ملفات خاصة

 
 
 

رئيس مهرجان القاهرة السينمائي محمد حفظي:

لم نفقد الأمل في إقامة دورة طبيعية

حوار ــ إيمان محمود:

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

* المسابقة العربية الأكثر تضررا بسبب كورونا.. وفخور بوصول الدعم المقدم من ملتقى القاهرة السينمائى إلى ٢٦٠ ألف دولار

* سعيد بتطور أفلام سينما الغد.. وحصول فيلم «ستاشر» على السعفة الذهبية من مهرجان كان حدثا استثنائيا لا يمكن تجاهله

* استهدفنا مشاركة ٨٠ فيلما منذ اللحظة الأولى.. ومشاركة ١٠ أفلام مصرية بالدورة 42 يؤكد قدرتنا على الوجود رغم الظروف الصعبة

* أحمد شوقى خسارة كبيرة واضطر لتقديم استقالته لرفع الحرج عن المهرجان.. والحديث عن مغادرتى بعد هذه الدورة سابق لأوانه

* الاحتفاء بفيللينى تكريم للسينما الإيطالية.. وغياب دولة الشرف ظرف استثنائى

* إقامة مهرجان الجونة فى هذه الظرف الاستثنائى كان تحديا كبيرا وشجاعة.. وهذا نجاح فى حد ذاته

* تكريم وحيد حامد وكريستوفر هامبتون انحياز لكتَّاب السيناريو.. لكنه ليس قرارا شخصيا

 

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والتى واجهت العديد من التحديات فى ظل الظروف الاستثنائية التى فرضتها جائحة كورونا على العالم.

«الشروق» التقت محمد حفظى ــ رئيس المهرجان للحديث عن ملامح الدورة المرتقبة وكيف استعد لمواجهة تلك التحديات للعبور بالدورة إلى بر الأمان.

يقول حفظى إنه لم يفقد الأمل منذ اللحظة الأولى فى إقامة المهرجان هذا العام بصورته الكاملة الطبيعية المعتادة، موضحا فى الوقت نفسه أنه لم يكن من البداية مع فكرة إقامة الدورة افتراضيا بالكامل خاصة فى عروض الأفلام، لأن ذلك لا يناسب طبيعة المهرجانات فى مصر، لكن هذا لا ينفى أن جانبا من فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما سيقام «أون لاين» مثل الندوات والـ«ماستر كلاسيز» وبعض الورش فقط، أما الأفلام وباقى الفعاليات فستعرض بشكل طبيعى مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية التى تعلنها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية.

·        كيف كانت رحلة الوصول إلى الدورة 42؟

ــ بعد العودة من مهرجان برلين فى فبراير الماضى أدركنا أن العالم أصبح مهددا بفيروس كورونا، كنت اتوقع أن يظل تأثير ذلك سلبا لعدة أشهر لكن لم أتوقع أن يتم إلغاء مهرجانات كبرى مثل كان، لكننا بالرغم من ذلك بدأنا فى وضع خطة لإقامة المهرجان فى إطار لا يشكل أى خطر على الناس، حتى نكون على أتم استعداد فى حالة إقامة الدورة، وكان لدينا إصرار على العمل حتى انتهينا من برمجة الأفلام ومشروعات الملتقى، ثم قمنا بالتواصل مع الرعاة بعد أن جاءت موافقة رئاسة الوزراء على إقامة المهرجانات فى مصر سبتمبر الماضى.

لكن التحديات كانت كبيرة بالفعل فيما يتعلق بالموجة الثانية وغلق أوروبا وصعوبة السفر وتواصلنا مع وزارة الصحة بجانب الشريك الطبى الذى يقدم عددا من الخدمات مثل Pcr والذى يتم تحت إشراف وزارة الصحة للتأكد من صحة الإجراءات المتبعة، وأيضا كان هناك تحد كبير خاص بالبرمجة؛ لأن عدد الأفلام أقل بكثير من كل عام خاصة مع تأجيل عدد من الأفلام إلى العام القادم حتى يتسنى لها العرض فى المهرجانات الكبرى، لكننا استطعنا الحصول على قدر مرضٍ من الأفلام الجيدة المتاحة فى ظل هذه الظروف التى تمر بها صناعة السينما فى العالم.

·        تقول أن «القاهرة السينمائى» لن يعرض «بواقى» أفلام المهرجانات.. هل هذا يعنى أنك حريص على جذب أكبر عدد من الأفلام فى عرضها الأول؟

ــ «القاهرة السينمائى» من مهرجانات الفئة (أ) طبقا للاتحاد الدولى للمنتجين وهذا يعنى أن دوره هو عرض أفلام جديدة على الأقل فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بجانب نسبة من الافلام الجديدة فى العالم، وربما هذا لم يكن يحدث فى فترة ما، لكننا نسعى كل عام لأن يعرض المهرجان أفلاما من اكتشاف فريق البرمجة وهو العدد الذى وصل إلى 20 فيلما فى عروضها العالمية والدولية الأولى، لكننا لا نكتفى بكون الفيلم عرضا أول، ونهتم بجودته الفنية حتى يليق بالمشاركة فى المسابقة أو خارجها، لذا أستطيع أن نقول بأن كل فيلم تم اختياره فى الدورة 42 شعرنا بالإعجاب به حتى لو اختلف عليه البعض لكن فى النهاية قادرين على الدفاع عنه، كما سعينا لأن يكون هناك تنوع كبير فى برنامج الأفلام مثل عروض منتصف الليل بها افلام مختلفة عن افلام المسابقة أو آفاق السينما العربية، وسعيد أيضا بتطور أفلام سينما الغد عام بعد عام، أما مسابقة آفاق السينما العربية فكانت الأكثر تأثرا هذا العام بسبب الأزمة؛ حيث قرر عدد من صناع الأفلام العربية تأجيلها إلى العام القادم.

·        يشارك 10 أفلام مصرية جديدة بالدورة 42.. هل نستطيع أن نقول بأن أزمة البحث عن فيلم مصرى فى مهرجان القاهرة انتهت؟

ــ بالفعل 10 افلام هو رقم كبير للغاية بالمقارنة بالسنوات الماضية، منها 3 أفلام فى المسابقة الدولية وقصدنا بذلك التأكيد على قدرة السينما المصرية على التواجد رغم الظروف، والتى استطاعت أن تتواجد أيضا بأشكال مختلفة فهناك الفيلم الوثائقى والقصير والروائى المستقل، وفيلم آخر لديه ميزانية كبيرة ونجوم، ولكنها ربما تكون مصادفة وربما يزيد عدد الأفلام التى تصلح للمشاركة فى المهرجان أو تقل العام القادم.

·        وماذا عن قرار تقليل عدد الأفلام إلى 84 فيلما؟

ــ منذ البداية كنا نهدف لمشاركة 80 فيلما فقط هذا العام، وأرى من وجهة نظرى أنه مع عودة المهرجان بشكل طبيعى سيكون الأفضل أن يتراوح عدد الأفلام المشاركة بين 100 أو 120 فيلما على الأكثر، لأننا لاحظنا أن العدد الكبير من الأفلام تسبب فى وجود عروض بلا جمهور وأعمال لا يشعر بها أحد وتظلم فى المشاهدة.

·        وماذا عن عرض فيلم «ستاشر» خارج المسابقة؟

ــ حصول فيلم «ستاشر» على السعفة الذهبية فى مهرجان كان حدث تاريخى للسينما المصرية لا يمكن تجاهله، ويستحق أن يكون له استثناء، بالإضافة إلى أن عرضه لا يخالف اللائحة لأنه ليس فى المسابقة، وهذه المرة سيتواجد مخرجه فى القاهرة والذى نسعد بمشاركته حتى يكون لجمهور القاهرة فرصة لمشاهدة الفيلم ومناقشة صناعه.

·        إلى أى مدى أربكت استقالة المدير الفنى أحمد شوقى أثناء التحضير لهذه الدورة حسابات المهرجان؟

ــ كنت أتوقع أن يكمل شوقى لسنوات طويلة فى مهرجان القاهرة، لكن الظروف لم تكن فى صفّه ودخل فى حرب ليس لها علاقة بالسينما، لذلك اضطر لتقديم استقالته حتى يرفع الحرج عن المهرجان، هو بالتأكيد خسارة كبيرة بالنسبة للمهرجان لكن فى نفس الوقت الحياة لا تتوقف عند شخص واحد، واستطعنا هيكلة المكتب الفنى للعمل بطريقة تناسب الظروف، وكنت فكرت فى البداية فى اختيار مدير فنى آخر، وحاولنا اقتراح أسماء جديدة لكن بعد فترة قصيرة من التفكير قررنا أن نعمل كمكتب فنى اتعاون فيه معهم لوضع برنامج جيد وهو ما تم بشهادة الكثيرين بعد إعلان الأفلام المشاركة فى المؤتمر الصحفى، وجدنا حماسا كبيرا له.

·        وهل ما زالت طموحاتك للمهرجان تصطدم بحجم الميزانية؟

ــ فى الحقيقة مهما كان حجم الميزانية أو دعم الرعاة يظل لدينا مشكلات لها علاقة بالفلوس لأن الطموح دائما اكبر من امكانيات أى مهرجان، فدائما نسعى للتطور ودعوة عدد أكبر من الضيوف، ودعم المشاريع وصناعة السينما، والذى استطعنا هذا العام أن يصل لـ 260 ألف دولار مقدمة من الرعاة وهو شىء يسعدنى ويجعلنى أشعر بالفخر.

·        هذا يعنى أن المهرجان أصبح له دور فى دعم صناعة السينما؟

ــ فكرت منذ تولى المنصب فى وجود أيام القاهرة لصناعة السينما، نظرا لضرورة وجود برنامج قوى يكون نقطة لقاء للمحترفين والصناع الذين لديهم مشروعات ويحتاجون فرصا لدعمهم فى الانتاج والتوزيع والعرض فى المهرجانات، وبالفعل نجحنا فى الملتقى وأصبح الاهم فى المنطقة العربية خاصة بعد توقف مهرجان دبى السينمائى منذ عدة سنوات، وبالمناسبة كنا نفكر فى إقامة الملتقى هذا العام بشكل افتراضى فى حال إلغاء الدورة، إيمانا منا بأهمية دور المهرجان فى دعم صناعة السينما.

·        إلى أى مدى ظهور حالات كورونا بعد إقامة مهرجان الجونة كان مقلقا لكم.. وما هى الإجراءات التى يتخذها المهرجان لتفادى تكرار ذلك؟

ــ مما لا شك فيه إن إقامة مهرجان الجونة فى هذه الظرف كان تحديا كبيرا وشجاعة من القائمين عليه وهو ما اعتبره نجاحا فى حد ذاته، وتابعنا عن قرب التجربة والتى كانت ملهمة لنا بشكل كبير فعلاقتنا بالجونة علاقة تعاون ومودة، لكن فى الوقت ذاته نشعر أن توقيت القاهرة السينمائى أكثر صعوبة خاصة مع إغلاق دول اوروبا منذ بداية نوفمبر ومن المرجح أن يظل الإغلاق حتى أعياد الكريسماس، لذا نتوقع اعتذارات من بعض الضيوف لكن فى نفس الوقت يسعدنا أن هناك ضيوفا لديهم الإصرار على الحضور.

أما عن الإجراءات الوقائية فنحن ملتزمون بالاجراءات التى اقرتها وزارة الصحة وتعليمات رئاسة الوزراء لتأمين الضيوف ونتواصل بشكل مستمر مع وزارة الصحة لمتابعة الاجراءات والاشراف عليها بالشراكة مع الراعى الطبى الخاص الذى سيقدم خدمات طبية للحضور والضيوف.

·        اثنان من كتَّاب السيناريو ضمن المكرمين هذا العام فهل ذلك انحياز منك للمهنة؟

ــ بالفعل من الممكن أن نسميه انحيازا، لكنه فى النهاية ليس قرارى الشخصى، فاختيار الكاتب الكبير وحيد حامد كان قرارا بالإجماع من اللجنة الاستشارية العليا، أما السيناريست البريطانى كريستوفر هامبتون كان بترشيح منى واللجنة مشكورة وافقت عليه لأنه بالفعل شخصية سينمائية ثرية جدا ليس فقط لأنه فاز بجائزة الأوسكار لكن لأنه قدم أعمالا عظيمة فى السينما والمسرح.

·        فقدنا عددا من النجوم هذا العام فما هى خطة المهرجان للاحتفاء بهم؟

ــ تعودنا أن نشير كل عام إلى القامات السينمائية التى فقدناها، ونحاول ألا نتجاهله فهم فى أذهاننا، لكن التركيز فى حفلى الافتتاح والختام يكون على المكرمين والجوائز ولجان التحكيم والأفلام.

·        وما سبب غياب دولة ضيف الشرف هذا العام؟

ــ هو أمر استثنائى هذا العام نظرا لقلة عدد الأفلام المشاركة، لكننا فى الوقت نفسه نعتبر احتفاء المهرجان بمئوية فيللينى احتفالا بالسينما الإيطالية.

·        أخيرا.. هل بالفعل تفكر فى مغادرة رئاسة المهرجان بعد الانتهاء من هذه الدورة؟

ــ الكلام فى هذا الموضوع سابق لأوانه، اركز حاليا على إقامة دورة ناجحة فى ظل الظروف الاستثنائية.

 

الشروق المصرية في

21.11.2020

 
 
 
 
 

هكذا أنقذ وحيد حامد فيلم «سكة سفر» لصديقه «بشير الديك»

سارة نعمة الله

الصداقة التي جمعت بين الكاتبين  وحيد حامد و بشير الديك تبدو استثنائية، فقليلًا ما نجد شخصين يوجد بينهما منافسة قوية ويحملان لبعضهما كل هذه المحبة والدعم.

في السطور القادمة يحكي الكاتب « بشير الديك » لـ «بوابة الأهرام» كيف قام شريك الرحلة والصديق بإنقاذه في إحدى مواقف حياته الحالكة، عندما أقدم على تجربة تقديم فيلمه « سكة سفر ».

وقال «الديك»: «خلال تحضيري لفيلم ( سكة سفر ) كان من المفترض أن يقوم بإخراجه أحد المخرجين الكبار، وبالفعل قمنا بمعاينة أماكن التصوير والانتهاء من كافة التفاصيل لكن أكتشفت أن المخرج مش حاسس الفيلم صح».

وأضاف «كنت حينها في قمة ضيقتي وغضبي، حينها هاتفت «وحيد» وشرحت له الموقف، ليتصل بعدها بالمنتج ويقول له «انا سمعت عن قصة الفيلم، ماتعملوه مسلسل» لكن الأخير رفض وأخذت مشروعي وقمت برد العربون له».

وأكمل «هنا أعاد لي وحيد حامد الروح بعد أن كان لدي أزمة في إنقاذ مشروعي حتى لا ينفذ بشكل خاطىء، وبالفعل قدمت الفيلم وقمت أنا بإخراجه وخرج بالشكل الذي يرضيني».

فيلم « سكة سفر » تأليف وإخراج بشير الديك ، ولعب بطولته الفنان نور الشريف ونورا وأحمد بدير وعبد المنعم إبراهيم.

 

####

 

محمد ياسين: وحيد حامد «استثنائي» وصاحب رحلة شغف وتأمل ووعي بالمجتمع

سارة نعمة الله

تظل العلاقة بين الكاتب والمخرج مميزة ومحيرة، فليس كل شريكين لابد أن يكونا على نفس القدر من الثقافة والثقة التي تثمر عن مشروع فني مختلف، لكن الأمر يختلف لدى الكاتب المخضرم وحيد حامد ، والمخرج المتميز محمد ياسين ، فالاثنان أصحاب دأب وشغف في المهنة، وكلاهما يحمل ثقافة وقراءة واعية للمجتمع وقضاياه، لذلك تخرج مشروعاتهما دائمًا تغرد خارج السرب.

وضمن احتفاء «بوابة الأهرام» بالكاتب وحيد حامد الذي يكرم بالدورة المقبلة ل مهرجان القاهرة السينمائي ، في ملف يحمل عنوان «الاستثنائي» يتحدث المخرج المخضرم محمد ياسين ويجيب عن تساؤل: لماذا يعد وحيد حامد كاتبًا استثنائيًّا؟.

ويقول «ياسين» : « وحيد حامد كاتب استثنائي، لأنه صاحب رحلة شغف كبيرة جدًا، هذا الرجل الذي جاء من الريف يغزو المدينة التي هي همه الحقيقي، وعاش تجربة الكتابة من بداياتها منذ عمله بالقصة القصيرة ثم تجربة الإذاعة يليها الدراما بجميع فروعها، فهو رجل يمتلك دأبا شديدا ووعيا كبيرا طوال الوقت بالمدينة والعالم والشخوص، بالإضافة لحفاظه على فكرة كتابة المقال الصحفي ما يجعله قادرا دائمًا على أن يكون له وجهة نظر مما خلق لديه وعيا وفهما من نوع آخر».

وتابع: «نجح وحيد حامد في أن يستمر، وجزء من رحلة استمراريته تتعلق بشغفه وتأمله الدقيق للمدينة وهي مسألة لا يزال محتفظًا بها حتى الآن، هذا بخلاف تجاوزه فكرة كونه كاتبا ليتحول لرجل يعي ويفهم جيدًا كل مقومات الصناعة، فهو يعرف كل شىء عن العمل الدرامي، ويضاف لذلك فكرة تجدده، فقد نجح في أن يعمل مع جميع الأجيال بداية من المخرج حسين كمال مرورًا عاطف الطيب وسمير سيف وصولًالشريف البنداري، وكذلك على مستوى الممثلين من محمود المليجي إلى أحمد مالك».

وأكمل: «تشمل منظومة نجاح وحيد حامد أنه نجح في حفر اسمه وسط أبناء جيله من كبار كتاب الدراما فهو دائمًا محارب ومغامر وشغوف ويتأمل الناس بوعي، ويستطيع أن يقرأ المجتمع من أدنى طبقاته إلى أعلاها، لذلك لكل هذه الأسباب وغيرها يبقى وحيد حامد كاتبًا استثنائيًّا».

وحيد حامد و محمد ياسين ، قدما معًا أعمالا حققت أصداءً واسعة نظرًا لإثارتها الجدل وهي: الجماعة 1، ودم الغزال، الوعد، محامي خلع.

 

بوابة الأهرام في

21.11.2020

 
 
 
 
 

إيمان كمال تكتب:

السينما المصرية حاضرة بقوة فى القاهرة السينمائى 42

مشاركة مصرية قوية تشهدها الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائى، بين أفلام روائية وتسجيلية.

ففى المسابقة الرسمية يعرض للمرة الأولى عالميًا فيلم «حظر تجول» للمخرج أمير رمسيس وبطولة إلهام شاهين وأمينة خليل، وتدور الأحداث عن أم تغادر السجن بعد سنوات طويلة فى ليلة حظر تجول لتجدها فرصة للتحرر من ماضيها، بينما تعانى من مقاطعة ابنتها لها.

وضمن المسابقة الدولية أيضا يعرض فيلم «عاش يا كابتن» للمخرجة مى زايد.

وتدور أحداثه حول «زبيبة» فتاة سكندرية تبلغ من العمر 14 سنة تحلم بأن تكون بطلة عالمية فى رياضة رفع الأثقال، بمساعدة «كابتن رمضان» مدرب الأبطال تخوض رحلة من الانتصارات والهزائم التى تشكل مشوارها كبطلة عالمية.

بالإضافة لفيلم المخرج إسلام العزازى «عنها» والذى تدور أحداثه حول زوجة تحاول أن تعيد اكتشاف نفسها بعد وفاة زوجها.

وتشارك المخرجة نسرين لطفى الزيات بفيلمها الوثائقى «ع السلم» والذى يرصد، كيف يمكن للكاميرا أن تساعد المخرجة الشابة على تكريس الماضى كذكرى جميلة ومعايشة الحاضر كلقطة ملونة والنظر إلى المستقبل دون خوف من فقدان جديد؟.

وفى مسابقة سينما الغد يشارك 5 أفلام قصيرة هى «الراجل اللى بلع الراديو» إخراج ياسر شفيعى، فى عرضه العالمى الأول، وتدور أحداثه حول راديو قديم يسقط داخل معدة رجل بسبب خطأ طبى، وهو الآن على أعتاب عملية جراحية لإزالة الراديو.

وفى عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشارك فيلم «الحد الساعة خمسة» للمخرج شريف البندارى، والذى تدور أحداثه حول اختبار تمثيل لإحدى الممثلات أمام مخرج كبير، لكنه ليس مجرد اختبار إذ يمتد تأثيره إلى حياتها الشخصية، ويشارك فيلم «حنة ورد» إخراج مراد مصطفى، فى عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذى تدور أحداثه حول «حليمة» رسامة حنة سودانية، تذهب مع طفلتها الصغيرة ورد إلى بيت عروس لترسم لها الحنة، لكن الأمور فى البيت تتطور إلى أحداث غير متوقعة.

وبعد حصوله على السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائى، يشارك خارج المسابقة، الفيلم القصير «ستاشر» إخراج سامح علاء، الذى يشارك فى إنتاجه فرنسا، بلجيكا، وتدور أحداثه حول آدم الذى يقرر أن يقطع طريقًا طويلًا لرؤية حبيبته بعد انقطاع قرابة الثلاثة أشهر، متحديًا كل العوائق.

كما يعرض خارج المسابقة أيضا فيلم «واحدة كده» إخراج مروان نبيل، وتدور أحداثه حول يوم تقليدى فى حياة امرأة، نشاهد خلاله كيف تختلف نظرات المحيطين بها إليها.

وفى برنامج «أفلام منتصف الليل» يشارك فى عرضه العالمى الأول فيلم «عمار» إخراج محمود كامل، وتدور أحداثه حول أسرة سيئة الحظ تصل إلى قصر آل غريب، ولكن سرعان ما تتبدد فرحة الزوجين وأبنائهما الثلاثة بمسكنهم الجديد حيث يتحول إلى عالم مرعب.

1- «الأب» فيلم الافتتاح

يعرض ليلة الافتتاح فيلم «الأب» للمخرج والكاتب الفرنسى فلوريان زيلر، والذى اختار مشاكل وأزمات كبار السن ليعبر عنهم من خلال البطل «آنتونى» والذى يعانى من تدهور صحته العقلية والخرف بحكم تقدمه فى العمر لكنه يعاند ويرفض تلقى المساعدات سواء من ابنته وحتى من حوله، وسط تطور الأحداث.

يحمل الفيلم خليطًا من المشاعر الإنسانية ونجح فى تجسيد الشخصيات الممثل آنتونى هوبنكز وأوليفيا كولمان.

قضايا سياسية وإنسانية فى الأقسام المختلفة

وضمن الأقسام المختلفة تعرض مجموعة من الأفلام التى تتناول قضايا انسانية وسياسية أيضا.

ففيلم «طباعة بالأحرف العلوية» تدور أحداثه أثناء حكم الطاغية الرومانى تشاوشيسكو، حيث يعتقل نظامه مراهقًا شابًا اعتاد على كتابة عبارات مناهضة للنظام على الحوائط بالطبشور، ويموت فى ظروف غامضة وهو فى عمر التاسعة عشر من عمره، بينما يرصد فيلم «شرطة» للمخرج فريدريك لويس هفيد، الوفاة الغامضة المراهق «طالب بن هاسى» أثناء احتجاز الشرطة له، فى حى «سفاليجاردن» ذى الأغلبية العربية، فتندلع على الفور احتجاجات شباب الحى على «قتله».

ويحكى فيلم «مؤتمر» لإيفان ى.تفردوفسكى عن إحدى الناجيات من حادث إرهابى بمسرح فى موسكو تقرر إقامة مؤتمر تذكارى داخل نفس المسرح، وتدعو الناجين للحضور واستعادة ذكرياتهم معها.

وفى «أعزائى الرفاق» فى القسم خارج المسابقة يرصد المخرج أندريه كونشالوفسكى ثورة العمال فى مدينة نوفوتشير كاسك نتيجة ارتفاع الأسعار، بينما تتحرك القوات لقمعهم، لتجد إحدى ناشطات الحزب الشيوعى الحاكم نفسها متورطة فى الأحداث بآخر طريقة تتوقعها.

أما فيلم «الخوف» فيتناول قصة سفيتلا الأرملة التى تعيش فى أحدى القرى البلغارية على الحدود مع تركيا، التى تقابل لاجئًا إفريقيًا تقرر تسليمه للسلطات، لكنها تجد أن عليها تتخذ قرارًا آخر سيجعلها تقف وحدها أمام القرية بأكملها.

2- لجنة تحكيم المسابقة الدولية

وخلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم مؤخرا للكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة المقرر إقامتها من 2 وحتى 10 ديسمبر المقبل، تم الإعلان عن لجنة تحكيم المسابقة الدولية والتى يرأسها المخرج والسيناريست أليكساندر سوكوروف، الذى يعد أحد أبرز المخرجين المعاصرين فى روسيا، وتضم اللجنة كلاً من الكاتب والفنان البرازيلى كريم إينوز، والمخرج الألمانى برهان قربانى، والمنتج السينمائى جابى خورى والممثلة لبلبة، والممثلة والكاتبة المكسيكية نايان جونزاليز نورفيند، والمخرجة والمؤلفة الفلسطينية نجوى النجار.

 

الفجر المصرية في

22.11.2020

 
 
 
 
 

حسين فهمي:

وحيد حامد "استثنائي" لأن معندوش شخصية تشبه الثانية

سارة نعمة الله

يعد فيلم « اللعب مع الكبار » واحدًا من أبرز الأعمال التي قدمها الكاتب المخضرم وحيد حامد خلال فترة التسعينيات من القرن المنصرم، هذا العمل الذي يدخل ضمن تصنيف أعماله التي تحمل قراءة خاصة للعلاقة بين المواطن ورجل الشرطة.

الفيلم لعب بطولته الزعيم عادل إمام، والنجم حسين فهمي الذي تحدث لـ"بوابة الأهرام"، عن تجربة عمله معه، ويجيب على تساؤل طرحته ضمن ملف احتفائي بالكاتب المخضرم بعنوان "الاستثنائي" على هامش تكريمه بالدورة المقبلة ل مهرجان القاهرة السينمائي .

 يروي النجم حسين فهمي ، كواليس التجربة، ويشرح لماذا يعد وحيد حامد كاتبًا استثنائيًّا؟.. «تجربتي في اللعب مع الكبار كانت مميزة جدًا، والحقيقة كنت مستمتعا بها لأقصى الحدود نظرًا للهارموني الكبير الذي وجدته سواء بيني وبين وحيد حامد أو باقي صناع العمل»

وأضاف فهمي، «أكثر ما أحبه في شغل وحيد حامد والذي يجعل منه كاتبا استثنائيا بالفعل هو أسلوبه المميز جدًا في الكتابة، فلا يمكن أن نجد خللا في السيناريو، بالإضافة إلى السلاسة في الحوار وهي سمة مميزة في أعماله».

وتابع: « وحيد حامد ليس لديه شخصية تشبه الأخرى، فكل واحدة لها طريقة حديث مختلفة عن الأخرى، فهو يمتلك لغة خاصة يتحدث بها في أعماله وهو ما جعله مميزا عن الآخرين دائمًا، كما تكون كلماته بالحوار نابعة من القلب»، مستكملا: «نجاحه في الوصول للمشاهد مرتبط بأنه بيأخذ وقته جيدًا في الكتابة فهو يمتلك عذوبة في الكتابة وهو ما جعله أيضًا يصل لكل الأجيال ويعمل معهم».

 

####

 

إياد نصار لـ«بوابة الأهرام»:

وحيد حامد «استثنائي».. نجح في التحول من فكرة كاتب لشخص مؤثر بالمجتمع

سارة نعمة الله

يظل مسلسل «الجماعة 1» واحدًا من أهم الأعمال التي قدمت بالدراما التليفزيونية على مدار العقود الأولى من الألفية الجديدة، هذا العمل الذي قدم قراءة جديدة ووافية لتاريخ الجماعة الإرهابية، في مرحلة حرجة قبل اندلاع ثورة يناير 2011، تجربة وضع فيها الكاتب وحيد حامد خلاصة قراءة كثير من المراجع بخلاف التجربة الشخصية والحياتية التي جعلته دائمًا يجيد قراءة هذه الجماعة ويفاجئ المشاهد بما يغفله عن تاريخها الأسود.

ولعل بطل الجزء الأول من مسلسل «الجماعة»، النجم إياد نصار ، الذي لعب شخصية حسن البنّا مؤسس الجماعة، دخل مرحلة جديدة في مشواره الفني بعد هذا العمل الذي حقق له شهرة وجماهيرية أوسع.

وعن تلك التجربة تحدث الفنان إياد نصار ، لـ«بوابة الأهرام»، وكما أسرد في إجابته، لماذا يعد وحيد حامد كاتبًا استثنائيًّا بالدراما المصرية؟.. قائلا: «فكرة أنك تشتغلي مسلسل من تأليف وحيد حامد حاجة عظيمة؛ لأن كل ممثل بيكون عنده أسماء معينة نفسه تكون عنده في تاريخه وفنه من مخرجين ومؤلفين وممثلين نفسه يشتغل معاهم، وكان وحيد حامد من الأسماء التي حلمت بالعمل معها».

وأضاف نصار، «هناك أسماء مهمة لابد أن تكون في الـ"سي في" الخاص بك، وكنت في الجماعة وهو من أهم مشاريع وحيد حامد التي كانت في وجدانه وكان مهما لي أيضًا؛ لأَنِّي كنت جزءا من هذا المشروع الضخم، وأكيد إحساسي بالنسبة لأي لممثل فاهم معنى أنك تشتغل مسلسل من تأليف وحيد حامد فما بالك أن يكون المسلسل نقطة هامة في تاريخنا الحديث».

وتابع: « وحيد حامد استثنائي، ليس لأنه يصيغ المشهدية الدرامية ويعرف صنع الموضوع بشكل احترافي، ولكنه انتقل منذ زمن بعيد من فكرة تأليف أعمال درامية إلى شخص مؤثر في المجتمع، والمؤلفين الذين يتحركون من فكرة المؤلف الدرامي للمفكر قليلون جدًا، فهو مفكر ولديه وجهة نظر غيرت وأثرت كثيرًا بالمجتمع، لذلك هو استثائي لأنه وحيد حامد ».

 

####

 

بشير الديك:

وحيد حامد ثابت على مواقفه.. ونجح في الوصول لكل الأجيال

سارة نعمة الله

عندما يكون هناك قامتان مبدعتان لابد أن يخلق بين كلاهما منافسة قوية قد تصل لحد الصراع في بعض الأحيان، بحسب ما هو معتاد، لكن العلاقة بين وحيد حامد والكاتب  بشير الديك فرضت ذاتها على الساحة، تلك العلاقة التي أكدت على صداقة وعشرة ومحبة، جعلت كلًا منهما داعمًا للآخر، وسندا هاما في حياة كلاهما، وتأكدت هذه العلاقة مؤخرًا عندما أكد وحيد حامد ، أن شريك رحلة كفاحه هو الأنسب لكتابة مشروع مسلسل سيرة ذاتية عن الراحل أحمد زكي بعد اعتذاره عنه.

ولأن الخصوصية في هذه العلاقة تظل نموذج ناجح للصداقة والمنافسة، كان لابد من الاقتراب والتعرف بشكل أكبر على كواليسها.. «بوابة الأهرام» تحدثت مع الكاتب  بشير الديك ، الذي كشف عن موقف أنقذ حياته الفنية على يد الكاتب وحيد حامد ، ويسرد لماذا يعد صديقه كاتبًا استثنائيًا.

قال بشير الديك ، «تجربة وحيد الدرامية مميزة منذ بداياته، فقد بدأ كبيرًا وقدم كثيرا من الأعمال المميزة بالتليفزيون، كان أبرزها مسلسل "أحلام الفتى الطائر"، والذي حقق له شعبية وجماهيرية كبيرة، ثم تأتي محطة فيلم "البريء"، والذي يمثل مرحلة انتقالية هامة في مشواره السينمائي».

وأضاف «الحقيقة وحيد وهو وحيد فعلًا؛ لأنه متفرد لا يشبه أحد في طريقته للكتابة، ولديه رؤية ثاقبة ونظرة قوية بخلاف قراءته الجيدة للمشهد السياسي والدليل مجموعة الأعمال التي قدمها مع المخرج شريف عرفة، فهو شخص يجيد حرفته، ويكفيه وجود عمل مثل "الجماعة" في أرشيفه».

وأوضح أن وحيد حامد شخص استثنائي لكونه ثابتا على مواقفه وآرائه، كما نجح في الوصول لجميع الأجيال بالإضافة لكونه نجح في أن يكون قارئا جيدا للمستقبل، لذلك هو عاش وهيعيش معانا دائمًا بأعماله؛ لأنه شديد الوعي بالمجتمع المصري فهو شخص يهتم بالتفاصيل الدقيقة وقادر على التعبير عن وجهة نظره بشكل جيد.

ويعود الديك بذاكرته، ويسترجع كيف ألتقى بصديقه ونشأت الصداقة بينهما، قائلا: «ألتقينا عبر المخرج الراحل عاطف الطيب، والذي كان سبب للتقارب في علاقتنا ومن وقتها أصبحنا أصدقاء، وحتى لو لم نلتق عنده كنت أقابله في مكان خاص بالفندق الذي كان يجلس فيه كل يوم، فهو شخص خلوق وطيب العشرة، ولا يمكن أن تجديه يفتعل الأزمات فهو غني من الداخل وليس لديه فقر في قلبه أو موهبته».

ويتحدث الديك، عن مشروع مسلسل أحمد زكي، ويضيف: «سبق وقرأت أنه سوف يقوم بتقديم عمل عن رحلة صديقانا الراحل، وبالفعل تحدثت معه وكان ممتن جدًا وداعما لي في أن أقدم المشروع وقال لي: "أنا مش فاضي وأعتذرت"».

ويختتم حديثه: «وحيد إنسان خلوق يستحق كل التقدير والتكريم لتاريخه الثري، وحتى إذا لم نكن نتقابل كثيرًا نظل متواصلين بالاطمئنان على بعض».

 

بوابة الأهرام في

22.11.2020

 
 
 
 
 

"عاش يا كابتن":بنات يرفعن الحديد ورجال يرقصون كتحية كاريوكا

شادي لويس

في العام 2003، فازت المصرية نهلة رمضان ببطولة العالم لرفع الاثقال في بودابست. من هنا يبدأ الفيلم الوثائقي "عاش يا كابتن" (اخراج مي زايد)، تصبح نهلة مصدر إلهام لفتيات الإسكندرية، ويصبح الكابتن رمضان، والدها-وهو مدربها أيضا، أحد رواد اللعبة في مصر. فعلى مدى عقدين، عشرات البطلات الأولمبيات تدربن وتعلّمن على يديه. طوال أربعة أعوام، يتتبع الفيلم "زبيبة"(14 عاماً)، في مسيرتها من البطولات المحلية، إلى بطولة الجمهورية والبطولات الإقليمية. قطعة الأرض الفضاء، التي تبدو كجزيرة ترابية صغيرة بين تدفق هادر من السيارات المسرعة وضوضائها، هي الموقع الرئيس للتصوير. في الظروف العادية، كانت مساحة الأرض على الأغلب، ستتحول إلى مكب للقمامة، لكن الكابتن رمضان يجعل منها بإمكانيات متواضعة وبعض الحديد الخردة، ساحة للتدريب اليومي ومصنعاً للأحلام والبطولات.

زبيبة، المراهقة الخجولة ومتوسطة البنية لا تتكلم كثيراً، ولا نعرف عنها شيئاً بعيداً عن ساحة التدريب، لا تتبعها الكاميرا إلى البيت أو المدرسة، يحبط الفيلم عمداً السردية الفردية المطروقة في أفلام الأبطال الرياضيين، تظل الكاميرا في الجزيرة الترابية معظم الوقت وتنتقل فقط إلى الصالات الرسمية لمتابعة المنافسات. التركيز على زبيبة يبدو عرضياً، أو حلاً إجرائياً للامساك بخيط واحد للقصة شديدة التشعب. حول كابتن رمضان، المرح وسليط اللسان الفخور بنفسه، يتحلق مجتمع كامل من الفتيات والشابات رافعات الأثقال، بعضهن بطلات عالميات بالفعل، مجتمع استثنائي يعيش هناك فقط داخل قفص مفتوح على الشارع وأمام المارة... مجتمع أسبرطي حيث تتعرض الفتيات أحياناً كثرة للقسوة لتخشينهن. مجتمع طوباوي، فالكابتن رمضان يبني سور قطعة الأرض بيده طوبة طوبة، وتشترك الفتيات في جمع المساهمات المالية الصغيرة في ما بينهن لتحويلها إلى بستان. لكن أكثر ما يميز هذا المجتمع هو تلك السيولة المذهلة للخطوط الجندرية، سيولة مشوشة مثيرة للإعجاب وللاضطراب في الوقت نفسه

التقاطعات بين الذكورة والأنوثة، وتماهيهما تظهر من اللحظة الأولى، "عاش يا كابتن" العنوان العربي للفيلم، هو التحية الذكورية لصالات التدريب، علامة التضامن الرجالية والاعتراف المتبادل، صيحة الفحولة لتحدي الطبيعة، العضل ضد الحديد وقوانين الجاذبية. لكن الفيلم المعروض حالياً في برنامج مهرجان نيويورك للأفلام الوثائقية، يحمل اسماً إنكليزياً أيضاً، يعني شيئاً آخر، العكس تقريباً، "ارفعي كفتاة". التوتر بين دلالات العنوانين ربما وليد الصدفة، أو وراءه أغراض تسويقية تستهدف جمهورين مختلفين، لكن مع هذا يظل كاشفاً، والأكثر تعبيراً عن الفيلم، حتى ولو دون قصد

لا يقدم لنا "عاش يا كابتن" السردية المتوقعة بإلحاح، أي معركة التغلب على القيود المجتمعية والدينية المفروضة على الفتيات وأجسادهن في حي شعبي، بل العكس يصدمنا بالبساطة التي تتم بها الأمور. باستثناء بضعة صبيان مشاغبين على الجانب الآخر من السور، فكل شيء يجري على ما يرام. يحضر رجل ملتحٍ ابنته التي لا تتجاوز الست سنوات إلى التمرين، ويطمئن الكابتن رمضان امرأة منقبة على ابنتها، يسأل ويجيب على نفسه، إن كانت ستصبح مثل الولد، ويكون رده بسؤال آخر عن العلاقة بين النبي والسيدة خديجة، من كان يصرف على من؟! الفتيات الأكثر خبرة يشرفن على تدريب الصبيان.لا يتوقف الأمر هنا، في مشهد فريد، يقف الكابتن رمضان أمام زبيبة ويقول لها بغرض التشجيع: "أنا بنت وأنت راجل"، ويضيف في منولوغ شبه مسرحي أن مدرب تحية كاريوكا على الرقص كان رجلاً، ويبدأ هو نفسه بالرقص بمجون ساخر. هكذا لا تستطيع الفتيات فقط أن يصبحن مثل الرجال، أن يُرفعن إلى مصاف الذكور الصبيان، بل تتبدل الأدوار بالكامل على الجانبين، بنات يرفعن الحديد ورجال يرقصون كتحية كاريوكا، تصبح التصنيفات الجندرية بلا دلالة، أو بدلالة يتم قلبها عمداً. لكن لا يمر هذا دائماً من دون ألم أو مقاومة، فحين يصر مدرب شاب على توجيه الحديث إلى زبيبة بصيغة المذكر، وأحياناً بصيغة المذكر الغائب، ترد هي بالإشارة إلى نفسها بصيغة المؤنث، في مشاهد متتابعة لا تخلو من صور أخرى من العنف المعنوي.

الكاميرا التي تظل حاضرة بشكل متقطع على مدى أربعة أعوام، نشعر وكأنها غير موجودة، ربما بتأثير من الألفة أو الاعتياد لا يراها أبطال الفيلم المنخرطين بالكامل في حياتهم في الساحة، ونكاد لا نلاحظها نحن حتى. كأن تدخل مخرجة العمل، مي زايد، بقي عند الحد الأدنى، أو هكذا توحي لنا بمهارة خادعة، من خلال طبيعية الأحداث، خشونتها الناعمة وبقائها على السطح لرصد الظاهر فقط، الحميم في بساطة والمباشر برهافة استثنائية. وقرب نهاية الفليم، تتولى ضربة القدر المذهلة، التي تثبت دائما أنها الأكثر تراجيدية من الخيال، بتحويل مسار الفيلم إلى أبعد من رفع الأثقال، إلى سؤال وجودنا نفسه

 

المدن الإلكترونية في

22.11.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004