ملفات خاصة

 
 
 

العبقرية والموهبة .. والممثل "أحمد كمال"

سيد محمود سلام

مهرجان الإسماعيلية الدولي

الدورة الثانية والعشرون

   
 
 
 
 
 
 

هل ما يتمتع به فنان ما في قدرة على التشخيص يسمى موهبة فقط؟! أم عندما يدفعنا إلى الدهشة والانبهار لقدرته على الأداء التمثيلي بشكل بارع نسميه هنا عبقريا؟!

مؤكد أن العبقرية وهي طاقة فكرية يوصف بها فئة من البشر من العاملين في مهن كثيرة، يتجاوزون مراحل الوصف بالموهوبين، وأيضا العاديين، هم يتمتعون بالموهبة، تجاوزوها بثقافتهم واجتهادهم، وسهرهم ليال طويلة، حتى أصبحوا متفردين في كل شيء.

وقد يكون العبقري في التمثيل ليس نجما، أو يكتب اسمه على أفيش الأفلام، وتترات المسلسلات، لكن ما إن يظهر على الشاشة تتغير تقييمات المشاهد لما يقدمه من أداء، فيصبح المشهد حالة قائمة بذاتها، وهنا ينطبق الوصف على الممثل العبقري " أحمد كمال"، أحد أكثر الموهوبين في عالم التمثيل.

عبقرية أحمد كمال التي جعلت منه ممثلا غير عادي، يعترف بها الجميع، كل من يعملون في الوسط الفني، الممثلون والنقاد، وصناع الفن، يعرفون قيمة وقدر هذا الممثل.

قد تكون أعماله التي قدمها في بداياته مع المخرج داوود عبدالسيد هي من قدم فيها نفسه بشكل ملموس، وعبر فيها عن موهبته كممثل مختلف، وهو يعترف بأن أعماله مع داوود التي تجاوزت الست أعمال، وتقريبا كل أعماله باستثناء فيلمين، سارق الفرح، وفيلمه الأخير قدرات عادية.

وبرزت بشكل خاص في أول لقاءاته معه في "الكيت كات" عندما جسد شخصية الموظف البسيط "سليمان" المغلوب على أمره، ثم "البحث عن سيد مرزوق"، و"أرض الخوف" وغيرها، ومع آخرين كان بارعا في التشخيص، حتى إنه عندما قدم شخصية "حسين الزهار" في فيلم" تراب الماس" ومشاهده على كرسي متحرك، رغم ما يملك من قدرة على الانتقام تجاوزت كل طرق الانتقام العادية التي يمكن أن يفكر بها بشر، وهي القتل بتراب الماس، كل هذا وهو عاجز غير قادر على الحركة.

مؤكد أن من يشاهد فيلم "تراب الماس" سيخرج وهو يحمل لهذا الممثل قدرا كبيرا من الإعجاب، وخاصة أن خبرته كمدرب في الأداء التمثيلي، يستغلها في تمثيله لشخصياته، كان يستغل عينيه فيجعلهما أدوات للتعبير عن انفعالات الشخصية، فمن يكتب السيناريو لا يصف كيف سيعبر الممثل، بل يكتب له "يتحدث وملامح وجهه غاضبة"، والممثل العادي يعبر بالتجهم، أو تحريك أسنانه، أو رافعا حواجبه، لكن أحمد كمال يعبر كما لو كان يمنحنا درسا في التعبير بكل عناصر الوجه.

الخبرة التي يصل بها الممثل إلى هذه المرحلة، لا تأتي من دراسة فقط، بل من تجارب، وتعززها موهبة، إلى أن يتحول الممثل إلى عبقري، حتى وإن ظل عمره ممثلا، وليس أداة تجارية في أيدي المنتجين يستغلون موهبته في شباك تذاكر.

سلوى محمد علي، أو سيد رجب، وهم من نفس جيل أحمد كمال، لديهما نفس مواصفاته، لديهم قدرة على التعبير كما وصف في كتب التمثيل ومناهج دراسات علم النفس للشخصيات، المريض، الغيور، المحب، المنتقم، كيف هي تعبيراتهم، هم يصلون بهذه التعبيرات إلى مراحل نادرا ما يصل إليها ممثل عادي، هذا في السينما، والمسرح والتليفزيون أيضًا.

أحمد كمال بدأ في المسرح نجم جامعات مصر، أي مسيرته منذ أن كان يضع كتابا تحت إبطه، ويجلس في مدرج يتلقى دروسا، لم يصبح عبقريا بالصدفة، أو بدعم من منتج، أو بالواسطة، لأن الموهبة، والعبقرية لا يمكن أن يصل إليهما ممثل يضرب بأخلاقيات المهنة عرض الحائط، أو ممثل يستغل نجوميته في الإساءة للآخرين وللمجتمع.

 

بوابة الأهرام المصرية في

26.06.2021

 
 
 
 
 

قالتها بكبرياء «نازك السلحدار»:

أنا مقهورة!! صفية العمرى.. العذاب فوق شفاه تبتسم

كتب الإسماعيلية: هبة محمد على

قبل أسبوعين، وعلى نفس هذه الصفحات تحدثت فى تحقيق بعنوان (أكابر الدراما لا يزالون على قيد الإبداع) عن ضرورة وضع خطة تضمن عودة هؤلاء المبدعين إلى المشهد الفنى مرة أخرى، واستشهدت بالعديد من التصريحات التى أطلقها عدد منهم عبر السنوات الماضية، والتى كانت أشبه بصيحات استغاثة كانت نتيجة طبيعية لسنوات مع المعاناة من التهميش والتجاهل حتى بات ترشيحهم لدور يليق بتاريخهم الفنى أمرًا نادر الحدوث.

فكان الانعزال ملاذهم الأخير، رغم استمرار قدرتهم على العطاء، لكن تناولى للموضوع من تلك الزاوية لم ينجح فى أن يجعلنى أفقد تأثرى بحديث «صفية العمرى» فى ندوة تكريمها بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة عندما أعلنتها صريحة..أنا مقهورة!

جرح لم يندمل

جاءت تلك الإجابة ردًا على سؤال عن سبب اعتزال بعض النجوم بعد وصولهم إلى مرحلة عمرية معينة، حيث أرجعت الفنانة القديرة السبب إلى شعورهم بالقهر مما حدث لهم من تجميد، حيث لا تعرض عليهم أية أدوار فنية، فيجلسون فى منازلهم بدون عمل رغم قدرتهم على العطاء، لم تكتف بذلك فحسب، بل تابعت: (أنا كمان بحس بالقهر لما يتعرض عليً عمل سخيف، وبتصعب عليً نفسى قوى وبرفض أتنازل ولو كان المقابل مليون جنيه، وهفضل أحترم نفسى واسمى وجمهوري)، قالتها «صفية» بشموخ «نازك السلحدار» تلك الشخصية الأسطورية التى نسجها الراحل «أسامة أنورعكاشة» عبر رائعته (ليالى الحلمية) فوجدت طريقها إلى داخل وجدان كل مشاهد عربى،  وأعلنتها بكبرياء يشبه كثيرًا كبرياء «شهرت رستم» فى مسلسل (هوانم جاردن سيتي) الذى لا يغيب عن الذاكرة، لكن حتى هذا الشموخ وذاك الكبرياء لم يستطيعا أن يخفيا جرحًا كبيرًا صنعه بداخلها تجاهل المخرجين لمشوارها الفنى الطويل، وظهرت آثاره منذ سنوات، فأبى أن يندمل حتى فى لحظات تكريمها.

خبرات متراكمة وغياب لن يستمر

(العذاب فوق شفاه تبتسم) واحد من الأفلام المهمة التى شكلت بدايات «صفية العمرى» فى السينما مطلع السبعينيات، وقد كان هذا الفيلم من إخراج «حسن الإمام»، إذا كانت بداية صفية فى السينما قد كتبت بتوقيع مخرج الروائع، إلا أن تعاونها فيما بعد مع عمالقة الإخراج فى العصر الذهبى للسينما أمثال «صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، وبركات وعاطف سالم، وحسام الدين مصطفى» وغيرهم الكثير، خلق لتاريخها السينمائى نوعًا من الخصوصية حتى وإن اعتبرها الجمهور نجمة تليفزيونية من طراز رفيع، كما خلق بداخلها مزيجًا فريدًا من الخبرات المتراكمة، لا تظهر فقط أمام عدسات الكاميرات، فلا تزال «صفية العمرى» حتى اليوم تحيط بها هالة النجومية من كل جانب، وفى حديثها، وطريقة تعبيرها، واحتفاظها بأناقتها، وابتسامتها الساحرة عند سماع كلمات الإطراء من الجمهور، أدلة دامغة على تلك النجومية حتى مواقفها الإنسانية كسفيرة للأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط ولا سيما عند احتجاجها على الحرب على لبنان عام 2006 وترأسها  للجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان أسوان فى دورته التى تعقد حاليًا، كلها أشياء لن تسمح لاسمها بالغياب حتى وإن غابت هى مؤقتًا عن أنظار مخرجى هذه الأيام.

اعتذار عملى وتحرك سريع

خمسون عامًا من الفن تجسدت جلية فى تجربتها الأخيرة فى الفيلم القصير (كان لك معايا)، حيث تعاونت مع المخرجة الشابة «روجينا بسالى» وقدمت من خلال دورها فى الفيلم مشاعر صادقة وجريئة لسيدة تخاف أن يمر بها قطار العمر، وتخشى الوحدة والعجز، وترتعد من مصير سبقتها إليه معشوقتها «سعاد حسنى» حيث كانت تخيط لها ملابسها فى الماضى، وعاصرت سنوات مجدها، ثم شاهدتها فى سنوات مرضها، وعاصرت رحيلها الصادم، فأبت أن تعترف بحكم الزمن، وقررت أن تعيش بروحها فى زمن مغاير، لا يحمل من قسوة الحاضر أى ملمح، لكن الجميل فى التجربة التى استحقت عنها «صفية العمرى» العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها تكريم الإسماعيلية لها هو أنها أثبتت من خلالها وبشكل عملى قدرتها غير المحدودة على الإبداع، مهما كانت طبيعة العمل، فالحكم على الدور فى نظرها لا يخضع لأى حسابات مادية، والتضحيات من أجل الفن عندها لا سقف لها، فهى التى لم ترفض طلب «يوسف شاهين» بأن تزيد من  وزنها من أجل دورها فى فيلم (المصير) وإذا كان ما قالته «صفية العمرى» فى ظهورها الأخير بالإسماعيلية لا يعبر عنها فقط، بل يعكس حال جيل كبير من المبدعين أبت هى على منصة تكريمها فى الإسماعيلية أن يقال عنهم (خيل الحكومة) وفقًا للمثل الشعبى الدارج، إلا أنه يستوجب اعتذارًا عمليًا، وتحركًا سريعًا بدأت بوادره، حتى لا يظل هؤلاء المبدعون يشعرون بمرارة القهر والإهمال.

 

مجلة روز اليوسف في

27.06.2021

 
 
 
 
 

"مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة"..

بطولة للسينما عبر النوعية

وائل سعيد

على مدار أسبوع، أقيمت الدورة 22 لـ"مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة"، في المدة (22 ـ 16) يونيو/ حزيران الجاري. ويمكن اعتبار هذه الدورة دورتين في دورة واحدة، بعد أن تعرضت لتأجيلات عدة على مدار العامين الماضيين. لذلك احتوى برنامج العروض على أفلام إنتاج ثلاثة أعوام، من 2019 وحتى الآن، وبلغ عددها 115 فيلمًا، توزعت بين المسابقات والبرامج الموازية، وتنوعت فيها الموضوعات والأساليب المختلفة، وغلبت عليها أعمال احتفت بتداخل الأجناس الفنية، ما يمكن أن يكون ميلادًا جديدًا، أو مغايرًا، لمسار السينما عبر النوعية.

اختارت إدارة المهرجان فيلم "فرح/ Fiancées" للمخرجة السويسرية الشابة جوليا بانتر، ليكون فيلم الافتتاح، وهو تسجيلي طويل (80 دقيقة)، ويتناول ملامح الوضع الاقتصادي والمجتمعي المصري الراهن، متخذًا من ثيمة "الفرح/ العرس" والاستعدادات متنًا لسرد الأحداث، بتتبع مشاريع الزواج لثلاث فتيات حرصت المخرجة على أن تكون إحداهن مسيحية لتمثيل شريحة عريضة من المجتمع.
ويبدو أن تلك الصورة لم تتخطَ مخيلة صانعة الفيلم، التي تعاملت مع القضية المطروحة بركاكة واعتياد، سواء على مستوى الشخصيات، أو أماكن وزوايا التصوير، في خلطة دعائية تصلح للمشاهد الأجنبي، لا المصري، وتعتمد في الرؤية على الثقافة الشعبية الأجنبية لصورة المجتمعات العربية
.

"اختارت إدارة المهرجان فيلم "فرح/ Fiancées" للسويسرية جوليا بانتر، ليكون فيلم الافتتاح (80 دقيقة)، ويتناول ملامح الوضع الاقتصادي والمجتمعي المصري الراهن، متخذًا من ثيمة "الفرح/ العرس" والاستعدادات متنًا لسرد الأحداث"

أقيم حفلا الافتتاح والختام في الهواء الطلق، على شاطيء بحيرة "التمساح" المجاورة لقناة السويس، بينما أحيت حفل الختام فرقة "فري بيبي"؛ أبطال الأغنية الشهيرة "بابا فين" 2002، بتوفيق من مخرج العرض هشام عطوة في هذا الاختيار الذي خلق حالة من النوستالجيا، خاصة وقد كبرت الفرقة وأصبحوا شبابًا، كما وفق في الاستعانة بمجموعة من أشهر أغاني مطربي التسعينيات، في إشارة إلى عمر المهرجان من جهة، وترسيخًا لفكرة شبابية المهرجان من ناحية أخرى.

التسجيلية.. لماذا؟

رغم أن الفن السابع بدأ توثيقيًا، لكن السينما التسجيلية والمستقلة تعاني من شح الإقبال الجماهيري، إلى جانب عزوف الاهتمام النقدي أيضًا. لذلك نلمح كم الصعوبات التي يواجهها مهرجان نوعي كالإسماعيلية. لم تكن جائحة كورونا السبب الوحيد في التأجيلات المتلاحقة؛ فقد تعرض لها منذ نشأته في إصداره الأول محليًا 1980، كمهرجان للأفلام المصرية التسجيلية والقصيرة، على يد الناقد الراحل، أحمد الحضري. ثم جاء الناقد، هاشم النحاس، في بداية التسعينيات، بالإصدار الثاني مكملًا ما بدأه الحضري. وتوالت الأسماء العديدة على رئاسة المهرجان؛ الفنان كرم مطاوع، والناقدان علي أبو شادي، وسمير فريد، وصولًا إلى الناقد عصام زكريا، الذي تنقل داخل الهيكل التنظيمي للمهرجان بين المتابعة الصحافية، وعضوية لجان التحكيم، قبل أن يتولى رئاسته في الدورة التاسعة عشرة 2017. وعلى مدار الدورات الأربع، تميزت تجربة زكريا بالاختلاف والمرونة، وبخاصة في التفاصيل الدقيقة، كما حدث هذا العام على سبيل المثال في اختياره من بين مترجمي الأفلام الشاعرة هدى عمران، إذ احتوت بعض الأفلام على مقاطع شعرية في الحوار والمونولوج، كان من الصعب نقلها بمترجم ليس بشاعر.

كتب زكريا قبل انطلاق الدورة بأيام قليلة: (استجابة لاقتراح بعض الأصدقاء الذين تذكروا وذكرونا بالمخرج والمذيع الراحل، شفيع شلبي، سيعرض مهرجان الإسماعيلية بعض أعماله ضمن برنامج خاص)، كان ذلك عقب ما أثير حول الأسماء المطروحة للتكريم والاحتفاء.

إشكالية التكريمات المستمرة

كثيرًا ما تختلف ردود الفعل حول أسماء المكرمين في المهرجانات السينمائية عمومًا، إما بالاستهجان، أو التأييد، أو بالمُساءلة، أحيانًا، حول أحقية تكريم اسم عن آخر. لذلك تواجه إدارات المهرجانات إشكالية شبة مستمرة تخص هذا البند، وهو ما أثير حول مجموعة من الأسماء المطروحة للتكريم، أو الاحتفاء بها هذا العام، كان من بينها صفية العمري، وأحمد بدير. الأمر الذي حسمته الإدارة بإعلانها أن التكريم الرسمي لهذه الدورة يذهب لاسم رائدة فن التحريك المصري، فايزة حسين، التي رحلت عن عالمنا قبل انطلاق الدورة بفترة وجيزة. ويذهب التكريم الثاني لشيخ النقاد، كمال رمزي، وذلك بإصدار كتاب ضمن منشورات الدورة بعنوان "كمال رمزي.. صاحب الرؤية"، من تأليف د. حسين عبد اللطيف، ويتناول رحلته الممتدة لأكثر من نصف قرن مع السينما. يقول رمزي في مقدمة الكتاب: (ليس عندي حنين للزمن القديم، وإذا سألتني هل تريد أن تعيد حياتك مرة أخرى؟ سأقول لك لا..).

"أعلنت إدارة المهرجان أن التكريم الرسمي لهذه الدورة يذهب لاسم رائدة فن التحريك المصري، فايزة حسين، التي رحلت عن عالمنا قبل انطلاق الدورة بفترة وجيزة"

أما الأسماء الأخرى فقد جاء تكريمهم من باب التحية، كاسم الراحلة رجاء الجداوي، إحدى بنات مدينة الإسماعيلية، وبقية الأسماء تشارك في برنامج بعنوان "نجوم في أفلام قصيرة"، كالعمري وبدير، فيما ورد اسمان حققا نجومية خاصة في الأفلام القصيرة والسينما المستقلة، وهما سلوى محمد علي، وأحمد كمال.

أحمد كمال.. هاوٍ بدرجة أستاذ

تعاني الثقافة العربية من نقص شديد في جوانب عدة، منها الثقافة السينمائية، وبالتالي أضحى الفنان المثقف، في العموم، عملة نادرة، لا سيما في زمننا المعاصر الذي احتل فيه العديد من الجهلاء النجومية والانتشار الجماهيري. لذلك، يُعد الفنان أحمد كمال أحد الوجوه التي لا تزال تجاهد في مواجهة الوأد التسليعي لصورة الفنان المثقف، خصوصًا وأن جلَّ تجربته السينمائية كانت مع مخرجين خرجوا عن المألوف مثل محمد خان، وخيري بشارة، ويسري نصر الله، وأسامة فوزي، ومعظم أفلام داود عبد السيد، الذي كان يعد كمال تميمة حظ في أفلامه، كما قال الأخير.

لم يحقق كمال البطولة الأولى، إلا أنه حفر لنفسه أسلوبًا خاصًا على مدار أربعة عقود ترسخ في ذهن المشاهد. كما عمل على تدريب شباب المسرحيين ومحبي السينما من خلال العديد من الورش، بدمج عدة مدارس عالمية في التمثيل وتطويعها كي تلائم ثقافتنا الشرقية، مثلما ورد في شهادة الفنانة سلوى محمد علي.

من جانبه، أعلن أحمد كمال عن تعاون مفتوح مع المهرجان، وذلك بإقامة ورشة تدريب الممثل لأبناء الاسماعيلية بداية من الدورة المقبلة.

مسابقة التسجيلي.. ممنوع المنع

غلبت فلسفة الجماعة على موضوعات الأفلام التسجيلية الطويلة، فمعظمها طرح قضايا جماعية، وعلى رأسها الفيلم الحائز على جائزة لجنة التحكيم "خريطة أحلام أميركا اللاتينية"، للمخرج مارتين ويبر من الأرجنتين، وهو الفيلم الأول لمخرجه، ويتابع فيه أمنيات بعض النماذج البشرية من المواطنين البسطاء من أبناء القارة التي تتشابه ظروفها المعيشية والمجتمعية مع عوالمنا الفقيرة، لتكون أحلامهم الزواج من أميركي، أو السفر إلى أميركا، أحدهم يريد كثيرًا من المال، وآخر يتمنى الموت.

"ذهبت جائزة أفضل فيلم لـ"قفص السكر"، للمخرجة السورية زينة القهوجي"

هنالك بعض الأحلام العاطفية أيضًا، مثل من يتمنى عودة الابتسامة إلى والديه، ومن يريد معرفة حقيقة ما حدث للأقارب من أجل تحقيق العدالة.. ثمة أمنيات وأحلام متواضعة وكثيرة ويبدو أنها صعبة المنال رغم توقها للتحليق، حتى أنهم يحملون لافتات كتب عليها "ممنوع الممنع"، كي لا تزعج احتياجاتنا أحلامنا.

أجاد المخرج في نقل هذا العالم بعنفه الهش، وظهرت جميع الشخصيات تحمل لافتات أحلامها، كما مساجين بأرقام عددية. فيما ذهبت جائزة أفضل فيلم لـ"قفص السكر"، للمخرجة السورية زينة القهوجي.

"في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فاز فيلم "عمي تودور" للمخرجة أولكا لوكوفانيكوفا من مولدوفا. ويعد الفيلم من أجرأ الأفلام المعروضة ضمن البرنامج، كونه يتناول موضوع التحرش بالأطفال"

من الأفلام المميزة التي لم تفز "بيت اتنين تلاتة" للمخرجة اللبنانية رُبى عطية، وهو فيلم يخلط بين الذاتي والتخييلي، من خلال رحلة المساءلة التي تقوم بها المخرجة تجاه أمها لكشف ملابسات التهجير التي لحقت بعائلتهم، وكثيرين من بيروت عام 87 "كل الرجال رحلوا، هكذا رأيت جيلًا ينحرف"، وانتقالهم من بيت إلى آخر حتى "أصبح البيت قريبًا جدًا من البحر..".

أما مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، ففاز بها فيلم "عمي تودور" للمخرجة أولكا لوكوفانيكوفا من مولدوفا. ويعد الفيلم من أجرأ الأفلام المعروضة ضمن البرنامج، حيث يتناول موضوع التحرش بالأطفال الذي لاقته البطلة من عمها في الصغر، وبعودتها لكشف سبب ما حدث تصطدم مرة أخرى بعدم اعتراف العم بجُرمه.

ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "كشك الجنة للصحف والمجلات"، لجيوفانا ورودريجو من البرازيل، وتنويه خاص لفيلم "نايا: الغابة لها ألف عين" لسيباستيان مولدر من هولندا، وهو تجربة غريبة تقوم على زراعة عشرات الكاميرات في إحدى الغابات لتتبع ذئب.

من الأفلام الجيدة، أيضًا، التي لم تفز فيلم "مدينة وامرأة" لنيكولاس خوري من لبنان، لما فيه من رؤية بصرية شعرية أتت في صورة قصيدة.

تكونت لجنة تحكيم المسابقتين من عباس فاضل من العراق، وديانبيتروفيتش من صربيا، وهالة خليل من مصر، ونجوم الغانم من الإمارات، ورودريجو بروم من البرازيل.

المرأة والعائلة.. بطولات الروائي القصير

تنافس في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة 16 فيلمًا، احتلت موضوعات عن المرأة وعوالم الأسرة والعائلة ما يقارب نصفها، بدليل حصول فيلم "الست" لسوزانا ميرغني من السودان، على الجائزة الأولى، بينما حصل فيلم "مارادونا" لفراس خوري من فلسطين على المركز الثاني. وفيه يعود خوري إلى بداية التسعينيات، من خلال نوستالجيا صبيين من فلسطين يحاولان تجميع صورة الأسطورة الكروي لإكمال ألبوم كأس العالم، والفوز بإحدى ألعاب الفيديو المنتشرة وقتها.

وهنالك تنويه خاص بفيلمي "حمل الله" من البرتغال، و"عايشة" لزكريا نوري من المغرب. ويعد ذلك العمل من أفضل وأرهف الأفلام التي شاهدتها هذه الدورة. الفيلم صامت، لكنه يضج بالصراخ والعويل أحيانًا، عبر مشاهد قصيرة وقاسية لفتاة من سكان أطراف المدينة تعاني من رتابة الحياة التي انحصرت في رعاية أم مريضة لا تقوى على الحركة والكلام، وتتجلى وحشية التواصل المبتور بين الابنة والأم الكسيحة من خلال صرامة الأولى في التعامل مع المفردات اليومية المباشرة، من تنظيف شخصي، وإطعام، وما إلى ذلك.

"تنافس في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة 16 فيلمًا، احتلت موضوعات عن المرأة وعوالم الأسرة والعائلة ما يقارب نصفها"

الجهامة التي تعلو وجه الفتاة تدل على صعوبة المعيشة وتدنيها وعدم جدواها من الأساس، وترسم معالم لاسمها الذي تحمله أو تعيشه "عايشة". وفي مشهد رائع تظهر الابتسامة للمرة الأولى والأخيرة بشكل خاطف، حين تركن لنفسها بضع دقائق، وتقوم بتشغيل التلفزيون ضاحكة على شخصيات الكارتون، فما تزال طفلة برغم تحمل تلك المسؤوليات، ما تحتم عليها في نهاية اليوم الخروج لكسب المال عن طريق الدعارة مع سائقي الشاحنات العابرين.

الصورة بين الحركة والتحريك

يمتد تاريخ الرسوم المتحركة منذ بداية القرن التاسع عشر، وكان لبعض الرواد السبق في مغامرة خوض المجال، مثل البريطاني، آرثر ملبورن، والأميركي، جيمس ستيوارت، والفرنسي، إميل كول. وفي عشرينيات القرن، ظهر والت ديزني ليستحوذ على فن "الكارتون" عالميًا، من خلال العديد من الشخصيات المبتكرة في مقدمتها "ميكي ماوس". وبالرغم من استخدام الرسوم المتحركة في الأفلام السينمائية والدعائية وغيرها؛ بقي هذا الفن حكرًا على قطاع واحد من المشاهدين، وهم الأطفال لسنوات طويلة. إلا أن تحريك الصورة أخذ في التطور بدخول تقنيات الحاسوب، ومن ثم بدأ في جذب شريحة جديدة للمشاهدة تجمع بين صغار السن والشباب، من خلال أفلام الأنيميشن الروائية الطويلة، ومنها من حصد جوائز عالمية. ومع الهيمنة الرقمية الجديدة، يخوض فن التحريك آفاقًا أرحب بكثير مما سبق، غير ملزمة بحدود بينية، وتسعى لكسر الفصل بين الأجناس، بالدمج بين البشري والكارتون على سبيل المثال، أو الاستعانة بعناصر من الفنون الأخرى.
تنوعت أفلام التحريك بين الصلصال والرسوم والكولاج أحيانًا، في تناول متعدد الأوجه لمواضيع مختلفة تمحور معظمها حول الذاتي والإنساني، وبعض الأفكار الفلسفية، وفاز في المركز الأول فيلم "كاروسيل" لجاسمين السن من بلجيكا، وحصل فيلم "اضغط على هذا الزر" لغابرييل بوهمر من سويسرا، على المركز الثاني. وفيه يخوض بوهمر رحلة تجريبية داخل جهاز الرنين المغناطيسي، من خلال القص واللصق للكارتون المقوى، وتحريكه فوق خلفية صماء رمادية تجسد حالة تصادم الرنين مع البطل ومن حوله
.

وحصد فيلم "ذكريات" لباستيان دبوا، من فرنسا، المركز الثالث، بالإضافة إلى جائزة الجمعية المصرية للرسوم المتحركة، والتي ذهبت أيضًا إلى فيلمي "تبقى واحدًا" من النمسا، و"الفتيات المزعجات" من إسبانيا، فيما حصل فيلم "عندما نما البرسيمون" لهلال بايداروف من أذربيجان على الجائزة نفسها، وهو فيلم تسجيلي طويل على مستوى المعنى والمضمون. ووقع إيقاع الفيلم في أول ربع ساعة من مدته الطويلة -119 د- حتى بدأ الحضور في الخروج من القاعة واحدًا وراء الآخر بدافع الملل، رغم البداية البصرية الجيدة التي اعتمدت على التشكيل بالضوء والظلال والقطع البطيء بجانب بعض المشاهد الجمالية الدالة.

على جانب آخر، ضم البرنامج مسارًا موازيًا للتحريك خارج التنافس، من دول الدنمارك ـ اليونان ـ المجر بعرض نتاج ورش للرسوم المتحركة، وجمعية أسيفا هيلاس، والمعهد الوطني للسينما، ومعظمها تجارب تبحث عن مفاهيم جديدة لفلسفة التحريك، وهي مجموعة من الأفلام القصيرة قليلة التكلفة تم إنتاجها بطرق بديلة وغير تقليدية، كما أوضح إبراهيم سعد، مسؤول البرنامج، ومدير مدرسة التحريك بجزويت القاهرة.
تكونت لجنة أفلام التحريك من توماس ويلز من تشيلي، عبد الاله الجوهري من المغرب، بنيامين كورتيشي من مقدونيا، إيلينا كورزيفا من روسيا، وهي لجنة مسابقة الأفلام الروائية القصيرة نفسها، فيما تكونت لجنة التحكيم الدولي fipresci من مروة أبو عيش من مصر، ولمى طيارة من سورية
.

أفلام الطلبة.. البحث عن الذات

لأفلام الطلبة مذاقها الخاص؛ حيث المغامرة وأفق التجريب بلا حدود. وللعام الثالث، تقام مسابقة أفلام الطلبة المعنية بمشاريع التخرج، سواء من جهات رسمية- جامعات ومعاهد، أو الورش الخاصة. تنافس في المسابقة هذا العام 14 فيلمًا تجمع بين التسجيلي والروائي القصير والتحريك، وتكونت لجنة التحكيم من خالد بهجت ـ دينا عبد السلام، من مصر، نجا الأشقر من لبنان، والتي ذهبت جوائزها لفيلمين: أفضل فيلم روائي قصير "فرصة أخيرة" لعمر صدقي، كما حصل على جائزة باسم المخرج الراحل سمير سيف، وهي مقدمة من مدير التصوير، د. سمير فرج، المدير العام للمهرجان، وقيمتها المادية خمسة آلاف جنيه مصري.
أما الفيلم الثاني فهو "20 جنيه في الشهر" لحسن أبو دومة. وحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي، وهو توثيق عائلي لجدّ المخرج الذي يعاني من الزهايمر، مما يجعله حبيس فترة زمنية قديمة حين سكن وزوجته شقة العائلة. لم يقدم الفيلم الجديد في طرح هذه الرؤية من خلال الدمج بين أرشيف مصور للعائلة قديمًا ومشاهد الشخصيات حاليًا بعد مرور السنين، بجانب تحريك أفراد الأسرة الحقيقيين في الأحداث. ولم يمنع ذلك عفوية الأداء للجد، وطبيعتها في تعامله مع الكاميرا، أو حين يُخاطب حفيده صانع الفيلم
.

"أفلام الطلبة ذهبت جوائزها إلى فيلمين: أفضل فيلم روائي قصير "فرصة أخيرة" لعمر صدقي، الثاني هو "20 جنيه في الشهر" لحسن أبو دومة"

أما فيلم التحريك الوحيد الذي اشترك في المسابقة ولم يفز، فهو "فن الحشرات"، من إخراج مينا سعد، وتصوير باسم طه، وهما من طلاب معهد السينما. التقيت بهما صدفة في عرض الإعادة الذي لم يتم لضيق الوقت، فتبادلنا الحديث حول المهرجان والسينما والدراسة ومدينة الإسماعيلية، وعرفت منهما أنها المرة الأولى التي يشتركان فيها في مهرجان دولي. لم أكن شاهدت الفيلم في العرض الأول، وحين علما بذلك تبرعا بإرسال رابط الفيلم، فطلبت منهما أن يرفقاه ببعض الكلمات تلخص شعورهما تجاه فن السينما، وجاءت معظمها محتفية بـ"أن":

(أن تتلصص على الآخر، أن تستحضر روح الآخر، أن تطلع على أحلامه وكوابيسه، أن تكون أنت نفسك هو الآخر، هذا ما يقدمه فن الفيلم لنا، ولا يقدمه العالم ذاته، أن ترى بعيني فنان الفيلم، أن ترى فيلمًا فتفرح لأجل فرح الإنسان، وتبكي من أجل حزنه، أن تتواصل مع أرواح البشر الذين كانوا، ثم تصنع فيلمًا، وتموت فيتواصل البشر القادمون إلى العالم مع روحك، أنت لا تخاطب شعبًا، أو مدينة، أو لغة في الفيلم، إنك تخاطب الغد، لهذا نصنع أفلامًا، ونحن ندرك أننا وإن لم نجد من يفهمنا اليوم، أو يشعر بما في داخلنا يختمر، سنجده في المستقبل، وسنتواصل معه، ويتواصل معنا، ولأجله نصنع الأفلام).

 

ضفة ثالثة اللندنية في

27.06.2021

 
 
 
 
 

فعاليات متميزة برغم غياب الجمهور

«الإسماعيلية التسجيلى والقصير» يهزم «كورونا» بالقصص الإنسانية

عصام سعد

استطاع القائمون على مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الخروج بالدورة الـ22، التى اختتمت مساء الثلاثاء الماضى، إلى النور فى ظروف استثنائية، بعدما تم تأجيلها فى العام الماضى بسبب تفشى وباء «كورونا»، وذلك بمجهودات كبيرة بذلتها وزيرة الثقافة ورئيسى المهرجان والمركز القوى للسينما، علاوة على تميز عروض أفلامه التى ركز غالبيتها على قصص المعاناة الإنسانية.

غاب جمهور الإسماعيلية عن فعاليات وأفلام المهرجان، وربما يرجع السبب فى ذلك إلى آثار انتشار «كورونا» وقلة الدعاية وإقامة حفلى الافتتاح والختام على شاطئ فندق إقامة الضيوف على خلاف الأعوام السابقة، حيث كانا يقامان بقصر ثقافة الإسماعيلية.

شهدت دورة هذا العام زخما كبيرا من الفعاليات والندوات والتكريمات، وسجلت - برئاسة الناقد عصام زكريا - لفتة طيبة تتمثل فى تكريم الناقد كمال رمزى الذى يُعتبر من كبار مؤرخى السينما المصرية، وسبق له رئاسة المهرجان القومى للسينما، حيث وجه شكره للمهرجان، مؤكداً أنه سعيد بتجربته مع النقد السينمائى التى كان من الممكن أن يحقق أفضل منها لولا بعض الظروف.

ذلك بجانب تكريم اسم المخرج والمذيع «شفيع شلبي» الذى رحل عن عالمنا فى يناير الماضى، وكذلك تكريم الفنانين: صفية العمرى وأحمد بدير وسلوى محمد على وبسمة وأحمد وفيق وأحمد كمال.

وتضمنت فعاليات المهرجان حلقة نقاشية حول مجموعة من الأبحاث المتخصصة فى السينما التسجيلية، التى تم طبعها فى كتاب يحمل اسم «السينما الوثائقية.. النوع الفيلمى سقوط الحدود والقيود»، وقام بتأليفه كل من: أحمد عبد العال وضياء حسنى وعلياء طلعت ومحمد سيد عبد الرحيم ورامى المتولى.

ومن المضيء فى دورة هذا العام إعلان الدكتور سمير فرج مدير المهرجان جائزة قدرها خمسة ألاف جنيه تحمل اسم الراحل سمير سيف  لأفضل فيلم فى مسابقة الطلبة إحياء لذكراه وتقديرا للدور الذى أداه فى إثراء صناعة السينما.

وقد فاز بالجائزة الفيلم التسجيلى «20 جنيها فى الشهر» للمخرج حسن أبو دومة، والفيلم  الروائى «فرصة أخيرة» للمخرج عمر صدقى.

وكشفت مسابقة الطلبة عن مواهب جديدة قادرة على صناعة سينما مغايرة تطمئن المصريين على مستقبلها.

وكانت الدورة اختتمت بمشاركة أفلام متميزة منها «قفص السكر» السورى الفائز بجائزة أفضل فيلم للمخرجة زينه القهوجى، والروائى القصير، «الست» للمخرجة السودانية سوزانا ميرغنى بالجائزة الكبرى للمهرجان، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم «أجرين مارادونا» للمخرج الفلسطينى فراس خورى, وفيلم «خريطة أحلام أمريكا اللاتينية» للمخرج مارتين ويبر, والتسجيلى القصير البرازيلى «كشك الجنة للصحف والمجلات».

 

الأهرام اليومي في

27.06.2021

 
 
 
 
 

ربى عطية: قافلة بين سينمائيات المحطة المقبلة لفيلم «بيت اتنين تلاتة»

كتب: نورهان نصر الله

بعد عرض ناجح في الدورة السابقة من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، تستعد المخرجة اللبنانية ربى عطية لعرض فيلمها التسجيلي الطويل «بيت اتنين تلاتة»، ضمن فعاليات العروض الشهرية لـ«قافلة بين سينمائيات».

ربى عطية: سعيدة بمستوى النقاش حول الفيلم

عبرت ربى عطية في حديثها لـ«الوطن»، عن سعادتها بالنقاش الذي دار بعد عرض الفيلم في الدورة الـ22 من مهرجان الإسماعيلية، قائلة: «كنت سعيدة جدا بمستوى النقاش في الندوة ونوعية الحضور والنقاد، بحيث كان النقاش تحديا جميلا».

واختارت المخرجة اللبنانية الغوص في الماضي برحلة استغرقت 79 دقيقة، لتستحضر من ذاكرة والدتها شتات ذكريات طفولتها البعيدة والتي تمزقت فيها بين 3 بيوت، بسبب الحرب والفراق والموت، وعن اللحظة التي شعرت فيها ربى برغبتها في تقديم فيلم عن تلك الفترة في حياتها في فيلم تسجيلي، أوضحت: «لا اتذكر تماما اللحظة التي قررت فيها توثيق ذكرياتي بكل تعقيدها، لكنها كانت لحظة اكتشفت فيها أن الاشتباه ليس خطأ، ولكنه تصور وجداني، كان لحظة قراري بأن اوثق الذاكرة الملتبسة، لا الواقع كما هو، لأن الواقع الوحيد هو ذلك الذي نستبطنه».

وعن تقديم فيلم يتناول جانب شخصي من حياتها عن علاقتها بوالدتها، قالت: «اصعب شيء دائما هو تقديم فيلم شخصي، فمع المتعة العظيمة في صناعته، في لحظات تصوره، وفي ما يسمى البوح، ولكن عندما تأتي لحظة العرض أشعر أني أريد الاختباء، تخبأة من أحبهم عن تفسيرات العالم والمشاهدين الذين لا أعرفهم».

وتابعت: «بقدر ما أشعر بمسؤولية أن أوثق للحضن الكبير الذي فتحت عيوني عليه من خلال أمي، الحضن لمن احبوا بعضهم وأرضهم ووطنهم المتخيل، كما يشتهون هم، وليس بالضرورة كما هي الاشياء، بقدر ما أخاف من أن لا اعطيهم حقهم، ولم يكن بإمكاني كصانعة فيلم تسجيلي الهروب من صدق صراعي مع كل ما انتمي له، صراعي مع حتمية التضحية والخسارة، وبالتالي لم استطع أن ادعي أن علاقتي بما ومن أحب وردية، وهنا يصبح الصدق حاملا للكثير من الذنب أيضا».

وأوضحت مخرجة فيلم «بيت، اتنين، تلاتة»: أن العمل على الفيلم استغرق ما يقرب من 5 سنوات، من بينهم عام كامل للعمل على عملية المونتاج الخاصة بالفيلم، قائلة: «المادة كانت كبيرة، أكثر من خمسين ساعة، لأنني كنت اعمل مع ساندرا فتة، مونتيرة الفيلم وشريكتي فيه، على صياغة زمن الاشياء بتطور المزاج البصري بين مرحلة وأخرى، بالترافق مع حبك الذاكرة بما يسير حسب الرحلة الداخلية لا حسب تتابع الاحداث».

وترى ربى عطية، أن جزء من تقديمها للفيلم هو معرفتها بماضيها حتى تستطيع استكمال مستقبلها، وهو ما أوضحته، قائلة: «أنا لا اميز في الحقيقة بين الماضي والحاضر، هناك لحظات حية حاضرة، ولحظات غائبة، والدتي كانت تخاف من أن أدخل في رحلة بكاء على الذات أو على العذابات، كان الحنين بالنسبة لها رثاء، وهي بقوتها لا تريد ان تسقط في الرثاء، لأن الزمن بالنسبة لهت ممتد بشكل لولبي، كي لا اقول انه دائرة مغلقة، فهي تعرف انه لا ينتهي بنهايات الاحداث التي نراها».

 

الوطن المصرية في

28.06.2021

 
 
 
 
 

الإسماعيلية يعبر إلى بر الأمان

الإسماعيلية : أحمد سيد

 

للأسف.. لم نتمكن من تحميل هذا المقال

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

29.06.2021

 
 
 
 
 

النقاد: «الإسماعيلية السينمائى» عبر بر الأمان

أخبار النجوم

 

 للأسف.. لم نتمكن من تحميل هذا المقال

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

06.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004