البكري: “مهرجان عمان السينمائي” سيحقق حلم مواهب أردنية في
صناعة الأفلام – فيديو
مدير عام الهيئة الملكية للأفلام لـ "الغد": مهمتنا ليست
رقابية
إسراء الردايدة
عمان–
منذ تأسيسها في العام 2003، والهيئة الملكية للأفلام تهتم بترسيخ الثقافية
السينمائية، والنهوض بهذه الصناعة على الصعيدين المحلي والدولي.
واليوم يحتل الاردن وجهة عالمية لتصوير الأفلام، إذ استقطب
العديد من المخرجين السينمائيين من هوليوود واوروبا لتصوير أعمالهم مثل
ريدلي سكوت، ستيفن سبيلبيرغ، ج ج ابرامز، هاني ابو اسعد، وتصوير مشاهد
متعددة من أفلام عالمية مثل
“Star Wars”،
“خزانة
الألم”، “علاء الدين”، “إنديانا جونز آند ذي لاست كروسيد”.
الرؤية الجديدة اليوم للهيئة الملكية توسعت من خلال المسلسلات وكتابتها،
وورش عمل للتدريب تقام باستمرار مع شركاء عالميين لمواكبة التطور والذي
يعتبره مدير عام الهيئة الملكية للأفلام مهند البكري استمرارا وتأكيدا
للأهداف التي أنشئت الهيئة من اجلها، بأن تكون جهة داعمة تؤسس لثقافة
الفيلم والتعليم من خلال برامج متخصصة.
ومن خلال الترويج للأردن كوجهة عالمية متفردة بطيبيعته
الجغرافية، يبين البكري في مقابلة خاصة لـ “الغد”، أن الرؤية مستمرة لتوسعة
هذه الجهود لاسيما وأن الأردن معروف كوجهة قديمة لتصوير الافلام، والتي
بدأت منذ العام 1960 بفيلم “أورينت” (المَشرق) للمخرج آرني هيفرفين وفيلم
“لورنس العرب” لديفيد لين في 1962.
ومع تأسيس الهيئة قبل 15 عاما ازداد التركيز على مناطق
الجنوب ووادي رم والبتراء، فضلا عن مناطق اخرى في عمان وشرق الأردن والسلط،
ومناطق أخرى، وهذا كله مرتبط بتنوع التضاريس الجغرافية للمملكة بين جبيلة
ورملية وصحراوية، التي وجدت طريقها من خلال الترويج لها في المحافل الدولية
والمهرجانات وتقديم الوعي بطبيعة الخدمات التي توفرها الهيئة للإنتاجات
المحلية والعالمية.
وكانت الهيئة الملكية للأفلام فازت في العام 2015 بجائزة
“هيئة الأفلام الأكثر تميزاً” واستحقت هذه الجائزة عن فيلم الخيال العلمي
الأمريكي “روغ وان: قصة من حرب النجوم”، من إخراج غاريث إدواردز، الذي صُور
في وادي رم في العام 2015.
مهرجان “عمان-أول فيلم“
النشاطات التي تقوم بها الهيئة من خلال عروض الأفلام
والمهرجانات والأنشطة التي تنظمها على مدار العام في العاصمة والمراكز
المنتشرة في مختلف محافظات المملكة، بلغت نضجا كبيرا، ليكون ثمرة كل ذلك
“مهرجان عمان السينمائي الدولي – أول فيلم”، والذي سينطلق بشهر نيسان
المقبل، والهيئة تستعد له منذ ما يقارب ثمانية أشهر.
وأكد البكري أن هذا المهرجان مكمل للفعاليات السينمائية في
الأردن، حيث يقدم مفهوماً مغايراً في السوق السينمائي بالعالم العربي،
ويحقق حلم كل الموهوبين المحليين من مخرجين وعاملين في صناعة الأفلام من
جهة، وتأكيدا على مكانة الأردن الثابتة كموقع تصوير لصانعي الأفلام الأجانب
الذين يختارونها لما تتمتع به من مناظر طبيعية متنوعة وإرث تراثي غني يمتزج
بمكوناته الحضرية، إضافة إلى الاجراءات الميّسرة والدعم الحكومي عند تصوير
الأفلام العالمية.
وكان قد أعلن عن ولادة هذا المهرجان الذي ترأسه سمو الاميرة
ريم العلي؛ في الدورة 70 لمهرجان كان السينمائي، وذلك بهدف “تطوير وتعزيز
السينما العربية التي تعكس إبداع المنطقة وتعالج قضاياها الراهنة، وفي
الوقت ذاته توفير فسحة ثقافية لمحبي الأفلام في الأردن”.
صندوق الأردن لدعم الأفلام
توقف الصندوق لبضعة أعوام لكنه عاد مجددا، حيث تلقى ثلاثة
عشر مشروعاً سينمائياً، والدعم المالي بمبلغ إجمالي مقداره 233،000 دينار
أردني في أربع فئات.
ونوه البكري ان عودته ارتبطت بوجود مشاريع تحتاج لكل دعم
ممكن، خاصة ان الصندوق يسعى لدعم المواهب الأردنية من خلال توفير التمويل
اللازم لانطلاق مشاريعهم، ويشجع على الإنتاج المشترك مع الدول العربية،
وينعكس ذلك على اختيار المشاريع لرواية “قصصنا الأردنية/ العربية لجمهور
عالمي”.
وكان سبب توقفه ضعف الميزانية المخصصة للهيئة الملكية
للأفلام آنذاك، ووجود أولويات وجب العمل على تحقيقها، وترتبط عودة الصندوق
ايضا بفئة تمويل ودعم المسلسلات التي تشغل حيزا كبيرا في صناعة الترفيه.
ومن الجدير ذكره أن الصندوق قدم دعما لفيلم المخرجة
الاردنية زين دريعي “سلام” الذي عرض في مهرجان “فينيسيا” قبل، وفاز بجائزة
نجمة الجونة السينمائي لأفضل فيلم عربي قصير، فهو يساعد المخرجين للوصول
لمهرجانات دولية تفتح لهم ابوابها.
وعن الانتقادات التي طالت الهيئة بغياب العنصر العربي في
لجان التحكيم للصندوق واختيار المشاريع الناجحة التي تلقت الدعم، لفت
البكري الى ان السينما لغة عالمية وحرصهم مستمر على وجود مواهب محلية وعنصر
أردني في اللجان، وكان التغيب عن هذه العنصر في دورة واحدة، ولكن لا يعني
هذا ابعادهم بل مرتبط بطبيعة العمل والتفرغ ايضا.
وأكد ان اللجنة تحافظ على حيادتها في الخيارات وانتقاء
الأعمال الجيدة التي تستحق الدعم دائما، فالجميع يتكلم بلغة واحدة بغض
النظر عن جنسيته وهي “صناعة فيلم”.
اتفاقيات لتطوير الكتابة
عقدت الهيئة اتفاقيات متعددة لتطوير حرفة الكتابة في
السينما والتصوير والسيناريو على المستوى العربي والاقليمي، وتفيد تلك وفقا
للبكري بتطوير مهارات المشاركين المحليين والعرب، وتفتح لهم بابا لتصبح
أعمالهم حقيقية.
ويذهب البكري إلى أن هنالك ورشا مثل “راوٍ “لكتاب السيناريو
ومحترف الشرق الأوسط للافلام للمنتجين والمخرجين العرب وصولا برنامج “النيل
ويَّاه” لتطوير الأفلام وحتى اتحاد الكتاب الاميركيين و”سكرين بز” وغيرها،
كلها تصب في افراز مواهب ومشاريع ناجحة غالبيتها رأت النور واكتسبت مهارات
عالية في تطوير السيناريو على سبيل المثال؛ المخرجة هيفاء المنصور التي
شاركت بفيلمها “وجدة” والمخرج العرافي محمد الدراجي بفيلم “ابن بابل”
والمخرجة شرين دعيبس بفيلم “اميركا”.
ولفت البكري للمواهب التي خرجتها الهيئة على مدار الاعوام،
ويعملون في دول عربية واجنبية وخبراتهم تشكل نقاط نجاح يتم الاستعانة بها
في الهيئة حين يحتاجونها، مشيرا إلى أن وجودهم في الخارج لا يعني ابتعادهم،
بل على العكس هم “أبناء الهيئة” ومحلقون في الفضاء الواسع لنشر المعرفة.
ونوه قائلا “خريجو ورش العمل في الهيئة يدرسون بجامعات
ومؤسسات معروفة عن كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج في مجالات متعددة”
وفي دول عديدة عربية وحتى في الجامعات المحلية.
وبين أن هنالك ورشا عمل مستمرة طوال العام في مراكز الهيئة
السبعة المنشترة خارج العاصمة ولكل منها برنامج خاص، ويتم التركيز على عقد
ورش عن ادارة مواقع التصوير وتقديم الخبرة التي يحتاجها الشباب المحلي
للتعامل مع الكوادر الفنية العالمية التي تحضر للاردن للتصوير.
الدور الرقابي للهيئة
مؤخرا تم انتقاد الهيئة الملكية للأفلام على إثر قضية فيلم
“جابر” والمسلسل الاردني الذي بثته شبكة نتلفكس “جن” والحديث عن ضعف دورها
الرقابي، وهنا علق البكري “إن دور الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بحسب
قانون إنشائها، يكمن في تشجيع الإنتاج المحلي واستقطاب الإنتاج الأجنبي في
البلد وتسهيل التصوير”، مبينا أنه لا يوجد في نص القانون أي مهمة رقابية
للهيئة. وبالتالي لا يتم النظر في النص أو السيناريو.
وأضاف البكري ان الهيئة تعزز وتسهل مهمة الانتاجات التي
تحصل في الأردن من خلال المؤسسات الحكومية ذات العلاقة.
وعن رفض “الهيئة” التعاون مع المؤسسات الثقافية الاخرى، نفى
البكري ذلك، مبينا انه هنالك العديد من الاتفاقيات التي تربط بينهم وبين
وزارة الثقافة من خلال برامج هادفة لتعزيز الثقافة السينمائية، واخرى تشمل
برامج تدريب وغيرها بمؤسسة عبد الحميد شومان أيضا
.
وردا على اتهامات نقيب الفنانين الأردنيين بعد قضية فيلم “جابر” والجدل
الذي أثاره حين قال “الهيئة لا تتعاون مع النقابة”، رد البكري، “بابنا
مفتوح للاستماع وللحوار البناء، فالفكرة لا تقوم على توجيه الانتقادات
السلبية.. فكلانا مؤسستان حكوميتان والباب مفتوح دائما”.
وتستمر الهيئة بتقديم خدماتها والقيام بواجباتها طيلة
العام، من خلال العروض السينمائية والورش المتخصصة ودعم الشباب وتوسعة رقعة
وبناء الثقافة السينمائية والترويج للأدرن كوجهة تصوير استثنائية واستقطاب
المستثمرين. |