كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رحيل محمود ياسين،

"فتى الشاشة الأول" إلى الأبد!

هوفيك حبشيان

عن رحيل الأيقونة الفنية

محمود ياسين

   
 
 
 
 
 
 

لم يكن محمود ياسين ممثّلاً كبيراً. لم تسمح له موهبته المحدودة ولا الخيارات التي اقتُرحت له ليغدو أحمد زكي. ولم تدفعه كاريزماه إلى مكانة عمر الشريف. كان صنفاً ثالثاً من الممثّلين احتل السينما المصرية في مرحلة من المراحل التي طواها الزمن ولم يقضِ عليها النسيان. محمود ياسين كان، باختصار، "فتى الشاشة الأول" وبقي كذلك في الذاكرة البعيدة. إيتيكيت أُلصِق به ويدعو للاستغراب قليلاً، كون الراحل (عن 79 عاماً صباح أمس)، لم يملك من تلك المقومات التي تضعه في هذه المرتبة، سوى صوت رخيم وحضور ذكوري سلطوي بجسده الفارع. كان صاحب رصانة قلّما اقترنت باسم ممثّل عربي. إنه، نوعاً ما، ميشال بيكولي المصري، لكن من دون موهبة الأخير وحضوره. كما يمكن تصنيفه كالمقابل الذكوري لفاتن حمامة.

تمتد مسيرة ياسين (المولود في بورسعيد) على نحو نصف قرن من الزمن. سنوات نشاطه: 1968-2012. اعتلى خشبة المسرح، أطلَّ عبر شاشة التلفزيون، ووقف أمام كاميرا السينما، ومنح صوته لأثير الإذاعة المصرية. فعل هذا كله دفعة واحدة في حياة ثرية. مَن عاصر حقبة السبعينات، لا بد انه شاهد الكثير من الأفلام من بطولته، فهو كان نجمها بامتياز، أو بشكل أدق نجم صنف من الأفلام تستند إلى حكايات تغلب عليها سمات ميلودرامية تتوجه الى جمهور معيّن. أكثر من جيل ربطت بينه وبين الرومنطيقية، لا سيما الفتيات اللواتي كنَّ من المراهقات في تلك المرحلة ورأين فيه فارس الأحلام. جسّد ياسين مفهوماً معيناً عن الرجولة والالتزام وأدبيات التعاطي مع المرأة أضحى اليوم من التاريخ. 

جزء كبير من "اسطورة" محمود ياسين متأتٍ من صوته العميق. صوت "لا تخطئه الأذن" كما قال حكمت وهبي في مقابلة قديمة مع الممثّل الذي رد عليه قائلاً بأنه كان إنساناً عادياً لولا صوته، وهذا الصوت ساعده كثيراً لإيصال أحاسيس معينة، وروى انه قد يحصل ان يطلب رقم هاتف عن طريق الخطأ، فيتعرف المتحدّث معه على هويته بمجرد سماع صوته. عن هذه الحنجرة، كتب المصري شريف صالح: "مسألة الإتقان اللغوي تناسبت مع الحسّ القومي العروبي، وبفضلها أصبح الفنّان القومي العروبي. وقدّم عشرات المشاركات في هذا الاتجاه، وعن جدارة. فهو النموذج العملي الذي طمح إليه كلّ زعماء المدّ القومي، من العراق إلى الجزائر، فالخليج. واستمر كذلك (حتى عقب انهيار الناصرية)، ويكاد يُعامَل معاملة الملوك من الأمراء والحكام بفضل "صوته العروبي الموحد".

في معظم الأدوار التي اضطلع بها، كان الرجل الذي على قدر من الذوق. الزوج الخلوق أو العشيق الآدمي الذي يمكن ان يثق فيه الطرف الآخر. رجل تسويات. لعب أدواره بهدوء، في وقار بعيداً من التكلّف، فعلى نحو جليدي أحياناً، ممّا كان يعوق انصهاره في الشخصية. كممثّل، بدا نمطياً، صعب عليه الخروج من النموذج الأوحد، ذاك الذي كان يتوقّعه منه جمهوره. لم يقفز خارج أسوار هذه النمطية إلا نادراً (عندما لعب دور الزبّال أو في أدوار كوميدية متفرقة). كان ممثّل الطبقة الوسطى بامتياز. فحافظ على حيز الأمان الخاص به، دونما حاجة إلى الخروج صوب دروب غير مطروقة. مهما اختلفت الروايات، كان هو هو إلى حدّ ما. وهذا ما جعل حضوره مكروراً وشخصيته متوقّعة فيها الكثير من المثالية. مثالية من النوع الذي لم يكن في مصلحته دائماً. غالباً، ظلّ في المنطقة الحيادية بين الجماهيري والنخبوي. ويقول الناقد السينمائي نديم جرجوره في هذا الصدد: "يمتلك ياسين ملامح جامدة في وجهه وعينيه ونبرته وسلوكه ومشيته، تختلف جذرياً مع حيوية نور الشريف، وانغماسه شبه المطلق في أعماق التركيبة الاجتماعية النفسية للشخصية؛ ومع صرامة محمود عبد العزيز، المنفتحة على نقيضها التام، المتمثّل بضحكٍ وسخرية؛ ومع وسامة حسين فهمي، الطاغية بقوّة على التفاصيل كلّها لحرفية التمثيل. ملامحه الجامدة تختلف كلّياً عن صرامة شخصيات في تعاطيها مع ذاتها ومحيطها وأحوال بيئتها، إذ تُعلي حاجزاً بين الممثّل والشخصية والمُشاهد، فتحجب البنيان الإنساني للشخصية، وتجعل أداء الممثّل عادياً إن لم يكن باهتاً، وتطرح على المُشاهد سؤال المُشاهدة والمتابعة".

هو الذي درس الحقوق (تخرّج من كليتها في العام 1964) وليس التمثيل، دخل السينما بعد نجاحه في المسرح القومي. بعد أدوار صغيرة في نهاية الستينات، أُتيحت له فرصة مع "نحن لا نزرع الشوك" لحسين كمال في العام 1970. وكرّت سبحة الأفلام التي لعبت دوراً مهماً في مسيرته: "الخيط الرفيع" مع فاتن حمامة و"قاع المدينة" مع نادية لطفي و"اذكريني" مع نجلاء فتحي و"الباطنية" مع نادية الجندي و"الجلسة سرية" مع يسرا و"الحرافيش" مع صفية العمري. شاديا وفاتن حمامة من اللواتي لعبن دوراً أساسياً في انتقاله من الخشبة إلى بلاتو التصوير.

من الأفلام التي مثّل فيها أيضاً: "الخيط الرفيع" لهنري بركات و"على من نطلق الرصاص؟" و"الصعود إلى الهاوية" (كلاهما لكمال الشيخ)، و"ليل وقضبان" لأشرف فهمي و"سونيا والمجنون" لحسام الدين مصطفى و"العاطفة والجسد" لحسن رمزي و"الحبّ الذي كان" لعلي بدرخان، وغيرها.

هناك مَن يدعم نظرية ان ديبلوماسيته على الشاشة متأتية من خلفيته الأكاديمية كرجل قانون. كان ياسين طفلاً خجولاً، ممّا جعله يبحث عن سواتر منذ سن مبكرة. شيء يختبئ خلفه… ولعله لهذا السبب أحب التمثيل والانصهار في الشخصيات كي يعبّر عن نفسه، كما قال في احدى المرات. حتى في حياته الشخصية، كان رجلاً "نموذجياً"، تزوج وأنجب وظلّ بعيداً من الأضواء الكثيرة والمزعجة والباحثة عن فضائح. في رصيده، نجد الكثير من الأشياء المتناقضة يمكن تلخيصها على النحو الآتي: من جانب، شيء من المحافظة على الطريقة المصرية (أطل في العديد من المسلسلات الدينية في التلفزيون والاذاعة) ومن جانب آخر، عري وجرأة نسبية.  

 

النهار اللبنانية في

15.10.2020

 
 
 
 
 

محمود ياسين ترك "ذاكرته" ورحل

احتجب بعد إصابته بـ"الزهايمر" وعائلته أجلت مراسم الجنازة وزوجته أعلنت تفاصيل مرضه قبل أسابيع

حميدة أبو هميلة 

أعلنت أسرة الفنان المصري محمود ياسين رحيله صباح اليوم عن 79 عاماً بعد صراع طويل مع المرض واختفاء دام سنوات طويلة، تأثراً بمضاعفات مرض ألزهايمر.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة ممتدة لنعي الممثل المحبوب صاحب الجماهيرية العريضة، وهو الذي رافقت أعماله الجماهير منذ ستينيات القرن الماضي، وتنوعت أدواره ما بين مسرح وسينما وإذاعة وتلفزيون، حيث كان آخر ظهور فني له قبل ست سنوات.

تأجيل مراسم الدفن

وكان عمرو محمود ياسين نجل الفنان الراحل أعلن في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 14 أكتوبر (تشرين الأول) وفاة والده ببيان مقتضب قال فيه "توفي إلى رحمة الله تعالى والدي الفنان محمود ياسين... إنا لله وإنا إليه راجعون... أسألكم الدعاء"، ثم عاد مرة أخرى وكشف عن أن الأسرة سوف تؤجل مراسم الجنازة والعزاء لأسباب خاصة لم يعلن عن تفاصيلها، حيث أكد أيضاً عبر حسابه بموقع فيس بوك "لاعتبارات وظروف خاصه بالأسرة سيتم إجراء مراسم الدفن والجنازة، غداً الخميس 15 أكتوبر، عقب صلاة الظهر... سنعلن عن مكان صلاة الجنازة لاحقاً... ‏جزاكم الله خيراً، ولا أراكم مكروهاً في عزيز لديكم وغفر لأمواتكم جميعاً".

الفنان محمود ياسين يعتبر واحداً من جيل الرواد في السينما المصرية، وتجاوز رصيده الفني 250 عملاً فنياً، قبل أن ينسحب من الساحة بعد أزمات مرضه، مكتفياً بالظهور بين الحين والآخر عبر صور أو فيديوهات قصيرة من خلال حسابات عائلته من أبناء وأحفاد، على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك زوجته الفنانة المعتزلة شهيرة، التي نعته بعبارة قصيرة معبرة حيث قالت "رحل حبيب عمري خلاص".

نعي واسع من النجوم والجمهور

وقبيل وفاة الراحل كانت أرملته أثارت الجدل قبل أسابيع بتصريحات تلفزيونية أعلنت فيها أن حالة محمود ياسين لم تكن تتحسن، وأنها منعت أبناءه وأحفاده من زيارته في المنزل خوفاً عليه من عدوى فيروس كورونا، واللافت أن الفنانة شهيرة كشفت حينها لبرنامج "التاسعة" الذي يقدمه المذيع وائل الإبراشي على شاشة التلفزيون المصري أنها تخفي على الفنان محمود ياسين أخبار وفاة زملائه خوفاً عليه من تدهور حالته، وأكدت أيضاً أنه يعاني من المرض ومن عدم تذكره زملاءه منذ 8 سنوات، وهو ما يعني أنه ربما شارك في بعض الأعمال الفنية، وهو لا يزال في بدايات أزمته الصحية، وبينها مثلاً فيلم "جدو حبيبي" عام 2012 مع بشرى.

وأثيرت عن النجم الكبير على مدى سنوات اختفائه عن الساحة الفنية كثير من شائعات الوفاة التي كانت تغضب عائلته كثيراً، وبينهم ابنته الممثلة رانيا محمود ياسين التي حرصت على رثاء أبيها من خلال منشور لها عبر حساباها بموقع فيس بوك قالت فيه "بحبك أوي (أحبك جداً)، وداعاً يا حبيبي، أبي في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون"، وأرفقته بصورة لها معه وهي في مرحلة الطفولة، كما انهالت التعازي من نجوم الوسط الفني الذين عبروا عن فقدانهم واحداً من كبار نجوم السينما في العالم العربي، ومن بين أبرز من كتبوا كلمات النعي في وفاته "إسعاد يونس، وليلى علوي، ومحمد هنيدي، ودنيا سمير غانم".

تاريخ فني حافل

الراحل محمود ياسين ولد في مدينة بورسعيد في الثاني من يونيو عام 1941، وتخرج في كلية الحقوق وعمل بالفعل في مهنة المحاماة لبعض الوقت، ثم تقدم لاختبارات المسرح القومي، واختير للعمل في التمثيل، إذ تميز صوته بالقوة وحسن الإلقاء، وانطلق مسرحياً، ثم بعد ذلك بدأ بأدوار صغيرة في السينما بأفلام مثل "الرجل الذي فقد ظله، وشيء من الخوف، والقضية 68"، وبطولته الأولى كانت في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" أمام شادية، وإخراج حسين كمال عام 1970، وحصل على أوسمة وتكريمات عدة في التمثيل، كما كرمته الدولة تقديراً لأفلامه الحربية، ووقف أمام أشهر نجمات الفن مثل "فاتن حمامة، وسعاد حسني، ونجلاء فتحي، ونادية لطفي، وماجدة، ونيللي، ويسرا، ونادية الجندي، وصفية العمري"، وغيرهن.

يسجل للفقيد تركه عشرات الأعمال التي تعتبر علامات في مشواره وفي تاريخ السينما المصرية، وبينها "الخيط الرفيع، وأين عقلي، وأغنية على الممر، وعلى من تطلق الرصاص، وأنف وثلاث عيون"، كما كان له دور مميز في فيلم "الجزيرة" عام 2007 مع أحمد السقا، وتميز النجم الراحل في الأعمال الدرامية الجادة وذات الطابع الكوميدي كذلك، وقدم تلفزيونياً مجموعة من أشهر المسلسلات بينها "سور مجرى العيون، واليقين، والعصيان، وسوق العصر، وماما في القسم"، وكان له باع في الأعمال التاريخية ومنها مسلسل "الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان"، وخاض تجربة الأداء الغنائي أيضاً من خلال أغنية "حلوة يا زوبة" في مسلسل "غداً تتفتح الزهور" مع سميرة أحمد عام 1984.

 

الـ The Independent في

15.10.2020

 
 
 
 
 

رحيل محمود ياسين يطوي آخر صفحة في جيل العمالقة

مصطفى عبيد

مسيرة فنية وثّقت تحوّلات المجتمع المصري وأفول الرومانسية والحرب مع إسرائيل.

غيّب الموت، فجر الأربعاء، الفنان المصري محمود ياسين، الذي يعدّ أحد عمالقة السينما المصرية، وهو الذي أثرى خزينة الفن المصري بالعديد من الأعمال الخالدة على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.

القاهرةتوفي، الأربعاء، الفنان المصري محمود ياسين عن عمر يقارب الثمانين عاما، بعد صراع طويل مع المرض، طال لمدة ثماني سنوات، فرض عليه عزلة إجبارية عن الوسط الفني.

ويُعتبر ياسين أحد آخر عمالقة فناني الستينات البارزين، الذين عبّروا عن مرحلة هامة في تاريخ السينما المصرية، مثلت ارتباطا للفن بالقيم العامة للمجتمع، وسعيا إلى التقارب مع الواقع السياسي، والتعبير عن هموم الوطن.

كان النجم الراحل من أكثر الممثلين العرب مشاركة في أعمال تخصّ الحرب مع إسرائيل، حيث قدّم ستة أفلام عن حرب أكتوبر. وبدا مشوار حياته كأنه تعبير عن انتصار الفن للقيّم، حيث يتماهى مع الحق.

خيرية البشلاويأعمال محمود ياسين كانت تخاطب العقل وليس الغرائز

قدرات مبهرة

تميّز الفنان محمود ياسين، بقدرة بارعة على الجمع بين الأداء التمثيلي المُتقن، والصوت الرخيم المعبّر، والتنقل بين أدوار عدة شديدة التباين تصل في بعض الأحيان إلى درجة التناقض، مثل قيامه بتقديم نموذج للجندي الوطني المقاتل، والتعبير عن نموذج التاجر الانتهازي، أو الفتوة القاسي، والشاب الرومانسي الحالم.

قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي لـ”العرب”، إن محمود ياسين يمثل جيلا فنيا كان مقتنعا تماما بأن الفنان لديه التزام أخلاقي تجاه الجمهور، وتجب مراعاته عند قراءة أوراق السيناريو لأي عمل كان سواء للسينما أو للدراما أو حتى في أعماله المسرحية، ويضع ثوابت لا يمكنه الزحزحة عنها، فيما يتعلق بالقيم والتقاليد كي لا يخسر علاقته الوثيقة مع الجمهور، وهي تركيبة فنية أصبحت شديدة الندرة حاليا.

وفي تصوّر الكثير من النقاد، إن الفنان الراحل جمع سمات فريدة جعلته يتفوّق على الكثير من أبناء جيله، ليس فقط في المنافسة بالوسامة أو القدرات التمثيلية، لكن بامتلاكه طبقة صوت رخيمة أهلته ليكون مسرحيا مميزا.

وأضافت البشلاوي “الفنان وليد بيئته والمناخ السياسي والاجتماعي اللذين يخرج منهما، وأيضا طبيعة الجمهور الذي يستهلك الإنتاج الذي يقدّمه، وجيل محمود ياسين كان يعي ذلك جيدا، لذلك قدّم أعمالا تخاطب العقل وليس الغرائز، ولم يتورّط في أعمال ضحلة، ضعيفة المستوى، يتم تسويقها على أنها للترفيه”.

تشابهت انطلاقة موهبة ياسين مع الكثير من أبناء جيله الذين نبغوا في المسرح أولا، ومنه انتقلوا إلى السينما، ثم الدراما التلفزيونية.

وبدأ محمود ياسين، المولود في مدينة بورسعيد، شرق القاهرة في سنة  1941 تعلقه بفن التمثيل وهو صغير من خلال تقليد كبار الفنانين، ثم التمثيل الارتجالي وهو في المرحلة الإعدادية، وعيناه منذ البدايات كانتا مركزتين على الوصول إلى خشبة المسرح القومي، الذي عرف انتعاشة كبيرة في السابق.

ودرس القانون، لكن قلبه ظل معلقا بفن التمثيل باعتباره المسار الطبيعي لموهبته المتألقة، والتي كانت محل إشادة دائمة من زملائه عندما كان يتنقل بين فرق المسرح الجامعية.

ورغم تخرّجه في كلية الحقوق بجامعة عين شمس سنة 1964 وتعيينه محاميا بمدينته بورسعيد، إلا أنه شعر أن مستقبله ليس في ساحات المحاكم، وإنما على خشبة المسرح وأمام الكاميرات، لذا رفض التعيين في وظيفة قانوني في هيئة حكومية وقبل أدوارا عديدة في المسرح القومي، إلى أن بزغ اسمه مع تقديم مسرحيات “وطني عكا” و”سليمان الحلبي” و”ليلة مصرع جيفارا”، ثم توالت مسرحياته، مثل “ليلى والمجنون” و”عودة الغائب” و”الخديوي”.

بعد غياب الفتى الأول في السينما نتيجة تقدّم بعض نجوم الصف وهجرة عمر الشريف إلى هوليوود، بزغ نجم ياسين

النجم الأول

لفتت موهبة محمود ياسين عيون صناع السينما إليه، حيث وجدوا فيه فنانا وسيما وهادئا، ولديه تلقائية وقدرة على الإتقان والتحدّث بفصاحة ولباقة، ما يُمثل نموذجا للبطولة الغائبة وقت تراجع السينما المصرية.

تحوّل نجاحه في كسب محبة ورضا الجمهور من خلال المسرح إلى جسر له للدخول إلى عالم السينما، بعد أن غاب الفتى الأول نتيجة تقدّم عماد حمدي وأحمد مظهر ورشدي أباظة في العمر، وهجرة عمر الشريف إلى هوليوود، وانصراف جانب كبير من الجمهور عن نجوم ما قبل هزيمة يونيو 1967، في إطار تمرّد الجمهور على رموز الماضي.

شارك ياسين في أفلام جريئة لافتة مثل “شيء من الخوف” و” القضية 68″، وتقبله الجمهور بشكل جيد، ثم حاز أول بطولة حقيقية أمام الفنانة فاتن حمامة سنة 1971 في فيلم “الخيط الرفيع”، حيث عادت الفنانة إلى السينما بعد غياب لسنوات، وبحثت عن وجه جديد يستطيع مشاركتها البطولة، ونشرت إعلانا بذلك، وتقدّم للمسابقة، وتم اختياره.

اهتم الفنان الراحل بشكل كبير بفكرة الثنائيات الرومانسية، فقدّم عدة أفلام مع فاتن حمامة مثل “أفواه وأرانب”، و”حبيبتي”، كما قدّم أفلاما مع نجلاء فتحي، وشادية، وميرفت أمين.

وكوّن ياسين ثنائيا شهيرا مع المخرج حسين كمال الذي كان يرى فيه الفتى الأول للسينما، حتى أنه أقنع ماجدة الصباحي، التي كانت بصدد إنتاج فيلم “أنف وثلاث عيون” بخطأ إصرارها على أن يلعب البطولة أمامها الفنان رشدي أباظة، الذي تقدّم به السن، والحاجة ماسة لأن يقوم بهذا الدور محمود ياسين، وهو ما تمّ بالفعل وحقّق نجاحا مبهرا.

لا ينسى الجمهور للفنان الراحل أدواره التي خلّدت نصر أكتوبر، وعلى رأسها دوره في فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي”، وفيلم “أغنية على الممر”. كما لعب دور البطولة في فيلم “ظلال في الجانب الآخر” للمخرج الفلسطيني غالب شعث، وركّز بقوة على ضرورة إقرار حقوق الشعب الفلسطيني.

ويبقى دوره في فيلم “على من نطلق الرصاص” سنة 1975، قصة رأفت الميهي، وإخراج كمال الشيخ، وبطولة سعاد حسني، من أدواره الفارقة، حيث قدّم نموذجا للشاب الحالم صاحب القيم، والمناهض للفساد، والذي يصل به الأمر في النهاية إلى إطلاق الرصاص على رأس زميله الثري الذي سرق حبيبته وأحلامه وقيمه.

توالت نجاحاته، ووصل إلى مستوى مذهل لم يسبقه إليه فنان، حيث قدّم في عام واحد سنة 1977 عشرة أفلام سينمائية، بعضها من الروائع العظيمة مثل “سونيا والمجنون” و”العذاب امرأة” و”شقة في وسط البلد”.

طارق الشناويالفنان كان راصدا لآثار سياسة الانفتاح الاقتصادي على المجتمع

الفرصة المواتية

أكّد الناقد الفني طارق الشناوي، أن محمود ياسين كان في الثامنة والعشرين من عمره، مطلع السعبينات التي شهدت تغيرات هامة بتطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي وما صاحب ذلك من تغييرات مهمة في البنية الاجتماعية، ما جعله مرشحا دائما لشركات الإنتاج كنموذج معبّر عن المرحلة الجديدة.

وأوضح لـ”العرب” أن الفنان الراحل بامتلاكه لمواصفات عديدة جعلت منه نجما جماهيريا يتناسب مع التغيرات، وراصدا ومحذّرا لآثارها الاجتماعية.

ويعتبر دوره في فيلم “انتبهوا أيها السادة” من الأدوار شديدة الأهمية خاصة أن الفيلم الذي كتبه أحمد عبدالوهاب، وأخرجه محمد عبدالعزيز سنة 1980 كان يركز على رصد تحوّلات فارقة في المجتمع المصري، وصعود فكرة الربح السريع، وتراجع قيمة العلم ومكانة المتعلمين والحاصلين على الرسائل العلمية في مواجهة ثراء تجار السوق الجشعين، والمتربحين من الخردة والقمامة والسمسرة.

ويرى البعض من النقاد، أن محمود ياسين تورّط قليلا في موجة الأفلام التجارية خلال حقبة الثمانينات فقدّم أفلاما مثل “مرسي فوق مرسي تحت” و”أشياء ضد القانون” و”عالم وعالمة” و”وداد الغازية”، إلا أن ذكاءه دفعه للانتقال بهدوء وحكمة إلى المسلسلات الدرامية، حرصا على جمهوره العائلي.

برع في عدة أعمال درامية كان من بينها مسلسل “ابن سينا”، و”الزير سالم”، و”غدا تتفتّح الزهور”، و”مذكرات زوج”، و”أخو البنات”، و”العصيان”، و”ضد التيار”، و”رياح الشرق”، و”عزبة المنيسي”، و”سوق العصر” و”أبوحنيفة النعمان”.

تميّز الفنان الراحل بمرونة فكره، ونظرته الواقعية، وإدراكه التام للتحوّلات وتطورات فن السينما في العالم، ما جعله يتقبل برضا أدوارا ثانوية في أفلام حديثة مثل دوره في أفلام: “الجزيرة”، و”الوعد” و”جدو حبيبي”.

ورغم وجود نجوم شباك كبار في تلك الأفلام، إلا أن إطلالته ساهمت في تأكيد موهبته، وقدرته على التناغم مع الأجيال التالية من الممثلين.

صوت استثنائي

امتلك محمود ياسين صوتا مميزا جعله يتولى مهمة التقديم والتعليق على الكثير من الفعاليات الفنية والوطنية، وارتبط صوته بالجمهور بعد أن علق على جنازة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر في سنة 1970.

وكان لصوته وأسلوبه في إلقاء الشعر والحديث باللغة العربية دافع للاستعانة به في دور الراوي في فيلم “الرسالة” للمخرج مصطفى العقاد سنة 1976، وحافز للاستعانة به لتقديم دور الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مسلسل إذاعي جسّد شخصيته المستوحاة من سيرته “البحث عن الذات”.

وحصل محمود ياسين على العديد من الجوائز الإقليمية والمحلية، وتم تكريمه في الكثير من المهرجانات السينمائية العربية والأجنبية، وأبرز الجوائز التي حصل عليها جائزة مهرجان طشقند 1980، ومهرجان عنابة بالجزائر 1988، والمهرجان القومي للسينما المصرية 2006، وكان أول تكريم له وعمره 36 عاما في أول عيد للفن في أكتوبر 1976، إلى جوار فاتن حمامة ويوسف وهبي.

والراحل زوج الفنانة شهيرة، ووالد الفنانة رانيا التي امتهنت التمثيل وتقديم البرامج، وهي متزوّجة من الفنان محمد رياض، والكاتب الدرامي عمرو الذي شارك في بعض الأعمال الدرامية قبل أن يتفرّغ للكتابة.

ونعت مؤسسات فنية مصرية وعربية الفنان الراحل منها المعهد العالي للفنون المسرحية والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والهيئة العربية للمسرح.

وعبّر عدد من الفنانين عن عميق حزنهم للنبأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي منهم خالد الصاوي ومحمد هنيدي ودنيا سمير غانم وفيفي عبده من مصر، ودرة من تونس وسوزان نجم الدين من سوريا وحبيب غلوم من الإمارات وهيفاء وهبي وكارول سماحة من لبنان.

وكتب رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ على تويتر “فقدنا رمزا عربيا أعطى الكثير”.

كاتب مصري

 

العرب اللندنية في

15.10.2020

 
 
 
 
 

أحمد السقا يسترجع ذكرياته مع محمود ياسين بمقطع فيديو من فيلم «الجزيرة»

عادل عبد الله

نشر النجم أحمد السقا، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مقطع فيديو من فيلم "الجزيرة 1" يجمعه مع الفنان الراحل محمود ياسين، معلقا: "ربنا يرحمك يا أستاذ يا كبير". 

ونشر الفنان عمرو محمود ياسين، نجل الراحل محمود ياسين، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "صلاة الجنازة غدا الخميس، بعد صلاة الظهر فى مسجد الشرطة والعزاء فى مقابر الأسرة بالفيوم كما سبق وأشرنا.. وتقام ليلة العزاء فى ساحة كومباوند رويال سيتى بالشيخ زايد، يوم الجمعة القادم بعد صلاة المغرب".

وكان قد أعلن وفاة والده بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 79 عاما، ونشر صورة لوالده عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" معلقا عليها: "توفى إلى رحمة الله تعالى والدى الفنان محمود ياسين، إنا لله وإنا إليه راجعون.. أسألكم الدعاء".

وُلد محمود فؤاد محمود ياسين فى مدينة بورسعيد عام 1941 وتعلق بالمسرح منذ أن كان فى المرحلة الإعدادية من خلال (نادى المسرح) فى بورسعيد، وكان حلمه آنذاك أن يقف فى يوم ما على خشبة المسرح القومى، ثم انتقل إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة وتخرج فى كلية الحقوق.

وحقق حلمه بالانضمام للمسرح القومى الذى قدم عليه وعلى المسارح الأخرى عشرات الأعمال المميزة مثل (ليلى والمجنون) و(الخديوى) و(حدث فى أكتوبر) و(عودة الغائب) و(الزيارة انتهت) و(بداية ونهاية) و(البهلوان).

قدم فى السينما أدوارا صغيرة فى نهاية حقبة الستينات إلى أن جاءت فرصته الكبيرة فى فيلم (نحن لا نزرع الشوك) مع شادية عام 1970، وتوالت الأفلام بعد ذلك، فكان من بينها: (الخيط الرفيع) أمام فاتن حمامة و(أنف وثلاث عيون) أمام ماجدة الصباحى و(قاع المدينة) أمام نادية لطفى و(مولد يا دنيا) أمام المطربة عفاف راضى و(اذكرينى) أمام نجلاء فتحى و(الباطنية) أمام نادية الجندى و(الجلسة سرية) أمام يسرا و(الحرافيش) أمام صفية العمرى.

وفى التليفزيون قدم عشرات المسلسلات، منها: (الدوامة) و(غدا تتفتح الزهور) و(مذكرات زوج) و(اللقاء الثاني) و(أخو البنات) و(اليقين) و(العصيان) و(سوق العصر) و(وعد ومش مكتوب) و(ضد التيار) و(رياح الشرق) و(أبو حنيفة النعمان).

 

عين المشاهير المصرية في

15.10.2020

 
 
 
 
 

كيف عبّر محمود ياسين عن واقعية المجتمع في أدواره الفنية؟.. نقاد يوضحون

محمد حسين

فقد الفن المصري قيمة كبيرة برحيل الفنان محمود ياسين، أمس الأربعاء، وذلك عن عمر ناهز 79 عاما بعد رحلة مع المرض.

وعلى مدى مسيرته الطويلة تميز بعطاء فني يتذكره الجمهور بتعاقب أجياله، وكانت بدايته في من خلال أدوار بالمسرح القومي، الذي اتجه له فور تخرجه في كلية الحقوق منتصف الستينيات، لتنجذب إليه أنظار السينما ويشارك بفيلم "شيء من الخوف"، وتتسع مساحتها مع المخرج حسين كمال والفنانة شادية ليقدم معها دور البطولة بفيلم "نحن لا نزرع الشوك" الذي عرض في 1970.

الناقدة حنان شومان، أكدت لــ"الشروق" بأن النصف الأول من السبعينيات شهد على تواجد كثيف له؛ لكن ظل لفترة حبيساً للأدوار "الجان" في أفلام يغلب عليها الطابع الرومانسي، ولم تعرفه الأدوار الواقعية إلا في وقت متأخر من تلك الفترة، مع فيلمه المتميز "انتبهوا أيها السادة" والذي قدم من خلاله شخصية "جامع القمامة" الذي تزداد ثروته بشكل كبير، ومع رغبته في الزواج من إحدى بنات العائلات المتوسطة، تثور العائلة في وجهه بدافع عدم توافق الجانب الاجتماعي والثقافي.

وتعتبر شومان أن هذا الفيلم هو "تعبيرا صادقا عن تغيرات الهرم الاجتماعي" والذي كان وقت إنتاج الفيلم ظاهرة يلاحظها الجميع، تزامنت مع "الانفتاح الاقتصادي".

وتؤكد شومان، أن الموهبة المتفردة لياسين هي التي جعلته يتقن هذا الدور الذي لم يتعود الجمهور منه، وتكون انطلاقته لعالم الواقعية بعد ذلك.

وتتضح كذلك أهمية هذا الدور الواقعي، من خلال كتاب"الفن والمجتمع عبر التاريخ" للكاتب المجري أرنولد هاوزر، والذي قال فيه "الفيلم السينمائي وثيقة اجتماعية مهمة تساهم في رسم قوانين حركة وديناميكية المجتمع وفهم طبيعة العلاقة الجدلية بين الإنسان والمجتمع. فالفيلم لم يعد يضع وجها لوجه ظواهر عالم متجانس من الموضوعات، بل عناصر من الواقع غير متجانسة تماما".

وكما أن للسينما دورا هاما في توثيق حياته المجتمعات، فإنها كذلك تفتح بابا من البحث الفلسفي داخل النفس البشرية، وقد وصف ذلك الكاتب المغربي محمد زيان في كتابه "علامات فلسفية" بأنها "لقاء الفلسفة بالسينما هو لقاء المفهوم بالصورة في أفق استجلاء تحولات صورة الفكر داخل الصورة السينمائية".

ويؤكد الناقد طارق الشناوي في تصريحات للشروق، أن ياسين برع في تلك الأدوار بشكل كبير، وكانت بدايته حينما طلبت فاتن حمامة لكي يشاركها بطولة "الخيط الرفيع" من إخراج بركات.

ويتابع الشناوي، أنه ليس فقط أحد الأفلام الهامة على طريق محمود ياسين التي شكلت علامة فارقة في صعوده ولكنه شهد أيضا تغييرا في مسار سيدة الشاشة فاتن حمامة، وذلك لأنه يتناول الخيط الشائك بين الحب والامتلاك، هكذا أمسك إحسان عبد القدوس بتلك المعادلة السحرية، وتمكن محمود وفاتن في تجسيدها.

ومن أبرز مشاهد الفيلم، مشهد يجمع بين منى وعادل، الذي يجد نفسه في مواجهة معها، بعد محاولات للتهرب منها، بعد أن قدمت إنجازات كثيرة من أجله، ويعد هذا المشهد من أبرز الحوارات السينمائي.

وعن هذا التفوق، يقول الدكتور محمد الخطيب، الناقد المسرحي، إن مرجعه الأساسي هو الخلفية الثقافية الكبيرة التي يتمتع بها محمود ياسين، والذي اكتسب جزءاً منها من خلال ممارسته للمسرح وأدائه شخصيات صعبة ومركبة.

ويضيف الخطيب، أن هناك فرق بالتأكيد بين المسرح والسينما، إلا أن بعض المشاهد يحتاج حينها الممثل أن يستعدي تكنيك مسرحي هام وهو "القطار المتصل" بأن يؤدي الحوار بطريقة تغلب عليها الأداء المسرحي.

ويختتم الخطيب، بأن ياسين لم ينجرف كذلك في الانفعالات فهو كان متقناً وواعياً للفارق بين كل لون فني عن آخر.

 

الشروق المصرية في

15.10.2020

 
 
 
 
 

«أحمد» أكثر اسم أُطلق على الراحل محمود ياسين فى أفلامه.. اعرف التفاصيل

خالد إبراهيم

قدم الفنان الكبير الراحل، محمود ياسين، أكثر من 200 عمل فنى، حفر بها اسمه بحروف من دهب فى تاريخ السينما والدراما والإذاعة والمسرح فى مصر، حيث بدأ رحلته الفنية فى الستينات كوجه مصرى شاب واعد، لينطلق بعدها فى سبعينات القرن الماضى، ويصبح واحدا من أهم نجوم جيله، بمجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية الكلاسيكية، وأمام أكبر نجمات السينما المصرية، منهن سعاد حسنى وفاتن حمامة، وغيرهما.

ويبدو أن لاسم "أحمد" مكانة خاصة لدى الفنان الراحل محمود ياسين، حيث قدم أكثر من 20 عملا فنيا، أغلبها فى السينما، حمل خلالها اسمه "أحمد"، وهى من أكثر الأسماء التى حملها ياسين خلال أعماله الفنية، و"محمد" أيضا ظهر به فى العديد من الأفلام.

حمل ياسين اسم "أحمد"، فى أفلام عديدة، نذكر منها: "حكاية بنت اسمها مرمر"، و"شباب يحترق"، و"العاطفة والجسد"، و"امرأة سيئة السمعة"، و"ليل وقضبان"، و"امرأة للحب"، و"أنا وبنتى والحب"، و"انتهى الحب"، و"رجل بمعنى الكلمة"، و"أسياد وعبيد"، و"الشك يا حبيبى"، و"الأخرس"، و"مين يجنن مين"، و"علاقة خطر"، و"الثأر"، و"إن ربك لبالمرصاد"، و"حادث النصف متر"، و"مدافن مفروشة للإيجار"، و"أقوى من الطوفان"، و"كوكب الشرق".

ورحل الفنان الكبير محمود ياسين عن عمر ناهز 79 عاما بعد صراع مع المرض، الذى أبعده عن الحياة الفنية طوال السبع سنوات الماضية.

 

عين المشاهير المصرية في

16.10.2020

 
 
 
 
 

محمود ياسين هو العنوان!!

طارق الشناوي

لو طلبتم منى أن أذكر جملة واحدة تشير إليه، لقلت لكم على الفور (حضرة المحترم)، قبل أن نصفه بالفنان الكبير والنجم الاستثنائى، يكفى أن نقول (المحترم).

الشاب البورسعيدى الذى جاء للقاهرة فى مطلع العشرينيات من عمره، يحمل ليسانس حقوق، منتهى أمله أن يقف على خشبة المسرح القومى العريق، أحبته عدسة الكاميرا وحدثت بينهما كيميائية ليصل إلى ذروة درجات الألق والوهج.

لم يتعمد أن يُصدر للجمهور صورة ذهنية عن الفنان الملتزم، سلوكه الشخصى وعلاقته بالفن و(الميديا)، وتسامحه مع الجميع وترفُّعه عن الدخول فى أى مهاترات ومشاحنات، قدمت لنا فى النهاية محمود ياسين، نموذجًا لما ينبغى أن يتحلى به النجوم.

آخر مرة سمعت فيها صوته قبل عامين أو ثلاثة على أكثر تقدير، كنت قد كتبت رأيًا عن برنامج استضاف الفنانة شهيرة، اتصلت بى توضح بعض الملابسات، وأضافت فى نهاية المكالمة: (تحب تسلم على محمود).

كانت تلك هى رغبتى الدفينة، ولم أشأ أن أبوح بها، بعد أن تناثرت أخبار عن تدهور ذاكرة محمود.. أنا قطعا ليس من طموحى أن أقتنص سبقًا صحفيًا، الإنسان فى أعماقى صوته أعلى من الصحفى، كنت حقًا أتوق لسماع صوته، فقلت لها على الفور: (يا ريت).

استمعت إليها وهى تقول: (طارق الشناوى عايز يصبّح عليك)، ثم جاءت لحظ صمت، أكملت أنا المشهد الذى لم أره طبعا، مؤكد قال لها بعينيه وأصابع يديه، مين؟، واستمعت إلى صوتها تعيد عليه الاسم مجددا، فأمسك السماعة وقال: (أهلا حبيبى طروقة ح نشوفك إمتى)، وشعرت باطمئنان، ولم أشأ أن أثقل عليه، فقط قلت له: سنلتقى قريبا، وكانت المكالمة الأخيرة بيننا.

عرفت محمود ياسين منذ بداية عملى بالصحافة، هو نجم النجوم وأنا لا أزال أحبو على بلاط صاحبة الجلالة، طالبا بالسنوات الأولى بكلية الإعلام وأتدرب فى مجلة (روزاليوسف)، كانت التعليمات للعاملين معه فى المكتب أن أدخل إليه بمجرد الحضور، وتعددت اللقاءات والأماكن ومختلف المهرجانات فى الداخل والخارج، ولكنى لا أنسى لقاءنا فى بورسعيد، إحدى كليات الإعلام - قبل نحو عشر سنوات - أقامت مهرجانا لمشروعات أفلام الطلبة، بمشاركة السفارة الفرنسية، ورشحنى لرئاسة لجنة التحكيم، وكنا نتناول معا طعام العشاء بصحبة المستشار الثقافى الفرنسى، الذى كان يجيد القليل من العربية، اكتشفت أن محمود لديه حاسة تذوق عالية، فقال لمضيفنا: «ده سمك مزارع وليس بحراوى»، وعدّد الفروق، بعد قليل أخذ يغنى ترحيبا بالضيف بالفرنسية، وقال إنهم كانوا فى المدرسة الابتدائية فى حصة الموسيقى يقدمون أغانى بمختلف اللغات.. بورسعيد مدينة (كوزموبوليتان)، بها كل الأعراق واللغات والأديان، وهذا ما منحه ذاكرة إبداعية متنوعة وثرية.

ظل محمود ياسين فى كل مكان نلتقى فيه خارج الحدود، هو واجهتنا المشرفة، ليس الأمر مقصورا فقط على صدارة (الأفيش) و(التترات).. ولكن أن يصبح هو دائما العنوان.

الوجدان العربى، وليس فقط المصرى، يضعه دائما فى المقدمة، إنه الفنان الكبير صاحب المكانة، قبل النجم الكبير صاحب المكان، حضرة المحترم محمود ياسين سيظل دائما هو العنوان!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

17.10.2020

 
 
 
 
 

شهيرة عن محمود ياسين: كان رجلًا استثنائيًا وعلمني ثقافة الاعتذار

كتبت - إيمان محمد

استرجعت الفنانة الكبيرة شهيرة ذكرياتها مع زوجها الراحل محمود ياسين، وذلك عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك".

كتبت شهيرة عبر صفحتها قائلة: "حبيبي وحبيبي روحي والحياة التي ذهبت بعيدًا كنت لي وكنت لي وكنت لي مهما شغلتك هموم الحياة وصعابها فأنا الجزء الطاغي، ولما تعبت في السنين الماضية  كنت لك وكنت لك وكنت لك، وهذا ليس فضلًا ولا واجب، ولكنه الحب".

وتابعت: "والحب والحب لقلب إنسان بدرجة رجل استثنائي في كل شيء في فنه، في موهبته، في  نجوميته، التي كانت تسحر القلوب، استثنائي في تواضعه في حنانه في أبوته لأولاده، وعطائه  اللا محدود للصغير قبل الكبير، استثنائي في إنسانيته وأخلاقه التي اتفق عليها الجميع".

وأضافت: "علمني حاجة أغلبنا يعتبرها ثقيلة على قلبه، وهي ثقافة الاعتذار، عندما أُخطئ اعتذر لأن الاعتذار

قوة وكرامة وليس العكس وكان دايمًا لأقل شئ يقول آسف، أقوله على أيه يا حبيبي مش مستاهلة، وأنا لما أغلط أقوله أنا آسفة، يرد يقول العفو العفو يا حبيبتي، إيه الأدب ده إيه الأخلاق دي، هقول إيه ولا إيه".

واختتمت حديثها قائلة: "صلاة الجنازة المهيبة التي حضرها المئات والمئات برغم ظروف الكورونا  خير دليل على حب المولى لك (نادى الله سيدنا جبريل وقال يا جبريل إني أحب فلانًا فأحبوه فيوضع له القبول في الأرض).. الحمدلله.. الحمدلله.. الحمدلله.. يارب روح وريحان".

 

الوفد المصرية في

18.10.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004