ملفات خاصة

 
 
 

«مدينة وامرأة» يجدد أحزان «مرفأ بيروت» بين جمهور «الإسماعيلية»

الإسماعيلية (مصر): انتصار دردير

مهرجان الإسماعيلية الدولي

الدورة الثانية والعشرون

   
 
 
 
 
 
 

مخرج الفيلم لـ«الشرق الأوسط»:

لا أضع حدوداً فاصلة في أعمالي

امرأة شابة تجوب شوارع مدينة بيروت، عقب حادث انفجار المرفأ، وهي في حالة من الذهول والحزن لتروي بصوتها «المجروح» ما جرى، هذه هي فكرة فيلم «مدينة وامرأة»، للمخرج اللبناني نيكولاس خوري، الذي يشارك حالياً في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة.

يأخذنا الفيلم التسجيلي الذي تبلغ مدته نحو 13 دقيقة، وسبق له المشاركة في مهرجانات أوروبية عدة، في جولة بين حطام البيوت والمباني، والمشاهد المروعة، ليثير ألف سؤال بشأن ما جرى، ولماذا جرى؟ ومن المسؤول عنه.

وجدد الفيلم شجن وأحزان جمهور مهرجان الإسماعيلية لما شهدته بيروت من معاناة وآلام بسبب الانفجار الهائل، فيما يتوقع عرضه في لبنان مع ذكرى انفجار المرفأ.

ويعد فيلم «مدينة وامرأة»، رابع أفلام خوري الوثائقية، بعد «الحارة»، «بيروت - البلقان»، وفيلم «أصداء» الذي حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير من مهرجان قرطاج عام 2018.

ويروي المخرج الشاب (31 عاماً) لـ«الشرق الأوسط» تجربته مع تصوير الفيلم قائلاً: «كنت قد قرأت الرواية الفرنسية المأخوذ عنها الفيلم، وتتناول قصة بعض المدن من خلال النساء، وأعجبتني الفكرة لكنني لم أفكر فيها كفيلم سوى مع حادث انفجار مرفأ بيروت، فحينما وقع حملت كاميرتي ونزلت إلى الشوارع مذهولاً مثل كل اللبنانيين، وبعد شهرين من الانفجار قررت تصوير فيلمي، وكتبت السيناريو ولم يستغرق الأمر ترتيبات كثيرة فقد ظلت شوارع المدينة على صورتها برائحة الخوف والألم».

واختار المخرج بطلته الممثلة اللبنانية ماريا تنوري، التي تعيش في فرنسا، مشيراً إلى أن ملامحها ملائمة تماماً فهي صاحبة جمال هادئ، وذات نظرة عميقة، كما اختار أن يتم التعليق بصوتها بالفرنسية، لأن النص مكتوب بالفرنسية: «أردت تقديم رؤية لهذا الحادث من الخارج، فهي رؤية امرأة لا تعيش في المدينة، ولكنها تنتمي إليها، وتحمل كل ذكرياتها».

ويجمع الفيلم بين الوثائقي والروائي، فهو يرصد من ناحية ما حدث للمدينة، كما يعتمد على بطلته الممثلة، وكما يقول نيكولاس خوري: لا أضع في أفلامي خطوطاً فاصلة، بل أقدم رؤيتي بعيداً عن الانشغال بوضعها في قالب محدد، لأن الإبداع لا يجب أن نخضعه لقوالب صارمة، وهذا يحدث في أفلام عديدة عالمية عديدة، مشيراً إلى أنه «أراد أن يكون الحطام والدمار أكثر صدقاً في نقل الصورة»، مؤكداً أن «الصورة القاتمة التي توحي بغياب الأمل تثبت أن التاريخ يعيد نفسه في بيروت، فهذه هي الدائرة التي تحيط بنا، ولا جديد في الأفق، هذا الإحساس للأسف يسيطر على كل لبناني، الثورة كانت بارقة أمل لنا، لذا صورت بعض مشاهدي في المسرح الذي كان شاهداً عليها وكانت تعزف فيه الموسيقى وتعرض فيه الأفلام».

ومثل كل اللبنانيين، تظل لبيروت مكانتها لديه فقدم من خلال فيلمه «بيروت - البلقان» حكايات مدينته: «صورت هذا الفيلم في سراييفو، بعدما لاحظت تشابه بالقصة والتاريخ والأحداث بين المدينتين، كنت أفتش عن بيروت القديمة في البلقان، لأن بيروت تتغير كثيراً، وكان فيلمي عبارة عن بورتريه لها».

وينحاز خوري للسينما الوثائقية قائلاً: «أحب الأفلام الوثائقية لعفويتها، وأحب أن أجرب فيها طريقة التناول وأسلوب التصوير، بعدما قدمت فيلمي الوثائقي الأول عام 2016 (الحارة) عن عائلتي وأيام الدراسة، وصورت فيلمي (أصداء) داخل مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، راصداً لأوضاع جديدة يعيشونها، فأنا يشغلني الإنسان وسط هذه الأحداث الصاخبة، كيف تمضي حياته في خوف وفزع، ولا أتطرق للسياسة مباشرة، بل بتأثيرها على حياة البشر، وأصور حالياً أحدث أفلامي (فياسكو)، وهو فيلم شخصي عني وعن عائلتي، عن الزواج، وعن الوحدة، أقدمه بطريقة سلسة ومفعمة بالعفوية».

واختتم خوري حديثه بالتأكيد على أن التمويل يعد أحد أبرز الأزمات التي تواجه صناع السينما المستقلة في كل أنحاء العالم، قائلاً: «هذا الفيلم أنتجه (غاليري أليس)، وفيلمي الطويل (فياسكو) حصل على تمويل من (آفاق)، وفي لبنان الأفلام كثيرة، والتمويل محدود لذلك يواجه المخرجون الكثير من الأزمات».

 

الشرق الأوسط في

23.06.2021

 
 
 
 
 

حكايات العائلة تسيطر على جوائز «الإسماعيلية»

غياب الأفلام المصرية عن المنافسة في الدورة الـ22

الإسماعيلية (مصر): انتصار دردير

اختتم مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة مساء أول من أمس، دورته الـ22 وذلك في حفل مفتوح أُقيم على شاطئ قناة السويس (شرق القاهرة)، وقد تمكنت كل من سوريا والسودان والعراق من اقتناص الجوائز الأفضل، بينما حصلت أفلام من المغرب وفلسطين على تنويهات خاصة، فيما غابت السينما المصرية عن مسابقات المهرجان المتنوعة، لتعكس تراجعاً إنتاجياً طال أيضاً الأفلام الوثائقية والقصيرة، حسب نقاد.

الإنتاج المشترك

وسيطرت ظاهرة الإنتاج المشترك على أفلام المهرجان الذي تقيمه وزارة الثقافة المصرية ويرأسه الناقد عصام زكريا، حيث عُرضت أفلام شاركت في إنتاجها عدة دول، ومنها الفيلم الوثائقي الطويل «خريطة أحلام أميركا اللاتينية» الذي شاركت في إنتاجه كل من الأرجنتين والمكسيك والنرويج وإسبانيا والبرتغال، وفيلم «السلوك المثالي» الذي أنتجته كل من ليتوانيا وسلوفينيا وبلغاريا وإيطاليا وفرنسا، ما يؤكد ارتفاع ميزانيات الأفلام الوثائقية بشكل كبير، كما سيطرت أيضاً أفلام العائلة التي تروي وقائع عائلية تخص صناعها على غرار الفيلم السوري «قفص السكر» للمخرجة زينة قهوجي، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم، الذي يوثّق الحياة اليومية لوالدَي المخرجة المسنَّيْن خلال ثماني سنوات من الحرب، حيث يعيشان حالة من العزلة والقلق والترقب، في ظل انفجارات متتالية ويعانيان من انقطاع الكهرباء المستمر، ولكنهما يتمسكان بالحب الذي يجمعهما، لتعكس من خلاله كيف تمضي الحياة بالسوريين المقيمين في بلادهم في ظل هذه الأوضاع، ويعد هو الفيلم الوثائقي الطويل الأول للمخرجة الشابة بعد أن أخرجت عدداً من الأفلام القصيرة، وعبّرت الناقدة السورية د.لمى طيارة التي تسلمت جائزة الفيلم لظروف سفر المخرجة إلى بلجيكا عن سعادتها بهذا الفوز، مؤكدة أن «الفيلم يعبر بصدق عن حال السوريين تحت وطأة الحرب».

فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «خريطة أحلام أميركا اللاتينية» للمخرج مارتن ويبر الذي طلب من البعض كتابة أحلامهم بالطباشير على سبورة صغيرة وصوّرهم بعد عقود، ويتساءل ويبر عمّا إذا كانت هذه الأحلام قد تحققت أم لا، وقدمت لجنة التحكيم تنويهاً للفيلم العراقي «القصة الخامسة»، والفيلم الفلسطيني «قفزة أخرى».

وفاز فيلم «عمي تودور» الذي شاركت في إنتاجه كل من المجر والبرتغال ورومانيا وروسيا على جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، وفيه تعود مخرجة الفيلم أولغا لوكوفينكوفا لبيت جدها حيث مرت بأحداث مؤلمة تركت بصمة عميقة في ذاكرتها، وفاز الفيلم البرازيلي «كشك الجنة للصحف والمجلات» بجائزة لجنة التحكيم الذي يستعرض مخرجوه حاضر البرازيل من خلال بائع الصحف الذي يحلم بتغيير الحياة عن طريق اليانصيب.

فوز سوداني

وفي مجال الأفلام الروائية القصيرة والتحريك التي ترأّسها الفنان التشيلي توماس ويلز، وضمّت السيناريست تامر حبيب، والناقد المغربي عبد الإله الجوهري، والمخرج بنيامين كورتيشي (من مقدونيا)، والروسية إيلينا كورزيفا، فاز الفيلم السوداني «الست» بجائزة أفضل فيلم، ويروي قصة الفتاة السودانية «نفيسة» التي يخطط الجميع لتزويجها ولا يعبأ أحد بما تخططه هي لمستقبلها. كما حصل الفيلم الفلسطيني «إجرين مارادونا» على المركز الثاني ودارت أحداثه خلال كأس العالم عام 1990 حيث يبحث صبيان فلسطينيان عن أرجل مارادونا من أجل استكمال ألبوم كأس العالم والفوز بلعبة الأتاري.

وفي مجال الرسوم المتحركة فاز الفيلم البلجيكي «كاروسيل» في المركز الأول، والفيلم البريطاني «اضغط على هذا الزر إذا شعرت بالهلع» على المركز الثاني، والفيلم الجزائري «ذكريات» على المركز الثالث.

نجوم في أفلام قصيرة

وشهدت هذه الدورة تقليداً جديداً وهو تكريم بعض نجوم السينما المصرية الذين شاركوا بالتمثيل في أفلام روائية قصيرة، حيث كُرمت النجمة صفية العمري عن فيلمها «كان لك معايا»، والفنان أحمد بدير وسلوى محمد علي، وبسمة، وأحمد وفيق، وصبري فواز وأحمد كمال، حيث عُرضت أحدث أفلامهم القصيرة، وأُقيمت حوارات ثرية معهم على مدى أيام المهرجان.

ويقول الناقد د.وليد سيف لـ«الشرق الأوسط» إن الجوائز ذهبت لأفلام تستحق، ومن بينها الأفلام العربية التي شكّلت ظاهرة إيجابية في هذه الدورة، غير أن كثرة تنويهات لجان التحكيم إلى أفلام لم تفز تُضعف من قيمة الجوائز»، مشيراً إلى أن «الدورة بشكل عام جاءت متميزة في مستوى أفلامها رغم الجائحة التي تسببت في قلة الإنتاج، كما أن مسابقات المهرجان ضمّت أفلاماً مهمة، وأضفى تكريم نجوم التمثيل روحاً جديدة على المهرجان».

وأصدر المهرجان خلال دورته الـ22 ستة كتب تعد إضافة للمكتبة السينمائية وهي: «تاريخ السينما المصرية» للناقد محمود قاسم، و«وجوه الحقيقة» عن اتجاهات وتجارب في السينما التسجيلية المصرية للناقدة صفاء الليثي، و«سينما الواقع – إطلالة على حداثة السينما الوثائقية المعاصرة» للناقد صلاح هاشم، و«يوسف إدريس بين الأدب والسينما» للمؤلف عاطف بشاي، و«أعمدة السينما التسجيلية المصرية في القرن العشرين» للمخرج هاشم النحاس، إضافةً إلى كتاب تكريم الناقد الكبير كمال رمزي «صاحب الرؤية» من تأليف د.حسين عبد اللطيف.

 

الشرق الأوسط في

24.06.2021

 
 
 
 
 

الجائزة العاشرة للفيلم بإجماع لجنة التحكيم

فيلم الست أفضل فيلم قصير في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة

كتب - محمد فهمي

يستمر الفيلم السوداني القصير "الست" للمخرجة سوزان ميرغني في حصد الجوائز، والتي كان أحدثها جائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، والذي أختتم فعالياته أمس الثلاثاء، حيث أجمعت لجنة التحكيم على اختياره كأفضل فيلم، لتكون جائزته العاشرة خلال 4 أشهر وتضعه ضمن أهم الأفلام العربية القصيرة لهذا العام.

الجوائز التي حصدها الفيلم قبل ذلك هي اختيار الجمهور وجائزة لجنة التحكيم لأفضل صانعة أفلام صاعدة من مهرجان الفيلم العربي في تورونتو، والجائزة الكبرى ضمن فعاليات مهرجان تامبيري السينمائي المؤهل لـجوائز الأوسكار، تنويه خاص من مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، أفضل سيناريو وتنويه خاص من مهرجان وشقة السينمائي الدولي بإسبانيا، جائزة لجنة التحكيم من مهرجان بوسان الدولي للأفلام القصيرة بكوريا، جائزة الامتياز لأفضل صانعة أفلام من المهرجان الأوروبي للأفلام المستقلة بفرنسا.

وفي عرضه الدولي الأولي ضمن فعاليات مهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام القصيرة بفرنسا فاز بالجائزة التي تقدمها قناة كانال بلس سينما الفرنسية، كما حصل الفيلم على عرضه العالمي الأول في الدورة الأخيرة من مهرجان أجيال السينمائي بالدوحة.

الفيلم يحكي قصة نفيسة الفتاة السودانيّة التي تبلغ من العمر 15 سنة وتعيش في قرية معروفة بزراعة القطن، قلبها مولع بشاب يدعى بابكر؛ لكن أهلها رتّبوا لها زيجة بالشاب نادر وهو رجل أعمال يعيش في الخارج. أما جدتها وهي الآمرة الناهية في القرية، فهي الأخرى رسمت خططًا خاصة لحياة نفيسة. فهل ستستطيع هذه الفتاة أن تختار بنفسها مسار حياتها القادم؟.

يقدم فيلم الست قصة عاطفية من السودان عن النساء، سواء الجالسات على أعلى هرم السلطة أو في قاعه، مسلطا الضوء على طرفيّ السلاسل الاجتماعية والتغيرات التي تفرضها الحياة العصرية على هذه المجتمعات.

فيلم الست من تأليف وإخراج سوزانا ميرغني، وتشاركها في الإنتاج شقيقتها إيمان، ويشارك في بطولته ميهاد مرتضى، رابحة محمد، محمد مجدي، وحرم بشير، وتتولى شركة MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي، وحصل على ورشة التطوير وفاز بمنحة الإنتاج من مؤسسة الدوحة للأفلام ومنحة تصميم الإنتاج من جامعة فيرجينيا كومونويلث في قطر.

سوزانا ميرغني هي كاتبة وباحثة ومخرجة أفلام مستقلة، تسلط الضوء على القصص الموجودة في العالم العربي من خلال أعمالها. درست سوزانا الإعلام وعلم المتاحف، كما ألفت وحررت العديد من الكتب والمقالات الأكاديمية. تعدد ثقافاتها وأصولها السودانية والروسية دفعها لتهتم بالقصص التي تدرس مدى تعقيد الهوية، أحدث أفلامها فيلم الست، ولها عدة أفلام قصيرة ناجحة قبل ذلك منها Caravan وحلم هند.

 

الوفد المصرية في

24.06.2021

 
 
 
 
 

"قفص السكر".. فيلم عن يوميات عائلة سورية يتوّج بجائزة مهرجان الإسماعيلية

مهرجان الإسماعيلية عرض أكثر من مئة فيلم على مدى أسبوع وحلّت روسيا ضيف شرف نسخته الثانية والعشرين.

الإسماعيلية (مصر)فاز فيلم “قفص السكر” للمخرجة السورية زينة القهوجي بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي اختتم دورته الـ22 مساء الثلاثاء.

والفيلم إنتاج سوري لبناني مصري مشترك وتدور أحداثه في 60 دقيقة حول زوجين مسنين يعيشان في شقة بالقرب من العاصمة دمشق. وبدلا من أن ينعما في نهاية العمر بالهدوء والسلام تحاصرهما الحرب ويعانيان من الانقطاع المتكرّر للماء والكهرباء ودويّ القنابل.

وفي الفيلم تحاول القهوجي توثيق زمن طويل وثقيل الحركة عبر استخدام كاميراتها لمراقبة وتسجيل الحياة اليومية لوالديها المسنين خلال ثماني سنوات من الحرب في سوريا.

المخرجة زينة القهوجي تحاول توثيق زمن طويل وثقيل الحركة عبر استخدام كاميراتها لمراقبة وتسجيل الحياة اليومية لوالديها المسنين خلال ثماني سنوات من الحرب في سوريا

ويسود الفيلم مشاهد من العزلة والخوف والترقب والتي تقول الكثير عن الحياة في دمشق أثناء الحرب، لكنها في الوقت نفسه قادرة على تسجيل رابط الحب والحساسية الإنسانية التي تتمسّك بها العائلة كملاذ وأداة مقاومة ضدّ ثقل الوقت والحرب.

وزينة القهوجي من مواليد 1986، بدأت العمل في مجال فن الوثائقي عام 2010، وأتمت في عام 2017 درجة الماجستير في الإخراج الوثائقي ضمن إطار برنامج “دوك نومادس” الأوروبي المشترك. وفيلم “قفص السكر” هو فيلمها الثاني في مسيرتها الإخراجية القصيرة نسبيا بعد فيلم تخرجها الوثائقي الأول “خيال” والذي تناولت فيه ظاهرة ارتفاع حالات الطلاق بين الأزواج السوريين اللاجئين في أوروبا.

وفاز “خيال” بجائزة الأسد الذهبي ضمن منافسة للأفلام الوثائقية القصيرة في مهرجان برشلونة للأفلام 2018، كما فاز بجائزتين من مهرجان سينما المرأة في البرتغال، الأولى تنويه من لجنة التحكيم عن الشكل الفني والثانية تنويه عن جودة الفيلم ضمن منافسة أفلام الطلبة، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فئة الوثائقي القصير ضمن فعاليات منصة الشارقة للأفلام 2019.

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها في مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل إلى الفيلم الأرجنتيني “خريطة أحلام أميركا اللاتينية” إخراج مارتن ويبر، فيما نوّهت اللجنة بفيلمي “قفزة أخرى” من إيطاليا و“القصة الخامسة” من العراق.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فاز بالجائزة فيلم “عمي تيودور” للمخرجة أولغا لوكوفنيكوفا من المجر، وهو إنتاج مشترك بين المجر والبرتغال ورومانيا وروسيا، وخلاله تعود المخرجة إلى بيت أجدادها بعد مرور عشرين عاما، حيث مرّت بأحداث مؤلمة وتركت بصمة عميقة في ذاكرتها إلى الأبد.

فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم البرازيلي “كشك الجنة للصحف والمجلات” للمخرجة جيوفانا جيوفانيني والمخرج رودريغو بويكر. ويستعرض الفيلم حاضر البرازيل الذي تطبّع بالشكل الحديث للعمالة غير المستقرة، حيث يتمسك مالكه، سيو نيني بالإيمان الديني والأمل في أن تغيّر الحياة دفّتها عن طريق اليانصيب.

ونوّهت لجنة تحكيم المسابقة بفيلم “نايا.. الغابة لها ألف عين” إخراج سيباستيان مولدر من هولندا. وهو إنتاج ألماني هولندي من إخراج سيباستيان مولدر، وتدور أحداثه من خلال ذئب مراقب بنظام تحديد المواقع العالمي، يمشي من ألمانيا إلى بلجيكا، حيث يتصدّر أول ذئب يظهر في بلجيكا منذ قرن عناوين الصحف، ثم يختفي عن أنظار البشر، وتحاول هذه اللقطات استكشاف العلاقة بين البشر وهذا الحيوان البرّي الأيقوني.

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فاز بالجائزة فيلم “الست” للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم “أجرين مارادونا” للمخرج الفلسطيني فراس خوري.

وأعلنت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) منح جائزتها للفيلم التسجيلي الطويل “عندما نما البرسيمون” من أذربيجان إخراج هلال بايداروف.

المهرجان عرض أكثر من مئة فيلم على مدى أسبوع، وحلّت روسيا ضيف شرف نسخته الثانية والعشرين

وضمت لجنة تحكیم الفيلم التسجيلي الطويل والقصير كلا من المخرجة الإماراتية نجوم الغانم والمخرج والمنتج السينمائي ديان بيتروفيتش، مؤسّس ومدير عام مركز الفيلم المستقل (فيلمارت)، والمخرجة المصرية هالة خليل بالإضافة إلى المخرج العراقي الفرنسي عباس فاضل.

وافتتح المهرجان دورته الثانية والعشرين في السادس عشر من يونيو الجاري بعد تأجيله أكثر من مرة بسبب جائحة فايروس كورونا، عبر فيلم “فرح” للمخرجة السويسرية جوليا بونتر، والذي يتناول قصص ثلاث فتيات مصريات على وشك الزواج ومدى تأثير الأفكار والتقاليد الاجتماعية على اختياراتهنّ.

ولعرض حال المرأة في معادلة الزواج ترافق المخرجة ثلاث نساء في مرحلة الخطوبة وما يرافقها من هواجس وخوف من عدم تحقيق الحلم المشروع بالاقتران بالرجل المناسب الذي يمكن تكوين أسرة سعيدة معه، حيث أخذت عيّنات بتول وبسام، وهما شابان مثقفان يعملان في حقل المسرح والتمثيل، وماريزة ورامي من عائلتين ميسورتيْ الحال، وعبدالرحمن ورندة الراغبة في شراكة متساوية مع زوجها المستقبلي.

وأقيمت عروض المهرجان في قصر ثقافة الإسماعيلية ومكتبة مصر العامة ونادي الشجرة ونادي الشاطئ (الدنفاه) وحديقة ميدان النافورة والحديقة المفتوحة بفندق توليب.

وعرض المهرجان على مدى أسبوع أكثر من مئة فيلم، وحلّت روسيا ضيف شرف النسخة الثانية والعشرين منه، وذلك ضمن إطار أجندة وزارة الثقافة المصرية للاحتفال بعام التبادل الإنساني المصري – الروسي.

وكرّم المهرجان في الافتتاح الناقد السينمائي كمال رمزي، واسم مخرجة الرسوم المتحركة فايزة حسين التي توفيت قبل أسابيع قليلة، وكذلك اسم الممثلة وعارضة الأزياء الراحلة رجاء الجداوي ابنة مدينة الإسماعيلية. كما احتفى بعدد من النجوم المصرين الذين شاركوا في أفلام قصيرة، من بينهم صفية العمري وأحمد بدير.

وأصدر المهرجان خلال الدورة سبعة كتب عن تاريخ السينما المصرية والسينما التسجيلية، من أبرزها كتاب “أعمدة السينما التسجيلية المصرية في القرن العشرين” للناقد والمخرج هاشم النحاس.

ويعدّ مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصّص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1991.

 

العرب اللندنية في

24.06.2021

 
 
 
 
 

اسماعيلية 22 في ظل تحولات ما بعد الاحتكار

محاولة سيطرة التوجه الإعلامي على التوجه الثقافي

صفاء الليثي

كنت من المنزعجين من أخبار تواترت حول تكريم نجوم التمثيل في الدورة 22 من المهرجان المعنون اسماعية للأفلام التسجيلية والقصيرة . وظلت أخبار تكريم نجم التمثيل طاغية حتى أنني تساءلت أين مهرجان الاسماعيلية الجاد الذي عرفناه، صحيح أن الممثلين بدأ الإعلان عن تكريمهم مرتبطا بدورهم في المشاركة في الأفلام القصيرة وعلى رأسهم أحمد كمال وسلوى محمد علي ثم أعلن عن أحمد بدير، أحمد وفيق ، صبري فواز وبسمة وصفية العمري. ازدحم البرنامج ولم نعد نجد وقتا للراحة وخاصة مع انتظام البرنامج بشكل مقنع لي بعرض فيلم قصير شارك فيه المكرم قبل الندوة معه، عرض لبسمة فيلمقصير للمخرج أحمد الباسوسي، ثم جرت ندوتها بإدارة حنان أبو الضياء ، وعرض فيلم حبيب لسيد رجب وسلوى محمد علي ، ثم عرض فيلم ربيع شتوي لأحمد كمال وأدارت ندوته ماجدة موريس . بجهد من عصام زكريا تم دمج البرنامج مع عروض الأفلام التي أعلن عنها في جدول العروض المطبوع، وبقي التساؤل عن سر تأخر العروض لتبدأ في الثانية عشر، ثم تبين أن هناك برنامج لمناقشة المطبوعات من الكتب في الحادية عشر قبل العروض . تعطل قاعة الندوات لعدم تشغيل التكييف وتكديس الفعاليات في القاعة الكبرى المكيفة أحدث قدرا من القلق وتأخرت بعض البرامج. تواترت أنباء أن تجديد قصر الثقافة تكلف 52 مليونا ولم ألحظ تطويرا يساوي هذا المبلغ الضخم، فلم تحل مشكلة دورات المياه التي تعاني من عيب في إنشائها تحت مستوى خزانات الفضلات، فبدا التغيير شكليا دون إصلاح هذا العيب الخطير لطفح المياه، قاعة تسمى كبار الزوار بها كراسي جلدية فخمة ولكن التكييف لا يعمل كما أنها لا تفتح سوى لمن يصنف باعتباره شخصية شديدة الأهمية، VIP ، ساحة القصر التي كانت ممتلئة بلوحات وأفيشلت بما يشبه معرض دائم خالية، ولا يوجد حرارة لتزاحم المشاركين، فإذا كان القصر لا يعمل طوال العام فكيف نتوقع وجود متابعين من أهل البلدة للعروض والندوات؟ فكرة الاحتفاء بالنجوم لجذب جمهور اسماعيلية لم تتحقق بالرغم من امتلاء القاعة نسبيا لأن الفعالية لا تماثل توقعات الجمهور ممن اعتادوا على مشاهدة الدراما التلفزيونية ومتابعة برامج المنوعات وليس أفلاما قصيرة وندوات جادة تناقش أعمال المحتفى به. لا أعتقد أن خلخلة طبيعة مهرجان الاسماعيلية الوحيد في المنطقة العربية المتخصص في أفلام تسجيلية وروائية قصيرة وتحريك لتحويله إلى نموذج من كل الأشكال السائدة في الإعلام المصري قد تحقق . مهرجان اسماعيلية له توجه ثقافي يتجاوز الترفيه المعتاد الى الثقيف ويروج للمعرفة ويحتفي بصناع الأفلام وخاصة المخرجين الذين اختارو السينما التسجيلية، يحتفي بشباب المخرجين وخريجي مدارس السينما ممن يقدمون أفلاما قصيرة تتميز بأفكارها البعيدة عن التبسيط، حتى أن أفلام التحريك تناقش قضايا فلسفية ووجودية ولا ترتبط بالأفكار البسيطة التي توجه للأطفال. اسماعيلة للأفلام التسجيلية والقصيرة منذ دورته الأولى التي نظمها كرم مطاوع وهاشم النحاس وعبر دوراته التالية التي رأسها الناقد الكبير علي أبو شادي مرورا بدورة مجدي أحمد علي وكمال عبد العزيز وأخيرا دورات الناقد عصام زكريا قلمت على أساس راسخ يصعب حللته أو تغيير تميزه.

في الحصيلة النهائية وجدتني راضية تماما على المهرجان فمع اعلان الجوائز وضحت رؤيته التي تضع الفيلم التسجيلي الطويل في وضع الأهمية القصوى اذ عبرت لجنة التحكيم ( عباس فاضل، ديان بيتروفيتش، هالة خليل، نجوم الغانم ، رودريجو بروم ) عن تقديرها لبرمجة الأفلام التسجيلية خاصة الطويلة والتي كان المسئول عنها الناقد محمد سيد عبد الرحيم، وهذا القسم كنت حرصت وزميلات لي على متابعته وجاؤت أفلام عروض الثالثة عصرا كلها متميزة وممتعة، ولكننا شعرنا بالإرهاق وعدم القدرة على متابعة الأفلام التي كانت تبدأ في التاسعة والنصف ليلا وأحيانا لا تبدأ قبل العاشرة، بعضها امتد لساعتين مثل فيلم المخرج هلال بادييف " عندما نما البرسيمون" الذي حصل على جائزة لجنة تحكيم نقاد الفيبريسي المكونة من النقاد مروى أبو عيش من مصر، ولما طيارة من سوريا وماسيموليتشي من إيطاليا، لم أتمكن من اكمال مشاهدته رغم توقفي عند عدد من مشاهده الفائقة ومنها مشهد عبور الثيران وتفاديها الأم وابنها وتحملها مشقة صعود التل وكأنها تمتلك  الوعي الفطري بالبعد عن الإنسان الذي يمثل لها خطرا دائما.

أغلب المشاركين من الصحفيين يتابعون ندوات الاحتفاء بالنجوم وآخرين من النقاد يتابعون ندوات مناقشة الكتب والأفلام، وحظيت ندوة تكريم الناقد الكبير كمال رمزي بحضور الجميع من صحفيين ونقاد ومن كبار المخرجين ومنهم عمر عبد العزيز وهاني لاشين ومجدي أحمد علي. ليس مطلوبا من كل مشارك الانتظام في كل الفعاليات فكل يختار حسب أولوياته ، سجل غياب علي الغزولي وهاشم النحاس، منى الصبان ، ورحمة منتصر،  فريال كامل وماجدة خير الله وسهام عبد السلام فقدا شخصيا لي ، فمعهم كان المهرجان عيدا سنويا فيه نلتقي في عروض الأفلام ونشارك في كل الفعاليات ولم يكن مسئول القصر يغلق حجرة الانتظار في وجوهنا فقد كان المسئولين السابقين يدركون حقا حجم هؤلاء وأنهم بالنسبة لمهرجان الاسماعيلة للأفلام التسجيلية والقصيرة هم الأشخاص المهمون حقا هم VIP  هذا النوع السينمائي الهام.

 

مدونة الناقدة "دنيا الفيلم" في

25.06.2021

 
 
 
 
 

"قفص السكر".. الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان الإسماعيلية

كتبت - ولاء وحيد

استطاع الفيلم التسجيلي  السوري "قفص السكر" أن يقتنص الجائزة الكبرى في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية، وتمكن الفيلم الذي جسد ملامح  الحرب على حياة الأسرة السورية في توصيل صورة معبرة عن الحياة من الداخل.

الفيلم التسجيلي الطويل الذي قامت بإخراجه وإنتاجه المخرجة السورية مي القهوجي راقبت من خلال مشاهده العزلة، والخوف والترقب التي سيطرت على والديها المسنين جراء الأحداث على مدار 8 سنوات وسجلت  في الوقت نفسه  رابط الحب والحساسية الإنسانية التي تتمسك بها العائلة.

وتقول ريما طيارة، مبرمجة الفيلم في تصريحات خاصة مع "بوابة الوفد" الإلكترونية عقب تسلمها الجائزة نيابة عن المخرجة المتواجدة حاليًا في بلجيكا: "الفيلم بسيط يحكي واقع أسري في ظل الأحداث التي تعيشها سوريا منذ عام 2011 وهي عائلة المخرجة مي القهوجي حيث استغرق تصويره عدة سنوات متتابعة وانتهت منه في أكتوبر 2019؛ إذ حاولت فيهم المخرجة رصد واقعي لما يحدث في سوريا من الداخل عبر الأصوات وردات الفعل للأسر المتواجدة داخل بيوتهم في أوقات القصف وأيام انقطاع التيار الكهربائي وما خلفته الأحداث من عزلة فرضت على الأسر".

وأعربت "ريما" عن سعادتها بحصول الفيلم على الجائزة الكبرى في المهرجان مشيرة إلى أن المخرجة الشابة استعانت بجهات مانحة لإعداد المونتاج الخاص بالفيلم نظرًا لارتفاع تكلفته".

وتقول إن الفيلم سبق أن شارك في مهرجانات دولية للسينما التسجيلية  منها مهرجان دوك لايبزيغ في ألمانيا ولكنها المرة الأولى التي يتوج فيها ويحصد الجائزة الكبرى في مهرجان دولي ومن المنتظر أن يشارك في مهرجانات عدة أخرى مقبلة.

ونافس الفيلم في الدورة ال22 بمهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية نحو 10 أفلام أخرى في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة.

ويعد فيلم "قفص السكر " الفيلم التسجيلي الطويل الأول للمخرجة التي حصلت في 2017 على درجة الماجستير في الإخراج الوثائقي مع برنامج Doc Nomads وهو برنامج أوروبي مشترك بين ثلاث جامعات.

 

الوفد المصرية في

25.06.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004