ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية…

ومفهوم “الآخر

حلمي شعراوي

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

الدورة العاشرة

   
 
 
 
 
 
 

ينقلنا مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذى يقوم على الإعداد له الأساتذة  سيد فؤاد رئيسا وعزة الحسينى مديرة له إلى عوالم “الآخرين” من أفارقة وأوربيين وغيرهم، فلا يكفى أن نكون مجرد “مصر أم الدنيا” أو “فوق الجميع” إلخ، لأن  معنى ذلك أننا نكلم أنفسنا فنصبح كائنات عادية، وممالك عادية من المخلوقات. وهنا نحتاج كثيرا لإبداعات متنوعة تخرجنا من مجرد ذاتيتنا إلى  “الآخرين” لنشعر أننا فى عالم متنوع، ولنتساءل أين نحن من هؤلاء، وبهؤلاء، أو مع هؤلاء…وهذا ما يحققه ضمن مسائل أخرى كثيرة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ويقدمه لنا الكاتب البارع “سعد القرش” فى كتاب : “عشر سنوات من الخيال

فالشعور بطبيعة علاقة الذات بالآخر يجعلنا نعيش حيوات أخرى، وندرك أننا جزء من عالم متنوع، وأن أنثروبولوجيا ثقافية متطورة مسألة ضرورية…لأن جهود الاثنوجرافيين أو ما يعرف بسوسيولوجيا الشعوب تقدم لنا مادة وفيرة  عن هذا التنوع، ومفاهيم الفئات والطبقات والأعمار المختلفة عن الذات والآخر….ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يقدم لنا الكثير فى هذا المجال.

وهنا أذكر ما حدث فى الاتحاد السوفيتى  لفترة  قبل تحلله، ولمسته بنفسى فى موسكو من تطلع لمعرفة ما يفكر فيه  أبناء هذه “الامبراطورية”  الشاسعة التى تحكمها إيديولوجيا “الشعب كله”  أو “كتلة الشعب الواحد” كما كان يحكى “خروتشوف” نفسه، وكما طور هو نفسه هذا المفهوم إلى بعض التنوع الفكرى الذى عرفه السوفييت.

وقد رأت مدارس السوسيولوجيا الحديثة  فى الامبراطورية السوفييتية  أن تختبر تطلعات بعض فئات الشعب و طبقاته، فسمحوا بعرض فيلم عن رواية “لطيفة الزيات”  وتمثيل “فاتن حمامة”  باسم “الباب المفتوح” ولإسمه دلالته بعد الحرب الثانية. وإذ بجماهير متنوعة من أنحاء “الامبراطورية “تطلب مشاهدة الفيلم  ويتناوله  نقاد السينما، ويعاد نسخه هنا وهنالك

ويفهم سوسيولوجيو السوفييت الكثير من هذه الظاهرة، وكيف أن أبناء “الامبراطورية” يتطلعون إلى الجديد، بل وإلى معرفة  الشعوب الأخرى وما لديها من هذا الجديد

ويحقق مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الكثير فى هذا المجال، ويطرح على شعبنا أسئلة هامة تتعلق  بمدى معايشته لما يحدث فى العالم، لأن محاصرتنا  بالفيلم الأمريكى وحتى الهندى لا توفر لنا ذلك…فلسنا ممن  يهضمون   الطبائع الأمريكية أو الآسيوية بسهولة، ولدينا ما نستطيع قوله منذ عصر التحديث وليس مجرد العصر السلفى. فالأخير سيطرت به جماعات نعرف مدى  تخريبها  للعقل العربى  رغم ارتباطاتها الهائلة بالعواصم العلمانية أو ” الملحدة” أو ما شئت من مسميات لا تكشف إلا سفاهتهم واستغلالهم  “لتراث الأمة”  الذى يجب مراجعته هو نفسه، وهم أكثر من تراجعوا عنه إلا فى فضاءات الاستغلال

ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية لا يقدم الإثنوجرافيا وحدها  كوصف محلى لهذا الشعب أو ذاك، ولكنه يقدم طبيعة علاقة هذه الشعوب الإفريقية بقوى الاستغلال البشرى والاقتصادى لأبناء القارة، حين يعرض مدى تعلم أبنائهم من الغرب بما يرضى الغرب الرأسمالى نفسه، وكيف تنقل الحداثة والتحديث عبر هؤلاء كما نرى فيما ينتقده ” سمبين ” مثلا فى أفلامه، لأنه يرى شعبه وهو يقدم التضحيات  ويتحمل أنماط الاستغلال..أو يرى ما رآه أصحاب فيلم ” ستموت فى العشرين ” من تهيؤ للتمرد أو الثورة

مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يرينا  كيف تعيش الشعوب فى تنوع اجتماعى وثقافى، لكنها تتوحد فى النهاية… وفى أفلام كثيرة وكما شاهدت بنفسى كيف تتنوع  “جنوب إفريقيا”  فيما بين مشاهد من كيب تاون أو ديربان  أو جوهانسبيرج، ثم يوحدها زعيم مثل “مانديلا” أو آليات التحديث كما يحدث حتى الآن..لكن علينا أيضا أن نلاحظ أن بعض أفلام الأقصر للسينما الإفريقية  لا تكشف إلا عن فقر البشر أو بؤس الفلاحين والمهمشين، وإن كان ثمة كثير من العروض التى تصور  مدنا ومراكز مدنية  ذات حداثة – مفرطة أحيانا – مثل نيروبى  وأديس  أبابا  الجديدة وكينشاسا وغيرها، مما قد يطلعك  على معنى أن ثمة شعبين فى المدينة الواحدة هنا وهنالك

يطرح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية على الشعب المصرى سؤالا هاما عن مدى أفريقيته إلى جانب عروبته..ومع أننا لا نقصد العودة أو النظر إلى الشعارات القومية أو الدينية…الخ. لكنا نتصور أن ينظر المصريون إلى طبيعة علاقاتهم  “بالآخرين” بجدية أكبر مما نرى، فعدم المبالاه لا يدل إلا على قصر النظر بالنسبة للمصالح الكبرى المؤثرة…ولا أظن أن المصريين وقد تابعوا نشاط شركة النصر للتصدير والاستيراد، أو وجود ممثلى حركات التحرير الإفريقية فى الزمالك بمصر، أو تقديم آلاف المنح الدراسية لأبناء القارة كانوا ينظرون لذلك بلامبالاه كما ينظر البعض لهذه الفترة أو بشعور بإحباط  الآن.

لذلك حين تشير دلالات مهرجان الأقصر إلى أنه كان لمصر علاقات وثيقة بكل هذه الشعوب،  وتبادلنا معها الاهتمامات والمصالح والمواقف، إنما تقول  للمصريين الآن أن عليكم أن تعيدوا النظر فى مواقف  عدم المبالاه هذه…والغريب أن ما تردده المصادر الإعلامية نفسها تقول أن وجود المصريين بالخارج يعود على مصر بأكبر نسبة من دخلها القومى، بما يصل إلى المليارات، ومن الطبيعى أن يضيف هؤلاء إلى ذلك مثلا أنه يمثل “فائض وعى” بالآخرين  الذين نعيش بينهم، ولا ينفع هنا النظر لكل هؤلاء الآخرين وخاصة الأفارقة، على أنهم متخلفين أو لن يضيفوا لنا إلا القليل.

وحين يعرض مهرجان الأقصر صورا للمدن  الكبرى فى القارة…  إنما يقدم لنا معنى أن الشعوب عقب فترة الاستعمار استطاعت أن تبنى صروحا خالية من المستعمرين أو من غلبة “الوجوه البيضاء  “كما كتب البعض.

إننا لا نستدعى هنا كتابات غاضبة مثل “فرانز فانون”  الذى اعتبر اخوانه فى القارة ذوى “وجوه بيضاء بأقنعة سوداء” أو كتابات “جرامشى” عن أساليب الهيمنة بالقوى الناعمة…ولكننا لا نستطيع  تجاهل ما كشفته أفلام مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عن هذه الصروح، التى أقامتها الشعوب الإفريقية بجهدها وعرقها وإبداعات عقول أبنائها.

ويكشف الموقع الخاص لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عن الكثير مما قدم، بما لا داعى لتكراره أو الحديث عن قيمته، لكننا يجب أن نشعر معهم بالفخر بأن ذلك تم تقديمه فى القاهرة، التى تبدى أحيانا عدم مبالاه بأقاليم مصر نفسها…وقد كان هناك مهرجان الاسماعيلية على ما أذكر للأفلام الوثائقية وغيرها فى الاسكندرية، بل وغيرها فى أسوان، مما شاهدته ونسقت بعضه فى إطار مؤتمر ” تفاعل الثقافات الإفريقية”  بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة وهيئات سياحية

إن القائمة المرفقة بكتاب “عشر سنوات من الخيال”  وتضم أكثر من مائتى فيلم بين إخراج وإنتاج لا تمثل كل ما تم إعداده للعرض أو تأخر  بسبب  “الجائحة الصحية”،  التى حدثت فى مصر والعالم، إنما تمثل جهدا فائقا،  يجعلنا  نقدم   كل التقدير للأساتذة سيد فؤاد وعزة الحسينى  وسعد القرش  لما وضعوه أمام الشعب المصرى من معارف غنية  عبر تقديم هذه الأفلام، ليعرف أبناء شعب مصر أننا لسنا وحدنا…لو نظرنا إلى ذلك بالجدية الملائمة

دعونا نتأمل عناوين بعض هذه الافلام، لنتفهم بعض الدلالات التي تقدمها السينما الإفريقية لجمهورها..وذلك من خلال العرض الوافي الذي يقدمه الاستاذ ” القرش” عبر تفاصيل  ما تم في الدورات المختلفة…ونوجز هنا بعضها   :

فهو يعرض قيمة فيلم “الفتوة” بمصر في سنوات مبكرة 1957،  وفي عام 1957 نفسه وعقب العدوان الثلاثي علي مصر، عرض نفس بطل”الفتوة” فريد شوقي،  فيلم “وطني” عن جريمة العدوان،  كما تم عرض فيلم “بور سعيد” عن ظروف العدوان.

ويذكر الكاتب كيف يتجاهل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي  ؛ السينما الافريقية الا بالقليل من عروضها، حيث ينظر المنظمون الي افريقيا ككتلة واحدة يمكن ان يمثلها هذا القليل،  مع ان القارة غنية بالتفاعل الثقافي والاجتماعي،  وغنية بالنجوم من أنحاء القارة ولا يكفي تمثيلها بأربعة أو خمسة من نجومها.

وقد انتظر الناقدون  حتي  قامت ثورة 25 يناير في مصر 2011، وقام في عقبها – وليس صدفة – مهرجان الأقصر للسينما الافريقية، لأن الثورة فتحت أعين المصريين علي عيوب الحصار، الذي فرضه نظام مبارك علي البلاد والعباد.

قدم مهرجان الاقصر مفاهيم جديدة لمثل هذا النشاط، فأنشا اشكالا جديدة لنشاطه من تدريب المخضرمين للشباب، أو انتاج الشباب لبعض الاعمال اثناء وجودهم،  أو تقديم المواضيع الحساسة حول حقوق الانسان حيث قدمت بشأنها افلام من نيجيريا وجنوب افريقيا..وأعطى  المهرجان  الفرص للافلام الروائية الافريقية الطويلة وليس الاقتصار علي التوثيقية.  فكان هناك ثمانية أفلام روائية إفريقية في دورة واحدة  (2012 )  ومع ذلك يري نقاد مثل ا.أحمد بهجت في كتاب نشره مهرجان الأقصر نفسه عن “مصر وسينما العالم “، انه لا وجود لإنتاج مصري إفريقي مشترك، اللهم الا أن تاتي صورة الأدغال في هذا الفيلم او ذاك.

يمثل مهرجان الأقصر مدي اهتمام المجتمع المدني المصري بتطوير دوره في مجال ا لسينما مبكرا…فالسينمائيون المستقلون يعملون منذ عام 2006 لينهضوا باكثر فاعلية بعد ثورة يناير، وتشهد بعض دوراته حضور كبار الشخصيات السياسية والفنية من مصر بل ومن خارجها لإنجاح المهرجان.

ومن أوجه نجاح المهرجان تقديمه لعديد من الجوائز تبلغ الست تقريبا لاحسن الافلام الروائية والوثائقية، مثل جائزة النيل الكبري لأحسن فيلم وأخري للفنانين أفرادا وأخري للجماعات السينمائية… وهكذا.

ويعمل المهرجان علي إصدار الكتب التعريفية بالسينما الإفريقية لمؤلفين من مختلف انحاء القارة،  بل وقدم أفلاما تعرض لجهود السينما الإفريقية مجملة ؛ مثل فيلم  “علي طريق السينما الإفريقية”.

ولا ينسي بعض مخرجي أفلام المهرجان الدلالات الثورية  لفترة إنتاجهم للعمل والاعلان جديا أن الثورة مستمرة، مثلما فعل ا.أحمد رشوان بعد تقديمه فيلمه  التسجيلي الطويل”مولود في 25 يناير “.

وقد حرك المهرجان إبداعات في الفنون الاخري مثل التشكيلية؛ يذكر منها مثلا بوستر “الفنان “محمد  عبلة” للدورة التاسعة مارس 2020 والذي كان من أكثر ملصقات المهرجان حيوية وبهجة علي حد تعبير الكاتب.

وقد قضت الجائحة الصحية علي آمال فنون مختلفة كانت تنتظر من  دول غنية لاستضافتها،  حيث كانت اليابان قد رصدت 12 مليار دولار لاستضافة أولمبياد طوكيو 2020  بما فيه من الأنشطة  الفنية،  وخسرتها جميعا بسبب  التأجيل الناتج   عن محاذيرالجائحة….. !

وينتظر كثيرون في مصر لحظة انقضاء هذه الظروف، بعد ان قال فنانون أفارقة  -مع بروز دور المهرجان -ان مصر عادت… وهي لا بد ان تستمر ولا تغيب لكي تعود….. ونأمل  أن يحقق لها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عودا حميدا ودائما.

 

موقع "الكتابة" المصري في

04.04.2021

 
 
 
 
 

«وداعًا أيها الحب» يحصد جائزة أحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية

أ ش أ

أعلنت الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عن جوائزها، عن فوز فيلم "وداعًا أيها الحب" للمخرجة اكوا ماسانجي على جائزة أحسن فيلم، وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة منحت شهادة تقدير للفيلم السوداني "استمع إلى رقصتي" للمخرجة علياء سر الختم، وحصل علي جائزة لجنة التحكيم فيلم "حبر أخضر" للمخرج يزيد القديري من المغرب، وجائزة أفضل فيلم روائي قصير فيلم "وداعًا" لأنتوني نيتي من غانا.

وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم المصري "للإيجار" للمخرج إسلام بلال، وحصل الفيلم الأنجولي "مكيف الهواء" للمخرج فراديك علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، أما جائزة أحسن فيلم فذهبت إلى فيلم "زنقة كونكا كت" للمخرج إسماعيل العراقي من المغرب.

وأعلن سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أن المنافسة جرت بين 58 فيلمًا ناقشت الكثير من القضايا الإفريقية في مسابقات متعددة ما بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي وأفلام الياسبورا.

وأعلنت عزة الحسيني مديرة المهرجان، عن الجوائز، ومنها منحت لجنة النقاد الدولية "فيبرسي" جائزتها لفيلم "أنها ليست جنازة هذه قيامة" للمخرج ليموهانج جيرمي موزيزي من لوسوتو، وحصل علي جائزة "رضوان الكاشف" والتي تقدمها مؤسسة شباب الفنانين المستقلين الفيلم المصري "للإيجار" للمخرج إسلام بلال، وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة حصل علي جائزة لجنة التحكيم فيلم "مع التيار نحو كنشاسا" للمخرج ديودو حمادي الكونغو، وحصل علي جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل فيلم "فاريترا" للمخرج توفونيانا راسو نافو.

وفي مسابقة "الدياسبورا" منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لفيلم "تيلو كوتو" لصوفي باشولييه وفاليري مالك، بينما حصل علي جائزة لجنة التحكيم فيلم "أن تكون صاحب بشرة سمراء" للمخرجة أينيس جونسون.

 

الشروق المصرية في

01.04.2021

 
 
 
 
 

«الأقصر للسينما الأفريقية» يتجاوز غياب النجوم وضعف الميزانية

المهرجان أنهى دورته العاشرة وسط أجواء صحية وفنية صعبة

الأقصر (مصر): محمود الرفاعي

أسدل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الستار على فعاليات دورته العاشرة، مساء أول من أمس بنادي التجديف الرياضي بمحافظة الأقصر، (جنوب مصر) بعد أيام غلب عليها الشجن، بسبب استمرار جائحة كورونا، وحالة الحداد التي أقرتها وزارة الثقافة المصرية عقب حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج قبيل افتتاح المهرجان بساعات قليلة.

وحاول مسؤولو المهرجان السيطرة على تفشي الوباء، بتقليل عدد الحاضرين والضيوف، وتنظيم فعاليات المهرجان كافة، وكان من بين الأزمات التي واجهت المهرجان في دورته العاشرة غياب معظم صناع وأبطال الأعمال الفنية المشاركة في مسابقات المهرجان، بسبب انشغال أبطال تلك الأعمال في تصوير أعمالهم الدرامية التلفزيونية الخاصة بموسم رمضان، بجانب تداعيات الجائحة، وتعليق بعض خطوط الطيران في الدول الأفريقية، وإثر ذلك تغيب صناع الأفلام والفنانين المغاربة الفائزين بجوائز بالدورة العاشرة، وتسلمها عنهم المخرج المغربي إسماعيل العراقي الذي حضر لمدينة الأقصر قادماً من العاصمة الفرنسية باريس.

حفل ختام الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر لم يختلف كثيراً عن حفل الافتتاح، حيث لم يحضر إلا عدد محدود جداً، من الأسماء المصرية على غرار الفنان محمد سلام والفنان محسن منصور، وبعض الممثلين الشباب بعدما اعتذر الفنان خالد الصاوي عن عدم الحضور قبل الختام بساعات بسبب انشغاله بتصوير مسلسله الجديد «اللي مالوش كبير».

فعاليات حفل الختام بدأت بفقرة فنية سودانية احتفالاً بالسينما السودانية (ضيف شرف الدورة العاشرة)، وقدمتها الفنانة السودانية آسيا مدني، والتي رقصت على نغماتها الفنانة سلوى محمد علي، مع عدد من الضيوف الأفارقة، ثم توالت كلمات الختام من الفنان محمود حميدة رئيس شرف المهرجان والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، وخالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.

الدورة العاشرة للمهرجان، والتي رفعت شعار (10 سنوات من الخيال) تنافس فيها 58 فيلماً ناقشت الكثير من القضايا الأفريقية في مسابقات متعددة ما بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي وأفلام الدياسبورا، ومنحت لجنة النقاد الدولية «فيبرسي» جائزتها لفيلم «إنها ليست جنازة، هذه قيامة»، للمخرج ليموهانج جيرمي موزيزي من لوسوتو، وحصل الفيلم المصري «للإيجار» للمخرج إسلام بلال على جائزة «رضوان الكاشف»، والتي تقدمها مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة حصل فيلم «مع التيار نحو كينشاسا» للمخرج ديودو حمادي من الكونغو على جائزة لجنة التحكيم، كما فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل فيلم (فاريترا) للمخرج توفونيانا راسو نافو. وفي مسابقة «الدياسبورا» منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لفيلم «تيلو كوتو» لصوفي باشولييه وفاليري مال، بينما حصل فيلم «أن تكون صاحب بشرة سمراء» للمخرجة إينيس جونسون على جائزة لجنة التحكيم، أما جائزة أحسن فيلم بالمسابقة فذهبت إلى «وداعاً أيها الحب».

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم السوداني «استمع إلى رقصتي»، للمخرجة علياء سر الختم، فيما حصل على جائزة لجنة التحكيم فيلم «حبر أخضر» للمخرج يزيد القديري من المغرب، ونال جائزة أفضل فيلم روائي قصير فيلم «وداعاً» لأنتوني نيتي من غانا.

وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة حصل الفيلم الأنجولي «مكيف الهواء» للمخرج فراديك على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، أما جائزة أحسن فيلم فذهبت إلى فيلم «زنقة كونتاكت» للمخرج إسماعيل العراقي من المغرب.

وعن تقييمه للدورة العاشرة، يقول السيناريست سيد فؤاد مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: «سعيد بكل ما حققته الدورة العاشرة من نجاحات رغم المعوقات والصعوبات التي واجهتنا بها، فيكفي أنه قبل انطلاق الدورة بثلاثة أيام صدر قرار من وزارة السياحة والآثار بتخفيض ميزانية المهرجان مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، وهو الأمر الذي أربك حساباتنا وجعلنا نخوض في بحر من المشاكل، ولكن بتضافر جهود الجميع استطعنا أن نصل بالدورة إلى بر الأمان، ونقدم دورة جيدة سيتذكرها الفنان الأفريقي».

وأضاف: «نستريح لمدة شهر من الآن، لكي نبدأ في الإعداد للدورة الحادية عشرة، ونأمل أن تنتهي جائحة (كورونا) حتى يعود للدورة بريقها ورونقها المعتاد، فمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يربط مصر بثقافات أفريقيا المتعددة».

وعبر المخرج المصري إسلام بلال الحائز على شهادة تقدير خاصة من لجنة تحكيم «فيبرسي» عن فيلمه «للإيجار»، عن سعادته البالغة بذلك، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شرف كبير لي أن أنال شهادة تقدير من مهرجان كبير عن باكورة أعمالي السينمائية التي أتشرف بمشاركة كوكبة من النجوم فيها على رأسها الفنان الكبير خالد الصاوي ومحمد سلام وشيري عادل».

وأوضح أنه تحمس للفيلم من اللحظة الأولى لكونه يناقش فكرة حوادث الانتحار التي أصبحت متوغلة في حياتنا بشدة في السنوات الأخيرة، وسعدت للغاية لتحمس كافة أبطال وصناع العمل للفكرة، وخصوصاً المنتج محمد دياسطي والفنان خالد الصاوي، وأتمنى أن يحقق العمل ما أحلم به عند عرضه في دور العرض المصرية والعربية خلال الأسابيع المقبلة.

 

الشرق الأوسط في

02.04.2021

 
 
 
 
 

مهرجان الأقصر يرصد تاريخ سينما التحريك في أفريقيا بإصدار لمحمد غزالة

كتب : جمال عبد الناصر

أصدر مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته العاشرة والتي اسدل الستار عليها منذ يومين كتاب سينما التحريك في أفريقيا Animation in Africa في طبعته الثانية باللغة الإنجليزية، للدكتور محمد غزالة الذي لم يتمكن من الحضور في الدورة العاشرة ولذلك قررت إدارة المهرجان توقيع حفل للكتاب والاحتفاء به في ندوة بالقاهرة ضمن برنامج نادي السينما الأفريقية. 

كتاب "Animation in Africa" يرصد ويحلل سينما التحريك في أفريقيا- تاريخ وواقع فنون أفلام التحريك على أيدي الفنانين الأفارقة وغيرهم الذين مارسوا صناعة أفلام متحركة في القارة السوداء، من خلال بحث أستمر أكثر من عشر سنوات، يحاول الباحث أن يغطي تفاصيل نادرة عن فن سينمائي هام، لم يرصد من قبل بهذه الكثافة والتركيز، ومن خلال لقاءات مع صناع الأفلام والمختصين، يحاول الكتاب تقديم صورة تقريبية عن نشاط سينما التحريك عبر قارتنا الحبيبة.

يضيف الكتاب في طبعته الثانية (الأولى كانت في النسخة الثانية من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية 2013) عدة مقالات حول بعض الفنانين المعاصرين والأنشطة السينمائية، بالإضافة لمقالة حول فناني التحريك الأفارقة في المهجر، من تقرير توم سيتو، المؤرخ واستاذ فن التحريك في مدرسة الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا.

وأكدت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أنها ستقيم حفل توقيع للكتاب في القاهرة خلال الفترة المقبلة لتعذر وجود دكتور غزالة في الأقصر أثناء فعاليات الدورة العاشرة.

محمد غزاله هو أستاذ مساعد، ورئيس مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت المملكة العربية السعودية، إلى جانب كونه نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لأفلام الرسوم المتحركة (ASIFA)، ومؤسس الفرع الإقليمي للاتحاد الأول في إفريقيا وفي العالم العربي، وعمل غزالة كمحاضر زائر في العديد من أكاديميات الفنون الجميلة والسينما، كما شارك في عدة لجان تحكيم دولية في مهرجانات سينمائية ، وأخرج غزالة العديد من الأفلام التي حازت عدت جوائز دولية ، منها فيلمه " خف حنين "(2009) الذي الفائز بجائزة أفضل فيلم تحريك أفريقي ضمن جوائز أكاديمية الأفلام الأفريقية (الأوسكار الأفريقي AMAA) في لاجوس / نيجيريا 2010.

مهرجان الأقصر للسينما الافريقية تقيمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين برعاية ودعم من وزارتي الثقافة والسياحة وبدعم من وزارتي الشباب والرياضة والخارجية ومحافظة الأقصر ونقابة السينمائيين وبرعاية البنك الاهلي وهيئة تنشيط السياحة.

 

اليوم السابع المصرية في

03.04.2021

 
 
 
 
 

رصد تاريخ «سينما التحريك في أفريقيا» خلال 85 عاما في كتاب

من ضمن إصدارات الدورة العاشرة

كتب: محمد السمكوري

أصدر مهرجان الاقصر للسينما الافريقية في دورته العاشرة والتي اسدل الستار عليها منذ يومين كتاب سينما التحريك في أفريقيا Animation in Africa في طبعته الثانية باللغة الانجليزية، للدكتور محمد غزالة .

ويرصد ويحلل كتاب «Animation in Africa» سينما التحريك في أفريقيا- تاريخ وواقع فنون أفلام التحريك على أيدي الفنانين الأفارقة وغيرهم الذين مارسوا صناعة أفلام متحركة في القارة السوداء، من خلال بحث أستمر أكثر من عشر سنوات، يحاول الباحث أن يغطي تفاصيل نادرة عن فن سينمائي هام، لم يرصد من قبل بهذه الكثافة والتركيز، ومن خلال لقاءات مع صناع الافلام والمختصين، يحاول الكتاب تقديم صورة تقريبية عن نشاط سينما التحريك عبر قارتنا الحبيبة .

يضيف الكتاب في طبعته الثانية (الأولى كانت في النسخة الثانية من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية 2013) عدة مقالات حول بعض الفنانين المعاصرين والأنشطة السينمائية، بالإضافة لمقالة حول فناني التحريك الأفارقة في المهجر، من تقرير توم سيتو، المؤرخ واستاذ فن التحريك في مدرسة الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا .

وقد أكدت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أنها ستقيم حفل توقيع للكتاب في القاهرة خلال الفترة المقبلة لتعذر وجود دكتور غزالة في الأقصر أثناء فعاليات الدورة العاشرة .

محمد غزاله هو أستاذ مساعد، ورئيس مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت المملكة العربية السعودية، إلى جانب كونه نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لأفلام الرسوم المتحركة (ASIFA)، ومؤسس الفرع الإقليمي للاتحاد الأول في إفريقيا وفي العالم العربي، وعمل غزالة كمحاضر زائر في العديد من أكاديميات الفنون الجميلة والسينما، كما شارك في عدة لجان تحكيم دولية في مهرجانات سينمائية، وأخرج غزالة العديد من الأفلام التي حازت عدت جوائز دولية، منها فيلمه «خف حنين»(2009) الذي الفائز بجائزة أفضل فيلم تحريك أفريقي ضمن جوائز أكاديمية الأفلام الأفريقية (الأوسكار الأفريقي AMAA) في لاجوس / نيجيريا 2010 .

مهرجان الأقصر للسينما الافريقية تقيمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين برعاية ودعم من وزارتي الثقافة والسياحة وبدعم من وزارتي الشباب والرياضة والخارجية ومحافظة الأقصر ونقابة السينمائيين وبرعاية البنك الاهلي وهيئة تنشيط السياحة.

 

المصري اليوم في

03.04.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004