ملفات خاصة

 
 

وحيد حامد.. حافيًا على طمي القرية

علا الشافعي

عن رحيل كاتب السيناريو

وحيد حامد

   
 
 
 
 
 
 

وحيد حامد.. عندما يتحدث الطمي

وحيد حامد.. رحلة الألم والأمل

·        واحد من عشاق تراب الوطن الكبار الذين أجادوا رسم خريطته وتشريحها

·        أبطاله دائما يحلمون بالحق والعدل والخير.. ويحملون الروح المغامرة المتمردة والعنيدة

·        مكتبة كاملة من الأفلام المهمة المحملة بالتساؤلات والتي تمس البسطاء

لم ينكر الكاتب المبدع وحيد حامد يوما أنه مضى طفولته يسير حافي القدمين، يتلمس تراب الأرض المصرية، في قريته "بني قريش" بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، طوال الطريق من منزله البسيط في قريته حتى مدرسته "شنبارة". تلك الرحلة اليومية المنهكة لفتى صغير، علمته الارتباط بتراب الأرض وطميها، خصوصا مع رائحة الندى الكثيفة في الصباحات الشتوية. من تربى في القرى لا يمكن أن ينسى تلك الرائحة يوما ما، فهي تختلف تماما عن رائحة المطر. رحلته اليومية للمدرسة ومن خلال الطريق الزراعي جعلته يعرف معنى البراح،والتأمل والحلم، كما أنه عرف نهم القراءة من خلال مكتبة المدرسة الصغيرة، والتي عمل في تنظيمها وترتيبها مع المدرس المسؤول.

صار وحيد واحدا من عشاق تراب الوطن الكبار الذين أجادوا رسم خريطته، وتشريحها، ليس ذلك فقط بل مستشرفا يتوقع الكثير، ويدرك ما ستكون عليه الأمور مستقبلا، وكان هذا الأمر طبيعيا بالنسبة له، فهو محمل برائحة الوطن الطيبة، والتي ظل يبحث عنها وسط دخان وغبار القاهرة وكتلها الإسمنتية، ولكنه اكتشف رائحة أخرى لتلك المدينة المعجونة بالسحر والدفء والحب والخير والشر والفساد، والكثير من التناقضات التي رصدها.

ولعل الأبيات الجميلة التي نظمها الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفي مطر في مجموعته "يتحدث الطمي" والذي عاش تجربة مشابهة يمكن أن تعبر عن حالة وحيد حامد، إذ يقول «ويا ريحنا المقمرة\ ضعي ساعديك الرقيقين حول المدينة\ لكي تُسمعيها صدى قبلة الطمي والشمس\ والغيمة العابرة». أو كما قال في ديوان "من مجمرة البدايات": «صبي ضائعٌ في الريف ينهش صدره الداءُ\ وحيد القلب مهجورٌ وفارغتان كفّاهُ\ غريق الأمس، ليت الأمس يهجره وينساه\ غريب اليوم، دوّخ عمرَه الطوفان والألمُ»

لم تفارقه تلك الحالة يوما ما منذ اللحظة التي قرر فيها ركوب القطار قادما من محافظته إلى القاهرة (1962)، وحتى لحظة رحيله (2 يناير 2021) ظل المبدع وحيد حامد يعيش في رحلة متصلة الفصول، محملة بالكثير من الألم والأمل والحب والصدق حيث كان محبا لكل ما يفعل صادقا في كل ما يكتب وهو ما انعكس على سينماه وأعماله الإذاعية والتليفزيونية دوما تتبع بطل يقوم برحلة ويحلم، سواء أكانت رحلة حقيقية أو مجازية، أو رحلة داخل النفس وتساؤلات وجودية أو مجتمعية، فأبطاله دائما يتنقلون ويحلمون بالمفاهيم الإنسانية الحق، والعدل، والخير، يبحثون عن الطمأنينة، وأيضا يحملون روح المغامرة متمردون عنيدون، يحاولون طوال الوقت أخذ حقهم المسلوب مرة بالقانون، وأخرى بأيدهم عندما يقف القانون عاجزا، تقريبا معظم أعمال الكاتب المبدع عراب السينما وكبيرها مليئة بهذه الثيمات بدءا من مسلسله "أحلام الفتي الطائر"، فيلمه "البريء"، "أنا وأنت وساعات السفر"، مسلسل "البشاير “،” الغول"، "اللعب مع الكبار"، "الإرهاب والكباب “، والمنسي “،” الراقصة والسياسي"، "سفر الأحلام" وغيرها.

في بداياته المبكرة خلال سنوات السبعينيات وبعد أن ترك كتابة القصة القصيرة وبدء رحلته مع صياغة السيناريو كتب مسلسله الشهير «أحلام الفتى الطائر “من بطولة عادل إمام، وعمر الحريري، ورجاء الجداوي، ورجاء حسين وآخرون وإخراج محمد فاضل. صاغ حامد شخصية بطله «إبراهيم الطاير» (بحركة يديه المميزتين على شكل أجنحة) والذي كان يحلم بالمال، ولا يتورع في خداع عصابة بأكملها ويخبئ المال وتبدأ رحلته في الاختباء داخل مستشفى الأمراض العقلية، ثم الهروب مع رفيق العنبر الطبيب المتهم بمحاولة قتل زوجته، ومن خلال رحلة هروبهما يتكشف لنا الكثير من التغييرات المجتمعية، والفساد الذي بدء ينخر بقوة في المجتمع، وانهيار الكثير من القيم، فالصراع هنا بين لصوص كبار ولص أصغر كل حلمه أن يعيش بشكل آدمي.

أما في مسلسله البديع "سفر الأحلام" إخراج سمير سيف نحن أمام شخصيات مختلفة تسكن "بنسيون" في تلك المدينة الضاغطة جاء كل منهم للبحث عن هدف عن حلم ما من خلال رحلته داخل تلك المدينة، والتي باتت تشهد تناقضات مرعبة نتيجة سياسية الانفتاح الاقتصادي واختلال القيم المجتمعية، وبداية انهيار الطبقة المتوسطة هناك الشاعر المحبط، والمرأة التي تبحث عن زوجها التي أصابته التحولات المجتمعية بلوثة عقلية، والغفير الذي صار تاجر عملة وأستاذ أنيس صاحب البنسيون والموظف بالمعاش، والذي كان يعمل موظفا في السكة الحديد جسده "محمود مرسي"(لاحظ الحضور الطاغي لفكرة السفر والرحلة من خلال الشخصية الرئيسية) وغيرها من الشخصيات.

وفي فيلمه المميز "الأنسان يعيش مرة واحدة" إخراج سيمون صالح وبطولة عادل إمام ويسرا نحن أمام بطلين كل منهما يعيش رحلة هروب لأسباب مختلفة الدكتورة الشابة أمل التي تهرب من القاهرة إلى السلوم بعد أن توفي خطيبها في حادث، ولم تستطيع أن تفعل شيء لإنقاذه، ومدرس التاريخ هاني (لاحظ تاريخ) والذي يعاني من الاحباطات الكثيرة وتراجع وضع المعلم نتيجة لاختلال المعايير المجتمعية وظروف العمل وبيئته والشعور بعدم التقدير ، وعمله في أكثر من وظيفة ليستطيع العيش بشكل كريم، إلا أنه يعيش في دوامة وفراغ نفسي وعاطفي، ويتجه نحو الشرب ولعب القمار، ويتم نقله إلى السلوم كنوع من العقاب. يلتقي الاثنان في القطار، وفي السلوم يتعرفان بعم بكري "على الشريف" الصعيدي الهارب من الثأر، ويعيش عزلة إجبارية وخوف مرضي.

وفي فيلمه الرومانسي المميز "أنا وأنت وساعات السفر" إخراج محمد نبيه، تلتقي سلوى سيدة مجتمع " نيللي"، بعزت "يحيي الفخراني" الكاتب الصحفي، الذي كانت تحبه في أيام الجامعة، ولكنها تفضل عليه رجل شديد الثراء، وفي رحلتها بالقطار إلى الإسكندرية يلتقيان مجددا فكيف يكون اللقاء بعد كل هذه السنوات، ويتبادلان الاتهامات، فعزت الذي لم يتزوج ويعيش على ذكريات الماضي يتهم سلوى أنه باعته مقابل المال، وهي بالمقابل تشكك في مصداقية ما يكتب وانه قد يبيع نفسه أيضا، قصة الحب أيضا تكشف حجم التحولات للشخصيات واللهاث وراء المال وما أصاب القيم الإنسانية من تدهور، وهو ما نكتشفه من خلال ساعات الرحلة التي تجمع الاثنين.

أما في فيلمه الأيقونة "البريء" إخراج عاطف الطيب ومن بطولة أحمد زكي، وممدوح عبد العليم، وإلهام شاهين، ومحمود عبد العزيز وآخرين في هذا الفيلم والذي يعد من أهم 100 فيلم في السينما المصرية نخوض مع أبطال العمل رحلة مختلفة وهي رحلة البحث عن الحرية والعدالة وقهر الأبرياء والحالمين بالعدل، بطلنا أحمد سبع الليل "أحمد زكي"، فلاح بسيط محدود الأفق يرصد الفيلم تفاصيل حياته اليومية في قريته بدقه، إلى أن تبدأ رحلته في النزوح للقاهرة بالقطار مصطحبا ابنه قريته وشقيقة حسين رفيق صباه تفاصيل الرحلة في القطار، وبعد أن يوصل الأمانة يتجه لتسليم نفسه لقضاء خدمته العسكرية، فهو الفلاح ابن الأرض والتي لا يعرف متعة تضاهي العمل فيها، ويعين حارساً في معتقل سياسي بالصحراء. ويرى بنفسه أبناء الوطن يزجون في السجون. وعندما يسأل سبع الليل.. من هؤلاء المواطنين، ولماذا يتم التنكيل بهم تأتيه الإجابة بأن هؤلاء هم أعداء الوطن فيتحول إلى سبع في مواجهتهم إلى أن يجد نفسه وجها لوجه أمام حسين رفيقه وابن قريته الطالب الجامعي، ثم تبدأ رحلة التحولات عندما يعرف سبع الليل الحقيقة ويملك الوعي الكافي لإدراك الأمور.

رحلات المبدع وحيد حامد وأحلام أبطاله كثيرة ومتنوعة، بعض أبطاله يخضون رحلتهم ويسلكون دوربا ضد الفساد وشبكات المصالح "الغول"، واللعب مع الكبار"، أو التطرف "طيور الظلام"، ويكشفون حال المجتمع والفروق الطبقية وتآكل الطبقة المتوسطة وكيف أن الفقير أصبح يزداد فقرا والغني يتوحش ويصبح أكثر ثراء من خلال “المنسي"، و" ديل السمكة" من خلال رحلة كشاف النور مسعد اليومية.

وجميعها أفلام مهمة محملة بالتساؤلات وتمس البسطاء لأنها قضاياهم الحياتية

 

الأهرام اليومي في

08.01.2021

 
 
 
 
 

وحيد حامد.. فيلسوف امتلك ناصية الحكمة الدرامية

محمد حبوشه

الكلام عن الراحل الكبير (وحيد حامد) الكاتب السياسى بسيط الجملة بالغ التأثير فى الجماهير، والسيناريست المبدع الذى عالج أعقد مشاكلنا فى مشاهد كاشفة ومبهرة، يحتاج لمجلدات كى توفيه حقه فى تحليل مضمون رسائله الاجتماعية المغلفة بحس سياسى باعث على الشجن والوجع والرصد الواقعى الحى لظواهر أثرت وماتزال تؤثر فى حياتنا المصرية، وقد اختار لها شخصيات أثرت الوجدان المصرى بانحيازه المطلق إلى بسطاء هذا الوطن من الحيارى والحزانى والمنسيون والمعذبون فى الأرض، شخصيات حقيقية بيننا تعيش وسط فئات المجتمع المختلفة، حتى أنها لامست قلوب المشاهدين وأصبحت رمزا وعلامة مميزة فى ذاكرة السينما، منها الموظف والأرزقى والوصولى الانتهازى لكل الفرص و(المنسي) الذى يعيش الحياة فى أحلامه فقط، والفتاة الهاربة من الفقر والذل لتبحث عن الأمان بعيدا عن براثن الإرهاب.

لقد استمد (وحيد حامد) شخصياته التمثيلية من قلب الشارع المصرى الذى انغمس فى أحشائه إيمانا منه وعلى حد قوله: (كلما اقترب الكاتب من الناس، اقتربوا منه وأنا أحرص على الاقتراب من الناس)، ومن هنا فقد نحت الكاتب المبدع الراحل شخصيات سينمائية رائعة جاءت من قلب الواقع المر الذى يعيشه أغلب المصريين، لدرجة أننا كنا نتساءل بعد مشاهدتنا لها على الشاشة قائلين: من أين جاء بهولاء (وحيد حامد) أين قابلهم بالضبط، وفى هذا المقال سأتوقف عند 7 شخصيات أراها الأكثر أهمية وإبداعا فى مسيرته ومن ثم أحبها الشارع المصرى ونالت نجاحا كبيرا على الشاشة.

أحمد سبع الليل

جسده ببراعة وتلقائية النجم الراحل (أحمد زكي) فى فيلم (البرىء)، إخراج عاطف الطيب عام 1986، هذا الفيلم الجرئ المتميز كان بمثابة صرخة ضد القمع فى أى عهد وفى أى مكان، (أحمد سبع الليل) الشاب الفقير، الذى لم يتمكن من تلقى تعليمه بسبب ظروف معيشته القاسية، يتعاطف معه (حسين وهدان) الشاب الجامعى المثقف، ويعلمه المبادئ الوطنية، ويشجعه على الالتحاق بالقوات المسلحة، ثم يحول إلى حراسة المعتقلات، وهناك يتم غسل مخه وإيهامه أن كل من فى المعتقل هم أعداء الوطن الذين يحاربون تقدم البلد، ويتم تعليمه الطاعة العمياء، ويتم القبض على حسين وهدان مع مجموعة من الطلاب اليساريين ويحوّلون إلى نفس المعتقل الذى يخدم به (سبع الليل)، يلتقى الصديقان فى لحظة فارقة تنكشف فيها الحقيقة للمجند المغيب، فيرفض تعذيب صديقه، يتم حبس الاثنين معا، يكشف حسين وهدان الحقيقة كاملة لسبع الليل الذى يثور بعدها ندما على ما فعل بالأبرياء، يتم قتل حسين بالأفاعى السامة، فيقرر سبع الليل الانتقام.

حسن بهنسى بهلول

فى فيلم (اللعب مع الكبار) 1991 إخراج شريف عرفه، لم يكن محض مصادفة أن يختار وحيد حامد لعادل إمام اسم (حسن بهنسى بهلول) والذى يوحى بأنه يضرب بجذوره فى الشخصية الشعبية للبهلول، ذلك البطل الساخر فى التراث - كما يقول الناقد أحمد يوسف - والذى قد لا يمتلك القوة الجسدية على منازلة الشر، لكنه يتمتع ببصيرة حادة، يرى بها الحقيقة التى يعجز الآخرون عن إدراكها، حتى لو كانت ماثلة أمام أعينهم، لكنه وهذا هو الأهم يستطيع أن يعبر عن تلك الحقيقة بخفة ظله وعذوبة منطقه ونقاء قلبه، ويكتسى الفيلم بفضل حوار (وحيد حامد الذكي) بالواقعية الشديدة التى تضفى على شخصية (حسن بهلول) أبعادا تجعلها تمثل نمطا لشريحة كاملة من المجتمع، وفى هذا الفيلم انحاز (وحيد) للفقراء والسخرية من الأغنياء فى مغامرة سينمائية تخلط بين الكوميديا الواقعية والفانتازيا، فضلا عن مضمون يتمتع بجسارة تعرف كيف ومتى وأين تقتحم وشطارة تدرك معنى وقيمة المراوغة.

أحمد فتح الباب

لاشك أن فيلمه الشهير (الإرهاب والكباب) عام 1992 إخراج شريف عرفه، من أهم أفلامه على الإطلاق، من خلال شخصية (أحمد فتح الباب) القادم من زحام الطبقة المتوسطة يبحث لنفسه عن مكان تحت شمس الحياة والمجتمع، تمتلئ روحه بطريقة ما ليعلن عن رغبته فى استعادة حقه المسلوب، وأجمل ما فى الفيلم ذلك المنولوج التراجيدى الحزين على لسانه : (طول عمرى باسمع كلام الحكومة اللى فاتت واللى جاية، باركب الأتوبيس محشور، بابقى فرحان، الأسعار نار أقول العالم كله مولع نار، باسمع كلام الحكومة عن تنظيم الأسرة، باتعذب فى رغيف العيش، ماشى جنب الحيط راضى وقانع).

هذا الحوار يحمل فى طياته كثير من المعانى والإسقاطات فى سياق أحداث درات بمجمع التحرير، وتتطور الأحداث ليجد نفسه فجأة يحمل سلاحا مشهرا وسط المواطنين، وينظم إلى بعض الرهائن الموجودين وسرعان ما تأتى قوات الشرطة لتحاصر المكان، وتتم المفاوضات بوجود وزير الداخلية الذى يتابع الموقف، حيث يفاجأ بأن مطالبهم شخصية بحتة، ينصرف أحمد مع رفاقه فى هدوء وتدخل الشرطة إلى المبنى فلا يجدون الإرهابين.

يوسف المنسي

أراد (وحيد حامد) أن يتحدث باسم كل المنسيين من أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة الذين يعيشون دون أمل فى المستقبل ولا يعرفون الوطن بمعناه المجرد لأنهم لم يروه بالمعنى المجسد، فاكتفوا بتحويله إلى أحلام يقظة - كما جاء فى فيلم (المنسي) عام 1993 إخراج شريف عرفه، وبطولة عادل إمام - ولخص بطل الفيلم تلك الأحلام فى صورة (أكل لبس، سكن، شغل، حاجات، جميلة، باحلم بيها)، ومن بين ملايين المنسيين اختار عامل التحويلة، وفيه يفاجأ (المنسي) بالفتاة (غادة) التى تدخل كشك التحويلة وتطلب حمايته، فهى سكرتيرة المليونير (أسعد ياقوت) رجل الأعمال الذى يقيم حفلًا صاخبًا ليعقد فيه صفقة مع أحد الشخصيات الهامة والذى يعجب بالسكرتيرة ويطلبها كشرط لإتمام الصفقة، ويرسل رجل الأعمال أعوانه للبحث عنها وإجبارها على العودة.

سلوى شاهين

كتب (وحيد حامد) فيلم كشف المستور إنتاج عام 1995، بطولة (نبيلة عبيد وفاروق الفيشاوى ويوسف شعبان وشويكار ونجوى فؤاد وحسن كامي، وإخراج عاطف الطيب)، بجرأة يحسد عليها حيث كشف فيه الدور الكبير واللأخلاقى الذى كانت تلعبه المخابرات ورجالها فى فترة الستينات، نجد شخصية (سلوى شاهين) التى جسدتها بمهارة (نبيلة عبيد) كانت تتعامل مع المخابرات فى فتراتها الذهبية ثم تركت تماما هذا النشاط لتعيش حياة واعدة ساكنة بعيدا عن تيارات الكراهية والابتزاز، وفى دور مركب أعاد (نبيلة) إلى أوج تألقها بفضل حوار ساخن ومليئ بالإسقاطات التى ضمنها وحيد حامد، وجعل من قصة هذه السيدة التائبة التى ترفض العودة إلى دائرة النار مثالا حيا عن نظام قديم يلفظ أنفاسه ونظام جديد لا يعرف بعد كيف يدافع عن نفسه وكيف يضع أسسه وجذوره.

فتحى نوفل

عن علاقة الفساد بالإرهاب وأنهما ليسا إلا وجهين لعملة واحدة كانت تلك رسالة وحيد حامد فى فيلم (طيور الظلام) إخراج شريف عرفه 1995، من خلال شخصية (فتحى نوفل) أحد الأصدقاء الثلاثة الذين كانوا زملاء دراسة فى كلية الحقوق وفرقت بينهم الأيام والسبل فانتهى (نوفل) إلى أن يصبح محاميا فى مدينة صغيرة يعيش على قضايا قذرة تكاد تنحصر فى الدفاع عن العاهرات ويأخذ منهن أتعابه على شكل وجبة غذاء من الكباب والكفتة وقيامهن بغسل ثيابه المتسخة ولا مانع أيضا من إكمال الأتعاب بقضاء سهرة حمراء، على النقيض يصبح المحامى على الزناتى - رياض الخولى - واحدا من الجامعات الإسلامية المتغلغلة فى أحشاء المجتمع يستخدم مظهره النقى وعباراته التى تحتشد بالآيات والأحاديث لإلباس الباطل ثوب الحق.

عادل عيسى

هو صحفى متمرد صعلوك كما جسده (عادل إمام) فى فيلم (الغول) عام 1983 إخراج (سمير سيف)، كان يكتب فى السياسة ثم تحول إلى الكتابة فى الفن بعيدا عن (وجع الدماغ)، وهو غير منتم لأحد أو لفكرة، ويحارب الفساد المتمثل فى رجل الأعمال (فهمى الكاشف) وابنه الشاب المدلل، ويكشف (عيسى) فساد رجل الأعمال الذى يتاجر فى كل شيئ من الفراخ المستوردة إلى مزارع الأبقار الضخمة ويمثل فلسفة خاصة موجودة بقوة فهو يؤمن أولا بأن سر قوته ليس فى الفلوس وإنما فى النفوذ لهذا يندهش جدا عندما تصادر له الحكومة شحنة لحوم فاسدة بحجة خطرها على صحة الشعب.

ومن هنا تبرز تجربة وحيد حامد من بين تجارب مؤلفين كبار فى تاريخ الدراما المصرية حيث استطاع أن يجمع بين الرؤية العميقة، وتحقيق المتعة الفنية، وإرضاء الجمهور فى آن واحد، ومن بين أهم المشاريع الفنية لابد للمشاهد أن تتوقف عند تجاربه الدرامية الرائدة فى الكتابة عن التيارات الإسلامية وظاهرة السيطرة الدينية على المجتمع المصرى بشكل سياسي، حيث استطاع أن يتناول الإسلاميين بمختلف تنويعاتهم فى أعمال درامية سينمائية وتليفزيونية رسمت خطا عريضا لمدى التشابه والخيط الذى يجمع بينهم ، تماما كما رصدت تلك التجارب العديد من الظواهر التى طفت على سطح المجتمع المصري، ما بين دعاة جدد، وفنانات يعتزلن لارتداء الحجاب وممارسة الدعوة، وسلفيين خرجوا من أعماق الريف ليسيطروا على ثقافة المجتمع، وبين تيارات سياسية تتخذ من الإسلام مشروعا للسلطة.

وفى القلب من ذلك مسلسل (الجماعة -2010) والذى تناول فيه تاريخ جماعة الإخوان مؤسسها حسن البنا بالتفصيل، حيث قدم فى جزئه الأول توثيقا تاريخيا ورصدا لأصل ذلك التيار السياسى الذى هيمن على الشارع المصرى عبر مراحل طويلة من العمل الدينى بالمدارس والجامعات والمساجد والجمعيات، ليحقق بعمل فنى واحد ما عجزت مقالات وساسة ودراسات عن الكشف عن خطورته وأبعاده ، من خلال  تناول دقيق لحقيقة تلك الجماعة وتوجهاتها وطرق سيطرتها على الشارع.

ثم قدم الجزء الثانى من (الجماعة) فى مايو 2017، بعد أن أدرك أن الجزء الأول لم يكن كافيا  للإلمام بكل جوانب وتفاصيل تاريخ الإخوان والذى ركز فيه على سيد قطب ودعوته للعنف والتكفير، وبذلك يكون قد تصادم مع أبرز قيادات  الاخوان  إثارة للجدل كمرجعية للعنف السياسى وتكفير المجتمع، من خلال تجسيد شخصيته لأول مرة على شاشة التليفزيون، وانتهى قبل رحيله من كتابة الجزء الثالث الذى يرصد من خلاله التحولات الدراماتيكية فى فكر تلك الجماعة الشيطانية واندماجها مع جماعات الإرهاب فى تنفيذ عمليات ضد الأفراد والمجتمعات والشعوب.

كنت قد اعتدت أن ألتقيه على فترات متباعدة لأجد وجهه فى كل مرة هادئا بشوشا تعلوه مسحة من ذكاء حاد، ولكن رتوشا أخرى جديدة كانت تدخل كل مرة فى مشهد نهار خارجى تركه على مقربة من نهر النيل، حيث يجلس كعادته على مائدته المفضلة فى فندقه الذى لايغيره، وهو ينظرنظر بعيدا كما لو كان يستعد لقول كلمة واحدة تختزل العالم بتفاصيله المرعبة، أو تضيئه ببصيص ضوء قادم من داخله، وكان من وقت لآخر يشير لى إلى النيل كأنه أيقونة سحرية وساحرة لنجاح قلمه فى الإشارة إلى بلاد يمر منها هذا النهر المقدس، كان يصمت أكثر مما يتكلم، وكأنه فيلسوف امتلك ناصية الحكمة فى زمن كثر فيه السفهاء، رغم أنه ترجمها فى عشرات من الأفلام والمسلسلات التى مازالت وقعها فى أذهان الجميع، بل لا نبالغ كثيرا إذا قلنا أنها أصبحت أيقونات مختلفة لمشاهد يرتبها المواطن المصرى وقتما أراد فى عقله حين يحتاج أن يعى ويفهم مايدور حوله من أحداث عاصفة.

 

اليوم السابع المصرية في

08.01.2021

 
 
 
 
 

المشاغب وحيد حامد… رومانسي أيضا!

هشام بن الشاوي

الرباط : لأنه الشتاء، تبدو الحياة متجهمة أكثر مما نحتمل، ولا أنكر أن شتاء هذا العام يبدو قاسيا جدا، يمطرنا بتفاهات، تضاعف أحزاننا، وتعمق شرخنا الداخلي.. لم تعد تبكينا الأخبار غير السارة، التي تتهاطل علينا، من كل صوب وحدب..

من قبل، مات راهب القصة العربية سعيد الكفراوي، ذلك الشخص العذب إنسانا وكاتبا، ولم أستطع كتابة أي شيء عنه، رغم أنني قابلته، سنة 2012 في الخرطوم، وخلدت ذلك اللقاء بصورة تذكارية… لكنني عكفت على قراءة تراثه السردي الماتع، طيلة هذه المدة. وقد آثر العام الجديد أن يفجع عشاق الفن السابع برحيل واحد من أهم كتاب السيناريو في الوطن العربي.

لم أكن أتصور أن تصل الدناءة بالبعض إلى التهليل فرحا وابتهاجا، غب موت الإنسان وحيد حامد، أما ككاتب، ومبدع، فهو حي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. لقد عرّاكم حيا وميتا! لا تعنيني، تصريحاته السياسية، ولا حتى تلك الادعاءات، لأنني، ببساطة، أمقت السياسة، والأعمال الفنية، ذات النبرة السياسية الصاخبة؛ لهذا، لم أتحمس لمتابعة مسلسل «الجماعة» بغض النظر عن قيمته الفنية، التاريخية، الأيديولوجية… وكل هذا الهراء.

أعتقد أن مسلسل «الجماعة» سرق منا كاتبا دراميا مميزا.. من منكم شاهد مسلسل «الجوارح» لصفاء أبو السعود، وفيلم «آخر الرجال المحترمين» لنور الشريف؟ رغم أن القصة واحدة، لكنني كنت مشدودا إلى متابعة العمل بشغف، مستمتعا بتلك الروح الشفيفة الصافية لفنانة سرقت منا، وحرمنا من موهبتها، مثلما سرقوا الفرح من حياتنا اليومية. أعتقد أن وحيد حامد كتبه بروح القصاص، والأديب الشاب القروي، الذي يبحث عن جديد الكتب، مثلما يبحث بطلا العملين، عن تلك الطفلة البريئة المفقودة؟

هل كان يدرك وحيد حامد – مبكرا- أننا سوف نفتقد ذواتنا، وتسرق براءتنا يوما ما؟

شخصيا، كنت أفضل أن يكتب عملا دراميا، لا يقل روعة عن «بدون ذكر أسماء» «سفر الأحلام» «الدم والنار» «أحلام الفتى الطائر» «أوان الورد» و«البشاير»…

للأسف، لم أشاهد مسلسل «العائلة» ربما لتزامن عرضه مع أحد مسلسلات أسامة أنور عكاشة حينئذ، وكل مرة، أضيف رابط الموقع الأحمر إلى مفضلة متصفح الحاسوب، لكن سرعان ما يفتر حماسي، وأعزف عن مشاهدته.. أعتقد أنه بسبب تطرقه إلى ظاهرة التطرف الديني، الذي استفحل هذه المرة، وعرف كيف يتسلل إلى حياتنا اليومية… من الماء إلى الماء.

سبق أن نشرت في «القدس العربي» حواري مع الكاتب الراحل وحيد حامد، سألته : رغم التحفظ على جرأة أعمالك، وتعمدك اختراق الثالوث المحرم، فلك أعمال مميزة، وبدون توابل السينما. لماذا لا يكتب وحيد حامد مرة أخرى أعمالا في مستوى وعذوبة، وبعيدا عن الميلودراما أيضا : فيلم «أنا وأنت وساعات السفر» ومسلسل «البشاير»؟ ضحك بعذوبة، وقال: «حقيقة، أنا لا أخطط أنني سأكتب هكذا، العمل الفني الذي أكون محتفظا به في داخلي، وأكون مشحونا به، أفرزه على الورق كما هو، وكيفما ظهر» وضحك مرة أخرى. طبعا، كلنا نعرف فيلم «البريء» لأحمد زكي وعاطف الطيب.. لو كتب هذا الفيلم وحده، فلن ننساه أبدا، يكفي أن لا أحد استطاع فضح الأنظمة القمعية الديكتاتورية، مثلما فعل حامد، ومع ذلك، تم تشويه نهاية الفيلم، من طرف السيد الرقيب. من منا لم تدهشه النهاية البديعة لفيلم «الإرهاب والكباب»؟ شخصيا، وككاتب قصة، وجدتني أعيش في ذهول لأيام، وأسبه في سري؛ طبعا محبة! حتى أسامة الذي أدهشنا بنهايات أعماله الدرامية لن تخطر على باله مثل هذه القفلة السينمائية؟ من منا لم تأسره تلك العذوبة الرومانسية في فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة»؟

رغم حبي الكبير للراحل، كتبت نقدا قاسيا عن فيلم «الوعد» وفيلم «احكي يا شهرزاد» متمنيا – في سري – أن يعتزل الكتابة، ويحتفظ بذلك المجد القديم. لندع صورة الملتحي في أفلام وحيد حامد، وتلك العيون الجاحظة، والنبرة الوعيدية، و.. و.. لأنها لا تعنيني في شيء، ولنتذكر أنه يكتب عن البسطاء، وينحاز إليهم، كما يشي بذلك العديد من أعماله السينمائية، ويهجو أخلاق المدينة، التي تسحق الأرواح النقية، وتغتال البراءة البكر، ويرثي قيم الريف النبيلة.. تعالوا، نعيد مشاهدة مسلسل «سفر الأحلام» على أنغام الموسيقى التصويرية الرهيبة، الآسرة لبليغ حمدي، وبعد ذلك، نرى من يستحق أن ننعيه بكلمات من قبيل: «هلك» «نفق»… أيها الخفافيش!

كاتب مغربي

 

القدس العربي اللندنية في

10.01.2021

 
 
 
 
 

في آخر حوار قبل وفاته.. وحيد حامد: «دم الغزال» قصة حقيقية من شوارع إمبابة

كتب: أحمد حسين صوان

كشف الكاتب الكبير وحيد حامد، كواليس رحلته مع فيلم "دم الغزال" للفنانة منى زكي، وذلك في لقاءٍ تليفزيوني خاص، عُرض عبر قناة "الشرق" الإخبارية، السبت، موضحًا أن هذا العمل مأخوذ عن شخصية حقيقية موجودة في شوارع إمبابة باسم "ريشة".

وقال وحيد حامد، خلال الحوار الذي أجراه قبل وفاته، إنه كان هناك شخص يُدعى "ريشة" يقطن في شوارع إمبابة، وكان يعمل "طبال" في البداية قبل أن يتحول ويتجه إلى التحدث باسم الدين بين أهل منطقته، متابعًا: "فجأة ريشة عمل نفسه شيخ والناس إلتفت حواليه".

وأوضح أنه حرص على تحويل تلك القصة إلى عملٍ سينمائي، مع توسيع الصورة البانورامية للمشهد وأن يُلمس مع قضية الإرهاب في ذلك الوقت، دون اقتصار القصة على "ريشة" فقط، مضيفًا: "تناولت الفيم من ناحية ااتنين بلطجية، واحد بلطجي باسم الدين، بس عاش في أمان، بينما اللص الآخر اللي هو البلطجي أو النصاب عاش مبنوذ، وفي النهاية البلطجي رافع راية الدين قطع يد الحرامي.. إذن حرامي حاكم حرامي".

يذكر أن فيلم "دم الغزال" تدور أحداثه حول رضا شاب فقير يعاني من البطالة يحاول الزواج من حنان جارته في الحارة ولكنها تهرب منه لتعيش مع سيدة أرستقراطية وتعمل عندها ويتورط رضا مع الجماعات اﻻرهابية، على الجانب الآخر يعيش جابر عميش على خداع الناس والنصب عليهم ويكون مصيره الموت في حادثة.

فيلم "دم الغزال" من بطولة نور الشريف، ويسرا، ومنى زكي، ومحمود عبد المغني، وعايدة رياض، وصبري فواز، وهو من تأليف وحيد حامد وإخراج محمد ياسين، وعُرض لأول مرة عام 2005.

 

####

 

قبل وفاته.. وحيد حامد يكشف تفاصيل «الجماعة 3»: يبدأ بعد عهد «ناصر»

كتب: أحمد حسين صوان

شن الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، هجومًا حادًا على جماعة الإخوان الإرهابية، في آخر حوار تليفزيوني له قبل وفاته، إذ كانت تسعى غالبية الوقت لتأسيس جيش موازٍ.

وقال وحيد حامد، في لقاءٍ خاص عُرض عبر قناة «الشرق» الإخبارية، السبت، إن سياسات الإخوان الإرهابية كانت مرفوضة بشكلٍ قاطع، إذ كانت ترغب في وجود تنظيم غير شرعي لاغتيال الناس، لافتًا إلى أن فظائع تلك الجماعة ظهرت بشكلٍ واضح عقب عرض الجزء الأول من مسلسله الشهير «الجماعة» والذي عُرض عام 2010.

وكان يواصل وحيد حامد، كتابة الجزء الثالث من مسلسل «الجماعة» إلا أنّ القدر حال دون ذلك، إذ قال في لقائه عبر قناة «الشرق»: «الجزء الجديد هيبدأ من بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر»، لافتًا إلى أن الأخير كان عضوًا في جماعة الإخوان لفترةٍ من الوقت.

وتابع: "من يُنكر ذلك هو المُخطئ ولست أنا، أنا لدي العديد من الأدلة والبراهين والشهود، التي تُثبت أنهم كان عضوًا في جماعتهم"، مؤكدًا أنه كان سيُبدي اعتذاره فورا حال ارتكابه أي أخطاء وُردت في مسلسل "الجماعة" بجزأيه الأول والثاني.

وأوضح أنه يتعرض لشخصيات سياسية موجودة، من خلال أعماله الفنية، وتلك الشخصيات لها مُحبين وكارهين، متابعًا: "أنا لا أنتمى لأي أحد من هؤلاء، أنا مُتلزم بالحقيقية.. الحقيقة هي السلاح بتاعي».

السيناريست الراحل وحيد حامد قدم أكثر من 80 نصًا بين السينما والتلفزيون من أبرزهم: «أحلام الفتى الطائر»، «الإنسان يعيش مرة واحدة»، «الغول»، «غريب في بيتي»، «الهلفوت»، «آخر الرجال المحترمين»، «البريء»، «الراقصة والسياسي»، «الإرهاب والكباب»، «اللعب مع الكبار»، «العائلة»، «النوم في العسل»، «طيور الظلام»، «معالي الوزير»، «عمارة يعقوبيان»، «دم الغزال».

وحصل وحيد حامد على عدد كبير من الجوائز آخرها جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي والذي احتفى به في دورته المنتهية مؤخرًا قبل وفاته، إلى جانب: جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، جائزة النيل، الجائزة الفضية من مهرجان ميلانو بإيطاليا، جائزة نجيب محفوظ عن مجمل أعماله الدرامية التليفزيونية، وغيرها.

 

####

 

في آخر حوار قبل وفاته.. وحيد حامد يروي حكاية مسؤول فقد ثروته بعد إصابته بالسرطان

كتب: أحمد حسين صوان

تحدّث الكاتب الكبير وحيد حامد، قبل وفاته، في لقاء تليفزيوني خاص، عُرض عبر قناة "الشرق" الإخبارية، السبت، عن كواليس فيلم «معالي الوزير»، والذي عُرض عام 2003، مؤكدًا أنه أحداثه استوحيت من قصة حقيقية.

وقال وحيد حامد، خلال اللقاء، إنه في عصر مُبارك كان هناك بعض الوزراء الذين يودعون أموالهم في أحد بنوك سويسرا، وكانت لهم خزائن خاصة تُفتح ببصمة الصوت، لافتًا إلى أن أحد المسؤولين فقد ثروته التي كان يحتفظ بها هناك، إثر إصابته بسرطان الحنجرة، قائلًا: "صوته اتغير بعد ما جاله السرطان والفلوس كلها راحت عليه".

وأوضح أن فيلم "معالي الوزير"، قد جرى تصنيفه كأحد الأعمال الفنية التي تُحارب الفساد، فقد كانت الدولة تسعى من آن لآخر لمواجهة الفساد.

فيلم «معالي الوزير» تدور أحداثه بعدما يتم اختيار رأفت رستم كي يكون وزيرًا عن طريق الخطأ لتشابه اسمه مع اسم شخص آخر، وينجح فى البقاء في منصبه فترة طويلة، وخلالها تصيبه الكوابيس البشعة واحدة تلو اﻷخرى، ويطلب رأفت من مدير مكتبه عطية أن يرافقه في إجازة في الساحل الشمالي ليتخلص من هذه الكوابيس.

فيلم «معالي الوزير» من بطولة أحمد زكي، ويسرا، ولبلبة، وعمر الحريري وميمي جمال، وهو من تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف.

السيناريست الراحل وحيد حامد قدم أكثر من 80 نصًا بين السينما والتلفزيون من أبرزهم: «أحلام الفتى الطائر»، «الإنسان يعيش مرة واحدة»، «الغول»، «غريب في بيتي»، «الهلفوت»، «آخر الرجال المحترمين»، «البريء»، «الراقصة والسياسي»، «الإرهاب والكباب»، «اللعب مع الكبار»، «العائلة»، «النوم في العسل»، «طيور الظلام»، «معالي الوزير»، «عمارة يعقوبيان»، «دم الغزال».

وحصل وحيد حامد على عدد كبير من الجوائز آخرها جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي والذي احتفى به في دورته المنتهية مؤخرًا قبل وفاته، إلى جانب: جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، جائزة النيل، الجائزة الفضية من مهرجان ميلانو بإيطاليا، جائزة نجيب محفوظ عن مجمل أعماله الدرامية التليفزيونية،

 

الوطن المصرية في

10.01.2021

 
 
 
 
 

مخرج فيلم “الوحيد” يكشف كواليس التحضيرات

دنيا شمعة

عرضت قناتي “الحياة” و “ON” مؤخرًا، الفيلم الوثائقي “الوحيد.. هي دي الحكاية” بعد رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد، والذي تم عرضه لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي.

الفيلم يستعرض ذكريات عدد كبير من الفنانين وصناع السينما وشهاداتهم عن العمل مع الراحل وحيد حامد، منهم المخرج شريف عرفة، يسرا، هند صبري، كريم عبد العزيز، آسر ياسين، محمد حفظي، و تامر حبيب.

أوضح مخرج الفيلم عيد الرحمن نصر لـ إعلام دوت كوم، أن فكرة الفيلم جاءت بعد إعلان مهرجان القاهرة السينمائي تكريمه للكاتب وحيد حامد، وبالفعل وافق عليها وعلى طريقة طرحها محمد حفظي مدير المهرجان، ومن بعده وحيد حامد.

أضاف أن الراحل وحيد حامد رحب بالفكرة جدًا، وترك له حرية اختيار طريقة تناوله وعرضه لها، واستغرق الفيلم حوالي أسبوعين من بعد ختام مهرجان الجونة السينمائي، بين اختيار الفنانين المشاركين في العمل والتسجيل وأعمال المونتاچ.

أردف أن اختياره للفنانين وصناع السينما المشاركين بالفيلم، جاء على أساس التنوع العمري بينهم، واستعراض تأثير وحيد حامد على الأجيال المختلفة، فبين يسرا، وكريم عبد العزيز، وهند صبري، والمخرج شريف عرفة، وآسر ياسين، ومحمد سليمان عبد الملك وغيرهم من المشاركين بالفيلم، ظهر تأسيس وحيد حامد لقاعدة فنية أحبت العمل معه، وتعلموا منه.

كما أوضح أن أهم رد فعل جاء له على الفيلم، كان نزول الراحل وحيد حامد من على المسرح وانضمامه للجمهور لمشاهدة الفيلم، معلقًا: “قعدتي مع أستاذ وحيد لوحدها أثناء التجهيزات للفيلم كانت كنز، كنت حاسس إني قاعد مع أستاذ بيدرسلي السينما والواقع، ومكسبي الوحيد إنه كان بينا وإحنا بنعرض الفيلم”.

كما صرح عن مشروعه المقبل، لإكمال سلسلة من الأفلام الوثائقية عن كبار صناع السينما، بعد إخراجه لفيلمي “رزق السينما”، و “الوحيد”.

 

موقع "إعلام.كوم" في

10.01.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004