ملفات خاصة

 
 
 

ماذا يعني أن يلغي كورونا مهرجان كان السينمائي الأكبر في العالم؟

ضربة قاسية لـ100 فيلم تغذي مهرجانات عالمية وسوق التبادل تعمل افتراضيا

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ما إن مرت أسابيع عدة على بداية تفشي وباء كورونا في جميع أنحاء العالم، حتى بدا واضحاً أن عالم الثقافة والفنّ سيدفع الثمن غالياً بسبب هذه الكارثة. لم تبق أوروبا، على الرغم من ضخامة إمكاناتها، خارج دائرة هذا "الانكماش" للحياة الثقافية التي أصبحت شبه معدومة طوال الأسابيع الماضية في ظلّ إقفال صالات السينما والمسارح وقاعات الأوبرا والموسيقى. التظاهرات الثقافية والفنية والسينمائية التي لا يمكن أن تحدث من دون جمهور، كانت الضحية الأولى لإجراءات الغلق المشددة التي بدأت تفك بشكل تدريجي كي تعود الحياة إلى طبيعتها. وسط هذا كله، كان مهرجان كانّ طوال الأسابيع الماض أكثر حدث سينمائي وثقافي وفني عالمي تحت الضوء. بقي مصيره مجهولاً لفترة، في مهب رياح كورونا، لا أحد يعرف ماذا سيحل به. عيون السينمائيين وعشّاق السينما والمحترفين والإعلاميين من جميع أنحاء العالم كانت شاخصة في اتجاه ما يعتبر قبلة السينما. حاولت إدارة المهرجان تأجيل دورته الثالثة والسبعين التي كان من المفترض أن تعقد من 12 إلى 23 مايو (أيار)، إلى آخر يونيو (حزيران) ومطلع يوليو (تموز)، إلا أن قرار الدولة القاضي بمنع التجمّعات الثقافية على مدار الصيف كله، جعل إمكان انعقاد هذا المهرجان مستحيلاً. فنهاية يونيو ومطلع يوليو، كانت آخر موعد يمكن تأجيل هذا الحدث الدولي إليه، بعد ذلك، يبدأ موسم السياحة، والعطل. وفي سبتمبر (أيلول)، يقام عادة مهرجان البندقية السينمائي، ولا يمكن إقامة مهرجانين في توقيت واحد. 

اليوم، بعد محاولات عديدة لفعل شيء ما بهدف إنقاذ كانّ، وبالتالي إنقاذ الصناعة السينمائية المرتبطة به مباشرة وغير مباشرة، صدر الحكم: الدورة الـ73 لن تُقام، في أي شكل من الأشكال، على الرغم من الجهود المبذولة من جانب مفوضه العام تييري فريمو ورئيسه بيار لسكور، خصوصاً في ظلّ المخاوف من موجة ثانية لكورونا. هناك جهات كثيرة، منها نجوم وشركات إنتاج سينمائية وجسم إعلامي، لن تجازف، لا سيما أن شركات التأمين لا تأخذ على عاتقها أي ضرر ناتج من الإصابة بكورونا. 

 عالم سينمائي يتيم

عالم السينما يجد نفسه فجأةً وقد أصبح يتيماً. فمهرجان كانّ هو العبور الإلزامي لكلّ السينمائيين في مايو من كلّ عام؛ المكان الأبرز لعرض الأفلام، لاكتشافها، تذوقها، مناقشتها، الكتابة عنها، الترويج لها، وتحضير خروجها في الصالات التجارية لاحقاً. إلغاؤه لا يعني فقط إلغاء مهرجان لم يُلغ إلا مرتين طوال تاريخه، بل يعني إحداث خلل في كامل المنظومة السينمائية، ما سينعكس سلباً على الصناعة السينمائية برمتها، وعلى السينمائيين أنفسهم، وعلى الأفلام نفسها. هذا التأثير لن يسلم منه الإعلام السينمائي، بشقيه المرئي والمكتوب. 

الخلل الذي يحدثه إلغاء مهرجان كانّ يأتي على مستويات عدة: على مستوى الأفلام التي كان من المفترض أن تُعرض فيه، وهي أصبحت الآن بلا سقف يؤويها. إنها أفلام من زبدة ما أُنتج في الأشهر الماضية، ولكن شاء القدر أن يحول وباء كورونا دون عرضها في كانّ. فالمهرجان شكّل برنامجه من مجموعة أفلام، وكان استعد لكلّ شيء في حال أقيمت الدورة، وهذا البرنامج سيتم الإعلان عنه (من دون توزيع الأفلام على أقسام)، في مطلع الشهر المقبل، وذلك بدافع رد الاعتبار إلى هذه الأفلام التي حُرم أصحابها من تسلّق سلالم كانّ الحمراء. كلّ فيلم من هذه الأفلام سيحمل علامة خاصة تفيد بأنها من ضمن برمجة كانّ 2020، وهذه تسهّل عملية الترويج لها عند عرضها في الصالات. إدارة كانّ مصرة على مواكبة هذه الأفلام في سياق تسويقها، فهي في الآخر أعمال نالت إعجاب لجنة الاختيار التي عملت لأشهر على مشاهدتها واختيارها والتواصل مع أصحابها. يقول فريمو إن المهرجان تلقى أفلاماً رائعة من كلّ أنحاء العالم، ومن واجبه التسويق لها كي تجد جمهورها المحتمل ولا يمكن التخلي عنها في مثل هذه اللحظة الصعبة. وما إن يتم الإعلان عن البرنامج، حتى تبدأ ورشة عمل هدفها تنظيم عروض خاصة لتلك الأفلام في الصالات التجارية. في هذا السياق، ومن منطلق التضامن المحض، يُحكى أيضاً أن عدداً من المهرجانات التي من المتوقع أن تُعقد في أواخر العالم الحالي، دعت كانّ إلى عرض أفلامها "المشردة" على شاشاتها، لتوفير منبر لها، وضمان لقاء جمهورها. من هذه التظاهرات: بوسان وسان سيباستيان ونيويورك ودوفيل. هذا ما كشفه في أي حال فريمو لمجلة "سكرين دايلي"، حيث كرر أيضاً فكرة التعاون مع مهرجان البندقية السينمائي، من دون أن يوضّح تفاصيله. 

مهرجان وجوائز

إلغاء الدورة شكّل ضربة قاسية لنحو 100 فيلم هي في الحقيقة أفلام تغذي موسم الجوائز، من الأوسكار الأميركية إلى السيزار الفرنسية وغيرهما. وهي تغذي كذلك صالات الفنّ والتجربة التي تقوم على هذا النوع من السينما. بعض هذه الأفلام اختار اللجوء إلى العرض عبر المنصّات الإلكترونية، وبعضها الآخر ينتظر إعادة افتتاح الصالات كي يلتقي جمهوره. علماً أن الإحصاءات تفيد بأن هذا الجمهور غير مستعد للعودة إلى قاعات السينما في الوقت الراهن. 

هذه الأفلام التي باتت فجأةً خارج جدران مهرجان كانّ بسبب كورونا، ليست الضحية الوحيدة، فهناك عشرات ومئات المهرجانات التي كانت تأخذ من كانّ ما تحتاجه لعرضه على جمهورها. مهرجانات ليست بالضرورة من الصفّ الأول، بل هي تظاهرات تسد الفراغ بين ما يُعرض في سينمات المراكز التجارية من أعمال استهلاكية وما يريده حفنة من هواة السينما. هذه المهرجانات التي عادةً تُعقد في الأشهر التي تلي انعقاد كانّ، ستجد نفسها، في حال عُقدت، وهي تشكو من نقصان فاضح في هذا المجال. وهذا سيحرم بالتالي متابعي السينما من اكتشاف أبرز أفلام السينما المغايرة والاكتفاء بالسينما التجارية. 

سوق الفيلم

في المقابل، قررت "سوق الفيلم" التابعة لكانّ الانتقال إلى العالم الافتراضي، ولكن لن تكون متوافرة إلا للصنّاع والمحترفين، لا للصحافيين. هذه السوق هي الأكبر في العالم، وخيار أن تُقام عبر الإنترنت، هو بهدف تبادل ما أُنجز من أفلام في الأشهر الماضية، وما سيُنجز في الأشهر المقبلة، على الرغم من صعوبة التصوير هذه الأيام، ويحملنا هذا إلى مشكلة أخرى هي التصوير في زمن كورونا، بحيث أن قيود قاسية فُرضت على البلاتوهات تطلب من الممثّلين والفريق التقني عدم الاقتراب بعضهم من البعض الآخر، خلال عملية التقاط المَشاهد.

وعلى الرغم من أن السوق أصبحت افتراضية بالكامل، فإدارة كانّ رفضت منذ البداية فكرة المهرجان الافتراضي. حتى أن فريمو سأل: "ماذا يعني مهرجان افتراضي؟ مَن هو جمهور هذا المهرجان؟ كيف ينظم على مستوى الزمان والمكان؟ هل منتج الفيلم ومخرجه على دراية بأن فيلمهما سيُعرض في هذا الإطار؟ كيف يتم منع القرصنة؟ ومَن هم الناس الذين سيتسنى لهم حضور هذا الحدث؟ هذه بعض الأسئلة التي أشهرها في مقابلة له مع "سكرين دايلي"، وهي شرعية ومهمة وتقول ما يجول في رأس المسؤول عن أكبر حدث سينمائي في العالم، وثاني حدث يُغطى إعلامياً بعد كأس العالم.

خلاصة القول: الأزمة سينمائياً كبيرة جداً وخطيرة، وقد تشكّل مناسبة لإعادة هيكلة الكثير من الشؤون التي كان الحديث فيها مؤجلاً، من مكانة السينما في ظلّ صعود نجم الإنتاجات البصرية الأخرى إلى طرق وصول الفيلم إلى الجمهور. يبقى أن 2020 عام سقط حتماً من روزنامة السينما، خصوصاً بعد الفراغ الذي سيتركه غياب مهرجان كانّ الذي ينظّم حياتنا السينمائية ويوفّر "مونة" عام كامل، فيستمر الحديث في بعض أفلامه أشهراً طويلة بعد انعقاد كلّ دورة. إنه الشريان الأساسي الذي تجري فيه الدماء السينمائية. يقول فريمو إن الأزمة ستظل كبيرة ما لم يوحّد الجميع جهودهم، من سينيفيليين إلى فنانين، لعبورها. فالوباء يضعّف قطاعاً هو في الأساس هشّ، وقد يحتاج إلى الكثير من الوقت والصبر والتعنّت للخروج من هذا المأزق، والعودة إلى حيث كانت الأوضاع قبل كورونا. 

 

الـ Independentarabia  في

14.05.2020

 
 
 
 
 

مهرجان كان 2020 أفلام بلا احتفال وحضور عربي جيد

56 فيلما عالميا بلا مسابقات ولا نجوم ولاسجاد أحمر

هوفيك حبشيان

بعد فشلها في تنظيم دورة 2020، أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي قبل أيام في العاصمة الفرنسية (باريس)، برنامج الطبعة الثالثة والسبعين. هذه المرة الأولى في التاريخ، يُعلن عن برنامج تظاهرة سينمائية لن تُعقَد. فالدورة التي كان من المفترض أن تُقام بين الـ12 والـ23 أيار الماضي، أُلغِيت بسبب جائحة كورونا التي أصابت إلى الآن نحو 7 ملايين إنسان حول العالم. في البداية، لجأ فريق المهرجان إلى بعض المناورات لإعطاء الإحساس بأن الحدث الثقافي الكبير على منأى من الأزمة العالمية، ثم اختار التأجيل إلى نهاية الشهر الحالي، إلّا أنّ الظروف التي فرضت نفسها جاءت معاكسة، فكان الإلغاء. ذلك أن قرار رئاسة الجمهورية الفرنسية بمنع كلّ الاحتفالات الثقافية حتى سبتمبر (أيلول) المقبل، كان بمثابة الضربة القاضية.

إذاً، لا أحد من السينمائيين والصحافة سيتوجه هذا العام إلى موقع السينما الواقعة على ضفاف مدينة كان الساحلية. كان على الأشياء أن تنتهي هنا، أي بالحجب وتجديد الموعد في العام المقبل، إلّا أنّ الجهة المنظمة قررت الإعلان عن ما يُعرف بالتشكيلة الرسمية، أي الأفلام المختارة من كلّ أنحاء العالم لعرضها على جمهور كان. 2067 فيلماً كانت قد وصلت إلى مكاتب كان منذ انتهاء الدورة الماضية، اختارت اللجنة المكلفة 56 منها، وكشف عن عناوينها المفوض العام للمهرجان تييري فريمو ورئيسه بيار لسكور. خيار الإعلان عن الأفلام التي كان وقع عليها الاختيار قبل قرار الإلغاء، جاء لردّ الاعتبار إلى هذه الأعمال التي أحبّها المهرجان، ولكن شاءت الظروف أن يُلغى وتبقى الأفلام خارج جدرانه. لذا، اتُّفق على إعطاء كلّ فيلم من الأفلام المختارة علامة كان مع وضع لوغو "السعفة الذهبية" على الملصق الإعلاني، لتسهيل تسويقها عندما يحين موعد عرضها في الصالات.  

افلام وفئات

لم تُوزّع الأفلام على أقسام مختلفة. لا توجد مسابقة، ولا "نظرة ما"، ولا أي من الفقرات التقليدية الأخرى التي نعرفها. هناك فقط 56 فيلماً وُزِّعت على  النحو الآتي: 14 فيلماً لسينمائيين اعتادوا المشاركة في كان، أقله مرة واحدة. 14 فيلماً لسينمائيين يدخلون التشكيلة الرسمية للمرة الأولى. 15 فيلماً لسينمائيين ينجزون فيلمهم الأول. إضافةً إلى ثلاثة أفلام وثائقية وخمسة أفلام كوميدية وأربعة أفلام تحريك وفيلم سكتش واحد. 

قرار الإعلان عن برنامج كامل متكامل بهذا الحجم، من دون أن يُعقد أي مهرجان، ولا يُحشد أي جمهور وأي إعلام، ولا تُسند أي جائزة، سابقة تبدو غريبة بعض الشيء، وقد تبدو مضحكة. بعضهم اعتبره مكابرة، وبعضهم الآخر وجد فيه تحدّياً من المهرجان. في أي حال، لم تكن ردود الفعل كلها مرحّبة، وهناك مَن قال إنّ اللائحة هذه ليست اللائحة الحقيقية التي كان المهرجان اعتمدها لو أُقيم. في رأيهم، هذه فقط لائحة تشكّلت من أفلام وافق أصحابها أن يكتفوا بمشاركة رمزية في كان، لأسباب مختلفة. وفي هذا الشأن، كتب الناقد المصري أمير العمري على صفحته الفيسبوكية: "إعلان قائمة الأفلام (…) لا أرى أي فائدة من ورائه، لأنها أفلام لم تُعرض في دورة لم تحدث. وبصراحة أكثر، أجد أن هذا الإعلان والضجيج الإعلامي، هو تشبّث يائس بفكرة بقاء المهرجان قائماً بأي طريقة، على الرغم من أنه لم يعد قائماً بشكل عملي. وهم في إدارة كان يفكّرون في أن مجرد وضع علامة المهرجان فوق أي فيلم، يجعل منه "ملكية خاصة"، فإذا عرضه أي مهرجان آخر حقيقي سيُقام على أرض الواقع في النصف الثاني من 2020، فإنه يُعرض تحت علامة كان الذي لم يكن، وهي فكرة طفولية مضحكة جداً". 

من الأفلام المختارة، نجد جديد المخرج الأميركي وِس أندرسون، "ذا فرنش ديسباتش" الذي كان من المتوقع أن يفتتح الدورة الملغاة، علماً ان أندرسون سبق أن افتتح المهرجان عام 2012 مع "مملكة بزوغ القمر". يضم الفيلم كوكبة من النجوم، مثل بينيشيو دل تورو وتيلدا سوينتون وأدريان برودي وليا سيدو، وغيرهم كثر في أدوار ثانوية، ويروي سير مجموعة من الفرنسيين في القرن العشرين من وجهة نظر صحافي أميركي. وقد أثار طرح إعلانه الترويجي قبل أسابيع، دهشة المعجبين بفنّ أندرسون. يضم البرنامج أيضاً أحدث أفلام المخرج الفرنسي الكبير فرنسوا أوزون، "صيف 85". أوزون الذي يُخرج عادةً أفلاماً غير متوقّعة، مليئة بالحياة والوجوه المعبّرة والشغف. ثمة دائماً ما يمكن أن نحبّه في أفلامه. التمثيل أو الإخراج أو البنية السردية أو ببساطة النحو الجذّاب الذي يحملنا بواسطته إلى حقب وأماكن مختلفة. بعد ثلاث سنوات على مشاركته في كان، بـ"العشيق المزدوج"، ها إنه يعود بعمل تدور أحداثه، كما يؤكد عنوانه، في حقبة الثمانينيات، يوم كان ألكسي في السادسة عشرة من عمره، وأنقذه من الغرق دافيد ابن الثامنة عشرة. هل هذه الحادثة جعلت ألكسي يلتقي رفيق عمره؟ وهل ستستمر هذه العلاقة لأكثر من صيف؟ هذه بعض الأسئلة التي يردّ عليها الفيلم، من بين أمور أخرى. 

سينما عالمية

من بريطانيا، يشارك المخرج الكبير ستيف ماكوين بفيلمين، "لافرز روك" و"مانغروف". المخرج الأسود الذي أهدى فيلمَيْه إلى جورج فلويد، يعود إلى قصة تدور فصولها في لندن، وتمتدّ من الستينيات إلى الثمانينيات، أبطالها مهاجرون من جزر الأنتيل، عرضة دائماً للعنصرية. ومن الدنمارك، يأتي المخرج الشهير توماس فينتربرغ بدراما جديدة تتعقّب مجموعة من المدرّسين يخضعون لاختبار للانفتاح على العالم الذي من حولهم. فينتربرغ هو أحد رواد حركة "دوغما 95" التي أنجز في كنفها فيلم "الحفل" عام 1998. أما بلجيكا، البلد الذي يختزله عادةً الأخوان داردن، فيمثّلها هذه المرة لوكا بلفو الذي سبق أن أدهشنا بـ"حجّة الأضعف" (2006)، بعمل جديد عنونه "رجال" ويعود فيه إلى ماضي أحد المحاربين القدامى في حرب الجزائر، ماضٍ يطفو على السطح بعد تلاسن بينه وضيف يشارك في حفل عشاء عيد مولد أخته. 

للعرب حصّة لا بأس بها من تشكيلة كان. هناك فيلمان من لبنان، إذا أخذنا في الاعتبار جنسية صاحبة الفيلم: "شغف بسيط" للمخرجة دانيال عربيد. هذه ليست المرة الأولى تحضر عربيد إلى الكروازيت، ولكن لم تكن يوماً في الاختيار الرسمي، بل في الأقسام الموازية. فيلمها مقتبس من رواية لآني أرنو صدرت عام 1992، وتحكي قصّة حبّ "ممنوعة" عاشتها الكاتبة مع رجل أعمال متزوج، من أوروبا الشرقية. رجل تسمّيه "أ"، من دون أن تكشف عن هويته أكثر من ذلك. الفيلم فرنسي الإنتاج بطبيعة الحال (عربيد مقيمة في باريس منذ سنوات ومتزوجة من منتج له شأن مهم في السينما الفرنسية)، وهو من تمثيل لاتيسيا دوش وسرغي بولونين. الفيلم اللبناني الثاني هو "مفاتيح مكسورة" للمخرج جيمي كيروز (أول فيلم له)، وقد صوّره في المناطق التي كانت حتى الأمس القريب تحت سيطرة "داعش"، لإضفاء المزيد من الواقعية على الأحداث التي تدور حول عازف تحطّمت مفاتيح البيانو الذي يعزف عليه، مِمّا سيُضطره إلى البحث عن طريقة لإصلاحه وسط أجواء مليئة بالعنف. الفيلم من بطولة عادل كرم وبديع أبو شقرا وطارق يعقوب وسارة أبي كنعان. 

من مصر، اختير "سعاد" للمخرجة الشابة آيتن أمين (إنتاج مصري تونسي مشترك) عن علاقة شقيقتين في سن المراهقة، تعيش إحداهما حياة سرية على الـ"فيسبوك". صُوّر الفيلم في إحدى مدن الدلتا، مع ممثّلين يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى. هذا إضافةً إلى فيلمين من فرنسا لمخرجَيْن من أصول عربية: "أحمر" لفريد بنتومي و"إبراهيم" لسمير قواسمي. 

يبقى أن نتحرّى إذا كان هذا هو فعلاً البرنامج الحقيقي لمهرجان كان 2020، أو أنه برنامج بديل لإنقاذ ماء الوجه. لعلّنا لن نفكّك هذا اللغز أبداً. أيّاً يكن، الهمّ الأكبر لعشّاق السينما في العالم اليوم هو اكتشاف بعض هذه الأفلام، إما عبر مشاهدتها في الصالات التجارية عندما تعود إلى الحياة تدريجاً، أو في مهرجانات آخر العام، أو عندما تصبح متوافرة في منصّات التحميل والقرصنة.  

 

الـ Independentarabia  في

10.06.2020

 
 
 
 
 

ستاشر” يحصد ذهبية “كان”.. جيل جديد يبني الأمل

هبة الله يوسف

جنود السينما المقاتلة” توصيف ينطبق بدقة على صناع فيلم «ستاشر» أول فيلم مصري يحصد جائزة السعفة الذهبية من مهرجان «كان» أحد أهم المهرجانات السينمائيه و أقدمها، فعلي الرغم من المعاناة المريرة التي تواجه هذا اللون من السينما (الروائية القصيرة) إلا أن صناعة نجحوا في تحقيق أكبر وأهم إنجاز عالمي للسينما المصرية.

 فمن بين 3810 فيلم تقدمت بهم  137 دولة تتنافس علي جوائز مسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان «كان» في دورته التي حملت رقم 73، نجح الفيلم المصري I am afraid to forget your face أو «أخشي أن أنسي وجهك» وفقا لعنوانه باللغة الإنجليزية للمخرج سامح علاء، في التفوق علي أحد عشر فيلما وصلت معه للتصفيات النهائية في تلك المسابقة التي شهدت عرضا محدودا بسبب جائحة كورونا.

وعلى الرغم من أهمية هذه الجائزة إلا أنها ليست الأولي التي حصدها الفيلم، فلقد سبق و فاز بجائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان موسكو الدولي في دورته الأخيرة (42)، و مؤخرا نال جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير من مهرجان الجونة السينمائي، إضافة لمشاركات عديده في مهرجانات دولية هامة من بينها «سان سبستيان» في أسبانيا و «نامور» للفيلم البلجيكي وغيرها.

سينما لا تكذب ولا تتجمل

الفيلم والذي تدور أحداثه في 15 دقيقة لا يعد انتصارا كبيرا للسينما المصرية فحسب، ولكنه انتصار لجيل جديد من السينمائين الشباب لا يبحثون عن «إفيه» يداعب الغرائز و يحلل ثمن التذكره، أو «قبلة» ضلت طريقها من مقص الرقيب، ولكنهم يؤمنون بأن السينما عالم من السحر تتلاشى فيه المسافة بين الشاشة ومقاعد المشاهدين، «رحلة حكي» مهمومه برصد الواقع وتأمله واكتشاف الذات وكل ما علق بالروح من هزائم وانكسارات، أحلام وطموحات، سينما أكثر نضجا لا تنتصر فقط للتقنيات ولكنها تنبض بالمشاعر والأحاسيس، السرد فيها محكم ومفعم بالتفاصيل، باختصار سينما لا تمتلك إلا أن تنتمي لها و بحميمية.

المؤكد أن «ستاشر» إشراقه أمل وسط مشهد سينمائي مرتبك فشلت خلاله كيانات إنتاجية كبرى ليس فقط في تحقيق إنجاز مماثل، ولكن على أقل  تقدير في طرح أعمال تحترم عقل ووجدان المشاهد وتحتفظ بمكانتها في ذاكرة السينما، فصناعه شباب حالم بغد أفضل وتمكنوا بالإيمان والاجتهاد والدأب والسعي من تحويل الحلم لواقع ملموس بالرغم من كل التحديات التي تعيق صناعة الفيلم الروائي القصير وفي مقدمتها «الإنتاج»، لذا كان علي مخرجه سامح علاء البحث عن جهة إنتاج تؤمن بأهمية السينما ودورها على حد توصيفه، ومن ثم جاء تعاونه مع كل من محمد تيمور، مارك لطفي، و بمشاركة أحمد زيات والفرنسي مارتن جيروم والذين نجحوا في توفير مصادر لتمويل الفيلم من بينها الدعم المقدم من مؤسسة الدوحة للأفلام.

أما عن الفيلم فتدور أحداثه حول رحلة مراهق لا يتجاوز عمره ستة عشر عاما يبحث عن حبيبته بعد أكثر من 80 يوما من الغياب، تلك الرحلة التي نكتشف من خلالها الكثير من المسكوت عنه اجتماعيا وقبل أن يصل للموقف الفصل في حياته، وقد لعب بطولة الفيلم سيف الدين حميدة ونورهان عبد العزيز في إطلالتهما السينمائية الأولى.

قف على ناصية الحلم وقاتل

 الطريف أن معظم صناع الفيلم لم يدرسوا الفن والسينما بالأخص دراسه أكاديميه باستثناء بطل الفيلم سيف الطالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون المصرية، (بعد 3 سنوات من دراسة علوم الكمبيوتر قبل أن يتمكن من تحقيق حلمه بدراسة التمثيل).

سيف أعرب عن سعادته بهذه المشاركة والتي حتما ستضعه في بؤره المشهد الفني كما يأمل، أما عن كيفية اختياره للبطولة فيؤكد أنها تحققت بعد لقاء جمعه بمخرج الفيلم لم يتجاوز 10 دقائق من خلال أحد مكاتب  «الكاستنج«.

أما مخرج الفيلم سامح علاء فقد بدأ في دراسة السينما بعدما انتهى من دراسته للأدب الألماني حيث سافر إلى مدرسة السينما famu في براغ بجمهورية التشيك لدراسة الإخراج، بعدها انتقل إلى باريس ونجح في الحصول على درجة الماجستير من   EICAR Film

فيما المنتج مارك لطفي ومحمد تيمور ومطور سيناريو الفيلم محمد فوزي جميعهم هجروا عالم الهندسة للسينما، حيث أسس الأول شركة «ستوديوهات فيج لايف» بمسقط رأسه بالإسكندرية قبل خمسة عشر عاما، والتي لعبت دورا في إطلاق الكثير من التجارب السينمائية الناجحة والتي حلقت بعيدا عن «التجاريه» ومعظمها عرض في مسابقات رسمية بمهرجانات مصريه وعالميه، وإلى جانب «ستاشر» الذي اقتنص السعفة الذهبية اختير له أيضا فيلم «سعاد» للمخرجة أيتن أمين في المسابقه الرسمية للفيلم الطويل وبنفس الدورة.

بكلمات قليله عبر مارك عن سعادته بهذا الإنجاز والذي لم يفقد الأمل يوما في تحقيقه منذ داعبه شيطان الفن، وبالرغم من هذا لا زال في حالة عدم إدراك بأن الحلم تجاوز المستحيل للممكن وبدلا من عمل واحد شارك بعملين في أحد أهم المهرجانات السينمائية؛ ما يعد انجازا كبيرا للسينما المصرية لم تفلح في الاقتراب منه كيانات إنتاجية كبرى .

السينما عمل جماعي كما يؤكد محمد فوزي مطور السيناريو، مؤكدا أن حالة التوافق الفكري والصداقة التي جمعت معظم صناع الفيلم ألقت بظلالها على هذه التجربة، والتي بدأ العمل فيها قبل عامين، مشيرا لأن المقصود بتطوير السيناريو هو الوصول به لأفضل نسخة تترجم رؤية مؤلفه والذي هو نفسه مخرجه، تحديدا كل ما يتعلق بتطور الشخصيات والمواقف وتتابع المشاهد وتنقيح الحوار، مؤكدا أنه لولا الصداقة التي جمعته بالمخرج سامح علاء والتي امتدت لما يقرب من عشر سنوات لما نجحا في الوصول لهذه الحالة من التوافق والتناغم.

فيلم «ستاشر» تكلف ما يقرب من 200 ألف جنيه وفقا لما أكده محمود تمور المنتج الفني للفيلم، مؤكدا أن رحلة البحث عن تمويل للفيلم كانت هي المرحلة الأصعب نظرا لمحدودية الجهات التي تمنح الدعم للأفلام القصيرة، وعدم حماس الجهات الرسمية لإنتاج هذا المصنف الفني، فيما تصوير الفيلم لم يتجاوز بضعة أيام.

مرة أخري فيلم «ستاشر» بمثابة طاقة نور فهل سيسهم في تحريك المياه الراكدة ويفتح الباب الموصود أمام أحلام أجيال من المبدعين لا يزالون يقفون على ناصية الحلم ويقاتلون كما يقول شاعرنا محمود درويش “بتصرف”..

 

موقع "أصوات أنلاين" المصري في

03.11.2020

 
 
 
 
 

سينما 2020.. نجاحات محدودة والنجوم غياب.. وانتصار عالمى بـ«سعفة كان»

شريف نادى

أفلام الكبار تكتفي بالبقاء في «العلب»​.. هروب جماعى من المنصات بعد الخسارة.. والمهرجانات المصرية تجتاز اختبار « كورونا »

انتصارات صغيرة فى تحدى فيروس كورونا ، وإخفاق فى الإيرادات، هذا هو العنوان الأدق لوصف حال ال سينما خلال عام 2020، والتى شهدت تراجعًا كبيرًا، سواء على مستوى عدد الأفلام التى تم إنتاجها خلال العام أو حتى المعروض منها، لتحقق إيرادات هزيلة لا ترقى إلى تطلعات صناع ال سينما ، الذين حاولوا جاهدين التغلب ومواجهة الفيروس اللعين الذى هدد صناعة ال سينما فى العالم كله، من خلال بعض المسكنات التى لجأوا إليها لكى ترضى المشاهد المتعطش لل سينما ، وتقلل هامش الخسارة نسبيا، خاصة بعد إغلاق دور العرض لعدة أشهر، تبعها فتح تدريجى بإقرار نسبة حضور 25% ثم ارتفعت إلى 50% لتتوقف عند هذه النسبة وهو ما لم يرض كبار صناع ال سينما الذى تكبدوا أموالا طائلة لإنتاج أفلام ذات ميزانيات ضخمة لكبار نجوم ال سينما .

ولعل تخوف كبار النجوم من خوض غمار المنافسة على شباك التذاكر دفعهم لاتخاذ خطوات للخلف تجاه الشاشة الكبيرة، إما بتعليق تصوير أعمالهم لحين إشعار آخر، أو استئناف التصوير والانتهاء من العمل بالكامل ثم حفظه فى الأدراج لحين حدوث انتعاشة فى شباك التذاكر تطمئن الجهات المنتجة لهذه الأعمال على حصد مكاسب أو على الأقل تغطية ما تم إنفاقه دون التعرض لخسائر فادحة قد تضر بأعمال أخرى لاحقة، فمثلا الفنان أحمد السقا كان من المقرر أن يصور عملين خلال العام الجارى هما « العنكبوت » الذى كان ينوى عرضه فى عيد الفطر الماضى قبل أن يؤجل هذا القرار بسبب إغلاق ال سينما ، ثم تراجعت الجهة المنتجة عن العرض فى عيد الأضحى أو موسم الصيف بسبب نسبة الحضور المقررة والتى ارتأوا أنها لن تغطى تكلفة العمل، وهو ما أدى إلى إرجاء مشروعه ال سينما ئى الجديد، فقبل أن ينتهى من « العنكبوت » الذى حفظ فى «العلب»، ويدخل مشروع سينما ئى آخر، بالإضافة إلى الاتجاه للدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «نسل الأغراب».

ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للفنان أحمد عز الذى كان الجمهور شغوفًا بالفيديو الدعائى لفيلم «العارف» أواخر العام المنصرم تمهيدا للمنافسة به مطلع العام الجارى، ليصطدم بجائحة كورونا التى تجعل السوق ال سينما ئى أقل إيرادا من أى عام مضى وهو ما لم يرض طموحه كنجم شباك سبق أن حصد أعلى إيراد فى تاريخ ال سينما من خلال عملين فى عام واحد تعدى مجمل إيراداتهما 170 مليون جنيه وهما فيلما «الممر» و«ولاد رزق2»، ومن ثم اكتفى عز بتقديم تجربة مسرحية «علاء الدين» والتى حققت نجاحا ملحوظا، بالإضافة إلى استكمال مشاريعه المعلقة حتى وإن ظلت حبيسة الأدراج لحين الإفراج عنها وقتما تشاء الجهة المنتجة، كما قرر استكمال مشروعه الدرامى المؤجل من العام الماضى وهو مسلسل «هجمة مرتدة» حيث سافر إلى إحدى الدول الأوروبية بعد قرار فتح المطارات ليعود بالعمل إلى الشاشة بعد غياب عام كامل عن الجمهور اختفى فيها سينما ئيا وتليفزيونيا.

المجازفة مرفوضة

تطلعات النجم كريم عبد العزيز فى السير على النهج نفسه من خلال تحقيق النجاح الكبير وعدم القبول للهبوط من قمة الأعلى إيرادا فى تاريخ ال سينما المصرية بفيلمه «الفيل الأزرق 2»، جعلته يرفض المجازفة بطرح فيلمه «البعض يذهب للمأذون مرتين» رغم انتهائه من تصويره وجاهزيته للعرض، بالإضافة إلى التروى فى تصوير عمله الكبير «كيرة والجن» أمام النجم أحمد عز وهند صبرى ومد أوقات التصوير، وبالتالى لم يجد مفرا كحال باقى زملائه من العودة للدراما التليفزيونية من خلال تجسيده بطولة مسلسل «الاختيار2»، حفاظا على مكانته مع الجمهور بعد غياب عام كامل.

وفى المقابل فضل النجم أحمد حلمى الجلوس على مقعد المشاهد، مكتفيا بقراءة عدد من السيناريوهات أملا فى أن تلقى إحداها اقتناعا بداخله وتصبح مشروعا قابلا للتنفيذ فى المستقبل إما البعيد أو القريب، بينما قرر أن يأخذ خطوة إيجابية بتصوير فيلمه «النمس والإنس» أمام الفنانة منة شلبى والذى انتهى منه وينتظر انفراجة لطرح فى القريب العاجل.

ارتضى النجم أمير كرارة بردود الفعل الإيجابية التى حققها عبر مسلسله «الاختيار» رافضا المجازفة بتقديم عمل سينما ئى خلال العام الجارى قد يرجعه خطوة عن مقارعة الكبار والتى دائما ما طمح لها فى السنوات الأخيرة حتى وصلت لذروتها وتصدى لها بنجاح فى آخر أعماله «كازابلانكا» التى حققت إيرادات جعلته متربعا على عرش أكثر 10 أفلام فى تاريخ ال سينما .

إيرادات ضعيفة

اكتفى عدد كبير من المنتجين باللجوء إلى الأفلام التى تعتمد على الفنانين الشباب أو نجوم الصف الثانى ليتصدروا بطولات الأعمال ال سينما ئية، فى محاولة لاستمرار انتعاش ال سينما بالشكل الذى لا يجعلهم يتعرضون لخسائر كبيرة حال فشل العمل خاصة فى ظل نسبة الحضور المقررة، وكان العمل صاحب المبادرة هو فيلم «الغسالة» بطولة أحمد حاتم وهنا الزاهد والذى حقق بعد 19 أسبوعًا من عرضه 15 مليونًا فقط، وهو رقم كانت تحققه بعض الأعمال ال سينما ئية فى أيام قليلة، ورغم ذلك رأت الجهة المنتجة للعمل أنه حقق نجاحا نسبيا فى ظل الظروف التى تعانى منها الصناعة خاصة أن أغلب التوقعات كانت تذهب إلى عدم تحقيق مثل هذه الأرقام، وهو الأمر الذى شجع صناع ال سينما على الاستمرار فى تقديم أفلام بنفس الخلطة فتبعه فيلم «توأم روحي» بطولة حسن الرداد وأمينة خليل، وحقق العمل بعد 146 أسبوع عرض ما يقرب من 14 مليون جنيه، ثم طرح فيلم «زنزانة 7» بطولة أحمد زاهر ونضال الشافعى، ليحقق فى 12 أسبوعًا 8 ملايين و200 ألف جنيه، ثم فيلم «الخطة العايمة» بطولة على ربيع وغادة عادل ومحمد عبد الرحمن وعمرو عبد الجليل، والذى حقق فى 9 أسابيع 9 ملايين جنيه، ثم فيلم «الصندوق الأسود» بطولة منى زكى ومحمد فراج ومصطفى خاطر، والذى حقق 6 أسابيع 6 ملايين و200 ألف جنيه، هذا إلى جانب عدد كبير من الأفلام التى اعتبرها بعض النقاد فى مستوى ضعيف، ولهذا لم تحقق سوى إيرادات هزيلة للغاية دفعت الموزعين إلى رفعها من دور العرض بعد فترة وجيزة، واللجوء إلى بعض الأفلام لكبار النجوم والتى عرضت قبل جائحة كورونا مثل «الفلوس» بطولة تامر حسنى وخالد الصاوى وزينة، و«لص بغداد» بطولة محمد إمام وياسمين رئيس ومحمد عبد الرحمن.

معركة المنصات

لم يقف بعض منتجى ال سينما مكتوفى الأيدى أمام حالة الركود ال سينما ئى والتراجع الكبير فى الإقبال على الأفلام التى شهدته دور العرض فى الفترة الأخيرة واتبعوا مبدأ «الخسارة القريبة أفضل من المكسب البعيد»، والظهور أمام الجميع أنهم يحاولون الحفاظ على صناعة ال سينما دون أن يدركوا أنهم يغيرون دون قصد فى شكل العرض ال سينما ئى الذى يعتمد فى الأساس على الذهاب إلى دور العرض أولا ثم تأتى الخطوة الثانية فى مشاهدته بعد انتهاء عرضه على القنوات الفضائية سواء كانت مشفرة أو غير ذلك، أو بالعرض على المنصات الإلكترونية، وكان فى مقدمة هذه الأعمال فيلم «صاحب المقام» بطولة يسرا وآسر ياسين وأمينة خليل، وإخراج محمد العدل، والذى تم الترويج له على أنه أول عمل سينما ئى يقدم خارج دور العرض غير أن هذا الترويج لم يلق الإقبال الكبير الذى تصوره البعض، ورغم عدم نجاح التجربة، إلا أنها تكررت فى فيلمى «الحارث» و«خط الدم» وهى كلها تجارب لم تلق الإقبال الكبير أو المنتظر.

ولعل عدم نجاح التجربة بالشكل الذى تصوره البعض دفع عددًا من المنتجين لعدم تكرار التجربة، بعد أن أثبتت أن البقاء لل سينما وأنه لا يمكن تغييرها بأى حال من الأحوال، وأمام ذلك قرر بعض المنتجين عرض أفلامهم من خلال المسار الطبيعى ليطرح سينما ئيا ثم فى أى مكان آخر، ورغم هذه الخطوة إلا أن غرفة صناعة ال سينما قررت التصدى لهذه الظاهرة قبل انتشارها من خلال إصدار قرار بأن أى عمل سينما ئى سيتم طرحه على المنصات الإلكترونية أولا لن يكون له مكان فى دور العرض بعد ذلك، خاصة أنهم بهذه الطريقة قد كسروا الشكل المعتاد لعرض الأعمال ال سينما ئية وهو ما جعل عددًا من المنتجين يتراجعون عن اتخاذ هذه الخطوة حتى وإن كان المقابل كبيرًا من المنصات.

تحدى المهرجانات.. وسعفة كان

جائحة فيروس كورونا لم تتوقف فقط على تراجع إيرادات ال سينما المصرية، بل امتدت إلى المهرجانات الدولية الكبيرة مثل «كان» و«برلين» وغيرها من المهرجانات المهمة التى قررت اللجوء إلى تقديم دورة افتراضية تقام عبر الإنترنت فقط تخوفا من تفشى الفيروس، بالإضافة إلى توقف خطوط الطيران بين الدول وبعضها وهو ما أدى إلى تجمد نشاط المهرجانات، قبل أن تعود على استحياء من خلال مهرجان «فينسيا» و«سان سيباستيان» بعد إتباع الإجراءات الاحترازية وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعى، وهو ما حرصت الدولة المصرية على تطبيقه حرصا على عدم توقف النشاط ال سينما ئى وتبادل الثقافات الذى يتم عبر المهرجانات الدولية لتكون مصر من بين أوائل الدول فى العالم التى تقيم مهرجاناتها الدولية، وفى أقل من ثلاثة أشهر قدمت ثلاث تجارب ناجحة لمهرجانات دولية أقيمت على أرض مصر كانت بدايتها من خلال مهرجان الجونة ال سينما ئى الدولى، وتبعه مهرجان الإسكندرية لدور البحر المتوسط، ثم كان مسك الختام لعام كورونا هو مهرجان القاهرة ال سينما ئى الدولى.

النجاح ال سينما ئى على مستوى المهرجانات لم يقف عند حد إقامة المهرجانات لكن الأفلام المصرية حققت إنجازا غير مسبوق فى المحافل الدولية، بعدما أعلنت إدارة مهرجان كان ال سينما ئى الدولى عن فوز الفيلم المصرى القصير «ستاشر» للمخرج سامح علاء، بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان فى دورته الـ73، وهو أول فيلم مصرى قصير يشارك فى مسابقة مهرجان كان للأفلام القصيرة منذ 05 عامًا، لم تقتصر جوائز الفيلم على كان فحسب بل حصل على جائزة أفضل فيلم روائى قصير من مهرجان موسكو ال سينما ئى الدولى، وتنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان نامور البلجيكى فى دورته الخامسة والثلاثين، ونجمة الجونة الذهبية كأفضل فيلم عربى، وجائزة من بولندا.

كما حصد فيلم «حظر تجول» للمخرج أمير رمسيس، على جائزة الهرم الذهبى لأفضل ممثلة حصلت عليه الفنانة إلهام شاهين عن دورها بالعمل، وكذلك حاز الفيلم الوثائقى المصرى «عاش يا كابتن» للمخرجة مى زايد، الذى عرض ضمن المسابقة الدولية، فى عرضه الأول بالشرق الأوسط وإفريقيا، على ثلاث جوائز وهى الهرم البرونزى، وجائزة إيزيس وقدرها 10 آلاف دولار، يقدمها صندوق مشاريع المرأة العربية، لأفضل فيلم مصرى يبرز دور المرأة اقتصاديا واجتماعيا، وجائزة يوسف شريف رزق الله (الجمهور) وقدرها 15 ألف دولار.

 

بوابة الأهرام المصرية في

01.01.2021

 
 
 
 
 

رسميا.. تأجيل مهرجان «كان» السينمائي الدولي بسبب كورونا

سيد صبحي

أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، اليوم الأربعاء، تأجيل المهرجان عن الموعد المخطط له، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19".

وأوضحت أنه سيتم تأجيله إلى وقت لاحق في صيف هذا العام، بدلا من موعده المعتاد في مايو بسبب أزمة "كوفيد 19".

كما صرحت  المتحدثة باسم المهرجان: "بالتأكيد سيقام المهرجان خلال عام 2021، لكن قد يتم تأجيل موعده بين نهاية يونيو أو يوليو".

وتم إلغاء المهرجان العام الماضي، بينما استمرت الأحداث الأوروبية المنافسة في برلين والبندقية، تحت قيود صحية صارمة.

وقالت المتحدثة باسم "كان"، إن "المنظمين لا يزالوا بحاجة إلى بعض الوقت لتقييم الوضع في بداية العام، قبل اتخاذ قرار نهائي".

وقال مهرجان برلين السينمائي، الذي ينطلق عادة في فبراير، إنه سيقام نسخة هذا العام على مرحلتين، الأولى عبارة عن عرض عبر الإنترنت لمتخصصي الصناعة في مارس ، ثم الحدث العام في يونيو.

يذكر أنه في عام 2019، تم منح السعفة الذهبية في مهرجان "كان" للفيلم الكوري الجنوبي "باراسايت" (المتطفل) للمخرج بونغ جوون هو، والذي فاز بعد ذلك بأول جائزة أوسكار لأفضل فيلم عن فيلم غير إنجليزي في حفل توزيع جوائز أكاديمية هوليوود.

ويستقطب مهرجان كان حوالي 45 ألف شخص معتمدين رسميًا كل عام، منهم حوالي 4500 صحفي.

ويعد سوق الأفلام، الذي يقام جنبًا إلى جنب مع المنافسة الرئيسية، أكبر سوق في الصناعة للمنتجين والموزعين والمشترين والمبرمجين.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

06.01.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004