كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الوجه الآخر لفتى الشاشة..

محمود ياسين المميز بالشعر والتعليق الصوتي

منال الوراقي

عن رحيل الأيقونة الفنية

محمود ياسين

   
 
 
 
 
 
 

تاريخ فني كبير وحافل بالأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، قدمه فتى الشاشة محمود ياسين، الذي رحل عن عالمنا، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 79 عامًا، تميز خلاله بصوته الرخيم والأداء المميز في اللغة العربية، حتى أنه تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، بجانب أدواره القوية في المسلسلات الدينية والتاريخية.

محمود ياسين الذي امتلك صوتًا مميزًا وقويًا، وتميز بمهارات فن الإلقاء والتمثيل باللغة العربية الفصحى، فقد أسند إليه المخرجون مهمة التعليق أو شخصية الراوي في عدد كبير من الفعاليات الفنية الوطنية والرسمية، وعدد كبير من المسلسلات الإذاعية، حتى أنه قام بإلقاء العديد من القصائد والأشعار.

التعليق الصوتي في الأفلام:

فيلم الرسالة

شارك الفنان محمود ياسين بالأداء والتعليق الصوتي في فيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، الذي أنتج في 9 مارس 1976، فقدم بصوته نص "خطبة الوداع"، التي ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في "حجة الوداع"، وما تضمنته وصايا لأمة الإسلام.

فيلم جمال عبد الناصر

وقدم محمود ياسين بصوته أيضًا، سلسلة من الأفلام الوثائقية، أحدها فيلم يتناول حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والتي برع فيها بشخصية الراوي في جنازة الزعيم جمال عبد الناصر، وأبدع بالتعليق الصوتي على جنازته بأداء بارع ومميز، قائلًا: "الصمت أيضًا في الإسكندرية، لبست عروس البحر الحداد، ومشى الحزن على نفس الشاطئ، الذي شهد أفراح الشعب، يوم خلصه جمال من الملك الطاغية".

فيلم محمد بيومي ووقائع الزمن الضائع

وخلال الفيلم الوثائقي "محمد بيومي ووقائع الزمن الضائع"، الذي تم إنتاجه عام 1989، قدم ياسين الأداء الصوتي والأشعار لفيلم تسجيلي عن حياة وأعمال المخرج الراحل محمد بيومي، الرائد الأول للسينما المصرية، وأول مخرج ومؤلف لأول فيلم روائي قصير، وشاركته التعليق، المذيعة درية شرف الدين.

طرح البحر

قدم محمود ياسين التعليق الصوتي على الفيلم الوثائقي القصير ومدته 22 دقيقة، يتحدث عن بطولات الفدائيين في مدينة بورسعيد الباسلة، مسقط رأسه، وقت العدوان الثلاثي، وما تتمتع به المدينة من مميزات الآن عن غيرها من محافظات مصر.

إلقاء القصائد والأشعار

الكلمة
أشهر القصائد والأشعار التي ألقاها النجم الراحل محمود ياسين، حينما ظهر في تسجيل نادر، يلقي فيه قصيدة "الكلمة" للشاعر عبد الرحمن الشرقاوي، فقال محمود ياسين في القصيدة، التي ألقاها أمام جمهوره: "أتدري ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة ودخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة".

أنشودة مصر

خلال إحدى حفلات الفنانة وردة الجزائرية، شارك محمود ياسين شارك الفنان الراحل "أنشودة مصر"، حيث ظهر على المسرح يلقي الشعر قبل أن تغني وردة "يا مصر يا غالية يا أم العالية" من كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب.

الليلة المحمدية الأولى

قصيدة أخرى ظهر الفنان الراحل، وهو يلقيها في حب النبي محمد "صل الله عليه وسلم"، خلال "الليلة المحمدية الأولى"، في ليلة الثالث عشر من نوفمبر عام 1986، على مسرح الجمهورية، حيث تقدم الحضور الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة الأسبق، وأستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم.

قصيدة عيناك

وخلال ظهوره في برنامج "ستوديو 85"، ألقى الفنان محمود ياسين قصيدة بعنوان "عيناك" للشاعر نزار قباني، قال فيها: "عيناك كنهري أحزان نهري موسيقى.. حملاني لوراء، وراء الأزمان نهري موسيقى قد ضاعا سيدتي.. ثم أضاعاني الدمع الأسود فوقهما يتساقط أنغام بيان عيناك وتبغي وكحولي والقدحُ العاشر أعماني وأنا في المقعد محترق.. نيراني تأكل نيراني".

ليلى والمجنون

وفي مسرحية "ليلى والمجنون" التي أدى بطولتها محمود ياسين، ألقى فتى الشاشة الأول قصيدته الشهيرة، التي قال خلالها: "يوميات نبي مهزوم يحمل قلمًا.. ينتظر نبي يحمل سيفًا.. هذه يوميتُه الأولى.. يأتي من بعدي مَن يعطي الألفاظَ معانيها.. يأتي من بعدي من لا يتحدث بالأمثال تتأبَّى أجنحة الأقوال.. أن تسكن في تابوت الرمز الميت.. يأتي من بعدي مَن يبري فاصلةَ الجملة".

اغضبي ماشئتِ

وانتشر تسجيل صوتي للفنان الراحل يلقي فيه قصدة "اغضبي ما شئتِ"، قال فيها: "اغضبي ما شئتِ.. لست بأسف عما اقترفت.. ولسوف أنسى رغبتي فلتلقي أنتِ بما طلبت إني كتبت مبادءً في الحب فانسي ما كتبت، اغضبي ما شئتِ.. إن كان هذا مبدؤك.. أليس من حقي أني ما قبلت، لو كنت أعرف ما المرام ماكنت أبداً في الغرام".

والحملات الإعلانية

كما شارك محمود ياسين معلقًا صوتيًا في الحملات الدعائية والإعلانية، والتي كانت جميعها إعلانات غير تجارية، بل منها حملات قومية، كالتعريف بالدستور المصري، ومستشارك القانوني، الذي له عبارة شهيرة فيه بصوته "مستشارك القانوني.. أصاب من استشار"، وأيضًا إعلان "موسوعة.. بيان الإسلام"، كما قدم تعليقًا صوتيًا لمدة دقيقتين في عيد ميلاد شبكة قنوات "إم بي سي".

 

####

 

في نفس يوم وفاته.. محمود ياسين محاربا على الجبهة بشهر النصر

بسنت الشرقاوي

تذكر الفنان الكبير الراحل محمود ياسين، فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، والذي سجل ضمن الأعمال الفنية الكبيرة عن حرب أكتوبر في السينما المصرية، التي نقلت الأحداث بواقعية، راويا كواليس تصوير الفيلم وروح فريق العمل العالية.

وقال ياسين خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامية نهال كمال، مقدمة برنامج "لسه فاكر"، إن سر اعتزازه بفيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، هو أن بداية التفكير فيه والإعداد لتنفيذه حدثت أثناء المعارك.

وأضاف أن المنتج رمسيس نجيب كون مجموعة صغيرة من فريق العمل وأخذهم لمواقع الحرب بعد قرار وقف إطلاق النار، مرتديًا بدلة الجيش الكاكي، لتصوير الفيلم، وبحث عن رواية بسرعة غير مكتملة الأبعاد.

وتابع: "في تلك الأحداث العظيمة كنت أبحث لنفسي عن دور، كل الفنانين وقت هزيمة 67 كانوا عايزين يعملوا أي حاجة ونفس الشيء حصل في 73".

واستطرد: "لقيت رمسيس نجيب بيقولي خليك جاهز في أي لحظة لأني هبعتلك وهنطلع على الجبهة، وكان وقتها لا يوجد أية رواية لكنه قال إنه هناك اتفاقات مع الأستاذ الكبير إحسان عبد القدوس لتمثيل روايته بعنوان الرصاصة لا تزال في جيبي".

ومن مفارقات القدر أن يكون اليوم الذي ذهب فيه ياسين إلى الجبهة لتمثيل دوره في الفيلم، هو نفس يوم رحيله الموافق اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 79 عامًا.

وقال ياسين: "ذهبت مع فريق العمل بالفعل للجبهة في يوم 14 أو 15 أكتوبر 1973، ولم يكن رمسيس نجيب مخرجًا عاديًا بل كان مقاتلًا، روحنا زورنا كل المواقع والدشم على امتداد قناة السويس، وشاهدنا الواقع الذي كان لا يزال ساخنًا ومن هنا بدأت تتشكل رؤية وخطة العمل".

وأضاف: "في بداية التصوير كنا بننام في مدرسة مهجورة في الإسماعيلية لمدة أربع أو خمس أيام".

لكنه قال إن أبناء القوات المسلحة لم يشعروهم بصعوبة المعيشة اليومية بسبب الحرب: "استقبلونا كإننا احنا إلى انتصرنا وقدموا لنا كل شيء من مأكل ومشرب وأهم الأشياء كانت تقديم المعلومة".

ويستكمل ياسين: "مثلنا الفيلم بالذخيرة الحية، أنا أتذكر مشهد عملته ضربت فيه زخيرة حية بالمدفع الآر بي جيه ومعرفش أمثله تاني ولا أعرف عملته إزاي".

وأضاف أن جنود الجيش شاركوا فريق العمل تصوير مشاهد العبور خلال الفيلم، وهناك مشاهد اقتحام كان لا يمكن إنتاجها أو تصويرها مرة أخرى".

وتحدث عن المواقف التي جمعته بنجوم فريق العمل، خلال تصوير الفيلم، وضمنهم الفنان حسين فهمي، فيقول : "في إحدى المرات أصر حسين على القيادة وكنت أعلم أنه ينام خلال الطريق فظللت يقظا حتى فوجئت به ينام بالفعل في السكة ويدخل في طريق صحراوي فأنقذت الموقف وتحكمت في عجلة القيادة وأنا أضحك".

أما عن الفنان الراحل سعيد صالح فيقول: "سعيد كان متهور جدًا لكنه عسل ولذيذ أوي، أفتكر أنه كان بيضرب رصاص حي خلال أوقات الفراغ بين تصوير الفيلم على الجبهات ويخضنا".

وأشار إلى أن معظم أحداث الفيلم تم تصويرها في مزرعة قريبة من بنها كانت شديدة الجمال: "نجوة إبراهيم بطلة الفيلم ذهبت لإقامة علاقات ودودة مع سيدات المزرعة فشاركتهم خبر العيش وكانت وجودة للغاية".

 

####

 

محمود ياسين بطلا خلف الميكروفون.. الصوت الذهبي عابر الأجيال

بسنت الشرقاوي

لصوته الرخيم انتبه الجمهور العربي في فيلم "الرسالة"، بعدما نجح في إيصال حالة الفيلم كاملة لقلوب المشاهدين. فلم يحمل الجمهور عبء تخمين الصوت، فسرعان ما أدركوا أنه للفنان المميز محمود ياسين، الذي رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 79 عاما.

امتلك الراحل موهبة نادرة، وضعته بين أقوى وأشهر الأصوات المشاركة في الأعمال الإذاعية والتعليق الصوتي بشكل عام، بل وخلقت منه بطلا مؤثرا يستطيع إيصال رسالته بصوته فقط ودون كاميرات.

ويعتبر تعليق الفنان الراحل على أحداث فيلم "الرسالة"، الذي ناقش الفترة المبكرة التي خاضها الرسول محمد لنشر الدين الإسلامي، من أشهر أعمال الصوتية التي جذبت الجمهور لموهبة إلقائه المتميزة.

كان صوت ياسين حاضرا بقوة في الأعمال الإذاعية، عبر الأثير، فقدم ما يقرب من 14 مسلسلا إذاعيا، منذ السبعينيات وحتى عام 2013، نستعرض أبرزها..

"الشك يا حبيبي"

تدور أحداث المسلسل حول الشكوك في العلاقة الزوجية، وهو من بطولة الفنانة شادية وحسن مصطفى وسناء جميل وسهير البابلي ويحي شاهين، وتأليف وإخراج سمير عبد العظيم.

"كل هذا الحب"

قدم ياسين المسلسل الإذاعي "كل هذا الحب"، والذي يحكي عن زواج البطل من ابنه صديق والده، الذي رباه بعد وفاة الأول في السجن بسبب قتله لزوجته الخائنة، لكن الرجل يرفض زواج ابنته من الشاب البطل وتتصاعد الأحداث، وهو من بطولة نبيلة عبيد وشادية ومحمود مرسي وحسن حسني، وتأليف وحيد حامد وإخراج حسين كمال.

"كفر نعمت"

هو الجزء الثاني من المسلسل الإذاعي "أفواه وأرانب"، وكان ياسين بطلا لفيلم يحمل نفس الاسم، والذي ناقش قضية انتصار الحب على الطبقية، حيث تزوج البطل الغني من البطلة الريفية الفقيرة، ولكن سار الجزء الثاني في طريق آخر أكثر تحديا، حيث تمارس اخت البطل الضغوط لإتمام الطلاق ويحدث بالفعل لكن يعود البطل للبطلة في نهاية القصة.

العمل بطولة فات حمامة، فريد شوقي، حسن مصطفى، زبيدة ثروت، جميل راتب، سمير غانم، سعيد صالح، ابو بكر عزت، وحسن حسني، تأليف وإخراج سمير عبد العظيم.

"ما بعد الأيام"

يحكي المسلسل عن سيرة عميد الأدب العربي طه حسين بعد عودته من فرنسا وحتى وفاته، من بطولة مشيرة إسماعيل، سلوى محمد على، وسعد العزاوي، وتأليف محمد الزيات، وإخراج إسماعيل عبد الفتاح.

"على بوابة المتولي"

هو عمل يتناول قضية صراع المال والسلطة، وتدور أحداثه حول البطل الذي يعمل طبيب ويعود من لندن، ليتعرف على قاتل أبيه الذي يسكن في بوابة المتولي بالقاهرة، ويذهب لمنزل أخوته من الأب، والذي تعيش فيه أرملة أبيه، وشقيقه الأكبر وزوجة أخيه وابنتهما، وشقيقته، لكنه يجد سوء معاملة من الجميع، فيضطر للعيش مع خاله وتتوالى المفاجآت.

العمل بطولة محمود أبو زيد، مالي زايد، سعيد صالح، كريمة مختار، وداد حمدي، وسيد عبد الكريم، من تأليف أسامة أنور عكاشة وأشعار سيد حجاب وإخراج صلاح ابو سيف.

"نقطة نور"

كان هذا المسلسل الإذاعي هو الأخير الذي يقدمه الفنان الراحل عبر الأثير في عام 2013، و تدور أحداثه خلال الفترة الانتقالية بعد حرب 6 أكتوبر 1973، وحتي عام 1977، ومناقشة الأحوال الاقتصادية والاجتماعية المصاحبة للمرحلة وما تبعها من أحداث.

العمل بطولة عفاف رشاد، صفاء جلال، واحد سلامة، ومن تأليف الأديب الكبير بهاء طاهر، وإخراج وليد السمالوطي.

جدير بالذكر أن الفنان الراحل ولد في مطلع يونيو عام 1941 بمدينة بورسعيد، وقد شارك في مايقرب من 160 فيلما ومايزيد على 60 عملا للشاشة الفضية، وأعمالا مسرحية.

ومن أشهر أعماله السينمائية، فيلم الجزيرة، والحرافيش، ومع سبق الإصرار، ولا يزال التحقيق مستمرا، الباطنية، وكالة البلح، الصعود إلى الهاوية، والرصاصة لاتزال في جيبى.

 

####

 

فيلم عن حرب أكتوبر ومسلسل مع عادل إمام.. مشروعان لم يكتملان لمحمود ياسين

إيمان محمود

ودع الوسط الفني الفنان الكبير محمود ياسين، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم، بعد مسيرة فنية طويلة ورحلة عطاء امتدت لأكثر من نصف قرن قدم خلالها العديد من الأدوار المحفورة في ذاكرة السينما والمسرح والدراما التليفزيونية.

ومن المشروعات التي لم تكتمل لياسين هو فيلم يحكي عن ليلة حرب أكتوبر المجيدة يخرجه الفنان حسين فهمي، حسب تصريحات صحفية سابقة لفهمي، لكنه توقف بسبب أزمة الخليج، والذي كان يُفكر ياسين في إنتاجه بعد النجاح الكبير الذي حققه في واحد من أعظم أفلامه "الرصاصة لا تزال في جيبي".

العمل الثاني هو مسلسل "صاحب السعادة" الذي انسحب منه ياسين أثناء تصويره عام 2014، والذي كان بمثابة أول مشروع فني يجمعه بالزعيم عادل إمام.

وفي تصريحات سابقة لـ"الشروق" تحدث نجله الفنان عمرو محمود ياسين، عن أسباب الانسحاب، موضحًا أنه حدثت خلافات كثيرة في وجهات النظر بين والده وجهة الإنتاج والإخراج، ولم تتوصل الأطراف الثلاثة إلى طريقة ترضي الجميع، فكان الحل الذي لا بديل عنه هو الانسحاب حفاظا على اسم وتاريخ الفنان محمود ياسين.

ونظرا لارتباط ياسين بذلك العمل قبل الانسحاب، اعتذر عن المشاركة في الجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» والذي قدم في الجزء الأول منه شخصية علي الحفني، والذي تم عرضه في السينمات عام 2007، وشاركه بطولته الفنانون أحمد السقا، هند صبري، خالد الصاوي، زينة، محمود عبد المغني، وإخراج شريف عرفة.

 

####

 

المصريون للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:

محمود ياسين مات والرصاصة لا تزال في جيبه

"مات والرصاصة لا تزال في جيبه".. كانت هذه هي الجملة الأكثر تكرارا في الحرب الكلامية التي تعرض لها أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، من قبل جموع المصريين والعرب بعد تقدمه بنعي للفنان الراحل محمود ياسين، الذي توفي اليوم عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

فقد سخر المصريون من نعي أدرعي، لأكثر الفنانين تجسيدا لبطولات الجندي المصري وبسالته في الحرب ضد إسرائيل، منذ النكسة حتى لحظة التحرير في أكتوبر 1973، وتكون المفارقة رحيله في شهر الاحتفالات بذكرى انتصار أكتوبر.

كانت البداية حينما نشر أفيخاي نعيا قال فيه: "وداعًا الفنان الكبير محمود ياسين، الذي كان ممثلا محبوبًا في إسرائيل منذ ستينينات القرن الماضي حين كان بطل الأفلام المصرية التي بُثت في التليفزيون الإسرائيلي وهكذا تعرفنا عليه".

فرد عليه أحد محبي محمود ياسين، قائلا: "أكيد فيلمه الرصاصه لا تزال في جيبى مصنف عندكم فيلم رعب و+18"، فيما كتبت الناقدة فايزة هنداوي: "طب بلاش محمود ياسين بالذات، ده معلم عليكم كتير".

أما المؤلف وليد يوسف فقال: "أنتوا عرفتوه أكتر في أفلام حرب أكتوبر المجيدة، الله يرحمه حاربكم في ست أفلام سجلت براعه الجندي المصري وهزيمته للكيان الصهيوني في حرب أكتوبر، جلال الموت ممنعكش من الكذب. أنت مش يهودي أنت خارج نطاق البشر".

وأضافت فتاة مصرية: "محمود ياسين عمره مكان محبوب في إسرائيل لأن كل أفلامه اللى عملها عن الحروب كانت ضد الكيان الصهيونى وضد الاحتلال وبتنادى بالنصر وعودة الأرض لأهلها".

وقال آخر: "تفتكر لما تنعي ممثل مصرى بتاريخ محمود ياسين. وتقول إنه كان محبوب في إسرائيل أنت كده بتترحم عليه، ولا بتنتقم منه وبتضلل الناس وبتطمس الحقيقة وبتزور التاريخ!، أنت فاضى للكلام ده!، بطل تربط كل شاردة وواردة بتحصل في مصر بإسرائيل!".

وسخر من كلامه أحد المصريين، قائلا: "مع أن الكفن ملوش جيوب بس الراجل دة بالذات الرصاصة لا تزال في جيبه، وفي جيب كل عربي حر، وفي انتظار الإطلاق، وًإنّ غَدا لَنَاظِرهِ قَريِبْ".

وهو ما أكد عليه شاب مصري آخر، قائلا: "ولا تزال الرصاصة في جيبه وفي جيب كل حر علشان نجيب بيها أجلكم بإذن الله، لا إله إلا الله والبقاء لله وإنا لله وإنا اليه راجعون، ونسأل الله له العفو والعافية أن يتغمدة بواسع رحمته".

وقالت فتاة أخرى: "الله يرحمه مات في أكتوبر. وبالمناسبة أحب افكرك إن الرصاصة غالية، ومازالت في جيب كل مصرى حر لكن كالعادة الهدف رخيص وجبان، أعتقد أن الفيلم ده رعب بالنسبة لكم".

وعلق آخر: "لا أدري لماذا تقول وداعا لإنسان كان من أشد الكارهين لإسرائيل، ‏محاولة التقرب من مصر والمصرين لن تفيدكم، والمصريون واعون ومدركون وفاهمون لما تحاولون فعله ولن ينسى الشعب العربي أنكم قتلة وسفاحين ومحتلين ومعدتيين فدمتم منبوذين وبنص القران مشتتين".

وذكره آخر، بأن الفنان الراحل محمود ياسين غادر عالمنا في ذكرى معركة المنصورة الجوية، قائلا: "النهاردة ذكرى معركة المنصورة الجوية إللى القوات المصرية لقنتكم فيها درسا لن تنسوه، أنا كان عمري ٦ سنوات وقتها ورأيت بعيني طائراتكم مشتعلة بالجو تترنح وتتساقط منها أجزاء ومنها جناح طائرة سقط في أرضنا ولا زال موجود لدينا ليكون ذكرى حية للانتصار الباهر ورأيت ثلاث طائرات تسقط في قريتنا. لا زلت أذكر كل هذه اللحظات البطولية للقوات المصرية الجوية الذين دافعوا عن أرض مصر بكل بسالة".

 

####

 

محمود ياسين.. أعمال وطنية حفرت اسمه في ذاكرة المصريين

منال الوراقي

تاريخ فني وطني كبير وحافل بالأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، تركه الفنان الكبير محمود ياسين، الذي رحل عن عالمنا، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 79 عاما، تميز خلاله بصوته الرخيم والأداء المميز والنطق السليم للغة العربية وتقديرها، حتى أنه تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، بجانب أدواره القوية في المسلسلات الدينية والتاريخية.

فكان النجم محمود ياسين من أكثر الفنانين الذين شاركوا فى تقديم الأفلام التي تناولت الحروب المصرية إبان فترة الستينيات والسبعينيات، بدءا من النكسة مرورا بحروب الاستنزاف وحتى انتصار أكتوبر المجيد، قدم ابن محافظة بورسعيد الباسلة، والتي أثرت على شخصيته الوطنية، العديد من الأعمال السينمائية الخالدة، التي نقلت حال مصر والمصريين إبان تلك الفترة، من خلال قصص متنوعة حفرت في ذاكرة المصريين.

وترصد "الشروق" في التقرير التالي، أبرز الأعمال الوطنية التي خلدت اسم محمود ياسين في ذاكرة السينما والمصريين.

- "أغنية على الممر"

أول أفلام الفنان محمود يس الوطنية، التي أبدع في تقديم دور بطولته عام 1972، وإبان حرب الاستنزاف، وشاركه في بطولته محمود مرسي وصلاح قابيل وأحمد مرعي وصلاح السعدني، وتدور أحداثه حول 5 جنود محتجزون في ممر بالصحراء، بعد أن تم استهداف جميع زملائهم بالكتيبة، الذين ينقطعون عن العالم تماماً، وترصد أحداث الفيلم حياة كل واحد منهم، حتى تستهدفهم طائرات العدو مرة أخرى ويستشهد 3 منهم.
- "
الرصاصة لا تزال فى جيبي"

فيلم مصري شهير، من إنتاج عام 1974، وكان من بطولة محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني، مأخوذ عن قصة الكاتب إحسان عبد القدوس، الذي نال عنها جائزة أحسن قصة، وتدور أحداثه حول مجند بالجيش المصري، يعود من غزة بعد النكسة، بعدما تعرف خلال فترة إقامته فيها على أحد الأشخاص وشك في ولائه لإسرائيل، وبعد عودته إلى قريته، يتفاجئ بطلب رئيس الجمعية التعاونية الزواج من حبيبته وابنة عمه، قبل أن يعلم بأن لديه أهداف دنيئة.

- "بدور"

وفي نفس العام، تم إنتاج فيلم بدور، الذي تدور قصته حول حرب أكتوبر، والذي شاركته في بطولته نجلاء فتحي ومجدي وهبة، وتدور أحداث الفيلم حول عامل المجاري صابر، الذي يتعرف على النشالة بدور، التي تقرر التوبة، فيدعي لأهل الحارة أنها ابنة عمه، قبل أن يتوصل إليها أحد أفراد عصابة النشل، ويشي بحقيقتها لأهل الحارة، فى الوقت الذى يذهب خلاله صابر للحرب، ويشتعل الصراع مع العدو، ولكنهم لا يتخلوا عنها، حتى يتم النصر والعبور ويعود صابر للحارة.

- " الظلال فى الجانب الآخر"

من الأفلام الوطنية التي تشارك في بطولتها محمود يس مع نجلاء بدر ومديحة كامل، تم إنتاجه عام 1975، وتدور أحداثه حول علاقة حب جمعت بين بطلي الفيلم" محمود" و"روز"، التي تطورت حتى حملت منه، لتطرده ميمي، التي تعتني بروز منذ الصغر، من الغرفة التي أجرتها له، لخيانته أمانتها، وتلقي ظلال السياسة وقتها وأجواء الحرب نفسها على هذه القصة.

- "الصعود إلى الهاوية"

تدور أحداثه حول قصة حقيقية في عالم الجاسوسية ضمن الصراع المصري الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر، ففي إطار مخابراتى يسرد الفيلم، الذي أنتج عام 1978، قصة جاسوسة مصرية يتم تجنيدها من قبل المخابرات الإسرائيلية في فترة حرب الاستنزاف لتتجسس على مصر، ويتم كشفها في باريس، ويتم خداعها لتسافر إلى بلد عربي، ومن هناك تستلمها المخابرات العامة المصرية لتطير بها إلى مصر، حيث أحيلت إلى المحاكمة وتم إعدامها.

- "حائط البطولات"

فيلم مصري شهير يتناول فترة حرب الاستنزاف والعمليات الجوية التي كان يشنها الطيران الإسرائيلي على أهداف عسكرية ومدنية داخل الأراضي المصرية،وتصدى قوات الدفاع الجوي لهذا العدوان المتكرر، ثم عمليات تطوير قوات الدفاع الجوي، كل ذلك في قالب بانورامي، من خلال الفيلم الذي أنتج عام 1998، وقام ببطولته كلاً من محمود ياسين وفاروق الفيشاوي وأحمد بدير وحنان ترك وخالد النبوي.

- "فتاة من إسرائيل"

تدور قصة الفيلم، الذي أنتج في عام 1999، حول مدرس التاريخ عبد الغني وزوجته رتيبة وابنهما طارق، الذي يلتقي في طابا عام 1989 مع مدرس الجامعة يوسف وابنته ليزا في نفس الفندق أثناء رحلة سياحية، قبل أن تكتشف أسرة عبد الغني أن يوسف وليزا إسرائيليين، فتثور رتيبة وتتهم طارق أنه ينسى شقيقه إيهاب الذي استشهد في حرب 1967.

 

####

 

وفاة الفنان محمود ياسين عن عمر يناهز 79 عاما

توفي منذ قليل الفنان الكبير محمود ياسين عن عمر يناهز ٧٩ عاما بعد صراع طويل مع المرض.

وأعلن الفنان عمرو محمود ياسين عن الوفاة ونشر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي صورة لوالده وعلق عليها قائلا: «توفي إلى رحمة الله تعالى والدي الفنان محمود ياسين.. إنا لله وإنا إليه راجعون أسألكم الدعاء».

وولد محمود ياسين في مدينة بورسعيد في يونيو 1941 لأب كان يعمل بهيئة قناة السويس، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1964، والتحق بالمسرح القومي قبلها بعام.

للفقيد إرث فني ضخم في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، وعرف بحسن إلقائه وإجادة الحديث باللغة العربية الفصحى، ما مكنه من أداء الأدوار التاريخية والدينية الصعبة بقدر إجادته للأدوار الوطنية والحربية والعاطفية والاجتماعية التي جعلت منه من نجوم الصف الأول في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كما استمر عطاؤه منذ باكورة شبابه حتى شيخوخته، فشارك نجوم الأجيال الجديدة اللاحقة عليه في أعمال مميزة، كما ساهم في تقديم نخبة من نجوم التسعينيات ومطلع القرن الحالي.

وحصل محمود ياسين على أكثر من 50 جائزة في مهرجانات ومسابقات فنية داخلية وعربية وعالمية، منها جائزة مهرجان طشقند للسينما 1980 وجائزة مهرجان السينما العربية بالولايات المتحدة 1984 وجائزة مهرجان التليفزيون المصري 2001 و2002 واختير عام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.

وفقيد الفن المصري متزوج من الفنانة شهيرة منذ مطلع السبعينيات، وأنجب منها الفنانة رانيا محمود ياسين زوجة الفنان محمد رياض، والفنان عمرو محمود ياسين.

 

####

 

المؤلف عبد الرحيم كمال:

محمود ياسين كان أفضل ممثل يلقي الشعر الحديث

تقدم المؤلف عبد الرحيم كمال لأسرة الفنان الراحل محمود ياسين بخالص العزاء، واصفًا بأنه أفضل الممثلين الذين كانوا يلقون الشعر.

وكتب "كمال"، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسسبوك": "وداعا نجم الشاشة العربية الأستاذ محمود ياسين، بريق وأداء وصوت لن أنسى كلمات صلاح عبدالصبور على لسانه في مسرحية ليلى والمجنون، حينما شاهدتها في التليفزيون كان أفضل ممثل يلقي ذلك الشعر الحديث في وقتها بإيقاع وإيمان وعظمة جعلتني مندهشًا".

وأضاف: "محمود ياسين نجم بملامح مصرية خالصة وأداء مصري، وداعا أيها النجم الكبير ورحمك الله رحمة واسعة".

وتوفي الفنان الكبير محمود ياسين اليوم الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد رحلة عطاء فنية طويلة، قدم خلالها ما يزيد عن 250 عملًا فنيًا، وكان أخر ظهور سينمائي له من خلال فيلم "جدو حبيبي" مع الفنانة بشري عام 201.

 

####

 

فيصل ندا عن محمود ياسين:

وداعا يا صديقي سأظل أفتقدك طوال حياتي

نعى المؤلف فيصل ندا، صديق عمره الفنان محمود ياسين الذي توفي اليوم، وكتب عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كلمة يرثي فيها صديقه.

وقال ندا: "رحل عن دنيانا نجم أسعدنا جميعا بأعماله المتميزة، رحل عن حياتي صديق اعتز به، كنت رفيقه في مشوار حياته، وكفاحه وصموده، حتى أصبح نجم العالم العربي، كان إنسانا متواضعا رغم نجوميته الطاغية، لقد شاركني في كثير من الأفلام السينمائية والمناسبات الاجتماعية، لم يكن يذم أي فنان ينافسه في النجومية، عشنا سويا، أيام جميلة في حياته، وداعا يا صديقي سأظل افتقدك في حياتي".

يذكر أن الفنان الكبير محمود ياسين توفي اليوم بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الـ٧٩ عاما.

 

الشروق المصرية في

14.10.2020

 
 
 
 
 

رحيل محمود ياسين...الوسامة والتمرد عليها

المدن - ثقافة

في الستينيات والسبعينات والثمانينات، كانت الوسامة عامل جذب وشهرة بالنسبة الى النجوم العرب عموماً، والمصريين تحديداً، والجمال في التلفزيون والسينما ليس مقتصرًا فقط على الإناث... ولسنوات طوال كان رشدي أباظة "ماركة" في الوسامة ويعتبر "دون جوان السينما"، لا يشدّ الجمهور فحسب بل تتنافس عليه نجمات تلك الأيام من الفنانة صباح إلى الراقصة سامية جمال، وظهر مع أباظة ممثلون وفنانون يتمتعون بوسامة لكن ليس بمستواه، منهم أحمد رمزي، وكمال الشناوي، وفريد شوقي، وعبدالحليم حافظ، ولاحقاً ستظهر مجموعة جديدة من الشخصيات تمثلت في حسين فهمي وشقيقه مصطفى فهمي، محمود عبدالعزيز، محمود ياسين، ونور الشريف..

يمكن القول إن محمود ياسين الذي رحل أخيراً، كان من الشخصيات التي استندت الى وسامة البطل في أدواره الرومانسية، وقدَّم في فترة السبعينيات، عدداً كبيراً من الأفلام التي تبرز وسامته. وبحسب نقاده لم تكن أدواره المستندة الى وسامته تفصح عن قدراته التمثيليّة الحقيقيّة. وطوال مرحلة كان بعض الجمهور يسأل كيف أن وجه محمود ياسين لا يتغير، هو صاحب وسامة يقدم الأدوار الرومنسية لكن رومانسيته تبدو خافتة...
وبعد فترة من العمل والشهرة، تمرّد ياسين، صاحب الصوت الأنيق الواثق، على تلك النوعية من الأدوار، وقدَّم أدواراً مغايرة تماماً لما ظهر واشتهر به... نجح في تحدي نفسه من خلال الاستغناء عن وسامته ليجسد دور "عربجي"، في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه، الى جانب النجمين يونس شلبي ومعالي زايد، ليظهر في شكل بعيد كل البعد مما اعتادته فتيات السبعينات والثمانينات، ليخرج من دور "الدنجوان الوسيم"، ويدخل عالم فن التجسيد الحقيقي، لكن التيمة الأساس التي بقيت في ذاكرة الجمهور أنه الوجه الوسيم
...

سيرة

ولد ياسين في بورسعيد، شرقي البلاد، العام 1941، وتخرج في كلية الحقوق العام 1964 وعمل محامياً لفترة قصيرة قبل أن يحترف التمثيل. اقتحم محمود ياسين عالم السينما قادمًا من دنيا المسرح، وقد حقق حضورًا لا بأس به على الخشبة، عقب هزيمة 1967، بمسرحية "الحلم" مع المخرج عبد الرحيم الزرقاني، قبل أن يخطو أولى خطواته في السينما بأدوار ثانوية العام 1968 في فيلمي "الرجل الذي فقد ظله"، و"القضية 86" ثم فيلمي"دخان الجريمة" و"حكاية من بلدنا" 1969. قدم ياسين بعد مسرحية "الحلم" أكثر من 20 مسرحية، أبرزها: "حلاوة زمان" 1971، و"ليلى والمجنون" 1972، و"عودة الغائب" 1978، و"وا قدساه" 1985، و"الخديوي" 1993. وفي العام 1970، شارك في دور ثانوي أيضاً مع الفنانة شادية في فيلم "شيء من الخوف"، ليحقق معها انطلاقة حقيقية في رائعة في "نحن لا نزرع الشوك" 1971، بعدما اكتشفه المخرج حسين كمال. وفي العام نفسه، عادت الفنانة فاتن حمامة إلى السينما بعد فترة غياب وقد اصطحبت معها محمود ياسين كوجه جديد ووسيم، ليشاركها بطولة فيلمها "الخيط الرفيع"، وتشاركه فيلمين آخرين هما "حبيبتي" 1974، و"أفواه وأرانب" 1977... ولم يكد عقد السبعينيات ينقضي حتى أصبح محمود ياسين فتى الشاشة العربية الأول، بأكثر من 70 فيلماً، شارك فيها معظم نجمات تلك الفترة. فقدّم مع نجلاء فتحي أكثر من 20 فيلماً، منها: "حب وكبرياء" 1972، و"بدور" 1974.

ومع ميرفت أمين قدم حوالي 13 فيلماً، منها "لا تتركني وحدي" 1975، و"وثالثهم الشيطان" 1978، وفي السنة نفسها شارك مديحة كامل بطولة "الصعود إلى الهاوية" ضمن 7 أفلام أخرى، وتعاون مع سعاد حسني في 3 أفلام منها "على من نطلق الرصاص" 1975، وقام ببطولة أفلام غنائية واستعراضية مثل "مولد يا دنيا" 1976.

وفي الثمانينيات، قدّم محمود ياسين أكثر من 50 فيلماً، منها "الباطنية" 1980، و"السادة المرتشون" 1983، و"الجلسة سرية" 1986، و"موعد مع القدر" 1987. وفي التسعينيات وحتى اعتزاله قدم 22 فيلماً، منها "تصريح بالقتل" 1991، و"امرأة تدفع الثمن" 1993، و"ثلاثة على مائدة الدم" 1994، وصولاً إلى دوره في فيلم "الجزيرة" 2007، وفي فيلم "الوعد" 2008، قبل أن يُنهي مشواراً فنياً امتد أكثر من نصف قرن بفيلم "جدو حبيبي" في 2012.

يقول الكاتب محمود عبد الشكور: "يمتلك محمود ياسين دوماً هذا الحضور الكبير بهيئته وصوته وبتلك الثقة التي كان يؤدي بها، حتى في أدواره الأخيرة، وكان يعرف كيف يستخدم هذا الحضور: دوره العادي في "الصعود الى الهاوية" يصبح دوراً استثنائياً بعبارة "دي مصر يا عبلة"، يضع محمود ياسين كل المعاني في عبارة، فيصبح العادي تاريخاً لا ينسى، يصبح الصوت حضوراً دائماً نسمعه طوال الوقت، مثلما نتذكر عبارته في "الجزيرة" الجزء الاول لتكون مفتاح الفيلم وصراعاته: "اوعاك توقع يا منصور".. يغيب الفنان ولا تغيب أعماله.

وكتب السينمائي نصري حجاج: "فرضت صناعة السينما المصرية أنماطاً من الممثلين وحشرتهم في إطار شخصية أو مميزات شخصية تمثيلية لم يحيدوا عنها طوال سني مهنتهم مهما اختلفت الحكايات والمخرجين والزمن. محمود ياسين من الأنماط التي فرضتها صناعة السينما المصرية وحشرته في شخصية الرجل الآدمي ذي الأخلاق العالية المحترم في علاقاته مع محيط الشخصيات الأخرى في أي فيلم عمل به. لم يمثل محمود ياسين على ما أذكر شخصية رجل لعوب أو يمارس الخيانة الزوجية أو رجل ليل وسكر وعبث بحسب ما قدمت السينما المصرية هذه الأنماط. ربما هذا ما جعل منه ثقيل الحضور احياناً، وربما لمصلحته أيضاً هذا ما جعله اقرب الى فاتن حمامة النموذج النسائي لشخصية الآدمي التي ميزته. وصوته الرخيم ميّزه، ما أعانه على أن يؤدي دائماً شخصية الرجل المحترم اخلاقياً أو الجندي المصري المقاتل ضد الأعداء".

كما يُعد محمود ياسين من أفضل من قدموا شخصية الجندي المصري في السينما. كتب الروائي ناصر عراق: "بعد حرب أكتوبر 1973 لعب محمود ياسين بطولة معظم الأفلام التي تناول صناعها هذه الحرب، ففي الذكرى الأولى للحرب، أي في 6 أكتوبر 1974، عرضت له السينما في يوم واحد فيلمين هما "الوفاء العظيم" للمخرج حلمي رفلة، و"الرصاصة لا تزال في جيبي" لحسام الدين مصطفى، وبعدها بأسبوع واحد فقط رأيناه جنديًا شارك في الحرب في فيلم "بدور" للمخرج نادر جلال، ولك أن تعلم أن الأفلام الأخرى التي عرضت في تلك الفترة أي من أغسطس حتى ديسمبر 1974 كانت غالبيتها تتسم بسذاجة الطرح.. مصنوعة على عجل، لا تقدم فكرة جادة أو تطرح رؤية جيدة، بعكس الأعمال التي قدمها محمود ياسين عن الحرب برغم أية مآخذ يمكن لنا أن نلتفت إليها الآن. تعال نستعرض معًا أسماء هذه الأفلام الساذجة التي قدمت في تلك الفترة لتدرك لماذا التف الجمهور حول محمود ياسين صاحب الأعمال الجيدة التي تحترم عقل المشاهد وذائقته الفنية. خذ عندك: (عريس الهنا/ في الصيف لازم نحب/ امبراطورية المعلم/ بمبة كشر/ شياطين إلى الأبد/ 24 ساعة حب/ عجايب يازمن)!"...

كذلك لم يهمل ياسين الأعمال التلفزيونية، فقدم حوالي 65 مسلسلاً حقق معظمها نجاحاً كبيراً، بدءاً من "المطاردة" 1969، مروراً بـ"غداً تتفتح الزهور" الذي أهدى فيه الأطفال أغنية بصوته، و"جمال الدين الأفغاني" و"محمد رسول الله" 1984، و"العز بن عبد السلام" 1987، و"أيام المنيرة" 1994.

وواصل نجوميته في "الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان" 1997، و"خلف الأبواب المغلقة" 1999، وصولاً إلى "سوق العصر" 2001، و"العصيان" و"ثورة الحريم" 2002 و2003، و"ماما في القسم"، وهو آخر مسلسل قدمه مع سميرة أحمد في 2010.

وقد أصيب الفنان محمود ياسين بمرض الألزهايمر قبل 8 سنوات، بعد آخر فيلم له "جدو حبيبي" مع الفنانة بشرى العام 2012، وكان مرشحاً لمشاركة النجم عادل إمام في مسلسل "صاحب السعادة" العام 2014، إلا أن حالته الصحية لم تسمح له باستكمال التصوير.

 

المدن الإلكترونية في

14.10.2020

 
 
 
 
 

مسيرة طويلة من العطاء للفن

الموت يغيب الفنان محمود ياسين "دونجوان" السينما المصرية

وفاة الفنان المصري عن عمر يناهز 79 عاما، تاركا رصيدا ضخما من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية طوال أكثر من 3 عقود.

القاهرة – تُوفي الفنان المصري الكبير وأحد عمالقة السينما المصرية الممثل محمود ياسين عن عمر يناهز 79 عاما، بحسب ما أعلن نجله صباح الأربعاء.

وكتب الفنان والمؤلف عمرو محمود ياسين على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "توفي إلى رحمة الله تعالى والدي الفنان محمود ياسين .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. أسألكم الدعاء".

ولد محمود فؤاد محمود ياسين في مدينة بورسعيد عام 1941 وتعلق بالمسرح منذ أن كان في المرحلة الإعدادية من خلال (نادي المسرح) في بورسعيد وكان حلمه آنذاك أن يقف في يوم ما على خشبة المسرح القومي. انتقل إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة وتخرج في كلية الحقوق.

وحقق حلمه بالانضمام للمسرح القومي الذي قدم عليه وعلى المسارح الأخرى عشرات الأعمال المميزة مثل (ليلى والمجنون) و(الخديوي) و(حدث في أكتوبر) و(عودة الغائب) و(الزيارة انتهت) و(بداية ونهاية) و(البهلوان).

وبرز نجم ياسين كأحد أبرز أبطال السينما المصرية طوال أكثر من 3 عقود.

ولقب النقاد والجمهور ياسين بـ"دنجوان" السينما المصرية، إذ اعتبره الكثيرون الوريث الشرعي للفنان رشدي أباظة، الذي طالما قام بأدوار الرجل العاشق الجذاب المحبب لدى النساء.

قدم في السينما أدوارا صغيرة في نهاية حقبة الستينات إلى أن جاءت فرصته الكبيرة في فيلم (نحن لا نزرع الشوك) مع شادية عام 1970 وتوالت الأفلام بعد ذلك فكان من بينها (الخيط الرفيع) أمام فاتن حمامة و(أنف وثلاث عيون) أمام ماجدة الصباحي و(قاع المدينة) أمام نادية لطفي و(مولد يا دنيا) أمام المطربة عفاف راضي و(اذكريني) أمام نجلاء فتحي و(الباطنية) أمام نادية الجندي و(الجلسة سرية) أمام يسرا و(الحرافيش) أمام صفية العمري.

وفي التلفزيون قدم عشرات المسلسلات منها (الدوامة) و(غدا تتفتح الزهور) و(مذكرات زوج) و(اللقاء الثاني) و(أخو البنات) و(اليقين) و(العصيان) و(سوق العصر) و(وعد ومش مكتوب) و(ضد التيار) و(رياح الشرق) و(أبو حنيفة النعمان).

ومنحه التقدم في العمر مساحة أكبر للعب أدوار مميزة في السينما وقف فيها بجانب الأجيال التالية من النجوم فشارك في (الجزيرة) مع أحمد السقا و(الوعد) مع آسر ياسين و(عزبة آدم) مع أحمد عزمي وماجد الكدواني و(جدو حبيبي) مع بشرى وأحمد فهمي.

 

العرب اللندنية في

14.10.2020

 
 
 
 
 

يورى الراحل الثرى غداً

محمود ياسين... وداعاً «فتى الشاشة الأول»

الأخبار

توفي صباح اليوم الممثل محمود ياسين (1941-2020) بعد صراع مع المرض. أعلن نجله السيناريست والممثل المصري عمرو محمود ياسين رحيل والده بتعليق نشره على الفايسبوك، لافتاً إلى أن الجنازة ستكون غداً الخميس. ولد الراحل في مدينة بور سعيد، وتعلّق بالمسرح منذ صغره. انتقل إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة وتخرج في كلية الحقوق. حقّق ياسين حلمه بالإنضمام إلى المسرح القومي الذي قدم عليه وعلى المسارح الأخرى عشرات الأعمال المميزة، من بينها «ليلى والمجنون»، و«الخديوي»، و«حدث في أكتوبر»، و«عودة الغائب». قدم في السينما أدواراً صغيرة في نهاية الستينات إلى أن جاءت فرصته الكبيرة في فيلم «نحن لا نزرع الشوك» (إخراج حسين كمال قصة يوسف السباعي) مع شادية عام 1970. ثم توالت النجاحات والأفلام ليجمع في رصيده أكثر من 150 فيلماً حصد خلالها لقب «فتى الشاشة الأول»، من بينها فيلم «الخيط الرفيع» (إخراج هنري بركات وكتابة إحسان عبد القدوس) أمام فاتن حمامة، و«أنف وثلاث عيون» (إحسان عبد القدوس وإخراج حسين كمال) أمام ماجدة الصباحي، و«قاع المدينة» (ﺇﺧﺮاﺝ حسام الدين مصطفى وﺗﺄﻟﻴﻒ يوسف إدريس) أمام نادية لطفي، و«مولد يا دنيا» (سيناريو يوسف السباعي وإخراج حسين كمال) أمام المطربة عفاف راضي، و«اذكريني» (إخراج هنري بركات وسيناريو يوسف السباعي) أمام نجلاء فتحي، و«الباطنية» أمام نادية الجندي. وفي التلفزيون، قدم عشرات المسلسلات، منها «الدوامة» (ﺗﺄﻟﻴﻒ إبراهيم الورداني وإخراج نور الدمرداش) و«غدا تتفتح الزهور» تأليف (يوسف عوف وإخراج إبراهيم الشقنقيري) و«مذكرات زوج» (ﺗﺄﻟﻴﻒ أحمد بهجت وإخراج حسن بشير). رغم تقدّمه في العمر، ظلّ مواظباً على عمله في السينما ولعب أدواراً لافتة إلى جانب مجموعة من الممثلين الشباب من بينهم أحمد السقا في «الجزيرة (إخراج شريف عرفة وكتابة محمد دياب) و«الوعد» (قصة وحيد حامد، وإخراج محمد ياسين) مع آسر ياسين، و«جدو حبيبي» (إخراج علي إدريس وكتابة زينب عزيز) مع بشرى وأحمد فهمي.

 

الأخبار اللبنانية في

14.10.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004