهات السلفية والإسلامية من التململ ومحاولة التحرك لاستثارة الرأي العام في ظروف سياسية واجتماعية يطغى عليها الحذر.

الأمر الأكثر دقة هو أن الإطالة في الحديث عن “الإطالة” فيما يخص بروتوكولات المهرجانات وطريقة إطلالة النجمات، لا ينبغي أن يمنعنا من التنبه إلى أن أفضل التظاهرات السينمائية هي التي تنجح شكلا ومضمونا، فلا ضير من الإتقان على مستوى الحالة الاحتفالية ونحن نتحدث عن السينما كأرقى أشكال الاحتفال بالحياة.

مضامين نبيلة

كل هذا لا ينبغي أن ينسينا أصالة مهرجان سينمائي مثل قرطاج، وقدرته على التجدد والابتكار من حيث الشكل والمضمون، فالفساتين الأنيقة التي ظهرت بها المدعوّات، حملت أيضا مضامين نبيلة، إذ يرافق كل نجمة أو نجم على السجاد الأحمر، طفل أو طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مبادرة إلى إدخال السعادة والسرور إلى هذه الفئة الاجتماعية، وتعميق إحساسهم بالانتماء إلى الأسرة الكبيرة دون حساسيات. هذه المبادرة وحدها تجعل المتابع لافتتاح المهرجان، يغض الطرف عن فستان النجمة ليلتفت إلى ذلك الدفء الإنساني الراقي الأنيق.

تضاف إلى هذا مبادرة أكثر عمقا ودلالة أقدمت عليها أيام قرطاج السينمائية، وهي تخصيصها لسبعة عروض في السجون التونسية، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب في كلّ من سجون محافظات المهدية والمنستير والقصرين والكاف وبنزرت.

وأمام هذه المبادرة الجريئة التي نوّهت بها جهات دولية، هل مازال الواحد ينتقد فستان نجمة ستزور مع فريق فيلمها سجنا، ويناقشها المساجين في مضمون الفيلم غير آبهين بنوع الفستان الذي كانت قد ظهرت به في حفل الافتتاح.

وفي هذا الصدد، أكد المتحدث باسم الهيئة العامة للسجون، نزار سلام، أن الهدف من هذه العروض هو الإدماج الثقافي ما يعني أن السجين حين يخرج من السّجن يكون له شغف بالمسرح والسينما والكتاب ما سيؤثر على وعيه وعلى سلوكه “وهذا ما ننشده كمؤسسة تسهر على تنفيذ العقوبات السالبة للحرية”.

الحديث عن فساتين الممثلات في المهرجانات يصبح ضربا من اللغو، حينما تتمكن هذه التظاهرات من الوفاء بالتزاماتها من حيث الإخلاص للسينما كقيم جمالية تمثل وسيلة وعي وتثقيف، وليس مناسبة لعرض الفساتين القصيرة وذات الصدور العارية، دون أن يكون خلف مرتدياتها إنجاز فني تستحق التصفيق له وأخذ الصور لأجله وحده قبل الفستان.

شيء آخر ميز مهرجان قرطاج قبل الفساتين وإطلالات الممثلات، وهو إخلاصه للمبادئ التي أرادها له المؤسسون في فكرة الاحتفاء بسينما الجنوب، إذ افتتح بفيلم تشادي. وفي هذا السياق، يقول الناقد السينمائي، والمدير الفني كمال بن وناس “إنّ أيام قرطاج السينمائية مكلّفة بمهمة، كما لديها أهداف فهي من ناحية تساهم في الترويج للأفلام العربية والأفريقية وإبرازها، لاسيما تلك التي تتجذر بوضوح في الاهتمامات الاجتماعية والثقافية لبلداننا، ومن ناحية أخرى، فإنّ أيام قرطاج السينمائية تعزز وتدعم إحدى ميزات المهرجان الكبرى”. الفساتين وحدها لا تصنع مهرجانا بل يضاف إليها الكثير من الجدية والتفاني في خدمة السينما.

كاتب تونسي

 

العرب اللندنية في

03.11.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004