ملفات خاصة

 
 
 

«كان» يعود بعد غياب... واعداً بحذر

المهرجان يُفتتح اليوم بأسئلة كبيرة وعروض كثيرة

لوس أنجليس: محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

تبدأ اليوم (الثلاثاء) أعمال ونشاطات مهرجان «كان» السينمائي في دورته الرابعة والسبعين. تخلف هذه الدورة الواقعية، دورة حُذفت بسبب تفشي الوباء في ربيع وصيف العام الماضي. كانت الدورة الغائبة (73) قد أُرجئت من الشهر الخامس إلى منتصف الصيف، من ثمّ أُلغيت تماماً. واكتفى المهرجان حينها بتوزيع عدد من أفلامه على مهرجانات متعاونة مثل مرسيليا وسان سابستيان وتورونتو.

الدورة الجديدة صفحة جديدة أو هكذا يؤمل لها. تُقام بدورها في خارج وقتها التقليدي في شهر مايو (أيار) للسبب ذاته الذي كان أدّى لإلغائها السنة الماضية. لكنها دورة حافلة بلا ريب.

هذا لا يعني أنّ هاجس «كوفيد - 19» بعيد عن البال. وللتأكد من عروض «صحية» أقدمت إدارة المهرجان على فرض قرارات عدّة بخصوص السلامة المتوخّاة، من بينها توزيع المقاعد وأهمّها أنّ من تلقى اللقاح مسبقاً، يستطيع الدخول بإبراز بطاقته، أما من لم يتلقاه فعليه زيارة العيادة القريبة لإجراء اختبار PCR كل 48 ساعة أو كل 72 ساعة.

بحسبة بسيطة سيؤم الموجودين الذين رفضوا أخذ اللقاح، العيادة من 4 إلى ست مرات خلال فترة المهرجان الممتدة من 6 وحتى 17 من الشهر الحالي. حين صدرت هذه القرارات المفيدة، لم تكن أحدث نسخة من «فيلم» كورونا باتت واقعاً. النسخة المقصودة هي المتحوّر دلتا، الذي صرّح وزير الصحة الفرنسي قبل أيام قليلة بأنّ نحو 30 في المائة من الإصابات الجديدة، هي من نوع دلتا وأنّ التلقيح قد لا يمنع الإصابة به.

24 فيلماً في المسابقة كثير منها لمخرجين جدد ولو أنَ معظمهم حقق أفلاماً عديدة من قبل، دارت على شاشات مهرجانات عدّة من دون أن تمنح مخرجيها الشهرة التي منحتها للبعض الآخر. من هذا البعض الآخر، الإيطالي ناني موريتي الذي حقق فيلمه الجديد «ثلاث حكايات»، قبل أكثر من عام، وكان من المنتظر عرضه في «كان» المُلغى، لكنه آثر انتظار «كان» الجديد عوض أن يعرضه في مهرجانات أخرى.

وس أندرسن هو اسم معروف آخر، يخص الدورة الحالية بفيلم «المرسال الفرنسي» The French Dispatch. التشادي محمد - صالح هارون عنوانه «لينغويني» Linguini (ذلك النوع من الباستا الذي يأتي على شكل قطع صغيرة). ومن المعروفين أيضاً الفرنسي فرنسوا أوزون، الذي لا يتوقف عن العمل، ولديه هنا «كل شيء سار على نحو جيد» (Everything Went fine). الفرنسي الآخر ليوس كاراكس يوفر فيلم الافتتاح «أنيت» (Annette).

هناك فرنسيان آخران معروفاً جيداً في المحافل وسبق لهما أن أمّا المهرجان أكثر من مرّة هما، جاك أوديار وبرونو دومو. يعرض الأول «باريس المقاطعة 13» والثاني فيلم عنوانه «في صباح يوم نصف واضح». هذا هو العنوان الإنجليزي للفيلم أما للتسمية الفرنسية فقد اختار دومو «فرنسا».

الإيراني أصغر فارهادي يعود إلى «كان» بفيلم «بطل» (A Hero)، وكذلك يفعل كل من الأميركي شون بن، موفّراً «يوم العَلَم» (Flag Day)، والهولندي بول ڤرهوڤن الذي يعرض «بنيديتا» (Benedetta) مع الجديدة فرجيني إيفيرا في العنوان.

- معروفون وشبه معروفين

لافت دخول الفيلم المغربي «إيقاعات كازابلانكا» (Casablanca Beats) المسابقة، لنبيل عيّوش. سنجد أفلاماً عربية أخرى في تظاهرات مصاحبة (بينها «نظرة ما»)، نحيط بها على نحو أفضل في تقارير مقبلة. كذلك هناك اشتراكات إسرائيلية عدّة موزّعة في هذه الأقسام وأحدها في المسابقة الرسمية.

إنه فيلم «نافاد لا بد»، الذي نال قبل عامين ذهبية برلين عن فيلمه «مترادفات» Synonyms يعرض في مسابقة «كان» كذلك فيلمه الجديد «رُكبة أحد» (Ahed’s Knee) المنتظر له أن يُثير جدالاً فنياً - سياسياً جديداً لتطرّقه، كما في فيلمه السابق، لقضايا المؤسسة الإسرائيلية بالنقد.

تنضم الفرنسية ميا هانسن - لڤ إلى مهرجان «كان» مجدداً، بعدما كانت قد عرضت سنة 2016. فيلمها «أشياء ستقع» (Things to Come) في مسابقة «نظرة ما» الموازية. يفصح عنوان فيلمها الجديد، «جزيرة برغمن» عن موضوعه. ليس تسجيلياً، كما ردّد البعض، على أساس أنّ أحداثه تقع في جزيرة فارو التي لجأ إليها المخرج السويدي الأشهر، بل دراما تتعامل وأميركيين (تيم روث وميا وازكوڤسكا) لجأ إلى منزل هناك، ليكتب كل منهما سيناريو مشروعه المقبل.

من المنضمّين مجدداً إلى «كان» الياباني ريوزوكي هاماغوتشي. كان عرض في المسابقة قبل ثلاثة أعوام «أساكو واحد واثنان» (Asako I & II)، ويعود إلى العرين الفرنسي بفيلمه الجديد «قُد سيّارتي» (Drive My Car).

الفنلندي يوهو كواسمنن كان بدوره أمّ مهرجان «كان» مرّتين من قبل (2010 بفيلم «بائعو الرسومات» و2016 بفيلم «أسعد يوم في حياة أولي ماكي») وهو يعود الآن بفيلمه الجديد «المقصورة 6» (Compartent N. 6).

- الباقون

باقي أفلام المسابقة تتوزع ما بين الفيلم المجري «قصة زوجتي» لإلديكو إنييدي التي رُشخ فيلمها الجيد السابق «عن الجسد والروح» (On Body and Soul)، إلى أوسكار أفضل فيلم أجنبي سنة 2018، بعدما كان فاز بذهبية برلين سنة 2017).

من الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى فيلم «يوم العَلَم» لشون بن هناك «رد روكيت» (Red Rocket) لشون بايكر.

من بلجيكا حضور للمخرج يواكيم لافوسي في دراما بعنوان «غير المستقرين» والنرويجي يواكيم ترايير «أسوأ شخص في العالم». الفرنسية جوليا دوكورنو تعرض «تيتان». الروسي كيريل سيربرنيكوڤ كان عرض مرتين سابقتين في «كان» الأولى سنة 2016 حين قدّم «الطالب» في «نظرة ما» والثانية بعد عامين عندما دخل المسابقة عن فيلمه «ليتو». هذا العام يعود بفيلم «إنفلونزا بتروڤ».

من أستراليا نجد «نيترام» لجوستين كورزَل الذي عرض قبل ثلاثة أعوام نسخته الخاصّة من فيلم «ماكبث» مع مايكل فاسبيندر في دور البطولة. ومن تايلاند يوفّر المخرج أبتشابونغ ويراسسثأكون، الذي لا يستطيع أحد حفظ اسمه غيباً، لكنّ بعض أفلامه تبقى في البال بما فيها «العم بونمي الذي يتذكر حيواته السابقة»، الذي نال سعفة «كان» سنة 2010. قدّم هنا «ذاكرة» (memoria) (وحيد المسابقة، غالباً، بالأبيض والأسود). أخيراً، فيلم فرنسي سادس عنوانه «الكسر» La Fracture للمخرجة كاثرين كورسيني.

- مهرجانات أخرى

تأتي دورة «كان» هذه السنة كجزء من موسم المهرجانات المهمّة والكبيرة. في السابق كان يكمن على مسافة «آمنة» من برلين (الشهر الثاني) ومن فينيسيا (الشهر التاسع). الآن هو جزء من حفلات الصيف السينمائية وينتهي قبل 48 يوماً فقط من بداية المهرجان الإيطالي (من أول سبتمبر (أيلول) إلى 11 منه). وإذا كان هناك من منافسة بين المهرجانين فإنّ العام الحالي سيطلقها بقوّة. مهرجان يواصل الثقة بأنّه الأول حول العالم من حيث الأهمية (وهو في معايير عدّة كذلك) وآخر مال الميزان صوبه وطفح منذ خمس سنوات بحيث بات العديد من السينمائيين (مخرجين ومنتجين) يفضّلون التعامل معه.

لكن بداية موسم المهرجانات هذا العام لا تبدأ مع «كان» بل في مانهاتن نيويورك. هناك عرض مهرجان تربيكا في مناسبته العشرين 325 فيلماً، معظمها برميير عالمي أو برميير أميركي. وجين روزنثال تخبرنا قبل يومين من الافتتاح الذي تم في 9 يونيو (حزيران)، لعروض استمرّت حتى العشرين منه، أنّه «لم يكن صعباً إيجاد أفلام للعرض. كان صعباً الاكتفاء بما اخترنا عرضه من بين أكثر من 1350 فيلماً وصلنا». وأضافت: «عندما أسسنا جذوره في سنة 2002، كنا مدركين أنّ العالم مليء بالمهرجانات. نيويورك وحدها تحتوي على عشرات المهرجانات بما فيها ثلاثة أو أربعة رئيسية. لكننا انطلقنا لنتميّز بجهد تأكيد على أنّ الثقافة والسينما والحياة بأسرها عليها أن تستمر وتستطيع أن تستمر رغم إرهاب سبتمبر 2001».

بدورها، تقول كارا كوزومانو، رئيسة المهرجان ونائب رئيس البرمجة، إنّ المهرجان اختار مجموعة كبيرة ومتباينة من الأفلام لجمهور عريض: «كنا نعلم أنّ الجمهور توّاق، بعد انتشار الوباء وكل ما صاحبه من مشكلات وعقبات تواصل وممارسة الحياة الطبيعية للعودة إلى المهرجان. على ذلك كان علينا أن نتّخذ الاحتياطات وأن نتجاوز العقبات الكثيرة التي واجهتنا في سبيل إنجاز دورة ناجحة».

أحد هذه الأفلام هو الفيلم العربي الوحيد بين هذه المئات وهو «سعاد» لآيتن أمين (مصر). حظوظ الأفلام العربية في مهرجانات الولايات المتحدة، موزّعة في مهرجانات أخرى مثل سان فرنسيسكو وصندانس وبالم سبرينغز وسانتا باربرا. وفي كندا تورونتو.

بعد «كان» ينطلق المهرجان التشيكي كارلوفي فاري وفي أغسطس (آب) ساراييفو وإدنبرة وسيدني من ثمّ لوكارنو السويسري. وبعد «فينيسيا» في سبتمبر المقبل، تتوالى مهرجانات تورونتو ولندن وسان سابستيان وتليورايد (الولايات المتحدة) وهلسنكي (فنلندا) وزيوريخ (سويسرا). ويأتي أكتوبر (تشرين الأول)، بمهرجانات رئيسية وشبه رئيسية عدّة، أكبرها، بوسان (كوريا) وطوكيو.

خلال وبعد ذلك، تتناهى المهرجانات العربية: أيام قرطاج السينمائية (تونس)، و«الجونة» (مصر)، ومرّاكش (المغرب)، والقاهرة (مصر)، ومهرجان البحر الأحمر (السعودية).

لا ننسى أنّ العالم بات تحت رحمة «كورونا» ومترادفاته وما يسري اليوم من استعدادات في كل هذه المهرجانات قد يتوقف إذا ما وجد العالم نفسه أمام انتشار جديد للوباء.

 

####

 

لا عناق على السجادة الحمراء في «كان»... و«الأفضلية لأفلام المخرجات»

باريس: «الشرق الأوسط»

«إذا ترددنا أمام فيلمين أحدهما من إخراج امرأة فإننا نختار فيلم المرأة». هذا ما أعلنه تييري فريمو، مدير مهرجان «كان» الدولي في مقابلة معه نشرها موقع «مدام فيغارو». حيث تنطلق، اليوم وحتى 17 من الشهر الحالي، الدورة الجديدة للمهرجان السينمائي الأكثر بريقاً والذي يقام على الشاطئ الجنوبي لفرنسا. وهي دورة تعد بالكثير، لا سيما أنّ دورة العام الماضي كانت قد ألغيت بسبب «كورونا». وأضاف، أنّه لن يستقبل النجوم بالعناق في أعلى السجادة الحمراء، كما جرت العادة؛ التزاماً بشروط التباعد. وكانت إدارة المهرجان قد تدارست في الخريف الماضي خيارات عدة لعقد دورة 2021 في ظل استمرار الوباء. مع وجود مقترح لتأجيلها حتى نهاية الصيف، أي في الخريف. لكن في نهاية الأمر استقر الرأي على شهر يوليو (تموز)؛ لأنه الموعد الأقرب للواقع، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ الوباء لم ينته بعد، والأمل بعدم حدوث موجة رابعة. نفى فريمو أن يكون قد أعلن بأنّه يريد مهرجاناً لا يقلص عدد الحضور ومن دون كمامات، وهو ما نقلته عنه الصحف في فترة سابقة، قائلاً، إنّه استخدم عبارة «نحلم بمهرجان...». وأضاف، أنّ نصف الحلم قد تحقق ولن يكون هناك تحديد لعدد الحضور، لكن الكمامات ستبقى إجبارية، داخل صالات العروض على الأقل.

وعن تأثير إلغاء الدورة السابقة قال فريمو، إنّ إدارة المهرجان لم تفصل يوماً بين المصلحة الشخصية ومصلحة العموم. وإذا كانت دورة قد أُلغيت فلأنّ هناك أمراً خطيراً استوجب إلغاءها. كما أنّ من غير المنصف التركيز على هذه الحالة الاستثنائية. وكما يقول المثل: رُب ضارة نافعة. وقد كان من فوائدها متابعة الأفلام التي عرضت في مهرجانات مجاورة أخرى مثل دوفيل، وسان سيباستيان وليون. أمّا الضرر المترتب عن إلغاء دورة العام الماضي فيؤكد فريمو لمهرجان «كان» عقوداً للتأمين، وأنّ ميزانيته تسمح بمواجهة الضربات العنيفة غير المتوقعة. هذا عدا عن أنّه استفاد من نظام المساعدة الذي وضعته الدولة للمؤسسات الثقافية والفنية المتضررة من الإغلاق. مع هذا أقر مدير المهرجان بأنّهم خسروا نصف الميزانية البالغة 20 مليون يورو، ناهيك عن الآثار التي تعاني منها المرافق المحيطة بالموقع، مثل التجار والمطاعم والفنادق، فقد كانت مدينة «كان» السياحية من أوائل الذين ضربتهم الأزمة الصحية. ولذلك؛ فإنّ لا أحد كان سيقدر على مواجهة إلغاء ثانٍ.

وقد أتاحت الجائحة اتخاذ خطوات في اتجاه الالتزام بالحفاظ على البيئة والحذر مما يلوثها من غازات. ومن ذلك التقليل من استبدال السجادة الحمراء ومن السيارات التي توضع بتصرف الضيوف للمسافات القصيرة واستخدام المركبات الكهربائية ومنع قوارير المياه البلاستيكية في المؤتمرات الصحافية التي تعقب كل فيلم. كما أنّ المهرجان سيقدم في دورته الحالية أفلاماً مختارة تتطرق إلى المشكلات البيئية وكيفية مواجهتها، وكذلك تلك التي تعرض جماليات الطبيعة والتزام الأجيال الجديدة بالحفاظ على كوكب الأرض. وقال فريمو، في المقابلة ذاتها «لا يمكننا التوقف بجمود عند عاداتنا القديمة من دون التطلع إلى المستقبل».

وفي سعيه للموجة العالمية لإنصاف المرأة، نجح المهرجان في تحقيق مناصفة بين الجنسين على صعيد فرق العمل وموظفيه. كما أنّه يحرص على أن يكون حضور المرأة واضحاً في لجان تحكيمه وفي مخرجي الأفلام المختارة. وفي الدورة الحالية اختيرت نصف أفلام تظاهرة «نظرة خاصة» لمخرجات نساء. وهو قرار مهم لأنّ غالبيتهن من السينمائيات الصاعدات اللواتي ستتنافس أفلامهن في المسابقة الرسمية خلال السنوات المقبلة. وفيما يخص هذه المسابقة فقد حُقّقت المساواة في الأفلام الفرنسية المختارة، أي ثلاثة أفلام لمخرجين وثلاثة لمخرجات. لكن فيما يخص الأفلام الأجنبية فإنّ أعداد المخرجات النساء غير كافية، مع هذا فإنّ الحسم يكون لصالح المرأة في حال التردد بين فيلمين.

من الجدير بالذكر، أن مهرجان «كان» يقيم في دورته الحالية تكريماً خاصاً للممثلة الأميركية أوليفيا دي هافيلاند، إحدى بطلات «ذهب مع الريح» التي أمضت السنوات الأخيرة من حياتها في فرنسا وكانت أول امرأة ترأس لجنة تحكيم المهرجان عام 1965. كما يقدم «كان» سعفة شرف إلى الممثلة جودي فوستر، عدا عن جائزة جديدة لتشجيع المخرجات الشابات تقدمها مؤسسة «لوريال».

 

الشرق الأوسط في

06.07.2021

 
 
 
 
 

مهرجانات وجوائز.. Cannes 74

محمد رضا

أنا لست في «كان» ولن أكون. قبل يومين من انطلاقي أدخلت زوجتي المستشفى وألغيت السفر (وهي الآن أفضل). لكن حتى من قبل ذلك كنت بدأت أسأل نفسي أي نوع من المهرجانات سيكون «كان» إذا ما كان على المرء أن يدخل العيادات لإجراء فحوصات كل يومين وينتظر نتائج ويخسر أفلاماً. هل نحن في مهرجان طبّي أو سينمائي؟

ثم تصلني أخبار من هنا وهناك الآن تجعلني أشعر بأني اتخذت القرار الصحيح بعدم الحضور. طبعاً عدا إنني أتابع وزير الصحة الفرنسي الذي حذّر قبل ثلاثة أيام من اليوم أن «المتحوّر» دلتا مسؤول عن 30 بالمئة من الإصابات الجديدة.

إذاً سأكتب من البيت عنه. لن أنقد أفلاماً لا أراها (وسأرى معظمها مباشرة بعد المهرجان) لكني أستطيع الحديث عن مخرجيها وأتابع نشاطات المهرجان من بعيد. إذا لم أنجح في كتابة ما يُفيد سأتوقّف.

 

****

 

بدأت اليوم أعمال ونشاطات مهرجان «كان» السينمائي في دورته الرابعة والسبعين. تخلف هذه الدورة الواقعية دورة تم حذفها بسبب تفشي الوباء في ربيع وصيف العام الماضي. كانت الدورة الغائبة (73) قد أُرجئت من الشهر الخامس إلى منتصف الصيف ثم أُلغيت تماماً واكتفى المهرجان حينها بتوزيع عدد من أفلامه على مهرجانات متعاونة مثل مرسيليا وسان سابستيان وتورنتو.

الدورة الجديدة صفحة جديدة أو هكذا يؤمل لها. تُقام بدورها في خارج وقتها التقليدي في شهر مايو (أيّار) للسبب ذاته الذي كان أدّى لإلغائها السنة الماضية. لكنها دورة حافلة بلا ريب.

هذا لا يعني أن هاجس الكورونا أو كوڤيد 19 بعيد عن البال هنا. للتأكد من عروض «صحية» أقدمت إدارة المهرجان على فرض قرارات عدّة بخصوص السلامة المتوخّاة من بينها توزيع المقاعد وأهمّها أن من تلقى التلقيح مسبقاً يستطيع الدخول بإبراز بطاقته، أما من لم يتلقى التلقيح فعليه زيارة العيادة القريبة لإجراء إختبار PCR كل 48 ساعة أو كل 72 ساعة (بحسب ما إذا كان الإختبار من النوع السريع أم لا).

بحسبة بسيطة سيؤم المتواجدون الذين آثروا عدم التلقّح العيادة من 4 إلى ست مرات خلال فترة المهرجان الممتدة من السادس وحتى السابع عشر من الشهر الحالي. حين صدرت هذه القرارات المفيدة (على إشكالياتها إذ سيجد الحاضرون أنفسهم موزّعين بين صالات السينما ومراكز التطعيم) لم تكن أحدث نسخة من «فيلم» كورونا باتت واقعاً. النسخة المقصودة هي المتحوّر دلتا الذي صرّح وزير الصحة الفرنسي قبل أيام قليلة بأن نحو 30 بالمئة من الإصابات الجديدة هي من نوع دلتا وأن التلقيح قد لا يمنع الإصابة به (Great).

فرنشي

24 فيلماً في المسابقة كثير منها لمخرجين جدد ولو أن معظمهم حقق أفلاماً عديدة من قبل دارت على شاشات مهرجانات عدّة من دون أن تمنح مخرجيها الشهرة التي منحتها للبعض الآخر. من هذا البعض الآخر الإيطالي ناني موريتي الذي حقق فيلمه الجديد «ثلاث حكايات» قبل أكثر من عام وكان من المنتظر عرضه في «كان» المُلغى لكنه آثر انتظار «كان» الجديد عوض أن يعرضه في مهرجانات أخرى.

وس أندرسن هو إسم معروف آخر (وبل معروف جداً) يخص الدورة الحالية بفيلم «المرسال الفرنسي» The French Dispatch . التشادي محمد-صالح هارون عنوانه «لينغويني» Linguini (ذلك النوع من الباستا الذي يأتي على شكل قطع صغيرة). ومن المعروفين أيضاً الفرنسي فرنسوا أوزون الذي لا يتوقف عن العمل ولديه هنا «كل شيء سار على نحو جيد» (Everything Went fin). الفرنسي الآخر ليوس كاراكس يوفر فيلم الإفتتاح «أنيت» (Annette).

هناك فرنسيان آخران معروفاً جيداً في المحافل وسبق لهما وأن أمّا المهرجان أكثر من مرّة هما جاك أوديار وبرونو دومو. يعرض الأول «باريس المقاطفعة 13» والثاني فيلما عنوانه «في صباح يوم نصف واضح». هذا هو العنوان الإنكليزي للفيلم أما للتسمية الفرنسية فقد اختار دومو «فرنسا».

الإيراني أصغر فارهادي يعود إلى «كان» بفيلم «بطل» (A Hero) وكذلك يفعل كل من الأميركي شون بن موفّراً «يوم العلم» (Flag Day) والهولندي بول ڤرهوڤن الذي يعرض «بنيديتا» (Benedetta) مع الجديدة فرجيني إيفيرا في العنوان.

معروفون وشبه معروفين

لافت دخول الفيلم المغربي «إيقاعات كازابلانكا» (Casablanca Beats) المسابقة وهو فيلم لنبيل عيّوش.

سنجد أفلاماً عربية أخرى في تظاهرات مصاحبة (بينها «نظرة ما») نحيط بها على نحو أفضل في تقارير قادمة. كذلك هناك اشتراكات إسرائيلية عدّة موزّعة في هذه الأقسام وأحدها في المسابقة الرسمية.

إنه فيلم ناڤاد لابِد الذي نال قبل عامين ذهبية برلين عن فيلمه «مترادفات» Synonyms يعرض في مسابقة «كان» كذلك فيلمه الجديد «رُكبة أحد» (Ahed’s Knee) المنتظر له أن يُثير جدالاً فني-سياسي جديداً كونه يتطرّق، كما في فيلمه السابق، لقضايا المؤسسة الإسرائيلية بالنقد.

تنضم الفرنسية ميا هانسن- لڤ إلى مهرجان «كان» مجدداً بعدما كانت عرضت، سنة 2016، فيلمها «أشياء ستقع» (Things to Come) في مسابقة «نظرة ما» الموازية. يفصح عنوان فيلمها الجديد، «جزيرة برغمن» عن موضوعه. ليس تسجيلياً، كما ردّد البعض، على أساس إن أحداثه تقع في جزيرة فارو التي لجأ إليها المخرج السويدي الأشهر، بل دراما تتعامل وأميركيين (تيم روث وميا وازكوڤسكا) لجآ إلى منزل هناك لكي يكتب كل منهما سيناريو مشروعه المقبل.

من المنضمّين مجدداً إلى «كان» الياباني ريوزوكي هاماغوتشي. كان عرض في المسابقة قبل ثلاثة أعوام «أساكو واحد وإثنان» (Asako I & II) ويعود إلى العرين الفرنسي بفيلمه الجديد «قد سيّارتي» (Drive My Car).

الفنلندي يوهو كواسمنن كان بدوره أمّ مهرجان «كان» مرّتين من قبل (2010 بفيلم «بائعو الرسومات» و2016 بفيلم «أسعد يوم في حياة أولي ماكي») وهو يعود الآن بفيلمه الجديد «المقصورة 6» (Compartent N. 6).

الباقون

باقي أفلام المسابقة تتوزع ما بين الفيلم المجري «قصة زوجتي» لإلديكو إنييدي التي رُشخ فيلمها الجيد السابق «عن الجسد والروح» (On Body and Soul) إلى أوسكار أفضل فيلم أجنبي سنة 2018، بعدما كان فاز بذهبية برلين سنة 2017).

من الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى فيلم «يوم العلم» لشون بن هناك «رد روكيت» (Red Rocket) لشون بايكر.

من بلجيكا حضور للمخرج يواكيم لافوسي في دراما بعنوان «غير المستقرين» والنروجي يواكيم ترايير «أسوأ شخص في العالم». الفرنسية جوليا دوكورنو تعرض «تيتان». الروسي كيريل سيربرنيكوڤ كان عرض مرتين سابقتين في «كان» الأولي سنة 2016 حين قدّم «الطالب» في «نظرة ما» والثانية بعد عامين عندما دخل المسابقة عن فيلمه «ليتو». هذا العام يعود بفيلم «انفلونزا بتروڤ».

من استراليا نجد «نيترام» لجوستين كورزَل الذي عرض قبل ثلاثة أعوام نسخته الخاصّة من فيلم «ماكبث» مع مايكل فاسبيندر في دور البطولة. ومن تايلاند يوفّر المخرج أبتشابونغ ويراسسثاكون الذي لا يستطيع أحد حفظ إسمه غيباً لكن بعض أفلامه تبقى في البال بما فيها «العم بونمي الذي يتذكر حيواته السابقة» الذي نال سعفة «كان» سنة 2010 يقدّم هنا «ذاكرة» (memoria) (وحيد المسابقة، غالباً، بالأبيض والأسود).

أخيراً، فيلم فرنسي سادس عنوانه «الكسر» La Fracture للمخرجة كاثرين كورسيني.

 

الـ FaceBook في

06.07.2021

 
 
 
 
 

هكذا شاركت السعودية في مهرجان كان السينمائي الـ 74

رئيس الجناح السعودي في كان للعربية.نت: مشاركتنا تأتي في سياق جهود المملكة في دعم المواهب الشابة في قطاع الأفلام

كان - سعد المسعودي

على ضفاف البحر المتوسط يتربع الجناح السعودي الذي تم تصميمه بشكل عصري جميل يعكس رغبة المملكة في دخول صناعة السينما واللقاء بنجومها وصناعها من المشاركين في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ 74 والتي انطلقت اليوم وحتى الـ17 من يوليو الجاري.

وتشارك في هذا الجناح عدة جهات حكومية وقطاع خاص وشركات سعودية متخصصة في مجال صنع الأفلام، منها هيئة الأفلام، ووزارة الاستثمار، الهيئة الملكية للعلا، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مجموعة قنوات "أم بي سي"، وسينظم الجناح السعودي في مهرجان كان 3 ندوات متخصصة، الأولى في 8 يوليو ندوة لهيئة الأفلام بالمملكة بعنوان "تعرف على صناعة الأفلام السعودية، والندوة الثانية في 9 يوليو تنظمها وزارة الاستثمار بعنوان "تعرف على المنتجين في المملكة" لفتح نوافذ اتصالية بين صناع الأفلام والمستثمرين السعوديين ونظرائهم في العالم المشاركين في مهرجان كان السينمائي، كما سينظم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" حفلاً يوم 11 يوليو للإعلان عن المشاريع السينمائية القادمة إضافة إلى لقاءات مع شركاء النجاح.

وتأتي المشاركة السعودية في مهرجان كان السينمائي الأبرز في صناعة السينما ولقاء النجوم والمنتجين العالميين، في سياق جهود المملكة في دعم المواهب الشابة في قطاع الأفلام في المملكة، كما يؤكد للعربية.نت المهندس عبد الله آل عياف، رئيس هيئة الأفلام رئيس الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي.

وفي سؤال للعربية.نت عن إمكانية أن نشهد في السنوات القريبة مشاركات شابة سعودية مشاركة في مسابقات مهرجان كان السينمائي، قال بلغة المتفائل بعد مشاهداتي لتجارب الشباب السينمائية في المملكة العربية السعودية تأكدت أن هذه التجارب الناجحة ستتطور من أفلام روائية قصيرة إلى أفلام روائية طويلة وهي فيها محتوى يرقى للأفلام التي نشاهدها هنا في كان أو غيره من المهرجانات، وسنشجع الشباب وندعمهم ونحن هنا للتبادل المعرفي والتقني لإرسال أسس قوية نعتمد عليها في إنتاجنا القادم للأفلام السينمائية.

 

####

 

تعافى من كورونا.. مهرجان كان السينمائي رقم 74 ينطلق

المخرج الأميركي سبايك لي رئيس اللجنة التحكيمية، وأعضاوها: أربعة رجال وخمس نساء، يمثلون خمس قارات وسبع جنسيات

كان - سعد المسعودي

يفتتح هذا المساء، الثلاثاء، مهرجان كان السينمائي دورته الـ 74، وسط احترازات طبية وأمنية مشددة بعد عام من التوقف بسبب جائحة كورونا.

ويشارك في حفل الافتتاح العديد من نجوم السينما العالمية، الذين سيعبرون البساط الأحمر أمام عشاق السينما، وستفرض إدارة المهرجان على الجمهور أمام قصر المهرجان إجراءات التباعد الاجتماعي رغم تخفيف القيود المفروضة لمواجهة مستجدات جائحة كوفيد-19.

وسيمر على بساط كان الأحمر الشهير الممثل والمخرج الأميركي سبايك لي، رئيس اللجنة التحكيمية، وأعضاؤها، وهم أربعة رجال وخمس نساء، يمثلون خمس قارات وسبع جنسيات، وسيشاهدون 24 فيلما ضمن المسابقة الرسمية.

كما ستحضر النجمة الأميركية جودي فوستر، التي سيمنحها المهرجان سعفته الذهبية كضيفة شرف هذه الدورة، وفوستر حائزة على جائزتي أوسكار. ومن ضمن النجوم الذين سيمرون على البساط الأحمر ويشاركون حفل الافتتاح، الممثل والمخرج الأميركي شين بين، والفرنسية كاترين دينوف، والأميركي مات ديمون الذي أدى دور البطولة في "ستيل ووتر"، وتيلدا سوينتون، والفرنسية ماريون كويتار. وبعد تقديم اللجنة التحكيمية سيتم عرض فيلم الافتتاح "أنيت" للمخرج الفرنسي ليوس كاركس.

المهرجان تلقى أكثر من 2000 فيلم للمشاركة، وتم اختيار نحو 60 فيلما فقط، وسيتم عرضها في المسابقة الرسمية والمسابقات الموازية للمهرجان الذي يستمر من 6 إلى 17 يوليو الجاري.

 

العربية نت في

06.07.2021

 
 
 
 
 

مهرجان كان ينطلق الليلة بإجراءات احترازية

دورته الـ74 تبدأ بالفيلم الفرنسي "آنيت" تكفيرا عن الإجحاف الذي لحق بمخرجه ليوس كاراكس عام 2012

عثمان تزغارت صحافي @Tazaghart

تفتتح فعاليات الدورة الرابعة والسبعون من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، مساء اليوم الثلاثاء، وسط إجراءات احترازية صارمة، لوقاية المشاركين من فيروس "كوفيد-19". وكان المهرجان قد ألغي العام الماضي بسبب الجائحة، فيما تأجلت دورة هذه السنة قرابة شهرين عن موعدها السنوي المعتاد، خلال الثلث الأخير من مايو (أيار)، لتُجرى استثنائياً من 6 إلى 17 يوليو (تموز) الحالي.

على الرغم من تبعات الجائحة، التي ستلقي بظلالها حتماً على فعاليات المهرجان، وطريقة تنظيم وإدارة فقراته المختلفة، سواء المتعلقة منها بعروض الأفلام المشاركة أو تلك المتعلقة بالجانب الاستعراضي للنجوم والمشاهير على البساط الأحمر لقصر المهرجان، فإن المفوض العام لمهرجان "كان"، تيري فريمو، حرص على طمأنة ضيوف الكروازيت بأن المهرجان سيكون على موعد مع جمهوره ومحبيه، بالزخم ذاته الذي صنع فرادته وجعل منه الوجهة المفضلة لصناع ومحبي الفن السابع.

وقال فيرمو لـ"اندبندنت عربية"، "مهرجان هذه السنة ليس مهرجاناً مصغراً، وليس من صنف آخر. إنه المهرجان ذاته. هذه سنة خاصة جداً، لأن الجائحة لم تنته. لكننا أردنا أن ننجز شيئاً، لأن هذه مسؤوليتنا وواجبنا. أولاً، لنقول إن الجائحة لم تنته. وثانياً، لنقول رغم ذلك إن علينا أن نحاول أن ننجز شيئاً معاً. وذلك من أجل إرسال إشارة قوية إلى كل مكان، لأن (كان) هو مهرجان السينما العالمي، وأيضاً لكي نساعد السينما على أن تنفتح مجدداً على مستقبلها".

السباق نحو السعفة الذهبية سيُفتتح الليلة بفليم "آنيت" للمخرج الفرنسي ليوس كاراكس، الذي يعود إلى الكروازيت بعد تسع سنوات من فيلمه الشهير Holly Motors، الذي صنع الحدث في الدورة الخامسة والستين من مهرجان "كان" عام 2012، وأثار خروجه خالي الوفاض من حصاد جوائز تلك الدورة استياءً نقدياً وإعلامياً كبيراً. فقد رأى كثيرون أن الفيلم كان أجدر بالسعفة الذهبية من فيلم "حب" للنمساوي مايكل هانيكه.

بجديده "آنيت"، يسجل ليوس كاراكس عودته إلى واجهة السينما العالمية، بعد غياب طوعي دام قرابة عشرية كاملة، إذ لم يقدم أي عمل روائي جديد منذ Holly Motors. لكن هذا الانقطاع لم يكن مرتبطاً بذلك الجدل الذي رافق إقصاء فيلمه من حصاد جوائز "كان"، فهو بطبعه سينمائي مقلّ، ولم يقدّم على مدى ثلث قرن سوى ستة أفلام، أشهرها باكورته "فتى يلتقي فتاة" (1984)، و"عشاق بون نوف" (1991).

أراد القائمون على المهرجان الاحتفاء بعودة ليوس كاراكس إلى السينما، عبر اختيار جديده "آنيت" ليكون العرض الافتتاحي لدورة هذه السنة. مما سيمنح بطلي الفيلم، الفرنسية ماريون كوتيار والأميركي آدام دريفر، امتياز تصدر كوكبة النجوم الذين سيفتتحون، الليلة، استعراض البساط الأحمر. فهل سيكون ذلك تمهيداً لتكفير مهرجان "كان" عن غلطته تجاه صاحب Holly Motors وعن الإجحاف الذي لحق به عام 2012؟         

 

الـ The Independent  في

06.07.2021

 
 
 
 
 

مهرجان "كانّ" ينطلق اليوم: إجراءات صارمة تفرضها الجائحة

(رويترز، أسوشييتد برس)

بمسحات كورونا وكمامات الوجه، يبدأ نجوم السينما بالتوافد على منتجع كانّ الفرنسي اليوم الثلاثاء مع عودة أكبر مهرجان سينمائي في العالم، والذي يهدف هذا العام لمساعدة قطاع السينما على التعافي بعد تلقيه ضربة بسبب الجائحة.

يعوّل منظمون والسلطات المحلية على بروتوكولات صارمة واختبارات لكورونا لتنظيم المهرجان بدون مشاكل، في الوقت الذي تكثف فيه الحكومة الفرنسية التحذيرات بشأن تزايد عدد حالات الإصابة بمتحور دلتا شديد العدوى.

ويتزامن المهرجان، الذي سيشمل عرض أحدث أفلام الممثل الأميركي شون بين مخرجاً، وأحدث أجزاء سلسلة أفلام "السرعة والغضب"، هذا العام مع بداية موسم الصيف والذهاب للشواطئ، ما يجتذب آلاف الزوار للمدينة.

وعادة ما يقام المهرجان، الذي يتضمن 12 يوماً من عروض الأفلام والحفلات الساهرة والمؤتمرات الصحافية ومشاهدة النجوم في شارع لاكروازيت الشهير المطل على البحر، في شهر مايو/أيار، لكنه ألغي العام الماضي بسبب الجائحة.

وقلل رئيس بلدية كانّ ديفيد لينارد من المخاوف بشأن خطر العدوى في المهرجان، الذي سيقابل بالترحيب من المطاعم والفنادق التي رزحت تحت وطأة الجائحة. وقال: "لا يوجد وضع خال من المخاطر لكن... من الآمن أن تذهب لمشاهدة فيلم في مهرجان كانّ بدلا من التسوق في متجر البقالة".

وفي قصر المهرجان الذي يستضيف عروض الأفلام الرئيسية، والذي لا يزال يعمل بالتوازي كمركز للتطعيم من كوفيد-19 للسكان، أبرز الحضور تصريحات صحية للسلطات، أمس الإثنين، فيما مُنع بعضهم من الدخول وطُلب منهم إجراء فحوص جديدة.

وأكد مدير المهرجان تيري فريمو، للصحافيين، أنّ كبار النجوم سيخضعون أيضًا لفحوص صارمة. وقال فريمو، أمس الإثنين، "عندما تكون في شوارع مدينة كانّ، أنت لا تحتاج إلى ارتداء كمامة، وعندما تدخل إلى نوع من فقاعة المهرجان لتخرج إلى السجادة الحمراء، عليك أن ترتدي كمامة".

وأضاف: "لذا، سترتدي فرقنا الكمامات. المصورون، بالطبع، ورواد المهرجان، سيخرجون إلى السجادة الحمراء بكمامات، والنجوم وصناع السينما. سنكون قادرين على نزع أقنعتهم من أجل الصور ثم في أعلى الدرج". وتابع فريمو، قائلاً إنه من المهم أن يكون المرء عقلانياً وحذراً للغاية لأن "الوباء لم يتم التغلب عليه".

وأردف قائلاً: "قبل أسبوع قلنا لا، لا توجد كمامات لأنك تتطلع إلى المسافة. وفكرنا، حسنًا، نريد أن نكون مثاليين. لذلك ربما يجب على الأشخاص ارتداء كماماتهم ولن يعانق أحد الآخر ولن يحتضن أحد الآخر عند أعلى الدرج أيضًا. نريد أن نكون حذرين للغاية ومثاليين".

وينطلق المهرجان اليوم الثلاثاء، ويستمر حتى 17 يوليو/تموز الجاري.

 

العربي الجديد اللندنية في

06.07.2021

 
 
 
 
 

«كان» السينمائي يتجاوز أوجاع «كورونا» ويعود إلى الحياة

الدورة الـ74 تنطلق غدا بنكهة نسائية وجودي فوستر عروس المهرجان

كتب: نورهان نصرالله

بعد عام توقفت فيه مظاهر الحياة بأكملها، بسبب تفشى وباء «كوفيد 19»، عادت السينما بسحرها إلى صدارة المشهد مجدداً، حيث تتجه أنظار العالم حالياً إلى مهرجان كان السينمائى، فى دورته الـ74 التى تنطلق غدا، وتستمر فعالياتها حتى 17 يوليو الجارى، وتشهد مشاركة عدد كبير من الأفلام لكبار صناع السينما فى العالم.

وتأتى الدورة الحالية بنكهة نسائية مميزة، حيث تشهد حضوراً واضحاً لصانعات السينما فى أقسام المهرجان والبرامج الموازية، وفى لجان تحكيم المسابقات، إضافة إلى تكريم النجمة الأمريكية جودى فوستر بـ«السعفة الذهبية» الفخرية عن مشوارها السينمائى.

ووقع اختيار إدارة المهرجان على 61 فيلماً فى أقسام المسابقات، من بينها 24 تُعرض فى المسابقة الرسمية، وهو عدد غير مسبوق، كما استحدث المهرجان قسماً جديداً بعنوان «Cannes Premiere» الذى يعرض أفلاماً من مدارس إخراجية مختلفة للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة.

 

####

 

7 أفلام بعيون السينمائيين العرب..

و«سامح» و«بن هنية» عضوا «الأفلام القصيرة»

كتب: نورهان نصرالله

على مدار السنوات الماضية أصبح صنّاع السينما العرب جزءاً من الفعاليات الفنية والسينمائية حول العالم، ومن أبرزها مهرجان كان السينمائى الذى شهدت دوراته السابقة وجوداً عربياً واضحاً بين أقسام مسابقاته ولجان التحكيم، ولكن للفعاليات هذا العام خصوصية مختلفة، خاصة أنها جاءت خلال أزمة طاحنة ألقت ظلالها القاتمة على السينما بصورة كبيرة.

«عيوش» يقدم «إيقاعات كازابلانكا»

من ضمن 24 فيلماً فى المسابقة الرسمية، هناك مشاركة عربية وحيدة بتوقيع المخرج المغربى نبيل عيوش بعنوان «إيقاعات كازابلانكا»، يعود بها إلى المهرجان العريق بعد مشاركته الأخيرة فى 2015 بفيلم «Much Loved»، ضمن برنامج نصف شهر المخرجين. ويتناول أحدث أفلام «عيوش» مجموعة من الشباب الذين يعيشون فى حى سيدى مؤمن العشوائى بالدار البيضاء، أثناء مشاركتهم فى ورشة عمل لتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم من خلال موسيقى الهيب هوب والرقص، وهو مستوحى من ورشة هيب هوب يديرها مغنى الراب المغربى أنس بصبوسى الذى ظهر فى الفيلم، وتم تصويره فى المركز الثقافى «نجوم سيدى مؤمن» بالدار البيضاء، الذى أنشأه «عيوش» فى عام 2014 مع الروائى ماحى بنبين، المركز نفسه يأخذ اسمه من رواية «بنبين» حول الأحداث التى أدت إلى الهجمات الانتحارية فى الدار البيضاء فى عام 2003، والتى ارتكبها شباب متطرفون من الحى.

«ريش» يمثل مصر في «أسبوع النقاد»

ومن مصر يأتى المخرج عمر الزهيرى بالمشاركة المصرية الوحيدة، من خلال فيلمه الروائى الأول «ريش»، ويُعرض فى «أسبوع النقاد»، المقام فى الفترة من 7 إلى 15 يوليو، وتدور أحداثه حول أم تكرس حياتها لزوجها وأطفالها، ولكن تنقلب الأوضاع عندما تتسبب خدعة سحرية فاشلة فى حفلة عيد ميلاد ابنها البالغ من العمر 4 سنوات، فى تحويل زوجها المتسلط إلى دجاجة.

ومن ضمن 7 أفلام مشاركة فى مسابقة «أسبوع النقاد»، يوجد المخرج الصومالى خضر أيدروس أحمد بفيلم «زوجة حفار القبور» وهو إنتاج ألمانى فرنسى فنلندى مشترك.

بينما وقع الاختيار على فيلم المخرجة التونسية ليلى بوزيد «مجنون فرح»، ضمن اختيارات العروض الخاصة، لعرضه فى ختام فعاليات الدورة الستين لـ«أسبوع النقاد»، وتدور أحداثه حول «أحمد» الفرنسى من أصل جزائرى، والذى يلتقى بـ«فرح»، فتاة تونسية شابة مليئة بالطاقة، وبالرغم من وقوعه فى حبها بشكل عميق، يحاول بشتى الطرق مقاومة ذلك الشعور. وبعد حصوله على السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير فى عام 2015 عن فيلمه «موج 98»، يعود المخرج اللبنانى إيلى داغر بفيلمه الروائى الطويل الأول «البحر من أمامكم»، للمشاركة فى المهرجان ضمن قسم «نصف شهر المخرجين»، ويتناول قصة الفتاة الشابة «جنى» التى تعود فجأة إلى بيروت، حيث تجد نفسها تحيى روابط حياتها المألوفة التى أصبحت غريبة بعد رحيلها.

ومن ضمن 24 فيلماً تُعرض بمسابقة «نصف شهر المخرجين»، يشارك المخرج والكاتب العراقى جيد رشيد بفيلم «Europa»، وتدور أحداثه حول «كمال» الذى يحاول الفرار من العراق للإقامة فى أوروبا، وعلى الحدود التركية البلغارية يقوم المرتزقة المحليون بمطاردة المهاجرين بلا رحمة، ومع وجوده وحيداً فى الغابة لا يملك «كمال» سوى أكثر من ثلاثة أيام للفرار. ويجمع فيلم «A Brighter Tomorrow» الممثل الفرنسى من أصل جزائرى سفيان غراب، والممثلة سهيلة يعقوب، ويحمل توقيع المخرج الفرنسى من أصل عربى ياسين قنا، أما لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما» فتضم بين أعضائها المخرجة والكاتبة الجزائرية مونيا مدور، ويوجد المخرج المصرى سامح علاء عضواً فى لجنة تحكيم الأفلام القصيرة والـ«Cinéfondation»، التى تضم أيضاً المخرجة التونسية كوثر بن هنية.

 

####

 

جودي فوستر سيدة الـ«Palme d’Or»

كتب: نورهان نصر الله

45 عاماً مرت على خطواتها الأولى على مسرح قصر الـ«كروازيت»، لتجسد المشهد الأول، فتاة صغيرة لم تُكمل عامها الـ14 ترى السينما وعالمها الكبير للمرة الأولى، وفى المشهد الثانى سينمائية مخضرمة خاضت غمار الصناعة بين التمثيل والإخراج والإنتاج، لتستحق النجمة الأمريكية جودى فوستر الحصول على السعفة الذهبية الفخرية، أو الـ«Palme d›Or» تكريماً لمسيرتها الفنية المميزة، فى حفل افتتاح الدورة الـ74 من مهرجان كان السينمائى.

«أدين بالكثير لمهرجان كان، لقد غيّر حياتى تماماً»، قالتها «فوستر» التى خطت على السجادة الحمراء لمهرجان كان للمرة الأولى عام 1976، لتشارك بفيلمها «Taxi Driver» مع روبرت دى نيرو، وإخراج مارتن سكورسيزى، الذى فاز بالسعفة الذهبية فى المهرجان ذلك العام، وعلى مدار 4 عقود عُرض 7 من أفلامها فى «كان» سواء التى من بطولتها أو أخرجتها بنفسها.

رحلة طويلة قطعتها الممثلة الأمريكية فى تحقيق معادلة متوازنة غير معتادة فى هوليوود، ما بين النجاح الجماهيرى والفنى، وبالرغم من بلوغها عامها الـ58 فهى لا تزال فى أوج موهبتها، فى العام الحالى حصلت على جائزة «جولدن جلوب» عن دورها فى آخر أفلامها «The Mauritanian».

البداية كانت منذ السنوات الأولى فى عمرها، عندما بدأت كعارضة للأطفال وهى فى سن الثالثة، وخلال فترة طفولتها ومراهقتها شاركت فى عدد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، ولكن انطلاقتها الحقيقية جاءت فى فيلم الإثارة النفسية «Taxi Driver» لسكورسيزى، الذى لعبت فيه دور فتاة ليل مراهقة، وحصلت على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى الفيلم.

تُعتبر جودى فوستر واحدة من أهم نجمات هوليوود، ولم تكن السعفة الذهبية هى الجائزة الأولى لها، حيث إن دولاب جوائزها يعج بالجوائز التى حصلت عليها، وأبرزها جائزتا أوسكار عن فيلمى «The Accused» و«The Silence of the Lambs»، وثلاث جوائز من الأكاديمية البريطانية للأفلام، وثلاث «جولدن جلوب»، وجائزة «سيسيل ديميل» الفخرية، وفى عملها كمخرجة تم ترشيحها لجائزة «إيمى برايم تايم». وأثارت الممثلة الأمريكية حالة من الجدل بعد إعلانها مثليتها الجنسية خلال حفل توزيع جوائز «جولدن جولوب» الـ70، أثناء حصولها على جائزة «سيسيل ديميل» الفخرية.

 

الوطن المصرية في

05.07.2021

 
 
 
 
 

الهاجس البيئي يهيمن على مهرجان كان والقطاع السينمائي

مسألة مراعاة البيئة باتت رائجة في عالم السينما وقد اختار مهرجان كان السينمائي هذه السنة أن يضع حماية البيئة "في صميم اهتماماته" لأهمية القضية.

تشكل البيئة موضوعاً سينمائياً، عابراً أو رئيسياً، يجتذب الكثير من المشاهدين، كما في أفلام الكوارث بما تمنحه من قدرة على الفرجة والتسلية وإثارة غرائز الخوف والرعب لدى المتفرجين، فيما يتعلق بالأفلام الروائية. كما نجد الكثير من الأفلام الوثائقية الهامة التي تهتم بالبيئة والتي يمكن اعتبارها موضوعا سينمائيا أثيرا رغم التناقض الذي تقع فيه أفلام من هذا النوع.

باريسيطبع الهاجس البيئي بصمته على مهرجان كان السينمائي هذه السنة، إذ أن هذا الحدث الذي يختزل الصناعة السينمائية المعتادة على البهرجة والأجواء الاحتفالية يعتزم الحدّ من بصمته الكربونية عبر مجموعة إجراءات، بينها الامتناع عن استخدام القناني البلاستيكية وفرص “تعويض” مالي على كل مشارك يأتي بالطائرة.

ومع أن نجوماً عالميين كثراً، من ليوناردو دي كابريو إلى جولييت بينوش، اتخذوا في السنوات الأخيرة مواقف تحضّ على حماية البيئة، وكذلك صبّت أفلام عدة في خانة هذه القضية، تفتقر هذه الدعوات إلى الفاعلية في الواقع نظرا إلى أن الفن السابع لا يشكّل نموذجاً صالحاً في هذا المجال بفعل استهلاكه موارد كثيرة خلال عمليات تصوير الأفلام عبر القارات.

المهرجان يضع هذه السنة حماية البيئة في صميم اهتماماته نظراً إلى الضرورة الملحة في عالم مهدد بالكوارث

تجسّد المهرجانات السينمائية التناقض، بين الدعوة إلى حماية البيئة والمساهمة في الإضرار بها، إذ تلوث البيئة بطائرات النجوم المشاركين فيها والسيارات التي تستخدمها لنقلهم، وجبال النفايات التي تخلّفها في بضعة أيام، رغم إقبالها على عرض أفلام تتبنى القضية البيئية، كأفلام نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور عن كارثة المناخ التي سبق أن عرضت ضمن مهرجان كان.

تحديات بيئية

أكد أهم مهرجان سينمائي في العالم هذه السنة أنه يضع حماية البيئة “في صميم اهتماماته”، نظراً إلى “الضرورة الملحّة” في هذا الشأن. ومن هذا المنطلق اتخذ المهرجان سلسلة إجراءات تهدف إلى الحدّ بحجم غير محدد من تسببه في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومخلفاته من النفايات، إضافة إلى تخصيص قسم لعرض أفلام عن هذا الموضوع.

وفي هذا الإطار ستكون معظم السيارات الرسمية للمهرجان كهربائية، وسيكون الاعتماد أكثر على وسائل النقل العام، أما الإجراء الأكثر رمزية فيتمثل في خفض الوزن الإجمالي للسجادة الحمراء المستخدمة إلى النصف، أي أنه سيكون أقل من المعتاد بـ 950 كيلوغراماً.

ولم يخفّض المهرجان حجم الرحلات الجوية المرتبطة به والتي تعتبر أهم نقطة بيئية سوداء فيه، إذ تشكّل مع الإقامة 89 في المئة من بصمته الكربونية، ولكنّه فرض على كل مشارك فيه يأتي بالطائرة على دفع مساهمة مادية، على أن يسدد المهرجان الريع المتأتي من هذه المساهمات لمشاريع “تعويض موثوق بها ومناسبة” تختارها “لجنة علمية من خبراء مستقلين”، على ما أوضح المفوض العام للمهرجان تييري فريمو الذي قال “نحن نسعى جاهدين إلى أن نكون قدوة”.

ورغم كل شيء، يدرك المنظمون أنفسهم أن تنظيم مثل هذا الحدث العالمي أصبح يشكّل “تحدياً بيئياً”، لا يمكن حله “على الفور” ولكن من خلال إجراءات “متوسطة وطويلة الأجل”.

عمل ضخم

لاحظ المخرج والناشط سيريل ديون الذي يُعرض له في المهرجان فيلمه الوثائقي “أنيمال” والذي يتحدث عن انهيار التنوع البيولوجي أن “ثمة عملاً ضخماً ينبغي القيام به”، لكنه اعتبر أن النهج المتبع “مشجع جدا”.

ورأى أن المهرجان “يطلق إشارة وعلى الآخرين جميعاً أن يحذو حذوها”. ويأمل في أن “يشعر الممثلون أيضًا بأنهم ملزمون بالاهتمام وبالانتباه إلى بصمتهم البيئية”. وأشار إلى أن “هذه الإجراءات تعكس بدء عصر جديد في السينما”.

فمسألة مراعاة البيئة باتت رائجة في عالم السينما برمّته، إذ على سبيل المثال لحظة تصوير أحد أجزاء سلسلة أفلام “سبايدرمان” تمت إعادة تدوير أطنان من المواد المستخدمة فيه، في حين نسج مهرجان برلين سجادته الحمراء من شباك لصيد السمك أعيد تدويرها، أما في فرنسا فستكون بعض المساعدات للقطاع مشروطة بتدابير بيئية بحلول سنة 2024.

ولكن في خضم أزمة المناخ هل من الجائز الاستمرار في جمع فرق عمل سينمائية ومنتجين وصحافيين من كل أنحاء العالم وسط أجواء احتفالية لحضور مهرجان؟

لاحظت كارول سكوتا من شركة “أو أي كور” الفرنسية المستقلة للإنتاج شديدة الالتزام بالمسألة البيئية أن “ثمة تغييراً حقيقياً في العقلية، ولكن الأمر معقد بالنسبة إلى مهرجان كان الذي يجب أن يحافظ على مستوى احتفالي معين كأهم مهرجان سينمائي في العالم”.

وأقرّت بأن تجوّل العاملين في قطاع السينما كل سنة في أنحاء العالم من كان إلى البندقية إلى ساندانس وبرلين “ليس جيداً للكوكب”، وخصوصاً أن الجائحة “علّمتنا أن في الإمكان القيام بذلك بطريقة مختلفة”، من خلال اعتماد صيغة غير حضورية لبعض اللقاءات أو الجلسات.

أما مدير مهرجان “ليزارك” السينمائي في جبال الألب غيّوم كالو الذي يعمل على وضع ميثاق للمهرجانات الدولية في هذا المجال، فرأى أن “تنظيم أي شيء يؤدي حتماً إلى تلوث”، لكنه شدد على أن للسينما “قوة إيجابية”، كما مثلاً “عندما يأتي 20 ألف شخص لمشاهدة فيلم ويغادرون مقتنعين”.

واعتبر الخبير في منظمة “ذي شيفت بروجكت” المتخصصة سيمون فالنسي أن ثمة “انفصاماً في الشخصية” في الوسط السينمائي الذي يحاول إنتاج أفلام “تحمل رسالة” بيئية، ولكن باستخدام وسائل مستهلكة للطاقة.

وشدد على أن الإجراءات التي أعلنها مهرجان كان تشكّل خطوة “مشجعة” لكنها غير كافية في ضوء الوضع الراهن، فنظام المهرجانات الكبرى القائم راهناً سيواجه استنفاد الوقود الأحفوري والتزامات اتفاق باريس للمناخ.

 

العرب اللندنية في

05.07.2021

 
 
 
 
 

المملكة تشارك بجناح خاص في مهرجان "كان"

ينطلق غدًا ويستمر حتى 17 يوليو الجاري

واس - الرياض

تشارك المملكة في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته 74 التي ستنطلق غدًا وتستمر حتى 17 يوليو 2021م، وذلك من خلال جناح سعودي مصمم بطريقةٍ عصرية، وتشارك فيه عدة جهات حكومية وقطاع خاص وشركات سعودية متخصصة في المجال، وهي: هيئة الأفلام، وزارة الاستثمار، الهيئة الملكية للعلا، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مجموعة قنوات MBC، إثراء، شركة نيوم، أفلام نبراس، cinewaves، تلفاز 11، Arabian Pictures، بالإضافة إلى مجموعة من صنّاع الأفلام والمهتمين في هذا المجال.

ويستضيف الجناح السعودي عدة ندوات من تنظيم الجهات السعودية المشاركة، تستعرض من خلالها الفرص الاستثمارية في صناعة الأفلام بالمملكة، والدعم الكبير الذي يحظى به هذا القطاع الحيوي، وتفتح نوافذ اتصالية بين صناع الأفلام والمستثمرين السعوديين ونظرائهم العالميين المشاركين في مهرجان كان السينمائي، حيث تستضيف هيئة الأفلام في 8 يوليو ندوة بعنوان "تعرف على صناعة الأفلام السعودية"، فيما تُنظم "أفلام العُلا" لقاءً بعنوان "تعرف على المنتجين" في 9 يوليو، كما سينظم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" حفلاً يوم 11 يوليو للإعلان عن مشاريعهم السينمائية القادمة، بالإضافة إلى لقاءات شركاء النجاح، والاحتفاء بالمشاركين.

ويوفر الجناح السعودي فرصاً مميزة للتواصل مع صناع السينما في العالم، عبر جلساته وندواته المتعددة، وذلك لعرض جهود المملكة وتوجهاتها في هذا المجال من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج المتخصصة، وشرح إمكانات قطاع الأفلام في المملكة، وخلق مساحات للحوار والمناقشة واللقاءات الإعلامية حول آفاق صناعة الأفلام السعودية.

وتأتي المشاركة السعودية في الفعالية العالمية الأبرز في صناعة السينما، في سياق جهود الجهات المحلية الفاعلة في قطاع الأفلام في المملكة بقيادة هيئة الأفلام، لتطوير القطاع وتنمية الصناعة وتعزيز التواصل مع أبرز قادة القطاع من حول العالم، وذلك من خلال تمكين الشركات السعودية المتخصصة بصناعة الأفلام لعقد اجتماعات مع نظيراتها أو المخرجين العالميين، إلى جانب ما يوفره الجناح من فرص لجذب المستثمرين إلى المملكة بما تملكه من بيئة إنتاجية واعدة ومواقع تصوير مميزة ومحفّزات داعمة.

 

المدينة السعودية في

05.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004