ملفات خاصة

 
 
 

"كوتة الأوسكار".. تمييز مضاد ورقابة جديدة

بقلم: أسامة عبد الفتاح

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

** نظام المحاصصة لا يصلح ولا يصح في السينما حيث لا يجب أن يعلو صوت على الموهبة والتفوق في الإبداع

بعد إعلان الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما، التي تمنح جوائز "أوسكار" السنوية، في 8 سبتمبر الحالي، مجموعة من القواعد والشروط الجديدة التي ينبغي توافرها في العمل الفائز في فئة أفضل فيلم تحديدا، لابد من التوقف قليلا عند خطوة ليس من شأنها – في رأيي – سوى إيجاد "تمييز مضاد" وفرض نوع جديد من الرقابة على مبدعي الفن السابع.

وبحسب القواعد الجديدة، التي سيُعمَل بها اعتباراً من الأوسكار رقم 96 عام 2024، لابد أن تلبي الأفلام المتنافسة على جائزة أحسن عمل اثنين على الأقل من المعايير الأربعة الآتية:

= أن يكون بين أبطالها ممثل واحد على الأقل ينتمي إلى الأقليات الإثنية والعرقية، كالسود وذوي الأصول الآسيوية (الصفر) وذوي الأصول اللاتينية (الهسبانيك)، أو أن تُسنَدَ نسبة 30 في المئة بشكل عام إلى ممثلين من الفئات ذات التمثيل الضعيف كالنساء والشواذ، أو أن يكون الموضوع الرئيسي للفيلم يتعلق بهذه الأقليات.

= أن يضمّ الفريق القيادي للفيلم أو فرق العمل الفنية في الكواليس أشخاصاً منتمين إلى المجموعات المغبونة تاريخياً، ومنها النساء والشواذ جنسيا وذوو الإعاقات.

= تنظيم تدريب مهني مدفوع الأجر أو دورات تدريبية للأشخاص المنتمين إلى الأقليات.

= أن يضم فريق توزيع الفيلم وتسويقه أشخاصاً منتمين إلى الأقليات.

وأوضحت الأكاديمية أن هذه المعايير، المستوحاة من تلك المعتمدة في جوائز "بافتا" البريطانية، تهدف إلى "تشجيع التمثيل العادل على الشاشة وخارجها، بما يعكس أفضل صورة لتنوّع جمهور الأفلام". كما تقرر أن يتم – بشكل نهائي ودائم – ترشيح عشرة أعمال سنويا في فئة أفضل فيلم لإتاحة الفرصة للمزيد من الأعمال والسينمائيين.

ويُضاف ذلك إلى قرارات الأكاديمية لتحقيق "التنوع" في أعضائها أنفسهم وفي جمعيتها العمومية التي من حقها التصويت على جوائز الأوسكار، ومنها إضافة 2000 عضو جديد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ليتجاوز إجمالي عدد الأعضاء 8000 سينمائي من مختلف العالم.. اللافت أن نحو نصف من تمت إضافتهم من النساء والملونين من السود والصفر والهسبانيك.

فقبل نحو شهرين، أُضيف 819 عضوا 45% منهم من النساء و36% من الملونين، أما الرقم القياسي للعضويات الجديدة فتحقق في يونيو 2018، حين تمت دعوة 928 اسما جديدا من 59 دولة للانضمام إلى الأكاديمية نصفهم تقريبا من النساء بنسبة 49%، في حين كان 38% منهم من الملونين.

والثابت أن الإفراط في إجراءات وقرارات الحد من العنصرية لا يؤدي إلا إلى عنصرية مضادة مثل تلك التي يمارسها السود مثلا ضد البيض في الولايات المتحدة.. وكلنا نتذكر حملتهم الضارية ضد ترشيحات الأوسكار 2016 لاقتصارها على البيض فقط، وكانت وقتها حملة غير مبررة لأن رئيسة الأكاديمية في ذلك الوقت – ببساطة – كانت سوداء، وأقصد شيريل بون آيزاكس، التي تولت المنصب من 2013 إلى 2017، وعملت بقوة على تغيير خريطة وتركيبة الأعضاء الذين يتمتعون بحق التصويت. كما فاز الفيلم البريطاني / الأمريكي المناهض للعنصرية، "12 عاما من العبودية"، بجائزة أفضل فيلم عام 2014.

المشكلة أن السود في أمريكا، أو الأمريكيين الأفارقة، لا تزال تطاردهم عقدة وتداعيات العنصرية في البلاد التي أُجبر أجدادهم على الهجرة إليها ليكونوا فيها عبيدا، ولا يزالون يتعاملون كأقلية في الولايات المتحدة، حيث لا يتجاوز عددهم 13% فقط من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 330 مليون نسمة، مما يدفعهم أحيانا لممارسة عنصرية مضادة ضد البيض، من مظاهرها مثلا وجود أحياء كاملة ومدارس ليس من حق البيض دخولها.

وبعيدا عن ذلك البعد السياسي، الذي ينطبق أيضا على الأقليات الأخرى، فإن نظام المحاصصة أو "الكوتا" لا يصلح ولا يصح في الفن بشكل عام، وفي السينما بشكل خاص، حيث لا يجب أن يعلو فيها صوت على الموهبة والتفوق في الإبداع، ولا يجب – مثلا – أن يُحرم فيلم عظيم جيد الصنع من الجائزة لمجرد أنه لا يلبي تلك الشروط الموضوعة، وقد يكون صناعه مقتنعين بها وبكل قواعد التعدد والتنوع لكن موضوعهم لا يحتمل ذلك، فما العمل؟

الأهم أن القواعد الجديدة ستفرض نوعا جديدا من الرقابة – على الأقل الذاتية – على السينمائيين، ليس في الولايات المتحدة فقط، ولكن في العالم كله، فمن المعروف أن الأفلام غير الأمريكية يمكن أن تحصل على أوسكار أفضل فيلم، وآخرها "طفيلي" الكوري الجنوبي العام الماضي.. والآن كل مخرج يحلم بتلك الجائزة أو غيرها (حيث من المتوقع أن يتم فرض شروط مماثلة على جوائز المهرجانات الدولية الكبرى قريبا)، عليه هو ومنتجه ومؤلفه أن يفكروا في شروط وقواعد ليس لها علاقة بالسينما بقدر ما لها علاقة بالتوازنات والحسابات السياسية والاجتماعية.. خسارة.

 

جريدة القاهرة في

22.09.2020

 
 
 
 
 

جوائز «إيمي» التلفزيونية: نهاية معركة وبداية أخرى

تنافس شرس بين محطات أرضية وفضائية وبث تدفقي

بالم سبرينغز: محمد رُضا

أعلنت، مساء أول من أمس (الأحد)، نتائج الاحتفال الافتراضي بجوائز «إيمي» التلفزيونية السنوية ونقلت وقائعها ABC الأميركية.

وكما يحدث أحياناً مع جوائز الأوسكار، فإن عدداً من البرامج البرّاقة التي يأنف الذوّاقة عن مشاهدتها سادت النتائج بما فيها البرنامج الذي فاز بتسع جوائز، وعنوانه «المقصود بذاته» Schitt’s Creek.

هذا المسلسل الكوميدي الذي يحوّل المثلية إلى نصف ساعة من التندّر والقبول فاز، على سبيل المثال لا الحصر، بـ«إيمي» أفضل مسلسل كوميدي وأفضل تمثيل نسائي رئيسي (كاثرين أوهارا)، وأفضل تمثيل رجالي رئيسي (يوجين ليڤي)، وأفضل تمثيل نسائي مساند (نالته آني مورفي)، وأفضل تمثيل رجالي مساند (دان ليڤي)، وأفضل إخراج لمسلسل كوميدي (ليڤي وأندرو سيڤيدينو)، وأفضل كتابة لمسلسل كوميدي (دان ليڤي).

ممثلون وممثلات

بعض المسلسلات الكوميدية التي نافست «شيتس كريك» كانت، نقدياً على الأقل، أفضل شأناً، ومنها «ذا مارڤيلوس مسز مايسل» و«إنسكيور». كلاهما خسر كل الترشيحات التي نالها. لكن ما لا مجال كبيراً للشك فيه هو أن المنافسة كانت حاشدة وصعبة على صعيدي الدراما والكوميديا معاً، كما في الأقسام المختلفة الأخرى.

يتضح هذا في دائرة المسلسلات الدرامية التي تنافس على جائزتها ثماني مسلسلات، من بينها «أوزارك» (الذي نال نسبة إعجاب كبيرة على أثير «نتفلكس») و«كيلينغ إيف» (مسلسل بريطاني من إنتاج BBC) و«ذا هاندمايدز تايل» (الذي تم ترشيحه هذا العام كما في الأعوام السابقة).

أما المسلسل الفائز فهو «ساكسيشن» من بطولة برايان كوكس ويدور حول خفايا وأسرار عائلة لوغان روي الذي يدير واحدة من مؤسسات الإعلام الحديثة. نجد مع كوكس في هذا المسلسل الفلسطينية هيام عبّاس والأميركيان جيمي سترونغ وكييران كوكلين.

حظى سترونغ بجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي عن هذا المسلسل، بينما ذهبت جائزة أفضل ممثل مساند لبيلي كرودوب عن «ذا مورنينغ شو» (يدور أيضاً في رحى الميديا). في الموازي النسائي نجد الممثلة زندايا تختطف الجائزة في هذا المضمار عن دورها في «يوفوريا» (Euphoria) الذي يدور حول انتشار المخدّرات بين طلاب وطالبات الكليات الأميركية. في المقابل، نالت جوليا غارنر «إيمي» أفضل ممثلة مساندة في مسلسل درامي عن دورها في «أوزارك».

«أوزارك» يختلف في أنه دراما تشويقية قائمة على محاولة رجل النجاح في غسل الأموال لصالح عصابة يدين لها بحياته وماله. للقيام بالمهمّة كان عليه (في الحلقات السابقة) الانتقال وعائلته من مدينة شيكاغو حيث يعيش إلى بلدة صغيرة اسمها أوزارك.

تم ترشيح «أوزارك» لجائزة أفضل إخراج لمسلسل درامي، لكن الجائزة ذهبت إلى أندري بارك عن «ساكسيشن».

كذلك، من بين الفائزين الممثل الأفرو - أميركي يحيى عبد المتين عن «حراس» (Watchem) في مسابقة أفضل ممثل مساند في مسلسل محدود أو فيلم تلفزيوني.

ثلاثة اتجاهات

كل ذلك هو جانب ظاهر من المنافسة، لكن الجانب الأبعد هو الوضع التلفزيوني بأسره. هذا لأن الجهات الثلاث المعنية تربح وتخسر تبعاً لمتانة وجماهيرية ما تنتجه، وهي تنتج ما تتوخى نجاحه أو تعتقد بأنه آيل لهذا النجاح.

لكن في حين كانت جوائز الـ«إيمي» تذهب في اتجاه واحد في العقود السابقة، وهو اتجاه المحطات الأرضية التقليدية (الصغيرة منها والكبيرة) باتت تذهب في ثلاثة اتجاهات، هي تلك المحطات، ثم المحطات الفضائية، والآن الشركات التي تعرض ما تقوم بإنتاجه مباشرة على النت.

هي معركة وجود تترك آثارها كل سنة عقب كل إعلان جوائز لتبدأ معركة السنة المقبلة، ذلك لأنه، وعلى عكس الأوسكار، الذي تحتد منافساته في أشهر نهاية السنة غالباً، هناك حيز زمني يمتد عاماً كاملاً من العروض على أعضاء مؤسسة «تليفجن أكاديمي» التي توزع هذه الجوائز تلقفها في دوراتها المختلفة. بذلك، ما أن تنتهي المعركة الحالية حتى تبدأ أخرى قوامها ما في مخزن كل الشركات والمحطات المشاركة (34 هذا العام) من مشاريع لاحقة. الكثير منها يتكرر كل سنة بحلقات جديدة طالما أن الجمهور يطلبه وهو ينضم دوماً لمسلسلات جديدة تتقدّم للمرّة الأولى.

بوضع ذلك في منظار مكبّر نجد أن المحطات الأرضية هذا العام خرجت من مجمل الجوائز التي توزّعت على ثلاث ليال متباعدة بسبب كثرة أقسامها وترشيحاتها (الأولى والثانية لجوائز ثانوية وتقنية) بموقع متوسط. محطة NBC نالت ثماني جوائز، ومحطة ABC حصدت خمساً، كذلك فعلت محطة «ناشونال جيوغرافي». ثم استوت محطات CNN وFX NETWORK وCBS وبضعة أخرى على جوائز محدودة (من إمن جائزة واحدة إلى ثلاثة لكل محطة).

الفائز الأكبر كانت المحطة الفضائية HBO التي تتوّجت بـ30 جائزة تتبعها المحطة الإنترنتية «نتفلكس» بـ21 جائزة ثم محطة جديدة على الأثير الفضائي اسمها Pop TV التي جمعت عشرة جوائز من بينها «شيتس كريك». ومن بين المحطات التي اكتفت بجائزة واحدة فقط A&E وAMC وDiscovery وHistory وShowtime.

جزء كبير من نجاح «إيمي» هذا العام يكمن في تسلم فرانك شرما إدارة الأكاديمية؛ فهو سعى لاستيعاب المتخصصين لملء فراغات حاولت الإدارات السابقة تجاهلها أو دمج بعضها ببعض. قام شرما بتعيين مستشارين دفعهم إلى تحدي التقليد. هذا حدث قبيل انتشار «كورونا» الذي ما أن انتشر حتى وجد نفسه ومستشاريه أمام تحديات أكبر. كيفية برمجة عمل الأكاديمية وما ينتظرها من مهام أدت إلى تأجيل الجوائز من الربيع إلى الصيف ومن الصيف إلى مطلع هذا الخريف. لكن الابتسامة تعلو وجهه الآن لأن المهمّة كانت أصعب مما توقع، كما يقول، لكن النتائج كانت جيدة.

 

####

 

قضايا السياسة والعنصرية تسجل حضوراً قوياً في حفل جوائز «إيمي»

الممثلون السود شكلوا نحو ثلث عدد الممثلات والممثلين المرشحين

لندن: «الشرق الأوسط»

حصل مسلسل «ووتشمن» التلفزيوني الذي يدور حول الإرث العنصري في الولايات المتحدة، على 11 من جوائز «إيمي» التلفزيونية ليلة أول من أمس، وأكد على التعامل الوحشي للشرطة والتوترات العنصرية التي تشهدها الولايات المتحدة منذ أشهر.

وحسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، فقد أهدى فريق «ووتشمن» فوزه إلى ضحايا المجزرة التي تعرض لها 300 من السود على الأقل من سكان مدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما عام 1921، على أيدي مثيري شغب بيض، وهو حدث رئيسي في المسلسل. وقال كاتب «ووتشمن» دامون لينديلوف، وهو أبيض، وهو يتسلم الجائزة: «السبيل الوحيد لإخماد الحرائق هو أن نحاربها جميعاً».

أما الممثلة الرئيسية في «ووتشمن» ريجينا كينغ، فأفادت من فرصة حصولها على الجائزة لتدعو جميع المشاهدين إلى الإدلاء بأصواتهم في انتخابات 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية الأميركية. وقالت: «عليكم أن تقترعوا. إذا لم أذكر ذلك، فلن أكون جديرة بأن أكون عضواً في مسلسل بهذه الدرجة من الرؤيوية».

وكانت ريجينا كينغ ترتدي قميصاً عليه صورة بريونا تايلور، وهي أميركية سوداء قتلتها الشرطة وأصبحت من رموز حركة «حياة السود مهمة» الاحتجاجية التي يؤيدها عدد من نجوم هوليوود في تصريحاتهم.

وقال «يحيى عبد المتين 2» الذي فاز بجائزة «إيمي» لـ«أفضل دور مساند»، إن «ووتشمن» قصة عن «الصدمة والآثار المستدامة التي سببتها العنصرية والفساد وعنف الشرطة».

وشكّل الممثلون السود هذه السنة نحو ثلث عدد الممثلات والممثلين المرشحين لجوائز «إيمي»، وهو رقم قياسي جديد.

ونجحت النسخة الثانية والسبعون من الجوائز في رهانها على أن تكون افتراضية بالكامل؛ إذ تولى الممثل الفكاهي جيمي كيمل تقديم الحفل بصالة فارغة في لوس أنجليس، من دون سجادة حمراء أو من يتباهين بأحلى فساتين السهرة.

وبسبب جائحة «كوفيد19»، صمم منظّمو الحفل بزّات كاملة للوقاية البيولوجية على شكل بدلات «سموكينغ» رسمية، تتيح تسليم الجوائز إلى الفائزين في منازلهم بأمان.

وبهذه الطريقة، سلمت الجوائز إلى كل من كاثرين أوهارا التي فازت بجائزة «أفضل ممثلة في مسلسل كوميدي» عن دورها في «شيتز كريك»، ويوجين ليفي (أفضل ممثل كوميدي)، ثم نجله دانيال ليفي الفائز بجائزتي «أفضل سيناريو» و«أفضل دور مساند».

ويتناول هذا المسلسل الكوميدي الكندي قصة عائلة كندية ثرية فقدت امتيازاتها واضطرت إلى العيش في فندق صغير متقادم. ولم يحظ المسلسل باهتمام واسع في مواسمه الأربعة الأولى، لكنه تحوّل إلى نجاح جماهيري كبير بعد عرضه على «نتفليكس».

وسخر مؤلف «ساكسيشن» الفائز بجائزة «أفضل مسلسل درامي» البريطاني جيسي أرمسترونغ من أداء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في إدارة الأزمة الصحية؛ إذ قال: «لا أشكر لترمب تعامله الرديء والفوضوي. كذلك لا أشكرك يا بوريس جونسون للسبب نفسه فيما يتعلق ببلدنا».

وهذا المسلسل المنتمي إلى الكوميديا السوداء والذي يتناول خلافات عائلة نافذة بشأن إمبراطوريتها الإعلامية، كان فاز بجائزة «إيمي» في موسمه الأول العام الماضي.

 

الشرق الأوسط في

22.09.2020

 
 
 
 
 

شروط الأوسكار وأعمال «نتفليكس» حرية إبداع أم غزو ثقافي للعرب؟

هبة الله يوسف

أثارت الشروط الجديدة لجوائز الأوسكار تحفظات عديدة لإصرار أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لهذه الجوائز على ضرورة مراعاة من لا يحظون بالتمثيل الكافي (وفي مقدمتهم المثليون إضافة لمجموعات أخرى، مثل أصحاب البشرة الملونة وذو الاحتياجات الخاصة والنساء) سواء في الأدوار الرئيسية أو الثانوية، إضافة للقصة الرئيسية للفيلم، بل امتدت شروط التنوع لما هم خلف الكاميرا أيضا.

علي الجانب الآخر لا تخلو إنتاجات منصة «نتفليكس» من مشاهد إباحية صريحة وأخرى تحفز الأطفال على الاهتمام بالجنس، أو تلك التي تروج للمثليه الجنسية، ما يجعلنا نسأل هل هي فقط «الصدفه»؟  أم أنه مخطط متعمد « لتدجين» المشاهد العربي ومن ثم يصبح قبوله لهذه النماذج و المشاهد أو تلك العادات والقيم مسأله «طبيعية» وعاديه جدا؟

وهل يمكن اعتبار الأمر نوعا من الحرية في طرح ما يحلو من أفكار ورؤى ونماذج بشرية موجودة واقعيا ولا يمكن تجاهلها،  خصوصا وأننا في عصر السماوات المفتوحة، وأن أي مستخدم يمكنه وببساطة إنهاء المشاهد المزعجة «بضغطة زر»، كذلك بإمكانه تفعيل خاصية «الحساب الآمن» سواء على تلك المنصات أو من خلال الشبكه العنكبوتيه برمتها فلا يشاهد ما لا يحبه ولا يرضاه، حتى السينما الإختيار الحر المستقل يمكن إنهاء المشاهدة بمغادرة القاعة في صمت؟

البعض يرى في هذه الانتاجات محاولة لتطبيق«الصوابية السياسية» أو الانحياز للفئات الأضعف المهمشة فنيا، رافضين بكل حال محاكمة الفن أخلاقيا ومؤكدين على دوره في كشف وتعرية المسكوت عنه» على كافة المستويات، فيما يرى البعض الآخر أن الإصرار على وجود هذه النماذج في أي عمل فني هو نوع من تقييد لحرية الإبداع و فرض وجهات نظر مسبقة خصوصا في ظل الجهل و التخلف الذي تعاني منه الكثير من المجتمعات العربية ما ينتج عنه الكثير من الأثار السلبية.

المحظور

مرة أخرى هل يمارس الفن نوعا من التأثير علي الواقع أم أنه يحمل فقط «مرآته العاكسة»، وماذا لو حطمنا المرآة ورفضنا رؤية الأشياء كما هي، هل سنغير من الواقع أم سنبدو فقط كمن يدفن رأسه في الرمال؟

هذه الأسئلة وغيرها الكثير وقفت أمامها عاجزة في نقاش جمعني بأحد الشباب المتابع بدأب لإنتاجات هذه المنصات، إذ نفى بشدة وجود أي مؤامرات من قبل إدارة المنصة الأبرز، مؤكدا أنها لا تهدف إلى لتقديم «محتوى مغاير» يضمن لها الربح عبر اجتذاب العديد من المشاهدين خصوصا وأنها تحرص على إدهاشك بصريا وعبر محتوى تشويقي مميز في أغلب الحالات.

صديقة أخرى تعترف بأن «نتفليكس» صحيح تقدم «المحظور» ولكن بصورة تبدو منمقة وعبر عالم مثير للتشويق، مؤكدة أن هذه المنصة لن تقتلك فأنت من يختار، وأن «تشويق المحظور» ليس إلا وسيلة لتصوير الواقع بكل ما فيه ومن فيه مهما بلغت قسوته.

هذه الآراء حتما هناك من يختلف معها ليس من باب التحفظ الأخلاقي فقط ولكن من منطلق أن مناقشة هذه «المحاذير» لابد وأن يكون في سياق علمي درامي محكم يهدف للبحث في الأسباب  والظروف والملابسات وليس فقط من منطلق التعاطف والقبول، بتعبير أدق لا بد من التريث عند مخاطبة الجمهور على تنوعه وبالأخص الذين ينتمون لثقافات مختلفة، باختصار ضرورة مراعاة الخصوصية الثقافية للشعوب.

وهو ما تؤكد عليه د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس مشيرة لأن هذه الأعمال لم تراعي خصوصية المجتمعات وبالأخص الشرقية، كما أنها لم تراعي أيضا خصوصية «المثلي» سواء نفسيا أو اجتماعيا، كما لم تتمكن من مساعدتهم في إثبات اختلافهم المتعدد الأسباب بطريقة احترافية فنيا وعلميا.

غير أنها لا ترى في هذه المشاهد «المحشورة» مجرد وسيلة «رخيصه» لتحقيق الربح باللعب على غرائز مشاهد يبحث  فقط عن المتعة، ولكنها للأسف وسيلة يمارسها الغرب لتدجين وترويض العقل العربي ليقبل مع الوقت بكل ما يتعارض وثقافته و تقاليده والأعراف التي تربي عليها، وفي المقابل لا نقدم البديل المناسب لمواجهة هذا الخطر عبر محتوى يجتهد ليكون مماثلا في الجودة سواء على مستوى الشكل أو المضمون.

و تواصل خضر قائلة: للأسف لدينا استثمار جيد في المباني والطرق ولكننا لا نستثمر في الثقافة والفنون  للحفاظ على هويتنا وعلى الأجيال القادمة من مجمل محاولات تشويهها.

دعاوى مقاطعة

لا يوجد إحصاء دقيق حول عدد  المشاركات العربية على منصة نتفليكس، ولكنها بالتأكيد تتجاوز الملايين بالأخص في فترة الجائحة وساعات الحظر الطويلة التي حتما رفعت نسبة المشاركة، فلماذا لا تحرص إدارة المنصة على احترام ثقافة وقيم المواطن العربي؟

الملاحظ أن هذه المنصة لا تترصد المشاهد العربي فحسب، ولكنها أثارت حفيظة مجتمعات أخرى لما تقدمه من محتوى مثير للجدل من دون الاهتمام بمدى ملاءمتها، ما يفسر دعاوى المقاطعة التي تنطلق كل فترة لعل آخرها أزمة الفيلم الفرنسي Mignonne Cuties  أو «مينيون» الذي يتناول اهتمام الأطفال بالجنس،من خلال بطلة الفيلم الطفلة المسلمة التي تتمرد على أمها و قيمها وتتبع غرائزها، مما أثار غضب العديد من المشاهدين ومن ثم انطلقت دعوات مقاطعة المنصة والتي وصلت لأكثر من نصف مليون توقيع خلال يومين، الغريب أن المركز الوطني للاستغلال الجنسي للأطفال في أمريكا أبرز من تصدى لعرض الفيلم، كما هاجمه أعضاء من الكونجرس، إضافة لانتقادات عديدة على مستوى العالم.

أيضا وخلال  23 عاما اضطرت إدارة المنصة لحذف عدة أعمال فنية أو حلقات معينة من بعض الأعمال وذلك بناء على مطالب حكومية وفقا لما نشره موقع axios أكسيوس، ومؤخرا أيضا دخلت المنصة في صدام مع الحكومة التركية هددت بحظرها لتصبح معها أول دولة تحظر هذه المنصة بسبب إصرارها على طرح أعمال تروج للمثلية الجنسية وهو ما يتعارض و سياستها المحافظة.

مرة أخرى هل «تبشر» هذه المنصات أو الأكاديمية المانحة لجوائز الأوسكار بالمثلية الجنسية سواء عبر انتاجها  الأصلي أو التي تمتلك حق عرضها؟ خصوصا وأن بعض هذه الانتاجات يقدم صور ورديه عنهم؟ بتعبير آخر هل هذه الأعمال مجرد وسيلة لتحقيق الربح أم محاولة لغزونا ثقافيا ؟

الناقد الفني طارق الشناوي وفي تصريحات سابقة يرى أن الفيصل في التعامل مع هذه النماذج سواء تلك التي تظهر عبر أعمال نتفليكس أو من خلال الأفلام التي يرغب صناعها في المنافسة على جوائز الأوسكار، يتعلق  دوما بالرؤية الفنية أو بتعبير أدق يجب أن يكون التقييم فيها فنيا وفقط،  مؤكدا أن هذا هو المهم في أي عمل فني سواء كان بطله أسود أو أبيض وأيا كانت ديانته أو هويته.

الشناوي بدوره لا ينكر أن بعض هذه الأعمال لا يتعامل وفق هذه المعايير ما يضرب بالفن (دوره ورسالته والهدف منه) عرض الحائط.

 

موقع "أصوات أونلاين" في

29.09.2020

 
 
 
 
 

قوانين الـ"أوسكار" الجديدة: حرص على الفئات المهمّشة أو تقييد حريات؟

هوفيك حبشيان

"أتعلم لماذا أكره معاهد السينما؟ لأن الاستاذ يقف أمام الطلاب ويقول لهم ما الصح وما الخطأ. في القرن الحادي والعشرين، اذا أردتَ أن تنجز فيلماً، فأقل شيء ألا تلتزم القواعد". 

هذا ما قاله المخرج المجري الكبير بيلا تار في مقابلة مع "النهار"، عندما تناولنا معاً الاستقلالية والحرية اللتين يحتاجهما هو وأي سينمائي آخر لاتمام أفلامه. مسألة لا يبدو ان القائمين على أكاديمية فنون الصورة المتحركة وعلومها (المعروفة بالـ"أوسكار") يدركونها، واذا أدركوها فلا يولونها أي أهمية. هذا ما يتبدى جلياً بعد اصدار قراراتها الأخيرة المثيرة للجدل. كأنها ما عادت تكترث للسينما بقدر انشغالها بالمحاصصة على طريقة برلمانات الأنظمة الطائفية، حيث الأولوية هي توزيع الغنائم بشكل متساو، في حرص شديد على ارضاء كلّ الجماعات.  

ما هي هذه القرارات التي أحدثت جدلاً واسعاً عند اعلانها في مطلع الشهر الماضي والتي ستُطبَّق بدءاً من دورة العام ٢٠٢٤؟ باختصار، الأكاديمية قررت ان الأفلام التي لن ترفع راية التنوع في كلّ المجالات - التنوع الذي يروّج له الليبيراليون وبعض اليسار في هوليوود منذ فترة غير قليلة -، ستُسَدّ أمامها كلّ الأبواب، ولن تكون صالحة لدخول سباق الـ"أوسكار"في فئة "أفضل فيلم". على الأفلام اذاً اقامة اعتبار لـ"المشاعر" الجندرية والعرقية، كما انه عليها ان تمنح مساحة للأقليات غير المتمثّلة بشكل كاف في السينما، والا ستُطرَد من جنّة الـ"أوسكار". سوف يُستبعَد كلّ فيلم اذا كان الممثّلون فيه من البيض أو من الرجال حصرياً، ولا يوجد فيه على الأقل ٣٠ في المئة من الممثّلين الذين يتحدرون من أصول آسيوية أو شرق أوسطية أو غيرها من الأقليات العرقية والجنسية (وصولاً إلى ذوي الاحتياجات الخاصة) الموجودة على أرض أميركا. هذا القانون يلغي تلقائياً، عدداً غير قليل من الأفلام التي التفتت إليها الـ"أوسكار" نفسها سابقاً. 

ليت المسألة تقتصر على الممثّلين والممثّلات فحسب. ان الأكاديمية تفرض الشروط عينها على قصّة الفيلم. فعلى السينمائيين ان يتمحور جزء من قصصهم على المرأة أو على الأقليات العرقية أو على مجتمع الميم أو على الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. الشروط نفسها أيضاً وأيضاً تنسحب على طاقم العمل من رؤساء الأقسام (مدير تصوير، منتج، مونتير، الخ). فستّة منهم يجب ان يكونوا إما نساء وإما أقليات وإما مثليين وإما من ذوي الاحتياجات الخاصة. كذا بالنسبة إلى فريق الانتاج والترويج، الخ. وحددت الأكاديمية على الفيلم الالتزام بشرطين من شروطها المعلنة آنفاً كحدّ أدنى.

هذا القرار أقل ما يمكن القول فيه انه لن يفعل سوى تضييق الأفف ويفرض قيوداً على الفنّ السينمائي هو في غنى عنها، وخصوصاً في الفترة الراهنة حيث التحديات كثيرة، وستزداد على الأرجح في السنوات المقبلة. من كورونا إلى هجرة مشاهدي الصالات في اتجاه "نتفليكس"، السينما في حالة تخبط كبير لم يسبق لها مثيل. وكان من المتوقع ان يحدث الاعلان عن القوانين الجديدة أخذاً ورداً على وسائط التواصل الاجتماعي. فالـ"أوسكار" موضوع شعبي، حتى الذين لا يتابعون جديد السينما يدلون بدلوهم في النقاشات الحامية. 

بعض الانتقادات استخدم اسلوب التهكّم والهجاء، أما المشاهير فمعظمهم لاذ بالصمت، ولم يتجرؤوا على قول آرائهم، خشيةً على مصالحهم. الممثّل جيمس وودز من القلائل الذين عبّروا عن موقفهم، فنشر مقالاً عن القرار وكتب في أعلاه كلمة واحدة: جنون. الممثّلة كريستي آلي قالت عن القرار إنه "مهين ومجحف ويقيّد حرية المبدع"، قبل ان تحذف التغريدة لتوضّح بأنها مع التنوع ولكن ضد فرض كوتا في توظيف أي إنسان داخل أي عمل.  

لم يعد خافياً على أحد ان قراراً كهذا هو أحدث ما توصلت اليه الصوابية السياسية التي تسيطر على مجالات الفنّ والثقافة والترفيه في الغرب، وخصوصاً في الولايات المتحدة، منذ سنوات عدة، وهي محل تململ وسخرية عند كثيرين، ولكن قلّة تتجرأ وتقول رأيها بصراحة خوفاً من الاتهامات الجاهزة. الصوابية السياسية هي "مدرسة" تحاول فرض اجراءات لتجنّب كلّ أنواع الاساءات اللفظية وغير اللفظية إلى الأقليات، أو الفئات المهمّشة والمضطهدة الآن وعبر التاريخ. هذا الخط يمتلك تصوّراً معيناً عن المجتمع المثالي، لذا يحاول تدوير الزوايا لتقديم لغة منقّحة وخشبية، حيناً عبر حذف كلمات يعتبرها مسيئة، وحيناً عبر استبدال مفردات معينة بمفردات أخرى. وعندما لا تُحل مشكلتهم بالترقيع، يدعو بعض أسياد الصوابية السياسية إلى الاقصاء، وهذه تُسمَّى "ثقافة الالغاء". 

الهدف من هذا كله في نظرهم هو إخراج المجتمع من الأطر النمطية السلبية. الخطوة جيدة لو لم تتحوّل هي نفسها إلى أداة سلطة وتحكّم وابتزاز في أيدي مستخدميها، كما هو حاصل الآن في قضية الـ"أوسكار". في هذا الاطار، يُذكر ان مهرجان برلين هو الآخر أعلن قبل شهرين خضوعه لتغييرات مهمّة تراعي اعتبارات "سياسات الهوية". أبرز هذه التغييرات عدم الفصل بعد الآن بين جائزتي أفضل ممثّل وممثّلة، لتجنب أي تمييز بين الرجال والنساء. نتيجة ذلك ستُمنح اعتباراً من دورة عام ٢٠٢١ جائزة "دبّ فضّة" لأفضل أداء رئيسي وآخر مساند، بدلاً من أفضل ممثّلة وأفضل ممثّل. بحسب الادارة التي أخذت هذا القرار، فـ"التوقف عن الفصل بين الجوائز بحسب الجنس يُعدّ مؤشراً إلى إدراك أكثر مساواةً للنوع الاجتماعي في أوساط السينما”.

هذه ليست المرة الأولى التي تجد الـ"أوسكار" نفسها وسط مهاترات كهذه. فقبل بضع سنوات، سيقت ضدها حملة تحت عنوان "أوسكار سو وايت"("أوسكار بيضاء جداً") التي أحدثت خضّة. حدث ذلك في كانون الثاني من عام ٢٠١٥، والحملة أطلقتها محامية اسمها أبريل راين عبر "تويتر". في غضون ساعات، انتشرت التغريدة التي أرسلتها راين وهي تتابع إعلان الترشيحات في الصباح الباكر، وتبيّن لها ان الممثّلين العشرين المرشّحين كانوا من البيض. مع الوقت، أصبحت هذه العبارة نداءً عالمياً لجعل الـ"أوسكار" وأوساط هوليوود والترفيه أكثر تنوعاً. بعد ثلاث سنوات من ذلك، في العام ٢٠١٨، ألقت حركة "مي تو" ("أنا أيضاً")، ظلالها على الـ"أوسكار". الحركة المناهضة للتحرش الجنسي التي أطلقتها بدايةً الممثّلة أليسا ميلانو، كانت نجمة حفلة توزيع جوائز الـ"أوسكار" الـ٩٠. هذا كلّه، بالاضافة إلى المناخ المضطرب الذي تعيشه أميركا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً، أجبرا الأكاديمية على إدخال تعديلات جوهرية وجذرية على قواعد اللعبة، ففتحت مثلاً الباب على عدد كبير من الأعضاء المصوّتين في السنوات الأخيرة، والدفعة الأخيرة منهم كانت في تموز من العام الحالي، وذلك للتصدي لتهمة الانحياز المنتظم للرجال البيض. ٨١٩ عضواً جديداً انضموا إلى صفوفها، بنسبة ٤٥ في المئة من النساء و٣٦ في المئة من الأقليات. 

هذا الهوس للاصلاح يأتي أيضاً من حرص الأكاديمية على صورتها في زمن وسائط التواصل حيث لكلّ شخص حق الاعتراض وابداء الرأي، فيتحوّل الاعتراض أحياناً إلى كرة ثلج تهدد العروش. في المقابل، هواجس السينمائيين جادة ويجب أن تُؤخذ في الاعتبار. يخشى هؤلاء ان تتحول الصوابية السياسية ماكارثية جديدة و"مطاردة ساحرات" نسخة ما بعد كورونا، في بلد كان يضع سينمائيين على لوائح سوداء ويحاكمهم على آرائهم وميولهم السياسية، فقط قبل ٨٠ سنة. لذلك، يسأل كثر ما اذا كانت دعوة الأكاديمية إلى المزيد من التنوع داخل الصناعة السينمائية حقاً يُراد منه باطل. أياً يكن، مجرد فرض كوتا على الفنّ، يعني التوجه بإهانة غير مقصودة إلى هذه الفئات. فالاعتقاد سيبقى راسخاً عند كثيرين بأن هناك أشخاصاً يُفرضون فرضاً لا بسبب كفايتهم بل لأنهم يحظون بدعم.

 

النهار اللبنانية في

10.10.2020

 
 
 
 
 

الفيم التركي "معجزة في الزنزانة"... هل يصل إلى قائمة الأوسكار النهائية؟

رحاب ضاهر

أعلنت وزارة الثقافة والسياحة التركية عن ترشيح فيلم "معجزة في الزنزانة 7"، للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي ممثلاً للسينما التركية، على أن تختار  لاحقاً أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، القائمة النهائية للأفلام المرشحة عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

وجاء اختيار الفيلم الذي عرض في الصالات التركية في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، من قبل لجنة شكلت من المديرية العامة للسينما ومؤلفة من 16 شخصاً من العاملين في مجال السينما، وتم اختياره من ضمن 23 فيلماً.

الفيلم الذي حقق نجاحاً حين عرض في تركيا منذ عام، اعتبر الأكثر مشاهَدة وحقق أرباحاً بقيمة 90 مليون ليرة تركية (قرابة 15 مليون دولار).

ولكن الفيلم لم يحظ بشهرة عالمية خارج تركيا، إلا بعد أن عرض في آذار/ مارس الماضي على منصة نتفليكس، وبات ضمن المراكز العشرة الأولى على نتفليكس في العديد من الدول خاصة في أميركا الجنوبية، وأوروبا والعالم العربي.

 رغم أن الفيلم كان متاحاً ومترجماً عبر بعض المواقع على الإنترنت قبل أن تعرضه شبكة نتفليكس، ولكن حالفه الحظ بأنه عرض إبان تفشي جائحة كورونا في العالم والتزام غالبية دول العالم بالحجر المنزلي، حيث زاد الإقبال على مشاهدة الأفلام عبر نتفليكس.

الفيلم مأخوذ من فيلم كوري صدر عام 2013، وحمل الاسم نفسه، وتدور أحداثه في الثمانينيات حول ميمو الذي يقوم بدوره الممثل أراس بولوت اينملي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتهم بقتل ابنة أحد الضباط العسكريين، ويصدر بحقه حكم بالإعدام.

ويُظهِر الفيلم تسلط العسكر في تركيا على الناس خلال تلك الفترة، إذ يتم إلصاق التهمة بميمو ظلماً وإرغامه على أن يبصم على اعترافه بالقتل، رغم أنه ليس بكامل قواه العقلية ولم يعترف بجريمته، ويدخل السجن وتمنع عنه زيارة ابنته الوحيدة أوفا.

يبدأ الفيلم في عام 2004 لحظة إعلان إلغاء حكم الإعدام في تركيا، وتكون أروفا ابنة ميمو، التي قامت بدورها وهي صغيرة الطفلة نيسا صوفيا، وقد أصبحت شابة وتستمع لبيان إلغاء عقوبة الإعدام، وتعود بها الذاكرة إلى قريتها وهي طفلة.

ورغم نجاح الفيلم وبطله أراس في تقديم شخصية ميمو الذي يعاني من قصور ذهني، إلا أنه وبعد إعلان تمثيله تركيا في ترشيحات الأوسكار، تعرض الفيلم لانتقادات، لأنه مقتبس من فيلم أجنبي، وهذا أمر قد يجعل لجنة الأوسكار تستبعده.

في حين دافع بعض المعجبين ببطل الفيلم اراس بولوت انيملي، بالقول إن الترشيح جاء بناء على نجاح الفيلم وإيراداته، ولا يضير إن كان مقتبساً من فيلم أجنبي.

 

العربي الجديد اللندنية في

13.11.2020

 
 
 
 
 

"ستموت في العشرين" يمثل السودان في ترشيحات "أوسكار"

الخرطوم/ العربي الجديد

أعلنت اللجنة الوطنية في وزارة الثقافة والإعلام السودانية عن اختيار فيلم "ستموت في العشرين"، للمخرج أمجد أبو العلاء، لتمثيل البلاد ضمن حزمة جوائز "أوسكار" التي ستعلن ترشيحاتها الرسمية للمنافسة في 15 مارس/آذار المقبل.

"ستموت في العشرين" نال "جائزة أسد المستقبل" في مسابقة "أيام فينسيا"، في اختتام فعاليات الدورة السادسة والسبعين من "مهرجان فينسيا السينمائي الدولي" في سبتمبر/أيلول عام 2019.

وهو أول فيلم روائي سوداني طويل ينتجه طاقم عمل محترف في الآونة الأخيرة، كما أنه الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الشاب السوداني أمجد أبو العلاء. ويعتبر الفيلم الروائي الأول في تاريخ السودان منذ عشرين عاماً، والسابع في تاريخها.

حكاية الفيلم مستوحاة عن قصة "النوم عند قدمي الجبل" للروائي السوداني حمّور زيادة، في المجموعة التي تحمل العنوان نفسه، إذ يولد "مزمّل" في قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، فيتلقى نبوءة تفيد بأنه سيموت في سن العشرين، لذا يعيش أيامه في خوف وقلق إلى أن يظهر في حياته سليمان، وهو مصور سينمائي متقدم في العُمر.

وتجري حكايات أحداث الفيلم في عوالم صوفية، وتتناول تأثير المجتمعات على الفرد وخنوعه لها وفكرة الخروج منها.

الفيلم صُوّر في مدن وولاية الجزيرة وسط السودان، بتمويل مشترك بين السودان ومصر وألمانيا وفرنسا والنرويج.

وفي حوار أجراه الزميل سامي عبد الله مع المخرج أمجد أبو العلاء، في سبتمبر/أيلول عام 2019، قال الأخير إنه كان محظوظاً بالحصول على منحة "مؤسسة الدوحة للأفلام" التي فتحت أمامه الأبواب للحصول على منح أخرى.

وأشار أبو العلاء، في المقابلة نفسها، إلى أنه قدّم في فيلمه تحيات في 7 مَشاهد لـ7 مخرجين: يوسف شاهين وشادي عبد السلام وثيودوروس أنغلوبولوس وأندري تاركوفسكي وجيوسيبي تورناتوري والمخرج السوداني جاد الله جبارة، واصفاً صناعة فيلم في السودان بـ"الثورة".

 

العربي الجديد اللندنية في

17.11.2020

 
 
 
 
 

مسلسل «التاج» في موسمه الرابع

يشهد صعود أشهر سيدتين في تاريخ بريطانيا المعاصر

حسام عاصي

لوس أنجليس – «القدس العربي»: بعد أن سبر الأحداث التاريخية التي بلورت النظام البريطاني الملكي المعاصر، منذ اعتلاء الملكة اليزابيث الثانية العرش عام 1952 حتى السبعينيات في ثلاث مواسم، يصل مسلسل «التاج» في موسمه الرابع – الذي ينطلق هذا الأسبوع على شبكة «نتفليكس» – إلى حقبة محورية في تاريخ المملكة وهي الثمانينيات، التي شهدت صعود أشهر سيدتين في تاريخ بريطانيا المعاصر، وهما الأميرة ديانا سبنسر، التي تتزوج من ولي العهد تشارلز عام 1981، ورئيسة الوزراء مارغريت تاتشر، التي تفوز بالانتخابات عام 1979 وتبقى في منصبها حتى عام 1990.

لهذا يعتبر الموسم الرابع الأكثر ترقبا. لكن انطلاق أي موسم من مسلسل «التاج» يعتبر حدثا بحد ذاته، وذلك بفضل الشهرة العالمية التي اكتسبها منذ عرض موسمه الأول عام 2016 حيث قدم الأحداث التي قادت الأميرة إليزابيث ابنة الـ 26 الى اعتلاء العرش بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عام 1952.

سيرة حياة الملكة

من المفارقات أن صناعة الأفلام والتلفزيون أُصيبا بالصدمة عام 2015 عندما ورد في الإعلام أن «نتلفيكس» قررت استثمار ما يقارب 150 مليون دولار في إنتاج الموسم الأول لمسلسل تلفزيوني جديد يرصد سيرة حياة الملكة البريطانية، اليزابيث الثانية وهو «التاج» ليصبح أكثر المسلسلات التلفزيونية تكلفة في تاريخ صناعة التلفزيون بعد مسلسل «صراع العروش».

لكن تلك الصدمة تلاشت بعد إطلاق نتفليكس المسلسل عام 2016 إذ تصدر قائمة أكثر الأعمال السينمائية والتلفزيونية مشاهدة على شبكتها، فضلا عن نيله العديد من الجوائز القيمة، مثل الإيمي والغولدن غلوب والبافتا. وكرر تلك الإنجازات في موسمَيه اللاحقين الثاني والثالث، ليصبح أحد أكثر مسلسلات نتفليكس نجاحا.
نجاح المسلسل عُزي لمؤلفه وصانعه، كاتب السيناريوهات الشهير بيتر مورغان، المعروف بكتابة سيناريوهات أعمال سينمائية وتلفزيونية بارزة، مثل «الملكة» و«فروست نيكسون» و«آخر ملوك سكتلند» و»بوهيميان رابسودي».
وفي حديث معه الأسبوع الماضي عبر خدمة «زوم» كشف لي أن السر وراء نجاح أي عمل سردي درامي هو الصراع. «دائما أحاول إيجاد صراع غير اعتيادي أو متوقع. فعندما أتذكر حدثاً تاريخياً أو لحظة ما، أتساءل كيف بدى الأمر في الكواليس. ومن ثم عليك أن تقوم بدراسة وبحث الحدث لمدة ما. وبعدها عليك أن تنسى البحث وتركز على جعل النص شريطاً دراميا.»

فعلًا «التاج» يسبر صراعات الملكة إليزابيث مع أفراد عائلتها ورؤساء حكوماتها، منذ اعتلائها العرش في بداية الخمسينيات حتى حقبة الثمانينيات التي شهدت أكثر الصراعات حدة وتأثيراً على مؤسسة التاج البريطاني وأوقعتها في أزمات سياسية واجتماعية لا سابق لها، مجبرة إياها على تغيير نهجها وبروتوكولاتها الرسمية من أجل إخمادها.

يشتعل الصراع الأول بين الملكة ورئيسة حكومتها تاتشر عندما ترفض الأخيرة التوقيع على وثيقة الكومنولث لمقاطعة نظام «الأبارتهايد» الجنوب أفريقي العنصري، التي بادرت بها ملكتها، ما يضع الملكة في أزمة دستورية ودولية. فمن جهة، أُحرجت أمام زعماء دول الكومنولث البريطاني، الذي ترأسه ومن جهة أخرى تثير الجدل في بريطانيا حول حيادية منصبها فهي لا تملك صلاحيات تنفيذية ولا يمكنها أن تفرض قراراتها أو رأيها على رئيسة الحكومة المنتخبة.

وفي لقاء عاصف بين السيدتين، تذّكر تاتشر ملكتها أنها لم ترث منصبها مثلها، بل كان عليها أن تكد منذ طفولتها لكي تحقق حياة كريمة وأنها اُنتخبت من قبل الشعب بدلاً من أن تفرض عليهم مثلها.

من المفارقات أن تاتشر، التي كانت تكنى بـ «المرأة الحديدية» كانت أول امرأة تترأس الحكومة البريطانية، ومع ذلك كانت أول رئيسة حكومة تتحدى الملكة.

لكن جيليان أندرسون، التي تجسد دورها ببراعة، لا تعتقد أن ذلك التحدي نبع من غيرة نسائية. «تاتشر كانت شخصاً مليئاً بالتحديات» تقول النجمة الأمريكية، المعروفة عن دورها في مسلسل الخيال العلمي الشهير، (ملفات إكس). «أنا متأكدة أنها تحدت معظم الأشخاص الذين تعاملت معهم. فهي لم تعرف كيف تتراجع. كانت تسير قدُما بشكل مذهل. ولا أعتقد أنها كانت تعرف كيفية عدم تحدي المواقف. وبالتالي أتخيل أن ذلك كان معقداً في علاقتهما، بالنظر إلى أن هذا يناقض تماماً تصرف الملكة، التي وظيفتها الجلوس والمراقبة وعدم إبداء أي رد فعل. وتاتشر لا يمكنها إلا أن ترد».

أما الصراع المحوري الآخر فيشتعل بين ولي العهد، الأمير تشارلز وزوجته اليافعة الأميرة ديانا، التي تتمرد عليه وتقيم علاقات مع رجال آخرين، عندما يرفض قطع علاقته الرومانسية مع حبيبته كاميلا، ويزيد عداؤه وعداء عائلته لها عندما تستحوذ على محبة الناس وتصبح أكثر شعبية منهم بفضل استقلاليتها ورفضها الامتثال لقوانينهم الصلبة، المبنية على تصرفات تظهرهم ككائنات بشرية أرقى من عامة الشعب.

«أعتقد أن شعبيتها حدثت بالصدفة» تقول ايما كورين، التي تؤدي دور ديانا. «لم تحصل على الحب والدعم اللذين أرادتهما واحتاجتهما من العائلة الملكية ومن ثم بدأ الشعب يحبها، ولكن ليس بشكل سطحي. فهم أحبوها بطريقة جعلتها تشعر أنها محبوبة للغاية ومعترف بها بطريقة لم تختبرها من قبل، ولهذا بدأت تجد عائلتها في الناس عوضاً عن العائلة الملكية.»

وهكذا تحولت ديانا الى «أميرة الشعب» فخسف نجم تشارلز، الذي صار يتهمها بسرقة الأضواء منه من خلال تصرفاتها الطفولية، كما وصفها.

من المفارقات أن تشارلز نفسه تعرض لقوانين العائلة الملكية الصارمة، التي حرمته من التعبير عن رأيه ومنعته من الزواج من حبيبته كاميلا.

أعضاء عائلة آخرون أيضا دفعوا ثمنا باهظا بسبب تلك القوانين؛ عمه الملك إدوارد الثامن أجبر على التنازل عن العرش والهجرة الى فرنسا، بسبب إصراره على الزواج من سيدة أمريكية مطلقة، بينما حرمت خالته الأميرة مارغريت من الزواج من حبيبها الأول، أيضا لأنه كان مطلقاً، فاستسلمت للإدمان على الكحول.

أفراد العائلة يكررون الخطأ مراراً

«هذا جزء كبير من المسلسل، حيث يرتكب أفراد العائلة الخطأ ذاته مراراً وتكراراً» يقول جوش أوكانار، الذي يجسد دور تشارلز للمرة الثانية «ذلك حدث مع عمه وخالته من قبل. أما تشارلز فقد غُرس في داخله أن واجبه هو فعل ما يُملى عليه وكان يتوقع من ديانا أن تضحي بحريتها مثله.»

وحسب المسلسل، تشارلز يواجه أيضا صراعاً مع والده الأمير فيليب، الذي يغار منه لأنه ارتقى إلى منصب أعلى منه، كما فعلت أمه قبله عندما اعتلت العرش.

لكن توباياس مينديس، الذي يجسد دور فيليب، يقر بأنه متأكد أن فيليب سينكر ذلك ويُدبر عنه.

«على أن أكرر هنا: إن هذا إسقاط بيتر وإسقاطنا نحن على ما نفهمه من تلك العلاقة. لكن من المؤكد أن علاقتهما تبدو معقدة» يضيف الممثل.

معظم الصراعات التي يقدمها المسلسل مستلهمة من السجلات الرسمية أو عناوين الصحف، لكن كواليسها ومجرياتها هي تخمينات أو إسقاطات اختلقها مورغان، دون أن يقابل أياً من أطرافها للتأكد من صحتها. «نحن نعلم بالضبط أين كانوا في أي يوم من أي عام من السجلات الرسمية» يقول مورغان. «ما نجهله هو ما كانوا يفكرون ويشعرون به وكيف كان مزاجهم وما كانت هواجسهم الخاصة، وما الذي كان يغضبهم. وهذا بحاجة الى كاتب درامي ليبتكره من خياله. ومهمتي هي أن أجعله دقيقا ومعقولاً قدر الإمكان والإبقاء عليه ترفيهيا.»

مثل «التاج» الذي يسبر حدثاً تاريخياً في كل حلقة من حلقاته، معظم أعمال مورغان التلفزيونية والسينمائية تتناول أحداثاً وشخصياتٍ بارزةً ومؤثرةً من الماضي البريطاني البعيد والقريب وباتت المصدر الأول للجماهير لمعرفة وفهم تاريخ وحاضر بريطانيا بدلاً من الكتب والوثائق الأكاديمية. لكنه يصر على أن غايته هي الترفيه وليس طرح التاريخ.«هذه مسؤولية كبيرة لي وأشعر بعدم ارتياح كبير حيالها. فالكتب هي مصدر التاريخ» يقول مورغان. «أوافقك الرأي لكن لم يكن لدينا في الماضي حواسيب حولنا تمكننا من البحث سريعاً عن أي شيء أو أخذ ملاحظات لنقوم بذلك في وقت لاحق.

إنها طريقة مختلفة للاستهلاك وإذا نظرت إلى أطفالنا فإنهم في الغالب يشاهدون الأفلام على منصتين أو ثلاث في آن معاً وهكذا يحصلون على تعليمهم. لهذا آمل أن يكون «التاج» عتبة انطلاق نحو أمور أخرى للناس وأن يشاهدونه مع «ويكيبيديا» فيمكنهم من فهم النصف الثاني من القرن العشرين، لأن الملكة والعائلة الملكية لديهم نفوذ دولي من خلال الكومنولث وما إلى ذلك، فيمكن لذلك أن يكون له وقع على نطاق دولي بطريقة جعلتها «نتفليكس» فريدة حقا».

بغض النظر عن صحة حقائق «التاج» فإن حبكته الدرامية تجعلنا نتصلب أمام الشاشة ويستحوذ علينا بفضل أماكن التصوير الفاخرة وأداءات الممثلين الرائعة والسرد التشويقي.

ونظراً لشعبية المسلسل الواسعة، قررت «نتفليكس» إنتاج موسمين آخرين مع طاقم جديد من الممثلين لطرح أحداث حقبتي التسعينيات والألفية الثالثة.

 

القدس العربي اللندنية في

18.11.2020

 
 
 
 
 

"200 متر" يمثل الأردن في الأوسكار

الفيلم فاز بجائزة الجمهور في مهرجان البندقية السينمائي، كما نال خمس جوائز في مهرجان الجونة السينمائي الأخير.

عمّان – قالت اللجنة الملكية الأردنية للأفلام إن فيلم “200 متر” للمخرج أمين نايفة وهو كاتب السيناريو أيضا، سيمثل الأردن في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في الدورة 93 للجائزة الأشهر عالميا في مجال السينما.

والفيلم مدته 90 دقيقة ومن بطولة علي سليمان ولنا زريق وغسان عباس ومعتز ملحيس وسامية قزموز بكري وآنا أونتربيرجر، وكان عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي بإيطاليا في شهر سبتمبر الماضي، حيث فاز بجائزة الجمهور، كما ظفر العمل بخمس جوائز في الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي.

جزء غير عادي من النظرة إلى الحياة اليومية الشبيهة بالحرب لكل الفلسطينيين

ويحكي “200 متر” قصة عائلة فلسطينية فرّقها الجدار الذي أقامته إسرائيل، ليسكن الأب مصطفى في الجانب الفلسطيني، والأم والأبناء في الجانب الإسرائيلي، وفي أحد الأيام يدخل أحد الأبناء المستشفى وهو لا يبعد سوى 200 متر عن والده، إلاّ أن وجود الحاجز فرض تحديا كبيرا على الزوجين، حيث منع الأب من الوصول إليه، لتتحوّل رحلة الـ200 متر القصيرة جدا إلى معاناة كبيرة، أشبه بأوديسا مُفزعة. ومن هناك ينطلق الأب في رحلة مليئة بالأهوال والمخاطر ليصل إلى ابنه في أوديسا تتحوّل فيها مسافة المئتي متر إلى “ألفي كيلومتر”.

وقالت اللجنة الفنية التي تشكلت لاختيار الفيلم برئاسة المخرج الأردني أمين مطالقة “بكتابته وإخراجه الرائعين، سيصمد هذا الفيلم عبر السنين ليتبوأ مكانة فريدة بين الأفلام العربية الكلاسيكية”.

وعند عرضه في مهرجان البندقية السينمائي وصفت الكاتبة والصحافية الإيطالية نينا روث الفيلم بأنه “تحفة أمين نايفة الهادئة، هو جزء غير عادي من النظرة إلى الحياة اليومية الشبيهة بالحرب لكل الفلسطينيين. الأمور ليست بسيطة على الإطلاق بالنسبة إلى الرجل الفلسطيني. إن ذهاب الفلسطينيين إلى العمل ورؤية أحبائهم، والسفر عبر بلادهم هو دائما عمل بطولي”.

وتستقبل أكاديمية علوم وفنون السينما في الولايات المتحدة الترشيحات من مختلف الدول لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي حتى الأول من ديسمبر القادم.

وفي وقت سابق أعلنت الجزائر ترشيح فيلم “هليوبوليس” للمخرج جعفر قاسم للجائزة، فيما اختار السودان فيلم “ستموت في العشرين” للمخرج أمجد أبوالعلاء، واختارت فلسطين فيلم “غزة مونامور” (غزة حبي) للأخوين عرب وطرزان ناصر.

ويقام حفل إعلان وتوزيع جوائز الأوسكار الأحد 25 أبريل 2021 في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا.

 

العرب اللندنية في

21.11.2020

 
 
 
 
 

تونس تختار "الرجل الذي باع ظهره" لتمثيلها في جوائز "أوسكار"

(رويترز)

اختارت تونس فيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هنية لتمثيلها في المنافسة على جائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي، في الدورة 93 للجائزة الأشهر عالمياً في مجال السينما.

الفيلم بطولة يحيى مهايني وديا ليان، كما شاركت فيه الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، وعُرض لأول مرة في "مهرجان البندقية السينمائي"، قبل أن يحصد جوائز عدة لاحقاً في مهرجانات مختلفة حول العالم.

وقالت وزارة الشؤون الثقافية في تونس، أمس الجمعة، في بيان "يلبي هذا الفيلم جميع المعايير الأهلية، كما هو مذكور في قواعد الترشح التي نشرتها أكاديمية أوسكار".

وعلى صفحتها في موقع "فيسبوك"، كتبت مخرجة الفيلم تعليقاً باللغة الإنكليزية ومعه صورة لتمثال جائزة "أوسكار" الشهير قالت فيه "شكراً للمركز الوطني للسينما والصورة على ثقتكم بي".

وبذلك يلحق "الرجل الذي باع ظهره" بأفلام بارزة رشحتها دول عربية للمنافسة على الجائزة منها "ستموت في العشرين" من السودان و"200 متر" من الأردن و"غزة مونامور" من فلسطين.

ومن المنتظر بدء التصويت الأولي على الأفلام المرشحة في الأول من فبراير/شباط 2021، على أن تبدأ الجولة الثانية من التصويت في الشهر التالي.

ويقام حفل إعلان وتوزيع جوائز أكاديمية علوم وفنون السينما في الولايات المتحدة (الأوسكار) يوم الأحد 25 إبريل/نيسان في هوليوود، في مدينة لوس أنجليس.

 

العربي الجديد اللندنية في

21.11.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004