ملفات خاصة

 
 
 

تكريم وحيد حامد وكريستوفر هامبتون يرد الاعتبار لمهنة السيناريو

عصام زكريا

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

عادة المهرجانات أن تكرم الممثلين والمخرجين باعتبارهم أهم صناع الأفلام والمسئولين عن نجاحها أو فشلها، حتى بات من المدهش أن نرى كاتبًا أو مديرًا للتصوير أو مونتيرًا أو مصممًا للمؤثرات الخاصة يتم تكريمه. ولكن ها هو مهرجان القاهرة فى دورته الثانية والأربعين يكرم اثنين من كتاب السيناريو: المصرى وحيد حامد والبريطانى كريستوفر هامبتون، فيما يبدو أنه مصادفة موفقة تشدد على أهمية السيناريو باعتباره العمود الفقرى الذى يقوم عليه أى فيلم جيد.

الكاتب الذى أصبح نجمًا

قلائل جدًا هم كتاب السيناريو المشهورون، الذين تنسب إليهم الأفلام كما تنسب للممثلين والمخرجين، وفى السينما المصرية، فإن وحيد حامد قد يكون الأشهر والأكثر شعبية بين كل كتاب السيناريو، وهو تقريبًا كاتب السيناريو الوحيد الذى تسمع اسمه يتردد على ألسنة الناس العاديين غير المتخصصين فى السينما، ويصعب أن نقارنه بأحد باستثناء أسامة أنور عكاشة فى الدراما التليفزيونية.

كل من حامد وعكاشة حاولا كتابة الأدب فى بداية حياتهما، ثم انتقلا إلى كتابة المسلسلات للإذاعة والتليفزيون، ثم السينما. أسامة لم يجد نفسه فى السينما، بينما السينما هى التى صنعت مجدا وشهرة وحيدا. ربما تكون شعبية وحيد حامد قد بدأت بعمله مع الثنائى النجم عادل إمام والمخرج شريف عرفة، لا أقصد أنه لم يكن معروفًا قبلها، ولكن أقصد الشعبية وسط الناس العاديين وبداية ملاحظة جمهور السينما لاسم وحيد على أفيشات الأفلام، باعتباره حافزًا لدخول الفيلم، كما يفعلون مع أسماء الممثلين دائمًا، والمخرجين أحيانًا. كتب وحيد حامد خمسة سيناريوهات لأفلام من إخراج شريف عرفة، وبطولة عادل إمام حققت شعبية هائلة وأعادت لإمام شعبيته التى كان قد فقد جزءًا كبيرًا منها فى بداية التسعينيات، ولكن وحيد حامد يختلف عن غيره من الذين كتبوا للنجم الأول، مثل يوسف معاطى مثلًا، فى نقطتين: الأولى أن هذه الأفلام الخمسة أحدثت دويًا نقديًا ومجتمعيًا كبيرًا، بسبب معالجتها الجريئة للأوضاع السياسية والاجتماعية وقتها، والنقطة الثانية أن وحيد حامد استطاع أن ينجح مع مخرجين آخرين، مثل عاطف الطيب وسمير سيف ومحمد ياسين، وممثلين آخرين مثل أحمد زكى ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز، وأن يحافظ دائمًا على صلته بالواقع المصرى وبالحس الواقعى النقدى فى أعماله، حتى بات نموذجًا يحتذى به لكاتب السيناريو الملتزم القادر على إرضاء الجمهور والنقاد معًا.

من أبرز سمات كتابة وحيد حامد، قدرته على خلق شخصيات مأخوذة من الواقع، وليس من الأفلام السابقة كما يفعل غالبية الكتاب. ذات يوم اعتبر الأديب الراحل يحيى الطاهر عبدالله أن أهم صفة يتمتع بها الأديب الجيد هى قدرته على الاستلهام من الحياة، وليس من الكتابات السابقة، وقد نجح وحيد حامد فى ذلك إلى حد كبير. تذكر مثلًا شخصية أحمد سبع الليل، جندى الأمن المركزى، التى جسدها أحمد زكى فى «البرىء»، أو الراقصة سونيا، صاحبة النفوذ سليطة اللسان التى ترغب فى إنشاء ملجأ للأطفال، والتى لعبتها نبيلة عبيد فى «الراقصة والسياسى»، أو أسعد بك «رجل الأعمال المشبوه» الذى يكره الفقراء، والتى لعبها كرم مطاوع فى «المنسى»، على سبيل المثال. يحتاج وحيد حامد إلى أكثر من التكريم، أن تشاهد أعماله فى سياقها التاريخى باعتبارها شهادات فنية على عصرها، وأن تدرس هذه الأعمال بجدية باعتبارها نماذج للسينما الاجتماعية فى مصر كما ينبغى أن تكون.

«الأب» أو مأساة الذاكرة المثقوبة

يكرم مهرجان القاهرة أيضًا كاتب السيناريو كريستوفر هامبتون، وهو مثال للكاتب السينمائى المحترف الذى يمتلك أدوات حرفته جيدًا، غير أن هامبتون لديه ميل واضح للسيناريوهات المأخوذة عن أعمال أدبية ومسرحية، خاصة التى تدور فى حقب زمنية بعيدة، مثل رائعته «علاقات خطرة»، ١٩٨٨، و«تكفير»، ٢٠٠٧، ومن الممتع تأمل أعماله من زاوية المقارنة بين الأدب والسينما، أو بين المسرح والسينما، كما نرى فى عمله الأخير «الأب» الذى اختير لافتتاح دورة المهرجان هذا العام. هامبتون هو أيضًا كاتب مسرحى ومخرج سينمائى صنع بعض الأفلام الجيدة جدًا.

ومن الطريف أن فيلم «الأب»، الذى شارك هامبتون فى كتابة السيناريو فقط، قام بإخراجه مؤلف المسرحية التى اقتبس الفيلم عنها، وهو الفرنسى فلوريان زيلر، الذى يخوض تجربة الإخراج السينمائى لأول مرة.
«
الأب» يقوم ببطولته اثنان من عمالقة التمثيل فى العالم: أنطونى هوبكنز، صاحب المسيرة الفنية الطويلة والثرية منذ الثمانينيات، وأوليفيا كولمان التى لمعت فى سماء التمثيل خلال السنوات الماضية، خاصة فى الأعمال التاريخية، مثل «المفضلة»، الذى حصلت عنه على الأوسكار، ومسلسل «الملكة» الذى أنتجته «نتفليكس» وتلعب فيه دور الملكة إليزابيث
.

يتناول فيلم «الأب» فكرة استهلكتها السينما فى عشرات وربما مئات الأعمال السابقة، وهى مرض ألزهايمر، وما ينتج عنه من فوضى وتعاسة للمريض والمحيطين به، ولكن لا يوجد، على حد مشاهداتى، عمل استطاع أن يعبر عن قسوة هذا المرض مثلما يفعل فيلم «الأب».

الفكرة الفنية ليست أيضًا جديدة، فعلها كريستوفر نولان فى فيلمه الشهير «تذكار» أو Memento عام ٢٠٠٠، وتخصص فيها من خلال أفلام مثل «تصور» Inception وفيلمه الأخير «عقيدة» Tenet، وهذه الفكرة تقوم على تصوير ما يدور داخل ذهن الشخصية وليس من خارجها، وهو أسلوب فى الأدب معروف باسم «تيار الوعى»، أى سرد ما تتخيله الشخصية عن الواقع، لا الواقع نفسه.

هنا، فى «الأب» نشاهد عجوزًا تجاوز الثمانين يعانى من الانهيار المتواصل لذاكرته التى تبدو مثل كيس مثقوب يفرغ كل ما فيه تدريجيًا، فيبدأ فى فقدان صلته بالواقع وبالناس من حوله وبنفسه فى النهاية. والفيلم لا يحدثنا «عما» يجرى له، ولكنه يحدثنا «بما» يدور فى عقله. تتداخل الأحداث والذكريات والشخصيات والخيالات ببعضها بعضًا فى محاولة لوضعنا داخل عقله المتدهور.

الفيلم مؤلم، إذ يبين لنا مدى المعاناة واليأس الكامل اللذين يحدثهما مرض فقدان الذاكرة فى عقول ونفوس من يصابون به، والأكثر إيلامًا هو إدراكنا مدى هشاشة الإنسان، إذ يعتمد وجوده كله على أجزاء صغيرة لا تكاد تُرى بالعين المجردة داخل المخ تشكل الذاكرة، وهذه الذاكرة هى التى تشكل شخصياتنا وهويتنا وعالمنا كله، من دونها لا وجود للفرد، ولا للمجتمع البشرى كله.

 

الدستور المصرية في

03.12.2020

 
 
 
 
 

خالد محمود يكتب

«الأب» أيقونة «هوبكنز» المرعبة.. تجربة مشاهدة صعبة لكنها ممتعة

ما أقصى أن تفقد إحكام قبضتك على واقعك.. أن تتوه من مفردات حياتك ولا تشعر بشئ آخر.. تلك الصورة القاسية والمثيرة دراميا، يدخلنا فيها فيلم "الأب " The Father للفرنسي فلوريان زيلر، وبطله البارع أنتوني هوبكنز التي يستحق عليها بحق جائزة الأوسكار لتميز أدائه في شخصية صعبة هي مفتاح حياة بدون حياة، لرجل يعيش مخاوف من الخرف أو الزهايمر الذي ربما تطاردنا في أحد الأيام.

الفيلم الذي افتتح به مهرجان القاهرة السينمائي دورته الـ42، يستند إلى عمل مسرحي لنفس المخرج يبدأ كدراما بسيطة قبل أن تسبح بعمقها، أنتوني الذي يعاني من الخراف يبلغ من العمر 80 عامًا تقريبًا، وقد جاءت ابنته آن "أوليفيا كولمان" لتعتني به، وشجعته على عدم طرد شخص جلبته إلى شقته ليقوم برعايته، مثلما فعل مع الآخرين، حيث لن تتمكن "آن" من القدوم كل يوم لأنها ستنتقل إلى باريس وتحتاج إلى ضمان سلامته أثناء غيابها، وتفقد تلك الابنة صبرها مع والدها والذي يتلاشى إدراكه بشكل متزايد ليس فقط بما بعانيه ولكن بمن حوله من بشر وزمن ويصبح أفراد عائلة "الأب" مجهولي الهوية في نظره، لا يستطيع التعرف عليهم، في حين يظهر غرباء على نحو لا يمكن تفسيره في شقته اللندنية، ويرى المشاهد مع الشخصية الشقة نفسها تبدو وكأنها تتحوّل، ويرفض السماح لمن يرعاه بالعناية به.

بينما يحاول أنتوني فهم ظروفه المتغيرة، يبدأ في الشك في أحبائه وعقله وحتى نسيج واقعه، أصبحت الحياة مصدرًا للارتباك المزعج دائمًا، وفي صورة بارعة تبدو كلوحة مسرحية، يروي الكاتب والمخرج فلوريان زيلر القصة من زاوية عينيه بينما نصبح نحن مشوشين بعد أن نتوحد مع تلك المأساة.

في السيناريو المحكم بطريقة سرده والأداء الباهر نجد وجدان أنتوني يتساءل عن طبيعة وجوده لأن ابنته أصبحت فجأة شخصًا آخر فى صور معبرة عن الحالة الذهنية المرعبة لشخص مصاب بالخرف، وكيف يعيش كل يوم بالصدمات المفاجئة، وكيف أنه من المستحيل السماح لشخص آخر بفهم ما يمر به. نحن في الغالب في مكان واحد محدود ولكن نظرًا للطبيعة المتغيرة باستمرار لمحيط أنتوني، جعلنا المخرج نتكيف دون ملل مع الحكاية، بل وبشكل مثير للإعجاب، حيث تجري الأحداث كلها في شقة الرجل "الضخمة"، لكنها ليست خانقة لأن الحوار المتلألئ والواقع المتغير يبقيان الأمور تتحرك.

اعترف أنها تجربة مشاهدة صعبة وقاسية لكنها ممتعة في الوقت نفسه، حيث لم نتشبع فقط بالشكل الروائي المذهل للقصة، لكن هناك أيضا أداء قوي للغاية وبشكل لايصدق، يمكن وصفه بـ"المرعب" من هوبكنز، وأرى أنه لا يوجد ممثل آخر يمكن أن يتغلب عليه فى سباقات الجوائز الكبرى هذا العام، فكم شاهدنا انتوني وهو يحاول أن يشرح بعقلانية لنفسه ومن حوله ما يجوب بخاطره في أكثر لحظات الفيلم حبكة، فعالمه يتغير  لكنه ظل صامتًا، مدركًا أن أي محاولة للتساؤل عما استيقظ عليه لن تجد اجابة، كما يضفي على شخصيته في الفيلم طابعاً ذكياً ومرحاً وجذاباً، كما عندما يحاول التقرّب من ممرضته الشابة لورا "إيموجن بوتس".

لم نشعر أبدا أنه شخصية درامية على الشاشة، وكأنه عالم حقيقي يعيش به، فقد أجاد هيلر المخرج وكاتب السيناريو أيضا، بمشاركة كريستوفر هامبتون، في وصول الرسالة الأولى وهي أن الأب حكاية ميئوس منها بضعفه وعواطفه بعد أن مزقه شئ لا يستطيع التحكم فيه، وتأثيره لا يُنسى.

إن صنع فيلم يعتمد على مسرحية يمثل تحديًا كبيرا لتركيزه على رجل عجوز مقيم في المنزل يتأرجح عبر الزمن والذاكرة بطرق تثير الدهشة، لكن فلوريان في أول أفلامه وهوبكنز تمكنا بحرفية كبيرة من خلق أجواء سينمائية متفردة، حيث قام المخرج بتكييف مسرحيته ليوحي بأن الفيلم يحذرنا من تدهور العقل والاستعداد للأسوأ مثلما حدث لرجلنا العجوز والذي جسد روح الشخصية باقتدار وقوة مزهلة مع كل إيماءة ونبرة صوت وادق وميض للعين.

حاول "الأب" أن نرى العالم بالطريقة التي يراها، ولا نعرف على وجه اليقين ما هو حقيقي غير حقيقي مما يجعلنا مرتبكين مثل بطل الرواية الذي يخوض معركة خاسرة مع فقدان الذاكرة.

يضع الفيلم، الجمهور في مكان رجل يخونه عقله بقسوة مثل أنتوني، يفقد ببطء المزيد والمزيد من ذكرياته، وحتى الذكريات التي لديه تائهة، ويبقى الجمهور غير متوازن مع تأسيس الفيلم  لحقيقة المشهد، مما يوضح بشكل مؤلم كيف تصبح الحياة مع التقلبات المزاجية غير المنتظمة لأنتوني صعبة ومرهقة بالنسبة إلى ابنته "آن"، حيث يتعاطف الفيلم مع "آن" بقدر ما يتعاطف مع والدها.

ظل أداء هوبكنز الايقوني، مصدرا للالهام بوصوله إلى أعماق لم يرها سوى القليل من رجل فخور للغاية في حالة حرب مع نفسه يعرف أن ما يحدث غير طبيعي لكنه لا يفهم كيف يصحح المسار.

مع بناء الفيلم، تتطور شخصيته ببطء مع الخوف الذي نراه في النهاية يتفوق على أنتوني مخلفًا فوضى ربما تبكي معها وكأنها لحظة حاسمة لهذا الممثل الكبير.

ولم يكن أنتوني الوحيد المتميز والمؤلم بينما أيضا كان طاقم الممثلين الداعمين ومنهم أوليفيا كولمان، التى نسجت قوتها من كونها كيف تظهر لغة جسدها الألم والعذاب عند مشاهدة والدها ينزلق منها، أوليفيا ويليامز، إيموجين بوتس، روفوس سيويل، وللموسيقى أيضاً دور أساسي في " الأب"، والتي قدمها الملحن الإيطالي لودوفيكو ايناودي، الفريق كله كان مدهشا في تقديم تلك القصة بشراستها وهو ما يجعل تلك السينما رائعة.

 

####

 

تفاصيل حفل افتتاح الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي

أحمد السنوسي

- الحضور يستقبلون تكريم وحيد حامد بالتصفيق الحار 

- منى زكي تكشف عن تأثرها بفيلم «اللعب مع الكبار»

- أشرف عبد الباقي يبرز تأثر صناعة السينما بكورونا

- تفاعل كبير مع أغنية "الدنيا فيلم" لتامر حسني

- أكثر من 200 ضيف أجنبي يشاركون في الفعاليات

افتتحت، الأربعاء 2 ديسمبر، الدورة 42 لـمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بحضور أبرز نجوم الفن في مصر، وأكثر من 200 ضيف أجنبي، حرصوا على المشاركة في المهرجان رغم عراقيل السفر التي فرضها فيروس كورونا.

وأقيم الحفل الذي في الهواء الطلق بدار الأوبرا المصرية، التزاما بقرار رئيس الوزراء، لم ينفصل عن الواقع الذي تعيشه السينما، فكانت البداية بفيلم قصير يحكي عن إغلاق دور العرض، والصعوبات التي واجهت الصناعة بسبب كورونا، ليظهر بعدها الفنان أشرف عبد الباقي، مستعرضا تأثير "كورونا" على صناع السينما، بطريقة كوميدية، متفاعلا مع عدد من النجوم الحاضرين، مثل أحمد حلمي، وأحمد السقا، وكذلك تامر حسني، الذي استدعاه "عبد الباقي" إلى خشبة المسرح، ليقدم أغنيته الجديدة "الدنيا فيلم" كلمات منة عدلي القيعي، وألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع جان ماري رياشي، والتى تفاعل معها الحضور.

وبعد تقديم الإعلامية مها الصغير لجنة تحكيم المسابقة الدولية التي يترأسها المخرج الروسي الكبير ألكسندر سوكوروف، صعد المنتج والسيناريست محمد حفظي إلى المسرح، ليبدأ كلمته بتوجيه الشكر للمطرب تامر حسني، مؤكدا أنه بالأرقام استطاع أن ينجح في السينما والغناء، وهي المعادلة التي حققها في الماضي العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فقد أحبه الجمهور في التمثيل والغناء معا.

كما توجه «حفظي» بالشكر، للدولة المصرية على تمسكها بعودة الحياة إلى طبيعتها، وخص بالذكر وزارة الصحة المصرية التي تشرف على تأمين المهرجان صحيا بمشاركة فريق يصل عدده الى 120 فردا، كما شكر، وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم على دعمها المستمر للمهرجان، ولم ينسى رئيس المهرجان توجيه الشكر لوسائل الإعلام التي تساند وتدعم المهرجان، وكذلك لرعاة المهرجان من القطاع الخاص، مؤكدا أنه لولا دعمهم لما خرج المهرجان بهذا الشكل.

وحرص حفظي خلال كلمته، على توجيه الشكر لفريق البرمجة الذي استطاع أن يضم مجموعة من أهم أفلام العام، رغم الظروف الصعبة، كما أشاد بالمجهود الذي يبذله فريق أيام القاهرة لصناعة السينما وما يقدمه من دعم لصناعة السينما المستقلة، مؤكدا أن هذه النسخة هي الأقوى من حيث الفعاليات، خاصة وأن الملتقى وصل حجم الدعم الذي يقدمه هذا العام الى 260 ألف دولار، ستقدم للمشروعات المشاركة لتكون حاضرة السنوات القادمة في مهرجان القاهرة ومهرجانات أخرى.

وكشف حفظي خلال الحفل أن هذه الدورة رغم كل الصعوبات والعراقيل في حركة السفر، يشارك فيها أكثر من 200 ضيف أجنبي، وهذا انجاز كبير.

وخلال كلمته، كشف حفظي عن رسالة مصورة من رؤساء أهم ثلاثة مهرجانات فى العالم (كان وبرلين وفينيسيا)، يرحبون فيها بمشاركتهم الحضور حفل الافتتاح، ويؤكدون فيها عن سعادتهم بإقامة المهرجان في صورته الكاملة، مشيدين بالتحدي الذي خاضه رئيس المهرجان وفريقه للخروج بهذه الدورة.

وصعدت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى المسرح لتفتتح الدورة 42، مؤكدة خلال كلمتها إن الفنون ومن بينها السينما، نجحت على مدار أشهر، في أن تكون المتنفس للشعوب، بعد أن فرضت جائحة كورونا على العالم إقامة جبرية مفاجئة بالمنازل، وأصبحت مشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى ضرورة للقدرة على المواجهة والحياة.

وأضافت أن «اليوم تنطلق الدورة ٤٢ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتبدأ مسارح وسينمات دار الأوبرا المصرية في استقبال الجمهور المحب للسينما، لمشاهدة أهم أفلام العالم في 2020، والتي يرافقها ضيوف مصر من مختلف الدول، في مشهد حضاري يؤكد على أن الحياة ستنتصر». 

وأوضحت أن هذه الدورة تأتي للاحتفاء بصناعة السينما، وقدرتها على الصمود في مواجهة العراقيل التي فرضها فيروس كورونا، حتى لا تتوقف عجلة الإنتاج، ويعود النور إلى السينما بعد الظلام الذي حل بإغلاق دور العرض خلال الأشهر الماضية، وهي الفكرة التي يعبر عنها ببراعة الملصق الدعائي للدورة الثانية والأربعين.

وأكدت أن الدولة المصرية اختارت التحدي، بعودة الحياة لطبيعتها، مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، والتي يطبقها فريق مهرجان القاهرة لضمان سلامة الجميع من التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

ووجهت عبد الدايم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، لقيادته السياسية الرشيدة التي كان لها اليد الطولى في مجابهة أزمة "كورونا" منذ بدايتها على مدار هذا العام بالشكل الذي ساعدنا كثيرًا في قبول غمار التحدي لإقامة المهرجان بمصر، في ذات التوقيت التي توقفت فيه معظم الفعاليات على مستوى العالم، لنؤكد للعالم أن مصر بإقامة المهرجان تنتصر لعودة الحياة ذاتها.

كما تقدمت بالشكر والتقدير للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على تقديم كل الدعم لمجابهة التحديات التي تواجهنا في إقامة الفعاليات الكبرى، وإلى وزارة الصحة المصرية التي أشرفت على تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الجميع، والشكر موصول لوزارة الداخلية على تأمينها للمهرجان ودعمها للمهرجان لظهوره بالصورة اللائقة عالمياً ولفريق عمل المهرجان الذي قبل التحدي في هذه الدورة الاستثنائية.

عقب كلمة وزيرة الثقافة صعد المخرج يسري نصر الله إلى المسرح ليتحدث عن المخرج الإيطالي الراحل فيدريكو فيلليني، أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما، والذي يحتفي المهرجان هذا العام بمئوية ميلاده عبرعرض نسخ مرممة لأربعة من أشهر أفلامه، هي؛ "ليالي كابيريا" عام 1957 ، و"الحياة الحلوة" عام 1960، و"½ 8 " عام 1963، و"أرواح جولييت" عام 1965، بالإضافة إلى إقامة معرض صور خاص لكواليس أفلامه، للمصور الإيطالي الكبير ميمو كاتارينيتش، بالإضافة إلى عرض الفيلم التسجيلى "أرواح فيلليني" من إخراج سيلما ديلوليو وإنتاج إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وإنتاج عام 2020.

كان الجزء الأخير من الحفل، هو الأكثر تأثيرا، بداية من تكريم الفنانة منى زكي، بجائزة فاتن حمامة للتميز، والتي سلمته الفنانة منة شلبي.

وخلال كلمتها قالت منى زكي: "شرف كبير تكريمي من أهم مهرجان في بلدي، وبجائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية، وفي نفس الدورة التي يكرم فيها الكاتب الكبير وحيد حامد، التي كشفت عن تأثرها بأفلامه وخاصة جملة "أنا هحلم" في فيلم "اللعب مع الكبار"، مؤكدة على أنها تعتمدها منهج لحياتها، "بحلم وهفضل أحلم ولسة هحلم".

وكان الكاتب البريطاني كريستوفر هامبتون ثاني تكريمات المهرجان، والذي قدمه المنتج محمد حفظي، مؤكدا على أن تكريمه ليس فقط لاسهاماته في السينما العالمية التي استحق عنها الأوسكار، ولكن أيضا لصلته العميقة بمصر.

من جانبه قال "هامبتون"، إن حصوله على جائزة الهرم الذهبي شرف عظيم، مشيرًا إلى أنه بدأ حياته في مصر في سنوات عمره ما بين خمسة إلى عشرة سنوات بالإسكندرية حيث كان يعمل والده.

وأشار إلى أن مدرسة اللغة الإنجليزية في نهاية العام كانت تطلب منهم كتابة المسرحيات، متابعًا: «كانت أولى الخطوات في مصر وأبي كان معجبا بالسينما، ويأخذني لمشاهدة الأفلام وذلك حيث بدأ حبي للسينما.. أحب هذه البلد وسعيد لعودتي مرة أخرى».

ولفت هامبتون، إلى أن الحصول على «جائزة إنجاز العمر مخيفة لأنها تُشعِر بالنهاية»، معربًا عن أمنياته بأن يستمتع الحضور بفيلمه «الأب» والذي عرض بالأمس في الافتتاح.

أما آخر التكريمات الرسمية فكان الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي استقبله الحضور بحفاوة كبيرة وتصفيق حار، حيث وقف كل من بالقاعة التي تتسع الى 700 شخص، تحية واحتراما لمشوار وحيد حامد الكبير الذي امتد الى 50 سنة قدم خلالها أفلاما باقية في تاريخ السينما للأجيال القادمة كما قدمه المخرج شريف عرفة.

وبكلمات مؤثرة قال وحيد حامد: «الحمد لله مرارا وتكرارا، أننى بينكم، وأشكركم جميعا، أنتم عشاق السينما التى أحبها، والتى أخلصت لها، وأتقدم بالشكر لكل من عملت معهم، لكل من تعلمت منهم، ومن علمونى، إذ كان من الصعب أن أقف هنا بينكم لولا دعمكم ومحبتكم لي».

وتابع حامد قائلا: «حبيت أيامي، ومدين لكثيرين وقفوا بجانبي، وساعدوني كي أصل للناس، أشكر الراحل يوسف شريف رزق الله، لأنه أصطحبني معه لمهرجان كان لأول مرة في حياتي، وتعلمت منه الكثير».

وأضاف: «أشكر المخرج الإذاعي مصطفى أبوحطب الذي علمني لغة الحوار، وشكرا للمسرحي الكبير سمير خفاجي».

وواصل حامد حديثه قائلا: «اشتغلت مع فنانين محترمين منهم، محمود مرسي وأمينة رزق وصلاح منصور ويسرا ومنى زكي ومنة شلبي، تعاملت مع أجيال مختلفة، راضي عن مشواري، وسعيد بالتكريم من القاهرة السينمائي».

وقبل أن تنتهي التكريمات، فاجىء رئيس المهرجان الحضور بتقديم شهادة تقدير الى سامح علاء، مخرج فيلم "ستاشر" الفائز بجائزة السعفة الذهبية بالدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، مؤكدا أن هذا الحدث هام للسينما المصرية، لذلك يستضيف مهرجان القاهرة المخرج "لنعرفه عليكم ولنقول له جميعا ألف مبروك ونمنحه شهادة تقدير للإنجاز الكبير اللي عملته".

وفي ختام الحفل طلب المنتج محمد حفظي من كاتب وبطل فيلم الافتتاح الصعود إلى المسرح لتقديم فيلم "الأب" قبل عرضه الأول، أمس بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، الذي شهد إقبالا كبيرا، حيث حرص ضيوف الافتتاح على مشاهدة الفيلم، الذي حظى بإعجاب غالبية الحضور، وامتلأت القاعة بالتصفيق مع نهايته.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

03.12.2020

 
 
 
 
 

وحيد حامد يمنح “افتتاح القاهرة السينمائي” طوق النجاة

مصطفى الكيلاني

مع اقتراب موعد مهرجان القاهرة السينمائي كل عام، يظل قلبي يدق، في انتظار ما سيقدمه المهرجان الذي أتابعه كصحفي معتمد به منذ 21 عام، وكمحب للسينما من 27 عام.

ولكن في هذه الدورة كان قلبي يدق خوفا من بعض الأخبار التي وردتنا عن أزمات داخل إدارة المهرجان، سمعنا عن مشكلات كثيرة وتابعنا منشورات عده بعضها لمسؤولي المكتب الفني للمهرجان، ورغم أن تلك المنشورات لا تعبر عن المستوى الفني للأفلام والندوات، ولكنها تعبر عن خلل كبير في التنظيم، ظهر جليا في اليوم الأول للعروض.

سوء التنظيم

التوجه الواضح للمهرجان وإدارته هي التكالب على المناصب وترك الأمور التنظيمية تماما، باعتبار أن المهرجان أصبح له فريقه الذي سيسير الأمور كما تعودوا عليها في الأعوام الماضية، ولكن الأمر مختلف هذا العام، وهو ما جعل الأمور مختلفة تماما، وغاب المدير التنفيذي للمهرجان حتى الساعة الثالثة عصرا من اليوم الأول للعروض، رغم كل المشكلات التي يواجهها الصحفيين والجمهور من العاشرة صباحا.

بداية الأمر ظهرت من التنظيم السيء جدا للسجادة الحمراء، التي غاب عنها الصحفيون، وتوافد عليها المئات ممن لا نعرفهم، وليس لهم أي علاقة بالوسط السينمائي، حتى أن المهرجان دعا فتاة السوشيال ميديا الإخوانية الشهيرة بسنت نور الدين باعتبارها إنفلونسر، وكأنها أهم من صحفيين كبار لهم تاريخ طويل في تغطية فعاليات المهرجان.

مسرح مصر

وكان ظهور أشرف عبدالباقي على المسرح بخروج واضح عن سيناريو حفل الافتتاح المجهز مسبقا، وكأنه على خشبة مسرح مصر، والأكيد أنه بدون بروفة بسبب عدم إنهاء تجهيز المسرح في وقت مبكر، جعل الدقائق الأولى من الافتتاح مزعجة جدا.

والظهور السيء جدا للمذيعة مها الصغير، التي ما كان لها أن تقدم افتتاح المهرجان الأهم في الشرق الأوسط، بطريقة نطق غريبة جدا، وكان لها من الجرأة أيضا للخروج على النص المكتوب، مما جعل فريق المهرجان يبلغها بمنعها من الصعود مرة أخرى على المسرح، وجعل رئيس المهرجان محمد حفظي هو الذي يقوم باختتام الحفل، ومنعت إدارة المهرجان وضع أي صورة لها من حفل الافتتاح داخل ملف الصور المرسل للصحفيين.

حفظي الذي صعد لأول مرة على المسرح بدون كلمة مكتوبة، وكان خروجه على النص خطأ تاريخيا بوصفه لمسيرة تامر حسني أنها تشبه مسيرة عبدالحليم حافظ.

وحيد حامد

ورغم كل أخطاء البداية التي تكشف حجم الأزمة التي تعيشها إدارة المهرجان، إلا أن صعود وحيد حامد على المسرح لحظة تكريمه أزالت من قلوب الجميع ما شاهدوه قبله، ومنح المهرجان طوق النجاة، وكذلك الفيديو الرائع لرسائل مديري مهرجانات كان وفينيسيا وبرلين لدعم مهرجان القاهرة السينمائي، بالإضافة للحضور الراقي لمنة شلبي وشريف عرفة، والكلمة التلقائية الجميلة لمنى زكي.

 

موقع "أويما20" في

03.12.2020

 
 
 
 
 

البساطة السينمائية في أرق صورها…مراجعة فيلم غزة مونامور

اسامة سعيد

داخل أحضان غزة المحتلة، وفي احدي بقاعها المعتمة الصغيرة،يحتدم الحب في نفسٍ تملكت منها الظروف واشتدت عليها الصعاب، حبُ همس بأنحائها هسيس شعورٍ كان طوقاً للنجاة وأملاً جديداً للخروج من وطأة الوحدة والتغلب على جفاف الحياة ووحشة لياليها الطويلة، هي رحلة تبصر الجميع باهمية الحب،وانه بمثابة الضوء الذي يكشف اسرار الحسن وسط الضياع الشاسع، والنور الذي نرى به ذواتنا في عتمة الظلام الداكن، ونار يستدفئ بها من برودة الوحدة الطاحنة. 

إبهار قصصي وبساطة روائية كانت هدية مثالية من فلسطين الشقيقة لحاضري مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تشعرهم بان بالسينما العربية ابداعات فنية تعرف الطريق الى جمهور الفن السابع وتمتلك القدرة اللازمة على توفير المواد المناسبة لأعمال سينمائية جيدة منها ما يستنبط أحداثه من وحي الواقع، ومنها ما يبتدع أصلاً متكامل كليتاً العناصر الفنية.

“طرزان” وعرب ناصر”، لنتذكر هذه الأسماء جيداً، فما قدامه جملةً وتفصيلاً هو فريد من نوعه مقارنة بالأفلام التي تعول علي القضية الفلسطينية كموضوعٌ رئيسي وتميل للتراجيدية كانعكاس علي الألم النفسي والمعنوي والجسدي الذي يلاحق ضحايا الاحتلال الصهيوني الغاشم، “غزة” كما يتصورها الاخوان ناصر” بها من يتراقص علي نغمات “مونامور” ويهيم عشقاً بالجنس الاخر، ويستغل اية فرصة من اجل نيل رضا القدر واقفاً بجانبه، فيمكن القول ان رسالتهم من خلال “غزة مونامور” هي ببساطة “تسلح بالحب تقهر أعتى الظروف”. 

تدور أحداث الفيلم بإحدى قطاعات غزة التي تحكمها حركة “حماس” الفلسطينية عن “عيسى” الرجل المسن الذي يعمل في صيد السمك ويقع في غرام سيدة تدعى “سهام” تعمل في مهنة الخياطة بإحدى المحلات، وبينما يشرع “عيسى” في التقرب من الشهاب وكسب ودها، يصادف في طريقه اكتشافٍ ما قلب حياته رأساً على عقب وعرقل سعيه نحو هدفه المنشود.

على مستوى السيناريو، نجح الأخوة “ناصر” في التمهيد للعلاقة بين “عيسى”  و”سهام” عن طريق تقديم الشخصيات بخطين شبه موازي للأحداث بما يسهل معرفة كل فرد منهم على حدى والاطلاع على طبيعة حياتهم اليائسة التي لا يشوبها سوى الوحدة وعدم استقرار المعيشة، وهناك مقصد من كلمة “شبه موازي”، فهناك نوعان من التلاقي حدث بين الشخصيتين كان غير ناضج في البداية ثم اكتمل في النهاية في صورة جمالية تبرهن على إنتاج الفكرة والرسالة المراد إرسائها.

ما جاء أيضاً في صالح العمل وقابلة مشاهدته هو عدم الاكتراث للخطاب السياسي والخوض أكثر فأكثر في نزاعات السيطرة وتداعيات الاحتلال وأثره على ضحاياه بطريقة بالغة التراجيدية، هناك تلميحات بسيطة بل يمكن القول أن ذلك العنصر على وجه التحديد كان مجرد هامش أو نافذة على مركز الأحداث والأحوال المثيرة للاحتقان التي زادت من طموحات “عيسى” لأخذ قرارات فاصلة لصالح حياته الشخصية، وذلك يعزز ضمنياً ما ذكر مسبقاً أن للفيلم نهجٌ سينمائي خاص به يضاف إلى قائمة الأفلام التي انعشت سينما الواقع بأساليب مختلفة.

تأكيداً على ذلك أيضاً هو تواجد لبعض المقتطفات الكوميدية النابعة من بضعة مواقف تتعرض لها شخصية “عيسى” خصوصاً في منتصف الفيلم، وتم ذلك دون ابتذال أو مبالغة في تقدير الموقف بالنسبة للسيناريو، بل اندرج ذلك ضمن حالة التوازن اللذان فرضاها الاخوة “ناصر” علي قصة الفيلم، حتى في الشق الرومانسي كانت تمتاز هي الأخرى بالبساطة وقتما يشهر “عيسي” مشاعره ل”سهام” تعبيراً عن حبه وعشقه، من تمعن فيما سبق سيدرك ان كلمة “البساطة” تكرر عدة مرات، وهو ما أراد الإخوة “ناصر” ان يعيشه المشاهد شكلاً ومضموناً، وهذا ما حدث بالفعل والنتيجة كانت ايجابية بعديد الإشادات النقدية والجماهيرية.

الثناء لا يستحقه لسيناريو فيلم غزة مونامور فقط فحسب، بل الأداءات التجسيدية التي كانت تحدياتها لم تكن صعبة على الإطلاق على غرار السيناريو وحبكته، النجمة “هيام عباس” كانت تلقي الحوار و ترتجل الانفعالات التعبيرية بأريحية تامة، لم تحتاج للصراخ والبكاء من أجل إظهار الشخصية على الواجهة، “سهام” سيدة بسيطة تعيش تحت طائلة الفقر والديون الطائلة التي لا تنتهي وتزداد عبئاً عليها يوماً بعد يوم يشاء القدر أن يعوضها شقائها بمن بمكانه تملك قلبها، أبسط التفاصيل وأسهلها تدبر من أجل تجسيدها بامتياز، وهذا ما نجحت فيه”هيام عباس” التي يمكن اعتبارها بالفعل نجمة من النجمات ذوي العيار الثقيل.

علي الجانب الاخر، يحظى “سليم الضو” بنفس الرصيد من الموهبة التي تتمتع بها “هيام عباس”، “سليم” الذي يعتبر تقريباً بطل الحكاية من أولها لآخرها كان مثالياً في دور “عيسى” من ناحية محاولة لإظهار تماسك الأخير بالرغم من حياته الروتينية البائسة ومن أجل الاستعداد لمعايشة الحب ولذاته، وخفة الظل احياناً في التعامل مع بعض المواقف التي يصادفها في طريقه، وإظهار هيامه بسهام بطريقة عادية لا منه “روميو” وقيس” وغيرهم من الأساطير الشهيرة.

حتى حينما تطاول عليه أيادي السلطة داخل سياق الفيلم، يتمايل “سليم” مع ردة الفعل للشخصية التي لا تغضب او تفور من شدة ما ألم بها من فظة وتكبر، هو يتسلح بالحب الذي يعتبره دوائه كي لا يشقي وينعم بالسعادة والشفاء من ألم وحدته وهوانه في الدنيا، فتحية ل”سليم الضو” على ما قدمه من تفاني في التجسيد واثباته بأن ثقة الاخوة “ناصر” كانت في محلها.

في الختام، يستحق فيلم غزة مونامور الفرصة من أجل المنافسة على مقاعد الأوسكار الخمسة، ببساطة القصة وبراعة التجسيد بإمكانها أن تأتي في صالح الفيلم وان يحقق حلم العرب بانجازٍ كبير بالترشح للجائزة الاهم في صناعة السينما ورسم بسمة على وجوه الشعب الفلسطيني الذي ينتظر بارقة امل من أجل زوال الغمة التي يعيشون علي صداها حتى وقتنا هذا.

 

Behind The Scene في

03.12.2020

 
 
 
 
 

من الكواليس.. 6 ملاحظات عن حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي

هالة أبو شامة

انتهى مساء أمس حفل افتتاح الدورة الـ 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، الذي أقيم بحضور العديد من الفنانين والإعلاميين والشخصيات البارزة.

رصد إعلام دوت كوم في كواليس الحفل عدة ملاحظات نستعرضها فيما يلي:

1- توافد الحضور في الموعد المقرر بدعوة الحضورة إلا أن الكثير من الفنانين لم يظهروا على السجادة الحمراء إلا قبل الحفل بدقائق بسيطة.

2- كان من المفترض أن ينطلق الحفل في تمام الساعه الـ 7 كما هو محدد ببطاقة الدعوة، إلا أنه انطلق في تمام الساعة الـ 8 مساء.

3_ كان الاهتمام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا واضحا، إذ توافرت المعقمات في أماكن متفرقة، بجانب تواجد كشك صغير تابع لوزارة الصحة.

4- تواجد عدد من الإعلامين على السجادة الحمراء لإجراء لقاءات مع النجوم من بينهم محمد مصطفى، الذي لفت الانتباه بسبب ارتدائه بذلة فضاء.

5- في بداية الحفل فوجئ الحضور بأن كل مقعد يوجد عليه بطانية صغيرة مقدمة من شركة باديا، وذلك نظرا لإقامة ذلك الحفل في مكان مفتوح.

6- لفتت الإعلامية التونيسية ريموشكا الأنظار بمجرد تواجدها على السجادة الحمراء، بسبب إطلالتها الجريئة، إذ سرعان ما تساءل الكثيرين عن هويتها باعتبارها وجه غير مألوف.

 

####

 

بجائزة 10 آلاف دولار.. قنوات ART تشارك في رعاية “القاهرة السينمائي

تشارك قنوات راديو وتلفزيون العرب ART ضمن الرعاة لـ “ملتقى القاهرة السينمائي” في نسخته السابعة، والذي يقام ضمن فعاليات الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

تقدم قنوات ART جائزة قدرها 10 آلاف دولار لـ “سكريبت” أحد مشروعات الأفلام الروائية الطويلة – تحت التطوير – المشاركة في الملتقى.

يذكر أن الملتقى يقام في الفترة من 4 إلى 7 ديسمبر الجاري، ضمن فعاليات “أيام القاهرة لصناعة السينما”، ويوفر الملتقى فضاء مهما لإجراء النقاشات والتواصل بين صناع السينما العرب، من خلال شبكة علاقات تتيح التعاون والحصول على الدعم اللازم لاستكمال مشاريعهم السينمائية.

كما يضم الملتقى لجنة تتشكل من أبرز وأهم الأسماء في عالم صناعة السينما لاختيار المشاريع الحاصلة على الجوائز.

 

####

 

امْتِناع المصورين عن تغطية حضور السفير الفرنسي لمهرجان القاهرة السينمائي

نشر المصور عبد الحافظ حمدي، صورة تظهر امتناع المصورين الصحفيين عن تصوير السفير الفرنسي الذي جاء لحضور فيلم “غزة مونامور” ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ42.

يأتي ذلك ضمن حالة الغضب التي اجتاحت الدول الإسلامية من فرنسا، ودعوات المقاطعة لسلعها بعد تصريحات لمسؤولين، من بينهم الرئيس، إيمانويل ماكرون، تنتقد التطرف الإسلامي عقب مقتل مدرس بعد عرضه رسوما مسيئة للنبي محمد.

يشار إلى أن فيلم “غزة مونامور” هو أول عروض السجادة الحمراء لمهرجان القاهرة السينمائي، في عرضه الأول فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو الفيلم الذي اختارته فلسطين لتمثيلها في منافسات أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وكان عرضه الأول في مسابقة آفاق بمهرجان فينيسيا، قبل أن يحصل على جائزة NETPAC كأفضل فيلم آسيوى فى مهرجان تورنتو.

الفيلم الذي ينافس في المسابقة الدولية للدورة 42 يعرض بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، إخراج عرب ناصر، وتدور أحداث الفيلم حول عيسى بائع السمك الستيني، الذي يقع في حب سهام الأرملة جارته في السوق، لكن قبل أن يصرح لها بحبه يعثر على تمثال لأفروديت في البحر يعطل قصة حبه ويدخله في مواقف غير متوقعة.

كانت الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، افتتحت مساء أمس، الأربعاء، حيث شهد الحفل تكريم الكاتب الكبير وحيد حامد بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، والتي تم منحها أيضا للكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، كما كرم المهرجان في حفل الافتتاح أيضا الفنانة منى زكي بجائزة فاتن حمامة للتميز.

 

####

 

غدا في مهرجان القاهرة السينمائي.. ريا أبي راشد تحاور منى زكي

تحاور الإعلامية ريا أبي راشد في الثانية والنصف من ظهر غدا الجمعة، الفنانة منى زكي، التي كرمها مهرجان القاهرة السينمائي في حفل الافتتاح أمس، بجائزة فاتن حمامة للتميز.

تقام الجلسة الحوارية في المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من أيام القاهرة لصناعة السينما.

منى زكي بدأت مسيرتها الفنية مبكرًا، وكان أول أدوارها مع الممثل والمخرج القدير محمد صبحي في مسرحية “بالعربي الفصيح”، ومنذ ذلك الحين حفلت مسيرتها الفنية بالعديد من الأدوار المتنوعة التي تُظهر مواهبها المتعددة، في التمثيل والرقص والأداء الصوتي، وتثبت قدرتها على تحقيق التوازن في اختيار الأدوار وإتقان تقديمها على الشاشة.

وكان لمنى زكي العديد من المشاركات الفنية الهامة، بداية من أدوارها في الأفلام الرومانسية والكوميدية مثل “صعيدي في الجامعة الأمريكية” و”أفريكانو” و”الحب الأول” و”تيمور وشفيقة” و”أبو علي”، بالاضافة إلى دورها الفعال في المسرح من خلال مسرحيات “عفروتو” و”كده أوكي”.

إلى جانب الأعمال الرومانسية والكوميدية، كان لمنى زكي بصمة في أفلام الدراما الاجتماعية مثل “سهر الليالي” و”عن العشق والهوى” و”اضحك الصورة تطلع حلوة” و”دم الغزال”، وكذلك دورها الشهير في”احكي يا شهر زاد” الذي تناولت من خلاله بشجاعة قضايا العنف الأسري ضد المرأة، كما تميزت أيضا في فيلمي “أسوار القمر”، و”ولاد العم”.

ومن أهم أعمالها أيضا فيلم “أيام السادات” حيث جسدت دور السيدة الأولى جيهان السادات، كما جسدت أيضا شخصية الأسطورة سعاد حسني، في مسلسل”السندريلا”، هذا بالإضافة إلى دورها البارز في عدد من المسلسلات التليفزيونية، منها “آسيا” و”أفراح القبة”.

منى زكي متزوجة من النجم أحمد حلمي، ولديهما ثلاثة أطفال، وهي تهتم إلى جانب أعمالها الفنية، بالقضايا الاجتماعية خاصة المتعلقة بالأطفال مما أهّلها لتصبح سفيرة اليونيسيف، حيث تركز جهودها على نشر الوعي في ملفات هامة تخص حقوق الطفل مثل الختان، وسوء تغذية الأطفال، والفقر، وعمالة الأطفال.

 

####

 

هكذا احتفى الفنانون بتكريم وحيد حامد

حرص عدد كبير من الفنانين على توجيه عدة رسائل للاحتفاء بتكريم السيناريست وحيد حامد بإفتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42.

مروان حامد

احتفل المخرج مروان حامد بتكريم والده، ونشر عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي للصور والفيديوهات “إنستجرام” صورة لوالده اثناء تكريمه وعلق قائلاً “هذا ابي”.

عمرو سعد

ووجه الفنان عمرو سعد، عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى “انستجرام”، رسالة للسيناريست وحيد حامد بعد تكريمه أمس بمهرجان القاهرة السينمائي.

كتب الفنان “سعد”: ” تكريمك يا أستاذ تكريم لينا كلنا ولصناعة السينما وللجملة الحلوة اللي انربينا عليها واتعلمنا منها واخدتنا لسحر الدراما والسينما تكريم بيشاور على جزء من التاريخ القوي اللي بيعيش ويلاطم الزمن علشان يوصل لاجيال تانية علشان يثبت إن الصح صح”.

وأضاف: “الأفضل بيستمر مهما كانت الظروف وتعلمنا ان النجاح مش بالزفة الكدابة والدوشة والاستعراض أو حتي عدد المتابعين أو شباك تذاكر بس أو ترند يروح ويجي غيره، لأن الفن مش صفحة حوادث ومش شكل من الخارج ومن جوه فاضي الفن شقا وشغل وجهد وصنعة وتجربة وفكر وعلم، الفن شرف ومسؤلية تغير وامتاع وبقاء وتأثير مش مولد يغلب فيه اللي صوته اعلى وفي الاخر المولد بينفض ولا حتى منافسة هبلة وصراع عبيط الفن ثروة كبيرة قوي ومسؤلية كبيرة قوي”.

واختتم: “ربنا يديلك الصحة وطولة العمر يا استاذ انت واللي زيك ومبروووك لينا تكريمك”.

شريهان

كتبت الفنانة شريهان عبر حسابها الشخصي على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”: “قلبي فرحان وفخور بتكريم منى زكي ووحيد حامد، في الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تستحقون 1000 تكريم وتكريم”.

محمد أنور

احتفل الفنان محمد أنور بتكريم “حامد”، ونشر عبر انستجرام صورة للمخرج وحيد حامد أثناء تكريمه وعلق قائلا “الأستاذ وحيد حامد يا بخت كل اللي مثل كلامك”.

بشرى
حرصت الفنانة بشرى، على مشاركة متابعيها عبر حسابها الرسمي على “انستجرام”، صورة جديدة أثناء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى برفقة وحيد حامد.

وعلقت على الصور، قائلة: “الاستاذ وحيد حامد ..الشخصية والموهبة النادرة والمفكر الاستثنائي بحق.. الف الف مبروك علينا قيمتك وعلى مصر هامتك وبصمتك و للفن رؤيتك و بوصلتك اللى وجهة وجدان جمهورك سنين عن طريق الفكر والفن و ربنا يديك الصحة.

تابعت “بشرى”: كان لى الحظ و الشرف انى اشهد تكريم حضرتك مرتين..مرة فى مهرجان دبى و سط كل محبيك من الأشقاء العرب و مرة أخرى فى وطنك ومهرجان القاهرة السينمائى رقم ٤٢ وسط أهلك وعيلتك و زمايلك و تلاميذك وجمهورك من المصريين…دمت بعافية و دامت ابتسامتك البريئة العميقة”.

ومنح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42 ، جائزة الهرم الذهبي التقديرية للكاتب المصري الكبير وحيد حامد.

وأُفتتحت أمس، الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وسط إجراءات احترازية مشددة، يلتزم المهرجان بتطبيقها وفق البروتوكولات التي وضعتها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، حرصًا على تقديم دورة ناجحة فنيًا، وآمنة صحيًا، في ظل المواجهة التي يخوضها العالم ضد فيروس كورونا، وكانت أول هذه الإجراءات إتاحة تحليل pcr مجاني لكل ضيوف حفل الإفتتاح، الذي يُقام في الهواء الطلق في دار الأوبرا المصرية، إلتزامًا بقرار مجلس الوزراء.

 

####

 

أندرو محسن: جودة وتنوع أفلام المهرجان دليل على عدم الاستسلام لـ كورونا

قال الناقد أندرو محسن منسق المكتب الفني بالدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، إن الظروف القهرية التي شهدها الربع الأول من العام الجاري بسبب جائحة كورونا وما ترتب عليها، جعل البعض يظن أنه لن تكون هناك أفلام جيدة، أو أن الجميع سيؤجلون أفلامهم للعام القادم لتحظى بمشاهدة ومشاركة أكبر، ولكن من حسن الحظ خيب صناع السينما هذه التوقعات، وظهرت العديد من التجارب المهمة، وخاصة لمخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة الأولى أو الثانية، وهو ما ساعد فريق البرمجة في مهرجان القاهرة السينمائي على ضم 15 فيلمًا في المسابقة الدولية، منها 3 أفلام مصرية، تتميز عن بعضها في الأساليب الإخراجية والأفكار.

وأوضح “محسن”، أن المخرج أمير رمسيس في “حظر تجول” يتجه للواقعية وينحاز لقصة إنسانية، أما المخرج إسلام العزازي في “عنها” فيميل إلى الواقعية السحرية، وفي “عاش يا كابتن” ننتقل إلى الأفلام التسجيلية ونجد المخرجة مي زايد تحيك بإتقان من المادة التسجيلية عملًا دراميًا مؤثرًا.

وأكد “محسن” أن المسابقة الدولية تضم واحدا من أبرز الأفلام العربية هذا العام، وهو “غزة مونامور” للأخوين عرب وناصر طرزان، وهو الاختيار الرسمي لفلسطين للمشاركة في الأوسكار، ومن المجر تعود ليلي هورفات للمشاركة بفيلمها الثاني في مهرجان القاهرة “الاستعدادات لنكون معًا لأجل غير مسمى” وهو أيضًا الممثل الرسمي للمجر في الأوسكار.

ومن أوروبا أيضًا يشارك الفيلم الفرنسي “جاجارين” الذي يعد من أبرز أفلام العام، ويقدم رؤية شديدة الشاعرية ممزوجة بالخيال العلمي بشكل فريد، وفي المقابل هناك فيلم “شرطة” من الدنمارك، شديد الواقعية والذي يقدم نقطة غليان بين الشرطة وبعض سكان أحد الأحياء في الدنمارك. ومن روسيا يشاهد جمهور المهرجان فيلم “مؤتمر” الذي يقدم ذكريات الناجين من إحدى الحوادث الإرهابية، وهو من الأفلام التي نالت إشادة عند عرضه الأول في فينيسيا.

وبعيدا عن الأجواء المقبضة، الكوميديا حاضرة من خلال الفيلم الإنجليزي “التيه” الذي يدور في إحدى الجزر التي تستقبل اللاجئين، وهو من بطولة الممثل المصري أمير المصري.

كما تشهد المسابقة الدولية أيضا، العرض العالمي الأول لفيلم “آنيما” من اليابان وهو فيلم شديد الشاعرية والجمال على المستوى البصري، ومن آسيا آيضًا سيشاهد الجمهور الفيلم الياباني “تحت السماء المفتوحة”، وهو على عكس “التيه”، يتخذ أسلوبًا واقعيًا لكنه لا يخلو من الإنسانية.

من كندا هناك فيلم “نادية، الفراشة” الذي يقدم كيف يمكن أن تكون البطولة والشهرة ثقلًا على أصحابها، خاصة عندما يكون بطلًا قوميًا مثل بطلة الفيلم، ومن المكسيك يشاهد الجمهور فيلمًا قاسيًا عن المراهقة والحب والميول الانتحارية هو “50 أو حوتان يلتقيان على الشاطئ”، وأخيرًا من البرازيل سيكون الجمهور على موعد مع الفانتازيا من خلال فيلم “بيت الذاكرة”.

وختم أندرو محسن تصريحاته قائلا: “بالنظر إلى أعمال المسابقة الدولية معًا، يجعلنا نشعر أن هناك من نجحوا بالفعل في صناعة سينما شديدة الجودة وشديدة التنوع، بعضها يميل إلى الرومانسية الكلاسيكية، وبعضها يتجه إلى الواقعية القاسية، لكننا نثق أننا سنشاهد تجارب متنوعة وثرية خلال أيام المهرجان، لا نعِد بأنها ستُنسينا مشكلات وآلام العالم هذه الأيام، لكنها بالتأكيد ستصيغها لنا باستخدام سحر السينما”.

 

####

 

بين السيف والغناء.. كيف عَبر أبطال “حد الطار” عن الحب والتضحية

هالة أبو شامة

افتتح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42، أمس الخميس، مسابقة آفاق السينما العربية بالفيلم السعودي “حد الطار”.

فعلى مدار 80 دقيقة، استمتع الجمهور بمشاهدة قصة “دايل” ابن السياف، و”شامة” ابنة مغنية الأفراح الشعبية، والتى استطاع صناع الفيلم من خلالها إبراز ذلك الصراع الذي عاشه المجتمع السعودي في تسعينيات القرن الماضي، بسبب تمسكهم ببعض العادات والتقاليد الصارمة.

في الدقائق الأولى من الفيلم، ظن المشاهدون أن الصراع الحقيقي للأحداث يقتصر على المعاناة التي يعيشها “دايل” للزواج من حبيبته “شامة” التي ينتهز الفرصة بين الحين والآخر ليقابلها في الخفاء بعيدًا عن أعين المحيطين بهما ليقنعها بالزواج به بعد أن يتم تنفيذ حكم الإعدام في زوجها المنتظر الذي يعيش في محبسه لحظات قاسية في انتظار دفع الدية أو الموت، بينما يرفض عمه تلك الزيجة ويهدده إما أن ينصاع لأوامره وينسى تلك الفتاة ويعمل سياف كوالده وأجداده، أو أن يتم حرمانه من ثروته ومباركة عائلته.
تتحول الأحداث حينما يكتشف بطل الفيلم أن حبيبته تخدعه، وتنوي الزواج به حتى يكون مهرها سببًا في خلاص قريبها وزوجها المستقبلي من الموت بحد السيف
.

كانت نهاية الفيلم غير متوقعة، لكنها أثبت أن للحب أوجه عدة من بينها التضحية من أجل الآخر مهما كانت عواقبه المؤلمة.

أحداث الفيلم ولدت بأذهان المشاهدين العديد من الأسئلة التي أجاب عليها مخرج الفيلم وأبطاله، من بينها سبب تسمية الفيلم بذلك الاسم، حيث أوضح المخرج عبد العزيز الشلاحي، أن “حد” جاءت من تنفيذ أحكام الإعدام، و”الطار” من الطبل المستخدم في الأفراح الشعبية، مشيرًا إلى أن الأخير يكون مدورًا وإذا كان مربعا فإنه سيكون قاسيًا للغاية، ولذلك فإن تلك التركيبة للدلالة على أنه يمكن أن يكون الحد رؤوف.

فيما أشار إلى أن سيناريو الفيلم تم الانتهاء من كتابته عام 2017، إلا أنه قرر حينها تأجيل العمل فيه لأنه رأي أنه يستحق أن ينال قدرا أكبر من التركيز والإتقان في صناعته، لافتًا إلى أن ما ميز أحداثه هو عدم تطرقه لحياة السياف وإنما اكتفى بالإشارة للمهنة باعتباره موظف مهمته التنفيذ فقط، واكتفى بالتطرق لبيئة المغنية.

من جانبه، تحدث المنتج الفني المصري حسام حبيب، عن سيناريو الفيلم، وقال إنه أراد أن يطبقه على ديكور واقعي ليوصل فكرة السيناريو بالطريقة التي كتب بها، موضحًا أنهم من أجل ذلك قاموا بعمل مدينة صغيرة في السعودية تحاكي مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر بعد أن أخلوا حي صغير وأغلقوه لمدة شهر ونصف للتصوير.

وعن مدى تمكن بطلة الفيلم من الدخول للتمثيل في الأساس في ظل التقاليد الصارمة للمجتمع السعودي، قالت رضوى التي جسدت دور “شامة” إن والدها كان رافضًا للفكرة كليًا في البداية وظلت تُلح عليه لمدة عام ونص، حتى وافق على عملها كموديل بشرط ألا تظهر سوى وجهها، إلا أنه حينما لم يجد أشياء غريبة تدور في مخيلتها على حد وصفها، منحها قدر كافي من الثقة.

أما راوية التي جسدت دور “بدرية” والدة “شامة” فأكدت على أنها لا تتقن الغناء إلا أن المخرج اختارها نظرًا لتوافق هيئتها مع الصور النمطية لمغنية الأفراح الشعبية في السعودية.

 

موقع "إعلام.كوم" في

03.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004