ملفات خاصة

 
 
 

"دفاتر مايا"..

الفيلم الذي يحتاجه لبنان الآن

محمد صبحي

برلين السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

يأتي الفيلم الجديد للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جُريج، "دفاتر مايا"، إنسانياً وعاطفياً من دون أن يفقد بوصلة فنية واضحة وإصراراً على استثمار الوسيط الفيلمي والمصوّر لخلق بانوراما مكثّفة تصل الماضي بالمستقبل، في امتدادٍ وثيق الصلة بنهجه الفني وأسلوبه المجدّد. الحرب والحب منطلقه، يأتي بماضيهما إلى قلب حاضرٍ ساكن، مطلقاً عقال أسئلة رابضة وذكريات مخبّأة. فيلم ذكي وحسّاس عن الذاكرة وإرثها لا يخشى إثارة المشاعر الكبيرة، والأهم أنه لا يفعل ذلك باجترار مجاني للنوستالجيا أو السباحة السهلة في قراءات تبسيطية وساذجة.

يراهن "دفاتر مايا" على بنية كلاسيكية، مع بعض اللمسات الشخصية، لسرد قصته حول فتاة مراهقة تحاول التعرّف على ماضي والدتها من خلال التحقيق في حياتها إبان مراهقتها. موضوع مألوف وعالمي إلى حدّ كبير، يعطيه الثنائي اللبناني خصوصيته الضرورية باعتماد سيناريو وسرد تقليديين تُضاف إليهما تفاصيل غير معتادة في هذا النوع من قصص النضوج.

يبدأ الفيلم من مونتريال، كندا، عشية بداية عامٍ جديد. أليكس (بالوما فوتييه) مراهقة تعيش مع والدتها مايا (ريم تركي)، المنفصلة عن والدها الذي ذهب للعيش في فرنسا. تقضي الفتاة معظم وقتها في الدردشة وإرسال مقاطع الفيديو إلى أصدقائها عبر الشبكات الاجتماعية. أثناء تجهيزها لاحتفالات عيد الميلاد مع جدتها الأرملة (كليمانس صباغ)، يصل صندوق ضخم الى المنزل. الصندوق مُرسل إلى الأم، والجدّة لا تريد لابنتها أن تراه، فتقرر إخفاءه. لكن، بالمصادفة، تعثر عليه مايا، ويهتزّ كيان البيت الوادع، وتقرّر الجدة ترك منزل ابنتها عائدة إلى بيتها في المدينة نفسها. صمت الأم، وذعر الجدّة يثير فضول الابنة، الحفيدة. نساء من ثلاثة أجيال، ثلاث طرق للتعامل مع الماضي. فضول وقمع وحنين.

الصندوق محتشد بدفاتر وتذكارات وأفلام وصور وشرائط كاسيت من سنوات مراهقة مايا البيروتية (تقوم بدورها منال عيسى)، أرسلته عائلة صديقتها المقربة وقتذاك، ليزا، والتي وافتها المنية مؤخراً في فرنسا، حيث هاجرت وأهلها بعد اشتداد وطأة الحرب الأهلية. تُصدم مايا بالخبر المفجع، ويأخذها التأثر أيضاً بلُقيتها القادمة من الماضي، وتقرر حفظ كل شيء بعيداً.

ما في داخل الصندوق هو الفيلم، مجازياً وفعلياً، ولا يبدأ الفيلم انطلاقته الفعلية إلا حين فتحه. في الصندوق، تسكن حياة مايا، ماضيها، ماضي الحرب والحبّ، ذلك الجزء الذي لا تعرفه أليكس عن حياة أمّها. في الثمانينيات، تبادل مايا وليزا الرسائل يومياً، من باريس إلى بيروت، والعكس. ليس فقط الحروف والكلمات، بل كل أنواع الأشياء التي يمكّن تخيُّل قوّتها التعبيرية والتوصيلية في ذلك الوقت. بدافع الفضول والافتتان، تتبع أليكس ترتيب الدفاتر والأشرطة - كلها مكتوبة ومسجلة في الثمانينيات بجماليات ذلك الوقت - وتبدأ اكتشاف أن والدتها، المرأة الصموتة والخاملة، عاشت حياة قاسية في بيروت في تلك السنوات. تخبرها مايا في الرسائل والصور والتسجيلات التي أرسلتها إلى صديقتها عن عشقها الأول وحياتها اليومية والمشاكل والصعوبات التي بدأت تظهر مع صراعات الحرب. دفاتر الملاحظات مليئة أيضاً بأشياء من المحتمل أن تخصًّص لها اليوم تطبيقات إلكترونية: مخططات يومية لمزاج مايا، لائحة الأغاني المفضلة، يوميات فيلمية.

تسرق أليكس الصندوق، تصوّر محتوياته، تقرأ رسائل والدتها حين كانت في مثل سنّها، حتى إنها تتشاركها مع أصدقائها عبر "ماسنجر". بعد ذلك، تستحوذ الدردشات على الشاشة، وبقدر ما أضحى المتفرج على دراية كافية بهذه الطريقة السينمائية حالياً، بفضل عدد متزايد من الأفلام والمسلسلات، لكنها هنا أكثر من مجرد حيلة، لأن الفيلم يشبه الصندوق، ويغدو مزيجاً من مواد ووسائط. يعتمد الفيلم في مواده الخام، المتنوعة والوفيرة، على ذكريات ومقتنيات شخصية لجوانا حاجي توما، وإضافات أخرى كثيرة، من دون أن يعني ذلك رواية سيرتها أو سيرة حياة محدّدة، وهذا واحد من مكامن جماله وقوّته. فهو بالنسبة لمايا، فيلم عن المنفى، عن الأرواح المتروكة في قلب جحيم أهلي واستعادتها من جديد خارج مكانها الأول، عن الذاكرة والوسائط التي نستخدمها لمساعدتنا على طول الطريق. وبالنسبة لأليكس، هو فيلم عن مدى صعوبة تخيُّل حياة الوالدين في مثل عُمرنا. وهذا الأخير هو ما يحرّك الفتاة، التي تغوص في ماضي أمّها مثل سلسلة تلفزيونية تتابعها بشغفٍ ونهم.

وهو فيلم حرب أيضاً، بالتقليد اللبناني الشائع سينمائياً، لكنه مختلف كثيراً بتوليفه بين متناقضات زمانية ومكانية ومزاجية، يراوح بينها ويمزجها، بوسائط مختلفة وتكنيكات مفارقة، لاستكشاف التاريخ الشخصي وإخبار رواية أكبر عن زمنٍ مفقود في عمر بلد مضطرب. لم يكن في لبنان الثمانينيات حرب فقط، بل حُبّ أيضاً. رجاء الجميل (حسن عقيل)، الذي أحبته مايا، كان ميليشياوياً يسارياً بطريقة مثّلت مشكلة لعائلتها، فيما والدها، محايد من دعاة السلام ومعارضة تصعيد الصراع. لا ينحاز الفيلم لأي طرف أو فريق، وبدلاً من الإسهاب في توضيح محدّدات الصراع (لا يأتي أبداً على ذكر إسرائيل أو منظمة التحرير أو أي ميليشيا لبنانية)، يستثمر الفيلم طاقاته وأدواته في التركيز على إمكانية تصالح المرء مع تاريخه، بمعالجة صدمات الماضي وصراعات الأجيال فيما يتبنّى قيمة الحفاظ على ذلك الماضي للأجيال الآتية.

في واحد من أجمل مشاهد الفيلم، يعود مايا ورجاء من حفلة موسيقية صاخبة، يخوضان ليل بيروت على دراجة نارية. القنابل تتساقط على المدينة، محدثة دماراً يحيق بالعاشقين الشابّين، لكن لا خوف عليهما. لا صورة واقعية، ولا ذاكرة ملموسة، بل هروب من الموت إلى الحياة. تستحوذ الحرب على الذاكرة نفسها، ولا تزال تلوّن كل صورة، لكنها تصبح، حين إشباع هذه الصورة بالحُبّ؛ لعبة نارية رومانسية في سماء الليل. وهكذا يبالغ الفيلم في تضخيم الذاكرة الملموسة لتوضيح عمل الذاكرة نفسها: كيف تكثّف الأشياء، وكيف تخضع لمحفّزات إطلاقها.

في ذلك كله، "دفاتر مايا" فيلم جميل وملهم ومدهش، لا يرهق نفسه ولا متفرجه رغم قسوة حكايته، بل يتنفّس ويبتسم في كل لحظاته. يستفيد من طبيعته الروائية ليوثّق ويروي قصصاً، هنا والآن وغداً. يتكئ على بناء تقليدي ليتمّمه بطرق مبتكرة وفعّالة وذكية. يرمي أوراقاً ثم يعود ليجمع الخطوط معاً، نحو وصال شخصي وأهلى، لمّ شمل يحتاجه البلد الآن أكثر من أي وقت مضى.

(*) عُرض ضمن فعاليات المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي.

 

المدن الإلكترونية في

12.03.2021

 
 
 
 
 

«ع أمل تجي» ينافس في «برلين السينمائي»

اختير للمشاركة في قسم البانوراما للدورة الـ 71

بيروت: فيفيان حداد

يبدو أن أخبار السينما هي وحدها التي تحمل الأمل في هذه الأيام إلى اللبنانيين. فدخول أكثر من عمل لبناني في مهرجان برلين السينمائي، ينعكس إيجاباً على المواطن، الذي باتت همومه ومشكلاته تصلح لصناعة أفلام سينمائية طويلة.

فبعد الإعلان عن دخول فيلم «دفاتر مايا» للمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج هذه المسابقة، فيلم سينمائي لبناني آخر يدخل على خط المنافسة للمخرج اللبناني جورج بربري بعنوان «ع أمل تجي».

وهذان الفيلمان لا يشكلان وحدهما الخبر المنتظر لدى المهتمين بهذه الصناعة في لبنان. فالمخرجة إليان الراهب ستشارك أيضاً في المهرجان المذكور ضمن قسم «البانوراما» من خلال فيلمها «حرب ميغيل». وكذلك الأمر بالنسبة لهايج إيفازيان الذي يدخل مهرجان برلين الدولي في عرض فيديو تشكيلي له بعنوان «كل نجومك تضع التراب على حذائي». وتأتي مشاركته ضمن قسم «المنتدى الموسع» في دورته الـ16 التي تحل في الدورة الـ71 في المهرجان المذكور.

يتناول فيلم «ع أمل تجي» مرحلة الانتقال من الشباب إلى الرجولة مع حيثيات وتفاصيل الجوانب العاطفية التي ترافقها. مدة الفيلم 86 دقيقة وهو الأول لمخرجه وكذلك لمنتجتيه رين سمعان وكريستيل يونس عبر شركتهما «bee on set productions». أما فريق التمثيل فيتألف من عدنان خباز وإتيان عسل وإلياس سعد وجان بول فرنجية وفيروز أبو حسن وثريا بغدادي.

ويحاول المخرج اللبناني جورج بربري المولود في الأرجنتين، الإضاءة من خلال عمله هذا على فترة عمرية انطلاقاً من تجربته الخاصة. فهو يرى أنه لمس حاجة لتناول هذا الموضوع لأنه على اقتناع بأن الكثير من الشبان يمرون بها والمقصود فيها تسليط الضوء على عدم معرفة مواجهة الحياة في هذه المرحلة.

يتألف فريق الفيلم بمجمله من الشباب اللبناني المتعطش لترجمة طموحاته في عمل ناجح. فكما المخرج بربري (32 سنة)، كذلك الأمر بالنسبة لمنتجتيه كريستيل ورين والممثلين، الذين تركوا أعمالهم في الحياة للتفرغ للفيلم. وتقول كريستيل يونس في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «يعد الفيلم باكورة أعمالنا الإنتاجية رين وأنا. وتحمسنا كثيراً للقيام بهذه الخطوة بعدما اطلعنا على قصة الفيلم التي لم يسبق أن تم تناولها في عمل سينمائي لبناني. فأن نبدأ رحلتنا المهنية مع عمل رُشح لدخول مهرجان برلين السينمائي لهو إنجاز كبير نفتخر به».

سيطل الفيلم في عدة مهرجانات سينمائية أخرى عربية وغربية، وتوضح يونس: «لن يرى النور في الصالات قبل نحو عام. وفي هذا الوقت سيشارك في مهرجانات عديدة في المغرب والإمارات العربية وتورونتو وغيرها».

صُور الفيلم في مدة 11 يوماً بينها 4 أيام خصصت للعمليات التقنية التي تغلفه. اختار المخرج بلدته الأم البترون لتصوير مشاهده متخذاً من بحرها محوراً أساسياً. وتعلق كريستيل: «رغب جورج في التركيز على البحر بشكل عام للإشارة إلى مدى انغلاقنا ومحدودية أفكارنا، مقابل مساحة زرقاء واسعة لا حدود لها، كان يجب أن تنعكس علينا بشكل إيجابي أكبر، وتفتح أعيننا على أمور الحياة بأسلوب أوسع».

مؤسسة «آفاق» التي تبرعت للمخرج بمبلغ 25 ألف دولار شكلت مساهمتها هذه حجر الأساس الذي كان ينتظره بربري للانطلاق بالفيلم. وتقول يونس: «هو مبلغ رمزي ولكنه كان كافياً لتحفيزنا وللانطلاق بالعمل. وجميع الذين شاركوا في الفيلم مشكورون لأنهم بمثابة متطوعين. فحماسهم وحبهم للبنان دفعهم للقيام بهذه الخطوة من دون مقابل. فهو عمل سينمائي يشبهنا ويخاطبنا بلسان حالنا، وحواراته تدور بلغتنا الشعبية، التي نستخدمها في يومياتنا. فكان من الجميل جداً أن نقدم منتجاً لبنانياً يعرف عنا كلبنانيين، وعن أحلامنا وتطلعاتنا المستقبلية. فإنتاجه لم تسكنه حسابات مادية بل مهارات فنية نريد أن نسلط الضوء عليها عربياً وعالمياً».

وتشير يونس الذي يلمس محدثها حماسها وتفاؤلها بالفيلم إلى أن «كل ما يدور حولنا لا يسمح لنا بأن نحلم ونتوقع الكثير. ولكننا وعلى عكس ذلك فإننا كفريق عمل متفائلون، ونأمل أن يحقق الفيلم الكثير من النتائج الإيجابية».

وعن سبب إطلاق اسم «ع أمل تجي» على الفيلم تقول يونس، «يحمل الفيلم ثلاثة عناوين بالفرنسية والإنجليزية والعربية. ورغبنا في عنوانه العربي استخدام هذه العبارة التي نرددها كثيراً في يومياتنا. كأن نقول (ع أمل يجي الفرج) أو (يجي الخير)، وما هنالك من عبارات تشبهها. فنحن شعب لا يموت رغم كل الأزمات التي يمر بها. نتطلع إلى الغد بعين مشرقة متأملة وطامحة لا شيء يمكن أن يهز عزيمتنا».

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الذي يرتكز على أبطاله، الشباب الأربعة، يحاول مخرجه بربري أن ينقل أفكاره الشخصية إلى المشاهد من خلال الممثل الرئيس للفيلم إتيان عسل. وتشرح يونس: «ما نعنيه هنا هو أن المخرج يحضر في مجمل الفيلم من خلال خلفية صوتية للممثل الرئيس ضمن تعليقات له على مشهد معين. وهو أراد بذلك أن يوصل رسالة أساسية محورها عدم ممارسة الحكم المسبق على الآخر. فلا يمكن لأحد أن يعرف خلفية وتركيبة ومعاناة شخصيات نلتقي بها.

وهذه التعليقات التي تجري ضمن مشاهد من الفيلم يمكنها أن تبرز تقلبات الحياة، ومفاجآتها وتناقضاتها وانعكاساتها على صاحبها. فتصبح الصورة عنه أكثر وضوحاً بحيث يولد الفيلم عندنا الشعور بضرورة إعطاء الآخر الفرصة بدل أن نصدر عليه أحكاماً سابقة».

 

الشرق الأوسط في

16.03.2021

 
 
 
 
 

كلويه جاو... مخرجة صينية تلمع في عوالم هوليوود

(فرانس برس)

باتت مخرجة فيلم "نومادلاندكلويه جاو حديث الساعة في هوليوود من خلال الجوائز التي فازت بها والترشيحات التي حصلت عليها، وفي جعبة هذه الشابة المولودة في بكين ولكن المفتونة بالغرب الأميركي، فيلم توشك على إنجازه عن أبطال عالم "مارفل" الخارقين.

وقد رُشحت السينمائية المستقلة البالغة 38 عاماً، يوم الاثنين الماضي في أربع فئات خلال المنافسة النهائية لجوائز الأوسكار، أبرزها فئتا أفضل فيلم وأفضل مخرج، بفضل فيلمها الذي يدور حول قصة أميركيين مسنين يجوبون الولايات المتحدة في سيارات تخييم ويعيشون في ظروف قاسية للغاية أحياناً.

وبعدما خرجت منتصرة في حفل "غولدن غلوب" نهاية فبراير/ شباط، باتت كلويه جاو أول امرأة تنال أربع ترشيحات لجوائز الأوسكار في العام نفسه.

وعلقت المخرجة في بيان أرسلته لوسائل الإعلام الأميركية "ألف شكر لنظرائي في أكاديمية (الأوسكار) على تقديرهم لهذا الفيلم العزيز على قلبي".

ومن خلال فيلم "نومادلاند" بمشاهده الملتقطة في المساحات الصحراوية والبرية في ولايتي داكوتا الجنوبية ونبراسكا، تعلن الفنانة الصينية مرة جديدة حبها لبلدها بالتبني بمساحاته الرحبة الشاسعة.

وهي كانت قد غاصت قبل سنوات في حياة السكان الأصليين في داكوتا الجنوبية، مع فيلمها الأول "سونغز ماي براذرز توت مي" عن مراهقة تحلم بمغادرة محمية باين ريدج.

ووقعت على صور لهذه الأرض التابعة لقبائل ليوتا خلال دراستها السينما في نيويورك، ما دفعها إلى إطلاق مشروع يقوم على "سرد قصة قد تحسن الأمور" لهؤلاء،  على ما قالت المخرجة في مقابلة نشرتها أخيراً مجلة "نيويورك ماغازين".

وحقق هذا العمل نجاحاً في بعض المهرجانات، لكن المخرجة دخلت عالم الشهرة من الباب العريض بعد سنتين من خلال فيلم "ذا رايدر" الذي تدور أحداثه في محمية باين ريدج ومتنزه بادلاندز الوطني المجاور.

ويستعيد العمل عنصراً مركزياً في أفلام جاو يقوم على الاستعانة بممثلين غير محترفين يؤدون شخصيتهم الخاصة من دون تكلف.

وهي قالت لمجلة "نيويورك ماغازين": "لست من نوع كتاب السيناريو والمخرجات اللواتي يستطعن إيجاد شخصيات بمفردهن في غرفة مظلمة".

وفي "ذي رايدر"، تتبع كلويه جاو قصة راعي بقر حقيقي يدعى برادي جاندرو كان يرفض ترك حلبات الروديو رغم تعرضه لإصابة خطرة في الرأس تهدد حياته.

وفي "نومادلاند"، نجحت السينمائية في إقناع النجمة السينمائية فرانسس ماكدورماند التي أُعجبت بأفلام جاو ورؤيتها، بالاستلهام من مسيرتها الفعلية لأداء شخصية امرأة تعيش حياة ترحال تحمل اسم فيرن.

وقالت كلويه جاو لوكالة فرانس برس بعد فوزها في حفل "غولدن غلوب": "إذا ما كان ذلك يعني أن مزيداً من الناس سيُعجبون بالشخصيات التي لا تعيش في منازل كلاسيكية ولديها أسلوب حياة غير نمطي، فإنهم سيكونون سعداء جداً".

ولفتت إلى أن "التقدير الذي نحظى به والانتباه الذي سيثيره ذلك لمجتمع الرحّل، أظن أنه أمر رائع".

وكانت كلويه جاو المولودة في بكين، واسمها الأصلي جاو تينغ، قد غادرت الصين في سن المراهقة للانضمام إلى مدرسة داخلية إنكليزية، قبل الانتقال لمتابعة دراستها في لوس أنجليس ثم في نيويورك حيث تتلمذت خصوصًا على يد سبايك لي.

وحصدت المخرجة الثناء منذ أولى نجاحاتها في بلدها الأم، حيث وُصفت بأنها "مفخرة" وطنية. لكنها تعرضت لحملة صينية مركزة بعد نبش مستخدمين للإنترنت تصريحات نُسبت لها خلال مقابلة مع مجلة أميركية سنة 2013 تضمنت انتقادات لبلدها الأم.

ووصل الأمر ببعض القوميين الصينيين إلى وصفها بأنها "خائنة"، في جدل من شأنه تقويض حظوظ عرض فيلم "نومادلاند" في الصين.

وتقيم السينمائية حالياً في مدينة أوجاي الريفية الصغيرة في كاليفورنيا على بعد حوالى 150 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من لوس أنجليس.  وهي تعيش مع شريك حياتها البريطاني- وهو أيضا سينمائي- وكلبين.

وتدخل كلويه جاو قريباً بقوة عالم الإنتاجات الهوليوودية الضخمة، إذ أخرجت فيلم "إترنلز" من عالم "مارفل" ويضم كوكبة من النجوم بينهم أنجيلينا جولي وسلمى حايك. ومن المقرر طرح هذا العمل في الصالات بحلول نهاية العام الجاري.

وفي مؤشر إلى شغف صانعي السينما بجاو، أفيد الشهر الماضي بأن استوديوهات "يونيفرسال" ستوكل إليها إخراج نسخة استشرافية من أفلام "دراكولا" مستوحاة من أجواء الغرب الأميركي.

 

العربي الجديد اللندنية في

17.03.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004