ملفات خاصة

 
 
 

رحلة المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي قبل الاستقالة

سارة نعمة الله

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

رحلة من العمل والدأب المستمر خاضها الناقد أحمد شوقي على مدار ست سنوات داخل مهرجان القاهرة السينمائي ، ليأتي خبر استقالته من منصب المدير الفني بعد أسبوع من الإعلان عنه في مفاجأة غير متوقعة، وبين تلك المفاجأة والتخطيط للدورة الجديدة كثير من الخطوات التي قطعها «شوقي» سواء من خلال خبرته الشخصية التي أكتسبها من عمله كناقد يطوف في العديد من المهرجانات العربية والدولية أو تلك التي ظهرت من خلال تعامله القريب مع الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله المدير الفني السابق ل مهرجان القاهرة السينمائي .

لاشك أن الدورة الجديدة ل مهرجان القاهرة السينمائي ستكتسب شكلًا مختلفًا طبقًا للتأسيس الذي وضعه لها أحمد شوقي منذ العام الماضي، حينما كان يتولى منصب «القائم بأعمال المدير الفني»، لكن قبل الحديث عن ذلك فإن مسألة الاستقالة ستجعل هناك مأزقين الأولى تتعلق بفكرة «الكيمياء أوالتوافق» فالدورتين الأخيرتين أثبتا أن هناك حالة من التناغم وترابط وتواصل الأفكار بين رئيس المهرجان محمد حفظي وبين أحمد شوقي ، ما أدى لخروج الدورة الأخيرة تحديدًا في نسخة ناجحة، كان لها صدى على الصعيدين الدولي والمحلي.

أما المأزق الثاني فيتعلق بكون «شوقي» اكتسب خلال فترة عمله بالمهرجان والتي كان يتواجد بها بجوار الراحل يوسف شريف رزق الله خبرة كبيرة منه أهلته ليضع الكثير منها ويطوعها في قواعد وأسس جديدة غيرت من شكل المهرجان وبرمجته.

وعلى مدار رحلة عمل «شوقي» داخل مهرجان القاهرة، كان شديد الحرص على متابعة كافة التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، خصوصًا أن الراحل «رزق الله» كان يعتمد عليه بشكل كبير في تنفيذ كثير من المهام التي كانت تطلب مجهود متضاعف، الأمر ذاته مع الناقدة ماجدة واصف الرئيس السابق ل مهرجان القاهرة السينمائي ، الأمر الذي مهد وجعل هناك علاقة ثقة تجعل الرئيس والمدير يستشيرونه في أغلب الأمور الخاصة في برمجة المهرجان، خصوصًا أنه كان يمثل قيادة شابة لديها عدد من الأفكار والطموحات التي تريد تنفيذها.
وخلال هذه المرحلة التي تتمثل تحديدًا في الفترة التي كان يدير خلالها مسابقة «آفاق للسينما العربية» منذ عام 2016، حقق «شوقي» إنجازات واضحة على مستوى اختيار مشروعات لأفلام تصدرت المشهد في العديد من المحافل الدولية بعد ذلك، نظرًا لما كانت تتمتع به من تنوع في القضايا الإنسانية والمجتمعية التي تتقارب مع الذوق المصري والعربي، حتى أن برنامج «آفاق» خلال الفترة التي ترأس فيها إدارته بات صاحب الشعبية والجماهيرية الأكبر من المسابقة الرسمية، خصوصًا أنه أيضًا كان من أكثر برامج المهرجان إلتزامًا بإجراء النداوات وحضور ضيوف أفلامها مما كان يتيح فرصة التواصل بين الحضور من الجمهور والمتخصصين مع صناع الفيلم.

لكن الدور الحقيقي لـ  أحمد شوقي بدأ في الدورة الأخيرة الـ 41 للمهرجان، يتمثل في أمران، الأول يتعلق بتحمله المسئولية لخلافة يوسف شريف رزق الله ، خصوصًا بعد رحيله وحمل الدورة لاسمه، والثاني يتعلق بالتمهيد الذي أهله «شوقي» في دباجة العمل بالمهرجان ليكون مستعدًّا لمواجهة ظرف حرج مثل «كورونا» الذي نعيشه حاليًا، وهو ما يمكن استيراده في السطور القادمة.

وكان الإنجاز الأهم الذي حققه «شوقي» في الدورة الأخيرة والتي لاشك يستفيد منها العاملين في برمجة المهرجان حاليًا، فكرة التقسيم وذلك على المستويين الأول يتعلق بالنطاق الجغرافي للمناطق والدول، أما الثاني وهو الأهم يتعلق بتخفيض نسب أعضاء لجان المشاهدة بواقع مشاهدة كل اثنان أو ثلاثة لمجموعة من الأفلام عبر رابط إلكتروني بكود سري ويتم التوقيع من قبل اللجنة على ضرورة وسرية البيانات مما جعل هناك فرصة أعظم في مسألة الاختيارات والانتقاء منها مبكرًا بدلًا من تفويت فرصة المشاهدة لكثير من الأفلام بسبب ضيق الوقت وتكدس أعضاء اللجنة جميعهم لمشاهدة الآفلام معًا، ما يلقي بظلاله أيضًا على دباجة العمل هذا العام، خصوصًا في ظل الظرف الحرج الذي نمر به الآن انتشار فيروس «كورونا» والذي لا يتحدد له مصير واضح.

ونظرًا لأن ظرف جائحة «كورونا» كان له أثر بالطبع على صناعة الأفلام هذا العام مما سيجعل هناك أزمة في فرصة الاختيارات الأفضل للمهرجان، لكن هناك نقطة قد تكون فيصل في تلك المسألة تتعلق أيضًا بالنظام الذي وضعه «شوقي» في المهرجان بالعام الماضي، بوجود شبكة من المستشاريين الدوليين الذين يساعدون الإدارة الفنية في مهمة التواصل والترشيحات لصناع الأفلام من دول مختلفة للمرة الأولى في عمر المهرجان بعكس ما كان يحدث في السابق.

ولاشك أن هذا النظام والبرمجة منح المهرجان في دورته الأخيرة الأحقية في الحصول على 35 فيلمًا في عرضها العالمي الأول، 84 فيلمًا في عروضها الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وبخلاف ذلك فقد نجح «شوقي» أيضًا في جعل القاهرة مركز لصناعة والتقاء السينما العربية، خاصة بعد أن أغلق مهرجان دبي أبوابه منذ عامين والذي كان يلعب هذا الدور بقوة في المنطقة العربية، حيث قام في الدورة الأخيرة بتزويد أفلام المسابقة العربية بواقع 12 فيلمًا في مقابل 8 مما حمس الكثيرون من المخرجين العرب لعرض أفلامهم للمرة الأولى ما يعد إنجازًا كبيرًا للمهرجان.

ومن منطلق المسئولية المهنية، فبخلاف تلك الأعمال وغيرها من التي كان يقوم بها خلال توليه مهمة «القائم بأعمال المدير الفني» بالدورة الأخيرة، كان «شوقي» في صدارة المشهد، فقد كان يتواجد باستمرار على مدار اليوم بمقر فعاليات المهرجان «دار الأوبرا المصرية» لتدارك أي مشاكل فنية ومهنية قد تحدث، ودأب على ذلك منذ اليوم الأول لفعاليات المهرجان بالعام الماضي، والتي وقعت بها مشكلات في نوافذ الحجز بسبب الضغط عليها وسقوط نظام التشغيل، مما دفعه لاتخاذ قرار بتقسيم هذه النوافذ بين مجموعة تخصص للجماهير وآخرى للصحفيين والنقاد، بخلاف تواجده الدائم للرد على أية تفاصيل واستفسارات تتعلق بأي أمر خاص بالمهرجان، وهو ما كان يقوم به الراحل يوسف شريف رزق الله .

وبعيدًا عن هذا وذاك، فأن ستقالة أحمد شوقي من جميع مهامه بالمهرجان سواء منصب المدير الفني أو مدير برنامج «آفاق السينما العربية» سيشكل مأزق آخر على مستوى التعامل الإعلامي والصحفي، حيث كان يمثل وجوده نقطة مضيئة متمثلة في قيادة شابة متفتحة تسمح بفرص التواصل والنقاش وطرح التساؤلات، خصوصًا إذا كان هناك مشكلة أو أزمة مثارة وهو ما دائمًا يكون مأزق في كثير من الأحداث التي يرفض مسئولوها التواصل الإعلامي من ناحية، ومن ناحية أخرى تشير لوعي الناقد بأهمية التعامل بشفافية مع وسائل الإعلام في الوقت الذي باتت فيه تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي أقرب للحدث الذي لابد أن تكون مثل هذه الوسائل الإعلامية على قدر مسئوليته في تغطية حدث فني كبير مثل هذا.

رحلة أحمد شوقي في مهرجان القاهرة السينمائي ستبقى نقطة فاصلة في مشواره بين التغيير وتجديد الدماء ووضع قواعد وضوابط مختلفة للعمل تتوازى مع ما تسمو إليه المهرجانات الدولية.

كما أنه من المؤكد أنه كان سيقدم الكثير في العام الحالي لكونه كان تحدي كبير وفارق في مستقبله.

 

بوابة الأهرام المصرية في

11.06.2020

 
 
 
 
 

استقالة أحمد شوقي من مهرجان القاهرة السينمائي.. جزاء مستحق أم نتاج تربص مقصود؟

عيسى: الشطارة والاجتهاد لا يكفيان وحدهما

رحاب صبحي

لم تمر أيام على خبر تعيين الناقد أحمد شوقي مديرا فنيا للمهرجان ( بعد أن تولى منصب القائم بأعمال مدير المهرجان في الدورة الماضية على أثر وفاة مدير المهرجان السابق يوسف شريف رزق الله ) حتى ثارت موجة عارمة من الجدل والانتقادات حول توليه هذا المنصب.

وذلك بسبب كتابته لبوست على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2013 وصف فيه ضحايا استاد بورسعيد من شباب الالتراس الأهلاوي بأنهم “نافقين” ، وتم تدشين هشتاج بالمطالبة باستبعاده من منصبه، وهو ما أثمر مؤخرا عن تقديم شوقي لاستقالته من هذا المنصب.

ولكن على الجانب الآخر عارض العديد من النقاد والصحفيين والإعلاميين ما حدث، واصفين الهجوم الذي تعرض له شوقي تارة بأنه يأتي طمعا في منصبه من قبل البعض، وتارة أخرى بأنه حملة ممنهجة من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين يريدون افشال المهرجان باستبعاد شوقي منه.

الكيلانى : استقالة أحمد شوقى حملة ممهنجة ضد المهرجان لأنه كان “الدينمو”  لهذا الحدث الضخم  

وتعليقا على استقالة أحمد شوقي من منصب المدير الفني للمهرجان، أكد الناقد والكاتب الصحفى مصطفى الكيلانى على أن دور شوقي في الدورة السابقة من مهرجان القاهرة السينمائي لا يستطيع أحد  أن ينكره، و هو شخص نشط جدا، ودوره فى جمعية النقاد كسكرتير لها دور فعال، وكذلك دوره فى الاتحاد الدولي لنقاد السينما “فيبرسي”، واتحاد النقاد الأفارقة، كل هذه الأنشطة و الأدوار كانت ستساعده على تحقيق نجاح كبير فى ادارة و تطوير  مهرجان القاهرة السينمائى الدولى .

وأضاف الكيلانى ان شوقى ساهم بالفعل في تقديم برامج وفعاليات موزاية فى الدورات السابقة للمهرجان مثل أيام القاهرة لصناعة السينما ، وهو تلميذ لنقاد كبار راحلين  واكتسب من خبراتهم ، مثل على ابو شادى، سمير فريد ، و بالطبع يوسف شريف رزق الله  المدير الفنى للمهرجان السابق

وأكد الكيلاني أن ما حدث لشوقي ما هو إلا حملة ممهنجة ضده من قبل الإخوان، مشيرا إلى أن الإشادة بالدورة الماضية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى وتقييمها محليا ودوليا  بأنها كانت ممتازة أزعج الإخوان، خاصة عزمى بشارة وتابعيه فى العالم. \

وأكد أن ما كان يزعجهم ليس هو أحمد شوقى على الأخص بل نجاح المهرجان فهذه الحملة الممهنجة هي ضد المهرجان لأن شوقي كان هو “الدينمو” المحرك لهذا الحدث الفني الضخم خاصة فيما يتعلق باختيار وبرمجة الأفلام المعروضة في المهرجان، فقدكان له قدرات فنية وعلاقات دولية مكنتهمن استقطاب أفلام دولية هامة.

عيسى: قرار استقالة أحمد شوقى سليم الشطارة والاجتهاد لا يكفيان وحدهما

أما الكاتب الصحفى أيمن عيسى، أحد المشاركين في هاشتاج المطالبة بإقالة أحمد شوقى من منصب مدير المهرجان اعتراضا على أسلوبه في إبداء آراءه فأكد أن الفن كقوة ناعمة لايجوز التغاضى معه عن القيم الإنسانية، وفي حالة شوقي كان من الصعب الفصل بين أهمية وهذا المنصب والمواقف اللا إنسانية لمن يتولاه.

وأضاف أن الشطارة والاجتهاد لا يكفيان وحدهما ، فلابد أيضا ألا يكون لمن يتولى هذا المنصب مثل هذا السجل من المواقف اللاانسانية، خاصة فيما يتعلق بانتهاكه لحرمة موتى – بوصفهم أنهم قد نفقوا – وهم لا يستطيعون الرد عليه ، والسؤال اليس هذا هو ما كان يفعله الدواعش !!، والإساءة للموتى لا تقع في نطاق حرية الرأي، فهل يجوز ان نقدم من فعل ذلك للعالم  لكي يكون واجهة للفن  المصري، مؤكدا ان لا يصلح أن يكون متحدثا باسم مصر .

وأضاف عيسى ان قرار الاستقالة سليم، وكان يجب الا يتم تعيينه أصلا حتى لانضع انفسنا فى موقف محرج دوليا ،  لان هناك أصوات دولية  انتقدت تعيين شخص مثله يصف شهداء بورسعيد بالنافقين فى بوستات عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك منذ 2013 ، و الاعتذار الذي قدمه بعد تعيينه لا قيمة له ، فهو اعتذار من اجل المحافظة على منصبه فى المهرجان،  مضيفا ان كل منا مسؤول عن الذى يكتبه لان ذلك أرشيف له و شاهد عليه

خير الله : استقالة أحمد شوقى خسارة للمهرجان

أما الناقدة ماجدة خير الله، فلفتت الى أن من عادة الشباب أن يتبادلوا الفاظا قاسية خاصة عندما يتعلق الأمر بكرة القدم ، لكن هذه قصة قديمة وقعت  منذ خمس سنوات فلماذا يتم نبشها الأن ! خاصة وأننا الوقت الحالى يجب أن يكون اهتمامنا منصبا على مدى كفاءاته وقدرته على العمل والعطاء،و اكدت ان شوقى هو عضو فى لجنة تحكيم مهرجانات عالمية وهو الذى انقذ سمعة المهرجان العام الماضى.

وأشارت إلى أن وصف شوقي بالفاشية أمر يتسم بقدر كبير من المبالغة، كما أن الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي ، والتي تولي فيها شوقي منصب القائم بأعمال المدير الفني، كانت من انجح الدورات منذ عشر سنوات ، مع الأخذ في الاعتبار أنه تولاها  فى وقت ضيق وبالتالى هى خسارة للمهرجان ، مؤكده أنه اجتهد هو و باقي اعضاء الفريق المتدرب جيدا على يد الراحل  يوسف شريف رزق الله

وتسالت خير الله  متعجبة : ولماذا لم تعاقبوه على ما قاله طوال السنوات الست الماضية ؟  لافتة الى أن أغلب الذين يهاجمونه  متحدثين عن سمعة مصر ليس لهم علاقة بالفن من الاساس !

وحذرت خير الله من ان استسلام الجهات المسؤلة لهذا النوع من الضغط هو أمر سلبى ، وكان من المفروض على إدارة المهرجان ان تقف بجانبه تقديرا للمجهود الذى بذله فى الدورة الماضية ، لافتى الى أن هناك من كانوا يطمعون فى منصب أحمد شوقى ووصفوه بأنه صغير السن ، وكأن ذلك عيباً .

خير الله: أحمد شوقى كان له اداء متميز فى اختيار الافلام فى الدورة الماضية من المهرجان

وأشادت خير الله بأداء شوقي في اختيار افلام الدورة الماضي من مهرجان القاهرة السينمائي ، مشيرة الى أن نسبة كبيرة من هذه الافلام كانت مرشحة للاوسكار و لجوائز دولية أخرى ، مؤكدة ان هذه لم تكن مهمة سهلة ،كما اشادت بقدرته على اختيار ضيوف المهرجان ولجان التحكيم ، ففي هذه الدور تواجد عدد  كبيرمن المخرجيين من اصحاب الأعمال الجيدة ،

كما كان شوقي يتميز بروح الشباب والحماس ، و بهذه الروح و باختياراته المتميزة للافلام استطاع أن يجعل شباك التذاكر يحقق نجاحا كبيرا فى الدورة الماضية  ، حتى أنه قد تواجد ثلاث منافذ للبيع التذاكر لكثرة الاقبال من الجهمور، كما تميزت هذه الدورة أيضا بحلقات نقاشية هامة ،كما تميز شوقى  بقدراته على ادارة فريق العمل بشكل جيد.

القاضى: أستقالة أحمد شوقى نوع من أنواع هروب

ومن جانبه ، أشار الناقد كمال القاضى الى أنه يعتبر أستقالة أحمد شوقى هو نوع من انواع الهروب، موضحا ان سعد الدين وهبة عندما كان رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى السبعينات كان يختار عناصر المشاركين بالمهرجان بدقة شديدة، فكان يشترط الحس الوطنى وكان يرفض أحد ينتمى للتطبيع الثقافى مع اسرئيل ، وبالتالى كان اختياراته خاضعه لتلك  المعايير .

أوضح القاضي ان المهرجان واجهه ثقافية وخصوصا مدير المهرجان لابد ان يكون رجل فوق مستوى أية شبهات، والذى يقول على شهداء بورسعيد ويصف ما حدث لهم بالنفوق لا يمكن وصفه بأنه شخص سوى، فلايجوز الفصل بين الجانب السينمائى والجانب السياسي و الانساني  ، و هذا لا يمنعنا من القول أن أحمد شوقى من الناحية السينمائية هو شخص نابه من الناحية السينمائية وقدم دورة ناجحة العام الماضى .

 

المال المصرية في

12.06.2020

 
 
 
 
 

متهم بالعنصرية والتطرف على خلفية أحداث «استاد بورسعيد»

استقالة المدير الفني لـ «القاهرة السينمائي» بسبب «الأهلي»

المصدر: نجلاء سليم - القاهرة

بعد اتهامات بالتطرف والعنصرية والدموية طالت المدير الفني الجديد لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أحمد شوقي، وحدوث مواجهات إعلامية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد الفضائح، بسبب تصريحات سابقة لشوقي، بخصوص النادي الأهلي المصري. قدم الأخير استقالته من منصبه، علماً بأن الدورة الجديدة من المهرجان يفترض انعقادها في شهر نوفمبر المقبل.

وقامت اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان بعقد اجتماع قبلت فيه الاستقالة المقدمة، وأصدر مهرجان القاهرة بياناً رسمياً قال فيه: «يود رئيس المهرجان المنتج والسيناريست، محمد حفظي، وأعضاء اللجنة الاستشارية العليا، التقدم بالشكر للأستاذ شوقي، لما قدمه للمهرجان خلال عمله في الدورات السابقة».

ويؤكد المهرجان على التزامه بالاستمرار في التحضير للدورة الـ42، التي سيتم الإعلان عن بعض تفاصيلها في غضون الأسابيع المقبلة، مع الاستمرار بالتمسك بمبادئ وقيم المهرجان، مثل التعددية وتواصل الثقافات، وإلقاء الضوء على الأصوات السينمائية الجديدة، وتوفير منصة للمواهب السينمائية حول العالم، والإسهام في تطويرصناعة السينما المحلية والإقليمية.

بدأت الأزمة بعد قرار وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبدالدايم، بتعيين أحمد شوقي مديراً فنياً للمهرجان، خلفاً للناقد الراحل، يوسف شريف رزق الله، الذي كان شوقي مساعداً له طوال أربع سنوات مضت، وسبب الهجوم على أحمد شوقي هو ظهور منشورات قديمة له قام بنشرها على «فيس بوك»، منذ ست سنوات، ووصف البعض تلك المنشورات بأنها تحض على الدموية والعنف والتطرف والسخرية من ضحايا نادي الأهلي، الذي وصفهم بأوصاف لا أخلاقية، عقب مذبحة «استاد بورسعيد»، التي راح ضحيتها أكثر من 70 مشجعاً من جمهور الأهلي، وتشكل هذه الواقعهة جرحاً أليماً بالنسبة للذاكرة المصرية.

ورغم اعتذار أحمد شوقي في بيان رسمي عن منشوراته، لكن الاعتذار لم يكن كافياً لحل الأزمة لاحتواء المشكلة.

 

الإمارات اليوم في

12.06.2020

 
 
 
 
 

هكذا تحاول المهرجانات العربية والدولية الإفلات من شبح الإلغاء

الجونة يؤجّل فعالياته شهراً والإسكندرية يقلص مسابقاته ومالمو يرفض الأونلاين

 نجلاء أبو النجا 

لا تزال جائحة كورونا تتحكّم في مصير الفعاليات، رغم السماح بعودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي، مع الاحترازات الصحية، ونسبة لا تتعدى 25 في المئة.

وكانت المهرجانات السينمائية أكبر الخاسرين من قرارات الإغلاق، وأيضاً قرارات العودة المشروطة، وبعد إلغاء أو تأجيل أو تحويل عدة مهرجانات إلى ما يسمّى فعاليات أونلاين بعرض الأفلام للجنة التحكيم عبر الوسائط الإلكترونية، وإعلان الجوائز من دون حضور فعلي لصناع الأفلام أو الجمهور، ما زال هناك بعض الأمل في مهرجانات سينمائية عربية أخرى مثل مهرجاني الجونة والإسكندرية، وأيضاً مالمو للسينما العربية بالسويد.

ونظراً إلى أن صنّاع المهرجانات السابق ذكرها يصارعون من أجل البقاء وإقامة فعالياتهم ويرفضون طريقة الأونلاين وما شابه، فهناك استراتيجيات جديدة تُطبّق من أجل إطلاق هذه المهرجانات.

استراتيجية الدورة العاشرة لمالمو

يقول المخرج محمد قبلاوي، مدير مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، "لا نية لتأجيل المهرجان في دورته العاشرة هذا العام، المقرر إقامتها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ولا نية أيضاً لإقامته أونلاين من حيث عرض الأفلام عن طريق البث بواسطة المواقع الإلكترونية سواء بالنسبة للجمهور أو لجنة التحكيم".

وأضاف، "هدف المهرجان الأساسي هو أن يكون موعداً لالتقاء الجمهور وصنّاع السينما من كل الوطن العربي، وتبادل الثقافات والخبرات وإقامة الندوات والورش الفنية، للاستفادة من الوجود السينمائي بمالمو".

وتابع قبلاوي، "الدورة العاشرة من المهرجان ستقام في موعدها من دون تأجيل، مع تنفيذ كل الاحترازات التي يطبّقها العالم، من حيث التعقيم والكمامات والتباعد الاجتماعي، وستُنفذ نسبة 25 في المئة أيضاً حتى الآن، مع مراعاة ما سيحدث من تغييرات في حالة حدوث أي جديد، فربما تكون الأمور أفضل".

وواصل، "بالنسبة إلى الضيوف الذين سيحضرون المهرجان من صنّاع السينما والإعلاميين والنقاد فستُعتمد أيضاً نسبة 25 في المئة فقط، مع البث المباشر لكل فعاليات المهرجان من ندوات وورش سينمائية وأحداث حتى يستطيع الجميع متابعة كل كبيرة وصغيرة عن طريق قناة المهرجان على اليوتيوب أو مواقع التواصل الاجتماعي".

وفي ما يخص مسابقات المهرجان وعدد الأفلام قال مدير مالمو، "الدورة المقبلة هي العاشرة للمهرجان، وكان هناك ترتيب بخصوص الاحتفال بها من حيث المفاجآت والضيوف والأفلام، لتكون دورة خاصة، لكن بسبب (كوفيد 19) ستؤجّل هذه المفاجآت إلى العام المقبل، وسيكون عدد الأفلام كبيراً. وتوجد مسابقتان الأولى الأفلام الطويلة، وعددها نحو 15 فيلماً، وتتفرّع إلى الروائية الطويلة والوثائقية، والأفلام القصيرة، وتتراوح أفلامها ما بين 20 و25 فيلماً".

وتابع، "ستكون هناك ورشة عمل نقاد بلا حدود، إذ تعود هذا العام بعد توقف العام الماضي، ويشارك فيها عدد كبير من النقاد من مختلف الجنسيات، وهم نحو 15 ناقداً. إضافة إلى سوق المهرجان، وصناديق دعم الأفلام والمشروعات السينمائية التي تصل إلى أربعة صناديق، منها دعم بنحو 200 ألف دولار، وهو صندوق ما بعد الإنتاج، ويدعم تسعة مشروعات سينمائية، ويوجد دعم لأفضل فيلم، ويقدر بـ15 ألف يورو".

واختتم قبلاوي حديثه عن صعوبات حصول الضيوف على تأشيرات السفر للسويد، وهي دولة أوروبية، وسط التشديدات والمحاذير المتبعة بسبب فيروس كورونا، وقال "لا توجد مشكلات حتى الآن، وفي بداية سبتمبر (أيلول) ستتضح الرؤية بشكل كبير بخصوص السفارات والحصول على التأشيرات، وسنتابع الأمر مع الخارجية السويدية قبل توجيه أي دعوات ووفقاً لأي تحديث بفعل الظروف والمستجدات".

الجونة ينتقل إلى نهاية أكتوبر

وقال انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة لـ"اندبندنت عربية"، "المهرجان حتى الآن سيقام، لكن سيُجْرى تأجيله شهراً واحداً فقط، فبدلاً من إقامته بنهاية سبتمبر سيقام في نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، وبالتحديد من 23 إلى 31 أكتوبر، وفي انتظار اتضاح الصورة بشكل أكبر، مع تنفيذ كل الإجراءات الأمنية وسياسة الأشغال التي لا تتعدى 25 في المئة، من حيث الجمهور والضيوف، وفي انتظار ما يُستجد، لكن بالنسبة إلى الأفلام فسيقدّم العدد المعتاد، أو ما يقاربه، وقد ترشّح للمهرجان نحو 8000 فيلم سينمائي من كل أنحاء العالم".

وأضاف، "معظم المهرجات ألغيت بسبب جائحة كورونا، ما جعل هناك إحساساً بالإحباط، وأعتقد أن إقامة مهرجان الجونة في دورته الرابعة ستبعث الأمل من جديد، وأن الحياة تعود إلى طبيعتها للحياة السينمائية".

وصرّحت الفنانة بشرى رزة، رئيس عمليات المهرجان إلى "اندبندنت عربية"، بأنه حاليّاً تُناقش فكرة كيف يمكن للمهرجانات أن تتكيّف مع الظروف الحالية، وتواصل دورها في تطوير الصناعة إقليميّاً ودوليّاً، ومن أجل ذلك يوجد حوار مستمر مع أبرز صناع السينما والمهرجانات السينمائية، وعلى جانب آخر يُجْرى مشاهدة أفلام مهمة، شاركت في مهرجانات مؤثرة، حتى "نزوِّد الجونة بأهم المهرجانات في العالم".

تأجيل مهرجان الإسكندرية

وحول مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، قال رئيس المهرجان الأمير أباظة، لـ"اندبندنت عربية"، "سيُجْرى تأجيل موعد إقامة الدورة السادسة والثلاثين، لتكون في الفترة من السابع إلى الـ12 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بدلاً من أكتوبر، وذلك نظراً إلى جائحة كورونا المستجد، وخوفاً على حياة الإعلاميين والضيوف الأجانب".

وأضاف، "هذه الدورة ستقام في ظروف صعبة، لكن أثق أنها ستمرّ على خير، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها"، مشيراً إلى أنه من المقرر فتح باب تسجيل وتلقي أفلام المسابقتين الطويلة والقصيرة لدول البحر المتوسط من خلال الموقع بدءاً من الـ15 يوليو (تموز) الحالي وإلى الـ15 من سبتمبر (أيلول) المقبل، على أن يُكتفى بالمسابقتين فقط.

 

الـ The Independent  في

16.07.2020

 
 
 
 
 

مصير المهرجانات: "بانتظار غودو"

نديم جرجوره

مشهد المهرجانات السينمائية العربية والدولية في ظلّ "كورونا" مضطرب. صالات سينمائية تُعلن استعادة نشاطها، ثم تُغلق أبوابها بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس المستجدّ. مهرجانات تؤجِّل دوراتها الخاصّة بعام 2020، وأخرى تُصرّ على إقامتها، وبعضها منتمٍ إلى الفئة الأولى (مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي)، في مواعيدها المحدّدة سابقاً.

هذا يطرح تساؤلات، يبدو أنّها ستبقى معلّقة لفترة طويلة: كيف نواجه "كورونا"، بانتظار ما سيخترعه العلم والطبّ؟ بالانكفاء الدائم أمام انتشاره، أو بمواجهته رغم المخاطر، فتُفتح المرافق العامة، ويلتقي الناس مع التزام التباعد الاجتماعي واستخدام أدوات الوقاية؟ كيف يُمكن لنحو 1500 صحافي وناقد أنْ يُشاهدوا معاً فيلماً في مهرجان، داخل صالة مغلقة؟ أيضعون الكمامات ويرتدون القفّازات في مشهدٍ سوريالي يُصنع في استديوهات الخيال؟ من يتحمّل مسؤولية اجتماع مئات المُشاهدين في صالة مغلقة، أو حتى في صالة مفتوحة في الهواء الطلق، مع أنّ المخاطر فيها أقلّ؟

معطيات عدّة تشي بأنّ في الغرب عجزاً عن ضبط أمور السلامة العامّة. تقارير ومعلومات وأخبار تقول إنّ ارتباكاً غربياً يحصل في كيفية التصدّي لانتشار الفيروس، وأرقام المُصابين به تزداد يوماً تلو آخر. المخاطر حاضرةٌ في وسائل النقل أيضاً. فكيف السبيل إلى بلدٍ آخر، ومهرجان أوروبي، وصالات بعيدة؟ هذا حاصلٌ في الغرب. في معظم العالم العربيّ، الوضع أسوأ. رغم هذا، يريدون إقامة دورات جديدة لمهرجاناتهم، في بلدانٍ عاجزة عن حماية مواطنيها من خطر الفيروس وتفشّيه.

لا أحكام ولا محاسبة. التساؤلات مشروعة. الإجابات معلّقة. الضياع متحكّم. الرغبة في الخلاص مؤكّدة. الشوق إلى سفرٍ ومهرجانات ولقاءات ومشاهدات وصالات وسهراتٍ أقوى من أي شيء آخر. لكن الواقع مرير، والمسار يؤشّر إلى تفاقمٍ خطر. لذا، لا شيء يُفيد الآن غير الانتظار، وإنْ يُخشَ أنْ يكون الانتظار حكراً على... "غودو".

 

العربي الجديد اللندنية في

17.07.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004