ملفات خاصة

 
 
 

حفل توزيع جوائز الأوسكار اليوم يشبه عودة البطل

بالم سبرينغز: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

هل هناك من فيلم من بين الثمانية المرشحة هذا العام يستحق الأوسكار كأفضل فيلم فعلاً؟ كل فيلم من تلك المتسابقة صوب جوائز اليوم، فيه عناصر جيدة. هذا مفهوم، لكن هل بينها فيلم من القوة بحيث يقلل من فرص الأفلام الأخرى ويخرج فائزاً؟

استنتاجاً، هل التوقعات مهمة؟ أليست هي المرة الثالثة والتسعين التي يتم فيها توزيع هذه الجوائز؟ ألم يحن الوقت لاعتبارها فعلاً تقليدياً؟ وهل صحيح ما يذهب إليه بعض النقاد والمتابعين من أن الأوسكار فقد قيمته وبالتالي لا أهمية للتوقعات؟

الحال أن التوقعات ليست لعبة تنبؤات يأمل عبرها الكاتب أن تفوز توقعاته أكثر مما يهمه الفائز فعلاً لكي يُشير إلى قرائه بأنه توقع ذلك وما توقعه تحقق. الأوسكار، لمن شاء أو أبى، هو أكبر جوائز العالم بالنسبة للسينما. هناك جوائز أخرى من «غويا» الإسبانية إلى الحصان الذهبي الصيني ومن «بافتا» البريطانية إلى «السيزار» الفرنسي، مروراً بجوائز «غولدن غلوبز» وحلقة نقاد لندن ونحو 70 مؤسسة نقدية حول العالم توزع جوائزها المشابهة، لكن متابعي المناسبات السنوية الأهم من بينها هم من مواطني البلاد التي تُقام فيها أولاً، ومن النقاد والصحافيين السينمائيين الذين يولون اهتماماً بهذا التقليد كما يولون اهتمامهم بالأفلام المتسابقة وصانعيها.

الأوسكار هو أكثرها شيوعاً وأكثرها انتشاراً والأفلام والشخصيات التي تربح الجائزة الشهيرة هي من بين أكثر الأفلام تعرضاً للمشاهدة سواء في صالات السينما (مع الأخذ بعين الاعتبار ما مرت به خلال الأشهر الاثنا عشر الماضية) أو غرف المنازل.

هذا لا يمكن تجاهله لمجرد أن البعض ينظر بفوقية إليها وبالقدر ذاته إلى التوقعات كما لو كانت لعبة زهر، بينما هي فرصة للنظر إلى الأفلام ذاتها والمواهب التي أنتجتها وحركتها وأوصلتها إلى ما وصلت عليه داخل وخارج حلقات الجوائز.

- وجهات نظر

شهدت حفلات الأوسكار في السنوات العشر الأخيرة تراجعاً في حجم المشاهدين. لا يزال يُقدر بعشرات الملايين في الولايات المتحدة وخارجها، لكن الاهتمام تبعثر خلال العقد الماضي على الأخص بعدما أخذت المناسبات الأخرى التي تسبق الأوسكار إعلان نتائجها مما يلبي الفضول ويسرق الاهتمام الذي عرفه الأوسكار من قبل.

هذا لجانب أن الأفلام لا تختلف بين ما هو متنافس منها على الـ«غولدن غلوبز» أو على الـ«بافتا» أو على أي من الجمعيات الأخرى. حين يصل الوقت للأوسكار الكامن في آخر الصف، فلا شيء يبقى، بالنسبة لقطاع كبير من المشاهدين، أكثر من الهالة التي صاحبته طوال تاريخه.

هذا العام كانت هناك مشكلة أخرى هي الوباء الذي تمدد حول العالم. والمناسبات السنوية جميعاً، من جوائز سيزار و«الاتحاد الأوروبي» و«بافتا» وسواها عانت انحساراً في حجم المتابعين كونها لم تعد الحفلات التي تثير الفرجة كما كان حالها من قبل. كل حفلة اعتادت على حشود الحاضرين والصالات الممتلئة عن آخرها بنجوم السينما وبأسماء الكبار من العاملين فيها، اكتفت باستعارة قنوات التكنولوجيا لإثبات أنها ما زالت حية. هذا ليس أمراً يُثير الفضول وحب المتابعة.

الأوسكار سيبقى الأوسكار رغم ذلك. إذا ما حدث تقلص في عدد المشاهدين هذا العام فإنه لن يكون مؤثراً، بل قابلاً للاستيعاب ومفهوم الأسباب. الأكثر من ذلك، هو أن هناك احتمالاً في أن يحافظ حجم المشاهدين على ما كان عليه سابقاً لذات الأسباب الداعية لترقب انحسار العدد بنسبة ما. لنقل إنها عودة البطل. شيء مثل انتصار مل غيبسون في الموقعة الأخيرة من «قلب شجاع».

- نوعان من الأفلام

يمكن تقسيم الأفلام الثمانية إلى نوعين هذه السنة: قسم يدور حول تجارب شخصية وقسم ما زال يدور حول تجارب شخصية إنما على خلفية نقد اجتماعي يتسلل عبر المفادات التي تحملها تلك الأفلام. على الصعيد الشخصي البحت هناك «الأب» لفلوريان زَلر و«امرأة شابة واعدة» لإميرلد فَنل و«صوت المعدن» لداريوس ماردر.

الأفلام الأخرى جميعاً وهي «جوداس والمسيح الأسود» لشاكا كينغ و«مانك» لديفيد فينشر، و«ميناري» للي أيزاك تشونغ و«نومادلاند» لكلووي زاو. و«محاكمة شيكاغو 7» لآرون سوركن. هي أفلام قضايا تتعلق بأميركا أولاً. بلد الحلم الكبير والواقع المعاكس له.

المشاكل الشخصية في الأفلام الثلاثة الأولى (وأفضلها إخراجاً هو «الأب» بلا ريب) تبحث في الفرد أمام أزمته الشخصية: رجل تلتبس الوقائع في باله فيلج الخيال أكثر مما يعيش في الواقع، امرأة تقرر الانتقام من الرجال بطريقتها الخاصة وموسيقي يفقد السمع ويواجه نوعاً جديداً من الحياة.

عادة ما يهتم أعضاء الأكاديمية بالشخصيات التي تُعاني عللاً وأمراض. ليس هذه المرة. الفيلم جيد وكفى. لا يتجاوز إمكانيات محدودة لمخرجه. لكن بسبب هذا المنحى ولأنه من بين أفضل الأفلام المرشحة فإن «الأب» يقف - قبل ساعات قليلة من إعلان النتائج - على بعد خمسة أمتار من المنصة.

لكي يفوز عليه أن يتجاوز عقبة اسمها «نومادلاند» الذي تلقي فيه بطلة الفيلم نظرة اتهامية على أميركا التي تعرفها وتلجأ إلى تلك المنفتحة على طبيعة هي ليست، باختيار المخرجة زاو، بديعة كفاية لكنها حرة أكثر مما هو متاح في المدن. «ميناري» يواكبه من باب خلفي. حكاية عائلة أميركية من أصول كورية تستجيب لرب الأسرة وتترك المدينة إلى مزارع في وسط أميركا. أول رد فعل من الزوجة هو خيبة أمل والفيلم يوازي بين أمل الأب في توطين نفسه ومستقبله في الزراعة والبقاء بعيداً عن المدينة، وبين الأم - الزوجة التي تحن إلى ما تحفل به المدن من أنواع حياة. في الفاصل الضيق بين هذين المفهومين نظرة على حلم أميركي لم يتحقق في المدن فلم سيتحقق في الأرياف؟

«جوداس والمسيح الأسود» هو أكثر الأفلام المذكورة حدة. مأخوذ مثل «محاكمة شيكاغو 7» عن أحداث حقيقية لكنه أقوى مضموناً وأكثر وضوحاً في هدفه: خطة الأف بي آي للنيل من ناشط أسود منتم إلى جماعة «الفهود السود» لإسكاته (سجناً في بادئ الأمر ثم قتلاً). في المقابل لعب على وتيرة دراما المحاكمات التي من بينها، كذلك، شخصية رجل أسود لا علاقة له بالمظاهرات التي شهدتها مدينة شيكاغو احتجاجاً على حرب فيتنام.

أما «مانك»، فهو يدلف من البحث في مرحلة من حياة كاتب السيناريو هرمان مانكويتز إلى محاولة تجريد هوليوود الأربعينات من بعض أنوارها. يتعاطى فيلم ديفيد فينشر مع المؤسسات السينمائية ومالكيها وسياساتها خلال سنوات البؤس الاقتصادي ومواقفها غير المتجانسة حيال النازية وما يقع لليهود من إجحاف في الوقت الذي يتبوأ اليهود في هوليوود قمم تلك المؤسسات.

- مسابقات أساسية

بناء على ما سبق يمكن وضع خريطة لما ستخرج به حفلة يوم غد من نتائج استناداً إلى تحليلات موضوعية مفادها أن العديد من الجوائز، في الإخراج أو الكتابة أو التمثيل، مرتبطة بعضها ببعض.

> أفضل فيلم:

- الأكثر ترجيحاً: «نومادلاند».

- المنافس الأول: «الأب».

- الحصان الأسود: «محاكمة شيكاغو 7» (احتمال ضئيل).

- لماذا؟: لكل ما سبق، يقف «نومادلاند» على أرض صلبة بالإضافة إلى أن مخرجته امرأة وستكون من المرات النادرة التي يفوز بها فيلم من إخراج أنثى بالأوسكار، آخر مرة كاثرين بيغلو عن The Hurt Locker في حفل 2009.

> أفضل فيلم عالمي (أجنبي):

- الأكثر ترجيحاً: «دورة أخرى» Another Round دنمارك»

- المنافس الأول: «كيو فاديس، عايدة Que Vadis Aida بوسنيا»

- الحصان الأسود: «الرجل الذي باع ظهره» (تونس)

- لماذا؟ نبدأ بالحلقة الأضعف: الفيلم الروماني «جمعي (Collective) «هو فيلم تسجيلي ولا أدري لماذا تم ترشيحه هنا، لكن المؤكد هو أنه لن يفوز على «دورة أخرى» الذي سبق وأن حاز جوائز عدة عن كل منافسة ظهر فيها. الفيلم الصيني «أيام أفضل» هو جيد إلى حد التنافس وليس لحد الفوز. حكاية بطلة الفيلم الشابة التي تستعين بشاب أكبر منها سناً للدفاع عنها ضد المتحرشات بها شبيه، من زاوية الوضع الإنساني البحث بالفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره». فيلم كوثر بن هنية هذا وفيلم «كيو فاديس، عايدة» يشتركان في أنهما ثقيلا الوطأة. جيدان (وفيلم ياسميلا زبانيتش أفضل إخراجاً من الفيلم التونسي) لكن حظيهما في الفوز مضمحلة بوجود فيلم «دورة أخرى» لتوماس فنتربيرغ. هذا لا يتجاوزهما في إجادة التنفيذ لكنه أكثر جاذبية منهما.

> أفضل إخراج:

- الأكثر ترجيحاً: توماس ڤنتربيرغ عن «دورة أخرى».

- المنافس الأول: كلووي زاو عن «نومادلاند» (بفارق ضئيل)

- الحصان الأسود: ديڤيد فينشر عن «مانك».

- لماذا؟ برهنت المخرجة إميرالد فَنل عن أنها كاتبة أفضل منها مخرجة في «امرأة شابة واعدة». الكوري الأصل لي أيزاك تشونغ يشترك معها في أنه جديد وفيلمه الجيد ليس إعجازاً. فينشر هو الوحيد بين الجميع الذي صنع فيلماً بالتقاليد المتداولة وهو حصان أسود لأنه قريب من فيلمي زاو وفنتربيرغ تبعاً لتوقعات بعض أعضاء الأكاديمية أنفسهم. بالنسبة لزاو هي بالتأكيد ذات أسلوب (سبق لها وأن مارسته بنجاح أقل في أفلامها السابقة) لكن إدارة أربع شخصيات (يشتركون في الصداقة والزمالة ومهنة التعليم) لغاية الشرب فقط في موقع واحد هو المعاكس الصعب لكل ما هو معروض هنا. لكن هنا ما يجمع المخرجة زاو مع المخرج فنتربيرغ: قدرة كل منهما على خلق أهمية قصوى من المكان مغلقاً كان أم مفتوحاً. كذلك تبعية ما إذا كان فوز أحدهما بجائزة في مجال آخر (أفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبي) سيُعتبر لدى المحكمين سبباً في الاختيار. هذا حدث سابقاً في مرات دون أخرى.

> أفضل تمثيل رجالي أول:

- الأكثر ترجيحاً: شادويك بوزمن عن «مؤخرة ما رايني السوداء” Ma Rainey’s Black Bottom

- المنافس الأول: أنطوني هوبكنز عن «الأب»

- الحصان الأسود: غاري أولدمن عن «مانك»

- لماذا؟ هناك سببان يوعزان بأن الأوسكار سيُمنح لممثل راحل وليس لممثل حي. هذا الممثل هو شادويك بوزمن. الأول أنه أداء رائع بمقاييس مهنية وإبداعية عدة. والثاني أنه قام بأداء دوره من دون أن يعلم أحد أنه مريض بالسرطان. هذه المعادلة بين الإجادة والتحية العاطفية لا يمكن ضحدهما في عمليات فرز الأصوات. لكن ربما كانت المفاجأة الكبيرة هي أن يجتاز أنطوني هوبكنز تلك الأمتار القليلة التي تفصله عن المنصة حاملاً معه خبرة رجل في الثالثة والثمانين سنة أدى دوراً صعباً بسهولة شرب كوب من الماء. غاري أولدمن جيد الأداء لكنه أكبر سناً مما كان عليه هرمان مانكويتز. قد يلعب هذا العنصر دوراً في إقصائه لكن الأساس هو أن القوة التي يجسدها كل من بوزمن وهوبكنز لا يمكن إغفالها. يبقى ريز أحمد عن «صوت المعدن» وستيفن يون عن «ميناري». لن يصلا.

> أفضل تمثيل نسائي أول:

- الأكثر ترجيحاً: فيولا ديفيز عن «مؤخرة ما رايني السوداء».

- المنافس الأول: فرنسيس مكدومند عن «نومادلاند».

- الحصان الأسود: كاري موليغن عن «امرأة شابة واعدة».

- لماذا؟ أندرا داي عن «الولايات المتحدة ضد بيلي هوليدا» و«فنيسا كيربي» عن «أجزاء امرأة» جيدتان طبعاً لكنهما لن يفوزا لأن المنافسة الشديدة خارج إطارهما. هي بين فيولا وفرنسيس بالدرجة الأولى وعلى نحو قريب كاري موليغن. أجازف هنا بالتوقع بأن تفوز فيولا وذلك بناء على قوة الحضور ودرجة التشخيص العليا لدور المغنية التي تبحث عن الاحترام وإثبات الوجود. لكن فرنسيس لا يستهان بها رغم أنها تتموضع في حالة واحدة طوال الفيلم.

كذلك من الدلائل المهمة أن فيولا ديفيز وليس فرنسيس مكدورمند هي من فازت قبل أسابيع قليلة بجائزة أفضل ممثلة من جمعية الممثلين الأميركية. معظم الأعضاء هناك أعضاء في أكاديمية العلوم والفنون السينمائية موزعة الأوسكار. والممثلون - عموماً - النسبة الغالبة من أعضاء الأكاديمية.

* أفضل تمثيل رجالي مساند:

- الأكثر ترجيحاً: دانيال كييويا عن «جوداس والمسيح الأسود».

- المنافس الأول: لاكيث ستانفيلد عن الفيلم ذاته.

- الحصان الأسود: حصانان: بول راسي عن «صوت المعدن» ولسلي أودوم جونيور عن «ليلة في ميامي» One Night in Miami

- لماذا؟ المفترض أن فيلم «جوداس والمسيح الأسود» مروي من وجهة نظر لاكيث ستانفيلد في دور عميل الـ«إف بي آي»، الذي صاحب رئيس الفرع المحلي للفهود السود وتسبب في اغتياله. لكن المخرج تجاوز هذا الافتراض عندما ركز (ومعه الحق) على الدور الذي لعبه كالييويا. بحسب عدد المشاهد فإن كالييويا يكاد أن يكون بطل الفيلم ومكانه المنافسة في سباق أفضل تمثيل رجالي أول. مهما يكن هذه المرة الأولى التي يتنافس فيها أفرو - أميركيان وجهاً لوجه. بول راسي له حظ وفير في أن يكون المفاجأة غير المتوقعة. لكنه حظ لا أكثر. الباقيان هما لسلي أودوم جونيور، وهو أفرو أميركي آخر (لأول مرة أيضاً ثلاثة أفرو - أميركيين في المنافسة معاً) وذلك عن دوره الجيد في «ليلة واحدة في ميامي». هناك فرصة تتراءى من احتمال التضحية بكل من كالييويا وستانفيلد مقابل دفع أودوم للفوز. المرشح الخامس، ساشا بارون كووَن عن دوره الصغير والخالي من الإبداع في «محاكمة شيكاغو 7» هو مزحة ثقيلة ستنتهي على أرض التاريخ.

أفضل تمثيل نسائي مساند:

- الأكثر ترجيحاً: أوليفيا كولمن عن «الأب» وغلن كلوز عن «مرثاة المتخلفين” Hillybilly Eleggy

- المنافس الأول: كولمن وكلوز أيضاً

- الحصان الأسود: يو - جونغ يون عن «ميناري»

- لماذا؟ ترشيحات هذه الفئة بصعوبة ترشيحات فئة الممثلات في أدوار أولى وصعوبة فئة الممثلين الرجال في الأدوار الأولى. أساساً لدينا ممثلة رُشحت سبع مرات سابقة (بدءاً من سنة 1983) ولم تفز بعد، هي غلن كلوز وهذا الدور الذي تؤديه بطلاقة في «مرثاة المتخلفين» لا يجب أن يمر عابراً بلا فوز وإن فعل فإن خسارته ستكون بحفنة أصوات. كولمن لعبت دوراً جيداً في «الأب» ولو أنها ربحت عن دورها في المسلسل التلفزيوني «التاج» أكثر مما نالته عن «الأب». يو - جونغ يون لديها مشهدان رائعان أو ثلاثة في «ميناري» تستعرض الموهبة المستوطنة في ذاتها. الحلقة الأضعف ماريا بكالوفا (وقد أكون مخطئاً في درجة الضعف) عن دورها في «مورات 2» وأماندا سيفرايد في «مانك».

مسابقات أساسية أخرى

* السيناريو المكتوب خصيصاً:

- الأكثر ترجيحاً: إميرالد فَنل عن «امرأة شابة واعدة»

- لماذا؟ ربحت قبل في مطلع هذا الشهر جائزة جمعية الكتاب الأميركية. هذا سيتكرر هنا ولو أن أصواتاً عديدة قد تتجه إلى «محاكمة شيكاغو 7» لكنها لن تتجاوز تلك التي ستذهب إلى تجربة فرد عوض عن تجارب مجموعة. الأفلام الأخرى: «يناري» خال من الحدث، «صوت المعدن» ضعيف الكتابة و«جوداس والمسيح الأسود» أفضلها لكن التوجه سيكون لدراما عاطفية وليس لفيلم سياسي.

* السيناريو المقتبس:

- الأكثر ترجيحاً: «نومادلاند»

- لماذا؟ مرة أخرى المنافسة هي بين هذا الفيلم وفيلم «الأب». إذا ما أخطأ ترجيحي هنا فسيكون ذلك بسبب «الأب»، خصوصاً إذا ما خسر هذا الفيلم في المسابقات الأخرى. هناك فيلمان مقتبسان عن مسرحيات هما «الأب» و«ليلة واحدة في ميامي» وكلاهما موجودان في هذه المسابقة، لكن إبداع الإخراج أعلى من إبداع الكتابة بقليل. «النمر الأبيض» هو حصان أسود في هذه المسابقة لكن الفيلم غير مرشح في أي مسابقة أخرى لذلك لن يفوز هنا. الفيل الخامس هو «بورات 2». تسعة كتاب شاركوا في وضع السيناريو. هذا كافٍ لاستبعادهم جميعاً.

* التصوير:

- الأكثر ترجيحاً: «مانك»

- لماذا؟ حظوظه الأخرى محدودة لكن أساساً بسبب تصويره البديع (بالأبيض والأسود) ووقوف «جمعية المصورين الأميركية» وراءه إذ منحته جائزتها. قام بتصويره إريك ميسرشميت وهناك مقال رائع في مجلة الجمعية (اسمها Aerican Cinematography) عما حاول مدير تصويره فعله وأنجزه. لا يمكن إغفال تصوير جوشوا جيمس رتشردس في «نومادلاند» والمنافسة هي بينهما في الأساس. الباقون شون بوبيت عن «جوداس...» جيد لكنه ليس منافساً صلباً، داريوش ولسكي عن «أخبار العالم»، مقبول فقط وفيدون بابامايكل عن «محاكمة شيكاغو 7» (عادي).

* الفيلم التسجيلي:

الأكثر ترجيحاً: «أستاذي الأخطبوط My Octopus Teacher

- لماذا؟ تمس كل الأفلام التسجيلية المشاركة هنا («تايم»، «جمعي»، «معسكر المعاقين»، «العميل المندس (The Mole Agent)» و«أستاذي الأخطبوط» القلوب بسبب مواضيعها الإنسانية المختلفة. لكن «أستاذي الأخطبوط» يختلف عن أترابه في أنه يتحدث عن علاقة غير متداولة بين غطاس وأخطبوط لجانب كونه جيد التنفيذ على نحو استثنائي.

 

الشرق الأوسط في

25.04.2021

 
 
 
 
 

أوسكار 2021 يذكر الجمهور بحفلات ما قبل كورونا

"فيسبوك" يدخل عالم جوائز السينما والسجادة الحمراء استقبلت كبار النجوم وحضور باهت للكمامات

حميدة أبو هميلة كاتبة

على ما يبدو أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأميركية قد ربحت الرهان، حيث أن سهرة أوسكار 2021 تعتبر أول حفل كبير لتوزيع جوائز السينما في زمن وباء كورونا تظهر بشكل يشبه الحفلات المعتادة، وإن كان ينقصه الكثير، ولكنه كان أقرب إلى الأجواء المعروفة بسجادة حمراء مليئة بالنجوم وعدد كمامات أقل، كما أن الحضور لم يلتزموا كثيراً بمبدأ التباعد الاجتماعي وظهروا في أحاديث جانبية وودية معاً، وهو أمر يتواءم مع تصريحات المسؤولين عن الحفل الذي تأجل لمدة شهرين، حيث أكدوا أن الحفل سيكون بالحضور الشخصي ولن يكون افتراضياً.

أنتوني هوبكنز يشكر الأكاديمية من ساحة منزله

ولكن على الرغم من هذا تم التواصل مع بعض المشاركين عبر الإنترنت، ممن تعذر حضورهم، كما أن نجم الحفل الأبرز أنتوني هوبكنز (83 سنة)، لم يتمكن من الحضور وظهر بعد الحفل بساعات قليلة في فيديو وهو يستمتع بالطبيعة أمام منزله بمقاطعة ويلز الإنجليزية، وحرص خلال الفيديو على شكر صناع فيلمه "الأب" وكذلك عائلته وأيضاً أكاديمية أوسكار على تتويجه بجائزة أفضل ممثل في دور رئيس عن دور The Father لتكون الأوسكار الثانية في تاريخه، وليكسر بها الرقم القياسي للراحل كريستوفر بلامر الذي كان يعتبر أكبر من حصل على الأوسكار في فئة الممثل المساعد وذلك حينما كان في الـ82 من عمره، فيما حصل فيلم هوبكنز أيضاً على جائزة أفضل سيناريو مقتبس.

أقيم حفل أوسكار الـ93 في موقعين بمدينة لوس أنجليس الأميركية، الأول هو المكان التقليدي مسرح دولبي الشهير والثاني هو محطة القطارات يونيون، ربما لإتاحة الفرصة لحضور أكبر عدد من المشاهير "لم يتجاوز الـ170 شخصاً" من دون التقيد كثيراً بالإجراءات الصارمة، حيث ظهر النجوم في الهواء الطلق معظم الوقت، وتسنى لمحبي السينما العالمية متابعة عدد كبير من المشاهير يسهمون في فقرات الحفل، بينهم براد بيت ورينيه زيلويجر وريز ويذرسبون وجلين كلوز، فيما نشرت نيكول كيدمان لقطة طريفة لها وهي تتابع الحفل من المنزل حيث كانت تجلس على الأرض أمام شاشة عملاقة في غرفتها، وعلى ما يبدو أن الأريحية التي كان يتعامل بها الحضور جاءت من المتابعة الصارمة لحالة الحضور الصحية على مدار ثلاثة أيام قبيل الحفل وأيضاً قياس درجة الحرارة بشكل متواصل، وكذلك لاتساع نطاق حملات التلقيح في أنحاء العالم وبالأخص في الولايات المتحدة وبريطانيا.

النساء يقتنصن الجوائز ويصنعن التاريخ

على مستوى الجوائز جاء الفائزون بأوسكار 2021 وكأنهم نسخة معدلة قليلاً من فائزي جوائز بافتا الإنجليزية هذا العام أيضاً، حيث تكررت أسماء وأفلام عدة، وأبرزها بالطبع فيلم Nomadland الذي فاز بجائزة أفضل فيلم، وأيضاً بطلته فرانسيس مكدورماند أفضل ممثلة رئيسية، ومخرجته الصينية كلوي تشاو أفضل مخرجة لتكون ثاني امرأة تحصل على جائزة أفضل إخراج في تاريخ الجائزة الرفيعة، حيث حصلت عليها قبلها كاثرين بيجيلو عام 2010، كما أن تشاو أول امرأة آسيوية تنالها كذلك.

اللافت أن الحضور النسائي كان طاغياً في ما يتعلق بحصد الجوائز حيث توجت 15 امرأة بـ17 جائزة من أصل 24 فئة، بينها جوائز أفضل صوت وأفضل تصميم إنتاج وأفضل سيناريو أصلي والأخيرة ذهب لفيلم "شابة واعدة" الذي بدوره يتناول قضايا النساء اللاتي تعرضت للاعتداء والتعنيف، فيما "نتفليكس" تعتبر أكثر جهة إنتاجية حصلت أعمالها على جوائز أوسكار هذا العام، حيث حصدت 7 جوائز من أصل 35 ترشيحاً، وكان أبرز أفلامها المتوجة MANK، أما منصة "فيسبوك" فقد حصدت أول جائزة أوسكار في تاريخها وهي جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير Colette الذي تولت إنتاجه.

خروج العرب بلا جوائز

وحصل دانيال كالويا على جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في فيلم Judas and the Black Messiah، وهو الفيلم الذي حصل على جائزة أغنية أفضل أغنية أصلية وهي Fight for you، والكورية الجنوبية يون يوه جونغ أفضل ممثلة دور مساعد فيلم Minari، وفاز فيلم Soul بجائزتي أفضل فيلم أنميشن وأفضل موسيقى تصويرية، وحصل الفيلم الدنماركي Another Round على جائزة أفضل فيلم أجنبي، وهي الفئة التي كان مرشحاً لها الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره"، كذلك خرج فيلم الفلسطينية فرح نابلسي "الهدية" بلا تتويج.

 

####

 

هل غيرت جائحة كورونا جوائز الأوسكار إلى الأبد؟

بالنظر إلى التنوع القياسي الذي أظهرته الترشيحات لموسم الأوسكار هذا العام، من الواضح أن التغيير يجري على قدم وساق في صناعة السينما. لكن هل سيكون حدث السنة علامة على تغير أو مجرد صدفة وراءها الوباء؟

كلاريس لوفري مراسلة ثقافية @clarisselou

"الأفلام المرشحة هذا العام، ربما أُنتجت بميزانيات صغيرة، لكنها تحمل قصصاً ضخمة ... إنها أفلام تكتسح المشاهد عاطفياً بالفعل". هذا ما قالته المنتجة السينمائية كاثي بينز. في فيلمي "ميناري" Minari و"أرض الرّحّل" Nomadland يلوح الأمل في السهول الأميركية الشاسعة. في "يهوذا والمسيح الأسود" Judas and the Black Messiah تمسك الشعوب الأمل بأيديها. وفي فيلم "صوت الميتال" Sound of Metal الذي شاركت بينز في إنتاجه، يقوم عازف درامز يصاب بخلل مفاجئ في السمع بإعادة اكتشاف نفسه بفضل حب مجتمع الصم ودعمه. قالت بينز، إن العام الماضي الذي غلب عليه عدم الاستقرار والمجهول، كان فرصة "للتفكير بالنسبة إلينا جميعاً ولصناعة السينما وللجمهور". وكانت النتيجة، أن الأعمال التي رشحت لجائزة أفضل فيلم في دورة عام 2021 رصدت وعكست روح التغيير.

إنه تطور يرفض إلى حد ما الفكرة التقليدية المعروفة بـ "طُعم الأوسكار" (عمل فخم وباهظ في سبيل نيل الجائزة فقط). فالأكاديمية يُعرف حبها للأعمال المرموقة التي تحتوي على مواقع تصوير وأزياء فخمة، بينما يعاني نجوم الصف الأول أشد معاناة كي يغيروا أشكالهم لدرجة لا يمكن التعرف عليهم. بدلاً من ذلك، فإن مرشحي هذا العام متنوعون، وعلى أكثر من وجه، في التمثيل على الشاشة، والمواهب في الكواليس، والطموح والمواضيع والمزاج. ضمت لوائح المرشحين في فئات التمثيل أسماء أكثر من أي وقت مضى، ويعد ريز أحمد أول ممثل مسلم رُشح لجائزة أفضل ممثل، وستيفن يون هو أول ممثل أميركي آسيوي.

وبعد دورها في فيلم "رقصة ما ريني" Ma Rainey's Black Bottom، صارت فيولا ديفيس الآن الممثلة السوداء الأكثر ترشحاً في تاريخ الأوسكار والوحيدة التي تترشح مرتين لجائزة أفضل ممثلة. كما أن كلوي جاو (تزهاو) وإيميرالد فينيل أصبحتا سادس وسابع سيدتين تفوزان بالترشيح إلى جائزة أفضل مخرج، وهذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها امرأتان من الحصول على شرف الترشح في هذه الفئة في وقت واحد. بالمجمل، تمكنت 70 امرأة من تسجيل رقم قياسي والحصول على 76 ترشيحاً في الفئات كلها.

لكن من المستحيل (وربما من غير الحصيف) أن ينظر المرء إلى هذه التحولات الهائلة في منأى عن سياق الظروف العصية على الفهم والمضطربة، مثل تلك التي نعيشها في هذه الأوقات. فحفل توزيع جوائز الأوسكار، الذي كان مقرراً في الأصل في 28 فبراير (شباط)، أُرجئ لمدة شهرين تقريباً بسبب الجائحة. ومُددت فترة الترشح، وعُدلت كذلك شروط التقديم، ما أتاح للإصدارات أن تتجاوز شرط المدة المطلوبة للعرض في الصالات. فعادة، كان يفترض أن يستمر عرض الفيلم لمدة أسبوع على الأقل في الصالات في كل من نيويورك ولوس أنجليس حتى يتأهل للسباق.

ولذا يجب طرح السؤال التالي، هل من السذاجة أم من السابق لأوانه الاحتفال بسقوط الحواجز التي حطمتها جوائز الأوسكار لهذا العام؟ هل يمكننا أن نعتبر هذا علامة على تقدم أكبر، أم أنه كان وليد مصادفة أزمة كورونا؟ في الحقيقة، لا جواب واضح. تقول بينز، "هل تعرفون المقولة القديمة والشهيرة لـ ويليام غولدمان عن هوليوود، التي تقول لا أحد يعرف شيئاً يذكر؟ ... حسناً،  لقد أسبغت الجائحة على هذه العبارة معنى جديداً تماماً. فالصناعة (صناعة السينما) تسلك منحى جديداً".

من يدري كيف سيكون النجاح ممكناً في عام بلا جائحة بالنسبة إلى فيلم منخفض التكلفة مثل "صوت الميتال" الذي تجنب مخرجه داريوس ماردير إسناد البطولة إلى نجوم الصف الأول، كي يقدم مجتمع الصم الذي ألهم قصته بأمانة؟ في عام 2015، أطلقت الناشطة أبريل رين هاشتاغ #OscarsSoWhite "سباق الأوسكار شديد البياض" لتسليط الضوء على مسؤولية الأكاديمية عن جائحة قوائم ترشيح كاملة تضم ممثلين بيض فقط، وهي القضية التي تكررت في العام التالي.

ومنذ ذلك الحين، وسعت الأكاديمية، بتوجيه من رئيستها شيريل بون إيزاكس، عضويتها لتشمل مجموعة تضم ناخبين أصغر وأكثر تنوعاً يبلغ مجموعهم 2000 مقترع. وكانت هناك نتائج ملموسة، يعد فوز فيلم "ضوء القمر" Moonlight في عام 2017 ، وفوز فيلم "طفيلي" Parasite العام الماضي، علامات إيجابية على التقدم الحاصل. قبل عقد من الزمان، لم يكن أحد ليُصدق أن الجائزة الأولى قد تذهب إلى فيلم مستقل منخفض الميزانية مع طاقم ممثلين أسود بالكامل، أو فيلم كوميديا سوداء كوري.

لكن قلما يسير التقدم في خط مستقيم، ففي عام 2019، عندما فاز فيلم "الكتاب الأخضر" Green Book، بمعالجته المستخفة بموضوع العنصرية، بدا الأمر وكأن اليد القديمة التي شكلت الأكاديمية بهيئة بيضاء بالكامل تقريباً، قد انبثقت من الرماد لتحصد جائزة أخيرة. تقول بينز، "ما زلت أعتقد أنها ستكون معركة طويلة".

وثمة حاجة إلى بذل الكثير. فبين عامي 2015 و 2020 ، ارتفعت النسبة المئوية الفعلية للعضوات في الأكاديمية من 25 إلى 33 في المئة فقط، بينما ارتفعت النسبة المئوية للأعضاء الذين ينتمون إلى المجموعات العرقية والإثنية التي تفتقر إلى تمثيل مناسب، من 10 إلى 19 في المئة. واعتباراً من عام 2024، سيتطلب أي عمل مؤهل لسباق أفضل فيلم إثبات أن هناك تنوعاً أمام الكاميرا أو خلفها، وفي إنتاج الفيلم وتوزيعه، أو في فرص التطوير الوظيفي التي يوفرها. لكن المطالب متساهلة لدرجة أنه حتى فيلم قامت بكتابته وإخراجه وبطولته بالكامل مجموعة من الرجال البيض الأسوياء جنسياً والأصحاء بدنياً، قادر على تجاوز هذه الشروط إذا قام بطريقة مراوغة بتوظيف المتدربين المناسبين أو مساعدي الدعاية. 

في الوقت الحالي، تبدو هذه القواعد رمزية إلى حد كبير. تقول بينز: "أعتقد أن هذه الإجراءات الجديدة ستكون نوعاً من التوعية."

وفي جميع الأحوال، تتابع بينز قائلة إن غياب "عدد كبير من أفلام الفعاليات" هذا العام ترك مساحة جعلت "إسماع أصوات أفلام أخرى" ممكناً. فمجموعة صغيرة من مشاريع الشركات الكبرى أُرجئت حتى دورة العام المقبل لتوزيع الجوائز، بما في ذلك فيلم "قصة الحي الغربي" West Side Story للمخرج ستيفن سبيلبرغ، و"الإرسالية الفرنسية" The French Dispatch  لـ ويس أندرسون، و"كثيب" لـ دينيس فيلنوف. ومع ذلك، لم يكن من المسلم به فوز هذه الأعمال  في حد ذاتها على أي حال.

ربما تمكن المخرجون الثلاثة من الحصول على ميزانيات كبيرة وإعجاب كتاب المقالات بأعمالهم، لكن عملاً واحداً فقط من إخراج سبيلبرغ فاز بجائزة أفضل فيلم ("قائمة شندلر" Schindler’s List في عام 1994)، في حين أن أندرسون أو وفيلنوف لم يفوزا بعد بجائزة أوسكار واحدة. ولم يكن حصولهما على ترشيحات مضموناً أبداً.

أمر آخر لا ينبغي الاستهانة به، هو انتقال حملات الترويج للأفلام إلى العالم الافتراضي. في السابق، وفقاً لتقديرات مقال نشرته مجلة "ذا نيو يوركر" عام 2017، كانت الاستوديوهات على استعداد لإنفاق ما يصل إلى 15 مليون دولار للضغط على المصوتين في سباق الأوسكار. وجرت العادة على تنظيم عروض جماهيرية، ولقاءات لتبادل الأسئلة والأجوبة، وحفلات كوكتيل ومآدب غداء، بينما يجوب المرشحون في كل مكان موزعين الابتسامات ومصافحة عدد لا نهائي من الأيدي. لقد توقف كل ذلك بالطبع مؤقتاً هذا العام، لكن الاستوديوهات لا تزال قادرة على إطلاق حملات إعلانية واسعة النطاق (الأمر الذي ساعد شركة ثرية مثل نتفليكس في الاستئثار بـ 35 ترشيحاً هذا العام، حيث اقتربت من الرقم القياسي الذي سجلته شركة يونايتد آرتسيتس عام 1941  وبلغ يومها 45 ترشيحاً).

نُقلت العروض الجماهيرية وجلسات الدردشة إلى الإنترنت، وكان لدى الناخبين متسع من الوقت لمشاهدة الأعمال المتنافسة. تقول بينز، "بالنسبة إلى بعض الأفلام، كان الأمر عادلاً ... حيث تمتعت العناصر الأخرى بأهمية أكبر في ما يتعلق بالترويج - فقد كانت التقييمات النقدية الجيدة أساسية هذا العام، بينما كانت لا تولي قدراً من الأهمية طوال سنوات خلال الفعاليات البراقة والمبهرجة".

وأكثر ما يُخشى اعتبار أن هذا التنوع لا محالة عابر فتخبو الحماسة المؤقتة. عندما أصبحت هالي بيري أول امرأة ملونة تفوز بأوسكار أفضل ممثلة في عام 2001، برز أمل صادق مفاده أن الأكاديمية قد اتخذت أخيراً منعطفاً جديداً، لكن لم تفز امرأة ملونة بالجائزة منذ ذلك الحين. وفي حين يبدو وكأن حفل الجوائز يشهد فجراً جديداً هذا العام، إلا أن هناك احتمالاً كبيراً في أن تكتفي الأكاديمية، بمجرد أن ينطق أحدهم بعبارة "حفل توزيع جوائز الأوسكار ليس شديد البياض"، بالثناء عليه وإعلان أن مشكلة العنصرية قد حُلت، ثم تعود الأكاديمية لعاداتها القديمة والتعصب الأعمى.

حتى لو كان هذا العام بمثابة منعطف كبير في مسار الأكاديمية، كما تشير بينز، إلا أنه لم يتجاوز فئات الترشيح الأبرز، ولم يطل فئات المؤثرات والمونتاج والتصوير السينمائي. تقول المنتجة: "أعتقد أن الأمر يقتضي جهداً أكثر ووعياً من جانب الجميع ... سيحتاج الأمر إلى أكثر من ذلك بكثير كي لا تتراجع الصناعة وترتكس إلى الخمول."

© The Independent

 

الـ The Independent  في

26.04.2021

 
 
 
 
 

وسائل الإعلام الصينية تتجاهل خبر انتصار المخرجة كلوي جاو

(فرانس برس)

تجاهلت وسائل الإعلام الصينية فوز مواطنتها،كلوي جاو، بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلمها "نومادلاند" الإثنين، كما فرضت الشبكات الاجتماعية رقابة على الأخبار التي تتناولها.

وأصبحت المخرجة المولودة في بكين عام 1982، أول شخص آسيوي يفوز بهذه الجائزة عن فيلمها الروائي الطويل الذي يتناول "سكان المقطورات" الأميركيين الذين يعيشون على الطرق بعدما فقدوا كل شيء في أزمة "الرهن العقاري".

كما فاز الفيلم بالأوسكار عن أفضل فيلم وحصلت الممثلة الرئيسية فيه، فرانسس ماكدورماند، على جائزة أفضل ممثلة. إلا أن هذا النجاح لم يلقَ زخماً في الصين.

ولم تذكر أي وسيلة إعلامية رئيسية الخبر. وفرضت شبكة التواصل الاجتماعي "ويبو"  الاثنين رقابة على كل الرسائل التي تحتوي على اسم المخرجة أو فيلمها.

وحظيت الجوائز الأولى التي فازت بها المخرجة خصوصاً في حفلة توزيع جوائز "غولدن غلوب" في نهاية شباط/فبراير بالثناء في الصين.

لكن تصريحات نسبت إليها في مجلة أميركية بَدَت فيها كأنها تنتقد بلدها عادت إلى الظهور وأثارت جدلاً، ما أدى أيضاً إلى إلغاء عرض فيلمها في الصين.

وكانت شبكة "ويبو" المشابهة لـ"تويتر"، قد غُمرت صباح الاثنين، قبل فرض الرقابة، برسائل تحتفي بفوز المخرجة.

وانتشر خبر فوز جاو في الصين بفضل الشبكة الاجتماعية المحلية "ويتشات". ورغم أن المنصة فرضت رقابة على المقالات المرتبطة بالمخرجة الاثنين، فقد ظهرت العديد من رسائل التهنئة بين المستخدمين.

وقالت المهندسة يان يينغ التي التقتها وكالة "فرانس برس" الاثنين في أحد شوارع بكين "إنها مصدر فخر للصينيين"، "من النادر جداً حصول امرأة صينية على جائزة أوسكار".

وأوضحت يوان مين وهي شابة تبلغ 38 عاماً وتعمل في المجال القانوني أنها تعتقد "أن الأفلام الصينية ستتحسن من حيث النوعية وأنها (جاو) تقدم مثالاً جيداً جداً للمخرجين الصينيين".

 

####

 

هؤلاء هم الفائزون بجوائز أوسكار...

"نومادلاند" الرابح الأكبر وأنتوني هوبكنز يصنع التاريخ

لوس أنجليس/ العربي الجديد

أصبحت كلوي جاو الأحد أول امرأة غير بيضاء تحصل على أوسكار أفضل مخرج عن فيلمها "نومادلاند" الذي يتناول "سكان المقطورات" الأميركيين الذين يعيشون على الطرق بعدما فقدوا كل شيء في أزمة "الرهن العقاري"، وهو الفيلم الأوفر حظاً للفوز بجوائز النسخة الثالثة والتسعين من الأوسكار.

وتقدمت المخرجة المولودة في الصين على كل من ديفيد فينشر عن "مانك" ولي أيزاك تشانغ عن "ميناري" وإيميرالد فينيل عن "بروميسينغ يونغ وومان" ونوماس فينتربرغ عن "أناذر راوند". وقبل جاو، سبق لامرأة واحدة أن فازت بهذه الجائزة المهمة هي كاثرين بيغيلو عن "ذي هورت لوكر" العام 2010.

كما فازت الأميركية فرانسيس ماكدورماند بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في "نومادلاند" حيث تؤدي شخصية أرملة تجوب طرق الولايات المتحدة لاكتشاف الجانب غير الظاهر منها.

وجائزة الأوسكار هذه هي الثالثة التي تنالها الممثلة البالغة 63 عاماً. وقالت عند تسلمها الجائزة "الكلام يخونني".

وتقدمت الممثلة على كل من فايولا ديفيس، وأندرا داي، وفانيسا كيربي، وكاري موليغان.

وكانت قد نالت أول أوسكار في مسيرتها العام 1997 عن دور شرطية حامل في "فارغو" وأعادت الكرة في 2018 عن دور أم تبحث بيأس عن تحقيق العدالة بعد اغتصاب ابنتها وقتلها في "ثري بيلبورد آوتسايد إبينغ ميزوري".

كذلك فاز الممثل البريطاني أنتوني هوبكنز الأحد بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن تأديته دور مريض مصاب بالخرف في فيلم "ذا فاذر". وأصبح هوبكنز البالغ 83 عاما أكبر الممثلين سناً الذي يفوز بجائزة أوسكار تنافسية. وقد تغلب على الممثل الراحل تشادويك بوزمان الذي فاز بجائزة غولدن غلوب عن دوره في "ما رينيز بلاك بوتوم" بعد وفاته من السرطان في عمر الثالثة والأربعين. ونافسه على الجائزة أيضا غاري أولدمان (مانك) وريز أحمد (ساوند أوف ميتال) وستيفن يون (ميناري).

من جهتها، فازت الكورية الجنوبية يون يو-جونغ بأوسكار أفضل ممثلة في دور مساعد عن شخصية الجدة في عائلة مهاجرين التي أدتها ضمن فيلم "ميناري".

ويشكّل فوز يون يو-جونغ (73 عاماً) تتويجاً لمسيرتها الممتدة خمسة عقود، علماً أنها ابتعدت فترة عن الشاشة، ثم عادت من خلال التلفزيون وبعده السينما. وأسعدت الممثلة الجمهور بروح الدعابة لديها، حتى أنها قلّدت براد بيت الذي قدم لها جائزتها. وقالت: "أود أن أشكر ولدَيَّ (كلاهما مولود في الولايات المتحدة) اللذين أجبراني على الخروج والعمل".

فبعد طلاقها العام 1987 ، بقيت 12 عاماً بعيدة من التمثيل نظراً إلى أنها كانت وحيدة مع ولديها. وقالت وهي تعرض التمثال الصغير الذي نالته "هذه هي النتيجة لأن الأم عملت بجد".

فاز فيلم "أناذر راوند" للمخرج الدنماركي توماس فينتبربرغ الأحد بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وخلال تسلمه الجائزة تحدث المخرج وهو يبكي عن ابنته التي توفيت في بداية التصوير وكاد موتها يضع حدا لهذا المشروع. وقال "إن أردتم أن تصدقوا أنها معنا في هذا المساء يمكنكم أن تروها تصفق وتصرخ معنا. لقد قررنا أن ننجز هذا الفيلم من أجلها، تكريما لها".

ويتابع الفيلم أربعة أصدقاء يعلمون في المدرسة نفسها ولهم حياة روتينية قرب كوبنهاغن من بينهم مارتن أستاذ التاريخ الذي يعاني الاكتئاب ويمر بأزمة سن الأربعين ويؤدي دوره النجم الدنماركي مادس ميكلسن. وتقرر المجموعة الصغيرة أن تستند إلى نظرية منسوبة إلى الطبيب النفسي النرويجي فين سكارديرود إلا أن هذا الأخير ينفي أن تكون له، مفادها أن الإنسان ولد مع نقص طفيف في نسبة الكحول في جسمه، فراحوا يشربون باستمرار ليكون هذا المستوى 0,5 غراما منذ استيقاظهم وصولا إلى موعد العشاء فيما يدونون بعناية تأثيرات هذه التجربة.

وبعد نتائج أولى مشجعة يتدهور الوضع مع أن الفيلم يرفض الغوص في الحكم الأخلاقي أو أي تمجيد للكحول بل يحمل جانباً فكاهياً حتى.

ولخص المخرج الفيلم لدى بدء عرضه العام الماضي على أنه "تكريم للحياة واكتشاف جديد للحكمة غير العقلانية المتحررة من أي منطق قلق مع سعي إلى الرغبة حتى بالحياة مع عواقب مأسوية أحيانا".

لكن هذا الفيلم الذي يتغنى بالحياة مرتبط بشكل وثيق بموت ابنته إيدا التي توفيت في 4 أيار/مايو 2019 بعد أربعة أيام على بداية التصوير في حادث سير مع والدتها على طريق سريع في بلجيكا بعدما صدمت سيارتهما المتوقفة في اختناق مروري سيارة أخرى من الخلف لتصطدم بدورها بشاحنة أمامها. وأدى ذلك إلى توقف التصوير إلا أن المخرج قرر إنجاز الفيلم رغم المأساة لكن مع تغيير هدف المشروع.

واوضح خلال مقابلة مكرسة لوفاة ابنته في حزيران/يونيو مع صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية "الفيلم لم يعد يتناول فقط شرب الكحول بل العودة إلى الحياة".

وحقق الفيلم نجاحا في الدول التي عرض فيها واستفاد خصوصا من براعة الممثل مادس ميكلسن الذي سبق أن عمل مع فينتنبرغ في العام 2012.

وفي ما يلي قائمة الفائزين في الفئات الرئيسية:

*أفضل فيلم

 "نومادلاند"

*أفضل مخرج

كلويه جاو عن "نومادلاند"

*أفضل ممثل في دور رئيسي

أنتوني هوبكنز في "ذا فاذر"

*أفضل ممثلة في دور رئيسي

فرانسيس ماكدورماند في "نومادلاند"

*أفضل ممثل في دور مساعد

دانيال كالويا في "جوداس أند ذا بلاك ميسايا"

*أفضل ممثلة في دور مساعد

يون يو-جونغ في "ميناري"

*أفضل سيناريو أصلي

إيميرالد فينيل عن "بروميسينغ يونغ وومان"

* أفضل سيناريو مقتبس 

"ذا فاذر"

*أفضل وثائقي

"ماي أوكتوبوس تيتشر"

*أفضل فيلم أجنبي

"أناذر راوند" (الدنمارك)

* أفضل فيلم حي قصير

"تو ديستنت سترينجرز"

*أفضل فيلم تحريك

"سول"

 

العربي الجديد اللندنية في

26.04.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004