*
لم يترك شيئاً له علاقة بالفن السابع إلا وطرقه من تكريم
مبدعين مصريين إلى احتفاء بسينماعربية وعالمية وانتهاءً بمكتبة سينمائية
عامرة
*
الإسكندرية يرد الاعتبار لمخرج سوري اتهمته إدارة مهرجان القاهرة عام 2013
بأنه «صاحب توجهات سياسية»
!
يوم السبت القادم تُفتتح أعمال الدورة 37 لمهرجان
الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط (25 سبتمبر – 1 أكتوبر 2021)،
التي تبشر المعلومات النهائية، التي ننفرد بها، بأنها ستكون سبباً في إسعاد
جمهور، وعاشقي، السينما، وتثير التفاؤل؛ نظراً لما تتضمنه من عروض،
وفعاليات، وتظاهرات، تضع السينما نصب أعينها، وتسعى لتصويب أية سلبيات
اعترضت طريق المهرجان، في الدورات الماضية، الأمر الذي يعني أن إدارة
المهرجان تتعلم من الأخطاء، والأهم أنها تستجيب للرأي الآخر
.
أول ما يلفت الإنتباه، في الدورة ال 37، أنها تحتفي
بالسينما الخالصة؛ سواء محلية وعربية أو عالمية؛ فإضافة إلى تكريم
المُبدعين المصريين : المخرج السينمائي الكبير علي بدرخان الذي اهديت له
الدورة، والمكرمين : الفنان خالد الصاوي (مع عرض فيلم «للإيجار»)، الفنانة
سلوى خطاب، الناقدة خيرية البشلاوي، السيناريست كوثر هيكل، الكاتب يوسف
معاطي، مدير التصوير طارق التلمساني، والاحتفاء بمئوية مُبدعين عظام؛ مثل :
النجم كمال الشناوي، الفنان محمد رضا، المخرج عاطف سالم، المنتج رمسيس نجيب
ود. ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، يحتفي المهرجان بالسينما السورية،
ممثلة في شخص الفنان دريد لحام، الذي يمنحه المهرجان وسام عروس البحر
المتوسط، والسينما العالمية، ممثلة في السينما اليونانية، ضيف شرف الدورة،
بالإضافة إلى تكريم المخرج اليوناني أنجيلوس فرانتزيس، والسينما الإسبانية
ممثلة في المخرج الأسباني المكسيكي الراحل لويس بونويل، الذي يُعرض له
أربعة أفلام، وتُعقد ندوة لمناقشة سينماه، بالتعاون، وحضور، سفيري أسبانيا
والمكسيك في القاهرة، كما يحتفل المهرجان بمرور 125 عاماً على أول عرض
سينمائي في مصر، أقيم بالإسكندرية في مقهي "طوسون" يوم 5 نوفمبر 1896، كما
سيعرض الفيلم الوثائقي «لوميير تاني مرة»، إخراج أحمد عاطف، الذي أنتجه
صندوق التنمية الثقافية عام 1995، بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما
.
جدير بالذكر أيضاً أن إدارة المهرجان؛ برئاسة الأمير أباظة،
استجابت للأراء التي كان ينادي أصحابها بتقليص مسابقات المهرجان، ومن ثم
لجان تحكيمها الكثيرة، والحفاظ على خصوصية، وهوية، المهرجان المعني بدول
البحر المتوسط، وصارت مسابقات الدورة 37 مقصورة على أربع مسابقات فقط هي :
مسابقة الفيلم الطويل لدول البحر المتوسط، مسابقة الأفلام الطويلة العربية
المتوسطية، وإن كنت أرى أنها متضمنة بالفعل في المسابقة الدولية، إلا إذا
كان الغرض إتاحة فرصة أكبر للأفلام العربية، مسابقة الفيلم القصير، وللمرة
الأولى ينظم المهرجان مسابقة لأفلام طلاب الجامعات، ومعهد السينما
بالإسكندرية، وإن كنت أطالب بأن تُصبح مسابقة الدورة المقبلة مفتوحة للطلبة
المصريين بوجه عام، وليس طلبة الجامعات والمعاهد السكندرية فقط، على أن
يُسمح بالإشتراك في المسابقة الرائعة، في الدورات التالية، لكل الطلبة
العرب.
رد الإعتبار لمخرج سوري
عام 2013 أراد القيَمون على مهرجان القاهرة السينمائي،
ومكتبه الفني آنذاك، «ركوب الموجة»، وتملق المعارضة ضد الرئيس السوري بشار
الأسد، فما كان منهم سوى أن رفضوا مشاركة الفيلم السوري «العاشق»، للمخرج
المرموق عبد اللطيف عبد الحميد، في الدورة الخامسة والثلاثين للمرجان؛ بحجة
أن مخرجه «ابن النظام السوري»، كما صرح مصدر داخل إدارة المهرجان وقتها بأن
«سبب استبعاد الفيلم يعود إلى التوجهات السياسية لمخرجه، ومساندته الصريحة
للنظام السوري، ووقوفه ضد المعارضة السورية» (!) واليوم، وبعد ثمان سنوات
من الواقعة، ترد إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الاعتبار للمخرج الكبير
عبد اللطيف عبد الحميد، الذي امتنع منذ وقتها، غضباً وحزناً على مصر التي
أحبها كثيراً، عن المشاركة في أي مهرجان سينمائي مصري، وأعلنت عن مشاركة
فيلمه «الإفطار الأخير» (قصة حب تنتهي لكي تبدأ مع آخر إفطار بين زوجين)،
في مسابقة الأفلام الطويلة العربي متوسطية، بالإضافة إلى أربعة أفلام سورية
أخرى، في المسابقات المختلفة للمهرجان؛ حيث يِشارك فيلم «المطران»، إخراج
باسل الخطيب، في عرضه العالمي الأول، في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
(حياة المطران الثائر "إيلاريون كبوجي" السوري الأصل، الذي كان شاهداً حياً
على نكبة فلسطين، واستمرار المأساة ونكسة 1967 وسقوط القدس كاملة بيد
الإحتلال، ومحاكمته التاريخية، وتعذيبه في معتقلات الكيان المحتل)، وفيلم
«الظهر إلى الجدار»، تأليف وإخراج أوس محمد (قصة "الدكتور قصي" الذي يحمل
دكتوراه في الإعلام، وتتغير حياته عندما يعرف أن صديق طفولته اختفى) بينما
يُشارك في مسابقة الأفلام القصيرة فيلم «حبل الغسيل»، تأليف وإخراج محمود
جقماقي (ويلات الحرب في سورية، وانعكاساتها على الناس، من خلال رصد حركة
الأقدام وتجوال المواطنين في السوق)، والفيلم القصير «فوتوغرافيا»، إخراج
المهند كلثوم (تداعيات الحرب السورية؛ من خلال الطفل السوري، والظروف التي
تفرض عليه الوقوف إلى جانب عائلته، ومساعدتها مالياً، ما يُضيع على الأطفال
السوريين حقوقهم التعليمية).
المكتبة السينمائية السنوية
الجانب الثقافي التنويري للمهرجان، الذي بات يُلقي بظلاله
على مهرجان الإسكندرية السينمائي، في دوراته الأخيرة، يُعلن عن نفسه، في
دوة هذا العام، أيضاً؛ بعدما أصدر المهرجان ستة عشر كتاباً عن المكرمين،
ورموز السينما المصرية؛ من بينها : «الثائر» (عن المخرج علي بدرخان)، «نور
وظلال» (عن الناقدة خيرية البشلاوي)،
«أضواء
وظلال»(عن مدير التصوير طارق التلمساني)، «أيقونة الرومانسية» (عن الكاتبة
كوثر هيكل)، «وجوه وهوامش» (عن خالد الصاوي)، «رحلة فن» (عن سلوى خطاب)،
«النقد بشفاه تبتسم»(عن المخرج عمر عبد العزيز)، «سبحان العاطي» (عن الكاتب
يوسف معاطي)، بالإضافة إلى كتب المئوية : «معلم السينما المصرية» (عن محمد
رضا)، «الدون جوان والشرير والكوميديان» (عن كمال الشناوي)، «مشوار عاطف
سالم»، «الأوراق الخاصة» (عن المنتج رمسيس نجيب)، «د.ثروت عكاشة»، «كلمات
تبقى» (عن الناقد الراحل ضياء حسني).
قضاة السينما .. وسباق الجوائز
تشهد الدورة 37 للمهرجان مُشاركة 20 دولة، تتنافس أفلامها
في أربع مسابقات؛ ففي مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط تتسابق
أفلام : يوسف (لبنان)، الظهر إلى الجدار (سوريا)، وش القفص (مصر)، مرجانة
(المغرب) و أناطو (المغرب) بالإضافة إلى أفلام من : «هذه الليالي المظلمة»
(البوسنة)، «خوان» (فرنسا)، «الليلة فضاؤنا» (فرنسا)، «هكذا هي الحياة»
(إسبانيا)، «أسدان إلى فينسيا» و«حرة إلى الجبل الأسود» (ألبانيا)، «طريق
مسدود» (سلوفينيا) و«التهاب» (اليونان).
وفي مسابقة الأفلام الطويلة العربي متوسطية «جرادة مالحة»
(المغرب)، «المُطران» (سوريا)، «الإفطار الأخير» (سوريا) و«الهوية» (تونس)
. وفي مسابقة الأفلام القصيرة لدول البحر المتوسط : «لا أحد» (رومانيا /
إيطاليا)، «فوتوغرافيا» (سوريا)، «الموجة الأخيرة» (المغرب)، «هانسيل»
(اليونان)، «نهاية معاناة» (اليونان)، «وداعاً فيسنا» (سلوفينيا /
استراليا)، «حبل الغسيل» (سوريا)، «أنا أحب» (إيطاليا)، «تراب» (فرنسا)،
«مارس الأخير» (الجزائر)، «أغنية الخطيئة» (المغرب / فرنسا)، «المكان
الشرقي» (لبنان)، «أورانوس» (فلسطين)، «الشباب لا ينام» (فرنسا)، «حفيد
عائلة مراد» (تونس) بالإضافة إلى الأفلام المصرية: «يُحكى أن»، «باب معزول»
و«يوم موت الراجل»
.
وعلى صعيد لجان تحكيم المسابقات الثلاثة تتكون لجنة مسابقة
أفلام دول البحر المتوسط من : المنتجة إنجريد ليل هوجتن (النرويج)، المخرج
أوليفييه كوسيماك (فرنسا)، المخرج سامح عبد العزيز (مصر)، المخرج جود سعيد
(سوريا)، الممثلة كارلا نيتو (إسبانيا) بينما تضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم
العربي المتوسطي : الفنان محمود قابيل (مصر)، الناقد مهدي عباس (العراق)،
الناقدة ملاك داحموني (المغرب)، الفنان فتحي الهداوي (تونس) وتتكون لجنة
تحكيم مسابقة الفيلم القصير من : المخرجة مايرا سانز (إسبانيا)، الناقد
نوماس كاسك (ألمانيا)، الأكاديمي حسن الروخ (المغرب)، الفنان كريم قاسم
(مصر) والمخرجة إنا سينديجرفيتش (البوسنة) وتضم لجنة تحكيم مسابقة الطلبة
من : المخرج هاني لاشين، مدير التصوير محسن أحمد والسيناريست ناصر عبد
الرحمن
.
أخيراً نجحت إدارة المهرجان في الخروج بالعروض من الفندق،
الذي أختير ليكون مقراً للضيوف، وأعادت التقليد الرائع المتمثل في النزول
بعروض الأفلام إلى جمهور الإسكندرية في صالات العرض التجارية؛ فأتاحت له
الفرصة للتمتع بأفلام المهرجان في سينما سان ستيفانو وسينما رويال بلازا
بالمنتزه، وعشاق السينما في مركز الحرية والإبداع وأتيليه الإسكندرية. |