ملفات خاصة

 
 
 

من باب الشعرية للاشتباكات السياسية والفنية.. ملخص حياة عزت العلايلي

إيمان مندور

عن رحيل الفنان

عزت العلايلي

   
 
 
 
 
 
 

في درب الملاح بحي باب الشعرية أحد أحياء القاهرة القديمة، ولد عزت العلايلي في 15 سبتمبر 1934، في أسرة متوسطة مكونة من أب يعمل محاسبا وأم ربة منزل، ليكون الولد الوحيد بين 5 شقيقات هن “عصمت وعفت وعنايات ونجوان وفاطمة”.

ولأنه الولد الوحيد كان الطفل المدلل لدى العائلة، وما إن بدأ يقترب من سن الدخول للمدرسة حتى انتقل مع أبيه وأمه وشقيقاته إلى الإسكندرية ليعيش عدة سنوات بشارع الرصافة بحي محرم بك، ويلتحق بمدرسة الحي، لكن مع تزايد صفارات الإنذار ودوي القنابل ليلا على الإسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية، عادت الأسرة إلى القاهرة وتحديدا حي السيدة زينب المتاخم لحي باب الشعرية مسقط رأسه، وليسكن بمنطقة “بركة الفيل” الواقعة بين شعبية حي السيدة زينب، وأرستقراطية حي “الحلمية الجديدة”، فيدرك في وقت مبكر حقيقة التفاوت الاجتماعي وأثره على الطبيعة الإنسانية.

التحق بعدها بمدرسة الحي “قذلار” الابتدائية، وتوهجت موهبته الفنية خلالها، سواء في حفظ الأناشيد والأغاني أو تقليد المعلمين والمغنين، وتحديدا الفنان محمود شكوكو، لينتقل بعدها إلى مدرسة الشيخ صالح وفيها التحق بقسم التمثيل ليحول قدرته على التقليد إلى ممارسة فن التمثيل وبث الحياة في شخصيات متخيلة.

حب الفن

كان لوالده أثرا كبيرا على حبه للفن والثقافة، إذ كان محبا للشعر والقراءة، وكان معتادا على اصطحاب ابنه لمشاهدة مسرح يوسف بك وهبي، ومسرح نجيب الريحاني، لذلك عشق الابن التمثيل منذ طفولته، فكان يبني مسرحا داخل الشقة من خشب السرير بعد خروج والديه، ويسمح للجيران بمشاهدة ما يقوم به من عروض ومونولوجات مقابل قرش… “منذ طفولتي قد حددت مساري ومصيري كفنان، لكن المدهش أن أبي أراد لي أن أكون محاسبا مثله، لكنه هو الذي نقل لي عدوى الثقافة والفن؛ فقد كان يلتقي مفكرين وفنانين وأدباء في بيتنا فيما يشبه الصالون الثقافي وكنت أحضره طفلا ومراهقا، كما كان يصطحبني لعروض مسرحية في عماد الدين مما جعلني أتشبع بالثقافة والفن”.

الظهور السينمائي الأول

أول ظهور سينمائي لعزت العلايلي كان في فيلم “يسقط الاستعمار”، وكان لا يزال صبيًّا في مدرسة الشيخ صالح الابتدائية في درب الجماميز بحي السيدة زينب، إذ عرض عليه زميل له يعمل والده “ريجيسير”، أن يصطحبه إلى استوديو “شبرا”، حيث طلب والد الزميل أن يصطحب معه أي عدد من التلاميذ يرغبون في الظهور على شاشات السينما، فعرض التلميذ على زملائه، ولم يوافق منهم سوى عزت العلايلي، الذي ذهب من دون علم أسرته، على أمل أن يعود في موعد عودته من المدرسة.

لكن الأمر لم يكن بالسهولة التي توقعها، إذ بقي في الاستوديو حتى السادسة من صباح اليوم التالي، صور خلالها مشهدا واحدا ضمن تلاميذ في مدرسة يخرجون في جماعة يرددون “يسقط الاستعمار”، حصل منه على أجر قدره عشرة قروش أنفقها على طعامه وشرابه، هي وما كان معه من نقود، ليعود إلى بيته في حي السيدة زينب صباح اليوم التالي، سيراً على الأقدام، ليجد أسرته قد أبلغت الشرطة عن اختفائه ويبحثون عنه في كل الأماكن، ليتلقى من أسرته درساً قاسياً لم ينسه.

التربية الدينية

يعتبر عزت العلايلي أن القرآن الكريم أهم ميراث له تلقاه من أبويه، فقد حفظ أجزاءً كثيرة منه على يد والده، وكانت أمه تراجع معه ما حفظه على يد أبيه، فقد نشأ على القرآن في البيت رغم عدم ذهابه إلى الكُتَّاب الذي كان منتشراً وقتذاك، وتلقى أغلب جيله تعليمه الديني من خلاله، لكنه لم يحظ بهذه الفرصة، لكن والده عوَّض هذا الفارق عندما كان يواظب على تحفيظه بعض آيات القرآن حتى قبل أن يلتحق بالمدرسة.

يقول عزت: “حفظي للقرآن كان بمنزلة الرقيب لي في تصرفاتي وعلاقتي مع زملائي بمعنى أن أبي لم يحفظني القرآن فقط بل كان يفسر لي ما أحفظه ويعلمني القيم القرآنية، فكان يحذرني من الكذب أو إيذاء الآخرين وبمرور الأيام وجدت نفسي مرتبطاً بالقرآن ومواظباً على قراءته ومراجعة ما حفظت”.

النشأة الدينية منذ الصغر ظلت معه حتى رحيله، فقد قام بحج بيت الله الحرام أكثر من مرة، لا سيما في فترة التسعينيات‏، وفي المرة الأولي حرص على لمس الكعبة والتعلق بأستارها.. “ما زلت أذكر مشاعري وقتها فقد شعرت أن شراييني ترقص‏،‏ وأذكر أيضًا أن كل ما دعوت به لنفسي وزوجتي وأولادي قد تحقق، وفي المرة الثانية عشت نفس التجربة بكل مشاعرها وتمنيت لو أنني أستطيع أداءها كل عام”.

وفاة الأب

توفي والده في مرحلة عمرية مبكرة، الأمر الذي جعل أسرته تواجه ظروفا صعبة ودفعته للخروج للعمل لتدبير احتياجات شقيقاته. وكانت لحظة الرحيل صعبة ولم ينسها، فقد كان له شقيق توفي في صغره، وهو ما تذكره الأب لحظة خروج الروح.. “كان ليا أخ توفى زمان وهو صغير.. أبويا لما كان بيطلع في الروح قالي يا عزت، قولتله نعم يا بابا، قالي شيل اخوك من على كتفي”.

عندما توفي والده قادته ظروفه إلى امتهان العديد من المهن للإنفاق على أسرته، وليلتحق في أثناء عمله بالمعهد العالي للتمثيل العربي عام 1955، والذي تحول فيما بعد إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، وتتلمذ فيه على يد فتوح نشاطي ونبيل الألفي وعبد الرحيم الزرقاني ولويس عوض ومحمد مندور.

لم يدخل التمثيل فورا بعد تخرجه، بسبب رعايته لشقيقاته ووالدته، مما اضطره للعمل كمعد برامج في التلفزيون، الذي بدأ إرساله في نفس عام تخرجه، وراح يعلن عن حاجته إلى معدي برامج، فضلاً عن بقية المهن الفنية، فحقق عزت وقتها نجاحا في الإعداد التليفزيوني، حيث أعد برنامج “رحلة اليوم” وكان يجوب به المحافظات لتصوير أفلام قصيرة عن كل محافظة في يوم واحد، ولفت البرنامج انتباه الرئيس جمال عبد الناصر، وطالب بالمزيد من هذه النوعية التثقيفية من البرامج التي تعرف المصريين بتراث وتاريخ ورموز بلدهم.

المراهقة السياسية

تطور وعي عزت العلايلي في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، وتعلق بثورة يوليو كانتفاضة طليعية قادت الشعب المصري نحو تحقيق أحلامه التي عبرت عنها أجيال ذلك الزمان، لكنه مرَّ في شبابه بمرحلة مراهقة سياسية، والتي يعتبرها ظاهرة طبيعية يمر بها كل شاب في فترة تكوين وعيه وأفكاره السياسية، ويؤكد أنه كان نسخة طبق الأصل من “إبراهيم” الطالب الوطني في فيلم “بين القصرين”… “أنا كنت كدة بالظبط، وكنت رزل جدًا في وطنيتي، واتعصب وأتخانق وكنت سخيف في الوطنية، ولا أقبل إن أي حد يتكلم معايا عن فكرة أنا مؤمن بيها”.

كان للأمر جوانب إيجابية وأخرى سلبية بالتأكيد، ففي عام 1950 قرأ عزت العلايلي إعلاناً أمام مكتب أحد المحامين في حي السيدة زينب، يطلب من الراغبين بالتطوع مع الفدائيين بالإسماعيلية تسجيل أسمائهم للمشاركة، ووقتها قرر المشاركة وذهب إلى الإسماعيلية وساهم في نقل السلاح إلى الفدائيين هناك، ولكن بعد محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في منطقة المنشية بالإسكندرية في عام 1954، تم إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن لمدة 3 أشهر، وذلك بعدما تبين أن المحامي الذي سجل اسمه عنده ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، لكن تم الإفراج عنه لاحقاً واعتبر فترة السجن مهمة في حياته حيث تعرف على كبار المفكرين والمثقفين في هذا الوقت.

لذلك بعد امتهانه التمثيل، دخل عزت العلايلي في مجموعة من التجارب الفنية التي اتسمت بالجرأة في اختيار الموضوعات التي تطرحها وبقوة أبنيتها الدرامية ولغتها السينمائية الراقية. وتميز معظمها بمناقشة ملفات سياسية تعبر عن مراحل تاريخية في حياة مصر وخاصة المرحلة الناصرية.

تأسيس مسرح التليفزيون

شارك عزت العلايلي مع الفنان رشوان توفيق والمخرج أحمد توفيق في تأسيس مبنى مسرح التليفزيون، فقد كانوا زملاء دفعة واحدة وتخرجوا سويا من المعهد العالي للمسرح، وكانوا يريدون مسرحا ينفذون عليه عروضا مسرحية من المسرح العالمي لتسجيلها وإذاعتها في التليفزيون، لذلك توجهوا لماسبيرو وكانوا ينامون على البلاط في الاستوديوهات ويقيمون بالمبنى الذي كان تحت الإنشاء وقتها، إلى أن أسسوا مسرح التلفزيون وكانوا يعرضون المسرحيات العالمية مجاناً للجمهور، ثم تصور وتعرض تلفزيونياً، وشهدت إقبالاً كبيراً في أوائل الستينات من القرن الماضي، وأدى النجاح لتحويل ميزانيتها لرئاسة الجمهورية بتعليمات شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر، وكانت هذه الفرق نافذة لاكتشاف الكثير من الممثلين، إذ خرج منها عادل أمام وسعيد صالح وصلاح السعدني.

النجاحات الفنية

وجد عزت الفرصة الحقيقية في عالم التمثيل عندما تم ترشيحه للمشاركة في فيلم “رسالة من امرأة مجهولة” إنتاج عام 1962، وبعدها توالت أعماله الفنية، وكانت أغلبها مع مخرجين كبار مثل يوسف شاهين وصلاح أبوسيف. لذا كان صاحب رصيد كبير من الأفلام التي تضمها قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ومن هذه الأفلام “بين القصرين، والأرض، والسقا مات، والاختيار، وإسكندرية ليه، وقنديل أم هاشم، وزائر الفجر، وعلى من نطلق الرصاص، وأهل القمة، والطوق والإسورة، والمواطن مصري”، فضلا عن فيلم “الطريق إلى إيلات” أحد أشهر الأفلام التي روت تفاصيل تدمير سفن حربية في ميناء “إيلات” بعد النكسة بشهور قليلة، وتقاضى عزت 23 ألف جنيه أجرا عن دوره في الفيلم، ليؤكد في أحد حواراته لاحقا أنه كان مبلغا متواضعا جدا في تلك الفترة، لكنه وافق عليه من أجل تقديم فيلم تاريخي وطني ذو قيمه، لذلك لم يهتم بضعف الأجر.

أيضا كثير من الأفلام التي قدمها عزت العلايلي كانت لأدباء كبار من أجيال متعاقبة، بدءا من على أحمد باكثير ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس ويحيى الطاهر عبد الله.

كما قدم أكثر من عمل تاريخي، منها فيلم “القادسية” ومسلسل “بوابة الحلواني” و”الطريق إلى إيلات”، كما كان صاحب الرصيد الأكبر كفنان مصرى من الأفلام التي أنتجتها دول عربية أخرى منها الجزائر وتونس والمغرب والعراق وسوريا ولبنان. لذلك استطاع أن يكتب اسمه في أكبر موسوعة للسينما في العالم والتي أرخت لأعظم الأفلام منذ عام 1896 وحتى 2002، ولم يذكر فيها من أسماء الأفلام العربية إلا ثلاثة فقط هي: “الاختيار، السقا مات، باب الحديد” والأول والثاني من بطولته.

كما تألق العلايلي في الدراما التلفزيونية وشارك في بطولة عشرات المسلسلات، منها “قيد عائلي، الجماعة، الشارع الجديد، العنكبوت، اللص والكلاب”، ونال العديد من الجوائز تقديرا لموهبته وإسهاماته الفنية.

اختيارات موفقة ولكن!

اختيارات العلايلي لم تكن موفقة طوال الوقت، شأن أي فنان، لكن يؤخذ عليه مشاركته في فيلم “ذئاب لا تأكل اللحم”، الذي تضمن مشاهد ساخنة وعري كامل لبعض الفنانات، لذلك تعرض لهجوم كبير حينما انتقد فيلم “حلاوة روح” إبان الأزمة التي تزامنت مع عرضه، ليقول عنه الناقد طارق الشناوي: “لا يحق لعزت العلايلي الذي قدم فيلماً اسمه (ذئاب لا تأكل اللحم) مع ناهد شريف وفيه الكثير من مشاهد العريّ أن يعطي رأيه بفيلم (حلاوة روح) بمثل تلك الطريقة، وأؤكد أنه مفروض على الفنان، حتى مَن يقدم أدواراً متحفظة، ألاّ يهاجم الفيلم”.

لم يحب العلايلي الحديث عن هذا الفيلم، والذي شارك فيه بعد سنوات قليلة من دخوله مجال التمثيل، وتحديدا في عام 1973، لكن يحسب له أيضا أنه بعد نجوميته وشهرته الفنية الواسعة وحصوله على العديد من التكريمات، عرض عليه في بعض فترات الركود العديد من الأفلام التي وصفها أنها تشبه “ساندويتشات التيك أواي”، ولكنه رفضها كلها لدرجة أن الناقد الراحل كمال الملاخ اتصل به ذات يوم وعاتبه بأن كل المنتجين يشكون منه لرفضه أفلامهم. فقال له العلايلي: “حتى لو لم يكن في بيتي مليم واحد فلن أعمل في أفلام “زغزغيني يا لمونه”. وكان يقصد بها الأفلام التي لا تقدم للجمهور أي شيء. وفيما بعد برر العلايلي موقفه هذا بقوله: “بعد أن تذوقت طعم الفن الحقيقي وبعد مشاركتي في أكثر من مهرجان وحصولي على جوائز دولية ومحلية لم يعد في إمكاني أن أتنازل من أجل المادة أو من أجل الانتشار، وعموما أنا لا أحب مبدأ التنازل لا في العمل ولا في الحياة الشخصية”.

علاقته بمبارك

كان عزت العلايلي من أبرز الفنانين أصحاب التوجهات السياسية الواضحة، فقد دعم ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كما رفض حكم الإخوان وانتقد طريقتهم في الحكم، ودعم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر باعتباره الأقدر والأفضل لقيادة مصر في الوقت الحالي.

لكن رغم درايته الكاملة بالوضع السياسي لمصر، إلا أنه لم يتخيّل أن عهد مبارك سيشهد ثورة حقيقية، رغم أنه كان يرى العديد من المقدمات لهذه الثورة، ومنها ترهل الحكم واتجاهه إلى التوريث، ففي نهاية عام 2010 التقى بالرئيس السابق مبارك بناءً على طلب منه لبحث عدد من قضايا الفن والفنانين، وبالفعل أخطرهم فاروق حسني بالموعد الذي حددته الرئاسة، وتوجه بصحبة عدد من الفنانين في الموعد المقرر، منهم حسين فهمي ويسرا، وجلسوا مع رئيس الجمهورية يتحدثون في قضايا الفن، وكان اللقاء مفتوحاً وصريحاً وتطرق إلى مختلف الأوضاع، لكن فوجئوا بأن مبارك شارد الذهن أو بمعنى آخر “تايه” أثناء استماعه إليهم في الاجتماع الذى استمر قرابة 4 ساعات، لذلك ندم على حضور هذا الاجتماع لأنه فهم لاحقا أنه كان لتلميع وجه النظام.

الحياة الشخصية

لم يكن عزت العلايلي من هواة السهرات أو التواجد كثيراً في المناسبات الفنية العامة، فقد عشق الهدوء والقراءة ومتابعة الأحداث الفنية والإخبارية أمام شاشة التلفاز، التي أصبحت حديث الساعة. كما قضى كثيرا من أوقاته أيضا في قراءة القرآن الذي لم يفارق غرفته، سواء كانت غرفة نومه أو غرفة مكتبه، التي يقضي بها معظم ساعات النهار.

لم يعرف قلبه الحب إلا مرة واحدة، ولم يتزوج إلا ممن أحبها، ففي عام 1963 تزوج من السيدة سناء الحديدي، وأنجب منها طفلين “محمود ورحاب”، واستطاعت أن توازن بين مهنته في التمثيل التي تجعله مشغولا دائما وبين أبنائهما، فكانت العنصر الأهم في الأسرة، والداعم الأكبر له وللأولاد.

ومن اللافت أنه لم تطارده شائعات الزواج والطلاق على غرار بعض الفنانين، فقد عاش حياة هادئة مع زوجته، لم تظهر معه في أي مناسبة، ولم تحضر عرض أي فيلم، ورغم محاولات البعض إحداث وقيعة بينهما، لكنهما كانا قد تعاهدا منذ البداية على الصدق والمصارحة، وكان لديها ثقة كاملة به، ولم تشعر بغيرة من أي ممثلة، بل كان لديها صداقات من الوسط الفني، أهمهم سعاد حسني التي كانت تبوح لها بكل أسرارها الخاصة.

استمر الزواج قرابة 54 عاما، حين توفيت زوجته في يوليو 2017، فتأثر بشدة بعد رحيلها، ودخل في نوبة حزن عميقة… “أحببتها من صغري وكذلك هي، كانت بيننا أحلام طفولية وشبابية وكهولية أيضاً، تزوجنا وعشنا معاً أجمل أيام العمر، صنعت من أجلي كل خير ومودة وحب، كانت معطاءة لي بلا حدود، لم تبخل عليّ وعلى أولادنا بشيء، حتى اللحظات الأخيرة في حياتها، عاشت مخلصة كل الإخلاص لي ولهم. الآن أستطيع القول إن الحياة من دونها صعبة، لم أكن أعرف أنها هتبقى صعبة كده، رحيلها صعب عليّ الدنيا، تركتني ورحلت، أعترف بكل صراحة بأن أكثر حدث هزني من رأسي حتى قدمي أني أستيقظ كل صباح ولم أجدها بجواري كما اعتدت، رحلت وأخذت معها كل شيء وقد كانت بالنسبة إليّ كل شيء”.

رحلت الزوجة وتركت لعزت أهم شخصين في حياته “محمود ورحاب”، فقد درس محمود طب الأسنان منذ سنوات طويلة، فضلا عن تجاربه العابرة في تقديم البرامج والتمثيل، فقد خاض تجربة إعلامية بجانب عمله كطبيب حيث شارك في تقديم برنامج “كل ليلة” على قناة “نايل لايف”، واستضاف خلاله عدد من الشخصيات الشهيرة في المجتمع، كما شارك في بعض الأعمال الفنية، لكنه تراجع بعد ذلك واكتفى بعمله كطبيب.. “والدي صديقي دائماً، وهو الذي علمني أن أتعامل معه كصديق، وهو قام بتربيتنا تربية شرقية، وهو يدرك مسؤولياته وواجباته، ونحن أهم شيء في حياة والدي.. نتفق في معظم الأمور الحياتية وتستطيع أن تعتبر تربيتنا واحدة. وفي النهاية هو إنسان له قراءاته وأنا لي قراءاتي، لكننا نشجع معاً النادي الأهلي ونحب الموسيقى، ووالدي يقرأ في الاستراتيجيات ومذكرات السياسيين والتاريخ. أما أنا فأهتم بالفلسفة وعلم النفس والتاريخ الفرعوني”.

أما الأحفاد، فكان الجد شديد التعلق بهما، فعادل نجل ابنته رحاب، أنهى الليسانس في الأكاديمية البحرية ويعمل مهندسا الآن، بينما مريم ابنة نجله محمود درست الشؤون القانونية في باريس وتعمل في المحاماة.

الرحيل

واليوم، 5 فبراير 2021، فقد رحل عزت العلايلي بشكل مفاجئ، تاركا خلفه كل هذا الإرث الثقافي والفني، وحياة هادئة صاخبة في آن واحد… “شوف.. طوال عمري لم تكن عندي رغبات كبيرة. عرفت دائماً كيف أقتنع بالمتوفر وأضخه بقدر كبير من الحب والصدق، وكنت أوفق في الوصول إلى أكبر قطاع من الناس، وما زلت.. كل عمل شاركت فيه يعنيني كثيراً وأعتبره جزءاً عزيزاً من نفسي، حتى الأعمال التي أعتبرها مش ولا بد، أتحمل مسؤولية القبول بها وتنفيذها. نعم مررت أحياناً ككل البشر في ظروف صعبة اضطرتني لقبول أعمال متوسطة المستوى، لكن الجمهور يغفر لي، لأنني قدمت علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية”.

 

####

 

بعد رحيله.. 8 أوجه لـ عزت العلايلي لا يعرفها جمهوره

إسراء إبراهيم

رحل الفنان الكبير عزت العلايلي، اليوم الجمعة، عن عالمنا عن عمر ناهز الـ86 عامًا.

غاب “العلايلي” عن السينما ما يقرب من 17 عامًا، إلى أن عاد إليها من خلال مشاركته في فيلم “تراب الماس” عام 2018، وعلى الرغم من اختفاء “العلايلي” سينمائيًا لسنوات طويلة، مع احتفاظه بتقديم بعض الأعمال الدرامية خلال تلك الفترة، لكنه لم يكن أقل موهبة من زملائه الذين تواجدوا على الساحة خلال فترة غيابه، حيث أنه واحدًا من ألمع النجوم خلال فترة الستينيات والسبعينيات، وقدم العديد من الأدوار الصعبة والمركبة، منها فيلم “الأرض” أحد علامات السينما المصرية، وفيلم “الطريق إلى إيلات”، و”التوت والنبوت” وغيرهم.

يقدم “إعلام دوت كوم” عزت العلايلي بشكل مختلف:

 1- المغني

لا يعرف الكثيرون أن “العلايلي” يتمتع بصوت جيد، وقام بالغناء في عدد من أعماله الفنية مثل فيلم “دسوقي أفندي”، وبعض اللقاءات التلفزيونية مثل برنامج “الليلة” مع الإعلامية هالة سرحان، ومعروف عنه أنه كان يحب الغناء في جلساته مع أصدقائه.

 كما قدم مسرحية غنائية “ملك الشحاتين”، استمر عرضها نحو 17 أسبوعًا، كان يُغني فيها يوميًا، ويقول عن تلك التجربة في برنامج “سينما القاهرة” مع ناهد جبر، أنه يرى نفسه مؤديًا وليس مطربًا، لافتًا إلى أن الغناء المسرحي يكون أدائي أكثر منه طربي.

 وفي حوار سابق له مع جريدة “الحياة اللندنية”، قال إنه يريد أن يجمع أعماله الغنائية ويضعها في “كاسيت”، لتبقى ذكرى لتاريخه.

 2- الشاعر والكاتب

صرح عزت العلايلي في حوار له مع موقع “الأهرام”، أنه يحب الكتابة ويسعى لتقديم عملًا فنيًا من كتابته، يعالج من خلاله مشكلة اجتماعية، كما يحب سماع الأغاني لـ “أم كلثوم، فيروز، محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ”، وكذلك يحب كتابة الأشعار أو كلمات أغاني.

ويقول: “بكتب كثير وبعدها أشعر أنه بايخ، فأقوم بتقطيع الورق فورًا، الحقيقة الأجيال القديمة قامت بتأليف سيمفونيات وكتابة كلمات أكثر من رائعة لن تتكرر، عامة لكل جيل محبوه وعشاقه وأغانيه”.

 3- السياسي

 عزت العلايلي من الفنانين الذين يعبرون عن آرائهم السياسية بصراحة، حيث كان من المؤيدين لثورة 25 يناير، وقال في حوار له عقب الثورة مع جريدة “روز اليوسف”، إنه ندم على المشاركة في وفد الفنانين الذي التقى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مضيفًا: “الفنانين الذين كانوا غاضبون لعدم اختيارهم للقاء مبارك وضعهم أفضل من وضعي بكثير، لأني اكتشفت أن هذه اللقاءات كانت لتجميل وجهه وليس بهدف الإصلاح والاهتمام بالفن والمجتمع كما ظننت في البداية”.

 يقول “العلايلي” في حوار له مع برنامج “واحد من الناس” عبر شاشة الحياة مع الإعلامي عمرو الليثي، إنه في عام 1950 قرأ إعلانًا في شرفة أحد المحامين بحي السيدة زينب، يطلب من الراغبين في التطوع مع الفدائيين بالإسماعيلية تسجيل أسمائهم للمشاركة.

 وبالفعل ذهب إلى الإسماعيلية وساهم في نقل السلاح إلى الفدائيين هناك، وفي عام 1954 عقب محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حادث المنشية الشهير، تم إلقاء القبض عليه، لأنه تبين أن المحامي الذي سجل لديه اسمه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

 ومكث في السجن لمدة  شهور في منطقة “الهايكستب”، لافتًا إلى أنهم أخبروا والدته عند إلقاء القبض عليه أنه ذاهب في رحلة مع زملائه، معتبرًا فترة حبسه في السجن من المحطات الهامة في حياته، لأنه قضى تلك الفترة مع كبار المثقفين والمفكرين، مثل عبد الرحمن الخميسي، وحسن فؤاد، ما ساهم في تكوين أفكاره ومعتقداته في الحياة.

 نوّه “العلايلي” إلى أنه كان من مؤيدي ثورة يوليو 1952، إلا أنه كره الثورة بعدما تم حبسه، لكنه كان يعشق “عبد الناصر” على الرغم من ذلك.

وفي حواره مع موقع “الأهرام”، أشار “العلايلي” إلى أنه يريد تقديم دور سياسي مفكر ومسئول لكن يصيبه الجنون في النهاية، متابعًا: “حاجة كده شبه فيلم الاختيار، حيث كان شخصية مركبة، لها وجهان مختلفان”.

 4- المخرج

عمل عزت العلايلي مخرجًا في البرامج الثقافية، وكذلك أخرج أفلامًا تسجيلية وبرامج مثل “رحلة اليوم” الذي كان يغطي كل محافظات مصر، وكان يذاع كل خميس، بعدها أسس مسرح التلفزيون وكان أصحاب هذه الفكرة عزت العلايلي وأحمد توفيق المخرج، ورشوان توفيق، ومن هنا كانت انطلاقته وعمل في بداية التلفزيون في كثير من هذه الأعمال، وكان أول عمل قدمه سهرة مدتها ساعتين عن “عبدالله النديم”، هي نفسها التي أعاد تقديمها ثانية في أوائل الثمانينات.

 أوضح “العلايلي” في حواره في برنامج “واحد من الناس”، أنه كان مقررًا أن يقدم يوسف شاهين دور البطولة في فيلم “الاختيار”، على أن يقوم عزت العلايلي بإخراج الفيلم بتوجيهات وتعليمات “شاهين”، وبعد فترة قرر المخرج العالمي عدم تجسيد دور البطولة، وبحث عن ممثلًا للدور ورشح عدة أسماء لكن لم يتم الاتفاق بينهم، ليذهب دور البطولة لـ “العلايلي” في النهاية.

 5- تصنيف +١٨

تورط عزت العلايلي، خلال فترة السبعينيات فى الظهور في عدة أفلام، صُنفت بأنها أفلام إباحية، مثل فيلم “ذئاب لا تأكل اللحم”، الذي تم تصويره في دولة الكويت، والتي ظهرت خلاله الفنانة ناهد شريف عارية، وتم منع الفيلم من العرض.

 6- الرياضي

صرح “العلايلي” في أكثر من لقاء له خلال فترة شبابه، أنه يقضي وقت فراغه في ممارسة الرياضة، لافتًا خلال حواره في برنامج “سينما القاهرة” أنه يمارس عدة رياضات منها “الإسكواش، الجمباز، التنس”.

 7- الكومبارس

شارك “العلايلي” وهو في سن 12 عامًا، في فيلم “يسقط الاستعمار” مع حسين صدقي، وكان وقتها طالبًا في المدرسة وأخذوا مجموعة تلاميذ تظهر كمجاميع كومبارس،  لكنه كان كومبارسًا متكلمًا، إذ كان زعيم المجموعة، وفي المشهد يحمله التلاميذ على أكتافهم ويهتف قائلًا: “الاستقلال التام أو الموت الزؤام”.

 8- المُثقف

اكتسب “العلايلي” من والده الطابع الثقافي، حيث كان والده مولعًا بالشعر والقراءة، وكانت لديه مكتبة كبيرة من الكتب، كما أنه اعتاد على اصطحابه لمشاهدة مسرح يوسف بك وهبي، ومسرح نجيب الريحاني، وفقًا لما صرح به في برنامج “واحد من الناس”.

 أضاف أنه تعلق بالتمثيل منذ طفولته لدرجة أنه كان يبني مسرحًا داخل الشقة أثناء فترة خروج والديه، من خشب السرير، ويسمح لأبناء الجيران بالدخول مقابل “قرش تعريفة”، لمشاهدته وهو يقول المونولجات.

 

موقع "إعلام.كوم" في

05.02.2021

 
 
 
 
 

بعد وفاته.. عزت العلايلى صنع تاريخًا وإرثًا فنيًا عظيمًا

أشرف سلام

توفي صباح اليوم الفنان عزت العلايلي عن عمر يناهز 87 عامًا، وتقام صلاة الجنازة بعد صلاة العصر بجامع المروة بجوار مستشفى دريم لاند.

وترصد لكم "الهلال اليوم"، أهم المراحل في حياة الفنان الراحل عزت العلايلي.

ولد عزت حسن العلايلي في 15 سبتمبر 1934 بحي باب الشعرية في القاهرة، وبدأت موهبته الفنية في المدرسة، حيث كان متميّزًا في حفظ الأناشيد والأغاني، واهتم بها أكثر من المذاكرة، وكان يُقلٌد كبار الفنانين، إضافة إلى المعلمين.

ودرس عزت العلايلي بالمعهد العالي للتمثيل العربي، في العام 1955، وهو المعهد الذي أصبح في ما بعد المعهد العالي للفنون المسرحية، وتتلمذ على يد الفنانين: فتوح نشاطي، نبيل الألفي، عبدالرحيم الزرقاني، لويس عوض، ومحمد مندور، إلى أن حصل على البكالوريوس في العام 1959.

وعمل عزت العلايلي معد برامج بالتلفزيون المصري، ودخل إلى السينما من خلال فيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، في العام 1962، وشارك في بطولته مع: فريد الأطرش، لبنى عبدالعزيز، ماري منيب، أمينة رزق، وفاخر فاخر، ونن تأليف السيد بدير، وإخراج صلاح أبو سيف.

وتوالت أعمال عزت العلايلي في السينما والتلفزيون والمسرح، وقدّم الكثير من الأدوار السينمائية أبرزها: الأرض، الاختيار ليوسف شاهين، السقا مات، بين القصرين، الجاسوس، الرجل المجهول، معسكر البنات، السيد البلطي، قنديل أم هاشم، 3 وجوه للحب، الطريق إلي ايلات، ولا عزاء للسيدات، الطريق إلى إيلات.

وشارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية؛ حيث قدم أعمالًا متميزة، منها: أدهم الشرقاوي، الإمام الطبري، الحسن البصري، جمال الدين الأفغاني، بوابة الحلواني بأجزائه الأربعة، المنصورية، نور القمر، الأقدار.

وقدّم عزت العلايلي للإذاعة عددًا من المسلسلات، منها: إيزيس، قصص القرآن، عيلة البرنس، شذى الأندلس، الصبر في الملاحات، من أنا؟، والكلام المباح.

وشارك على خشبة المسرح بعدد من المسرحيات، من أهمها: أهلا يا بكوات، وداعًا يا بكوات، تمر حنة، العمر لحظة، لعبة كل يوم، الإنسان الطيب، وخيال الظل.

ونال عزت العلايلي جائزة أحسن ممثل عن فيلم "الطريق إلى إيلات"، وحاز على تكريم في مهرجان وهران للفيلم العربي لعام 2017، وحصل من خلال فيلم الاختيار على الجائزة الذهبية بمهرجان قرطاج.

وحملت الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، التي أقيمت في نوفمبر الماضي، اسم عزت العلايلي، ونال تكريما عن مجمل أعماله.

وكانت آخر أعمال عزت العلايلي، من خلال مسلسل "قيد عائلي"، الذي عرض في العام 2019، وشارك ببطولته مع ميرفت أمين، بوسي، صلاح عبدالله، كارولين عزمي، ودينا فؤاد، ومن تأليف محمد رجاء، وميشيل نبيل، وإخراج تامر حمزة.

 

الهلال اليوم في

05.02.2021

 
 
 
 
 

(تفاصيل) أول ظهور سينمائي لـ عزت العلايلي مع لبنى عبدالعزيز

كتبت - تقى عادل

سجّل الراحل عزت العلايلي، أولى خطواته السينمائية مع أبرز نجومها آنذاك، وهما الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز والفنان الراحل فريد الأطرش في فيلم "رسالة من إمرأة مجهولة" الذي تم عرضه عام 1962.

شارك العلايلي في الفيلم بعد عامين من حصوله على شهادة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية 1960، ليبدأ بعدها عمله كمعد تلفزيوني ليستطيع رعايه اشقاءه الأربعة بعد وفاة والده.

الفيلم من إخراج صلاح ابو سيف، و هو مأخوذ عن قصة قصيرة تحمل نفس الأسم للكاتب النمساوي استيفان زيفايج، وكان يحمل عدد

من أبرز نجوم السينما الكلاسيكية، أبرزهم"مارى منيب، أمينه رزق فاخر فاخر، ليلى كريم، حسين السيد ، يعقوب ميخائيل عبد الغنى النجدى، نوال ابو الفتوح،  عبد المنعم ابراهيم".

رحل الفنان الكبير عزت العلايلي، عن عمر يناهز الـ86 عاماً، في إحدى المستشفيات بمدينة 6 أكتوبر، ومن المقرر أن يتم تشييع جثمانه بعد صلاة العصر من مسجد المروة بدريم لاند في

أكتوبر. كانت آخر الأعمال الفنية لـ العلايلي، من خلال مسلسل "قيد عائلي"، الذي تم عرضه في 2018، ولاقى نجاح جماهيري كبير ونسبة متابعة عالية، هو من تأليف ، السيناريست محمد رجاء، وإخراج تامر حمزة، وخاض بطولته إلى جانب "الفنانة ميرفت أمين، نضال الشافعي، بوسي، صلاح عبد الله". الفنان الراحل حاصل على شهادة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية 1960، وشارك خلال مشواره الفني بمجموعة من الأعمال الناجحة قبل أن يخوض أدوار البطولة ويصبح من أبرز نجوم الفن المصري، حيث قدم مجموعة من الأعمال المتميزة ووقف أمام أهم المخرجين على مدى أربع وخمسين عاما من النشاط الفني.

 

الوفد المصرية في

05.02.2021

 
 
 
 
 

حكاية فيلم لم يستوعبه المشاهدين- "الاختيار" شتائم الجمهور أحبطت عزت العلايلي وأم كلثوم أعادت له الأمل

نهال ناصر

واحد من الأفلام المهمة في تاريخ الفنان الراحل عزت العلايلي هو فيلم "الاختيار" الذي أنتج عام 1971.

الفيلم الذي كتبه ألأديب العالمي نجيب محفوظ، تولي كتابة السيناريو له يوسف شاهين، بالإضافة إلى إخراجه، وقام ببطولته عزت العلايلي وسعاد حسني وهدى سلطان ومحمود المليجي، ومجموعة كبيرة من النجوم.

ويعد الفيلم واحد من أكثر أفلام يوسف شاهين تعقيدا، كانت التعيلقات بعد عرضه أن الجمهور لم يفهمه، وتدور قصته حول الشيزوفرانيا (مرض انفصام الشخصية) حيث يكتشف الشرطة في بداية الفيلم جثة مجهولة الهوية، والتي سرعان ما يحددون هويتها لشخص اسمه "محمود"، وتحوم شكوك رجلي المباحث المكلفين بالقضية حول "سيد" شقيق "محمود" بأنه القاتل.

ولهذا الفيلم قصة طويلة، في البداية كان عزت العلايلي هو الذي سيقوم بإخراج الفيلم على أن يقوم يوسف شاهين بتمثيله، ثم قرر يوسف شاهين أن يقوم ببطولته عبد الحليم حافظ، إلا أنه رفض بعدما لم يجد أي أغاني في الفيلم.

بعدها رشح عزت العلايلي الفنان محمود ياسين ليقوم ببطولة الفيلم، لكن نظرا لإنشغاله لم يستطع المشاركة فيه.

وقتها تغيرت الخطة وقرر يوسف شاهين أن يقوم هو بإخراج الفيلم على أن يقدم عزت العلايلي دور البطولة.

وعن كواليس الفيلم حكى الراحل في لقاء ببرنامج "أسرار النجوم" ما حدث، قائلا إن فكرة الفيلم جاءت بعد التراكمات التي حدثت عقب نكسة 1967، وكان على الممثلين أن يقدموا الشخصية المصرية وما تعرضت له.

وتابع، أنه وقتها عرض على يوسف شاهين أن يشركا معهما الأديب العالمي نجيب محفوظ، وفعلا ذهب له وعرض عليه الفكرة، وبعد أيام كتب القصة.

وأكمل، أن الجمهور لم يتقبل الفيلم قائلا "اتعرض في سينما ريفولي وكانت الشاشة سيئة ومكنة العرض أسوأ، وكانت الدنيا زحمة... الناس شتمتنا" موضحا أن الجمهور كان يتوقع رؤية فيلم آخر بعد معرفة أسماء المشاركين فيه.

وحكى عن هذا الموقف: "كنت قاعد وجمبي السيد بدر الدين أبو غازي، وزير الثقافة، وجمبي مراتي الله يرحمها ومبسوط أوي أني واخدها تتفرج على نجاحاتي، خرجنا متنكدين وبدور على يوسف شاهين ملقتهوش اختفى".

وتابع متذكرا أنه كان يعرف أن يوسف شاهين يتواجد في مكان في الحسين، لذا ذهب له، وقتها طلب منه شاهين أن ينسى كل شيء لأن لديهما في اليوم التالي موعدا مع السيدة أم كلثوم، لأنه كان يحضر لفيلم عنها ويريده أن يشارك فيه.

وعن هذا اللقاء قال إنه كان يجلس صامتا، وعندما لاحظت هذا حكى لها يوسف شاهين ما حدث بعد عرض الفيلم، وقتها تحدثت له قائلة: "أنا عايزة اسألك سؤال أنت مين اللي خلق فيك الموهبة دي؟ ليرد عليها ربنا سبحانه وتعالى، فردت عليه قائلة "تفتكر ربنا يخلق في حد حاجة ويتخلى عنه"، موضحا أنها بكلامها هذا عالجته وجعلته ينسى ما حدث.

ورحل الفنان عزت العلايلي عن عالمنا عن عمر يناهز الـ86 عاما.

وكان الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية أكد لـFilFan.com أن وفاة الفنان عزت العلايلي كانت طبيعية، نافيا أن يكون أصيب بكورونا.

وحصل العلايلي على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960، عمل بعدها لفترة معد في البرامج التليفزيونية، ثم بدأ مسيرته مع التمثيل مع فيلم "رسالة من امرأة مجهولة" عام 1962 لينطلق بعدها في مشواره الطويل.

من أشهر أعماله "السقا مات" و"الطوق والأسورة" و"الأرض" و"الطريق إلى إيلات" وكان آخر أعماله السينمائية "تراب الماس" وفي التليفزيون "قيد عائلي".

 

موقع "في الفن" في

05.02.2021

 
 
 
 
 

تصريحات "احتفالية الوداع".. ماذا قال عزت العلايلى في مهرجان الإسكندرية السينمائي؟

سارة نعمة الله

كان تكريم الفنان الراحل عزت العلايلي ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي في نوفمبر، حدثًا مهما نال اهتمام الكثيرين من محبيه وزملائه بالوسط الفني، هذا التكريم الأخير الذي كان بمثابة الاحتفاء به قبل الرحيل، وأعرب فيه عن امتنانه واعتزازه الكبير بهذا التكريم.

وخلال ندوة تكريمه، التي افتتحها بالوقوف دقيقة حداد على روح النجوم الراحلين ومنهم: نور الشريف، ومحمود ياسين، ومحمود عبدالعزيز، والذي ربطته بهم علاقة فنية وإنسانية كبيرة، أدلى العلايلي بعدد من التصريحات التي نال بها احتفاء من الحضور.

وفيما يلي أبرز ما قاله الراحل:

- مررت بصعوبات كثيرة في مشواري، وأوجه الشكر لكل فنان ومخرج تعاونت معه.

- أحب أدوار الشر، لكن لم أقدمها كثيرا.

- مصر مليئة بالنوابغ في كل المجالات وفي الفن، فهناك شباب أصحاب مواهب حقيقة لا تقل عن الأجيال السابقة.

- أطالب الشباب أن يصروا على حلمهم ولا يستسلموا لأن الفنون والآداب هي العمود الرابع في بناء الأمة .

 

بوابة الأهرام المصرية في

05.02.2021

 
 
 
 
 

قبل وفاته بساعات.. تفاصيل آخر مكالمة لـ«عزت العلايلي» مع رشوان توفيق| خاص

دعاء فودة

أعرب الفنان الكبير رشوان توفيق، عن حزنه الشديد لرحيل صديق عمره الفنان عزت العلايلي، حيث تلقى الخبر الساعة الحادية عشر صباحًا تقريبًا، ولم يصدق الخبر حينما أبلغه أحد الصحفيين، حيث أنه دائم التواصل مع «العلايلي» ويتحدثان هاتفيًا في الأسبوع 3 أو 4 مرات، وكان آخر مكالمة تليفونية بينهما منذ يومين.

وكشف الفنان الكبير رشوان توفيق، في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»،عن آخر مكالمة هاتفية بينه وبين الفنان عزت العلايلي، والتي كانت منذ يومين، حيث تحدثا معًا على مدار يومين متتاليين، وقال «رشوان» : «أنا وعزت نتحدث في الأسبوع 3 أو 4 مرات للاطمئنان على بعضنا البعض، وآخر مكالمة كانت أول أمس وكان في المنزل ولم يعاني من أي أزمة صحية، وتناولنا استرجاع الذكريات، كان لنا صديق مشترك ممثل اسمه عادل بدر الدين، عمل مع عزت في السينما ومعي في المسرح، وتناولت المكالمة كثير من الضحك والحديث حول مغامرات «عادل» معه في السينما ومعي في المسرح.

وعلى الجانب الآخر، أكد «توفيق»، أنه ذهب لحضور الجنازة، وبالفعل ذهب إلى المستشفى التي خرج منها الجثمان، استعدادا للدفن في مقابر العلايلي بطريق الفيوم، ولكن قابله هناك الفنان خالد النبوي، وأصر أن يعود إلى منزله، ومنعه من الذهاب إلى المقابر، نظرًا لطول المسافة وصعوبة ذلك عليه، مضيفًا أن «النبوي» ظل متواصلًا معه عبر الهاتف، حتى اطمئن أن عاد إلى المنزل.

يذكر أن، عزت العلايلى حاصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته لأخواته الأربعة بعد وفاة والده، فعمل لفترة كمعد برامج تلفزيونية، قبل أن تأتيه الفرصة من خلال فيلم «رسالة من إمرأة مجهولة» عام 1962 والذي كان بمثابة بدايته السينيمائية.

وتعددت أعمال  «العلايلي» بعد ذلك ليشارك في عشرات الأعمال ما بين السينما والتلفزيون، أحد أهم أدواره كان في فيلم «الأرض» عام 1970 من إخراج يوسف شاهين، ومن أبرز أعماله «الطريق إلى إيلات، أهل القمة، المنصورية، التوت والنبوت»، وفي المسرح شارك في عدة مسرحيات من أهمها «أهلا يا بكوات، ثورة قرية».

 

####

 

انفراد| رشوان توفيق يكشف ملابسات وفاة عزت العلايلي

دعاء فودة

كشف الفنان الكبير رشوان توفيق، تفاصيل وملابسات وفاة الفنان عزت العلايلي، الذي رحل صباح اليوم، 5 فبراير الجاري، عن عمر ناهز الـ86 عاما.

وقال الفنان الكبير رشوان توفيق، في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن خبر وفاة صديق عمره الفنان عزت العلايلي كان صادما بالنسبة له، وفور تلقيه الخبر اتصل بنجله د.محمود العلايلي، لمعرفة حقيقة الخبر، فأكد له "محمود" الوفاة، وأن والده توفى وهو نائما في سريره، ولم يصاب بأي أزمة صحية ولا قلبية تسببت في وفاته، وأنه كان نائما وحينما حاولوا إيقاظه وجدوه متوفيا.

وعلى الجانب الآخر، أكد "توفيق"، أنه ذهب لحضور الجنازة، وبالفعل ذهب إلى المستشفى التي خرج منها الجثمان، استعدادا للدفن في مقابر العلايلي بطريق الفيوم، ولكن قابله هناك الفنان خالد النبوي، وأصر أن يعود إلى منزله، ومنعه من الذهاب إلى المقابر، نظرا لطول المسافة وصعوبة ذلك عليه، مضيفا أن "النبوي" ظل متواصلا معه عبر الهاتف، حتى اطمئن أن عاد إلى المنزل.

يذكر أن، عزت العلايلى حاصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته لأخواته الأربعة بعد وفاة والده، فعمل لفترة كمعد برامج تلفزيونية، قبل أن تأتيه الفرصة من خلال فيلم «رسالة من إمرأة مجهولة» عام 1962 والذي كان بمثابة بدايته السينيمائية.

تعددت أعماله بعد ذلك ليشارك في عشرات الأعمال ما بين السينما والتلفزيون، أحد أهم أدواره كان في فيلم «الأرض» عام 1970 من إخراج يوسف شاهين، ومن أبرز أعماله «الطريق إلى إيلات، أهل القمة، المنصورية، التوت والنبوت»، وفي المسرح شارك في عدة مسرحيات من أهمها «أهلا يا بكوات، ثورة قرية».

 

####

 

لم يتحمل فراق زوجته فلحق بها..

ما لا تعرفه عن الفنان عزت العلايلي

شريف عبد الفهيم

أعلن منذ قليل الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، وفاة الفنان القدير عزت العلايلى عن عمر ناهز الـ86 عاما، دون الإعلان عن أسباب الوفاة، وستقام جنازته بعد صلاة الجمعة بجامع المروة بجوار مستشفى دريم لاند.

وكان الفنان الراحل قد أعلن منذ أقل من شهر عن وفاة زوجته على الهواء خلال استضافته في برنامج "صاحبة السعادة" الذي تقدمه إسعاد يونس على DMC، حيث دخل في نوبة بكاء على الهواء بعد تأثره عند حديثه عن زوجته الراحلة السيدة "سناء".

وقال العلايلي: "زوجتي الله يرحمها هي صاحبة فضل كبير جداً في تربية الأولاد، وأنا مجيش فيها حاجة أبدا، وأنا مكنتش متخيل أنها هتروح وتسيبني، ساعات أدوخ كده، ما أنا لوحدي في البيت كله ومفيش حد معايا، ساعات أسمع صوتها، وساعات أقوم من النوم على صوتها، ربنا يرحمها، أعطتني كتير جدا جدا، ومقدرش أوفيها حقها".

وعبّرت إسعاد يونس عن حزنها الشديد، حيث فاجأها العلايلي بخبر وفاة زوجته على الهواء، قائلةً: "أنا للأسف لسة عارفة دلوقتي أنها مبقتش موجودة، مكنتش أعرف الحقيقة، وكويس أن الواحد ماسك نفسه، وأنا أشهد بما أني دخلت بيت عزت العلايلي أن هذه السيدة كانت منظم حياته وأولاده، هي نموذج متكرر في سيدات مصر، لكنها تظل فريدة في حالتها لأنها زوجة هذا الرجل، واللي شافها عارف، وتحية لروحها النبيلة، الله يرحمها ويحسن إليها".

واختتم العلايلي حديثه عن زوجته قائلا: "أنا والله فعلا كنت هبقى ولا حاجة من غيرها، هي اللي كانت متحكمة في كل حاجة".

الفنان عزت العلايلي حاصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته لأخوته الأربعة بعد وفاة والده، فعمل معد برامج تليفزيونية لفترة، قبل أن تأتيه الفرصة من خلال فيلم "رسالة من امرأة مجهولة" عام 1962 والذي كان بمثابة بدايته السينيمائية.

تعددت أعماله بعد ذلك ليشارك في عشرات الأعمال ما بين السينما والتليفزيون، أحد أهم أدواره كان في فيلم "الأرض" عام 1970 من إخراج يوسف شاهين، ومن أبرز أعماله "الطريق إلى إيلات، أهل القمة، المنصورية، التوت والنبوت"، وفي المسرح شارك في عدة مسرحيات من أهمها "أهلا يا بكوات، ثورة قرية".

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

05.02.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004