كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمود ياسين... الظل في الجانب الآخر

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

عن رحيل الأيقونة الفنية

محمود ياسين

   
 
 
 
 
 
 

علامات سينمائية بارزة، ومشوار فني طويل، للفنان المصري الراحل محمود ياسين الذي غادر دنيانا عن عمر 79 عاماً صباح اليوم الأربعاء.

وعلى الرغم من مروره بأزمة صحية منذ سنوات، تتمثل في إصابته بمرض ألزهايمر، وعدم تذكره لكل من حوله، إلا أن محبيه في مصر والعالم العربي كله لن ينسوا تاريخه الفني الحافل بالأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي وصلت إلى نحو 300 عمل، حاز بسببها على عشرات الجوائز والتكريمات.

لم يصب الفنان القدير بألزهايمر بشكل كلي في البداية، بل بدأ منذ قرابة عشر سنوات بنسيان بعض تفاصيل يومه، ثم تطور الأمر لنسيانه للكثير من الأحداث، ولأسماء زملائه، حتى من شاركوه أعماله الفنية، ليتطور المرض وينسى "فتى الشاشة" بعض أفراد عائلته، ولم يعد يتذكر سوى زوجته وأبنائه وأحفاده الذين لفظ أنفاسه الأخيرة بينهم.

منذ عامين تقريباً وشائعات وفاة الفنان القدير لم تتوقف. وبسبب ارتباط عائلته الشديد به، لم يستطع أفرادها تحمل أن تميت الشائعات والدهم وهو حي بينهم، فهددوا مروّجي هذه الشائعات في البداية عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها أيضاً لم تتوقف، ما دفع نجله المؤلف عمرو محمود ياسين، وابنته الفنانة رانيا محمود ياسين، وزوجته الفنانة المعتزلة شهيرة، للجوء إلى نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان أشرف زكي الذي بدوره تقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد كل من نشر خبرا يؤذي مشاعرهم في ما يخص وفاة ياسين.

وعلى الرغم من نفي أسرته كثيراً خبر إصابته بألزهايمر، وحرص أبنائه على نشر فيديوهات له في منزله وهو يتحدث معهم، إلا أن زوجته أرادت حصد دعوات الملايين من محبيه، وأعلنت بنفسها خبر إصابته بألزهايمر عبر مداخلة هاتفية في أحد برامج التلفزيون المصري في شهر أغسطس/ آب الماضي، مؤكدة تدهور حالته الصحية، وأنه يعاني من مرض ألزهايمر منذ ثماني سنوات، ولم يعد يتذكر سوى أفراد أسرته والبعض من زملائه الفنانين ممن عملوا معه أو لديهم ذكريات معه. وأضافت أنها تتمنى أن تستقر حالة زوجها ولا تشهد أي تدهور أكثر من ذلك، لأنها منذ فترة وصلت إلى مرحلة عدم التحسن على الإطلاق. وأشارت إلى أن آخر جنازة حضرها محمود كانت للراحل نور الشريف، ولكن بعد ذلك أصبحت تُخفي عنه أخبار وفاة زملائه حتى لا يصاب بالاكتئاب، فهو لم يعرف شيئا مثلا عن وفاة زملائه محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي ورجاء الجداوي.

وبالعودة إلى تاريخ محمود ياسين الفني، قال المؤرخ المسرحي عمرو دوارة، في لقاء له، إن المسرح كان عشقاً للفنان الراحل، وبدأه من خلال بعض فرق الهواة وبالتحديد فرقة "المسرح الطليعي". وبعد انتهاء دراسته الثانوية، رحل إلى القاهرة، ليلتحق بكلية الحقوق في "جامعة عين شمس"، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل داخله، فشارك في بطولة عدة مسرحيات من خلال المسرح الجامعي، كما سعى إلى الاحتراف، ولذلك تقدم قبل تخرجه مباشرة لمسابقة أعلن عنها في فرقة "المسرح القومي"، وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية.

تخرج من كلية الحقوق في "جامعة القاهرة" عام 1964، وكان قد نجح في الالتحاق بالمسرح القومي قبلها بعام، ومن المصادفات القدرية أنه تولى مسؤولية إدارة "المسرح القومي"، خلال الفترة من 1988 إلى عام 1990. وبدأ مشواره بمسرحية "الحلم" مع المخرج عبد الرحيم الزرقاني، ثم توالت أعماله المسرحية، وقدم أكثر من عشرين عملاً، منها "عودة الغائب" و"وطني عكا" و"سليمان الحلبي" و"الخديوي" و"ليلة مصرع غيفارا" و"ليلى والمجنون". وقد تولى في إحدى الفترات إدارة المسرح القومي، لكنه قدم استقالته بعد عامين لأنه رفض أن يأخذه العمل الإداري من عمله كممثل.

أما على النطاق السينمائي، فاكتشفه المنتج الراحل رمسيس نجيب الذي شاهده وهو يقف على خشبة المسرح، ليعطيه أول فرصة سينمائية له من خلال فيلم "الرجل الذي فقد ظله"، وكان ذلك عام 1968. وأتيحت لياسين وقتها الفرصة للوقوف أمام نجوم بحجم ماجدة وكمال الشناوي. ولفت الفنان الراحل الأنظار إليه بشدة ليقدم في العام نفسه فيلمين، هما "ثلاث قصص" و"القضية 86".

وعام 1969 شارك بدور ليس كبيراً مع الفنانة شادية في فيلم "شيء من الخوف"، لكن الانطلاقة الحقيقية والفرصة كانت حينما شارك أمامها كبطل في فيلمها "نحن لا نزرع الشوك"، عام 1971، ليكون هذا العام هو عام تعرف الجمهور بشكل كبير إليه، وكان فتى أحلام الفتيات في ذلك التوقيت، إذ اتسم، في دوره "حمدي"، بالرومانسية الشديدة.

وفي العام نفسه، أعلنت الفنانة الراحلة فاتن حمامة عن مسابقة لاختيار وجه جديد للعمل في فيلمها "الخيط الرفيع"، فتقدم ياسين للمسابقة، وبالفعل لفت نظرها ونظر مخرج العمل هنري بركات. ومع بدء التصوير، كانت هناك قُبلة تجمعه بها، وارتبك وأعاد المشهد كثيرا، لكن شجعته، وبالفعل كان هذا العمل هو الانطلاقة الحقيقية الأولى له، ونشأت صداقة تجمع بينه وبين فاتن حمامة، أسفرت عن تعاونهما في فيلمين، هما "أفواه وأرانب" و"حبيبتي".

كان لياسين حظ كبير في الوقوف أمام جميلات السينما المصرية، فبعد عمله مع فاتن حمامة وشادية، شارك الفنانة نجلاء فتحي في عدة أفلام، منها "اذكريني"، و"رحلة النسيان"، و"سونيا والمجنون"، و"حب أحلى من حب"، و"أنف وثلاث عيون"، و"لا يا من كنت حبيبي"، و"الشريدة"، و"امرأة مقاتلة"، و"مدافن مدفونة للإيجار".

عمل ياسين أيضاً مع كل من الفنانات نبيلة عبيد ونادية الجندي وماجدة، وغيرهن.

وبعدما لفت محمود ياسين الأنظار إليه في الأدوار الاجتماعية والرومانسية، كان على موعد مع لقاء جمهوره بشكل مختلف تماما، وكان ذلك بأعماله الوطنية، إذ قدم ثمانية أفلام وطنية بدأها بعد انتصارات حرب أكتوبر؛ عام 1974 أطل في فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، ثم فيلم "بدور". وعن مرحلة حرب الاستنزاف قدم فيلم "حائط البطولات"، وبعده قدم أفلام "الوفاء العظيم"، و"أغنية على الممر"، و"الظلال في الجانب الآخر"، و"الصعود إلى الهاوية"، و"فتاة من إسرائيل".

وحصل محمود ياسين على جائزة الدولة عن سلسلة أفلامه عن الحرب والتي كانت تبث روح الحماسة في نفوس الشعب المصري، ثم حصل على جوائز عديدة تجاوزت الخمسين جائزة، مثل جائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية وجائزة من مهرجان طشقند، وجائزة السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984 ومهرجان عنابة في الجزائر عام 1988.

ما اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998، ورئيس شرف المهرجان في العام نفسه، وحصل أيضاً على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامي 2001 و2002، واختارته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.

وكان آخر فيلم سينمائي له منذ ثماني سنوات من خلال فيلم "جدو حبيبي"، مع لبنى عبد العزيز وبشرى، وقدم من قبله وفي فترة الألفية بعض الأفلام لكن ليس كبطل مطلق، وذلك في فيلم "الجزيرة" الذي قدمه مع الفنان أحمد السقا، و"الوعد" مع آسر ياسين.

وفي فترة الألفية قدم بعض المسلسلات التلفزيونية، مثل "وعد مش مكتوب"، و"سلالة عابد المنشاوي"، و"العصيان"، و"حكاوي طرح البحر"، و"سوق العصر"، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحاً. وكان آخر عمل تلفزيوني ظهر فيه هو "ماما في القسم"، مع الفنانة سميرة أحمد، عام 2010.

وكان من المفترض أن يشارك في بطولة مسلسل "صاحب السعادة" مع الفنان عادل إمام منذ ست سنوات، إلا أنه انسحب، كما اعتذر عن المشاركة في بطولة مسلسل "الجماعة" للكاتب وحيد حامد، بسبب ظروفه الصحية.

لم تكن حياة الفنان الراحل الخاصة بمنأى عن الإعلام، وخاصة أن معظم أفراد عائلته يعملون في الوسط الفني، فزوجته هي الفنانة شهيرة التي تعرف إليها ونشأت بينهما قصة حب قوية أسفرت عن وجود 14 فيلما بينهما، لعل أشهرها "سؤال في الحب" و"نواعم" و"عودة الهارب" و"أنا وابنتي والحب" و"عصر الحب" و"شقة في وسط البلد".

أنجب نجله عمرو الذي يعد حالياً من أشهر مؤلفي الدراما التلفزيونية، وابنته رانيا التي عملت في مجال التمثيل لأول مرة في فيلم "قشر البندق" عام 1995، من إنتاج والدها الذي أنتج أيضا ثمانية أعمال أخرى، أشهرها أفلام "الجلسة سرية" و"تحياتي لأستاذي العزيز" و"رحلة الشقاء والحب".

بجوار عمل محمود ياسين في التمثيل والإنتاج، كانت له تجربة واحدة مع التأليف وذلك من خلال مسلسل "رياح الشرق" الذي قدمه عام 1988.

ولأن صوته كان مميزاً، فقد شارك في بعض الإعلانات التجارية بصوته فقط، كما كان له تعليق صوتي على الفيلم الوثائقي "محمد بيومي ووقائع الزمن الضائع"، عام 1989، وكان الراوي صوتيّاً في فيلم "الرسالة" الذي قدمه عام 1976.

 

####

 

وفاة الممثل المصري محمود ياسين عن 79 عاماً

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

أعلنت أسرة الممثل المصري محمود ياسين أنه توفي، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 79 عاماً بعدما أبعده المرض (ألزهايمر) لسنوات عن الفن والحياة العامة.

وكتب ابنه السيناريست والممثل عمرو محمود ياسين على حسابه بموقع "فيسبوك" "توفي إلى رحمة الله والدي الفنان محمود ياسين.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

وطبقاً لتصريح الفنان عمرو محمود ياسين لـ "العربي الجديد"، لن تقام اليوم مراسم الجنازة والدفن بل ستتم غداً. ورفض عمرو الإفصاح عن السبب قائلاً إنها ظروف خاصة بالأسرة كما أنه سيتم تحديد المكان، مساء اليوم الأربعاء.

ويأتي خبر وفاة الفنان القدير بعد سلسلة طويلة من الشائعات التي طاولت أسرته منذ عدة شهور، إذ انتشرت أخبار عدة عن وفاته، فلجأ أبناؤه إلى نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان أشرف زكي والذي تقدم ببلاغ الى النائب العام ضد مروجي الشائعات.

وبعد سنوات طويلة من إخفاء خبر تدهور صحته، أعلنت زوجته الفنانة المعتزلة شهيرة، في مداخلة هاتفية بأحد برامج التلفزيون المصري، في أغسطس/ آب الماضي، تدهور حالته الصحية موضحةً أنه يعاني من مرض الألزهايمر منذ 8 سنوات ولم يعد يتذكر سوى أفراد أسرته وبعض من زملائه الفنانين ممن عملوا معه أو لديهم ذكريات معه.

وُلد محمود فؤاد محمود ياسين في مدينة بورسعيد عام 1941 وتعلق بالمسرح منذ أن كان في المرحلة الإعدادية من خلال "نادي المسرح" في بورسعيد وكان حلمه آنذاك أن يقف في يوم ما على خشبة المسرح القومي، حسبما كتبت "رويترز"، اليوم الأربعاء.

انتقل إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة وتخرج في كلية الحقوق. حقق حلمه بالانضمام للمسرح القومي الذي قدم عليه وعلى المسارح الأخرى عشرات الأعمال المميزة مثل "ليلى والمجنون" و"الخديوي" و"حدث في أكتوبر" و"عودة الغائب" و"الزيارة انتهت" و"بداية ونهاية" و"البهلوان".

قدم في السينما أدواراً صغيرة في نهاية حقبة الستينات إلى أن جاءت فرصته الكبيرة في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" مع شادية عام 1970 وتوالت الأفلام بعد ذلك فكان من بينها "الخيط الرفيع" أمام فاتن حمامة و"أنف وثلاث عيون" أمام ماجدة الصباحي و"قاع المدينة" أمام نادية لطفي و"مولد يا دنيا" أمام المطربة عفاف راضي و"اذكريني" أمام نجلاء فتحي و"الباطنية" أمام نادية الجندي و"الجلسة سرية" أمام يسرا و"الحرافيش" أمام صفية العمري.

وفي التلفزيون قدم عشرات المسلسلات منها "الدوامة" و"غداً تتفتح الزهور" و"مذكرات زوج" و"اللقاء الثاني" و"أخو البنات" و"اليقين" و"العصيان" و"سوق العصر" و"وعد ومش مكتوب" و"ضد التيار" و"رياح الشرق" و"أبو حنيفة النعمان"، حسب "رويترز".

منحه التقدم في العمر مساحة أكبر للعب أدوار مميزة في السينما وقف فيها بجانب الأجيال التالية من النجوم فشارك في "الجزيرة" مع أحمد السقا و"الوعد" مع آسر ياسين و"عزبة آدم" مع أحمد عزمي وماجد الكدواني و"جدو حبيبي" مع بشرى وأحمد فهمي.

ونعى فنانون ومغردون وسياسيون ومواطنون مصريون وعرب عبر مواقع التواصل الممثل الراحل.

 

####

 

رحيل محمود ياسين... قراءة تبتعد عن لحظة الغياب

نديم جرجوره

بُعيد شيوع نبأ رحيل الممثل المصري محمود ياسين، اليوم الأربعاء، بوقتٍ قليل، يُكتب في رثائه تمجيد يتغاضى كلّياً عن أي شائبة تُصيب أداءً واشتغالات وأدواراً وأفلاماً.

رحيل محمود ياسين (1941 ـ 2020) دافعٌ إلى التفنّن بخطاب تمجيدي، يُلغي كلّ إمكانية لقولٍ سجاليّ وإنْ في لحظةِ حزنٍ، وكلّ رغبة في نقاشٍ سينمائي وإنْ في مناخٍ تُظلِّله رهبة الموت. لا ينفي هذا حضوراً لممثلٍ مُعاصرٍ لمسارٍ، حياتي وثقافي وفني واجتماعي وسياسي واقتصادي، في صناعة سينما، وفي كتابة تاريخ هاتين الصناعة والسينما معاً.

حضورٌ يمتدّ على سنين مديدة من التنقّل بين استديوهات ومسارح ومحطّات تلفزيونية وإذاعية، فهذا جزءٌ أساسيّ من سِيَر ممثلين وممثلات مصريين، يوزّعون يومياتهم على المجالات الفنية كلّها، كمن يرغب في مكانةٍ كبيرة، يظنّون أنْ تنويع المجالات قادرٌ على تثبيتها.

للتحليل النقديّ دوره في قولٍ يخرج على الندب والبكائيات، لتبيان مكامن الحِرفية والتجديد المتكامل معها، ولكشف تكرارٍ أو ثباتٍ في المهنة، وهذان التكرار والثبات، المؤدّيان إلى روتين بصري مُملّ، يُصيبان المهنة بمقتلٍ، فيتحوّل الممثل أو الممثلة حينها إلى آلةٍ تُتقن أداءً، لكنّها تعجز عن تغيير أو تجديد أو ابتكار. وإذْ يميل بعض النقد أحياناً إلى قراءة الممثلين والممثلات بمفردات النجومية والجمال والوسامة والجاذبيّة، فإنّ هذا الميل كفيلٌ بإزاحة محمود ياسين جانباً، فلا جمال ولا وسامة ولا جاذبيّة تجعله يتساوى وآخرين في المرحلة نفسها للعمل، بينما النجومية تُمنَح له، فالمرحلة تلك محتاجة إلى نجومٍ، ينخرط بعض الحاصلين عليها في أعمالٍ تُمجِّد بطولات تاريخية وأخرى عسكرية حقيقية في مواجهة العدو الإسرائيلي، فتُصبح البطولات السينمائية مدخلاً إلى نجومية مطلوبة.

هذا كلّه يتطلّب قراءة أوسع، تبتعد عن لحظة رحيله. ففي لحظة كتلك، يغلب الحزن في نفوس محبّين، يتذكّرون غيابه عن المشهد أعواماً عدّة، ويستعيدون أفلاماً وأعمالاً أخرى، يرون فيها ذواتهم لأسبابٍ مرتبطةٍ بذكرى أو حالة أو انفعالٍ.

فمحمود ياسين متنوّع الأدوار ومتعدّد الأنواع، وللرومانسية جزءٌ في سيرته، كما للسياسة والاجتماع أيضاً. غليان المراحل التاريخية لمصر والعالم العربي، بين ستينيات القرن الـ20 وثمانينياته على الأقلّ، في أنماط الحياة والعلاقات والتغيّرات، دافعٌ إلى تنويعٍ بصريّ يُشارك محمود ياسين في نتاجاته الفنية، كمن يُقْدِم على تأريخ سيرته الخاصّة، عبر تأريخ تلك المرحلة والنتاجات.

وهو، إذْ يمتلك ملامح جامدة في وجهه وعينيه ونبرته وسلوكه ومشيته، يختلف جذرياً عن حيوية نور الشريف (1946 ـ 2015)، وانغماسه شبه المطلق في أعماق التركيبة الاجتماعية النفسية للشخصية، وعن صرامة محمود عبد العزيز (1946 ـ 2016)، المنفتحة على نقيضها التام، المتمثّل بضحكٍ وسخرية، وعن وسامة حسين فهمي (1940)، الطاغية بقوّة على التفاصيل كلّها لحِرفية التمثيل.

ملامحه الجامدة تختلف كلّياً عن صرامة شخصياتٍ في تعاطيها مع ذاتها ومحيطها وأحوال بيئتها، إذْ تُعلي حاجزاً بين الممثل والشخصية والمُشاهِد، فتحجب البنيان الإنساني للشخصية، وتجعل أداء الممثل عادياً إنْ لم يكن باهتاً، وتطرح على المُشاهد سؤال المُشاهدة والمتابعة.

غير أنّ هذا كلّه لن يحول دون تنبّه إلى أدوارٍ "جبّارة" له، وإنْ يكن عددها قليلاً، في سيرة مليئة بالعناوين والحكايات والحالات والانفعالات. مع هذا، يعجز ياسين عن إلغاء شرود عينيه الذي يُميّز شخصياتٍ "رومانسية" له، فإذا بالشرود نفسه يظهر في أفلامٍ غير معنيّة إطلاقاً برومانسيةٍ، غير متمكّن من بلوغ شفافيّتها وسحرها، ومن التساوي مع بساطتها وتعقيداتها في آنٍ واحد.

يغيب محمود ياسين في عزلةٍ تسبق رحيله. تعبٌ ومرضٌ وثقل سنين وأشغال تؤدّي به كلّها إلى عزلةٍ يخرج منها إلى الغياب الأخير. وفرة أفلامه، وأعماله الأخرى أيضاً، محتاجة إلى نقدٍ يفصل القمح عن الزُّؤان، والأخير كثير. لكنّ رحيله اليوم  يؤجِّل نقاشاً كهذا، تبدو السينما المصرية القديمة بأمسّ الحاجة إليه.

 

####

 

مسيرة محمود ياسين... توثيق زمن السينما

ربيع فران

برحيل الممثل المصري محمود ياسين اليوم الأربعاء، تطوي السينما المصرية صفحة أخرى، تضاف إلى خسارات الفن السابع، بعدما سبقه زملاؤه، مثل محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي ونور الشريف، وغيرهم.

ربما من التقليدي أن نعود إلى بداية مسيرة ياسين في عالم السينما، لكن ما يلفت في مسيرته الفنية هو صبغة الرومانسية التي كرّست حضوره في السبعينيات والثمانينيات، أمام زميلاته، ولا سيما منهن الممثلة نجلاء فتحي، إذ شكّلا ثنائياً في أكثر من 12 فيلماً لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وحملها الزمن كوثيقة تؤرخ لموهبة ثنائية ياسين/فتحي في هذا النمط السينمائي.

وبالطبع، كان لمشاركته الفنانة الراحلة فاتن حمامة في أكثر من فيلم بعد إضافي زاد من حضورها ووهجها، خصوصاً في فيلم "أفواه وأرانب" للمخرج هنري بركات الذي اعتمد على الواقع الاجتماعي أمام قصة حب رومانسية مهددة بفعل الطبقية الاجتماعية السائدة، والفارق بين الفقراء وميسوري الحال.

لعل المخرج حسين كمال كان الأقرب لمحمود ياسين الذي عرف كيف يوظفه ممثلاً، خصوصاً أن البعض اعتبر أن كاريزما محمود ياسمين تكمن في رخامة صوته وكلامه. لم يكن محمود ياسين وسيماً بالقدر الذي كان عليه زملاؤه، لكنه شكل باختياره للأدوار وإتقانه لفن التمثيل بعداً جعله في مكانة متقدمة ضمن المنافسة على لقب "فتى الشاشة الأول" الذي اكتسبه، وهذا ما دفعه إلى بلوغ مرحلة متقدمة، لم تقتصر على الأداء السينمائي، واختياره لأداء دور مُركب في فيلم "الأخرس"، إلى جانب الممثلة الراحلة مديحة كامل، من إخراج أحمد السبعاوي، ليثبت أن الكاريزما لا تقتصر على الصوت فقط.

في المقابل، اعتمد ياسين على توظيف صوته، وتمكّنه في فن الإلقاء الإذاعي الذي لم ينافسه فيه أحد في تلك الفترة وحتى لسنوات قليلة سبقت إصابته بمرض ألزهايمر وسوء حالته الصحية التي جعلته محاصراً داخل منزله لثماني سنوات.

شغل محمود ياسين مهمة "سفير" استثنائي للفن السابع حتى سنوات قليلة من مرضه، وكان مرجعية جيدة لتاريخ ومستقبل السينما العربية والمصرية في ندوات طاف بها العالم العربي، ولم يوفر جهداً في محاولة إنقاذ السينما بعد انقطاعه لوقت زمن التسعينيات، وعودته في أفلام حملت طابعاً حرفياً، لكنه لم يرضه وأصر على المراقبة من بعيد حتى عاد عام 2007 عبر فيلم "الجزيرة" من إخراج شريف عرفة.

كان العمل بمثابة عبور ياسين نحو جيل الشباب، فكان إلى جانبه أحمد السقا وهند صبري، ولاقى الفيلم ترحيباً عند النقاد. في الدراما التلفزيونية، لعل مشاركته الفنانة سميرة أحمد 2010 في مسلسل "ماما في القسم"، من إخراج رباب حسين، اعتبر خاتمة أعماله التلفزيونية، في مواسم الدراما الرمضانية، واستطاع من خلاله محمود ياسين أن يعزز نجاح العمل، ويعيد مشهد الزمن الجميل مع زميلته سميرة أحمد بطريقة اجتماعية ساخرة.

تجاوز محمود ياسين دوره كموهبة مؤثرة في عالم التمثيل السينمائي في العالم العربي، وتحول مع الوقت إلى "أيقونة" نجاح طاغ في الرومانسية، والواقع الاجتماعي المعيش من على الشاشة.

 

####

 

فتى السبعينيات محمود ياسين... نجم بنصف لمعان

محمد جابر

رحل الممثل المصري محمود ياسين اليوم الأربعاء عن عمر 79 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً ضخماً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية. الغريب فيها أنه لم يكن يوماً نجم الشباك الأول، أو الفنان صاحب القدرات التمثيلية الكبرى، بل يمكن القول إن أفلامه المهمة في تاريخ السينما المصرية تعد على الأصابع، ومع ذلك هو جزء مهم جداً منها.

وربما لا يمكن فهم ذلك إلا بتتبع مسيرته من بدايتها. ياسين في البداية لم يكن يرغب في أن يكون ممثلاً سينمائياً من الأصل، أراد فقط أن يعمل في المسرح، وشارك في عدد كبير من الأعمال منذ عام 1964. ومن السهل ملاحظة تأثير ذلك على أدائه طوال الوقت بعد ذلك؛ حيث نبرة الصوت العالي الرخيم، وطريقة الأداء الحَركية المُبالغ فيها أحياناً.

إلا أن هناك صدفتين جعلتاه ياسين الذي نعرفه اليوم؛ الأولى أن السينما المصرية كانت تتغير وتنقلب تماماً منذ نهاية الستينيات، بنكسة 1967 أولاً ثم وفاة جمال عبد الناصر عام 1970 ثانياً، حين سحبت الدولة المصرية يدها شيئاً فشيئاً من صناعة السينما، ولم يعد الجمهور يرغب في مشاهدة نفس الوجوه القديمة الذين كانوا نجوماً (مثل حسن يوسف وشكري سرحان ورشدي أباظة مثلاً). كأنهم جزء من لحظة فائتة.

في هذا الوقت تحديداً، اختار المخرج حسين كمال الممثل المسرحي الشاب محمود ياسين لبطولة فيلمه "نحن لا نزرع الشوك" عام 1970، ولحظتها تغير كل شيء. خلال السبعينيات، التي عانت من انحدار شديد في صناعة السينما، كان محمود ياسين هو الاختيار الملائم لأفلام ومخرجي تلك اللحظة، ولثلاثة أشكال مختلفة من الأعمال: أولاً كممثل شاب أمام ممثلة كبيرة في أعمالٍ مثل "الخيط الرفيع" (1971) و"أفواه وأرانب" (1977) مع فاتن حمامة، "الحب الذي كان" (1973) و"أين عقلي" (1974) و"على من نطلق الرصاص" (1975) أمام سعاد حسني، و"على ورق سيلوفان" مع نادية لطفي (1975).

وثانياً كبطل لأفلامٍ تجارية جداً يتصدر واجهتها ولكنها تقوم على جذب الجمهور بالمشاهد الجنسية مثل "أنف وثلاث عيون" و"امرأة سيئة السمعة" (1973) و"غابة من السيقان" (1974) و"عندما يسقط الجسد" (1976).

وثالثاً كان النجم المُفضل في أفلام حرب السادس من أكتوبر، حيث قدم عدداً من الأفلام الحربية المتواضعة بعد الحرب مباشرةً مثل "بدور" (1974) "الوفاء العظيم" (1974) و"الرصاصة لا تزال في جيبي" (1974).

بتلك الصورة، ومن دون أن يكون نجم شباك، أو صاحب قدرات تمثيلية كبيرة، كان محمود ياسين هو رمز السبعينيات الأول في السينما المصرية، وفي لحظة خاصة جداً من تاريخها. وهو أمر سرعان ما تغير مع مطلع الثمانينيات وبداية الموجة الواقعية مع مخرجين مثل محمد خان وخيري بشارة وعاطف الطيب، وكذلك صعود نجوم وممثلين كبار إلى الواجهة مثل عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وغيرهم.

بالطبع ظل ياسين موجوداً، ولكن اتجه أكثر إلى التلفزيون والمسلسلات، مع حضور سينمائي في أعمال تجارية وقليلة التكلفة الإنتاجية، وهو أمر استمر حتى السنين الأخيرة في مسيرته.

ورغم تواضع تلك المسيرة وتمركزها في فترة السبعينيات، إلا أن هناك بعض الأفلام والأدوار الأيقونية لياسين في لحظات متفرقة، أهمها دوره الجيد في "أغنية على الممر" (1972) الذي تناول حصار مجموعة من الجنود المصريين بعد نكسة 67، وكان أكثر صدقاً وجودة من كل أفلام أكتوبر بعد ذلك، و"ليل وقضبان" مع المخرج أشرف فهمي عام 1973، ثم دوره مع المخرج كمال الشيخ في فيلم "على من نطلق الرصاص" (1975) الذي كان عملاً سياسياً جاداً في لحظة مضطربة.

وبعدها بسنين طويلة قدم أفضل أدواره ربما في مسلسل "العصيان" (2002) الذي حقق فيه تأثيراً جماهيرياً ضخماً في ميلودراما صعيدية ناجحة. وهو ما كرره من جديد في دوره الصغير في فيلم "الجزيرة" (2007) أمام أحمد السقا ومع المخرج شريف عرفة. ليبقى ياسين، للمسيرة الواسعة وبعض الأدوار الأيقونية، وجهاً أيقونياً في السينما المصرية.

 

العربي الجديد اللندنية في

14.10.2020

 
 
 
 
 

محمود ياسين انتصر في حرب أكتوبر... 6 مرّات

المصدر: "النهار" - عبدالمنعم فهمي

حصل الفنان الراحل #محمود ياسين على نصيب الأسد في بطولة الأفلام التي وثّقت لحرب أكتوبر عام 1973، وكان نصيبه منها ستة أفلام، حتى اعتبره النقاد بمثابة بطل الحرب من خلال الأفلام التي جسّدها، وشهدت انتصار الجيش المصري وبسالته.

أول هذه الأفلام "#أغنية على الممر" إنتاج عام 1972، وأفلام: "الوفاء العظيم"، "بدور"، "الرصاصة لاتزال في جيبي"، "الظلال في الجانب الآخر" وجميعها أنتجت عام 1974، ثم فيلم "حائط البطولات" الذي أنتج 1999 وواجه مشكلات حتى منع من العرض نحو 15 عاماً.

"أغنية على الممر"... حرب الاستنزاف

دارت أحداث فيلم "أغنية على الممر"، إنتاج العام 1972، أثناء حرب الاستنزاف وأخرجه علي عبدالخالق، حول 5 جنود محتجزين في ممر بالصحراء بعد أن يتم استهداف جميع زملائهم بالكتيبة ويستشهدوا جميعهم، وينقطع الجنود الخمسة. وترصد أحداث الفيلم حياة كل واحد منهم، حتى تستهدفهم طائرات العدو مرة أخرى ويستشهد 3 منهم.

الفيلم من تأليف علي سالم وبطولة محمود مرسي ومحمود ياسين وصلاح قابيل وصلاح السعدني ومديحة كامل.

"الوفاء العظيم"... انتصار ووفاء

أنتج العام 1974، وعرض في 6 تشرين الأول من العام نفسه، بالتزامن مع الاحتفال بالانتصار وشاركه البطولة نجلاء فتحي وكمال الشناوي، وسمير صبري، ومن تأليف فيصل ندا إخراج حلمي رفلة، وتدور أحداثه حول قصة حب يتخللها أحداث حرب أكتوبر وتنتهي بانتصار أكتوبر وعودة الحبيبن اللذين فرقهما كثير من الأحداث الدرامية.

"بدور"... مصر تغسل عار النكسة

فيلم" بدور" أنتج أيضا العام 1974، وشاركت نجلاء فتحي الفنان محمود ياسين البطولة، ومعها مجدي وهبة.

ودارت أحداثه حول شابة تقوم بالنصب والاحتيال، حتى يتعرف إليها صابر، الذي أدى دوره محمود ياسين ويساعدها في العيش بشرف، وتتخلل الأحداث حرب أكتوبر، حيث يتم تجنيد صابر في الجيش خلال تلك الفترة، وتغسل مصر عار النكسة بانتصار رائع. الفيلم من إخراج نادر جلال.

"#الرصاصة لا تزال في جيبي"... مرآة الحرب

" الرصاصة لاتزال في جيبي"، هو الفيلم الأشهر ضمن سلسلة أفلام حرب أكتوبر التي قام الفنان الراحل ببطولتها، حيث تم التصوير في المناطق الحقيقية التي جرت فيها وقائع الحرب وقتها وهي محافظات القناة "السويس" و"بورسعيد" و"الإسماعيلية" تحت إشراف قيادات الجيش المصري وقتها، والذين تابعوا كافة عمليات التصوير.

 دارت أحداثه حول المجند الشاب محمد المغاوري الذي يعود من غزة عقب نكسة 1967، وتربطه علاقة عاطفية بابنة عمه فاطمة، حيث يرصد الفيلم التحولات من النكسة إلى النصر، وتغير سلوكيات الشعب، بين هاتين الحربين.

الفيلم عن قصة إحسان عبدالقدوس والإخراج لحسام الدين مصطفى وشاركه البطولة كل من نجوى إبرهيم وحسين فهمي ويوسف شعبان، وصلاح السعدني وسعيد صالح.

أهم ما ميز فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" أنه كان رصداً تاماً لأحداث الحرب ومعاركها الجوية والبرية والبحرية، واعتبره نقاد أنه صورة واقعية مما حدث في تلك الحرب.

"الظلال في الجانب الآخر"... نجلاء لثالث مرة

للمرة الثالثة، وفي العام نفسه، 1974 شاركت الفنانة نجلاء فتحي محمود ياسين بطولة فيلم عن حرب أكتوبر بعد الوفاء العظيم وبدور، فكان فيلم "الظلال في الجانب الآخر" الذي شهد مشاركة مديحة كامل ومن إخراج خالد شعث. 

تدور أحداث الفيلم حول علاقة حب بين بطلي العمل محمد وروز، وتلقي ظلال السياسة وقتها وأجواء الحرب نفسها على هذه القصة.

"حائط البطولات"… حبيس الأدراج

 يعد آخر أفلام محمود ياسين عن حرب السادس من أكتوبر، وأنتج العام 1999 وأثار جدلاً حيث ظل حبيس الأدراج 15 عاماً، ولم يعرض على الجمهور سنوات طويلة وأثار الكثير من الجدل، وتم عرضه العام 2014.

ويتناول الفيلم فترة الاستنزاف قبيل نصر أكتوبر ويلقي الضوء على دور القوات المسلحة المصرية في الإعداد للحرب بداية من بناء حائط الصواريخ وإسقاط الطائرة الإسرائيلية كوزرا وغيرها من الأحداث المهمة.

شارك محمود ياسين البطولة كل من فاروق الفيشاوي وأحمد بدير وحنان ترك، ومن إخراج محمد راضي، وقد أثيرت الكثير من الشائعات حول منع عرض الفيلم لسنوات طويلة، حيث أكد البعض أن الرئيس الراحل حسني مبارك هو من منع الفيلم من العرض لعدم إبراز دوره في الحرب بالشكل اللائق.

 

####

 

رحيل فتى الشاشة الأول محمود ياسين بعد صراع مع المرض

المصدر: "النهار" - عبدالمنعم فهمي

توفي الفنان المصري الكبير #محمود ياسين في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

أعلن خبر ال#وفاة ابنه عمرو عبر حسابه على الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وكتب: "توفي إلى رحمة الله تعالى والدي االفنان محمود ياسين إنا لله وإنا إليه راجعون أسألكم الدعاء".

ويعدّ فتى الشاشة الأوّل إحدى أيقونات التمثيل المصري، إذ قدّم خلال مشواره الفني الطويل عدداً من الأعمال الفنية التي تعد علامات مسجلة.

 

####

 

قصة اللقاء مع شهيرة... زواج ناجح و16 عملاً مشتركاً (صور)

المصدر: "النهار" - عبدالمنعم فهمي

 التقى الفنان الراحل #محمود ياسين، للمرة الأولى بزوجته الفنانة #شهيرة أثناء تصوير فيلم "صور ممنوعة" إخراج مدكور ثابت العام 1972، ونشأت بينهما قصة حب طويلة على مدار 6 أشهر هي مدة تصوير الفيلم، انتهت بالخطوبة قبل الانتهاء من تصويره، ثم الزواج بعدها بعدة أشهر واستمر زواجهما حتى وافته المنية اليوم، وأنجبا رانيا وعمرو وكلاهما يعمل في المجال الفني.

شاركت الفنانة شهيرة مع زوجها الفنان محمود ياسين في 16 عملاً فنياً، منهم 11 فيلماً هي: "صور ممنوعة" 1972 ، "أنا وابنتي والحب" 1974، "سؤال في الحب"، و"شقة في وسط البلد" 1975، "ضاع العمر يا ولدي" 1978، "رحلة الشقاء والحب" 1982، "عصر الحب"، و"الجلسة سرية" 1986، "نواعم" 1988، "ليل وخونة"، "عودة الهارب" 1990. إضافة إلى مسلسلات هي: "القرين" 1978 "ميراث الغضب" 1981، "اليقين" 1990. كما شاركت في مسرحيتين هما: "بداية ونهاية" و"عودة الغائب".

 

####

 

محمود ياسين... العاشق الذي حقّق حلم الطفولة على أكبر المسارح

المصدر: "النهار" - عبدالمنعم فهمي

حمل اليوم الأربعاء نبأ حزيناً، لعشاق فن الممثل المصري الكبير #محمود ياسين، إذ نشر ابنه عمرو خبر وفاته في حسابه بـ"فايسبوك"، عن عمر ناهز الـ79 عاماً.

الفنان الراحل عاشق للتمثيل منذ الصغر، تعلق بالمسرح منذ كان في المرحلة الإعدادية. وكانت مدينة بورسعيد قد شهدت نبوغه المبكر بعدما كانت شاهدة على ولادته العام 1941.

قدم محمود ياسين بواكير نبوغه من خلال نادي المسرح في المدينة الباسلة، وكان يحلم بالوقوف على خشبة المسرح القومي حتى كان انتقاله إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة والتخرج في كلية الحقوق.

حلم محمود ياسين الذي بناه في عقله الصغير كبر معه عندما جاء إلى القاهرة، وتحقق هذا الحلم بعد تقدمه للاختبارات الخاصة به ورفض تعيين القوى العاملة له في بورسعيد، وشارك خلال هذه الفترة في مسرحيات عديده منها "سليمان الحلبي، "ليلى والمجنون"، "الزير سالم".

كما كانت له إسهامات على المسارح الأخرى بالتوازي مع المسرح القومي فخرجت مسرحيات "الخديوي"، "حدث في أكتوبر"، "عودة الغائب"، "الزيارة انتهت"، "بداية ونهاية"، و"البهلوان".

في حقبة الستينيات، قدّم أدواراً صغيرة في السينما، حتى حدثت النقلة الكبرى في حياته الفنية، وكان فيلم "نحن لا نزرع الشوك" مع شادية العام 1970 وتوالت الأفلام بعد ذلك مع نجمات الشاشة، فكان "الخيط الرفيع" أمام فاتن حمامة و"أنف وثلاث عيون" أمام ماجدة الصباحي و"قاع المدينة" أمام نادية لطفي و"مولد يا دنيا" أمام المطربة عفاف راضي و"اذكريني" أمام نجلاء فتحي و"الباطنية" أمام نادية الجندي و"الجلسة سرية" أمام يسرا و"الحرافيش" أمام صفية العمري.

بلغت أعمال الفنان المصري الكبير محمود ياسين 257 عملاً متنوعاً، فبخلاف المسرح والسينما، قدم عشرات المسلسلات، منها "الدوامة" و"غدا تتفتح الزهور" و"مذكرات زوج" و"اللقاء الثاني" و"أخو البنات" و"اليقين" و"العصيان" و"سوق العصر" و"وعد ومش مكتوب" و"ضد التيار" و"رياح الشرق" و"أبو حنيفة النعمان".

 

####

 

أشهر أعمال محمود ياسين الفنية... وصوت لن ننساه

ربيع الحسامي

خسرت السينما العربية والمصرية صباح اليوم أستاذ ال#فن المصري #محمود ياسين عن عمر يناهز الـ79 عاماً، بعد صراع دام لسنوات مع المرض.

وُلد محمود ياسين في مدينة بورسعيد عام 1941، وتعلق بالمسرح منذ أن كان في المرحلة الإعدادية من خلال نادي المسرح في بلدته في بورسعيد، وحقق حلمه بالانضمام إلى المسرح القومي الذي قدم على خشبته عشرات الأعمال المميزة مثل ليلى والمجنون وحدث في اكتوبر والبهلوان وغيرها من الأعمال.

واشتهر محمود ياسين بنخبة من أجمل الأعمال الفنية في #عالم السينما، أبرزها مع المتألقة فاتن حمامة في الخيط الرفيع والكثير من الأعمال التي تجاوزت المئة على صعيد الأفلام:

1- الخيط الرفيع عام 1971

2- فتاة من إسرائيل عام 1999

3- ثلاثة على مائدة الدم عام 1994

4- العربجي عام 1983

أما على صعيد المسلسلات فقد اشتهر ياسين بنخبة من ألمع الأعمال الفنية سنستذكر بعضها:

1- سوق العصر عام 2001

2- أخو البنات عام 1984

3- وعد مش مكتوب عام 2009

وبصوته الرخيم اشتهر محمود ياسين في أدائه لخطبة الرسول في فيلم الرسالة والقراءات الدينية، وبالعديد من الأعمال الإذاعية طيلة حقبته الفنية:

https://www.youtube.com/watch?v=lDeF9l_pdcU&feature=emb_logo

 

####

 

تعرّف إلى الجزء الثاني من "أفواه وأرانب"... بطولة محمود ياسين وفاتن حمامة

المصدر: صيحات - محمد شهابي

كيف لنا أن ننسى رائعة النجمين فاتن حمامة و#محمود ياسين "أفواه وأرانب"، ذلك العمل الذي انتصر فيه الحب على كافة عراقيل الحياة والفوارق الطبقية، ذلك العمل الذي لم يكتب لمؤلفه سمير عبد العظيم الاستمرار إذ كتب له جزءًا ثانيًا بعنوان "كفر نعمت" إلا أنه لم يعرض سينمائيًا، مع العلم أنّ كثيرين لا يعرفون أن العمل اقتصر تسجيله عبر الأثير الإذاعي وسار في خط درامي يختلف عن جزئه الأول.

تدور قصة الجزء الثاني حول فاتن حمامة بدور نعمت، والتي أتت بأختها وأولادها إلى مزرعة محمود بك يؤدي دوره محمود ياسين، حيث تواجه العديد من المشاكل بسبب راجية هانم، ماجدة الخطيب، التي تلعب دور أخت محمود بك، فترفض فكرة زواج نعمت من أخيها، وكيف تقبل وأخوها يريد الزواج من فتاة من طبقة فقيرة، فتبذل في سبيل إفشال ذاك الزواج الكثير من المحاولات لإفساد علاقتهما بمعاونة سكرتير أخيها.

وحاولت راجية هانم عرقلة الزواج عبر، تبوير أرض نعمت، قتل عنبر الفراخ، سرقة ماكينات المزرعة، وتعريف محمود على بعض سيدات المجتمع مثل نجوان هانم والتي تلعب دورها نبيلة عبيد.

وانتهت قصة المسلسل الإذاعي، بعودة نعمت لمحمود بعد محاولة قتله على يد النشرتي جميل راتب، الذي كان يحاول الاستيلاء على أرض جديدة اشترتها نعمت لاستصلاحها.

 

النهار اللبنانية في

14.10.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004