ملفات خاصة

 
 
 

عمر الزهيري الفائز بجائزة في كان:

دسست السم في العسل

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

"ريش" فيلم الواقعية السحرية المصرية تطلب إنجازه 6 سنوات والممثلون هواة

"رب عائلة يتحول إلى دجاجة بسحر ساحر". هكذا يمكن تلخيص فكرة "ريش"، باكورة أفلام المخرج المصري الشاب عمر الزهيري (33 سنة) الذي نال جائزة "أسبوع النقاد" في مهرجان كان السينمائي (6 - 17 الجاري). "ريش"، هو الفيلم المصري الوحيد هذا العام في المهرجان، من ضمن خمسة أفلام عربية شاهدناها داخل الأقسام كافة، وكان يستحق أن يكون في المسابقة الرسمية، وذلك أكثر من أفلام عدة تسابقت على "السعفة".  

"ريش"، لا يشبه أي شيء سبق وأُنجز في السينما المصرية، لشدة عبثيته والسوريالية التي يضعنا فيها. صحيح أن الفيلم هو "قصة رب عائلة يتحول إلى دجاجة"، لكن تجسيد هذه الواقعة لا يحتل سوى أول ربع ساعة، الباقي هو عن زوجته، ست خاضعة تتولى شؤون أفراد العائلة التي تتألف من ثلاثة أطفال، أي ثلاثة أفواه يجب إطعامها، وهذا في ذاته تحد كبير، لأن العائلة هذه تعيش في فقر وإهمال ومهددة بالتشرد. تجد الأم نفسها وقد تورطت في سلسلة مواقف لا تحسد عليها. الفيلم لا يمازحها عندما يتعلق الأمر بتمريغها في التراب حرفياً.  

جزء لا بأس به من زمن الفيلم يكرسه المخرج لوصف ظروف العيش العجيبة لهذه العائلة، وذلك من خلال تفاصيل صغيرة معبرة يتراكم بعضها فوق بعض، لتتشكل منها لوحة بألوان غريبة. يكتفي بلقطات ثابتة ذكرت البعض بأسلوب المخرج السويدي روي أندرسون، علماً أن المخرج يقول بأن "كابوريا" لخيري بشارة (1990) ينبوع محتمل ارتوى منه. وعليه، يقوم أسلوب الفيلم على تأثيرات سينمائية متعددة، من الشرق والغرب، سواء بصرياً أو في استخدامه للموسيقى (استخدام ساخر في بعض الأحيان)، ما يجعله عملاً هجيناً يتعذر تصنيفه.  

عبقرية المكان

مواقع التصوير التي اختارها الزهيري فيها كثير من العبقرية، وهي التي صنعت فرادة الفيلم في المرتبة الأولى. هذه أماكن لم نعتد رؤيتها في السينما المصرية لا ماضياً ولا حاضراً، ولا يمكن اعتبارها واقعية تماماً، بل تقع بالأحرى في منتصف الطريق بين الفانتازيا المتخيلة والواقعية. طرق لا يسلكها أحد، بقع مهجورة، ديكورات متوحشة توحي بأن كارثة معينة مرت من هنا… في هذه الأماكن تجري أحداث "ريش". أما بيت العائلة فتفاصيله مرعبة ومقززة. غبار مكدس في كل زاوية. القذارة في كل شيء. مع ذلك، لا يمكن قبض ما نراه على محمل الجد وربطه بواقع اجتماعي ما، على الرغم من البؤس الموجود في مصر أصلاً. فنحن في عمق السينما التي تتناسل من خيال فنان، والفيلم يذكرنا بهذا بين فترة وفترة. 

يمعن "ريش" في متتاليات من المواقف العبثية ملغياً الرمزية والدلالات، بل يعمل بشكل ممنهج على تعطيل كل التوقعات التي قد تولد عند المشاهد. ناقد بريطاني كتب أن الأب الذي اختفى يمثل الأبوية في المجتمع المصري، وهذا إسقاط لا يرغبه الفيلم وينبذه المخرج. عندما نتحدث عن تعطيل التوقعات نعني به أنه يضعنا أمام احتمال من هذا النوع ثم يتخلى عنه. فاختفاء رب العائلة الذي كان يهيمن على قرارات البيت لن يحسّن من وضع أحد، ولن يفسح المجال لزوجته أن تصبح سيدة المنزل، بل ستزداد بؤساً وعزلة. البيت المنزلي لم يكن أفضل الأماكن قبل غياب الزوج، ولكن الخارج حيث البيروقراطية التافهة أسوأ. ثم إن الفيلم لا يقدم أياً من هذه الشخصيات كضحايا يجدر مناصرتهم، لا يدين ولا يحاول استدرار العواطف، وهنا تقع أهميته، وهذا ما يمنحه جواز سفر لينتقل من مهرجان إلى مهرجان في المقبل من الأشهر. 

تجربة طويلة جداً

عندما قابلنا عمر الزهيري في كان، بدا متفاجئاً بفوزه بجائزة النقاد وبالاستحسان الواسع الذي ناله. لم يتوقع ردود الأفعال هذه، لا سيما أن أفلاماً عربية كثيرة مُعرضة للتقويم على أساس الموضوع والسياسة، لا على أساس سينمائي خالص. قال مؤكداً، "أنا كنت أنجز سينما. أكره الموضوع أو القضايا". 

تطلب إنجاز الفيلم نحو ست سنوات، وهي تجربة يصفها بـ"الطويلة جداً". يروي كيف بدأ حياته، وأخذته المصادفات من مساعد مخرج ليسري نصرالله وغيره، راض عن قدره، ثم صانع أفلام قصيرة، إلى "ورطة" الفيلم الطويل. لم يكن يتحلى بثقة كبيرة في النفس، "إلى أن قادتني الظروف إلى غير طريق. ليست لدي أجندة، كما أنني لم أتوقع أن أشارك في كان وأفوز. أردتُ فيلماً مختلفاً يتيح لي اكتشاف الحدس. لطالما فكرت بفيلم عن الخوف والثقة بالنفس، حتى أنه راودني إنجاز فيلم عن علاقتي بأبي. ثم رحت في اتجاه كتابة الخواطر، إلى أن قررت مفاجأة نفسي بفيلم مثير، شخصياته كلها في الظل، لها عالمها، وهو هنا بمثابة الحياة الحقيقية، مع الإبقاء على جانب غير حقيقي. أردت اكتشاف هذا العالم، ومن هنا بدأت". 

لم يصور الزهيري فيلماً في العشوائيات المصرية، ولم يقع في الكليشيهات المرتبطة بالبؤس في بلاد العالم الثالث، وعلى الرغم من ذلك، لم يسلب الفيلم خصوصيته. يصفه بـ"السينما الخالصة والإنسانية الخالصة"، رداً على تعليق أن أماكن التصوير مميزة وجديدة في السينما المصرية. يهمه التأكيد أنه "ترك أبواباً مفتوحة ليجد كل متلق قصته، فيعيد النظر في علاقاته بغيره". ففي رأيه، "قصة الفيلم بسيطة، فلو حُكيت بغير طريقة ما كانت لتُحقق هذه الإثارة".

اللافت أن الممثلين في الفيلم لم يمثلوا سابقاً، ولم يقفوا أمام كاميرا. "تطلب الأمر نحو سنة تقريباً لإيجادهم"، يقول. الفيلم شديد العناية بالجانب البصري، يتعامل مخرجه مع الأماكن بالطريقة نفسها التي يتعامل فيها مع الممثلين. "أردت كسر المتعارف عليه في الأفلام وحركة الكاميرا التي نعتاد عليها، وذلك لإيجاد جانب مختلف يتيح فهم الشخصيات من منظار آخر. اتبعت تكنيك الفن الفوتوغرافي نفسه، حيث بإمكان اللقطة الواحدة إتاحة مئات التوجهات لحظة يتلقاها الإحساس والعقل. تركت المتفرج يتأمل تماماً ويخلق قصته. صحيح أن القصة قاسية والفيلم عنيف بمشاعره، لكن السم هنا ممزوج بالعسل". 

يقول الزهيري، إنه حاول قدر الإمكان ألا يكون جباناً. أشدد له على أن للفيلم خصوصية مصرية، مقابل قوله إنه كان يمكن للأحداث أن تجري في أي بقعة من العالم، وأسميها "الواقعية السحرية المصرية". يوافق. المهم بالنسبة إليه أنه ليس فيلماً تقليدياً عن الخير والشر والنضال وحقوق المرأة. يُنهي، "لا أزال أكتشف نفسي. حتى الآن لا أصدق أنني فزت". 

 

####

 

7 أفلام تتصدر سباق "السعفة الذهبية"

هل يحرز المغربي نبيل عيوش ثالث سعفة عربية في تاريخ مهرجان كان؟

عثمان تزغارت صحافي

مع استكمال العروض الرسمية للأفلام التي تُنافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي (يقام حفل الاختتام مساء اليوم)، بدأت معركة الترجيحات والتوقعات، بخصوص الأفلام الأوفر حظاً للفوز بجوائز هذه الدورة.

خيارات لجان التحكيم كثيراً لا توافق تكهنات النقاد، وعادة ما تحمل عدداً من المفاجآت غير المنتظرة (السارة منها والمخيبة)، التي تشكل مِلح هذا المهرجان الأشهر عالمياً. إلا أن جردة الحساب الأولية للأفلام المعروضة تؤشر إلى سبعة أفلام رئيسة يُرجح أن تكون لها حصة الأسد في حصاد جوائز هذه السنة.

الأقرب لحصد الجائزة

في مقدمة هذه الأعمال السبعة فيلمان لمخرجين سبق لهما أن نالا السعفة الذهبية. أولهما الإيطالي ناني موريتي، الذي كان قد خطف السعفة عام 2001، عن فيمله "غرفة الابن"، وعاد هذه السنة بدراما عائلية جديدة بعنوان "ثلاثة طوابق"، سلك فيها المنحى النفسي ذاته الذي صنع شهرته وفرادة أفلامه، ليغوص عميقاً في أخاديد الجراح النفسية لشخوصه التي تعاني الفقد والوحدة وسوء الفهم.

أما الثاني فهو الفرنسي جاك أوديار، الذي كان قد نال السعفة عام 2015 عن تحفته الأشهر Dheepan، وعاد هذه السنة بفيلم قاتم بعنوان "أولمبياد" سلط فيه الضوء على المصائر المتشابكة لأربع شخصيات قلقة، تعاني التشتت الاجتماعي والضياع النفسي، في مدينة كبرى (باريس مصورة بالأبيض والأسود) تحت وطأة العولمة والثقافة الرقمية وهيمنة شبكات التواصل الاجتماعي.

يُضاف إلى هؤلاء مخرج كبير آخر هو الإيراني أصغر فرهادي، معشوق النقاد والجمهور بلا منازع في كان، الذي سبق أن نال جائزة السيناريو عام 2016 عن فيلمه "الزبون". ويعتقد كثيرون أن هذا المعلّم السينمائي، الذي سبق نال جوائز شتى (الدب الذهبي في مهرجان برلين 2011، وأوسكار وغولدن غلوب أفضل فيلم أجنبي 2012…)، حان الأوان لأن يحرز السعفة الذهبية. وقد حظي جديده "قهرمان" بإجماع النقاد، لكن تجارب عدة في مهرجان كان (بيدرو ألمودوفار 1999، وآكي كوريسماكي 2002)، علمتنا أن السعفة نادراً ما تكون من نصيب الأفلام الأكثر استقطاباً للحفاوة النقدية!

أفلام راهنت على المغايرة

إذا ذهبت خيارات لجنة التحكيم بما يخالف ما تشتهي تكهنات النقاد، من الأرجح أن تأتي المفاجأة من أربعة أفلام راهنت على المغايرة، واختارت التغريد خارج السرب، وهي، "كسر" للفرنسية كاترين كورسيني، و"أسوأ رجل في العالم" للنرويجي جوهاكيم ترير، و"حمى بيدروف" للروسي كيريل سيريبرينيكوف، و"علِّ صوتك" للمغربي نبيل عيوش.

بجديده هذا، لا يُستبعد أن يهدي صاحب "علي زوا" السينما العربية ثالث سعفة ذهبية في تاريخها (بعد الجزائري محمد لخضر حامينا 1975، والتونسي عبد اللطيف قشيش 2013). وبخاصة أن عيوش قدم فيلماً من ذلك الصنف الأثير لدى مهرجان كان، فيلم خرج من معطف رائعة بيتر وير "حلقة الشعراء المفقودين" (1990)، عن شلة من المراهقين المهمشين الذين يجدون الخلاص في الفن (غناء الراب في فيلم عيوش)، بفضل معلّم يعيد زرع الأمل وحب الحياة في نفوسهم.

كان سبقاً لمهرجان كان، أن منح السعفة إلى فيلم فرنسي حِيك على منوال "حلقة الشعراء المفقودين"، وهو "بين الجدران" للوران كانتيه (2008). وليس مستبعداً، بالنظر إلى الحساسية الفنية والسياسية لرئيس لجنة التحكيم سبايك لي، وغالبية أعضاء اللجنة أن يُحدِث فيلم نبيل عيوش، بدوره، مفاجأة كبرى في حفل الجوائز هذا المساء.

 

الـ The Independent  في

17.07.2021

 
 
 
 
 

مسابقة كان 74 (5): أداءات تمثيلية مميزة في ختام أفلام المسابقة

أحمد شوقي

نختتم في هذا المقال تغطيتنا النقدية الخاصة لأفلام مسابقة الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي. 24 فيلمًا تتنافس على السعفة الذهبية التي سيتم إعلان الفائز بها خلال ساعات، تباينت في المدارس والأساليب وبالطبع في المستوى. نترك تحليلنا الموجز لها هنا في خمس مقالات لعله يكون مرجعًا لمحبي السينما بعد إعلان المتوجين بالجائزة الأرفع في العالم.

ميموريا Memoria – أبيشاتبونج ويراسيثاكول (تايلاند)

حوار مدته حوالي عشر دقائق يدور بين شخصيتين تتحدثان بهدوء شديد، بمعدل ستة جمل في الدقيقة تقريبًا، عن الأحلام وما يراه كل منهما خلال نومه، وعندما يقول الرجل أنه لا يحلم خلال النوم يتفقان على أن يجرب للتأكد، فيستلقي على الأرض منتظرا النوم بينما تتابعه المرأة بهدوء حتى يتملكه النوم.

إن كنت ممن يمكنهم تحمل مشهد كهذا على الشاشة دون أن يزول صبرك فتغادر القاعة ساخطًا على صناعه، محاولا التفكير في الأمر ومنحه قراءة تتسق والأفكار التي رصدتها في الفيلم، فأنت بالتأكيد من القلة الفريدة التي يخاطبها صانع الأفلام التايلاندي أبيشاتبونج ويراسيثاكول بفيلمه الجديد "ميموريا".

الفيلم يمثل عودة أبيشاتبونج الأولى إلى مسابقة كان منذ توج بسعفة المهرجان الذهبية عام 2010 عن فيلمه الشهير "العم بونمي الذي يتذكر حيواته السابقة"، وفيه يغير من بوصلته تماما بمغادرة بلده وقارته والاتجاه بعيدًا إلى كولومبيا، حيث صوّر فيلمه الذي تلعب بطولته (وتظهر في أغلب مشاهده) النجمة تيلدا سوينتون.

أي محاولة لتخليص القصة تبدو بلا معنى: عالمة نبات تسافر كولومبيا لزيارة أختها المريضة، وهناك تبدأ في سماع صوت دقات عنيفة مفاجئة (نسمعها معها مرارًا طوال الفيلم) فتحاول التفتيش عن السبب، وخلال رحلة البحث تقابل عددًا من الشخصيات، مهندس صوت وعالمة حفريات ومنظف أسماك يمتلك قدرات عقلية خاصة.

لا يحاول أبيشاتبونج من الأساس البحث عن منطق، مكتفيًا بالاشتغال على الحالة الشعورية المستمدة من عوالم الزن اليابانية: الكثير من الصمت والتأمل، والحوار البسيط يوحي بمعانٍ أعمق متروكة لمن يريد أن يزيل غبار الركود من على السطح وينبش أكثر بحثًا عن تفسيرات لما يراه. أسئلة بحجم حيز الواقع والحلم، العلاقة بالطبيعة والتواصل بين البشر، ماضي الإنسان وما يبقى بعد آلاف السنين من وفاة الفرد، وحدود الوعي واللاوعي.

"ميموريا" قد يبدو عملًا مزعجًا جدًا لمن يحبون متابعة الحكاية في الفيلم، يكاد صانعه يناصب هؤلاء العداء لحساب فهمه الخاص للسينما، لكنه عمل نخبوي مصنوع من أجل مشاهدي الهامش، جميل إذا قرأناه من منطقه الخاص وتفهمنا معادلاته السردية. الأمر الذي يطرح السؤال على لجنة سبايك لي، وهو المخرج المشغول بالتواصل مع المشاهدين قدر جرأته السينمائية ومحبته للتجريب. فهل يأتي تجريب أبيشاتبونج ويراسيثاكول على موجة فهم سبايك لي وذائقة أعضاء اللجنة؟ أما سيمر عليهم كما مر على الكثيرين دون إحداث أثر يُذكر؟

فرانس France – برونو دومون (فرنسا)

لا يتوقف المخرج الفرنسي برونو دومون عن العمل وتقديم تجارب جديدة مختلفة في كل مرة، أحدثها هذه المحاولة لتقديم وجهة نظر في فرنسا المعاصرة ممثلة في إعلامها ومشاهيرها المحركين للرأي العام، عبر حكاية تدور في أروقة عالم التلفزيون وبرامج التوك شو.

النجمة ليا سيدو التي حرمتها الإصابة بسلالة دلتا من فيروس كورونا من حضور دورة استثنائية شاركت فيها في بطولة أربعة أفلام منهم ثلاثة في المسابقة تلعب هنا أهم أدوارها خلال الدورة. فرانس دو مور الصحفية ومذيعة البرامج الحوارية اليومية التي اختار لها برونو دمون أن تحمل اسم الدولة، بما يترتب على ذلك منطقيًا من أن كل مرة يتم فيها ذكر اسم البطلة يحدث ارتباط فوري بين ما يقال وبين البلاد.

اختيار مباشر؟ بالطبع هو كذلك، والفيلم كله يلعب في هذه المساحة، مساحة تقديم رؤية تحمل الكثير من السخرية اللاذعة لعالم الإعلام المعاصر، فإذا كان فيلم "الرسالة الفرنسية" للمخرج ويس أندرسون يقدم تحية للصحافة على الطريقة الكلاسيكية الباحثة عن القصة الأصيلة، ففي "فرانس" يوجه دومون أصابع الاتهام للصحافة الحالية التي لم تزد أحدًا إلا تعاسة، وعلى رأسهم البطلة نفسها.

فرانس محبوبة الشعب الفرنسي، تمتلك من النجاح والشعبية ما يجعلها في المشهد الأول تلقي سؤالًا عنيفًا على الرئيس ماكرون لينشغل هو بالرد بينما تمزح هي ضاحكة مع مساعدتها، في مشهد تم استخدام اللقطات الأرشيفية للرئيس لتركيبه وجعله قابلًا للتصديق (واحدة من الممارسات التي نحسد الغرب دومًا على إمكانية تنفيذها بأريحية كموقف طريف يؤسس لشخصية الفيلم الرئيسية دون أن تثير أي حساسيات أو تتسبب في أي مشاكل).

تعيش المذيعة حياة مثالية مع زوجها الروائي وابنها الوحيد، وتقدم كل ليلة حواراتها الساخنة الممزوجة بتقارير تعدها من أرض الواقع في مناطق الحروب تلقي فيها أسئلة عاطفية ساذجة مؤيدة لفرنسا على ضيوفها، فتلقى المزيد من النجاحات والشعبية. حتى يأتي يوم وتصدم فيه فرانس شخصًا فقيرًا بسيارتها، ليهرع الجميع لنشر الخبر والتنكيل بها، فتكتشف لحظتها أنها تعيسة، وأن حياتها بحاجة للتغيير.

إلا أن "فرانس" ليس فيلمًا عن مذيعة تعيسة رغم نجاحها وإن كانت سيدو تظهر في كافة مشاهد الفيلم تقريبًا، ولكن جوهر الفيلم يكمن في طريقة تقديم دومون لتطورات حياة فرانس، وكثير منها نظريًا مؤثر وعاطفي وصالح لتحريك دراما قوية وتعاطف مع الشخصية، لكن دومون يختار تقديم كل شيء على طريقة تغطية البرامج التلفزيونية للأحداث: رصد يتظاهر بالتعاطف فيبدو مفتعلًا، ونبرة تتراوح طيلة الوقت بين الجدية والسخرية، كأن صاحبها يتظاهر بالاهتمام لكنه يخفي داخله ضحكة ساخرة، تمامًا كما تفعل فرانس وفريقها طول الوقت.

لكن التحدي هو إمكانية متابعة فيلم يفوق زمنه الساعتين لا يتعاطف مع بطلته ولا يحاول الدخول ولو خطوة واحدة داخل نفسيتها، مكتفيًا بمعاملتها على الطريقة التي يعامل بها الإعلام موضوعاته. الأمر الذي يبدو فكرة براقة أجاد المخرج الكبير تحقيقها، لكن نتيجتها كانت صعوبة التوقف عن مشاهدة الفيلم من الخارج والانغماس فيه في أي لحظة، الأمر الذي يتحول مع الوقت عبئًا يزيد من الشعور بطول الفيلم المبالغ فيه، ويترك انطباعًا نهائيًا غير مرضي رغم تفهم كافة أبعاد التجربة.

علّي صوتك Casablanca Beats – نبيل عيّوش (المغرب)

معرفة أفلام المخرج السابقة قبل مشاهدة أي فيلم هي دائمًا أداة جيدة لفهم أعمق للتجربة، وربط بين العمل الجديد وبين الأسلوب الذي يمتد من فيلم لآخر، حتى لو أراد المخرج أن يغير من نفسه. لكن في حالة المخرج المغربي نبيل عيّوش فإن معرفتنا – وحبنا – لأعماله السابقة قد سبب بعض الشعور بالظلم أن يكون هذا الفيلم هو أول مشاركة له في مسابقة كان الرسمية، فقد كانت أفلام مثل "علي زاوا" و"يا خيل الله" أجدر بهذه المكانة الخاصة، لولا أن صاحبها احتاج أن يبنى اسمه وشهرته الدولية أولًا قبل أن تفتح مسابقة كان له ذراعيها.

"علّي صوتك" تجربة خاصة، تبدو في مجملها غير متماشية مع النسق العام للمسابقة، فيها يعيد عيوّش خلق تفاصيل حقيقية وقعت له عندما أسس منشأة ثقافية في حيّ "سيدي مؤمن" الفقير في الدار البيضاء، مع الاستعانة بأنس البسبوسي، مغني الراب المعتزل الذي تحوّل معلمًا يدرب شباب المنطقة على الراب، ويشرح لهم أهميته كموقف ناقد من الحياة ومساحة يفتش من خلالها الفنان عن حريته.

البسبوسي يظهر بشخصيته الحقيقية، كذلك كافة الشباب والبنات الذين يدرسون معه ويتدربون على الغناء، مشكلين مجموعة متجانسة رغم تنافرها، يتمتع أصحابها بكاريزما واضحة، وطاقة متفجرة تتماشى مع أعمارهم ومواهبهم، لترصد الكاميرا نقاشاتهم ومصادماتهم أحيانًا، وتمر على الموضوعات التي يمرون بها: الحجاب وملابس الفتيات، المد الديني وتحريم الفن (حي سيدي مؤمن عُرف لفترة بتفريخ الإرهابيين وناقش عيّوش الأمر من قبل في "يا خيل الله")، وغيرها من الحوارات التي لا تختلف كثيرًا في شكلها أو مضمونها عن عشرات النقاشات التي نقرأها يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

الشباب مفعم بالطاقة، والأغنيات التي يقدمونها ممتعة فعلًا، وعلاقتهم المتنامية مع معلمهم تستحق الإعجاب، إلا أن شيئًا ما يظل منقوصًا في هذا الفيلم؛ ربما لأن المخرج تعامل مع المادة المتاحة فصرنا لا نشاهد اللحظات الحقيقية المؤثرة في حياة الشخصيات ونكتفي بمشاهدة ما يترتب عليها، أو ربما لأن سطحية الجدالات وتكرارها تخلق مسافة بين الفيلم وبين المشاهد العالم بطبيعة المنطقة العربية، أو ربما للتعمد الواضح في غياب النقد السياسي، وكأن وضع المنطقة وأزمات هؤلاء الشباب منفصل تمامًا عن الوضع السياسي للبلاد.

لا نقول بالطبع أن على الفيلم أو أي فيلم أن يكون مسيسًا، لكن الخطبة الرنانة التي يلقيها البسبوسي على طلابه بأن الراب أسلوب للحياة والحرية والرفض، لا يتماشى تمامًا مع تجاهل الملف برمته.

تبقى هنا الإشارة لتشابهات أسلوبية كبيرة نجدها بين "علّي صوتك" وأفلام مثل "ميكروفون" لأحمد عبد الله السيد في التناول الدوكيو-درامي لفنون الهامش (مع حضور أبرز للنقد السياسي في فيلم عبد الله)، ومثل "السيد باخمان وفصله Mr. Bachmann and His Class" لماريا سبيث في تخصيص جانب من الفيلم في رصد العلاقة بين معلم ملهم وطلابه. نذكر هذه التشابهات على محمل إيجابي وليس سلبي، ففي النهاية لكل فيلم ومكان خصوصيته، ولكن للتأكيد على أن حتى التجربة الفيلمية التي أقدم عليها عيّوش لا يمكن اعتبارها فريدة بما يبرر وضع الفيلم ضمن أكبر مسابقة سينمائية في العالم.

نيترام Nitram – جوستن كورزيل (أستراليا)

من أبرز التحديات التي قد تواجه أي صانع أفلام هي سرد حكاية يعرف الجميع مسارها. فلا يحتاج الإنسان أن يكون أستراليًا ليذكر مذبحة بورت أرثر التي وقعت عام 1996، عندما قام شاب غير متزن بفتح النيران على المتواجدين في موقع بورت آرثر الأثري بجزيرة تاسمانيا، ليقتل 35 شخصًا ويصيب 23 آخرين. الحادثة التي ينتهي بها فيلم "نيترام" للمخرج جوسين كورزيل.

الفيلم يتعمد ألا يذكر اسم بطله، مكتفيًا بالإشارة للقب "نيترام" الذي اعتاد زملائه في المدرسة مناداته به من باب السخرية (فهو مقلوب حروف اسمه الأصلي مارتن)، في إشارة واضحة لكوننا نتحدث عن شخص هو نقيض البطل كليًا، شخص احتاج ارتكاب المذبحة الأبشع في تاريخ أستراليا الحديث كي ينتبه العالم لوجوده على قيد الحياة!

يبدأ الفيلم بلقطات أرشيفية للقاتل الحقيقي في طفولته نهاية السبعينيات، عندما كان بين أطفال أصيبوا بسبب الألعاب النارية، وعندما يسأله المحاور عما إذا كان سيتوقف عن اللعب بهذه الأشياء الخطيرة، يجيب بتلقائية وابتسامة ودون تردد أنه لن يتوقف عن استخدام الألعاب النارية. الشريط الحقيقي لا يرسم فقط قوس أول يُغلق في نهاية الفيلم بارتكاب المذبحة باستخدام لعبة نارية أخرى أكثر خطورة، وإنما يمثل التمهيد الأول لشخصية نيترام، والذي نراه في المشهد التالي شابًا بالغًا يمارس نفس الألعاب رغم شكاوى الجيران ومحاولة الوالدين إيقافه.

أداء مذهل يقدمه كاليب لاندري جونز في دور هذا الشاب الملفوظ اجتماعيًا، افتقاره للمهارات الأساسية للتواصل وعنفه الواضح جعلا منه حملًا على كل من حوله، وأولهم الأب والأم اللذان يرصد الفيلم في خلفيته معاناتهما في محاولة التعايش مع وضع أصبحا بمرور السنين متأكدين من استحالة إصلاحه.

وبينما تشعر ببعض الشفقة تجاه الشاب العاجز عن فعل أي شيء صحيح، والذي يجعل رفضه وتجنبه من قبل الآخرين أمرًا طبيعيًا، فإن جوستين كورزيل يتفادى الإفراط في هذا الشعور؛ فلا أحد يرغب في أن يقع في حب قاتل أو يتفهم دوافعه، لكن الفيلم يقدم دراسة حالة، مسلطًا من خلالها الكثير من الأصابع الاتهام نحو تجاهل العلاج النفسي والتعامل السليم مع شخص غير متزن، وبالطبع قوانين بيع السلاح في أستراليا، والتي رغم تعديلها فور وقوع الحادث، إلا أن تترات الختام تشير لأن المواطنين الأستراليين يملكون الآن أسلحة أكثر مما كانوا يمتلكونه في 1996!

الفصل الثالث من الفيلم، والذي يشهد فيه نيترام تحولًا جسديًا يتماشى مع بلوغه ذروة الجنون وصولًا لتنفيذ جريمته، قد يكون الأداء التمثيلي الأبرز في كافة أفلام المسابقة. الأمر الذي يجعلنا نتوقع (أو ربما نتمنى) أن تذهب جائزة التمثيل إليه.

بلا راحة The Restless – خواكيم لافوس (بلجيكا)

من المفترض أن يكون الأب في حياة الابن معادلًا لفكرة الأمان والحماية والدعم، فما الذي يحدث عندما يصير العكس هو الصحيح فيغدو الأب مصدرًا للخطر والإزعاج والإحراج؟ وماذا لو كان الأمر خارجًا عن إرادته، يتم رغمًا عنه ولا يملك أحد إلا محاولة السيطرة عليه وجعل اليوم يمر بسلام؟

الأسئلة السابقة يطرحها فيلم المخرج البلجيكي خواكيم لافوس، والذي يشارك في مسابقة كان الدولية للمرة الأولى بفيلم تم تصويره في فرنسا بممثلين فرنسيين وحكاية صالحة لأن تدور في أي مكان بالعالم. حكاية بطلها الحقيقي هو المرض النفسي الذي يتفاقم لدى الرسام داميان (داميان بونار) فيحول حياة زوجته ليلى (ليلى بختي) وابنه أمين (جابريل ميرز شاماه) جحيمًا دائمًا.

وبالرغم من أن ملف الفيلم الصحفي وملخصه في كاتالوج المهرجان يشير لأن الأب مصاب بالاضطراب ثنائي القطب bipolar disorder، فإن الكلمة لا يرد ذكرها في الفيلم إلا في الدقائق الأخيرة خلال مواجهة تنفجر بين الزوجين تعبر فيه ليلى عن سخطها من تحول حياتها إلى سلسلة من محاولات حماية الابن من خطر أبيه والتصرف كأم للاثنين معًا. فالأهم من تسمية المرض هو الفكرة العامة لغياب الأمان مع البشر الذين يفترض أن يكونوا مصدره.

الفيلم يجيد رسم تصاعد حالة داميان من فرط حركة واضح لتصرفات غير عقلانية كأن يترك ابنه على متن قارب في وسط بحيرة ويطلب منه العودة بالقارب وحده بينما سيسبح هو نحو الشاطئ، إلى حدود من المعاناة التي يعيشها ومن حوله بعدما يفقد السيطرة كليًا على تصرفاته، بصورة يمكن أن تذكرنا بتطورات أفلام الإدمان التي انتشرت في العالم وفي مصر خلال القرن الماضي، مع الكثير من النضج في تناول الحالة ورصد ردود أفعال من حولها بطبيعة الحال.

قد لا يكون أداء بطلي الفيلم كلًا على حدة هو الأفضل بين أدوار المسابقة الرئيسية، لكن وجودهما معًا يخلق هارمونية مدهشة حتى في أقصى لحظات الخلاف (هارمونية افتقدها شون بين مع ابنته الحقيقية مثلًا في فيلمه "يوم العلم"). إحساس مسيطر بحاجة كل منهما للآخر حتى في اللحظات التي كان يجب فيها منطقيًا أن تقرر ليلى الانسحاب وترك زوجها ليواجه مصيره وحده.

يمكن أن يكون نوع الحكاية تلفزيونيًا بعض الشيء في ظل سيادة المشاهد الداخلية والمواجهات الحوارية، لكن اختيار وقوع الأحداث في زمن الجائحة (هو فيلم المسابقة الوحيدة بالمناسبة الذي يدور في العام الأخير أو يضع الكوفيد في اعتباره) يمنح الأمر بعدًا أعمق بكون الانعزال مع أب وزوج غير متزن صار أمرًا حتميًا لا فكاك منه بسبب قواعد الغلق الصحي. كذلك كون البطل رسامًا يستفيد من حالته النفسية في خلق لوحات أفضل أمر يضفي المزيد من الأبعاد للحكاية.

ومثل كل الأفلام الجيدة التي تنتمي لهذا النوع، يتركك "بلا راحة" بمزيج من الشفقة على أبطاله والذعر من أن عدم تعرضك أو أي شخص تحبه لمتاعب مماثلة هو فقط مجرد حسن حظ قدري لا يمكن ضمان استمراره.

 

موقع "في الفن" في

17.07.2021

 
 
 
 
 

المنافسة شرسة.. قائمة الأفلام المرشحة للفوز بالسعفة الذهبية

أحمد السنوسي

ساعات قليلة تفصلنا عن الإعلان الرسمي علي الفيلم المتوج بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 74، والتي أقيمت في ظروف إستثنائية بسبب تفشي فيروس كورونا.

ويواجه رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، المخرج الأمريكي سبايك لي، ورفاقه مهمة صعبة لتحديد هوية الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان.

بوابة أخبار اليوم تتناول معكم أبرز الأعمال المرشحة للتتويج بالسعفة الذهبية خلال الدورة الـ 74

فيلم Drive My Car

بعد غياب دام 3 سنوات يعود المخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي إلى كان، بقصة قصيرة للكاتب المخضرم هاروكي موراكامي بعنوان “Drive My Car”.

الفيلم مليء بالأفكار والعاطفة، حول نيشيجيما هيديتوشي ممثل ومخرج مسرحي يعيش حياة سعيدة من زوجته الكاتبة المسرحية، التي تختفي في يوم من الأيام بشكل مفاجئ ليجد نفسه واثقًا في الشابة التي تم تعيينها كسائقة.

فيلم Memoria

يشارك المخرج التايلاندي أبيشاتبونج ويراسيتاكول بفيلم "Memoria" الذي وصفه النقاد بأنه غريبًا ومتعرجًا وبطيئًا بشكل لا يقبل المساومة، عبارة عن مشاهد وتابلوهات غريبة وغير منقطعة تحرضنا لفتح أبواب الإدراك.

جيسيكا هولاند (تيلدا سوينتون) امرأة من اسكتلندا، وأثناء رحلتها إلى كولومبيا، تبدأ بملاحظة أصوات غريبة سرعان ما تجعلها تفكر في وجودها.

فيلم The Worst Person in the World

بينما يشارك النرويجي واكيم ترير فصلاً جديداً من ثلاثيته الشهيرة “أوسلو” بعنوان “The Worst Person in the World”، والذي يروي قصة ترير 4  سنوات من حياة جولي، وهي امرأة شابة تبلغ من العمر 30 عاما، تتنقل بفوضوية في حياتها العاطفية وتكافح للعثور على مسار حياتها المهنية، مما دفعها إلى إلقاء نظرة واقعية على من هي حقًا.

قال عنه النقاد أنه من نوعية الأفلام التي رأيناها جميعًا يتم تنفيذها بشكل سيء للغاية، لدرجة أنه لم يكن متوقعًا أن نراها جيدًا وأن ندرك أن موضوعاتها مهمة جدًا: من الذي تحب؟ ومتى تدرك أنه حان الوقت لكي تستقر؟ 

فيلم Paris, 13th District

يعود المخرج جاك أوديار لشوارع مدينته التي يعرفها عن ظهر قلب من خلال فيلم “Paris, 13th District” ليغوص في حياة شبابها بتفاصيلها المعقدة من جنس وعمل ورغبة وصداقة وبالعلاقات التي تربط بين الأجيال المختلفة فيها

خلال الفيلم تلتقي إيميلي بالشاب اليافع كاميي الذي ينجذب إلى فتاة أخرى هي نورا، الخارجة لتوها من علاقة مع آمبر. ثلاث فتيات وصبي - إنهن أصدقاء، وأحيانًا عشاق وغالبًا الأثنين معا.

 

####

 

بث مباشر لحفل توزيع جوائز الدورة 74 من مهرجان كان السينمائي

أحمد السنوسي

دقائق قليلة تفصلنا عن إسدال الستار عن النسخة الـ 74 من فعاليات مهرجان كان السينمائي، والذي ينتظر جمهوره إعلان جوائز الدورة خلال الدقائق القادمة 

ومن المقرر أن يقام حفل الختام في تمام الساعة السابعة والربع بتوقيت القاهرة، وسيعلن المخرج الأمريكي سبايك لي رئيس لجنة التحكيم، الأفلام المتوجة بالسعفة الذهبية، في حفل ختام المهرجان.

وللمرة الأولى يتنافس في المسابقة الرسمية 24 فيلما، وجاء ذلك بعد إلغاء فعاليات الدورة السابقة بسبب جائحة كورونا، وتضم المسابقة مجموعة من أبرز صناع السينما حول العالم، بينهم 4 مخرجات للمرة الأولى أيضا، ومن أبرز التوقعات حصول فيلم «Drive My Car» للمخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي، على جائزة السعفة الذهبية، وذلك بعد حصوله على جائزة «الفيبرسي» الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين، كأفضل فيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان.

وتضم قائمة التوقعات عددا من الأفلام منها «Memoria»، للمخرج التايلاندي أبيشاتبونج ويراسيتاكول، و«Paris, 13th District»، و«Lingui» للمخرج التشادي محمد صالح هارون، بالإضافة إلى فيلم «A Hero» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي.

كما يشهد حفل الختام اليوم، إعلان جوائز الأفلام الروائية القصيرة، التي تتنافس على جوائزها 10 أفلام، ويشارك المخرج المصري سامح علاء، في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي تضم أيضا المخرجة التونسية كوثر بن هنية.

وتضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في عضويتها كلا من الممثلة المرشحة لجائزة أوسكار ماجي جيلنهال، والممثلة الفرنسية إنجلوريوس باستردز، ميلاني لوران، والمخرجة النمساوية جيسيكا هاوزنر، والمغنية الفرنسية ميلين فارمر، وبين أعضائها الرجال: المخرج الفرنسي السنغالي، ماتي ديوب، الممثل الفرنسي من أصل جزائري طاهر رحيم، بالإضافة إلى المخرج البرازيلي كليبر ميندونكا فيلهو، والممثل الكوري الجنوبي سونج كانج.

 

####

 

قبل إعلان الجوائز.. تعرف علي الفائزين فى مسابقات مهرجان كان

أحمد السنوسي

دقائق قليلة تفصلنا عن إسدال الستار عن فعاليات الدورة الـ 74 من مهرجان كان السينمائي الدولي، فبعد 12 يومًا يُعلن بعد قليل جوائز الدورة التي بدأت في 6 يوليو الجاري، من خلال حفل الختام المقام في تمام الساعة السابعة مساء.

وفيما يلي أهم معلومات عن الدورة الـ74، قبل حفل توزيع جوائز مهرجان كان السينمائي:

- يتنافس 24 فيلمًا في المسابقة الرسمية على جائزة السغفة الذهبية لأفضل فيلم، بالإضافة إلى جوائزالإخراج، السيناريو، التمثيل، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى جوائز مسابقة الأفلام القصيرة.

- أذيعت مساء أمس نتائج مسابقة "نظرة ما"، وحصل فيلم "Unclenching The Fist" للمخرجة الروسية كيرا كوفالينكو، على الجائزة الكبرى للمسابقة، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "Great Freedom" للمخرج سيباستيان ميس، وذهبت جائزة المجموعة للمخرجة من أصل تونسي حفصة حرزي عن فيلمها "Bonne mère"، وكانت جائزة الآصالة، التي تم استحداثها للمرة الاولى لـ "Lamb" إخراج فالديمار يوهانسون.

- وجهت لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما"، جائزة تشجيعية لفيلم "La Civil" للمخرجة تيودورا ميهاي، بالإضافة إلى تنويه خاص للفيلم المكسيكي "Prayers for the Stolen" إخراج تاتيانا هويزو.

- أعلنت أمس نتائج مسابقة أفلام الطلبة الـ "سينيفونداسيون"، التي كان ضمن لجنة تحكينها المخرج المصري سامح علاء والتونسية كوثر بن هنية، وذهبت الجائزة الأولى بفيلم "The Salamander Child" إخراج ثيو ديجين.

أما الجائزة الثانية كانت من نصيب "Cicada" إخراج يون دايوين.

وجاءت الجائزة الثالثة مناصفة بين فيلمي "Love Stories on the Move" إخراج كارينا جابرييلا داسوفينو، و"Cantareira" إخراج رودريجو ريبيرو

- حصل الفيلم المصري "ريش" للمخرج عمر الزهيري على الجائزة الكبرى من قسم "أسبوع النقاد" في نسخته الـ 60.

 

####

 

أزمات الدورة الـ 74 من مهرجان كان السينمائي الدولي

أحمد السنوسي

مع إسدال الستار عن آخر أيام فعاليات الدورة الـ 74 من مهرجان كان السينمائي الدولي والذي استمرت علي مدار 12 يومًا، شهدت أحداث الدورة الحالية العديد من الأزمات.

بوابة أخبار اليوم تتناول معكم أبرز الأزمات التي وقعت فيها الدورة الـ 74 لمهرجان كان.

- الأزمة الأمنية.. حيث وجدت الشرطة الفرنسية طردًا مشبوهًا تعاملت معه شرطة المتفجرات وتم تدميره بعد أن أخلت الشرطة قصر العروض الفنية بالكامل.

-اقتحام لصوص لغرفة الممثلة جودي تورنر سميث وسرقة مجوهراتها الثمينة

تعطيل السيستم الخاص باختبارات فيروس كورونا، والتزاحم على أماكن الاختبار لكن إدارة مهرجان كان تداركت هذه الأزمة واكتشفت ظهور حالات ضمن نتائج التحاليل التي تجرى كل 48 ساعة

- غياب الممثلة الفرنسية ليا سيدو عن حضور 4 عروض لأفلام تنافس 3 منها في المسابقة الرسمية للمهرجان بعد إيجابية تحاليل فيروس كورونا الخاصة بها، وفي انتظار سلبية النتائج لتتمكن من حضور الفعاليات خاصة أنها مرشحة لنيل السعفة الذهبية كأفضل ممثلة للمرة الثانية في تاريخها

- تصريحات سياسية، أحاديث وندوات مهرجان كان خاصة من قبل رئيس لجنة التحكيم سبايك لي، وأخيرًا المخرج والممثل شون بن

- ظهور عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتعرض لشائعة وجود بؤر إصابات تفاداتها الإدارة بسرعة وتم الكشف عن الأعداد الحقيقة التي لا تتعدى 3 حالات يوميًا ويكتشفها اختبار 48 ساعة المعلن عنه مسبقاً.  

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

17.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004