ملفات خاصة

 
 
 

أفلام العالم تستعد لغزو الدورة المقبلة من «كان».. بينها نسبة عربية كبيرة

بالم سبرينغز: محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لا أحد يعلم بالتأكيد إذا ما كانت الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان «كان» ستعقد في موعدها المعلن قبل أسابيع في السادس من يوليو (تموز) وحتى السابع عشر منه أو لا. المدير التنفيذي للمهرجان تييري فريمو ومن حوله يأملون ذلك. لقد خسروا دورة العام الماضي بسبب «كورونا»، وأجّلوا دورة هذا العام من شهر مايو (أيار) إلى شهر يوليو تحسّباً.

يأملون بذلك وضع مسافة زمنية كافية بين وضع الوباء الحالي وبين التاريخ الجديد. لكن لا أحد يستطيع أن يؤكد، بفم ملآن، أن الوباء الذي يبدو أنه انحسر في أوروبا والولايات المتحدة لن يعاود الصعود من جديد.

على هذا الأمل وحده، انطلق العمل الدؤوب كما لو أن لا شيء سيلغي الدورة هذا العام. الأفلام بدأت تنهال على إدارة المهرجان واللجان تعمل كل يوم والترتيبات الإدارية والاتصالات تعمل على مدار الساعة.

لكن المسألة بالطبع ليست بالتمنيات ولا حتى بالجهود المبذولة. فرنسا بالكاد خرجت مما يُسمّى بـ«الموجة الثالثة» للوباء، لكن لا شيء يؤكد (أو ينفي) احتمال عودة الانتشار وعودة إغلاق المقاهي والمطاعم و... صالات السينما. هذه الأخيرة ما زالت مغلقة حتى السابع عشر من هذا الشهر (كما صرّحت وزيرة الثقافة روزلين باشيلو) وهذا وحده فأل حسن يعتبره فريمو ضرورة للمضي قُدُماً في مشروع الدورة الجديدة: «لا صالات... لا مهرجان»، يقول.

شون بن

حالياً تتجمع في الأفق مجموعة من الأفلام التي تنوي خوض التجربة والعودة إلى المهرجان الكبير. علماً بأن تسعة أيام فقط تفصلنا عن قيام فريمو بإعلان عناوين الأفلام التي سيستقر الاختيار الرسمي عليها. المعلومات الواردة تُشير إلى أن كمّاً كبيراً من الأفلام يحشد لهذه المناسبة من أركان العالم كافّة.

فيلم وس أندرسون الجديد «المرسال الفرنسي» (The French Dispatch) يقود طريق العودة، وهو بالتأكيد سيستقبل وسيعرض في الدورة المقبلة إذا سار كل شيء على خير ما يرام.

أهميته متعددة: الفن الذي يحمله المخرج في أسلوبه البصري وطريقة معالجته لأفكار دوماً جديدة من ناحية توازيها حقيقة أنه يستعين دوماً بصف عريض من الممثلين والممثلات المشهورين الذين يصاحبون أفلامه إلى المهرجانات. بل موراي في الفيلم، كذلك أووَن ولسون وتيلدا سوينتون وأدريان برودي (وهم عادة في كل أفلامه) لجانب رابحة الأوسكار قبل أيام فرنسيس مكدورماند.

مخرج فني آخر محبّذ في «كان» (والمهرجانات كافة) هو تود هاينز الذي انتهى من تصوير فيلم تسجيلي عنوانه «ذا فلفت أندرغراوند» عن تلك الفرقة الموسيقية الأميركية بالاسم ذاته.

هذا لا يمنع استقبال فيلم تسجيلي آخر عن فرقة موسيقية أكثر شهرة هي البيتلز. مخرج سلسلتي «ذا هوبيت» و«ذا لورد أوف ذا رينغ»، بيتر جاكسون أنجز فيلمه غير الروائي الثاني تباعاً بعد «سوف لن يكبرون» (They Shall Not Grow Old) تحت عنوان «ذا بيتلز: غت باك».

والطبول تقرع بانتظار عرض فيلم شون بن الجديد «يوم العلم» (Flag Day) إذا ما انتهى من العمل عليه في الوقت المناسب. دراما تشويقية حول رجل يمارس تزوير العملة وسرقة المصارف وفي البال تأمين حياة رغيدة لابنته. شون بن وراء الكاميرا وأمامها في هذا الفيلم وفي البطولة أيضاً ابنته ديلان بن لجانب جوش برولِن وكاثرين وينيك والبريطاني إدي مارسن.

زحام أوروبي

أوروبا مقبلة بكثافة بأفلام إيطالية وروسية وإسبانية وبريطانية وإيطالية وبالطبع فرنسية

على سبيل الذكر فقط، تأمل السينما الفرنسية أن تتوهج بفيلم ليو كاراكس «أنيت» والمخرج الهولندي بول فرهوفن أنجز جديده «بنديتا». وإذا ما انتهى الفرنسي جاك أوديار من مرحلة ما بعد التصوير فإن وجوده شبه مؤكد في دراما تدور حول «كورونا» عنوانها «باريس، المقاطعة 13» اختار المخرج تصويرها بالأبيض والأسود. ومن فنلندا احتمالان أحدهما «هاتشينغ» لهانا برغولم و«الأعمى الذي لم يرغب مشاهدة تايتانيك» لتيمو نيكي.

والدنمارك، الجارة القريبة من فنلندا، قد توفر فيلم بل أوغست الجديد «الميثاق»: دراما عن علاقة الروائي والشاعر الدنماركي ثوركيلد يورنفيغ مع مؤلفة «خارج أفريقيا» كارن بليكسن. إذا تم ذلك فستكون المرة الأولى التي يطأ فيها بل أوغست أرض المهرجان الفرنسي منذ سنة 1992 عندما قدم فيلمه الذي فاز بالسعفة يومها وهو «أفضل النيات».

«الميثاق» ليس الوحيد المأخوذ عن عمل لروائي وشاعر غربي. المخرجة المجرية إلديكو إنييدي، التي كانت ربحت دب برلين الذهب عن فيلمها «عن الجسد والروح» سنة 2017 قد تلجأ إلى المهرجان الفرنسي بفيلمها الجديد «حكاية زوجتي» عن كتاب مواطنها مارتن فست.

زبون «كان» الدائم ناني موريتي انتهى من تحقيق فيلم جديد عنوانه «ثلاثة طوابق عليا». موريتي يكاد يكون المخرج الإيطالي الوحيد الذي لا جدال في وجوده في «كان» بين أترابه.

هجمة عربية

وإذا ما صدقت الأنباء التي تسنى لنا جمعها والتوقعات التي تصاحبها فإن المخرج المصري محمد دياب عائد إلى «كان» بفيلمه الجديد «أميرة». دياب هو المخرج الذي استرعى الانتباه سنة 2016 بفيلمه «اشتباك».

منتج فيلم «أميرة» (الذي يقود بطولته كل من علي سليمان وقيس ناشف وصالح بكري) هو المخرج الفلسطيني هاني أبو السعد («الجنّة الآن»، «عمر») الذي انتهى بدوره من تحقيق فيلم جديد بعنوان «صالون هدى». وُصف الفيلم بأنه تشويقي وتقود بطولته ميساء عبد الهادي.

لبنان قد يكون على موعد مع «كان» عبر فيلم إيلي داغر «موجة 98» كذلك عبر فيلم لمنية عقل بعنوان «كوستا برافا ليبانون» وصف بأنه كوميدي. اللافت أن بطولته من نصيب الممثلين الفلسطيني صالح بكري واللبنانية نادين لبكي.

السورية ديانا الجارودي قد تحظى بعرض في قسم «نظرة ما» بفيلمها التسجيلي «جمهورية الصمت». ما هو معروف عن هذا الفيلم هو أنه مزيج من ذكريات المخرجة الخاصة ورؤاها السياسية حول الوضع السوري. قد يعتبر البعض الفيلم سورياً لكنه في الواقع إنتاج ألماني التمويل.

المخرج المهاجر هاينر سليم (كردي عراقي قدّم سابقاً أعمالاً جيدة عدّة) لديه فيلم بات جاهزاً حول العلاقة الصعبة بين زوجين بعدما أصيب الزوج بطلق ناري في خصيتيه. الفيلم بعنوان «تصبح على خير أيها الجندي».

من الأردن قد نجد أنفسنا أمام دراما اجتماعية بعنوان «الأزقة» لباسل غندور. وفي حين لا معلومات عن أفلام جزائرية جديدة إلا أن الجزائر موجودة في صميم الفيلم التونسي «قصة حب ورغبة» لليلى بوزيد. كذلك هناك ترجيح لفيلم تونسي آخر هو «غموض» لمخرجة أنثى أيضاً هي ندى حفيظة.

من المغرب فيلم جديد لنبيل عيوش بعنوان «إيقاعات كازابلانكا». فيه يعود عيوش إلى حكايات الدار البيضاء وأزقتها وعصاباتها الصغيرة. كان المهرجان الفرنسي استقبل لعيوش سنة 2012 «جياد الله» ثم عرضت له مظاهرة «نصف شهر المخرجين» «حب كثير» سنة 2015.

 

الشرق الأوسط في

07.05.2021

 
 
 
 
 

مهرجان كان: من هو المخرّب الذي سيفتتح دورة ما بعد كورونا؟

المخرج الفرنسي ليوس كاراكس يعود إلى الواجهة متجاوزاً الثوابت السينمائية

هوفيك حبشيان

مهرجان كان سيُقام هذا الصيف. الخبر بات مؤكداً، إلا إذا حال إمر طارئ من دون حدوثه. هذا ما أعلنته ادارة المهرجان السينمائي الأشهر في العالم قبل أيام، فاتحة باب طلب الاعتماد للصحافيين الذين يرغبون في تغطية الدورة الـ 74، بعد عام كان توقف فيه بسبب تفشي وباء كورونا وعدم قدرة المنظمين على تجاوز الظروف المرتبطة بالجائحة، يضرب المجتمع السينمائي موعداً جديداً مع الفن السابع: 6 -17 يوليو (تموز) المقبل.

شدد المدير الفني تييري فريمو في حديث إذاعي معه بأن انعقاد المهرجان مشترط باعادة افتتاح الصالات الفرنسية، ولا يمكن تنظيم أي مهرجان من دونها. وها إن السلطات أعطت أخيراً الضوء الأخضر للصالات كي تعود إلى نشاطها اعتباراً من الـ 19 من الشهر الحالي، بعد ستة أشهر تقريباً من الإقفال القصري. إذاً لم يعد هناك أي عائق أمام المهرجان كي يُعقد في الصيف المقبل، مع الالتزام بجملة إجراءات وقائية، منها التباعد الاجتماعي، علماً أن كل من يعرف مدينة كان جيداً وزارها مراراً وانخرط في أجواء مهرجانها الجنونية، لن يفهم كيف يمكن فرض التباعد الاجتماعي. فالبشر منتشرون في كل مكان، في الصالات، على شارع الكروازيت الشهير، وداخل أروقة القصر.  

أعلن المهرجان عن الفيلم الذي سيفتتح الدورة القادمة لإعطاء المزيد من الصدقية للقرار المتخذ، فوقع الخيار في هذه الدورة على "أنيت" للمخرج الفرنسي الكبير ليوس كاراكس، البالغ من العمر 60 عاماً، وهو سينمائي مقل لم يقدم سوى ستة أفلام طويلة طوال 40 عاماً من الاشتغال البصري. بيد أنها أفلام لا مثيل لها في المشهد السينمائي الفرنسي، يتعذر تصنيفها، نصوص طموحة تتسم بالغرابة والرغبة في تعطيل الثوابت المعمول فيها سينمائياً. 

ميوزيكال بالإنجليزية

جديد كاراكس من النوع الميوزيكال، يدور حول فنان كوميدي (آدم درايفر) وزوجته مغنية الأوبرا الشهيرة (ماريون كوتيار). كل شيء يسير بشكل طبيعي في حياتهما، حتى موعد ولادة ابنتهما أنيت التي يبدو أنها تملك موهبة استثنائية. هذا أول شريط ناطق بالإنجليزية لمخرج فرنسي بدأ حياته المهنية بفيلم قصير في العام 1980 يوم كان في الـ 20. لم يمر أكثر من أربع سنوات على انطلاقته قبل أن يتحفنا بباكورته الروائية الطويلة "الشبان يلتقون البنات"، حين تعاون للمرة الأولى مع دوني لافان، الممثل الذي كان سيتحول لاحقاً إلى علامة فارقة في أفلامه، من خلال حضوره الدائم فيها. الحكاية عن مخرج سينمائي مكتئب وطموح يقع في حب شابة لديها ميول انتحارية. كلاهما تخلى عنهما حبيبهما ولا يتأقلمان مع وضعهما الجديد. يجتمعان عبر نظام اتصال داخلي في مبنى سكني. ذات يوم يراها جالسة في جانب نهر السين. يلتقيان أخيراً وجهاً لوجه في حفلة أنيقة فيبدآن بمحادثة طويلة وغريبة. يتبدى جلياً أن التشابه بينهما كبير، وهذا لن يمنع من أن تنتهي قصتهما بالتراجيديا. عُرض الفيلم في مهرجان كان ونال جائزة الشباب. 

في هذه المرحلة من حياته، كان لا يزال كاراكس يعمل كثيراً وبوتيرة متسارعة. فبعد انطلاقته المدوية، عاد وقدم الفيلم الذي كان سيكرسه نهائياً ويضعه في مرتبة كبار السينما الفرنسية، وذلك بلغة سينمائية جديدة وأجواء تشي بعبقرية ما. الفيلم المقصود هو "دم فاسد"، وهذه المرة ذهب به كاراكس إلى مهرجان برلين، كما أنه فاز عنه بجائزة لوي دولوك المهيبة. العنوان إشارة إلى قصيدة لأرتور رامبو من ديوان شعره "موسم في الجحيم". في هذا الفيلم أعطى كاراكس جولييت بينوش واحداً من أول أدوارها، فوقفت يومها أمام العملاق ميشال بيكولي بكل ثقة. تجري الأحداث في سياق مقلق، إذ ينتشر مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي في جميع أنحاء البلاد، مرض ينتشر عن طريق ممارسة الجنس من دون شعور عاطفي، ومعظم ضحاياه هم من المراهقين الذين يمارسون الحب بدافع الفضول. توظف سيدة رجلين لسرقة المصل المحتجز في مبنى حكومي لا يمكن الوصول إليه.

سارقة الأضواء

جولييت بينوش التي سرقت الأضواء في "دم فاسد" أضحت أيضاً بطلة فيلمه التالي، "عشاق جسر نوف" الذي لم يكن أي فيلم، بل مشروعاً ضخماً كاد أن يقضي عليه. شهد التصوير عدداً كبيراً من المشكلات، بدءاً من تعرض الممثل دوني لافان لحادثة، الأمر الذي جعل التصوير يتوقف شهراً كاملاً، وصولاً إلى صراعات بين كاراكس والمنتجين بسبب تجاوزات في الموازنة. في النهاية، خرج الفيلم إلى النور وفاز بآراء متباينة بين من اعتبره تحفة ومن هاجمه. لكن، اليوم، بعد مرور ثلاثة عقود عليه، يمكن النظر إليه كتجربة خاصة جداً في السينما الفرنسية. مرة أخرى يروي كاراكس أكثر الأشياء التي تعز عليه: قصة حب. الحكاية عن أليكس (لافان) الذي يعيش على جسر نوف الباريسي مع رفيقه هانز. تأخد حياتهما منحى جديداً مع وصول ميشيل (جولييت بينوش). يكتشف الحب في حضنها الدافئ معاً، سيعيشون ويضحكون ويشربون ويرقصون على إيقاع الأوركسترا الباريسية وتحت أضواء إحياء الذكرى المئوية الثانية للثورة الفرنسية.

فيلم كاراكس الرابع، "بولا اكس"، بعد ثمانية أعوام على رائعته "عشاق جسر نوف"، عُرض في مهرجان كان ولم يتلق التجاوب المنتظر. فيلم صعب بالمفهوم التجاري مشغول بمكنونات النفس البشرية، مقتبس من رواية "بيار والالتباسات" لهرمان ملفيل المنشور عام 1852. بيار (غيوم دوبارديو) كاتب ناجح يعيش في نورماندي مع أخته ماري التي تخبره ذات يوم أنها حددت له موعد زواجها من خطيبته لوسي. يذهب بيار ليعلن البشارة لخطيبته، لكنه وهو في طريقه إليها يتعرف على إيزابيل التي يتبين لاحقاً أنها أخته غير الشقيقة. 

بعد هذا الفيلم والفشل الجماهيري الذي تعرض له، دخل كاراكس في صمت سينمائي طويل دام 13 سنة. هذا الفاصل الزمني هو الأطول في حياته. وفجأة، عاد مع "هولي موتورز" (2013)! شاعر الكاميرا الملعون غاب دهراً وعودته إلى حضن السينما كانت منتظرة بالتأكيد. دائماً مع ذاته الأخرى دوني لافان في دور البطولة. مرة أخرى، لم ينل الابن المخرب للسينما الفرنسية الإجماع، لكنه مع ذلك كان الوجه الأحب لتلك الدورة من مهرجان كان التي عرضت الفيلم وسط ذهول بعض النقاد. 

"هولي موتورز" شيء أشبه بثورة بصرية فكرية وفنية. تسع شخصيات يتقمصها السيد أوسكار (لافان) في الفيلم. يمضي وقته يلبس قميص هذا وينزع بنطلون ذاك. ليموزين بيضاء تقوده من مكان في العاصمة إلى آخر بهدف الذهاب إلى ما يسميه مواعيد. هذا فيلم يحفل بالإحالات على أفلام كثيرة، منها أفلام لكاراكس نفسه، التي شهدت دائماً مخاضات صعبة: جسر النوف بادٍ في مطلع الفيلم، وهناك الكثير والكثير مما يشي بأننا أمام فيلم وفي داخله، أو حتى في شرايينه. إنه تحية خالصة إلى فن الشاشة. 

اليوم يعود ليوس كاراكس بفيلم ناطق بالإنجليزية. إعلانه الترويجي الذي نُشر قبل أيام يشي بعمل واعد سيرفع من مستوى انتظارنا لمهرجان كان المقبل. أما في ما يخص خيار اللغة، فلا بد من استعادة الرسالة التي وجهها المخرج لجمعية نقاد لوس أنجليس عند استلامه جائزة أفضل فيلم أجنبي عن "هولي موتورز" والتي تلخص فكره: "تحية، أنا ليوس كاراكس، مخرج أفلام أجنبية. أنجزتُ الأفلام الأجنبية طوال حياتي. طبعاً، الأفلام الأجنبية تُصنع في كل مكان إلا في أميركا. في أميركا، يصنعون الأفلام غير الأجنبية فقط. من الصعب انجاز الأفلام الأجنبية لأنها تحتاج إلى ابتكار لغة أجنبية، بدلاً من اللغة السائدة. ولكن في الحقيقة، السينما هي لغة أجنبية، لغة ابتُكرت للذين يحبون السفر إلى الضفة الأخرى للحياة".

 

الـ Independentarabia  في

12.05.2021

 
 
 
 
 

عبد الستار ناجي: مهرجان "كان" منصة ثقافية تمدّ الجسور

إعداد:كابي لطيف تابِع

تستضيف كابي لطيف الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول مهرجان "كان" السينمائي الذي يقام الصيف المقبل في دورته الرابعة والسبعين ونظرته الى المشاركة العربية والحضور السينمائي العربي في المهرجان.

اعتبر عبد الستار ناجي أن إرجاء موعد مهرجان كان السينمائي الى الصيف المقبل خير من ألا يقام إطلاقا لأن هذا الموعد هو لقاء المبدعين والسينمائيين والمسرحيين في هذه المدينة في الجنوب الفرنسي التي تحتفي كل عام بالفن السابع. وقال:" إذا كانت فرنسا تفخر بكتّابها وأدبائها ومواقعها التاريخية، فحقها أن تفخر بمهرجان كان الذي بات الموعد الأهم في تاريخ السينما العالمية".

عن الحضور العربي في المهرجان، أكد عبد الستار الذي واكب المهرجان منذ 1975 على تطور الحضور العربي، إذ كان على السينما العربية أن تنتظر طويلا حتى تعود السعفة الذهبية لها ويُسلّط الضوء على أسماء لامعة منها. كما أعتبر أن إشكالية السينما العربية ليست في هذا المهرجان أو غيره، بل تكمن في ما تقدِّم من نتاج ودعا الى تشريع الأبواب ومد الجسور لأن المهرجان هو منصة ثقافية عالية المستوى وعلينا أن نعي قيمتها لأنها تتجاوز كل الأمور السياسية والاجتماعية والثقافية.

بالنسبة للحضور الكويتي، ذكر أن الكويت معروفة بمستواها الثقافي ولكن رغم الحراك الثقافي والمسرحي والفني وحركة الإنتاج الدرامي ذات المستوى العالي في الكويت، لدينا طموح أكبر من أجل حضور سينمائي فاعل في مجال الفن السابع.

 

مونت كارلو الدولية في

12.05.2021

 
 
 
 
 

إعلان اللائحة الرسمية لأفلام مهرجان كان في 3 يونيو

سيدتي - نهى سيد

تم تأجيل المؤتمر الصحفى للدورة 74 من مهرجان كان السينمائى حتى 3 يونيو هذا العام، والسبب في التأخير هو كثرة الأفلام التي تم تقديمها للمهرجان حيث يتوقع المسؤولون أن تكون المسابقة أكبر من المعتاد هذا العام.

وبحسب موقع "Yahoo" يقام المهرجان الذي طال انتظاره في الأصل في شهر مايو من كل عام، ولكن بسبب جائحة COVID-19 المستمرة، تم دفع مهرجان كان السينمائي لعام 2021 من التواريخ المعتادة في مايو إلى 6-17 يوليو.

تم استبدال حدث العام الماضي ، الذى تم إلغاؤه ، بحدث منخفض المستوى في أكتوبر يعرض أفلامًا قصيرة ولكن بدون قائمة نجوم السينما A-star والمخرجين والمنتجين.

فيلم الإفتتاح

ومن المقرر أن يُفتتح الحفل بالدراما الجديدة "أنيت" للمخرج الفرنسي "ليوس كاراكس" يوم 6 يوليو.

عند الإعلان عن العرض الأول ، قال مدير مهرجان كان "تييري فريمو" : "لم نكن نحلم بلم شمل أجمل مع السينما والشاشة الفضية، في قصر المهرجانات حيث تأتي الأفلام لتأكيد روعتها."

الأفلام المشاركة حتى الآن

تم تأكيد مشاركة فيلم الإثارة والتشويق " بينيديتا " للمخرج "بول فيرهوفن" وفيلم " آنيت" للمخرج "ليوس كاراكس" في مهرجان الأفلام.

ومن بين الأفلام التي تم بحثها لنسخة هذا العام دراما "يوم العلم" بطولة الممثل والمخرج "سيان بين" إلى جانب ابنته "ديلان بن" وابنه "هوبر بن" و"جوش برولين" و"مايلز تيلر".

وتشمل تكهنات أخرى عن مشاركة دراما الجريمة والإثارة "قوة الكلب" لـ"جان كامبيون" والتي تتناولها Netflix.

صانعو الأفلام المشاركين بالمهرجان

من بين قائمة صانعي الأفلام الدوليين المتوقع عودتهم في مهرجان كان : "جاك أوديارد" مع "باريس، المنطقة 13" ، "أشجار فرهادي" مع دراما باللغة الفارسية "بطل"، "ناني موريتى" مع "ثلاثة طوابق" ، "جوليا دوكورناو" مع دراما الرعب "تيتان"، "إيمانويل بيركو" مع "دي سون فيفانت"، "ميا هانسن-لوف" مع "جزيرة بيرجمان" و"كيريل سيريبرينكوف" مع فيلم " بيتروف فلو". 

رئيس لجنة التحكيم

ومن المتوقع أن يتولى رئاسة لجنة التحكيم المخرج السينمائي الأمريكي "سبايك لي" حيث تم تعيينه رئيسًا للجنة تحكيم مهرجان كان في يناير 2020 ولكنه لم يتول المنصب الخدمة بسبب إلغاء الحدث. 

فرنسا على وشك توديع فيروس كورونا

خرجت الأمة مؤخرًا من الإغلاق الثالث ومن المقرر إعادة فتح دور السينما وجميع الأماكن الثقافية في 19 مايو بعد إغلاق دام سبعة أشهر تقريبًا بعد تحسن الوضع الصحي في البلاد.

وقد أبلغت السلطات الصحية الفرنسية عن انخفاض في عدد حالات العلاج في المستشفيات ، فضلاً عن زيادة أسبوعية بنسبة أقل من 2 في المائة من حالات COVID-19 الجديدة اعتبارًا من يوم الخميس لأول مرة منذ عام تقريبًا. كما انخفض عدد الوفيات أيضًا إلى 200 حالة ، وهو أدنى مستوى منذ 26 أكتوبر 2020.

 

سيدتي نت في

19.05.2021

 
 
 
 
 

وسط الجائحة.. مهرجان كان يرف شعار "stay safe"

كتبت : شيماء عبد المنعم

رفع مهرجان كان السينمائى لافتة "ابق آمنًا" “stay safe”، وذلك تماشيا مع بروتوكولات الحد من انتشار فيروس كورونا، لحضور المهرجان وسط الجائحة التى تضرب العالم حاليا.

ستشمل بروتوكولات المهرجان الذى من المقرر أن يستمر من 6 إلى 15 يوليو، أغطية الوجه الإلزامية، وقوائم الانتظار المعاد تنسيقها والتداول لضمان التباعد الاجتماعى، وخدمة كونسيرج طبية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومركز فحص Covid-19 لإجراء الاختبارات.

وجميع القرارات المتعلقة ببروتوكولات الوصول إلى المهرجان (اختبارات Covid-19 ، وفحوصات درجة الحرارة ، وما إلى ذلك) وقيود السعة سيتم تحديدها في أقرب وقت بناءً على توصيات الحكومة والسلطات المحلية، حسبما نشر موقع deadline.

وتم تأجيل المؤتمر الصحفى للدورة 74 من مهرجان كان السينمائى حتى 3 يونيو هذا العام، والسبب في التأخير هو كثرة الأفلام التي تم تقديمها للمهرجان، حيث يتوقع المسؤولون أن تكون المسابقة أكبر من المعتاد هذا العام.

ومن المقرر أن يُفتتح الحفل بالدراما الجديدة "أنيت" للمخرج الفرنسي "ليوس كاراكس" يوم 6 يوليو.

وعند الإعلان عن العرض الأول ، قال مدير مهرجان كان "تييري فريمو" : "لم نكن نحلم بلم شمل أجمل مع السينما والشاشة الفضية، في قصر المهرجانات حيث تأتي الأفلام لتأكيد روعتها".

ومن المتوقع أن يتولى رئاسة لجنة التحكيم المخرج السينمائي الأمريكي "سبايك لي"، حيث تم تعيينه رئيسًا للجنة تحكيم مهرجان كان في يناير 2020 ولكنه لم يتولى المنصب بسبب إلغاء الحدث. 

 

اليوم السابع المصرية في

20.05.2021

 
 
 
 
 

مهرجان "كان" يفرج عن فيلم "بينيديتّا" الذي ينتظره العالم

المخرج بول فرهوفن يدخل أحد الأديرة في ظل تفشي الطاعون في القرن الـ17

هوفيك حبشيان

بعد انتظار دام سنوات، تم الكشف أخيراً عن الإعلان الترويجي لـ"بينيديتّا"؛ الفيلم الذي سيعيد المخرج الهولندي بول فرهوفن إلى مهرجان "كان" السينمائي، من 6 - 17 يوليو (تموز)... أربع سنوات بعد عرض "هي"، وبعد أكثر من ربع قرن على الفيلم الفضائحي "غريزة أساسية"، الذي شارك في المهرجان نفسه، محدثاً ضجة كبيرة.  

"بينيديتّا" كان جاهزاً العام الماضي، لكن إلغاء الدورة الماضية بصيغتها الحضورية المعروفة، حال دون مشاركته في المسابقة. ولم يرد القائمون على الفيلم أن يتم اختياره ضمن العروض الرمزية للمهرجان، كما فعل سينمائيون آخرون لانعدام الخيارات أمامهم، فقرروا الانتظار أكثر من عام كي يتحقق طموحهم: صعود سلالم المهرجان الحمراء مع مولودهم الجديد والإصرار على الوجود في تظاهرة سينمائية حقيقية مع جمهور حقيقي وصحافة حقيقية، وكل ما يعطي للوجود في "كان" سحره الخاص الذي لا تنافسه عليه أي تظاهرة أخرى. 

مع "بينيديتّا"، الذي تلعب بطولته الممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا (إنتاج الفرنسي من أصل تونسي سعيد بن سعيد في ثاني تعاون مع فرهوفن)، أصبح واضحاً أننا أمام فيلم سيسيل الكثير من الحبر، وسيحدث ضجة إعلامية مرتقبة، من ذلك الصنف الذي لطالما سعى إليه مهرجان "كان"، لا بل افتعله في بعض الأحيان. ذلك أنه يجمع بين موضوعين فضائحيين إلى حد ما: المسيحية والجنس. وقد لا يشكل طرح كل موضوع من هذين الموضوعين على حدة أي مشكلة في أوروبا العلمانية المعاصرة، لكن ما إن اجتمعا في فيلم واحد حتى تولدت ردود فعل مستنكرة ومستهجنة.

إضطرابات نفسية

يروي "بينيديتّا" الحكاية الآتية: مع انتشار الطاعون في أنحاء إيطاليا خلال القرن السابع عشر، تلتحق الشابة بينيديتّا كارليني بدير بيسكيا في توسكانا. منذ سن مبكرة، تتمكن من صنع المعجزات، حتى إن وجودها في مجتمعها الجديد سيغير الكثير من الأشياء في حياة الراهبات المحيطات بها، لكن بينيديتّا تعاني أيضاً رؤى دينية معينة تعود وتتكرر في ذهنها لتحدث اضطرابات عميقة في نفسها. راهبة زميلة لها تساعدها في تخطي معاناتها، إلا أن العلاقة بينهما تتطور لتصبح علاقة حب رومانسية محرمة.

عندما كتبت الروائية الأميركية جوديث براون الرواية التي اقتبس الفيلم عنها، لم تلجأ إلى مخيلتها، بل نبشت في معطيات تاريخية. فالراهبة الكاثوليكية بينيديتّا كارليني التي أضحت في ما بعد رمزاً للنسوية شخصية تاريخية عاشت في القرن السابع عشر (1591-1661)، واشتهرت بمثليتها في فترة "الإصلاح المضاد" الذي كان قائماً في القارة العجوز. ترأست ديراً، لكن علاقتها الغرامية بالراهبة بارتوليما، قلبت حياتها رأساً على عقب. وبعد اختيارها من الكنيسة لتطويبها قديسة، اكتشفت الأخيرة علاقتها المحرمة، فتم توقيفها والتجريد من رتبتها واتهامها بالمثلية الجنسية وسجنها. 

نشأت بينيديتّا في عائلة إيطالية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة تمكنت من تأمين مكان لها في دير "والدة الإله" في بيسكيا. في الثلاثين من عمرها أصبحت رئيسة للدير، لكن سرعان ما وقعت ضحية سلسلة من الكوابيس بحيث بدأت ترى رجالاً يحاولون قتلها. ومن وقوعها في فخ الشر، أقدمت زميلاتها الراهبات على حبس الأخت بارتوليما في زنزانتها، الأمر الذي ساهم في توقف هذه الكوابيس، إلا أن رؤى من نوع آخر، بدأت تلوح في الأفق. الحادثة لفتت الحبر الأعظم الذي كان ضد إدخال الإصلاح إلى الكنيسة، بل كان مصمماً على إخضاع الصوفيين الذين يظهر لديهم ميول روحانية مستقلة عن تعاليم الكنيسة، بيد أن ما أثار سخط المراجع العليا في الكنيسة هو اكتشاف العلاقة بين الراهبتين، ولكن، بحسب جوديث براون، قد لا تكون المثلية هي التي أدت إلى سقوطها المدوي وإدانتها. فأنانيتها التي دفعتها إلى التلاعب بالكثير من الراهبات في الدير اضطلعت بدور سلبي في تبرئتها من التهم المنسوبة إليها. ونتيجة ذلك، زجت في السجن لمدة أربعين عاماً. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق بانتظار اكتشاف تفاصيل الفيلم: أي وجهة نظر سيتبناها فرهوفن في مقاربته لسيرة الراهبة؟ هل سيصورها باعتبارها ضحية أو بطلة، قديسة أو مجرد إنسان كسائر البشر؟ 

لا مساومة

في أي حال، المطلع على السيرة السينمائية لفرهوفن لن يتفاجأ لماذا اختار المخرج الثمانيني موضوعاً جدلياً كهذا، فهو عرف بشغبه الجميل ورفضه الصوابية السياسية في عدد من الأفلام التي أوصلته من وطنه إلى هوليوود، ثم إلى فرنسا، بعد انتكاسات سينمائية عدة كان أشهرها "فتيات الاستعراض" (1995)، الذي تعرض لهجمة كبيرة من قبل المحافظين في أميركا التي تتبنى الكثير من الأفكار الطهرانية، قبل أن ينتهي بفشل جماهيري غير مسبوق في الصالات.

فرهوفن سينمائي جريء لا يساوم في أطروحاته. لا يبحث بالضرورة عن الجدل والفضيحة، ولكنه لا يتوانى عن استدراج مواضيع إشكالية يقاربها دائماً من زوايا جديدة. ففي فيلمه ما قبل الأخير، "هي"، الذي اقتبسه من رواية لفيليب دجيان بعنوان "أوه..."، سيدة ستينية تتعرض للاغتصاب في بداية الفيلم، إلا أن الحدث يأخد منحى مختلفاً عما نتوقعه ونراه عادة في الأفلام، مع "المتعة" التي تجدها هذه الشخصية التي تجسدها إيزابيل أوبير في محنتها، حد أنها ترفض رفضاً قاطعاً الخضوع للإجراءات القانونية ورفع شكوى عند الشرطة. كل شيء في "هي" برائحة الكبريت المشتعل.

وعلى الرغم من تجاوزه الثمانين، يبدو أن فرهوفن لم يمل الاستفزاز الذي كان دائماً على موعد معه في أفلام مثل "ستارشيب تروبرز"، و"فتيات الاستعراض"، و"الرجل غير المرئي"، و"غريزة أساسية"، وفي الفيلم الأخير أطلق شارون ستون رمزاً للجنس والشهوة، لكن مغادرته هوليوود أدخلته في جو سينمائي جديد بعد عودته إلى حضن السينما الأوروبية. وعندما قرر إنجاز "هي"، كان ينوي (بطلب من المنتج سعيد بن سعيد) تصويره في أميركا، بيد أنه لم يجد ممثلة أميركية تقبل بتجسيد الشخصية النسائية التي لا تخرج عن المألوف فحسب، بل تذهب بعيداً في فرض منطق خاص بها. شخصية كهذه أميركا لم تكن جاهزة لها.

فرهوفن يصور كل شيء بلا أي مقاربة أخلاقية للموضوع، الأمر الذي أثار حفيظة حراس الأخلاق الحميدة الذين يبحثون عن "درس" في كل شيء. إلا أن الدروس لسوء حظهم لا يحبها السينمائيون الكبار! فرهوفن من أنصار سينما منحرفة، تقول كلمتها وتمشي، لا تشرح ولا تعلن موقفاً، ولا تدين ولا تبرر، ولا شيء آخر من كل الذي يرتكبه بعض السينمات التجارية. معه، لا يمكن توقع أقل من فيلم يجاري صيغته الفنية المفضلة من جنس وعنف ومشاعر مكبوتة مطعمة بالكثير من البسيكولوجيا. أما النساء فلهن حصة الأسد في أفلامه: شارون ستون في "غريزة أساسية"، وإيزابيل أوبير في "هي"، والآن فيرجيني إيفيرا في "بينيديتّا"، الممثلة التي أبدعت في عدد من أدوارها الأخيرة، قبل أن تقف أمام كاميرا المعلم في عمل سينمائي أقل ما يقال فيه أنه سيكون صادماً.

 

الـ Independentarabia  في

22.05.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004