المهرجان يقدّم خماسية سينمائية سورية ويكرم الفنان دريد
لحام.
يشكل مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط نافذة
هامة للسينما السورية. التي حققت فيه العديد من الجوائز السينمائية على
امتداد دوراته التي تزيد عن الثلاثين عاما. وللسينما السورية في الدورة
السابعة والثلاثين مكانة خاصة، حيث تم الاحتفاء بها من خلال حضور خاص تجلى
بالعديد من الأفلام والمشاركات.
خلال سنوات متتالية حققت السينما السورية حضورا متميزا على
منصة التتويج في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عبر عدة
مشاركات في أفلام طويلة وقصيرة متنوعة، عرضت فيها أفلام رياض شيا وغسان
شميط وعبداللطيف عبدالحميد وأيمن زيدان وجود سعيد ويزن آنزور وحازم زيدان
وآخرين.
وفي الدورة الحالية السابعة والثلاثين تحضر سوريا في موقع
السينما المحتفى بها، حيث تشارك بخمسة أفلام ثلاثة منها من إنتاجات المؤسسة
العامة للسينما.
كتابة نص سينمائي لا تكون قائمة على الموهبة بمقدار ما تقوم
على الدراسة العميقة والجادة لمفهوم الأفكار
ثلاثة أفلام في مسابقتين
في مسابقة الفيلم الروائي الطويل وضمن منافسات المسابقة
الدولية يشارك فيلم “الظهر إلى الجدار” للمخرج الشاب أوس محمد. في تجربة
سينمائية جديدة له، بعد العديد من الأفلام السينمائية القصيرة.
يتحدث الفيلم عن علاقة صديقين ببعضهما، يبحث أحدهما عن
الآخر بعد فترة من الغياب. ليتعرف من خلال ذلك على الكثير من العوالم
والتفاصيل التي لم يكن يعرفها، ويحمل الفيلم إسقاطات فكرية كبرى مشكلا بلغة
سينمائية خاصة منطلقات ذهنية تحاول تقديم فهم لما يجري في المحيط من أحداث.
أوس
محمد الأكاديمي الذي درس السينما في روسيا بنى نصه السينمائي على حكائية
مدروسة، فهو يرى أن كتابة نص سينمائي لا تكون قائمة على الموهبة بمقدار ما
تقوم على الدراسة العميقة والجادة لمفهوم الأفكار التي يريد الوصول إليها،
وأن الدراسة لمعاني وأفكار النص تقود إلى معرفة كلّ التفاصيل التي يريد
كاتب الفيلم أن تصل للجمهور وبالتالي وجودها في النص كحالة مؤثرة ومطورة
للحدث الدرامي، بحيث تحقق تطورا في سيرورة الحكاية ضمن سياق موضوعي منطقي.
وشارك في الفيلم كل من عبدالمنعم عمايري ولين غرة وعلي صطوف.
وفي مسابقة الفيلم العربي (نور الشريف) وهي المسابقة
الموازية. يشارك فيلم “الإفطار الأخير” للمخرج عبداللطيف عبدالحميد. ويقترب
فيه مجددا من عالم المدينة كما في نسيم الروح والعاشق وصعود المطر. ويقدم
حكاية زوجين يعيشان زمن الحرب في دمشق وكيف كان تأثيرها عليهما.
في
الفيلم كما في أفلام عبدالحميد السابقة تداخل بين الحقيقي والمتخيل
والأجواء الحافلة بالغرائبية. تحضر في حكاية الفيلم رغبة الزوجة بحياة
رغيدة لزوجها حتى لو كانت بعد وفاتها، وتحقق ذلك فعلا وبحسب طلبها بوجود
امرأة ثانية تكون زوجة له.
يكتب المخرج عن فيلمه “الحرب سهل أن تبدأها، صعب أن تنهيها،
مستحيل أن تنساها. في هذا الفيلم نعثر مرة أخرى على حكاية الحب في الحرب…
وربما الجملة التالية تعطينا مفتاح الانتباه إلى قصته أسوأ أنواع الرحيل
مَنْ رحل عنك ولم يرحل منك فالذين نفقدهم في الواقع، نحييهم في الذاكرة..
إنهم كأنما يصرّون بظهورهم المتكرر في حياتنا على الإبداع في حياة
افتراضية.. ونحن من مقاعد المتفرجين الهادئة المريحة، نتفرج على السيرورة
المضطربة للبشر في محنة الحرب”.
والفيلم من بطولة عبدالمنعم عمايري وكندة حنا وكرم الشعراني
وراما عيسى ويوسف المقبل وبيدروس برصوميان ومحمد خاوندي وماجد عيسى
وعبدالسلام غيبور ومحسن غازي وناصر وردياني ومحمد شما.
وفي مسابقة الفيلم القصير يشارك فيلم “فوتوغراف” لمخرجه
المهند كلثوم. الذي يقدم حكاية عن تأثر الأطفال بعوالم الحرب والآثار التي
تخلفها عليهم وإمكانية استغلالهم من قبل بعض الناس في سرقة إبداعاتهم كما
يتعرض لموضوع عمالة الأطفال والمتاعب التي تفرضها. الفيلم من تأليف بثينة
نعيسة وتمثيل سليمان الأحمد وغالب شندوبة وجمال العلي وصفوح ميماس وعتاب
أبوسعدة. |